المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى قاسم أمين محرر



ام الفضل بنت الشيخ
22/04/2009, 02:58 PM
إلى قاسم أمين
إلى قاسم بك أمين - رحم الله أموات المسلمين -
أكتب لك بعد مائة سنة من رحيلك عن الحياة، حينما رأيت وجهك على غلاف مجلة صدرت عام (1928م) ، وتحتها مكتوب أنهم أقاموا احتفالاً بمرور عشرين عاماً على وفاتك.
لقد علمتُ من كاتبة المقال (هدى شعراوي) أنك عشت ثلاثاً وأربعين سنة -فقط-، كان هذا الرقم سبباً لكي يقشعرَّ جلدي، لقد أهلكت شبابك حتى اللحظة الأخيرة في محاربة الحجاب، وتزيين السفور، والدعوة للاختلاط بين النساء المسلمات، لكن قطع الموتُ عليك الطريق، فلم تستمتع ولم تذق من اللذات والشهوات ما يكفي، فصرت أول من دعا لإفساد المرأة المسلمة، وأنت أقلُ من استمتع بها، وجاء بعدك زمان صار (الإنسان العفيف) يرى من الأجساد العارية، ويسمع من الأصوات الماجنة، ما لم تره أنت في عصرك أو تسمعه، وإن عدد ما استمتعت به من رؤية النساء أقلُّ مما يراه المتعففون الآن؛ لفساد الحال، وأبشِّرك بالذي يسوؤك في قبرك، ويخلع القلب رهبة، أن آراءك تبعها أناس حملوا لواء الإفساد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلوا من كتبك ومن سيرتك قدوة لهم، فأنت مثلهم الأعلى في التمرد على شرع الله -عز وجل-.
لقد شاعت الفاحشة في الذين آمنوا بسببك، فبعد موتك بسنين انتشر الخنا، وأبيح الزنا، وشاع الفساد، واستمتع الناس ببعضهم في الحرام، فهل ذقت من الشهوات ما ذاقوه؟! بل لعلك الآن تلاقي في قبرك أوزاراً مع أوزارك، ولا تدري من أين أتاك كل هذا؟، ولعلك الآن تُحاسب عن لذاتٍ لم تذقها، فغيرك ذاق واستمتع أضعاف ما ذقته، وأنت تحاسب عن جميع ما أجرموه بسببك.
قالت عنك (هدى شعراوي) إنك رحلت للدراسة في أوروبا بعدما أكملت من عمرك عشرين سنة، وحين أنهيت الدراسة في بلاد النصارى، جئت فخوراً بشهادة التخرج بين يديك، ولكنك أيضاً جئت وبين جوانحك عزماً أكيداً على أن تصنع من بلادنا، ومن أهلنا، ونسائنا ، أنموذجاً أوروبياً، فهل كان هذا هو أقصى أمانيك؟! بئست الأماني وقبحها الله من أهداف!!، ألم يؤلمك ما في أوروبا من سبِّ لله -سبحانه وتعالى-؟!؛ حيث كنت ترى الصليب منتصباً في كل مكان يهتف بأن لله ولداً، وأنه ثالث ثلاثة؟! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً؛ ألم يحترق قلبك؛ لأن الملايين من الناس يسجدون لغير الله، ويعبدون سواه بالليل والنهار؟!، تركت هذا كله ونظرت -فقط- لواقع نسائهم واختلاطهم.
وحين زيَّنه الشيطان لك، وأعجبك جئت لتنقله إلينا؛ كما فعل عمرو بن لحيِّ الخزاعي حين أُعجب بالأصنام، ونقلها إلى مكة؟!، وأنت صنعت مثله، فنقلت أصنام الكفر والفكر إلى بلد المسلمين.
كنتَ تستدل على قضيتك ومطالبتك بأدلة من الكتاب والسنة، فعن أي دين كنت تتحدث؟، وفي أي مكان تعلَّمت ذلك الدين؟!، هل أتيتنا تحدثنا عن إسلام لا نعرفه، وجلبته لنا من أوروبا بعدما تعلمته هناك؟! يؤسفني أن أوروبا جاءتنا بعد موتك بست سنوات فقط عام (1914م) معلنة علينا الحرب العالمية الأولى؛ جاءت بخيولها، ودبَّاباتها، وجيوشها، بعد أن أرسلت أفكارها، ومفاهيمها، وتصوراتها قبل ذلك ، معك ومع أمثالك، فمزَّقت دولتنا، وسلبت خيراتنا، وذبَّحت أبناءنا، وهتكت أعراضنا، وسامتنا سوء العذاب، وهؤلاء هم الذين أعجبوك، وانبهرت بهم، وطالبتنا أن نجعل منهم قدوةً لنا.
لقد أكمل اليهود مسيرتك في إفساد المرأة، وتحبيب السفور والاختلاط لها، ومحاربة حجابها الشرعي؛ فالبداية المخادعة جاءت من كتبك، والخاتمة انفضحت على أيدي أناس لعنهم الله، وغضب عليهم؛ حيث جاء سفاح منهم وهو (مصطفى كمال أتاتورك)؛ ليقتل (خلافة المصطفى صلى الله عليه وسلم) بعد موتك بستة عشر عاماً فقط عام (1924م) ، فأسقط الخلافة الإسلامية، وألغى الشريعة، وأمر بخلع الحجاب، وطاف أنحاء تركيا مع زوجته سافرةً، وهذا بالضبط ما كنت تنادي به وتتقطع حسرات على نشره، حقاً لقد أشعرت اليهود (بنشوة الانتصار) وسكرة الفوز، حينما أرسلوك جندياً لهم في بلادنا، فصار إرسال أبنائنا للتعلُّم من أوروبا واقعاً ملموساً حتى وقت رسالتي هذه إليك.
أطالع ملامحك الكردية، وأتذكر القائد الإسلامي الكردي (صلاح الدين الأيوبي) ؛ الذي حرر فلسطين من أيدي الصليبيين، وأنت تجرُّ المرأة المسلمة؛ لتكون أسيرةً في أيدي الصليبيين، ويراودني سؤال لك ولكن الزمان لا يعود، فلا أدري هل كنت مغفلاً مخدوعاً، واستعملوك لأهدافهم، فرجعت إلينا لتقوم بأداء الدور بسذاجة؟!، أم أنك كنت تعقل وتدرك أنك تقوم بإفساد أمةٍ سعى إلى صلاحها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقدَّم روحه، وماله، ووقته، وكل ما يملك؛ من أجل أن يصلح الناس ويهتدوا، فجئت بعده بأكثر من ألف سنة لتفسد ما أصلحه، والله -سبحانه وتعالى- يقول: ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها...) .
يا قاسم بك أمين ! كبرت مصيبتك من بعدك، فللأسف لم تفسد مصر وحدها بسببك وأمثالك؛ بل إن إفسادك استشرى بعد موتك من حيث لم تحتسب، فالتابعون لك والمؤيدون لفكرتك علوا في الأرض، وأنفقوا أموالهم وجهودهم في محاربة الفضيلة والعفاف، وساهموا في ترويج الرذيلة إلى بلاد الشام وإلى بلاد المغرب، والعراق، والخليج، وأنحاء العالم الإسلامي، فها أنا من بلاد الحرمين أرى بيننا ألف قاسم وقاسم.
يا قاسم بك أمين ! كان أولى لنا أن ننصب من موتك عبرةً في قلوبنا، وفي إعلامنا، بدل الاحتفال بمرور عشرين سنة على وفاتك، حتى تكون لحظاتك الأخيرة زاجراً لمن أراد الفساد والإفساد، ففي ليلة الثالث والعشرين من أبريل في نادي المدارس العليا، كنت تقوم بتقديم فتياتٍ رومانياتٍ كما يكتبه عنك أحمد لطفي السيد، فأصابتك السكتة القلبية في ذلك النادي وعلى تلك الصفة، فهل ستبعث يوم القيامة وأنت ممسك بأيديهنّ للتحرُّر وبغض الحجاب؟!، والإنسان يُبعث على ما مات عليه، ما أتعس هذه الخاتمة، وما أظنُّ عاقلاً يشتاق لمثل هذه الميتة؛ (سكتة قلبية في حفلة رقصٍ ماجنةٍ مختلطة) .
وأعوانك يحتفلون ويمتدحون ويمجِّدون تاريخك وتمرّدك، لكنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً، ولن يقدِّموا لك في قبرك من الأعمال خيراً، لقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
مضى قرن من تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد موتك، مائة سنة أصاب الأمة فيها الكثير من الفجور والانحلال والخور لم يسبق له مثيل، فنحن في قرن ضاع فيه أقصانا، وبقي في يد اليهود أكثر من نصف قرن ونحن صامتون، واغتصبوا أعراض بناتنا، ونسائنا، وأمهاتنا، ونحن صامتون، واستباحوا دماءنا وذرياتنا ونحن صامتون، ونهبوا ثرواتنا، واحتلّوا أراضينا ونحن صامتون، فهل ترى يا قاسم بك أمين في كل هذه الأحوال أننا فقط ينقصنا تحرير المرأة؟!، ولماذا لم ينادِ أتباعك من العلمانيين، والشهوانيين، بتحرير القدس ولو في سطرٍ يتيم من كتاباتهم الكثيرة، تلك الكتابات التي قتلوا أنفسهم في الحديث عن تحرير المرأة؟!، أم أن تحرير القدس يُغضب أسيادهم اليهود؟!
بل فات عليكم جميعاً، أن تنادوا ولو بحرف واحدٍ عن تحرير العبيد الأرقاء حقيقة، الذين كانوا ينتشرون من حولكم في كل العالم الإسلامي آنذاك، أليست مناداتكم بتحريرهم من (الرق والاستعباد) ، هو من المطالب الشرعية المستحبَّة، وخصوصاً أنه يطيب لكم أن ترتدوا مشلح التقوى، عند حديثكم عن تحرير المرأة؟!.
لقد أصبحت أجساد المسلمات المؤمنات تتراقص عارية متمايلة يستمتع برؤيتها الفاسق والفاجر، والمسلم والكافر؛ وأدهى من هذا فظاعة وحسرة أن يتهافت المسلمون على رؤية المسلمات بقلوب باردة، وتسابق مخمور بالغفلة، فلا تتحرك نفوسهم بالغيرة، ولا يستشعرون أنها مسلمة عبث بعقلها اليهود، وأن هذه المرأة وقعت ضحيَّة حرب مؤلمة تنهش في جسد الأمة بغير سلاح، فهل أتباعك يا قاسم بك أيضاً في كل هذه الأحوال يرون أننا لا ينقصنا إلا تحرير المرأة في البلاد الوحيدة التي بقيت صامدة أمام خلع الحجاب؟!.
أكلت جسدَك الأرضُ، وبقيت تحت ترابها أضعاف الزمن الذي مشيته فوقها، فهل تطاول عليك العمر؟! وهل -فعلاً- وجدت أن حماسك العنيف لقضية التحرير يستحق كل ما فعلته؟!
يا قاسم بك أمين ! عاشت مبادؤك وأفكارك بعدك في صراع مع الدين وأهله، وللأسف طغى أصحابك وعلوا في الأرض؛ حتى صار (البغاء الرسمي) معلنا تدعمه بعض الحكومات في أرض الإسلام، وابتعد الناس عن الدين والتمسك بالإسلام، ولكن الصراع باقٍ بين الخير والشر، فأكرم الله -سبحانه وتعالى- أناساً حين أكرمهم بالدفاع عن دينه وسنّة نبيه، فنالهم ما نالهم من الأذى، وسيكرمهم الله بكرمه وهو أكرم الأكرمين، وماتوا ولم تمت صحوتهم، ومات أتباعهم أو قتلوا؛ لتحيا دعوتهم ويخرج الله -سبحانه وتعالى- النور من بين الظلمات، فأصابت أصحابك صفعةٌ أليمةٌ في رجوع الناس إلى الدين المتأصِّل في النفوس، وعاد الحجاب الذي نذرت نفسك لحربه، وكانت روعة رجوعه من نساء تمسَّكن به، وقد عشن في بلاد الكفار؛ ليرسموا لنا قدوةً في صبرهنَّ وانتصارهن رغم كل المعوقات، ثم كانت صفعةٌ أخرى لك ولمن تبعك؛ في توبة أنصارك من الفنانين والفنَّانات؛ ليصبحوا مشاعل للنور؛ يضيئون ما خسفته، ويدفنون ما حفرته، ويبنون ما هدمته، ( كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) .
يا قاسم بك أمين ! في الختام أقيمت مدرسة تحمل اسمك لتمجيدك، وتخليد ذكراك، فيكون في طالباتها للمؤمنين عبرةٌ، وابتسامة البداية للفوز والغلبة؛ حيث تروي الأخبار الموثوقة أن جميع الطالبات في مدرسة قاسم أمين الإعدادية للبنات لبسن الحجاب عام (1992م)؛ مقتنعات بفريضته، مؤمنات أن الحجاب صيانةٌ، وتكريم، وتشريع، بل إن قلوبنا تخفق طرباً حينما وصلت نسبة المحجبات في مصر إلى 80%، فالحجاب هو الأصل، وليس الاستثناء؛ بل وأزيدك وأعوانك غيظاً بأن نسبة المحجبات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة تصل إلى نحو 30%، وهذه بداية النهاية لواحدة من معارك الإسلام مع خصومه، والعاقبة للتقوى ".
في رسالة من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم أمين وردت في كتاب صدر حديثًا بعنوان " هل يكذب التاريخ ؟ - مناقشات تاريخية وعقلية للقضايا المطروحة بشأن المرأة " ، للأستاذ الأديب : عبدالله بن محمد الداود.
منقول

فاطمة باوزير
22/04/2009, 03:39 PM
سيـــــــــــــدتي وأستـــــــــــــــاذتي القديرة أم الفضل بنت الشيخ

صدقت والله في كل كلمة قلتها .............السفور والفحش عم وطم في المجتمع الإسلامي .......المرأة المسلمة هي أول وأهم هدف يريدون النيل منه لأنه بصلاحها يصلح المجتمع ......وبفسقها وفسادها يعم البلاء.........اللهم ثبتنا على ديننا وحجابنا وعفتنا .......إلى يوم أن نلقاك !!


تحياتي لك أيتها العظيــــــــــــــــمة !!

جمال الدين عثمان
22/04/2009, 05:54 PM
>>
أحبائى فى الله واولادى واساتذتى
هذه الرسالة أوضحت وبينت بعض الأفكار الملتبسة على القارئ والتى لم تخطر على عقله من قبل..ولا يسعنا إلا أن نقول:
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

جمال الدين

قاسم عزيز
22/04/2009, 09:07 PM
صدقت والله , يا سيدى العزيز / جمال الدين عثمان
لا حول ولا قوة إلا بالله .
أيها السادة المفكرون والكتاب فى واتا :
هل كان قاسم أمين حقا يدعو الى ما تفضلت به السيدة الكريمة أم الفضل ؟
هل دعا الى السفور والفسق ؟ هل
هل هل ؟؟؟

فاطمة باوزير
24/04/2009, 01:27 PM
صدقت والله , يا سيدى العزيز / جمال الدين عثمان
لا حول ولا قوة إلا بالله .
أيها السادة المفكرون والكتاب فى واتا :
هل كان قاسم أمين حقا يدعو الى ما تفضلت به السيدة الكريمة أم الفضل ؟
هل دعا الى السفور والفسق ؟ هل
هل هل ؟؟؟

حقيقة أيها الأستاذ ....لقد دعا إلى السفور .....لايمكنك إنكار ذلك !!

فيصل الحاشدي
24/04/2009, 03:45 PM
الاستاذة القديره/ ام الفضل بنت الشيخ

عندما بدأت بقراءة ما كتبتيه هنا, لم استطتع والله التوقف حتى انتهيت من قراءة ما كتبتيه كاملا. لا ازال ارغب في قراءة مثل هذه الرسالة التي حقا تهز الوجدان والله.

اشكرك على هذه الرسالة وهذا المنطق القوي والموقف المشرف. حقيقة انا فخور بك واعدك بقراءة ما هو جديد مما تكتبين.

مناير عبدالعزيز
25/04/2009, 08:42 AM
من دعاة التغريب في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20
شبل جميل ، فرح أنطون ، سلامة موسى ، احمد حسين ، هيكل باشا ، منصور فهمي باشا، أحمد لطفي السيد، الدكتور طه حسين، الشيخ على عبد الرازق، قاسم أمين وغيرهم.

والتغريب دعوة إلى نبذ الشرق والعرب والإسلام والالتحاق مباشرة بالحضارة الغربية بكل حسناتها وسيئاتها.
وذلك يستوجب ومن وجهة نظر أصحاب هذه الدعوة التغريبية التبني الكامل لجميع القيم والآداب والعادات الاجتماعية للمدنية الغربية.
( من مقال العلمانية تتلقي ضربات قاسية وتستعد للرحيل للدكتور السيد الحجر )
-
أستاذتنا أم الفضل حفظك الله..
بورك نقلك وغيرتك على بنات المسلمين
تحية وتقدير

ام الفضل بنت الشيخ
28/04/2009, 12:59 AM
بوركت يا فاطمة فوالله أنا جد فخورة بك وبكل بنات اليمن الحبيب
فقد خيبت آمال قاسم أمين وكل من دعى بدعوات الجاهلية جزاك الله كل خير
وحفظك وأدام عليك ستره في الدنيا والآخرة

ام الفضل بنت الشيخ
29/04/2009, 12:31 AM
أخي الكريم جمال الدين عثمان
أخي الكريم قاسم عزيز
أشكركما على المرور وعلى التعليق
وإني لأتفق معكما في كلمة واحدة وهي قولكما "لا حول ولا قوة بالله "
والتى هي كنز من كنوز الجنة كما بين ذلك عليه الصلاة والسلام والتى تعني :لا تحول للعبد من حال , إلى حال , ولا قوة له على ذلك إلا بالله
ومن هنا أقول أنه لا يستطيع أحدنا أن يتحول من رأي خاطئ إلى رئي صائب إلا بعون من الله تعالى ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يكثر من الدعاء التالي : "اللهم أرني الحق حقا ورزقني إتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه".
وحتى تتضح الفكرة أكثر عن قاسم أمين إليكما هذا المقال

قاسم أمين ليس صاحب مشروع إصلاحي

بينما يرى الدكتور عبد الحليم عويس -أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي- أن الواقع الاجتماعي والثقافي الذي ظهرت فيه دعوة قاسم أمين كان متخلفًا ظالمًا للمرأة وللإسلام، فقد حرموا المرأة من حقوقها، لكن يجب أن ندرك أن التخلف كان عامًّا يشمل الجميع، ثم يضاف جانب آخر هو أن الحضارة الأوروبية كانت تهجم بقوة، فسقط تحت إغراءاتها كثير من الذين لم يفهموا شروط النهضة، وشروط التفاعل الحضاري، ومنهم قاسم أمين وأحمد لطفي السيد (من الراسبين)، بينما نجح آخرون أمثال الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، ومحمد فريد وجدي، والعقاد، وسيد قطب. فنحن نعترف بالتخلف الحضاري العام والذي استثمرته دعوة قاسم أمين.
ويضيف "عويس": أفكار قاسم أمين كانت طليعية، وكانت مدعمة من أنصار التغريب والعولمة؛ فسقوط المرأة إلى مستوى الابتذال والاختلاط المَشين، وحصر مفاهيم الحضارة والتقدم في التعرية والاختلاط، إنما يعني قلبًا للمفاهيم الصحيحة لحضارة المرأة؛ فالمرأة في الإسلام كيان إنساني محترم؛ ولذلك يجب أن يوضع في إطار محترم.
وقاسم أمين ليس صاحب مشروع إصلاحي، وإنما هو رجل جزئي حاول بطريقة خاطئة أن يعالج قضية جزئية من قضايا الإصلاح.
وعن علاقة قاسم أمين بالأفغاني ومحمد عبده يرى د. عبد الحليم عويس أنها علاقة ثقافية، وليست علاقة تلمذة للأول على يد الأخيرين، ويتعجب د. عبد الحليم من أولئك العلمانيين الذين يرجعون في قضايا المرأة إلى قاسم أمين، ولا يرجعون إلى كثيرين غيره أكثر اعتدالاً وتوازنًا مثل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
وبنظرة موضوعية يتفق د. عبد الحليم مع قاسم أمين في حق المرأة أن تتعلم، وأن تعمل، وأن تتولى المناصب المناسبة لها، وأن ينظر إليها كصِنو للرجل، وأن المسلمين ظلموا المرأة كثيرًا. (وهذا ما قاله الكثيرون قيله).

تحية احترام

ام الفضل بنت الشيخ
29/04/2009, 12:50 AM
الابن العزيز فيصل حاشدي
سعيدة أنا بالتعرف إليك وفخورة بك وبغيرتك على دينك، فرغم صغر سنك لم تنطلي عليك حيل المحتالين
من العلمانيين المتعالمين من بني جلدتنا وأسأل الله أن يثبتك على الإيمان وأن يرزقك العلم النافع في الدنيا
والآخرة إنه هو العليم الحكيم آمـــــين.
ملاحظة: لست كاتبة الموضوع بل نقلته وقد بينت ذلك في آخر المقال .

سهام جمال
05/07/2009, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله . .

الأستاذة القديرة /أم الفضل بنت الشيخ

لقد قرأت لك كثير ا-رغم حداثة انتمائي لواتا- ووالله خِلت أنك من كتبت هذه الرسالة لقاسم أمين.

نشكرك على إيراد هذا الموضوع المهم، لعل الله يفتح على القلوب الغافلة.

تقبلي مني كل الأمنيات الورديّة. :)

ام الفضل بنت الشيخ
06/07/2009, 01:00 AM
إبنتي العزيزة سهام جمال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذه المشاعر الطيبة وأسأل الله العلي القدير
أن أكون دائما عند حسن ظنك.
أنا كذلك قرأت لك وقد استوقفني كثيرا ما حكيتيه في إحد مدخلاتك عن كيفية اقتناع زميلة
لك بالإسلام رغم انها تربت في أسرة ملحدة، وكيف انها واجهت كثيرا
من الصعوبات من أجل التمسك بتعاليم الإسلام. والحقيقة أن للإسلام نورا
ساطعا لا يحرم رأيته إلا من عميت بصيرتة.
وانا أحييك وأحيي زملتك وأسأل الله لكما الثبات ودوام الإيمان
وعليكما بالرفقة الصالحة، ثم الرفقة الصالحة، فإنها سند في الدنيا ومنفعة في الآخرة.
والله متم نوره ولو كره الكافرون

السعيد ابراهيم الفقي
06/07/2009, 02:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضلة
بحثت عن كلمات
(اعبر بها عما يجيش في صدري
وعن سعادتي
بوجود مثقفات من امثالك في وطننا الاسلامي العظيم
تقف صلبة على ثغراته)
لكن لم تسعفني اللغة
وابشرك
الحمد لله أختي
كل يوم يشفي الله غليلي
( برؤية أخ أو أخت يعيش همومنا ويذب عن حياضنا العزير )
ادعو الله أن يحمي اخواتنا وبناتنا من امثال هؤلاء
أختي هم عملاء مأجورون باعوا آخرتهم بالرخيص
فضلوا وضللوا
وتلامذتهم مازالوا يحتفلون بهم
ولكن عباد الله الشرفاء فرسان النهار ورهبان الليل لهم بالمرصاد
انا سعيد
بما أقرأ
انا سعيد بمعرفة امثالكم ( اهل الحق )
= حماك الله وحفظك

ام الفضل بنت الشيخ
06/07/2009, 03:25 AM
إخي الفاضل إبراهيم الفقي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنا التي أشكرك وأفتخر بوجودي بين إخوة طييبن
ومتواضعين من أمثالك يشجعون على الخير ويدعمون الحق
وينشرون الأخلاق الحميدة . أسأل الله لي ولك وللمسلمين
جميعا السداد والرشاد، فنحن نذهب وما نكتبه يبقى شاهد علينا.
دمت اخي في رعاية الله وحفظه أنت وكل أسرتك الكريمة

نجوى النابلسي
06/07/2009, 02:09 PM
الأخت الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ المحترمة

لطالما لعنت قاسم أمين وكنت من الجيل الذي عايش إنتشار دعوته، آمنت وما زلت مؤمنة أن للمرأة حقوقاً كانت ايامها مغتصبة كحق التعلم والعمل والزواج غير المبكر، وقتها كان قاسم أمين صوت ضد القهر الذي كانت تعيشه الفتاة. ومع مرور السنين أكتشفت أن سبب الحال الذي نحن فيه أنه لم توضع ضوابط لحرية المرأة ولم يتبناها كبار العلماء لتكون ضمن الشرع ومن خلاله، بل استغلت لتضع المرأة تحت أغلال جديدة وقهر من نوع آخر، واستغلال جديد. نعم كان لقاسم أمين دور في ثورة النساء ومطالبتهن بالحرية ولأنه لم يضع الضوابط لهذه الحرية بل دعى لخلع الحجاب وصل الحال بنساء المسلمين إلى التحرر من كل خلق والانفلات من كل قيد ، فعم الضرر والفساد الأمة.
الحمد لله أن هذه الدعوة أثبتت فشلها وأن الكثير بل الأكثرية من فتيات ونساء المسلمين عدن إلى رشدهن وعاد ظهور الحجاب بقوة في نفس البلد التي أنتشرت منها تلك الدعوة.

الدعوة لتحرر المرأة وإعطاءها حقوقها الشرعية مستمرة فمازالت المرأة في بعض المجتمعات مقهورة لكن هذه الدعوة يجب أن يوضع لها أطر شرعية وأخلاقية وأن تترافق بتوعية عامة للتفريق بين الحرية والانفلات.

تحية طيبة