الضمير المستتر

[المختار السعيدي أبو ياسر]

عندما طلق العدم الوجود... اصبح محكوم عليك أيها الإنسان أن تمشي بلا مشي... وأن تسمع بلا سمع... وان تنظر بلا نظر... واعلم - وفقك الله- ان ذلك لم يعد من باب المستحيل ان كان يستحيل، ألا ترى أن الفوسفاط يستخرج من أعماق البحار... وأن الحوت يصطاد من رمال القفاز... لا تدهش أيها البزاز إذا كانت الملابس المطلوبة في عصرنا تحمل مواصفات عدة... من بـينها استـتار الجيوب وجوبا مع أنها عاملة في غيرها...
أعل الوجود فأشفي الـعدم
تضاحكت ابـتسامتي وبكى الحزن
فأصبحت فكرتي يتيمة
ولـفـظي
سيصنع السفينة
فرارا من الهلاك خلف صروح النفاق
فقلت للرفاق
وقد عزفوا على وتر انتصاري الهزيمة
كفى بكم غفلة وتوبوا
ضميركم
إليه أنــيــبوا
ألا تركبو معنا؟
فقالوا: ضميرنا استتر
سنأوي الى اليسار لطعم البقر
فقلت:
ولو في ضلال
فردوا:
ولو في سموم المحال
فقمت بنثر الغضب
بأرض العرب
وزرع السهاد والعيون نائمة
وغرس الثبات والنفوس هائمة
فقال لي الضلال:
ألم نربك فينا وليدا ؟
ونمت نوبتك
فقلت ان الهدى هداني
أفاقني من الكرى
وطاف على الورى
سلام عليك لا نبتغي الجاهلين
ستهضم أتباعك الثرى
وصحوة الغافلين
فعاتبني السراب
بلهجة العاشقين
وغازلني الخراب
بخطوة النازحين:
" توضأ برجس القرود
وقم للصلاة في شرود
أرى حركاتهم
وأحسبهم رقود
سأشنق زفراتهم
وأشرب ورد ثمود
هم الناقة التي
وردت "جنيف"
فقد راود المنتن النظيف"