المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف وإثبات ألف الأعداد



أبو مسلم العرابلي
03/05/2009, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأعداد
الأعداد موضوعة للدلالة على المجموعة بكاملها، كقولنا؛ ثلاثة، خمسة، ثمانية.
أو للدلالة على منزلة أحد أفردها بين المجموعة، الثالث، الخامس، الثامن.
وفي الأعداد الدالة على مجموعة؛ لا يحتفظ أي واحد من المجموعة بمنزلة خاصة،
فلو قلنا أن في البيت ثلاثة رجال؛
هم؛ أحمد ومحمد ومحمود،
أو نقول فيه؛ محمد ومحمود وأحمد،
أو نقول فيه؛ محمود، وأحمد، ومحمد،
فالعدد "ثلاثة" دل عليهم جميعًا، بأي واحد بدأت بذكره أو انتهيت إليه، فلا يدل ذلك على منزلة في المجموعة؛ وعلى ذلك فالألف تسقط منه.
وأما إذا قلت: أحمد هو الأول، ومحمد هو الثاني، ومحمود هو الثالث، فعند ذلك يحتفظ كل منهم بمنزلته، وعليه تثبت الألف فيه.
فكل من؛ "ثلاثة"، و"ثلاثون"، و"ثلاثين"، و"ثماني"، و"ثمانية"، و"ثمانين"، "آلاف" حذفت فيها الألف؛ لأنها دلت على جموع تساوت أفرادها.
وكل من؛ "ثاني"، "ثالث"، و"بثالث"، و"الثالثة"، و"رابعهم"، و"سادسهم" و"وثامنهم"، ثبتت فيها الألف؛ لأن كل واحد منها له المنزلة التي جاءت بعد منازل الذين من قبله.
والنظر إليها في الآيات الواردة فيها دال على ما أشرنا إليه وبيناه؛
في قوله تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـاـحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة.
وفي قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس.
وفي قوله تعالى: (وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) النجم.
وفي قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـاـثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.
وفي قوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَـاـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ (7) المجادلة.
وفي قوله تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلَـاـثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ (22) الكهف.
وفي قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَـاـثَ وَرُبَـاـعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء.
وفي قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَـاـئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَـاـثَ وَرُبَـاـعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر.
وفي قوله تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَـاـثَةِ ءَالَـاـفٍ مِنَ الْمَلَـاـئِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَاَلَـاـفٍ مِنَ الْمَلَـاـئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـاـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ (196) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَـاـتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَـاـثَةَ قُرُوءٍ (228) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَاَيَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَـاـثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا (41) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلَـاـثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَـاـنَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ (171) النساء.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـاـثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّـاـرَةُ أَيْمَـاـنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (89) المائدة.
وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلَـاـثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة.
وفي قوله تعالى: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَـاـثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) هود.
وفي قوله تعالى: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَـاـثَةً (7) الواقعة.
وفي قوله تعالى: (وَالَّـاـئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـاـثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّـاـئِي لَمْ يَحِضْنَ (4) الطلاق.
وفي قوله تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَـاـثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَـاـهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَـاـتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (142) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصَـاـلُهُ ثَلَـاـثُونَ شَهْرًا (15) الأحقاف.

وفي قوله تعالى: (ثَمَـاـنِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ (143) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـاـتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَـاـنِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَـاـدَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَـاـسِقُونَ (4) النور.
وفي قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَـاـتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَـاـنِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ (27) القصص.
وفي قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَـاـمِ ثَمَـاـنِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَـاـتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَـاـتٍ ثَلَـاـثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر.
وفي قوله تعالى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَـاـنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة.
وفي قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـاـنِيَةٌ(17) الحاقة.

وحذفت الألف في "الخامسة" في سورة النور، مع أن حقها أن تثبت على القاعدة،
في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَـاـدَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَـاـدَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّـاـدِقِينَ (6) وَالْخَـاـمِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَـاـذِبِينَ (7) النور.
وفي قوله تعالى: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَـاـدَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَـاـذِبِينَ (8) وَالْخَـاـمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّـاـدِقِينَ (9) النور.
وسبب حذفها؛ أن اللعنة لا تقع عليه من شهادته بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها.
وأن غضب الله عليها لا يقع من شهادتها بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها، وعلى ذلك كان حذف الألف منها.

وأثبتت ألف "المثاني"؛ لأن كل اثنين شكلا ثنائيًا خاصًا بهما، تميزا به عن البقية؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ ءَاَتَيْنَـاـكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَاَنَ الْعَظِيمَ (87) الحجر.
وثبتت ألف الفعل "ثانيَ" لأن المعطوف غير المعطوف عليه، ومتفرد عنه؛
في قوله تعالى: (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَـاـمَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج.

د.حايك
03/05/2009, 03:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الإيضاحات الجملية و نفعنا و الجميع من كل هذا على طريق التقرب لله بالعمل و العلم الصالح و التقوى و الصلاح.
د.حايك

أبو مسلم العرابلي
03/05/2009, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الإيضاحات الجملية و نفعنا و الجميع من كل هذا على طريق التقرب لله بالعمل و العلم الصالح و التقوى و الصلاح.
د.حايك



وجزاكم الله بكل خير يا أخي الكريم د.حايك
وزادنا الله تعالى وإياكم من علمه وفضله
وأحسن الله إليكم