موجة " الديربي " في كرة القدم.

[عز الدين بن محمد الغزاوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
+ من مقالات " التمسخير خانة ".
* الموضوع : موجة الديربي ... بين اللعبة و الموضة !
* من منا لم يهتم بلعبة كرة القدم و تحمس لأحد الأندية التي توجد في مدينته ؟ لكن لااظن أنه أصبح من المهووسين بهذا النادي يتتبع حركاته و سكناته ، بل يفرح عندما يفوز و يكشر حين ينهزم و هذه هي "حمى الكرة المستديرة" أو حمى " الديربي ".
* لقد شاعت منذ سنوات كلمة " ديربي " في لعبة كرة القدم ، وهي تعني " مباراة في كرة القدم بين ناديين محليين "، لكن هذه الأيام إشتد العراك و الحماس بين متتبعي مباريات كرة القدم داخل و خارج الوطن ، و بالتالي فإن الديربي تعدى الحدود.
* الأمر لم يقف عندالتمتع بلعبة كرة القدم و حماسها ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالديربي ، بل لقد تعداه إلى محبة هذا النادي أو ذاك إلى حدود ركوب المخاطر و الحماس الفارط لحدود " الهلوسة " ، فتشد الرحال و تعقد التجمعات التحضيرية لمباراة الديربي حتى أنك قد تتعطل عن مصالحك و ترتبك في حياتك اليومية ،يوم الديربي علما بأنه ومن حسن الحظ يكون في أحد أيام العطلة.
* إن الجانب المضحك في هذه الموضة أو جانب التمسخير ، هو ذلك التهافت و الحماس التي قل نظيرهما و الذي لا نراه و لا نشاهده في مواقف أكثر أهمية و نفعا للمواطن ، فقد تهدر الطاقات و الأموال أضف إلى ذلك غرس تلك النزعة العداءية للنادي المنافس ، فنعاين معارك طاحنة إن خارج الملعب أو داخله ، لا لشيء سوى أن هذا صديقي و هذا غريمي ، و بالتالي تضمحل القيم الإنسانية المرتبطة بلعبة كرة القدم التي هي من الرياضات و التي من شأنها أن تهذب الأخلاق و تقرب بين الأفراد.
* و قد يؤدي هذا الديربي إلى نتائج لا يحمد عقباها ، من تحطيم للممتلكات و المصالح العمومية و هذا ناجم عن عدم وعي باهداف ارياضة ، لكن من المسؤول عن هذا الإنفلات و الإنحراف الذي بات يقض مضجع الجميع خوفا من تحول " الديربي " إلى" التخريبي " ؟.
* إذن ، حذاري من الديربي داخل أم خارج الوطن فقد تصادف أحد المهووسين بحب ناد لا يعجبك فتدخل معه في صراع الألفاظ الذي قد ينتقل بكما إلى صراع العضلات .
تحية ديربية خالية من كل تعصب / عز الدين الغزاوي.