المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأنثى التي عبرت المحرقة ( ولصوص الأدب )



غازية منصور
27/04/2009, 02:09 AM
ليلى المغربية والسطو على رواية "الأنثى التي عبرت المحرقة" ..!
بقلم :غازية منصور الغجري
--------------------------------------------------------------------------------
سباق واصطفاق:
لاشيء عالق في ذاكرتها إلا الإصطفاق في الأماكن الخالية من الأمان ، كأن ذاكرتها ولدت مع اصطفاق قدميها الصغيرتين على بلاط الأرض التي ليس لها بلاط .كانت سميرة تداعب وجنتي أمها بعفوية ..علها تلهيها عن الحزن ولو للحظة ...لامست بأناملها الصغيرة شفاه أمها المرتجفة وهي تروي قصة معاناتها مع مرض صغيرها . جبينها المرتفع كسماء تشرين طوته الأيام وتركت اثر اصابعها فوق عينيها التي ترسل من زرقة البحر رسائل مد وجزر لوجه كأنه الشمس تتشاجر مع القمر .جلست سميرة على حضنها تتحسس جسدها الدلفيني وقد لفته موجات الصبر اللا متناهي .. لتتباهى بصبرها وكأنه على ظهرها جدايل .صبر تدخره ليوم الحساب لتباهي به سيدة العالمين " الصابرة فاطمة الزهراء" ..صبرها على قهر الكبار للصغار و ظلم الحاكم للمحكوم والمجتمع الذكوري الذي يتباهى ببراعة التهام النساء .. واسرارهن التي تثقل ظهر الجبال ..أعمال المنزل .. الحمل والولادة ..وقصر اليد الذي جعلها تبحث عن طريق الإكتفاء بهواية مرهفة كادت تقتلها لولا مساعدات نادرة - لها - من نساء هن أكثر منها صبراً على القهر .قبلت الأم ابنتها كثيرا من القبل ومن ثم حضنتها محاولة ترك الحزن لبعض من الوقت ، لكنها سرعان ما فكرت بطريقة ماكرة لإبعاد صغيرتها ليتسنى لها ..تكملة وجبتها اليومية من الحزن والدموع قالت لصديقتها مشيرة لصغيرتها :
- انظري.. لحبيبة أمها سموره . هذه التي جائت لعالمي بردا وسلاما .( ثم اردفت ) أنظري كيف تسابق الريح .. ستسبق ابنتك ماجدولين يا صديقتي .
صديقتها : لا لا ..سميره لن تسبق ماجدولين
- بل ستسبقها ..هيا سميرة لنرى من سيفوز بالسباق أنتِ أم ماجدولين ..؟
تستعدد سميرة الى سباق مع الريح ... بعيداً عن تنظيم الكبار وزيفه.. قرب ماجدولين وقفت ووعلى خط البلاط بدأ السباق ..!
سميرة التي لازالت تتعلم المشي قبلت التحدي و لم تهاب السباق مع من تكبرها بشهور ، وبخطى فراشة تترنم على صوت اصطفاق قدميها الصغيرتين على الأرض ..فازت بأول تحدي وإمتحان .



الحلم


رأته في الحلم زائراً يرتدي ثوباً أخضر اً فرحت به كثيراً لكنه قال لها :- لن أمكث عندكم طويلاً ...

هذه العبارة جعلتها تعلم أن جنينها "ذكر" وأن ثوبه الأخضر يدل على الخير ..لكن بوحه لها أنه زائر - فقط - جعلها تتساءل بقلق وحزن ..هل سيعيش طفلي المنتظر ..!؟





وفي اليوم التالي بينما كانت تؤمن على (المكدوس ) الذي صنعته بنفسها زلت قدمها و سقطت على الأرض ..تألمت كثيراً من ارتطام ظهرها بالأرض بقوة ، لكنها لم تكن تعلم أن هذا الألم سيمتد الى جنينها الذي قرر والده أن يسميه عارف .. .بعد اسبوع وصل عارف وكانت الصدمة ... كدمة في ظهره وشلل في العمود الفقري ..لتبدأ رحلة العذاب



عذاب


مرت الأيام والشهور على مأساتها الجديدة، ، تراقب نمو حجم علة صغيرها وقد تحولت الكدمة الى دمل - كأنه كوز تين شتوي- يمنعه من الاستلقاء على ظهره..! كانت تضع له وساداتان تاركة فراغا بينهما يحتوي كتلة الألم التي تعذبها مع كل ملامسة أو رؤية لها ...كان صغيرها أقوى منها على تحمل الألم ، كان يداعب طرف ثوبها في كل مرور لها من بعيد أو قريب ..كان له وجه يشبه وجه الملائكة وهالة من النور تغمر الغرفة التي احتوت ابتسامة ثغره الجميل .بينما هي كانت تتألم مع كل همسة منه ومع كل حرف ينطق به ...وكان كل ما راى خيالها كان يناديها :
اممممما تععع....حروف مسربلة بالألم تمر بصعوبة من بين شفاه كأنها الكرز .. حروف تشقيها كلما اقتربت منه وهو فرح بها ..كانت هي ترد عليه :
( ياعيون ماما ...ياروحها المعذبة ... ياريت ألمك في قلب ماما ) ... تقولها وتغرق في بكاء ونحيب .. هو ايضا كان يصغي لها جيدا .. وكان يشعر بألمها ببراءة الصغار .. لتتغير انفعالاته مابين حزن وألم ..ومن ثم يعود لفرحة ملامسته لطرف ثوبها ..كانت تتحدث معه وعنه تناجي الخالق أن يشفيه ..وكان حديثها مع صديقاتها لايتعدى حركات عارف ..وضحكة عارف ..ونداء عارف ، كانت تمضي وقتها في الدعاء ومناجاة الخالق أن يشفي صغيرها . أن تراه يحرك أطرافه . .أن يتعافى و يلعب مع رفاقه .. !
كان والده يتعذب - ايضا - لمرض صغيرهما ولكنه كان يخفي شعوره ... . .لأن الرجل يختبيء وراء ضعف المجتمع الذكوري الذي يحرم البكاء على الرجال ويهديه الى النساء بكل الأوقات ، هذا التصرف من زوجها كان يزيد حزنها حزن ...!
عرض الأب مشكلة ابنه الصحية على أكثر من طبيب أطفال، و كانت إجاباتهم متناقضة غير واثقة في الكثير من الأحيان ، .منهم من قال أن الصغير يعاني من تشوه أثناء الولاده ، ومنهم من قال أنها عضلات مشدودة أو صلبة تؤدي إلى تشنجات قد يكون لها أعراضًا جانبية مثل سكتة دماغية, أو إصابة دماغية, وإصابة في العمود الفقري, أومرض التنكس العصبي, و التصلب المتعدد. والتشنجات. لخ لخ ..!
بدأت حالة الصغير تؤدي الى تدهور خطير أثر في القدرة على النشاط,وأصبح ألم والدته عليه فوق أي إحتمال ، مصحوب بالحاح شديد و متواصل لإنقاذ طلفلها من العجز .
وفي غفلة منها قرر والده نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى العاصمة ، مصطحبا معه أختة ، لثقته بأن أمه لا تقوى على مشاهدة الممرضة وهي تحمل بيدها حقنة تدسها بجسد عارف النحيل ،ولن تتحمل مشاهدة كرسي متحرك لطفل معاق في قسم الأطفال ، كان تصرف الأب المفاجىء بالنسبة للأم أقوى من أي احتمال ، وكانت ردة فعلها اشيه بالجنون .. فهي لم تعلم بخطة الأب إلا بعد إنطلاق سيارة الإسعاف وابتعاد صوت صفارة الإنذار ، حيث بدأ صراخها المتواصل يملأ المكان :
- عااااااااااااااااااااااارف ... إبني حبيبي
(استمرت في حالة بكاء هيستيري غيبتها عن الوعي لدقائق ...تداخلت الأصوات حولها مابين مدح وذم ولوم وعتب ..صحت على لطم اختها على وجهها ...و على خيبة وجنون .. لكنها قررت اللحاق بطفلها فوراً . حاولت اختها منعها هيو نساء الحي دون جدوى .كان الوقت متأخراً و السفر وحيدة - سيعرضها للمشاكل .. تظاهرت أنها مقتنعة برأيهن، و بعد دقائق غاردت المنزل خلسة مصطحبة معها إبنها البكر .
في الحافلة
كانت هي السيدة الوحيدة في الحافلة ، وكان جميع الركاب من الشباب ، ضمت ابنها إلى صدرها مستسلمة إلى البكاء والقلق ، وفي منتصف الطريق نام صغيرها ، و بعد أن اعياها البكاء داهمها النعاس ، وفي الحلم أرأت طل شيخ بلحية بيضاء طويلة يطل عليها من بين الغيوم ...كان بيده شمعة مضاءة يتساقط منها دموع تتدحرج من فوق طيات الغيوم الى كفيها .. قال لها الشيخ :اسمعي يا ابنتي ..اجمعي هذه الدموع ، وغسلي بها علة صغيرك وبإذن الله سوف يشفى إن لم تقتله تجارب الأطباء ... ..!
استيقظت من حلمها فزعة على صوت السائق:
- الى اين أنت ذاهبة يا سيدة ، لقد وصلنا الى وسط المدينة وهذا آخر موقف كما تلاحظين ، نزل جميع الركاب ..! نظرت هي من النافذة فوجدت الحافلة تنطلق في الطريق المؤيدة الى الأحياء السكينة في المدينة يمتد بعضها إلى السوق ، محلات ودكاكين تعرض مواد مختلفة ، يزاول أصحابها أنشطة تجارية وحرفية مكملة لبعضها البعض ، تتجاور حسب نوع البضائع أو الحرف .
قالت :
- أين نحن الأن لو سمحت
- وسط المدينة ..إلى أبن أنت ذاهبة
- لا أعلم إلى أين .. ..لكني أريد البحث عن - عارف - طفلي الرضيع
- طفلك ؟! أين هو ..
- مع والده في مستشفى الأطفال بالعاصمة..
- أي مستشفى يا سيدتي..العاصمة بها أكثر من مستشفى ؟!..
- لا أعلم..لكن أرجوك ساعدني....
شعر السائق بخوف شديد من كلامها وبدأ يحدث نفسه :
- هذه السيدة تبدولي ليس على مايرام ...الله وأكبر ..كم أخشى أن تكون هذه المرأة مجنونة .!! .نعم إنها كذلك .!!. وأنا في ورطة على مايبدو لي !..لالا ..كيف مجنونة ومعها هذا الطفل .؟!!! ثم .انها كانت تعامله بكل حرص وحذر وهذا ليس من طباع المجنانين ...اوه ولكن كيف لسيدة عاقلة أن تسافر بهذه الملابس الرثة الى العاصمة..؟!! اااااه ياويلي ..كيف سأتصرف الأن ... لابد أن لدى هذه السيدة مشكلة مع زوجها ..لذا خرجت على عجل بهذه الملابس ....نظر اليها فوجدها تبكي بحرقة وتشد طفلها الى صدرها بخوف شديد
تعاطف معها ..وقال :
- لاتخافي يا أختي عليك أمان الله ، لن أتركك إلا في مكان أمن ..ولكن حاولي أن تشيري إلى أي مكان ترغبين الذهاب اليه ..
(كلام السائق جعلها تدرك خطر ما فعلته وبدأ عقلها يعمل بعيدا عن عاطفتها التي وضعتها بهذا الموقف )
قالت : صدقني لا أعرف أين سأذهب ، زوجي لم يخبرني بشيء، كل ما أعلمه بأن الأطباء نصحوه بتحويل طفلنا الى مستشفى الأطفال بالعاصمه .
- حسنا وهل لدى زوجك ورقة تحويل طفلك الى المستشفى
- لاأعلم
- ما هو مرض طفلك بالتحديد
- لديه مشكلة في ظهرة في عاموده الفقري..
- ما أسمه الكامل ؟!
- اسمه ...عارف منصورذياب
- حسناً سابحث عنه في جميع المستشفيات هذا وعد مني...ولكن الأن عليك النزول في هذا الفندق حتى الصباح .
- فندق.. لا ..لا أرجوك لا أستطيع أن أنام في فنادق ولن يغمض لي جفن ..أريد أن أبحث عن طفلي أرجوك.
- ولكن الوقت متأخر ياسيدتي ، وأنا متعب الأن..عليك المكوث في الفندق حتى الصباح ، وأنا سأذهب إلى منزلي ، وفي الصباح الباكر سأعود اليك وبإذن الله سوف نجد صغيرك .
- لا أرجوك لن أحتمل ...
- حسناً أعطني بضع ساعات أرتاح خلالها ، وسوف أطلب من زوجتي مساعدتك في البحث عن طفلك بواسطة الهاتف .
اعدك أن نصل الى ابنك خلال ساعات ، ولكن نزولك في الفندق ضروري
- هل أنت متأكد من أنك ستجده خلال ساعات
- نعم ..أعدك وعد شرف ..وتأكدي أنني أب وأعلم شعورك جيداً.. لكن سامحه الله زوجك ...لماذا فعل بك كل هذا ..!
- ظن أن إستبعادي من رفقة عارف شفقة علي وإن غيابه سينهي المشكلة..!
توجه السائق بها الى فندق ( نعيم أبو المنى) تركها على الباب وانطلق مسرعا .. .
تكومت هي وطفلها على السرير في غرقة احتياط تكرم عليها بها عليها موظف الإستقبال بعد أن روت له قصتها .ولكنها لم تستطع النوم، جلست تراقب الشمس ،و تتمنى لو أنها تستطيع أن تشدها من ظفيرتها ، تناديها، تستعجلها، لكي تضيء الكون لتلحق بها حول عارف. كان عاطف على يمبنها تكوم وهو يمسك بطرف ثوبها بعد أن غط في نوم عميق ..همست في سرها :
- حبيبي ، لقد أتعبتك معي هذا اليوم ..سأذهب خلال نومك لأبحث عن المستشفى ..وسأعود أنا ووالدك لنصطحبك بعدأن تكون أخذت كفايتك من النوم ، سأمر على كل مستشفيات المدينة ولابد لي من أيجاد أخوك. عارف .خرجت من الغرفة ، وطلبت من المضيفة أن تعتني بابنها ريثما تعود .
______
يتبع/...
همسة :اثناء البحث عبر العم جوجل وجدت سرقة مع سبق الإصرار والترصد من ليلى المغربية لنص رواية " الأنثى التي عبرت المحرقة " والذي لم ينتهي بعد ، وشكرت الله أنني قمت بنشر النص في عدة مواقع بتاريخ : 2005 م وعجبت لأمر الأخت التي تستقبل التهاني والتبريكات - لها - بالنص ، غير أن حادث ما منعها من نقل البقية التي وعدت القراء بها ، فقلت من واجبي أن أسعفها وأنشر البقية ..
وهنا وجب نشر مالم ينشر بعد
فما رايكم زاد فضلكم بلصوص الأدب ؟!

أملي القضماني
27/04/2009, 09:33 PM
..صبرها على قهر الكبار للصغار و ظلم الحاكم للمحكوم والمجتمع الذكوري الذي يتباهى ببراعة التهام النساء

غازية النبيلة والاميرةهنا اختزلتي مشكلة مجتمع بسطر

وكنت قد قرأت لك هذه من قبل اتذكرين

لك تحية تليق
وننتظر البقية يا صديقتي

بشار كامل فخرالدين
28/04/2009, 05:15 PM
الأخت غازية تحية طيبة أعجبت بالنص ولكن لفتتني بعض الأخطاء النحوية والاملائية كنسيان كتابة الهمزة في بعض الكلمات و:رأته في الحلم زائراً يرتدي ثوباً أخضراً : اخضر ممنوعة من الصرف لذلك يجب ألا تنون
وشكرا.

د.محمد فتحي الحريري
05/07/2009, 05:14 PM
شكرا للسيدة غازية مع اعطر التحايا
والله الموفق
وهو حسبنا على كل سارق وسارقة ، مولاتي ......