المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيديولوجية التقسيم في الفكر الصهيوني



مروان المواذنة
30/04/2009, 06:00 PM
إيديولوجية التقسيم في الفكر الصهيوني

الفدرالية منطلق فكري رائد في حال توفرت شروطه الموجبة للتطبيق.إذ يهدف المشروع الفدرالي إلى تخفيف العبء القيادي والاقتصادي عن الحكومة المركزية وافساح المجال لسن قوانين اكثر تصب كلها في خدمة الصالح العام، بالاضافة للاحتفاظ بالثروة المركزية لذلك الاقليم التي تساعده على الاستمرار في مشاريع التنمية الاقتصادية بما يتناسب مع مايملكه من مكونات وثروات بشرية واقتصادية.
ولكن،أين ومتى تطبق الفدرالية؟وماهي الاسس المعتمدة لتنفيذ هذا المشروع؟
غالبا ما تطبق الفدرالية في الدول ذات المساحات الشاسعة والثروات الوفيرة بالاضافة إلى حجم العامل السكاني، إذ ترتبط هذه العوامل الثلاث بعلاقة تناسب طردي مع المشروع سالف الذكر وهذا ما ينطبق على غالبية الولايات الأمريكية المتحدة ، إلا إنها تنضبط وفق منهج أساسي واحد معتمد للشروع بالتطبيق .فمثلا لا يمنح إقليم أحقية الاستقلال الفدرالي لاعتبارات قومية في حين تمنح ولاية اخرى نفس الحق ولكن وفق اسس عنصرية أو عرقية أو دينية،إذ أن الأسلوب المعتمد في منح هذا الحق المقيد بالولاء للحكومة المركزية هو نفسه في كل الولايات الأخرى وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية في منح هذا الحق وفق الإمكانيات الاقتصادية والاستفتاء الشعبي الحر غير المشروط أو المقيد.
ولكننا عندما نرغب في نقل هذه العدوى الحميمية إلى العراق وإدراجها ضمن أجندة المشاريع البنيوية التي تحدد شكل وهوية العراق القادم فإننا سنصطدم بكل العقبات التي تجهض مثل هذا المشروع والتي تمثل حاجز ردع طبيعي ضد تطبيقه عمليا على الساحة العراقية الجغرافية والسياسية إلا إذا ماتم فرضه باستخدام القوة المفرطة لاسيما وان (القوة) الثقافية والوطنيةالتي ساهمت في ربط مصير الشعب الواحد بأرضه ، بدت ضعيفة ومنهكة بعد سنين وعقود من الحروب الطاحنة التي كسرت الحاجز النفسي للدفاع عن الأرض .
فالعراق بداية بلد صغير المساحة(430820) كيلو متراً مربعاً قد لايتعدى مساحة ولاية صغيرة من ولايات أمريكا الاتحادية،وبتعداد سكاني يقل عن 27 مليون نسمة على عكس دولة المــَثل التي يزيد تعدادها السكاني عن 275مليون نسمة.
وهنا نكون قد اصطدمنا بالحاجز الأول المتمثل بالعامل الجغرافي والسكاني.
أما عن طبيعة التكوين الديني والثقافي والاجتماعي والعرقي فهو لايختلف كثيرا في معظم مناطقه لابل أن هناك تعايش تاريخي ومصيري وأوشاج نسيج اجتماعي متراص لايمكن نقض غزلها بسهولة.فإذا مااهملنا العامل الجغرافي المرتسم بحدود الوطن الأكبر(العراق)فان العوامل الأخرى لايمكن تجاهلها أو غض الطرف عن تأثيرها العميق في المساهمة بالحفاظ على وحدة الأرض والشعب.
المكون الكردي يرتبط بأغلبه مع المكون العربي بعامل ديني وطائفي،إذ يعتبر سواد الكرد من المسلمين السنة وبهذا فان ارتباطهم مع جيرانهم الأقرب من العرب السنة ارتباط عقائدي وعشائري إذا ما أخذنا بالحسبان أن العديد من العشائر العراقية تضم تحت لوائها مختلف مكونات الشعب العراقي امتدادا إلى دول مجاورة فرضتها إقليميا اتفاقية التقسيم الأولى المعروفة بسايكس- بيكو.
العرب السنة يرتبطون بالعرب الشيعة بالآصرة الدينية والقومية والعشائرية ناهيك عن الارتباط الثقافي والاجتماعي...وبالتالي فان مثل هذا النسيج لا يمكن تمزيق خيوطه وفق منهجيات الولايات المتحدة المعتمدة في ترسيخ الفدرالية شكلا ومضمونا إلا إذا ما فرضت بقوة الاتفاقيات المبرمة بعيدا عن شعبه وبعيدا عن تصويته الحر...أو بإبادة المكون الأساسي لحلقة الوصل مابين أطياف مجتمعه ألا وهم العرب السنة ، وبالتالي خلق هوة خالية من أي ارتباط مابين الكرد والعرب الشيعة،وهذا العامل مستبعد ولا يمكن تحقيقه في ظل الامتداد العربي الطبيعي للمنطقة العربية إلا إذا مااستمرت دول التاثير العربي المجاور وبالاخص دول الخليج في اسلوبها المقوقع ضمن بودقة المصلحة الذاتية فقط.
وعليه أخذا بالاسلوب الاول في تجسيد مشروع التقسيم الذي يتضمن عقد وإبرام الاتفاقيات ما بين الدول المحتلة المتمثلة بـ(بريطانيا والولايات المتحدة) وبرعاية كل من ايران والكيان الصهيوني ، سيكون من الممكن حينها تطبيق المشروع الفدرالي كبادرة أولية لإقرار مشروع التقسيم الكامل للأرض والشعب،وهو أسلوب مشابه لتلك اللحظات التي قرر فيها زعماء الحركة الصهيونية تسييس الدين اليهودي وتحويله إلى قومية واعتبار إسرائيل الوطن القومي لليهود .وهذا شكل مستهجن وخليط غير معرف تحاول إسرائيل واذرعها تطبيقه في العراق اليوم ولكن بمسميات أخرى كـ(نواة) الوطن القومي للكرد أو( نواة) الوطن القومي للعرب الشيعة ، ضمن محاولات واضحة لخلط الأوراق الدينية والقومية وتشتيت الهدف الاساس للشعب العراقي في وحدة أرضه وشعبه.
وما شكل الصراع الموجود على ارض الواقع إلا نتاج لخيوط هذه المؤامرة.فهو صراع عنصري فئوي تبعي ضمن مسميات قومية ودينية ومذهبية تصب كلها في مصلحة المحتل وأعوانه لإنهاك قوى الشعب الواحد وعدم مقدرته على استيعاب المؤامرة المنسوجة لحظة إقرارها ، لابل على الشعب إن يؤيد اتفاقية التقسيم القادمة ويعتبرها اتفاقية إنقاذ لحياته وكيانه وثرواته.

مروان الدوسري

عبدالقادربوميدونة
30/04/2009, 06:56 PM
ممتازهذا.. وجهة نظرصائبة في نظري.. شكرا جزيلا لك الأستاذ مروان المواذنة المحترم .
لا بد من إثرائها بوجهة النظرالأخرى.. لا ضيرفي ذلك فقط وجوب التناول بهدوء وموضوعية .
شكرا لك أيها المحترم نسأل الله التعجيل بتحريرالعراق وحفظه مما يخطط له في السروالعلن .

مروان المواذنة
30/04/2009, 07:32 PM
ممتازهذا.. وجهة نظرصائبة في نظري.. شكرا جزيلا لك الأستاذ مروان المواذنة المحترم .
لا بد من إثرائها بوجهة النظرالأخرى.. لا ضيرفي ذلك فقط وجوب التناول بهدوء وموضوعية .
شكرا لك أيها المحترم نسأل الله التعجيل بتحريرالعراق وحفظه مما يخطط له في السروالعلن .

شكرا لمداخلتك وملاحظاتك القيمة

كاظم عبد الحسين عباس
30/04/2009, 09:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...ولك الشكر على مقال قيم ...
ملاحظتي الاولى ...انك نظرت الى الوقائع التي حفزها او خلقها الاحتلال بقوة السلاح والعدوانية المفرطة ..ولم
تحسب حساب الروح الوطنية العراقية ..لقد قاتل ابناء العراق في مواجهة حرب الانفصال التي قادتها وتقودها شراكة غير معلنة بين انظمة ايران المتتالية وخاصة الشاه ونظام خميني ..وقاتلت الوطنية العراقية لثمان سنوات وانتصرت في واحدة من اشرس واطول الحروب في العصر الحديث ....ثم وجدت الوطنية العراقية نفسها مباشرة امام امتداد جغرافي - اقتصادي للحرب الايرانية مثبت بوقائع يتجاهلها حكام العرب ..وقاتلت وانتصرت ..ثم واجهت الوطنية العراقية الحرب العالمية الثالثة ( عاصفة الصحراء ) وان اردنا ان لا نزعل البعض بالقول بانها انتصرت فاننا نقول انها خرجت بقدرات وطنية دافعت لاربعة عشر عام اضافية عن الكيان الوطني العراقي .....
شراسة الوطنية العراقية اجبرت اميركا وشركاءها وادواتها نحو اللجوء الى قرار الغزو ....
الان ...
من كسر ظهر اميركا واسقطها في المستنقع العراقي ؟
انها المقاومة الوطنية العراقية ياسيدي ...فلماذا لم تحسب حسابها في معادلات الفيدرالية وحساباتها الشوفينية والطائفية ...
المقاومة العراقية تقاتل بعظمة واقتدار على جبهة عسكرية ذات خطين متوازيين وبتكتيكات غاية في الدقة هما مقاتلة الاحتلال ومقاتلة عملاء واذناب الاحتلال ...والخط الثاني هو مقاتلة العملية السياسية الاحتلالية ومنها مشروع التقسيم ...
الفيدرالية خدعة وليس مقصود منها في العراق نظام حكم تتوزع فيه السلطات والثروات ...بل هي غطاء لتقسيم العراق
ويؤسفني ان اقول ان المكون السني في العملية السياسية المقيته هو جزء من الاتجاه الفيدرالي سرا وعلنا لانه وقع الدستور الفيدرالي المجرم ومرره .
العراق بلد بسيط وليس مكون من ولايات او مقاطعات لكي يتم جمعه في هذا النظام ....
الفيدرالية في العراق تبدا بالتقسيم الاصطناعي ..ثم تعيد التركيب الافتراضي ...
ليحلم من يحلم بالفدرالية او حكم العملاء ....لان غد التحرير ات لامحال ..بل قل انه تحقق باذن الله وسيذهب الفيدراليون مع ديمقراطية كونداليزا ...

مروان المواذنة
02/05/2009, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...ولك الشكر على مقال قيم ...
ملاحظتي الاولى ...انك نظرت الى الوقائع التي حفزها او خلقها الاحتلال بقوة السلاح والعدوانية المفرطة ..ولم
تحسب حساب الروح الوطنية العراقية ..لقد قاتل ابناء العراق في مواجهة حرب الانفصال التي قادتها وتقودها شراكة غير معلنة بين انظمة ايران المتتالية وخاصة الشاه ونظام خميني ..وقاتلت الوطنية العراقية لثمان سنوات وانتصرت في واحدة من اشرس واطول الحروب في العصر الحديث ....ثم وجدت الوطنية العراقية نفسها مباشرة امام امتداد جغرافي - اقتصادي للحرب الايرانية مثبت بوقائع يتجاهلها حكام العرب ..وقاتلت وانتصرت ..ثم واجهت الوطنية العراقية الحرب العالمية الثالثة ( عاصفة الصحراء ) وان اردنا ان لا نزعل البعض بالقول بانها انتصرت فاننا نقول انها خرجت بقدرات وطنية دافعت لاربعة عشر عام اضافية عن الكيان الوطني العراقي .....
شراسة الوطنية العراقية اجبرت اميركا وشركاءها وادواتها نحو اللجوء الى قرار الغزو ....
الان ...
من كسر ظهر اميركا واسقطها في المستنقع العراقي ؟
انها المقاومة الوطنية العراقية ياسيدي ...فلماذا لم تحسب حسابها في معادلات الفيدرالية وحساباتها الشوفينية والطائفية ...
المقاومة العراقية تقاتل بعظمة واقتدار على جبهة عسكرية ذات خطين متوازيين وبتكتيكات غاية في الدقة هما مقاتلة الاحتلال ومقاتلة عملاء واذناب الاحتلال ...والخط الثاني هو مقاتلة العملية السياسية الاحتلالية ومنها مشروع التقسيم ...
الفيدرالية خدعة وليس مقصود منها في العراق نظام حكم تتوزع فيه السلطات والثروات ...بل هي غطاء لتقسيم العراق
ويؤسفني ان اقول ان المكون السني في العملية السياسية المقيته هو جزء من الاتجاه الفيدرالي سرا وعلنا لانه وقع الدستور الفيدرالي المجرم ومرره .
العراق بلد بسيط وليس مكون من ولايات او مقاطعات لكي يتم جمعه في هذا النظام ....
الفيدرالية في العراق تبدا بالتقسيم الاصطناعي ..ثم تعيد التركيب الافتراضي ...
ليحلم من يحلم بالفدرالية او حكم العملاء ....لان غد التحرير ات لامحال ..بل قل انه تحقق باذن الله وسيذهب الفيدراليون مع ديمقراطية كونداليزا ...
سيدي الكريم لايمكن لاحد ان ينكر دور المقاومة ولكن المقال يصب في بحث الايديولوجيات فقط
ولكم شكرنا الجزيل