المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبرير العنصرية..



الحاج بونيف
22/04/2009, 07:56 AM
تبرير العنصرية

المواقف البائسة التي اتخذتها الدول الغربية من خطاب الرئيس الإيراني، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية، يؤكد السقوط الحر للدول التي نصبت نفسها حامية للقيم الإنسانية، فقد تحول المؤتمر إلى استعراض للولاء لإسرائيل من خلال تلك الانسحابات المخزية من قاعة المؤتمر، ودخلت الحكومات الغربية، بما فيها تلك التي قاطعت المؤتمر، في سباق محموم من أجل الدفاع عن إسرائيل التي وصفها نجاد، دون أن يجانب الحقيقة، بأنها "تتبوأ مكانة مرموقة في العدوانية والاحتلال والإرهاب".

الحركة الصهيونية التي ظلت مصنفة من قبل الأمم المتحدة، ولعقود، كحركة عنصرية، أصبحت اليوم تتمتع بالحصانة التي تمنحها إياها الحكومات الغربية التي مارست العنصرية ولا تزال ترفض المشاركة في القضاء على كل أشكال هذه العنصرية، والحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو وعضوية وزير خارجيته العنصري البغيض أفيغدور ليبرمان لا يمكن أن تكون محل نقد أبدا، والمجازر التي ارتكبت في غزة، وعمليات الإبادة الجماعية، وكل أشكال العنصرية التي تمارسها إسرائيل حتى على من يحملون جنسيتها من فلسطينيي 1948 كلها لا تشفع لأحمدي نجاد أو لأي شخص آخر يريد أن يقدم صورة حقيقية عن دولة قائمة على العنصرية، بل إن الشرط الذي وضعه نتنياهو حتى يعترف بدولة فلسطينية، وهو اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، لم تتم الإشارة إليه رغم أنه يمثل دليل إدانة صريح لهذا الكيان الإرهابي والعنصري.

من سوء حظ الحكومات الغربية أنها تبنت الدفاع عن إسرائيل في ظل حكومة إسرائيل لا تخجل من تقديم نفسها كحكومة عنصرية متطرفة، ومن سوء حظ هذه الحكومات أيضا أنها أعلنت ولاءها لإسرائيل بعد محرقة غزة، والرأي العام الغربي الذي أسقط الحصانة عن هذا الكيان الإرهابي لن يتأثر بهذه المواقف الرسمية التي تصنعها الحسابات الانتخابية والولاءات الشخصية، وسيتعين على المجتمعات الغربية أن تتخذ موقفا واضحا إلى جانب القيم التي تعتنقها أو إلى جانب إسرائيل التي تستخف بكل القيم الإنسانية.


ج. صوت الأحرار

علي حسين فرهود
22/04/2009, 03:44 PM
السلام عليكم:
في الحقيقة هناك أمران أشدّ على المرء من موقف الحكومات الغربية من المؤتمر ودفاعها عن إسرائيل :
1- المشاركة العربية ( المتواضعة بل والمخجلة) وكأنّ الموضوع بحدّ ذاته أصبح خارج إهتمام العرب وإلّا كيف يفسّر ذلك الغياب وإكتفاء البعض من الدول بإرسال مندوبين عنها ولكنّهم لم يكونوا حتّى على مستوى وزير خارجية !! وأظنّ أنّ من البديهي والأمر كذلك أن يعرف العربي أنّ زعماءه مهتمّون بأمور أخرى غير قضية العرب المركزية ، ويأتي صريح الكلام وأقواه من خلال نجاد وأردوغان !!
2- موقف ممثلية دولة فلسطين من خلال وزير خارجيتها الذي كان يقود بنفسه مجموعة (المتنازلين ) عن كلّ ما يمكن أن يفسّر على أنّه إدانة للصهاينة ، بحسب ما أفاد به أكثر من متابع من داخل أروقة المؤتمر ، وكأنّ الرجل (مأمور) بإجهاض أي محاولة لإغضاب الأسياد!! ومن شاء البحث في بعض مادار من مشاورات جانبية أثناء المؤتمر فعليه بقراءة والإطّلاع على ما أوردته وسائل الإعلام (الغربية) التي انتقدت غياب زعاماتها وقياداتها السياسية عن المؤتمر وفي نفس الوقت سلّطت الضوء على صفحة من صفحات التخاذل العربي ..
يا حاج ، إن كان موقف العرب (الرسمي ) بهذا الشكل ، ومستوى التخاذل الفلسطيني ( الرسمي) بهذا السوء فلماذا نعيب على الغرب التي لدولها تاريخ حافل بالتمييز حتّى يومنا هذا؟ نعم مواقفهم سيّئة ولكن أظنّها لا تقلّ سوءا عن مواقفنا ( الإنبطاحية) ..
مع شديد الأسف ..

بونيف محمد
22/04/2009, 07:44 PM
السلام عليك أخي الحاج بونيف والسلام على الجميع

بداية السيد محمود أحمد النجاد لا يختلف اثنان عن أنه محق فيما قاله في المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب والذي أطلق عليه (دوربان الثانية ) ، ولكنني أقول كما قلت في موضوع شاركت به في بوابة واتا قضايا عربية وإسلامية حول هذا المؤتمر ما يلي :
1 ـ لو قال السيد محمود أحمد النجاد ما قاله في مؤتمر للجمعيات والهيآت الغير حكومية أي الغير الرسمية أو في بلده أو أي بلد عربي لوافقه الجميع وصفق له كثيرا وارتاح لمداخلته ، ولكنه قاله في مؤتمر رسمي يضم ممثلي الدول على اختلاف مواقفهم وأهدافهم من حضور هذا المؤتمر.
2ـ لم يهاجم فقط إسرائيل بل هاجم بشكل غير مباشر إلا أنه مكشوف الدول الأوروبية حيث أشار إلى المحرقة مع أنه يعلم ما أثارته من نقاشات ومحاكمات في مجموعة من الدول ومع مواطنيها لا الغير ( فرنسا نموذجا) ، وأشار إلى دور الدول الأوروبية في توطين الصهيونية من خلال الإشارة إلى هجرة اليهود من الدول الأوروبية ، وكأنه لمح إلى أن الصهونية هي صنيعتهم
باختصار برأيي لم يستعمل اللغة الحقوقي المعهودة في مثل هذه المؤتمرات الرسمية والمسندة بالقانون الدولي والقرارات الأممية التي لا يستطيع الغرب نفيها حتى ولو لم يتفق معها،
وقد قلت في موضوعي السابق والذي طرحته هذا الأسبوع ما يلي

لو قال ما قاله في المؤتمر الرسمي بشكل آخر، كأن يقول مثلا من العار ونحن في الألفية الثالثة وكل العالم وفي مقدمته الدول الغربية يتغنى بحقوق الإنسان أن يبقى الاستعمار المباشر في الأراضي العربية ضدا على حق تقرير المصير الذي أقرته الأمم المتحدة ، أليس من العار أن يستمر بناء المستوطنات ضدا على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ؟ ،
أين هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 الذي سوى بين العنصرية والصهيونية ؟؟؟ وهل فرطت فيه الديمقراطيات الغربية ؟؟

ماذا عن جرائم الإبادة العنصرية والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ولبنان ، وماذا عن الحصار المحرم دوليا والذي يعاني منه الفلسطينيون خاصة في غزة ؟؟
ماذا عن توصيات دوربان الأولى بخصوص مجموعة من القضايا ؟؟......
لو قال هكذا مثلا ما كان لممثلي الدول الأوروبية في نظري أن يجرؤوا على مغادرة قاعة المؤتمر، وينهي هو نشر غسيلهم بشكل لبق وبنفس خطابهم وشعاراتهم ، ولكن( اتهامه) كان صريحا ومباشرا ولم يراع الفارق التاريخي للقرار الجائر والمرحلة الراهنة ،ويظهر وكأنه تعمد (الإهانة)
هذا بالإضافة إلى مجموعة من القضايا المحرجة للدول الغربية والتي طرحت في الاجتماع التحضيري لدوربان الأولى بعمان وفي المؤتمر نفسه سنة 2201
و تخشى أن تطرح من جديد
بالاضافة إلى أن هذا المؤتمر تكميلي فقط لسابقه
تحياتي من جديد ـ ــــــــــــــ بونيف محمد

أ.د. محمد محمد إبراهيم
25/04/2009, 10:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرّة أخرى، تأتي المواقف الصادقة من الدول غير العربية، وذلك مهما كانت الطريقة التي وقع التعبير عنها في المؤتمر، بينما صمتت الأصوات العربية الرسمية في هذا المؤتمر، لكن تتعالى أصوات بعض القادة العرب الذين يعتبرون أنفسهم زعماء الأمة العربية بمنع الدول غير العربية من التدخل في القضية الفلسطينية، إذ لا بد أن تكون هذه القضية حكرا على الدول العربية ( الذين لم يتوصلوا خلال ستين عاما من تحقيق أي تقدم بل العكس، أضاعوا ما تبقى من فلسطين)، عفوا وإلى جانب الدول العربية يمكن أن تتدخل أيضا الدول الصديقة أو التي يظنون أنها صديقة: أوروبا وأمريكا، ولا ننسى أن في داخل الدول العربية نفسها، يجب أن تكون الدول الكبرى فقط هي الفاعلة، ولنتذكر ماذا كانت ردود الفعل عندما أرادت قطر لعب دور ما أثناء الحرب على غزة.
ولنتساءل لماذا هذا الإصرار العربي الرسمي على التشبث بأذيال الأميريكيين والأروبيين وبالتالي بإسرائيل ؟ لما هذا الحرص على عدم خدش شعور إسرائيل، لماذا لا نقاطع علنا حكومة إسرائيل العنصرية التي لا تعترف بدولة فلسطينية، ونحاول خطب ودها علها تتراجع بعض الشيء بينما تمت مقاطعة حكومة حماس لأنها لا تعترف بحكومة إسرائيل منذ اليوم الأول، ومقاطعتها أتت مباشرة من الدول العربية ومن الرئاسة الفلسطينية؟ ألا تشعر الحكومات العربية بنوع من الخجل من هذه المواقف المتكررة والتي تؤلم شعوبها ؟ هل أن خيار السلام الإستراتيجي للعالم العربي هو حقيقة إستراتيجي ؟
نقرأ كل يوم أنواعا من التحاليل للمواقف التركية والإيرانية والتي تحذّر من خطر هذه المواقف على الامة العربية و على قضاياها والتي تخفي ما يهدد إستقلالها وأمنها، هل الشعوب العربية غبية إلى هذا الحدّ حتّى لا تعرف المواقف التي تخدمها ؟
انتهت حرب غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أو لنقل توقفت، ولكن غزة لا تزال محاصرة مجوّعة محرومة من أبسط مقومات الحياة الكريمة، ولكن ذلك لم يعد يحرك ساكنا في المواقف لا العربية ولا الأوروبية، ونسينا الحرب والصور المروعة التي كانت تقاقنا وكل الاهتمام موجه الآن إلى إسرائيل والخوف من خدش شعورها بعد هذه الحرب الإجرامية بل ومحاولة تبرئتها من إلصاق التهم بها وتعطيل محاولات تقديم شكاوى ضد قادتها على أمل أن تخفض الحكومة الحالية من حدة لهجتها.
نقول لهؤلاء ولهؤلاء، لنترك الدول التي أبدت مواقف شجاعة تجاه الغرب وسمّت الأشياء بأسمائها الحقيقية غير خائفة من خروج ممثلي الدول الموالية لإسرائيل مهما كان الأمر، علّها تصل إلى ما لم تصل إليه سياسة العرب طوال ستين عاما.