المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتابان عن المسرح الموصلي !!



ابراهيم خليل العلاف
11/05/2009, 05:33 PM
كتابان عن المسرح الموصلي !!
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية _جامعة الموصل
ليس من قبيل الصدفة، أن يصدر في الموصل، وفي أن واحد (2009) كتابان مهمان يوثقان لحركة المسرح الموصلي في نشأته وتطوره أحدهما للأستاذ الدكتور نجم الدين عبد الله سليم بعنوان:" المسرح في الموصل 1990-1999" . وثانيهما للأستاذ الفنان والكاتب موفق يونس الطائي بعنوان:"سيرة مسرح: المسرح في الموصل 1970-2003". ولعل سر هذه ألمصادفة، كما أرى ، إن هناك هاجساً شديداً لدى الباحثين والمؤرخين والفنانين والمسرحيين في الموصل لتوثيق وتأريخ كل حياة الموصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية حرصاً من الجميع على إبراز دور الموصل ومساعدة أهلها في مواجهة التحديات. وثمة مسألة أخرى وهي الخشية من اندثار الإرث المسرحي العراقي عامة والموصلي خاصة بعدما تعرض إليه أثر الاحتلال الأمريكي وانهيار الدولة ومؤسساتها وتعرضها للنهب والسرقة في التاسع من نيسان سنة 2003 .
المهم ان الدكتور نجم الدين عبد الله سليم، وهو فنان وممثل مسرحي ويعمل ألان أستاذاً للأعلام الزراعي في كلية الزراعة-جامعة الموصل، يوثق للمسرح الموصلي خلال حقبة مهمة وصعبة تعرض فيها العراق للحصار وهي الحقبة التي تبتدأ بسنة 1990.. فنراه يعود إلى التاريخ ليحدد، استنادا إلى السجلات الرسمية، إن بدايات الحركة المسرحية في العراق تعود إلى عام 1880 حين عثر في الموصل منتصف الستينات من القرن الماضي على ثلاث مسرحيات هي كوميديا ادم وحواء، وكوميديا يوسف الحسن، وكوميديا طوبيا والتي ارتبطت باسم حنا حبش . ومن الطريف ان (مسرحية صلاح الدين الأيوبي) كانت أول مسرحية تعرض على مسرح مدرسة موصلية وتكمن الطرافة في ان مهندس البلدية آنذاك، هو الذي أخرجها، ولم يكن هذا المهندس، سوى أرشد ألعمري الذي أصبح رئيساً للوزراء في العراق.. وفي سنة 1923 أسس يحيى قاف العبد الواحد فرقة مسرحية في الموصل أسمها دار التمثيل العربي. وفي سنة 1974 تأسست فرقة مسرح الجامعة وهكذا تطورات الحركة المسرحية والتي يتابعها الكتاب الأول مشيراً إلى المخرجين وأبرزهم شفاء ألعمري وعصام عبد الرحمن ويمتلى الكتاب بعناوين المسرحيات وأسماء مؤلفيها ومخرجيها وممثليها والقاعات التي عرضت فيها وتأثيراتها مدعمة بالصور والوثائق و (الأفيشات) وما شاكل.. ومن المسرحيات التي عرضت مسرحية كاسب كار لعبد الرزاق إبراهيم قدمتها فرقة مسرح الرواد يوم 31 تشرين الأول 1991 ومسرحية حكاية شعبان لطارق فاضل ومخرجها محمد فوزي طبو وقدمتها فرقة اتحاد الشباب في 18 حزيران 1992، ومسرحية بيت العز لحسين رحيم أخرجها عبد الرزاق إبراهيم قدمتها فرقة مسرح الرواد في 12 نيسان 1994، ومسرحية لعبة الأحلام لفؤاد التكرلي قدمها طلبة كلية الفنون الجميلة في 1 نيسان 1996، ومسرحية بلاوي بلاوي لحسن فاشل قدمتها فرقة نقابة الفنانين في 20 كانون الأول 1997. ويتضح من الجداول التي أعدها الدكتور نجم أن الموصل شهدت تقديم أكثر من 95 مسرحية خلال الحقبة التي قام بدراستها .. مما أعطى للحركة المسرحية في الموصل دفقة قوية ترسخت فيها أقدام الفرق المسرحية وتعددت مدارس الإخراج والتمثيل فيها.
أما الأستاذ موفق يونس الطائي، فقد وثق للمسرح الموصلي منذ سنة 1970 وحتى 2003 وان حدث تداخل في مضامين الكتابين ، إلا انه تداخل مفيد ومحمود ومهم للمؤرخ وللمجتمع وللمهتم. كما تحدث عن النتاجات المسرحية مع " ذكر سيرة ذاتية مختصرة لمجموعة من الكتاب والفنانين و المخرجين" الذين كان لهم الأثر في تحقيق المنجز المسرحي في الموصل. ولم يغفل ذكر حقيقة مهمة وهي أن الحركة المسرحية الموصلية "اتسمت منذ بداياتها الأولى بجدية الطرح والمعالجة والملتزمة بالقيم والأخلاق النبيلة، وقد اكسبها هذا الالتزام تميزاً واضحا". وقال ان بدايات السبعينات من القرن الماضي شهدت في العراق عموما انتعاشاً ، إذ انبثقت العديد من الفرق المسرحية الأهلية والرسمية. وقف الطائي عند هذه الفرق وما قدمته من مسرحيات، وأشار إلى فرقة مسرح الرواد التي تأسست في التاسع من أيلول سنة 1969 وفرقة مسرح الجامعة التي تأسست في 27 آذار 1975 وفرقة مسرح الفن، وفرقة نينوى للتمثيل، وفرقة شباب الموصل للتمثيل.. وأكد بأن مسارح الموصل المتعددة شهدت مسرحيات مهمة منها مسرحية الخادم والسيد تأليف وإخراج شفاء ألعمري، ومسرحية صاحب المقام والصالح العام لغوغول إخراج غازي فيصل، ومسرحية حلاق اشبيلية لبور مارسيه إخراج عصام عبد الرحمن ومسرحية المؤلف والبطل لمحمد عطا الله إخراج شفاء ألعمري ومسرحية مشرب شاي لجون باتريك إخراج راكان يحيى العلاف ومسرحية نبوخذنصر إخراج موفق الطائي وتطول القائمة ولكل من ورد اسمه وذكره وفعله في الكتاب قيمة مسرحية وليس من السهولة نسيان تلك الساعات الجميلة التي يقضيها المرء في مواجهة خشبة المسرح .. تلك قصة.. والأحلى فيها أنها قصة جميلة وذات قيمة وفائدة.