المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجه الآخر لأزمة مؤتمر فتح ...



سميح خلف
08/05/2009, 11:09 PM
نتفق اولاً ان حركة فتح بواقعها الحالي لا تحقق الشرطية الوطنية لأكثر من سبب ولأكثر من بعد تنظيمي وسياسي وامني وسلوكي .

ومن المقدمة نستطيع ان نقول كل هذا الكم من الاسباب وما اكثرها لا تحقق شرطية ان هذا التجمع وهذه الامواج من المسجلين على بطاقة فتح تحقق شرطية"اطار حركة تحرر وطني" وبمعطياتها الحالية وبمعطيات تركيبتها البرمجية .

ازمة مؤتمر فتح ربما علل البعض ازمتها بتراكم الاجيال والاستحقاقات لمؤتمر غاب اكثر من 20 عام ما بين المؤتمر الخامس والمؤتمر المزمع عقده مساحة زمنية اتت بالويلات على الشعب الفلسطيني وعلى كادر حركة فتح ، ولكن ما يحدث اليوم هو وجه اخر لازمة حركة فتح .

قال لي صديق وهوالبروفيسور الفيلسوف شاكر شبير قال " كنت مؤيدا ً لاتفاق اوسلو على نموذج الاتفاقية التي اتت للشعب الالماني في الحرب العالمية وقال كنت احسب ان ما يحدث في الساحة الفلسطينية على النموذج الالماني واذ بالمسلكية تخرب كل تصوراتي حتى اصبحت محبطاً واصبحت عدواً لمنهجية من وقعوا الاتفاقية وعدواً للحالة الانقلابية التي حدثت في حركة فتح بعد وفاة ابو عمار او قبلها بشهور وضد الحالة الانقلابية التي حدثت في منهجية التيار نفسه "؟!


الوجه الآخر لأزمة مؤتمر فتح ليست ازمة تحضير لمؤتمر بل ازمة تتجه نحو الاستطراد في عملية الاقصاء لكل من بقي له ضمير وطني في داخل حركة فتح وهي عملية استفراد موجه وخاصة ان التحضير للمؤتمر العام الحركي اتى على قاعدة مطلب اقليمي ومطلب دولي ولا نخشى ان نقول انه مطلب امريكي ومطلب صهيوني ومطلب من بعض الدول العربية الكبرى على نفس المنهجية ونفس التوجه للتخلص في عملية فرز ممنهجة لكل اطر الخارج تحت مبررات وعمليات نفخ وتضخيم قامت بها مؤسسة الرئاسة حكم بلعاوي وعلى شاكلته لتضخيم غير مبرر وغير نظامي لعضوية المؤتمر، ومن هنا برزت الحالة الامنية التي ستحسم قصة مكان انعقاد المؤتمر ، فمصر رفضت مرتين انعقاد المؤتمر وعمان رفضت ولذلك قلت فلتعقدوه في فنزويلا !! عند تشافيز ، فتشافيز ليس له برنامج تنازلي وبرنامج ذات صبغة امنية برمجية للواقع الفلسطيني فأحرار فتح يمكنهم عقد المؤتمر فعلا ً في فنزويلا ولأن دول المواجهة تجعل من قصة عقد المؤتمر قصة لها مرامي اخرى وهو السير في اتجاه من دعو لعقد المؤتمر في بيت لحم .


ولذلك قصة تحجيم اعضاء المؤتمر بعد التسويع فيه وما رافق ذلك من آمال من القاعدة والكوادر الفتحاوية اصبحت القصة الآن هو حصر اعضاء المؤتمر " لحضور الكنادر الفتحاوية فقط" واقصاء عملي للشرفاء داخل الوطن وخارجه وهي فكرة اتت على قاعدة التحلل من كل تاريخ حركة فتح وانجازاتها الوطنية والسير في ركب منهجية الحل الاقليمي الدولي بمعطياته الصهيونية .


الوجه المباشر للازمة هو برايمرز تمثيلي ديمقراطي بالنيابة لحضور المؤتمر والوجه الاخر تحديد خيارات مكان انعقاد المؤتمر امام من يعترضوا على انعقاده في بيت لحم للاسباب الآتية :-

1- امريكا واسرائيل تريد من مؤتمر فتح على قاعدة الاتفاقيات وعلى قاعدة السير امام تشكيل حزب لا يمت بصلة لافكار ومنهجية حركة تحرر .

2- منذ يومين خبر كان مفاده بان محمود عباس قد صفى دائرة التعبئة والتنظيم في تونس وهي المؤسسة والاطار الذي يرعى شؤون التنظيم لحركة فتح في الخارج وهذا القرار يتمشى مع التصور حول التوطين وانهاء حركة التحرر الوطني الفلسطيني في الخارج ولذلك قام عباس بتفريغ دائرة التعبئة والتنظيم وبموافقة غنيم الذي وعد ان يقيم في الضفة الغربية مع ابنه المرشح لوزارة فياض الجديدة ونقل اعضاء طاقمه كل من الحزوري ومسؤولي التنظيم في شمال افريقيا واسيا واوروبا الى سفراء او التقاعد من هؤلاء الذين ادى دوره بكفاءة في انهاء التنظيم الذي احيل على التقاعد بعد انتهاء مهمته و يدعى ابو صالح " مازن سماره " .

3- امام اصرار مفوض التعبئة والتنظيم ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحركي على تقديم استقالته يوم السبت الموافق 9/5/2009 اذا لم يتراجع المعترضون على قرار ابو مازن بتقليص اعضاء المؤتمر ولذلك هناك فرصة لاحداث انشقاقات تكون تبويبا ً لاقصاءات وهي مدرسة لعبتها بمنهجية قيادة حركة فتح في السابق على كوادر عديدة في داخل حركة فتح في السابق في السبعينيات والثمانينات فكلما كانت هناك مرحلة جديدة من مراحل التيار الانهزامي كانت تضع ممرات اجبارية لا خيار فيها لكل من تبقى له ضمير فتحاوي ووطني .


اذا تحت تلك المبررات والاهداف هو الوجه الآخر لأزمة حركة فتح ولخروجها كحركة وطنية بشكل نهائي من الصراع العربي الصهيوني ونريد ان نذكر هنا ان هناك استحقاقات للكيانية الفلسطينية وهي مطلب دولي لانتخابات تشريعية ورئاسية في الساحة الفلسطينية ويأتي محمود عباس بنفس السيناريو ونفس الالاعيب فكما خسرت فتح سابقا في مجالس البلديات والتشريعي هذه المرة يريد ان ينهي حركة فتح عن طريق وحدانية الخيار وهو الخيار الاوسلوي الدايتوني وهو تصور امني لانهاء حركة فتح وتحديد مكان انعقاد المؤتمر في بيت لحم وهذا يؤدي الى انقسام اخر في حركة فتح ويعزز انفصال الضفة عن غزة ويعيق اي تصور لحل شامل يحافظ على الحقوق في المنطقة.


الرئيس الفلسطيني وبشكل مباشر يخدم البرنامج الصهيوني ونقطة التفجير والبداية للكينونة الفلسطينية هي تفجيرات في داخل حركة فتح لأنها هي الاخطر وهي صاحبة المشروع الذي يمكن ان يتفق عليه الجميع لتحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية .

بقلم/ سميح خلف
رئيس تحرير فلسطيننا
خبير في الشئون الحركية