المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة الفكر التدريبي الهولندي بكرة القدم (2)



د. موفق مجيد المولى
06/05/2009, 09:54 PM
اللحظات الثلاثة لعمل الفريق
العمل الدفاعي ثم البناء للأمام ثم الهجوم
The game is the best teacher
Holland football Association
يقول المدرب الهولندي(ميشيل رينوز) بأنك كمدرب تمتلك خيار إستراتيجيتين: اللعب بطريقة (الهجوم المعاكس) أو نقل اللعب إلى الخصم(بناء اللعب) أي اختيار طريقة اللعب الدفاعية أو الهجومية وبناء على هذا الاختيار يكون الدفاع ويكون بناء الهجوم ويكون دليل الهجوم. يتطلب بناء الفريق في المستويات العليا طريقة بناءة تعرف بـ ( الطريقة التكتيكية لبناء الفريق) وتنضوي تحت مسمى اختيار (إستراتيجية الفريق) والتي لا تكون صعبة مطلقا باعتبار أن هنالك خيارين فأما اللعب بطريقة الهجوم المعاكس أو اللعب بطريقة بناء اللعب وكما قلنا سابقا فان لكل طريقة نقاط قوتها ونقاط ضعفها ففي الطريقة الأولى يسمح للخصم بنقل اللعب للأمام وهي تعتمد على قيادة الفريق الخصم للوقوع في الخطأ بدل من إجبارهم على ذلك وهذا الشيء غير متواجد في كرة الصغار لأنه يحتاج للانضباط والصبر فهذا الأسلوب يحفظ الطاقة لكنه يفتقر للخلق والإبداع وعلى العكس يهدف بناء اللعب إجبار الخصم للوقوع في أخطاء ومحاولة السيطرة على محيط وسرعة اللعب أي انه محيط مبدع وخلاق فهو بحاجة لثقة عالية بالنفس وإبداع من قبل اللاعبين والى رؤيا ومخاطبة وهو الأسلوب الأصعب للتطبيق.عندما يتم اختيار إستراتيجية الفريق فعلى المدرب في الخطوة الثانية اختيار الشكل التنظيمي للفريق أو ما يعرف بالتشكيل الذي يسهل تطبيق طريقة اللعب علما بان هناك حدود لذلك الاختيار يرتبط بقابلية اللاعبين الفردية وبثقافة الفريق المتنافس ومع ذلك, وفي كرة القدم الحديثة هناك ثلاث أشكال(5-3-2) و(4-4-2) و( 4-3-3) وع بعض المتغيرات وكما في طريقة اللعب فلكل واحدة نقاط قوة ونقاط ضعف(للاطلاع على ذلك ارجع إلى موقع الاتحاد الأوربي لكرة القدم).من الممكن ان يستخدم فريقان نفس التشكيل ومع ذلك يبدو بأن كل واحد منهم يلعب مباراة مختلفة ويرجع هذا للاختلافات الفردية في اللاعبين وفي التعليمات المعطاة لهم وتبدو الاختلافات أكبر في اللحظات الثلاثة لعمل الفريق وهي في مجملها تتعلق بموضع اللاعبين في الساحة وكم عدد اللاعبين في الدفاع وبالبناء والهجوم وهذا يختلف كليا عن عدد اللاعبين في كل خط انه مرتبط بشكل أكبر بواجبات الفريق ونوعية اللاعبين الأفراد.
1)العمل الدفاعي: من بين ثلاثة أفعال لبناء الفريق يحتل العمل الدفاعي للفريق الأولوية العليا عند استحداث التوازن الصحيح في الفريق فالفريق الذي يرغب طريقة هجومية عليه أولا السيطرة على الفريق الخصم والنقطة التي تربح فيها الكرة هي النقطة التي تبدأ منها الهجوم.
2)البناء للأمام : حالما يعيد الفريق ربح الكرة فماذا يفعل؟ إن ذلك مرتبط بعد حقائق! فهل يلعب الكرة خلال منطقة الوسط أم عبر منطقة الوسط ككرة طويلة للأمام؟هل يمتلك الفريق (صانع ألعاب) يتخذ المسؤولية على عاتقه أم ان اعتماد كل لاعب على نفسه؟ هل يستحدث الفريق الفراغ على الأطراف أو خلال الوسط؟ عندما يمتلك الفريق(خطة) لكيفية بناء الهجوم فأن مفاهيم( التوافق) و(الكفاءة) ستظهر واضحة في الساحة.يركز الاتحاد الهولندي على ضرورة تقويم البناء للأمام ففي حال لا يكون الفريق الخصم منظما دفاعيا في لحضه ربح الكرة فعلينا (الهجوم المباشر) أما في حال كان الفريق الخصم منظم دفاعيا فعلينا في هذه الحالة (بناء الهجوم) حيث من الممكن تقويم البناء من خلال تقويم قيمة كل تمريره وكلما زادت القيم الايجابية للتمرير زادت قيم الفريق وعلى اللاعبين البحث الدائم عن قيم عالية للتمرير والتي تنفذ في أي وقت من المباراة وما لم يكن ذلك لواجب المحافظة على حيازة الكرة فأن الأمر سيصبح مثل المشي عكس عقارب الساعة وهنا يعطي الاتحاد الهولندي تسلسل العمل المرتبط ببناء الهجوم:
المحافظة على الحيازة ومنع إرجاع الكرة للخصم وتحفيز اللعب الآمن للاعب ساند.
الإعداد لبناء الهجوم عن طريق إيجاد الفراغ واحتلاله في الداخل أو بين خطوط فريق الخصم فيكون هدف تمرير الكرة للإمام وضع أكبر عدد من لاعبي الفريق الخصم خارج اللعب ومن دون فقدان لحيازة الكرة.
الاختراق.الكرات العكسية. لعب تمريره بينية و الدحرجة لخلق فرص التصويب هو الخطوة النهائية قبل التصويب وفي هذه الحالة يجب حساب نسب الربح والخسارة.
التصويب وإنهاء الهجوم. تسجيلا هدف أو الحصول على ضربة ركنية أو ضربه هدف أو منع التصويب أو إنقاذ بواسطة الحارس هي النتائج النهائية لبناء الهجوم.
3)الهجوم.كيف سينهي الفريق عمله؟ كيف سيصل الفريق للعب المتفق الوصول له خلال اللعب( صانع اللعب)؟ هل نقاط ضعف في دفاع الخصم؟ ما هي نقاط القوة التي يمكن الاستفادة منها؟إن إستراتيجية الفريق وتنظيم التشكيل والثلاث أفعال الخاصة بالفريق من الممكن تعديلها خلال اللعب ففريق متأخر عن الخصم من الممكن أن يتحول من أسلوب بناء اللعب والمبادرة بالهجوم المعاكس وفريق آخر يجد الخصم مواجها لأسلوبه في اللعب المعاكس فيتحول لطريقة بناء اللعب مع الإشارة بأن من الصعوبة تغيير الذهنية في أغلب المباريات فالغاية من الدفاع هي ربح الكرة كفرد ضمن محتوى الفريق والتحول المباشر للهجوم وهذه واحدة من أفكار بناء اللعب ففي أغلب الأحيان ليست هناك فكرة لبناء اللعب أكثر من التقدم للأمام وهذه الطريقة تبنى على التوفيق والحظ وأخيرا يمكن القول باختصار بان على كل مدرب أن يقرر بنفسه أي طريقة لعب ستكون نافعة ,أي تشكيل مناسب لقابلية لاعبيه وطريقة لعب الفريق ومن ثم عليه وصف واجبات اللاعبين خلال اللعب(خلال العمل الدفاعي/العمل عند بناء الهجوم/ والعمل الهجومي) ومن ثم على المدرب الإشارة لأهم إستراتيجية خلال لحظات العمل الثلاثة للفريق.
* الموضوع مترجم عن الرؤيا الهولندية بكرة القدم.