المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤتمرات العلمية والصدقات الجارية



عائشة صالح
22/04/2009, 03:05 PM
المؤتمرات العلمية والصدقات الجارية


بين الحين والآخر يصلك إعلان أو دعوة لمؤتمر علمي عالمي يعقد في السعودية ويطلبون من المشاركين ملخصات ومحاضرات، كما يطلبون من المشاركين تغطية إقامتهم وطعامهم وشرابهم على أرض السعودية!!!!!

هذا أمرٌ يثير الشفقة على هؤلاء الغير قادرين على استضافة ضيفٍ يقدم لهم ما لا يقدر بثمنّ.

لا بد وأن سعوديين كثيرين يذهبون إلى مؤتمرات علمية في بلاد ذات إمكانيات مادية أقل بكثير من تلك الماديات التي تملكها السعودية، التي تتحدث دائماً عن عنايتها بالجامعات وبالعلم وبالبحث العلمي وبالمؤتمرات!! فيجدون من تلك البلدان المستضيفة كل رعاية وكل احتضان وكل كرم، أفلا يعود هؤلاء ليقولوا في بلدانهم لمن يزجون بانفسهم في عقد مؤتمرات يريد أن يمولها لهم المدعوون؟؟!!!

لكن يبدو أن الظاهرة لا تقف عند هذا الحد، فالشحيح والبخيل لا تقتصر سلوكياته على مجال دون غيره، فيبدو أن هذه الشحة وهذا البخل الذي قد يعجز الجاحظ عن وصفه ينبع من أنانية متجذرة في السلوكيات وليس نتيجة نقص المادة.

فالمدارس الأجنبية في كل أنحاء العالم التي تقيمها دول، تكون مدارس محترمة ومجانية لتشجيع الجوالي على التمسك بثقافتها وأحياناً دينها، إلا المدارس السعودية في مختلف أنحاء العالم التي ترغم كل عربي، يلجأ إليها لحفظ لغة ابنه وثقافته ودينه تجبره على دفع رسوم يعفى منها السعودي!!

وكم من أبٍ مهاجر عربي أو مسلم اضطر إلى سحب ابنه من تلك المدارس السعودية بسبب هذه التفرقة العنصرية بين أبناء الدين الواحد وبين أبناء القومية الواحدة، فإن كانت الدلالة أن السعودي لا يدفع لأنه فقير! بينما المهاجر المغربي أو المصري ..أو غيره...إلخ يضطر لدفع الرسوم فليس ذلك إلا لغنى نفس وفقرِ أخرى، والرسوم التي تفرضها المدارس السعودية على العرب والمسلمين غير السعوديين تقارب ما تفرضه المدارس الخاصة التي تعطي تعليماً موزوناً قيماً وليس المناهج الضعيفة التي تفرضها المدارس السعودية، التي تهدف إلى تجهيل الطالب بلغة البلد المقيم فيه تجهيلها له في بقية المساقات الدراسية.

ونتيجة لهذه السياسات فقد اضطر غير مهاجر إلى إرسال ابنه إلى مدارس تابعة للكنيسة تقدم له فيها التعليم المجاني الجيد وحتى وجبات الطعام والرعاية الصحية، ومع هذا تقدم له أيضاً الدين المسيحي من باب التبشير.
أهذا هو الدور الذي تسعى له المملكة العربية السعودية العتيدة؟؟؟

فمن لا يريد أن يعامل الآخرين بالمثل فعليه ألا يتعامل معهم.

ومن لا يكرم الضيف لا يُكرَم.