المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف ألف الأعناب كجنس وإثباتها عند تنوع أشكالها



أبو مسلم العرابلي
24/04/2009, 06:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة التاسعة عشرة
حذف وإثبات ألف أعناب
وردت "أعناب" تسع مرات؛ ثبتت ألفها في موضعين؛
في قوله تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَـاـرُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَـاـتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة
مجيء الإعصار والجنة مثمرة، وهو ينتظر إطعام أولاده منها؛ أوجع وآلم لصاحبها،
وكذلك الحرمان من عنب متعدد الألوان والطعم أشد وآلم من فقد عنب من نوع واحد فقط، وعلى ذلك كان إثبات الألف علامة على تعدد أنواع العنب في أطعمتها وألوانها، وأن هذه الأعناب قائمة على شجرها لم تقطف بعد.
وثبتت في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّـاـتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَـاـبِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَـاـتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) الأنعام
طلب النظر إلى ثمر عنب وينعه وهو يتعدد في ألوانه وطعمه أعجب وأدل على قدرة الله من كونه نوعًا واحدًا وإن كثر عدده؛ فثبتت ألف علامة على تعدد وتنوعه بما يوافق طلب النظر إلى ثمر الأعناب وغيرها وهو قائم على شجره.
وحذفت ألف الأعناب في سبعة مواضع أخرى؛
في قوله تعالى (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَـاـوِرَاتٌ وَجَنَّـاـتٌ مِنْ أَعْنَـاـبٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَـاـتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) الرعد.
في قوله تعالى: (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَـاـبَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(11) النحل.
فقوله تعالى: ينبت لكم أي لأجل أكلكم، ولا منفعة منه إلا بعد الأكل.
وفي قوله تعالى: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَـاـبِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(67) النحل.
وفي قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَـاـبٍ وَحَفَفْنَـاـهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا(32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ ءَاَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَـاـلَهُمَا نَهَرًا (33) الكهف.
وفي قوله تعالى: (فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّـاـتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَـاـبٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(19) المؤمنون
وفي قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّـاـتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَـاـبٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ(34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أًفَلا يَشْكُرُون(35) يس
ويرجع الحذف في هذا المواضع الست إلى ذكر الأكل لها، وتفضيل طعمها، وصنع المسكر منها؛ وهذا لا يكون إلا بعد قطفها عن شجرها؛ وعلى ذلك كان حذفها.
وحذفت في قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَـاـبًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) النبأ.
ما أعده الله تعالى من النعيم هو ثمر الأعناب وغيرها، والتنعم بها لا يكون إلا بعد قطفها، وقطعها عن شجرها، وناسب ذلك ذكر المفاز للمتقين قبلها، وهو ذكر لتعدي النار والانقطاع عنها، قبل الوصول إلى الجنة ونعيمها؛ فعلى ذلك كان سقوط الألف منها.
والله تعالى أعلم.

الحاج بونيف
03/05/2009, 09:16 AM
كلل الله اجتهادكم بالنجاح والتوفيق..

أبو مسلم العرابلي
03/05/2009, 10:47 AM
كلل الله اجتهادكم بالنجاح والتوفيق..



أخي الكريم الفاضل الحاج بونيف
بارك الله فيكم وجزاكم الله بكل خير
وأحسن الله إليكم وأعظم أجركم
وزادكم الله من علمه وفضله