المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رجل الى رجل ..رسالتان بنبض القلب



كاظم عبد الحسين عباس
05/05/2009, 07:40 PM
شبكة البصرة

رسالة جوابية من الدكتور عمر الكبيسي
الى الفريق الركن صابر الدوري فك الله أسره

الأخ العزيز الفريق الركن صابر الدوري المحترم

تحية إكبار وإجلال لكم ولكل الأخوة الصامدين معكم في زنزانات الاحتلال الغاشم وصنائعه الغادرين.

كان لرسالتكم التي سأحتفظ بها كشهادة شرف وأعتز بها اكثر من إعتزازي بما نلته في حياتي من شهادات في هذه الدنيا الزائلة إلا من الذكر الحسن ومواقف الشجاعة والبطولة والرجولة التي تبقى خالدة وناصعة تزداد تألقاً وضياءً بمرور الزمن والتي أبليتم فيها بوقفة التحدي والشموخ بلاءً حسناً يذكرنا بوقفات جدكم علي عليه السلام وياسر وبلال من صفحات الأسلام الأولى الخالدة وليست صفحات الهوان والعمالة التي يتلبس فيها اليوم كثير من أدعياء الوطنية والدين وهما منهم براء.

ماكنت أطمع ياسيدي برسالة شرف تعزيني بوفاة أم أيمن منك ومن رفاقكم في محنة الصمود ووقفة الشرف فمحنتكم أكبر.



إن عزائي بوفاتها وهي (العزيزة والرفيقة والفاضلة رحمها الله)ومعاناتكم وأنتم (الأخوة والأحبة حماكم الله) أننا نعيش ونحيى جميعاً عزاءًا عراقياً أكبر ومحنةَ َ وجود وإنتهاك للقيم والمثل أشمل وأَمر في ظل الإحتلال الغاشم والمدَّمر.



ذكرَّتَني يا أبا فراس بمواقف شخصية ووطنية نسبتها لي كما أشرتم ؛ لكني أود أن أثبت للتاريخ شهادة بحقكم من طبيب وضابط قضى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن في خدمة الجيش العراقي وخدمة المريض لم يكن بعيداً عن سيرتكم ومواقفكم وإنجازاتكم لأقول كنت قدوة يا أبا فراس في فعل الخير والتفاني والتسامح ومساعدة المظلوم وإنقاذ الأرواح والقرار الحكيم والصائب في أحرج الظروف وأحلكها وأنا بكل فخر وإعتزاز وثبات قلتها وسأبقى ثابت القول فيها "إن مسيرة النجوم الثلاثة صابر الدوري وحسين رشيد وسلطان هاشم في تاريخ جيشنا الباسل تعدُّ نجمة ثلاثية ذهبية في النزاهة والسيرة والشجاعة نادرة التكرار ومفخرة لهذا الجيش الذي إغتالت بطولاته ورجالاته أحقاد المحتلين وعملائهم الواهمين".



تحية حب وتقدير لكم جميعاً ودعائنا بمزيد من الصبر والثبات وجنَّبكم الله المكاره والأحزان وأثابكم بمواقع العِليِّين والخالدين وتقبلوا إكبار وتقدير شعبنا وأهلنا لكم وجزاكم الله خيراً.

أخوكم د. عمر الكبيسي

3 مايس 2009 عمان







رسالة الفريق الركن الاسير صابر عبدالعزيز الدوري فك الله أسره

الاخ العزيز والصديق الوفي الدكتور عمر الكبيسي المحترم

أبعث لك بتحياتي واشواقي القلبية مصحوبة بألمي وحزني الشديدين على مصابكم الذي علمت به قبل أيام قليلة برحيل الاخت والمربية الفاضلة أم أيمن رحمها الله واسكنها فسيح جناته.. ورغم أنني أعرف عمق ايمانكم بقدر الله وارادته الا ان المرء يقف بأجلال وحزن على غياب أختنا العزيزة بما نعرفه ونسمعه عنها من سيرة عظيمة و أيمان وتمسك بما يرضاه الله ويأمر به.. لذلك فأن عزاؤك وعزاء أخوانك واصدقائك وانا منهم ان رحيل أم أيمن الى دار البقاء هو منال وأمل كلنا يتمنى ان يحل بها بعد ان يكون قد اكتسب زادا لتلك الدار.. لذلك فأن أم أيمن ستبقى خالدة بأذن الله بما تركته من أثر وسمعة عظيمة ورضى من الله عز وعلا..



أخي أبا أيمن حفظك الله ورعاك،

أنني أطلع بين الحين والآخر على جهودك وكفاحك التي لا تستكين من أجل بلدنا، واشعر بالفخر والاعتزاز من سجني تحت الارض واحيانا فوقها بهكذا رجال مثلك رفضوا حياة الذل والهوان وهم يرون بلدهم يدنس وتنتهك حرماته وتأريخه.. أنني وغيري نعي انه كان بأمكانك أن تعيش وتتنعم بحياة مادية كغيركم ممن ارتضوا لنفسهم حياة الذل والهوان ولم يكترثوا بما يحل ببلدهم واخوانهم واهلهم طالما انهم يحصلون على مكاسب مادية، ولكن فاتهم انه سيدركون عاجلا أم آجلا ان هذا الفتات زائل بأراة الله ولك بعد فوات الاوان لان حساب الله يمهل ولا يهمل...



وبحكم معرفتي بخلقك والتزامك ومواقفك عبر عقود خلت وفي أوقات لم تكن سهلة أحيانا وأنت تتذكرها او بعضها كما سمعت واعتقد أيضا، فأنني لم أكن أرى وأتوقع مكانة وموقعا لأخي أبا أيمن غير الطريق الذي أختاره والذي سيكتبه تأريخ العراق بفخر وكبرياء عن الرجال الذين وقفوا مع اهلهم وشعبهم ورفضوا كل المغريات الزائلة ونالوا رضى الله والمؤمنين.. أن ما قمت وتقوم به هو موضع اعتزاز وفخر لكل أؤلئك الذين عملوا معك في المؤسسات الوطنية العسكرية والطبية، بل لجميع الفئات التي تتمسك بالعراق الواحد بكل ما يمثله من انتماء الى دينه وشعبه وتأريخه.. أنني وأخوتي في هذا المكان نتقدم لك وللعائلة الكريمة بتعازينا الحارة وندعو الله عز وعلا ان يعوضكم عن هذه الخسارة الفادحة ويلهمكم الصبر والسلوان ويسكن الفقيدة رحمها الله فسح جناته انه سميع مجيب.. كما نسأله تعالي ان يقويك ويديم نعمة الايمان ويديمك واخوانك المدافعين عن العراق ذخرا وعنوانا لكرامة العراقيين..

دمت أخا عزيزا وصديقا كريما دائما

أخوكم أبو فراس

سجن الكاضمية في 15 شباط 2009

شبكة البصرة

الثلاثاء 10 جماد الاول 1430 / 5 آيار 2009

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

الدكتور أحمد الياسري
05/05/2009, 08:41 PM
كل شئ زائل ولا يبقى إلى العمل الصالح والذكر الطيب.
هكذا هي الحياة لمن ما زال لا يعرفها.
والرسالتان توضح هذه الحقيقة.
ندعو الله أن يفرج عن الأسرى
ويقوي المجاهدين

فاطمة باوزير
05/05/2009, 11:27 PM
سبحــــــــــــــــان الله ...........هكذا تكون الأخوة في الله !!
اللهم فك قيد أسرانا وأسرى المسلمين ..

المهندس وليد المسافر
06/05/2009, 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة

كم هو رائع هذا الخلق العالي الرفيع بين هؤلاء الأخوة الرفاق ، فبالرغم من شراسة الهجمة وظروف الأسر الصعبة وموقف الحزن من فقدان الأحبة إلا أنهم أبوا إلا أن يكونوا أخوة في السراء والضراء وهذا مالا يفهمه البعض ممن يشكك بنوايا هؤلاء الصادقين مع الله والنفس .
لقد أتخذ هؤلاء طريقا لارجعة فيه وأنحازوا لمبادئهم التي تربوا عليها ولم يبيعوا شرفهم وكرامتهم كغيرهم من البعض المتخاذل الذي فضل لقمة من المالكي الحرام على كل مبادئه وأخلاقه .
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين وفك أسر ابطالنا المجاهدين أنك على كل شيء قدير....

الدكتور أحمد الياسري
06/05/2009, 03:59 PM
إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان ، فتذكر قيم الرجولة ، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً

أتمنى على الأخ الكريم وليد السافر أن يكتب تحت هذه العبارة التي يكررها في مداخلاته، من الذي قالها ؟؟؟.
وللعلم الذي قالها الشهيد صدام حسين في المعتقل عام 1965 عندما شاهد أحد الرفاق وهو قريب من الانهيار من جراء التعذيب، فذكره بقيم الرجولة وأنتقل في تلك اللحظة من الانهيار إلى الصمود.
مع خالص تحياتي

المهندس وليد المسافر
06/05/2009, 07:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة


أتمنى على الأخ الكريم وليد السافر أن يكتب تحت هذه العبارة التي يكررها في مداخلاته، من الذي قالها ؟؟؟.
وللعلم الذي قالها الشهيد صدام حسين في المعتقل عام 1965 عندما شاهد أحد الرفاق وهو قريب من الانهيار من جراء التعذيب، فذكره بقيم الرجولة وأنتقل في تلك اللحظة من الانهيار إلى الصمود.
مع خالص تحياتي

الأخ الدكتور أحمد الياسري
عندما ننقل روائع العظماء والفلاسفة والقادة فأننا لانكتب تحتها عناوينهم لكونها أشهر من نار على علم ،وأعتقد بأنها لاتخفى على محبي الرئيس الشهيد كما لاتخفى على معاديه ، وأنا أكتبها في توقيعي الخاص لكونها كانت عونا لي في أختياري الكثير من القرارات الصعبة في حياتي ، ولولا الرجولة لفقدنا البوصلة كما فقدها أشباه الرجال ، مع شكري الجزيل للملاحظة.....