المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف ألف الشاعر في الذم وإثباتها في المدح



أبو مسلم العرابلي
26/04/2009, 11:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والعشرون
حذف وإثبات ألف شعائر
وردت "شعائر" أربع مرات؛ ثبتت الألف في واحدة منها، وحذفت في الثلاثة الباقية؛
في قوله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَـاـئِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلـاـئِدَ وَلا ءآمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا(2) المائدة.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَـاـئِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ(32) الحج.
وفي قوله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَـاـهَا لَكُمْ مِنْ شَعَـاـئِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ(36) الحج.
شعائر الله هي المناسك الدائمة التي نسكها الله تعالى لعبادة، والحديث عنها يختلف من موضع لآخر؛ فإن كان الحديث عن وجودها وثباتها فقط؛ فإن ألفها تسقط.
ففي الموضع الأول: طلب بعدم التحلل من شعائر الله؛ (لا تُحِلُّوا شَعَـاـئِرَ اللَّهِ).
وفي الموضع الثاني: طلب التعظيم لشعائر الله؛ (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَـاـئِرَ اللَّهِ).
وفي الموضع الثالث: بيان بأن البدن من شعائر الله المعلومة؛ (وَالْبُدْنَ ... مِنْ شَعَـاـئِرِ اللَّهِ).
وإن كان الحديث عن الشعائر؛ في وجوب القيام بها المتعلقة بها، والاستمرار عليها في زمن ممتد في المستقبل؛ فتثبت عند ذلك ألفها كما هو الحال؛
في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
فالطواف بالصفا والمروة دائم ومستمر مع كل أداء لمناسك الحج والعمرة.

أبو مسلم العرابلي
26/04/2009, 12:04 PM
و"شاعر" من مادة "شعر" التي منها "شعائر"، وقد ورد أربع مرات بصيغة المفرد؛
في قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا أَضْغَـاـثُ أَحْلَـاـمٍ بَلِ افْتَرَـاـهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5) الأنبياء.
وفي قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَاَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) الصافات.
وفي قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) الطور.
وفي قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) الحاقة.
الشعراء معظمون عند العرب، مقرين لهم بقدرتهم على العطاء بهذا النوع من البيان؛ بما يأتوا به من معان وتراكيب جديدة غير مسبوقة.
وكان وصف النبي عليه الصلاة والسلام بالشاعر؛ على أنه مقتدر على الإتيان بالبيان الجديد المبتكر؛
ففي الموضع الأول: أرادوا الإتيان بآية بدلا من القول الذي لا قبل لهم بمثله.
وفي الموضع الثاني: وأن قدرته شطت به إلى درجة وصفه بالجنون ليأمرهم بترك آلهتهم.
وفي الموضع الثالث: ليس عندهم طريقة لوقف إلا انتظار موته عليه الصلاة والسلام.
وفي الموضع الرابع: نفي من الله تعالى وصفهم الكاذب بأنه عليه الصلاة والسلام شاعرًا.
وعلى الوصف بالقدرة المستمر والنفي لصفة على أنها قائمة كان حذف ألف شاعر.
ولنفس امتداد الصفة في الشاعر، فإنها ألف "الشعراء" بصيغة الجمع تثبت كذلك؛
في قوله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) الشعراء.

أبو مسلم العرابلي
26/04/2009, 01:15 PM
ومن نفس المادة اللغوية "أشعار" جمع "شَعَر"؛ وجاءت في موضع يعتنى بها بعد القطع والجز لها؛ بصناعة الأثاث، والمتاع منها، ومما ذكر معها من الأصواف والأوبار؛
في قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَـاـمِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَـاـثًا وَمَتَـاـعًا إِلَى حِينٍ (80) النحل.
وهذا الاتخاذ لها يمد من وجودها ومنفعتها، وبقائها بين أيدي الناس؛ وعلى ذلك كان ثبات ألفها.