المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصل من كتاب رياضي للدكتور موفق المولى



د. موفق مجيد المولى
07/05/2009, 12:12 AM
تطويــــــــر رؤيــــــــا طويلـــــــة الأمد
توضح المباريات الأولى كل المهارات التي دربها المدرب السابق للاعبين وتعطيك كمدرب جديد فكرة عن الموهبة الرياضية الطبيعية لكل لاعب ولهذا فان آخر شيء يقلق حياله المدرب الجديد هو الفوز في المباريات الأولى وبدل من ذلك يبدأ المدرب بالتركيز على التطوير المهاري طويل الأمد.وعندما يحدث ذلك سيبدأ الفريق بالفوز بعد ان يصبح الفريق واحد من أمهر الفرق في الساحات وهذه العملية تتطلب أكثر من سنة ولهذا عليك ان تؤكد لمن معك في العمل بأنك سوف لن تبالي مطلقا بسجل الربح والخسارة.ولكن كيف يمكن للمدربين الجدد اخذ هؤلاء الصغار للتدريب المنتظم لتحقيق الهدف المنشود وهو المهارات الأحسن؟ ان ذلك ليس بالصعب طالما يعمل المدرب على جعل الأشياء بسيطة.ان المراكز في كرة القدم بسيطة جدا فهناك ثلاث مراكز أساسية وهي التي تستخدم في الهجوم وثلاث أخرى في الدفاع وهذا هو السبب الذي جعل قاعدة التطور في اغلب الأندية يرتكز على اللعب(3ضد3) أو(4 ضد4) في الاعمارالمبكرة من أجل حصول اللاعبين الصغار على قاعدة جيدة لتلك المراكز الأساسية كما ان هذا النوع من اللعب يمنح فرص اكبر للاعبين الصغار للتعامل مع الكرة اي تماس اكثر مع الكرة والذي يطور مستواهم المهاري ويجعل من اللعب متعة كبيرة لهم.إن المراكز الأساسية الدفاعية ثلاثة فقط وهي الضغط والتغطية والموازنة فاللاعب الأول للكرة يدعى بالمدافع الأول ويكون واجبه تسليط الضغط على الكرة اما اللاعب الثاني والأقرب لزميله الأول والأقرب لهدفه من اللاعب الخصم فيدعى بالمدافع الثاني ويكون واجبه تقديم التغطية للمدافع الأول أي ان يكون في موقع يجعله قادرا وعلى الفور التعامل مع خصم المدافع الأول الضاغط على الكرة في حال نجاح ذلك الخصم في هزيمة زميله المهاجم الأول.كما انه من الواجبات الرئيسية للمدافع الثاني مراقبة اللاعب المهاجم الغير حائز على الكرة والذي من الممكن ان تمرر اليه الكرة من قبل المهاجم الحائز على الكرة.اما المدافع الذي يكون في العمق(الأقرب للهدف) فيدعى المدافع الثالث ويكون واجبه توفير التوازن للدفاع ويوفر تغطية إضافية للمدافع الاول والثاني ويراقب تحرك اي مهاجم قادم باتجاه مركز الهدف او منطقة العمود البعيد.من المهم من اجل البناء المستقبلي(تعليم)هذه الاسس الثلاثة وكيفية تطبيقها في وضعيات اللعب وكذلك من المهم ان(يدرك) اللاعبون واجبات الدعم للاعبين المحيطين بهم بشكل مباشر. فما هي نقطة الإدراك الذهني للاعب الوسط الذي يجب ان يعرفها اذا كان هو الأقرب للكرة؟ انه بلا شك التحول الميكانيكي (ردود فعل ذهنية) والتحول المباشرة(سرعة بدنية) لتنفيذ واجب المدافع الضاغط ومن غير ذلك لا يمكن الحديث عن نجاح اللاعب في تنفيذ واجباته.هكذا علينا تنمية الادراك الذهني للاعبين فليس المهم ان ندرب اللاعبين بل المهم ماذا ندرب اللاعبين!هنا اتسائل كم منا نحن المدربين يعمل على تطوير مفهوم إعادة التغطية بالنسبة للمدافع الذي انهزم توا من قبل الخصم وهل هناك إدراك ذهني لتحول هذا اللاعب من لاعب ضاغط مهزوم الى لاعب تغطية متراجع متداخل في الركض خلف اللاعب الضاغط الجديد؟أن واحدة من أكبر مشاكل الكرة تكتيكيا هي النقطة أعلاه والتي أوضحها بتحول اللاعب الضاغط بعد هزيمته إلى لاعب متفرج غير مدرك لأهمية التحول للاعب تغطية او على الأقل لملاحقة من هزمه بالكرة.في احيان كثيرة يعتقد الصغار خاطئين بان تلك من واجبات المدافعين لأنهم اما يلعبون مهاجمين او لاعبي وسط فالصورة الذهنية للمدافع في عرفهم وتفسيرهم تعني ان الدفاع يعني لاعب في خط الدفاع وليس في خط الوسط او الهجوم ومن هذه النقطة الابتدائية يبدا الفشل في بناء اللاعب الشامل وسوف لن يكون هناك اي حل مستقبلي ما دامت قناعة اللاعب الأولية بان واجب الدفاع تعني المدافع (انه نقش على الحجر) وعلى المدربين قبل اللاعبين إدراك ذلك المفهوم.إذن ماذا نفعل لنتغلب على تلك المشكلة؟
توصية:
ان حل المشكلة يكون بسيط جدا ويرتبط باستخدام مصطلح اللاعبين الخلفيين بدل من مصطلح اللاعبين المدافعين وهذه التسمية ستفض الاشتباك في سوء فهم مضطلع المدافع وواجباته فهنالك لاعبين حلفين ولاعبين وسط ولاعبين أماميين والواجب الدفاعي ينطبق على الجميع! الا يبدو ذلك رائعا؟ ألا تعتقد أخي المدرب العربي عمق هذا التقرب الذهني للاعبين الصغار؟الا تعتقد بأنه أسلوب بسيط ومنتج؟ وهكذا نستطيع تحفيز اللاعبين الصغار على التعلم بان كل واحد هو مدافع ما دامت الكرة مع الفريق الآخر.
ان من السهل على اللاعبين تعلم هذه المفاهيم الأساسية الثلاثة (الضغط – التغطية- التوازن) بدل من استخدام مصطلح المدافع الاول والمدافع الثاني والمدافع الثالث وكل ما يحتاج اللاعبين الصغار لمعرفته بان اللاعب الاقرب للكرة هو لاعب الضغط ومعرفة ما هي واجباته وكذلك الحال بالنسبة للاعب التغطية ولاعب التوازن.كذلك وعلى نفس المنوال في الهجوم فهنالك ثلاث مركز رئيسية فاللاعب الذي مع الكرة يدعى بالمهاجم الأول وواجبه يكون في حيازة الكرة بينما يتقدم بالكرة لأقرب ما يمكن من الهدف بالدحرجة او بالتمرير والتصويب.أما اللاعب او اللاعبون الأقرب ضمن تمريرة ارضية قصيرة للمهاجم الاول فيدعون بالمهاجم او المهاجمين الثاني وواجبهم يكون في منع فقدان الكرة حتى اللحظة عندما تتقدم الكرة للامام ظمن مدى التصويب على الهدف. قبل الوصول لمدى التصويب على مرمى الخصم فان المهاجم الثاني يضع نفسه في موقع يسهل للمهاجم الاول تبادل الكرات القصيرة معه لتحريك الكرة حول المدافع ومن الطبيعي القول ان واجب المهاجم الاول عبور كل المدافعين بالكرة للوصول لمدى التصويب.يعتمد موقع المهاجم الثاني في الغالب بعدد المدافعين المهزومين وفي الغالب يتمركز اللاعب المهاجم الثاني عند الطرف البعيد للمدافعين ظمن المدى الجيد للتصويب من ذلك الجانب وهذا يسمح له بسحب مدافع واحد على الأقل من منطقة العمق الدفاعي او يتسلل من الخلف خصوصا اذا كان المدافعون مراقبون للكرة ليضع الكرة في الشباك..في الحالات التي يتواجد فيها لاعبين اثنين كمهاجم ثان(إسناد قريب) ففي هذه الحالة يتمركز اللاعبان لتشكيل مثلث متحرك مع زميلهم الحائز على الكرة عن طريق التحرك في الفراغ الموجود بين أو على جوانب المدافعين بحيث يكون هنالك طريق واضح للكرة للوصول لإقدامهم حال تقدم الكرة في مدى التصويب يغير احدهم من واجبه الاسنادي الى واجب المهاجم الثالث على الرغم من إمكانية قيام لاعب اخرغيره بهذا الدور.ان واجب المهاجم الثالث يكمن في قلق التوازن الدفاعي للخصم عن طريق تنفيذ الاركاض العميقة وفي الغالب للجانب البعيد للهدف وهذا العمل التكتيكي يسحب المدافعين بعيدا من فم المرمى فيشوش على حارس المرمى والمدافعين الذين يقفون امامه ويفتح الفراغات امام المرمى والتي يمكن ان يحتلها زملاء مهاجمون قادمون من الخلف. يمكن ان القول الآن بأن هنالك حاجة كبيرة لتعليم كل اللاعبين على القواعد الأساسية للإسناد الهجومي وبخصوصية اكثر فهم بحاجة لتعلم مفاهيم(تنظيم المثلثات الساندة) وكيفية الحركة لاستحداث الإسناد الهجومي المعروف بلاعبين اثنين او بثلاث لاعبين لأن هذه الأدوات أسلحة حاسمة تستخدم من قبل جميع لاعبي كرة القدم للمحافظة على حيازة الكرة في الفراغات الضيقة ولخلق فرص التصويب.يصح القول بأنه ليس مطلوبا من اللاعبين لعب اي مباراة قبل اكتسابهم بعض المهارات الأساسية وتعلم بعض من مفاهيم المراكز وفي الحقيقة يعمل البعض بكثرة على تمارين دحرجة الكرة من بين العلامات او الشاخص وينسى مفاهيم المراكز فيدفع بلاعبيه الصغار في المباريات دون ان يعلمهم على الأقل فكرة ومفاهيم مبسطة عما ذكر. في هذه الحالة يلعب المبتدئون في كثير من الأحيان دون ان يكونون جاهزين للعب. لقد قلت في السابق بان تعلم الهجوم أصعب من تعلم الدفاع وجزء من هذا الموضوع يدفعنا لحل المشكلة باتخاذ قرار مبكر لطريقة اللعب التي سيستخدمها الفريق في الهجوم وفي الدفاع إلا ان اهتمام أكثر بتعلم الدفاع سيكون عامل مساعد لتقليل ما يسجل على الفريق من أهداف وبنفس الوقت يتعلم اللاعبين الصغار الأسس القاعدية علما ان تقليل حجم الخسارة يساعد على إبقاء التحفيز عاليا وعلى الخصوص ان اللاعبين الصغار يرغبون بالمكافئة من اللعب.
كيف نختار طريقة اللعب الدفاعية؟ سأتكلم هنا ظمن مفهوم البديهية بكرة القدم !
البديهية الأولى: اول فهم مبسط يكون في جعل اللاعبين الصغار يدركون بأننا لو أرسلنا جميع لاعبينا لهدف الخصم فان هدفنا سيكون مفتوح على مصراعيه للفريق الآخر.
البديهية الثانية:ثاني فهم مبسط يكون في جعل لاعبينا يدركون بأننا لو طلبنا من جميع لاعبينا البقاء أمام هدفهم للدفاع عنه فلن يكون باستطاعتهم تسجيل الأهداف وربح المباراة.
من المهم جدا ان يدرك اللاعبون الصغار تلك البديهيات الأساسية والتفكير! نعم التفكير بإيجاد حل لهذه المشاكل من قبل اللاعبين الصغار أنفسهم وبعون من المدربين لتوسيع أفق اللعبة في خيالهم.ولعل المدرب المتمرس يعرف باليقين بانه لو طلب من الصغار اللعب في الدفاع تطوعا فلن يجد متطوع واحد ولكن حينما يكون الطلب للعب في الهجوم فالجميع جاهز للتطوع فالكل يرغب في اللعب بالهجوم وحينما لا تكون هنالك رغبة لاي لاعب للعب في الدفاع لحماية الهدف فعلينا التفكير في الخيارات الأخرى:
الخيار الأول(رجل لرجل) :يكمن الحل في ان يختار كل لاعب من فريقنا لاعب من الفريق الآخر لمراقبته عندما تكون الكرة معهم (رجل لرجل) وهنا نكون قد قدمنا مفهوم المراقبة فنطلب من اللاعب متابعة لاعبه ولكن ماذا يحدث في حال إضاعة اللاعب لخصمه الذي يراقبه بسبب سرعة الخصم او براعته؟ هنا نحتاج اقرب لاعب زميل ليتحرك لتقديم التغطية له وهذا هو الأساس القاعدي الثاني للدفاع (التغطية) ونحتاج لتعليمه بل وتكرار تعليمه باستمرار واضعين في الاعتبار عدم مناسبة اللعب رجل لرجل للاعبين (12) سنة وما دون كما أن إمكانية التسجيل عند اللاعبين الصغار تكون قرب الهدف فقط مما يجعل اللعب بطريقة رجل لرجل بعيدا عن مناطق التسجيل مجرد ضياع للوقت.
الخيار الثاني (دفاع الضغط العالي): لنتصور أننا نجمع فريقين من الصغار في ساحة معينة ونرمي لهم الكرة للعب ونشترط عليهم استخدام أرجلهم فقط لركل الكرة في هدف الخصم فكيف سيكون المنظر؟ سيلعبون بغريزتهم الخاصة وستكون الكرة كقطعة المغناطيس التي تجذبهم اليها من كل مكان فالجميع حول الكرة والجميع دائما حيث تكون الكرة وكنتيجة لذلك فهم يطبقون بطريقة غريزية طريقة الدفاع المعروفة بالدفاع عالي الضغط (الحشد) وفيه يحاول مجموعة من اللاعبين الإحاطة بالخصم ومنعه من لتحرك للامام. فهل مفهوم الحشد سيئ؟
ليس بالضرورة ان يكون سيئ على الاقل من الناحية الدفاعية ما دام النجاح مستمر ولكن هذا النجاح سيصطدم بتعلم الفريق الاخر الانتشار في الهجوم وتطوير مفهوم لعب التمرير الدقيق للاعب مفتوح.لا ننسى ان اللاعبين الصغار يميلون للتعديل أوتوماتيكيا في الحشد حال ما يصبح ما يطبقون غير مجدي مما ينتج عن ذلك الميل الغريزي تعديل في الحشد حول الكرة ويصبح عدد اللاعبين أقل عما كان عليه وبمرور الوقت يقلل عدد اللاعبين حتى من دون تدخل المدربين أنها طبيعة اللاعبين الصغار. فالسماح بالحشد أو عدمه يعتمد على عدد اللاعبين في الساحة ففي وضعية(3 ضد3 )أو(4 ضد 4) يكون من الصعب الحشد بأكثر من لاعبين اثنين لأنك ستترك هدفك مكشوف اما في اللعب بوضعية( 6 ضد 6) وأكثر فمن الممكن استخدام التحشد المركب بكفاءة عالية.
الخيار الثالث (دفاع الضغط الواطئ)
وهو حل دفاعي آخر والذي يكون تنفيذه أسهل نوعا ما للاعبين الصغار وفيه يمكن إرسال لاعب واحد لإبطاء اللاعب الحائز على الكرة ولاعب ثاني للعلب خلفه لكي تمنح الوقت لبقية لاعبي الفريق للتراجع وتنظيم أنفسهم أمام الهدف وهذا يدعى بالدفاع واطئ الضغط وهو طريقة تعمل بشكل جيد فما إذا عرف اللاعبون الضاغطون كيفية تنفيذ واجباتهم وجهز اللاعبون المتقهقرون ليتحولون إلى لاعبي ضغط فيما اذا لعبت الكرة لمهاجم قريب اليهم. في الحقيقة هناك كثير من الفرق في المستويات العالية ممن يستخدم الدفاع واطئ الضغط ولهذا فليس من المزحة القول بان الحشد الدفاعي لن يكون بالضرورة شيء سيئ ومن الطبيعي مراقبة المهاجمون بطريقة ضيقة عند تقربهم قرب الهدف او في مدى التصويب وعلى الخصوص إذا كانت لديه قوة الرجلين التي تساعد على لف الكرة في الهدف.من المهم ان نعالج مشكلة الفريق الخصم الذي يتصف لاعبوه بالسرعة؟ ففي حال توفر هذه الصفة في لاعبينا كذلك ومن النوع الدفاعي الجيد فالحل بسيط بتنفيذ اللعب رجل لرجل مع من يهدد هدفنا سواء كنا نلعب بطريقة دفاع الضغط العالي او دفاع الضغط الواطئ. يجب ان لا يغيب عن البال بان المدافع البطيء يكون فعالا نوعا ما في إيقاف المهاجم السريع حال تعلمه اسس المركز وعمل القدمين.يعرف كثيرا من اللاعبين الذين يمارسون لعبة كرة السلة تلك المفاهيم بان الواجب الأول للمدافع الضاغط يكون بإبطاء المهاجم بالتحرك في طريقه وتغطية المسافة ببطء وعدم تنفيذ اي محاولة لربح الكرة حتى تصله التغطية.هذا كلام ولكن التحسن والتطوير يتم من خلال التدريب المتكرر فلا تدع المدافع البطيء يتجنب تعلم تلك المهارات بسبب بطئه ولا تتجني أنت كمدرب على عدم تعليمه ذلك.
اختيار طريقة لعب الهجومية
حال إقرارك على الطريقة الأحسن للدفاع عن هدفك فستكون عندئذ جاهز لتقرير الطريقة الأحسن للهجوم على الخصم.ففي مستويات اللاعبين الصغار نرى ميل اغلب المدربين لوضع لاعبيهم الأكبر والأسرع كمهاجمين لاستغلال عبور المدافعين بسرعة ومحاولة تحريك الكرة باتجاه هؤلاء اللاعبين السريعين وهذا النوع من طرائق الهجوم يدعى (الحذاء- الكرة) وهو مشابه نوعا ما لأسلوب آخر يدعى الهجوم المباشر والذي ينفذ بلياقة بدنية أقل.مع ذلك تبدو هذه الطريقة غير منتجة للاعبين جيدين في التصويب أو لاعبين هدافين على المدى الطويل لسببين:
1-يسمح لنشوء ما يعرف لحالة فوق التخصص مادام أنه لا يسمح بوجود مهاجمين فيما عدا نجم او نجمين من الفريق بينما يبقى لاعبو الفريق الآخرين يتعلمون كيفية ركل الكرة بقوة للأمام.
2-تفشل هذه الطريقة في تعليم اي من اللاعبين المحافظة على الكرة في الفراغات الضيقة باستخدام لاعبين زملاء وخلال تقدم الوقت يفقد هؤلاء المبكرين بالنضوج من اللاعبين النجوم فوائد حجمهم وسرعتهم حال بدء فترة النضوج الحقيقة التي تحديد اللعب في الساحة.يكون واجب لاعبي الإسناد ركل الكرة للامام فقط وبطريقة غير عقلية مما يفقد هؤلاء اللاعبين مهارات السيطرة على الكرة ويمنحهم مهارات دفاعية متوسطة ومن هنا فعلى المدربين مقاومة التطبع على طريقة اللعب من( الحذاء – للكرة) ويكون مستقبل الكرة التدريبي الأحسن مرتبط بطريقة لعب حيازة الكرة المرتكزة على مراكز اللاعبين أعلاه.ان طريقة حيازة الكرة تعلم اللاعبين الصغار السيطرة على الكرة بشكل جيد واستخدام أجسامهم وإقدامهم لحماية الكرة من الخصم كما تعلم استخدام زملائهم الساندين لتحريك الكرة في الفراغات الضيقة بطريقة التمرير القصير والذي يكون مميزا طالما كانت هنالك تطوير في القوة البدنية وفي مهارة السيطرة على الكرة وكل هذه الامور ستمنح اللاعبين (قوة الارادة والتصميم) على مهاجمة الخصم بالكرة عن طريق مهارة الدحرجة.هنا أضع تركيز على ضرورة ان تنمى تلك المهارات مبكرا عن طريق الألعاب المصغرة الجانبية بوضعية (1 ضد 1) أو (2ضد1) أو (3ضد3) وغيرها من مما هو شائع في التدريب مع عدم نسيان إمكانية إضافة لاعب او لاعبين إضافيين (أنا أسميهم لاعبين مجهزين) لمنحهم حلول إضافية لتحريك الكرة.؟لاحظ نماذج على هذه التمارين في متن الكتاب.بعض الأحيان ترمي الأندية مدربيها لسمك القرش حينما يضطر المدرب اختيار طريقة اللعب للاعبين الصغار والذين يلعبون بوضعية(8 ضد8) او(9 ضد9) أو(11ضد11) بينما لا يزال امام المدرب أسبوعين او ثلاثة فقط للدخول في المسابقة؟ وهذه المدة غير كافية حتى لتعليم اللاعبين العمل في وضعية(1ضد1).من المعلوم وفي كثير من مثل هذه الحالات يبدأ الفريق بالخسارة وليس ككل خسارة بل بالخسارة الكبيرة مما يضع قابلية المدرب امام تساؤل لاعبيه وإدارته نفسها بالرغم من علو كعب المدرب في التدريب.حينما يواجه المدرب تلك الوضعيات غير المتوقعة فانه حتى لو قام المدرب بتدريب اللاعبين في كل ساعة من يومه فلن تكون النتائج جيدة.في أحيان يرمى صغار السن في مسابقة يكون الخصوم فيها اكبر عمرا وأكثر كفاءة ومع تمتع اللاعبين الصغار بموهبة رياضية ولكن تلك الموهبة لا تمكنهم من تحقيق الفوز مهما حاول المدرب وعلى المدرب ان يواجه حقيقة مؤلمة هو ان النتائج الجيدة سوف لن تكون جاهزة ولكن الأهم ان اللاعبين سيخرجون بشيء مهم الا وهو التقدم والتحسن.في مثل تلك الحالات غير المتوقعة يحتاج المدرب لاستخدام بعض الوضعيات المنقولة من اجل كسب الوقت للعمل على المهارات الأساسية لجوهر لعب الفريق والذي يستلزم في الأحوال الاعتيادية موسمين او أكثر لإنجاز ذلك.؟ومع ان ذلك ممكن إلا أن الغالب على لعب الفريق سيكون على طريقة لعب التحشد الطبيعي والذي سيكون أحسن من لا شيء وهنا بعض من الأفكار لذلك:
في أسابيع المباريات الاولى من المهم ان تضع أحسن لاعبيك في مركز الدفاع الوسطي فعدم التسجيل خير من الخسارة القاسية؟ومن لعبة لأخرى حاول أن تطور بعض اللاعبين لمراكز دفاعي الجناح أو الأطراف والذي سيسمح لك بتدوير لاعبيك في منطقة الوسط او حتى في منطقة الهجوم.تذكر ان أصعب مركز في كرة القدم هو المدافع القشاش او المدافع المركزي في حال عدم اللعب بقشاش وان المركز الثاني في الصعوبة هو لاعب الوسط المركزي او المدافع المركزي الذي يغطى بلاعب قشاش ومن ثم تاتي الصعوبة في المراكز في الهجوم المركزي ومن بعد ذلك تاتي بقية المراكزأما في حالة وجود لاعبين ضعاف واقل موهبة فان التوصية بالطبع تكون بوضعهم في المراكز الأكثر سهولة وحصرهم بين لاعبين أقوياء لتقديم التغطية لهم عند حدوث المشاكل.
بعد تعيين اللاعبين على المراكز في التشكيل عليك البحث عن كيفية ادخال المرونة في التشكيل اي(الواجب) في التشكيل وعلى سبيل المثال هل ترغب في مدافع اليسار الذي يراقب مهاجم الفريق الخصم اليسار في متابعته في كل ارجاء الساحة او الى منطقة او ثلث محدد ؟هل ترغب ان ترى هذا المدافع مندفعا وراء جناح الخصم في منطقة جزائه ام تحدد حركته لخط منتصف الساحة؟كذلك الحال بالنسبة للمدافع القشاش فهل ترغب في إعطائه الحرية الكاملة في التحرك ام اللعب فقط خلف الدفاع المركزي؟وفي حال تقدم القشاش للامام هل تعين اللاعب البديل الذي سيأخذ مركزه؟وهكذا ترى ان الواجبات تعلم في التشكيل لتطوير اللعب في كل مركز وفي كل وضعية.
في احيان كثيرة يضطر المدرب على تعليم اللاعبين اللعب في مركز معين في الساحة في مدى وحدتي تدريب فقط بسبب ضيق الوقت مما يتطلب صرف وقت في تعليم التغطية والإسناد ومبادئها الأساسية وحال معرفة اللاعبين بهذه الأسس فان الأداء الفردي للاعب من مركزه سيكون متقدم وناجح وحينما نفكر بالتشكيل الذي سنلعبه وهنا يكون المهم بان نصل إلى الهدف النهائي قبل تقرير التشكيل والذي يكون في الوصول باللاعبين إلى النقطة التي يستطيعون ان ينفذون فيها اي واجب في الساحة ولن يحدث هذا اذا لم يعرف اللاعبون الأسس المركزية للدفاع والهجوم.أذكر المدرب العربي بأن مرحلة تخصص اللاعبين في مراكزهم بمنطقة واحدة أو منطقتين من الساحة يجب ان تكون ملائمة لقدراتهم وتبدأ من الأعمار(14) فما فوق وهنا يجب على المدرب الاهتمام بشكل اكبر بالتطبع على تشكيل الفريق وطريقة اللعب والتي تعتمد على ما متوفر من مهارات ومواهب لدى اللاعبين.ان اختار هذه المرحلة العمرية(14 سنة) تكون بسبب حدوث تقدم في ذكاء اللاعبين لدرجة يكون فيها دماغهم جاهزا لتحدي القرارات التكتيكية المعقدة ويكونون قد تطوروا عاطفيا الى درجة تجعلهم مضحين بأهدافهم الفردية لصالح الأهداف الفرقية مع نصيحة مهمة ان يكون هنالك تركيز عالي على تصحيح الأخطاء وبشكل اكبر من مجرد تغطية تلك المفاهيم في التدريب.
على المدرب العربي ان يدرك الفارق الكبير بين لاعبين بأعمار(14) سنة ولاعبين بأعمار(17) سنة ولكن وبنفس الوقت ستكون الفوارق كبيرة كذلك بين لاعبين بأعمار(12) سنة تدرجوا في لعب الكرة من العمر(6) سنوات ومثيلهم في العمر ممن ابتدئوا للتو لعب كرة القدم فاللاعبون الجدد بحاجة للوقت للتطبع على المراكز فلا تحاول وضع هؤلاء في أماكن يختبئون بها لعلاج ضعفهم لان تلك طريقة للمدربين الكسالى وبدل عن ذلك عليك تطوير مهاراتهم الأساسية بدل من الاختباء في الساحة.ان اكبر مشكلة في التشكيل أو المراكز تكمن في اجبار اللاعب على اللعب في مركز لا يكون هو مستعد للعب فيه كذلك في تنفيذ واجبات لا يكون جاهزا على تنفيذها فالمهم ان يجرب هذه المراكز والواجبات في التدريب اولا بدل من اللعب وما دام المدرب مؤمن بمفهوم التطوير بعيد المدى فعليه العمل على تحسين صنع القرار واتخاذه عند اللاعبين في مراكزهم بدل من التركيز على الفوز لأن الفوز سيأتي في المراحل العمرية المتقدمة حينما يصبح الفوز هو الرقم المركزي لكل فريق.ستكثر الأخطاء ويكثر التعب وسينزعج المدرب ويزعل اللاعبون ولكن في النهاية سنحصل على المكافئة.
المادة أعلاه باب من كتاب المؤلف الموسوم أساليب الألعاب المصغرة بكرة القدم
لا مانع من استخدام المادة أعلاه في البحث العلمي او التأليف شرط ذكر المصدر
الدكتور موفق مجيد المولى