المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها المثقف ما الجندرية ؟



عبدالقادربوميدونة
11/05/2009, 06:17 PM
ما الجندرية ؟
من أين أتت ؟
ما منطلقاتها وما أهدافها ؟
وهل المرأة العربية في حاجة إلى جندرية لتتخلص من سلطة الرجل الجندرمية؟
ما رأيك أيها " الواتاوي" أيتها " الواتاوية " فيما يلي على لسان باحثة تونسية ؟:

" الباحثة التونسية آمال قرامي تدعو لتمكين المرأة دينيا وتصرح:
"الإيديولوجيا شوهت الدراسات الجندرية والعيب في الظاهرة الدينية وليس الدين"
الباحثة امال قرامي كان حضور الباحثة التونسية آمال قرامي في ملتقى المرأة والإبداع متميزا جدا بوصفها متخصصة في مقارنة الأديان والدراسات التراثية والفقهية، هي أستاذة وباحثة في الجامعة التونسية، واحدة من كوكبة من النساء تتشكل من خمسة أسماء تونسية تقود مسيرة واتجاها جديدا في البحث الاجتماعي يستخدم الجندر كمتغير رئيسي في قراءة الإرث الثقافي للمرأة العربية، خاصة التراث الشفهي والمسكوت عنه الذي عادة ما تهمله الدراسات النقدية الأخرى.
"الشروق" التقت الباحثة على هامش مشاركتها في الملتقى للحديث عن الآفاق التي تفتحها الدراسات الجندرية في تناول النص النسوي.
هل تعتقدين أن الدراسات الجندرية بإمكانها أن تنصف نقديا النصوص النسوية بشكل أفضل؟
- تطبيق الجندر على الإبداع النسائي هو الإضافة النوعية التي تقدمها الدراسات الجندرية، لأنها تعطي خلقية نظرية وتبين لك كيف تتشكل الذكورة وكيف تتشكل الأنوثة، العلاقة بين الأدوار، التغييرات الطارئة على الهوية الجنسية والهوية الجندرية، إلى أي درجة يتحرر الإنسان من فكرة الأنوثة الخاضعة لتنشئة اجتماعية صارمة، ومع الأسف النقاد العرب لم يستفيدوا من النظرية الجندرية وما يزال التقبل ونظرية التلقي للنص النسائي تسير في الاتجاه الكلاسيكي ولم يقع استغلال هذه المقاربات من العالم العربي ما عدا بعض الأقلام فقط، مع الأسف هناك بطء كبير في استيعاب هذه النظريات لأن الباحث لا بد له من الإلمام باللغات الأعجمية في أصلها، لذا أتحدث عن عقدة اللغة لأن الدراسات الجندرية في معظمها باللغات الأجنبية مثل الانجليزية والايطالية والفرنسية تعد متأخرة في هذا المجال، وعلى من يعول على الترجمات الفرنسية عليه أن ينتظر زمنا طويلا لفهم ما تقدمه الدراسات الجندرية مثلا في أمريكا وإنجلترا، هذه المعاقل الفكرية الكبيرة لهذا النوع من الدراسات التي تبقى ترجمتها رديئة ومشوهة وتتلقفها الاديولوجيات المختلفة، وهناك سوء فهم للنظرية والدراسات الجندرية التي عبرت إلى الثقافة العربية عبر تقطعات وظفتها الاديولوجية وتوظيفات أخرى خرجت بها عن مسارها، لذا هناك ما أسميه بـ "الرهاب" رهاب تقبل الآخر والخوف من الآخر المختلف عنا، لذا ينبغي فهم ما حيك بهذه النظريات من اتهامات مثل كونها دراسات غربية تهدم الأسرة وتشيع الفساد وتحرض النساء على الفساد الأخلاقي والثورة على جنسهن هناك تشويه النظرية عن سوء فهم لأننا لم نفهم النظرية على أصولها بلغاتها المحلية، لذلك مع الأسف النقد العربي ما زال يتلمس طريقه في الإقبال على هذه النظريات.
وماذا عن نصوص الهامش والحكي النسوي.. هل يمكن أن يكون الجندر طريقا نحو تقديم قراءة أفضل للثقافة الشفوية؟
- نعم بطبيعة الحال، لأن الباب الكبير الذي فتحته الدراسات الجندرية هو الاهتمام باليومي والممارسات البسيطة، لأنها نظام ترميزي، وهي التي تمرر ثقل الموروث وهي التي تشكل شخصية الرجل والمرأة، مثلا غناء وهدهدة الأطفال يرتفع بالذكورة إلى حد التقديس، وفي الغناء الشعبي تتباهى على جارتها أو على ضرتها بتعداد خصال الذكر لأن الأخرى أتت فقط بأنثى، ولو تتبعت هذا الغناء الشعبي ستجدين أن المرأة معدة سلفا لأدوار معينة، فالمرأة تتباهى بالبنت لأنها ستعينها في الطبخ والغسيل في حين تتباهى بالولد الذي يدافع عن الشرف وسيحمل الاسم ويرتقي بأمه، لأنه سند لأمه وهو العائل للأسرة وصاحب الثروة والمتحكم في إخوته والسلطة والوجاهة الذكورية، فالأم تقوم بإيصال ما تريد عبر هذه القنوات البسيطة غير المرئية لأننا عادة نتعامل مع نصوص المتن ونخفي ثقافة الهامش، لذلك فالإضافة التي تقدمها الدراسات الجندرية أنها سلطت الضوء على التافه واليومي.
تفرقين بين النسوية والنسائية.. هل نفهم من هذا أن الذكورة والأنوثة هي أكبر من أن تكون صفيات جنسية تكرسها المرأة نفسها داخل الأسرة؟
- المرأة هي التي يقع عليها فعل الثقافة، وهي التي تدخله لتعيد إنتاجه، ولهذا السبب وضع المرأة لا يتغير لأنها تعيد إنتاج نفس الأشياء، وحتى لو كانت هذه المرأة مثقفة فعادة مثلا تلام البنت لأنها لم ترتب غرقتها ولا يلام الولد على ذلك.
عادة يتخوف المجتمع العربي كثيرا من اقتراب المرأة من النص الديني ومقاربتها إياه.. لماذا هذا الرهب في رأيك؟
- النص الديني مقدس دائما، والمرأة تأتي في حلقة المدنس، ولذلك و"هنا أتحدث عن النظام الرمزي" النص الديني مرتبط بالسلطة، والسلطة دائما في يد الرجل، ولا ينبغي أن تنفلت وتنتقل ليد المرأة، ثم الخوف من المواجهة، لنأخذ اليوم مثلا دور المفتية في الفضائيات عندما تجادل المرأة الرجل في الإفتاء وتقول له إن المرجعية الفولانية تقول كذا والمرجعية الفولانية تقول كذا ورأي الفقيه كذا يقول كذا، الرجل لا يتقبل هذا، لأن عادة العربي يخاف من مواجهة عقل المرأة، لأنه لم يترب على ثقافة المواجهة وتربى فقط على ثقافية التأديب وطلب الإصغاء من الآخرين الإصغاء له والتقبل والإنصات إليه، لا أن يناقشه.
في رأيك ما هو الحل لتجاوز هذه القطائع؟
- الحل في نظري هو تمكين المرأة دينيا؛ بمعنى أن لا تكون تابعة للمنظومة الدينية بقدر ما تكون متفاعلة معها، وأنا ألوم المرأة التي تسير وفق فتوى دون أن تعرف الخلفيات ودون أن تدرس خلفيات النص؛ بمعنى هذا نص وأنت متسلحة بالعلم ويجب أن تنفذي بمفردك للنص باجتهادك للفهم وتدرسي خلفيات هذا النص لا أن تعولي على قراءات أخرى بشرية.
وهل تظنين أن المجتمع العربي مهيأ أو ممكن أن يتقبل أمرا كهذا على الأقل في الوقت الراهن؟
- أحترام اجتهادات المرأة التي تأتي من كفاءاتها إذا ما كانت كفأة وامتلكت الميدان الذي تشتغل عليه على امتداد الزمن يمكن أن تفرض نفسها لأننا في هذا الإطار لا نشتغل على السنوات القريبة؛ بمعنى انه لا يهمني اليوم كيف يتقبل الجمهور نصي، لكنني اشتغل على امتداد سنوات أخرى، ونصي قد لا يفهم اليوم ويحارب، وقد يرفضه الجمهور لكن على امتداد الزمن هناك حراك ومسار في المجتمع، وأنا واثقة أن الأشياء الجديدة إذا ما تمكنت من فهم -الظاهرة الدينية وليس الدين- ستعيد النظر في هذه الأشياء وفكرة الذكورة والأنوثة أيضا. عن الشروق اليومي الجزائرية ".

علي الحليم المقداد
18/05/2009, 06:54 PM
ما الجندرية ؟
من أين أتت ؟
ما منطلقاتها وما أهدافها ؟
وهل المرأة العربية في حاجة إلى جندرية لتتخلص من سلطة الرجل الجندرمية؟
ما رأيك أيها " الواتاوي" أيتها " الواتاوية " فيما يلي على لسان باحثة تونسية ؟:
بَلَغَنِي أنِّ الباحثةَ التونُسيةَ السيدة (( آمال قرامي )) أرادت أن تنشرَ ما جادَ بهِ فِكْرُها و اليراعْ ، فانطلقتْ إلى " ملْتقى المرأةِ و الإبداعْ " ، و راحتْ تصولُ و تجولْ ، مُخاطِبَةً الضمائرَ و العقولْ ....
فهي متخصصة في مقارنة الأديان ، و أوتيتْ من ملكةَ الإعرابِ و البيان ، ما لم يُؤْتَهُ إنسان!!
وهي صاحبةُ الدراسات المقارنة ، في المسائل التراثية التي تحتاجُ تشذيبا أو موازنة .
و هي صاحبة الاجتهادات البهيَّة الأنيقة ، في المسائل الفقهية الدقيقة ، و دونَ " لِحْيَةٍ "و لا " لَفَّة " ، تُعرِبُ عن آرائها بكلِّ طلاقةٍ و رشاقةٍ و خِفّة ...
و هي أستاذة ٌ حصيفة ٌ ذاتُ همةٍ عليّة ، وباحثة ٌ ذاتُ آراءٍ جليّة ، يزين ُ محياها الجامعة َ التونسية .... و إلى جانب هذا و ذاك ، هي واحدةٌ من قائدات المسيرة " الجندرية " ، المتسللةِ إلينا – كالحنكليسِ – من بلادِ الغربْ ، لتحرّرَ لنا المرأةَ العربيةَ المسلمة َ من كلِ كَرْبْ ، و تضعُها و الرجلَ في عالمٍ من المساواة ، دون تفريقٍ أو تَزَلّفٍ و لا محاباة .
و " الجندرية ُ" عند الأستاذة ، كمزامير ِ داوودَ أو أناشيدِ الإلياذة ، انغمستْ فيها من رأسِهَا حتى أخمصِ قدميها .. فصارت ترانيمَها و شدوَها الذي لا يُفارِق ُ شَفَتيْها ، يصفقُ له مُعْجَبُوْهَا في حرارةٍ و حماسة ، بغضّ ِ النظر ِ عن سعادة ٍ أو تعاسَة !!
أما " ما الجندرية ؟" ، و " من أين جاءت ؟" .... أسئلةُ أخي الأستاذ ( عبد القادر بو ميدونة ) ، الذي أرادَ منا إجابة ً جامعة ً مانعة ً مضمونة ، لا يحكمُها تسرّع ٌ و لا رعونة .... فالقصةُ طويــــــــــــــلة ٌ ، طويلة ، تحتاجُ إلى " قعدة ٍ" مُجْزِيَة ٍ جميلة ، على واحدة ٍ من رُبى الأوراس ، حيثُ الماضي التليدُ و أعظمُ ناس ، أو على واحدِ من سفوح ِ جبل العرب الأشمّ ، حيثُ أصداءُ الإباء ، و أصحابُ الهاماتِ الشمّاء ....
هناكَ ، النسائمُ العليلة ُ موجة ُ عِطْر ، أصالَة ُ التُّراب ِ و الإنسانِ وَمْضَة ُ سِحْر ، و الانتماءُ للأرْض ِ و التاريخ ِ إشْراقَة ُ فَكْر !!
تبدأُ القصة ُ من اللفظة الأصيلة " gender" و هيَ لفظة ٌ محْضُ انكليزيةٌ ، وليست من العربية أو التركية ليست من الفارسية ، أو الباكستانية ِ و لا الماليزية .... !! . منها جاءت "الهوية الجندرية gender identity"التي عَرّفَتْ عنها (الموسوعةُ البريطانية ُ) فقالتْ:
(( إنها شعورُ الإنسانِ بنفسه كذكر أو أنثى، وفي الأعم الأغلب فإن الهوية الجندرية تطابق الخصائص العضوية، لكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية " أي شعوره الشخصي بالذكورة أو الأنوثة " ))،
و تتابعُ الموسوعة تقول :
((إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة - ذكر أو أنثى - بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية، وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل. هذا يعني أن الفرد من الذكور إذا تأثر في نشأته بأحد الشواذ جنسياً فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيداً عن الإناث، ليس على أساس عضوي فسيولوجي، وإنما على أساس التطور الاجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرد من الإناث ! ))
و تقولُ الموسوعةِ البريطانيةِ أيضاً :
((من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية لتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية - الذكورة أو الأنوثة - حيث يتم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة، إذ أن أنماط السلوك الجنسي وغير النمطية منها أيضاً تتطور لاحقاً حتى بين الجنسين! )) .
أما منظمة الصحة العالمية فتُعرفُ الجندر فتقول :
(( هو مصطلح يُسْتعمَلُ من أجل توصيف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية))
الآنَ دعونا نَسْتَرِحْ قليلا ، و كي لا يبقى ما نقولُ قالاً و قِيْلا ، ننظرُ كيف صار هذا المصطلحُ كالنار المُتّقِدة ، في وثائق الأمم ِ الْمتحدة ... و كيفَ أنهُ في رُبوعِها انْداح ، دونَ دردشةٍ و لا مُزاح ، وكيف يُحاوِلُ أعداءُ العرؤبـَةِ و الإسلام ِ من الغربيين وأذنابُهم مِنَ الـْ"جندريين" تمريرَهُ إلينا ، و فرضَهُ علينا ، - نحنُ العربَ و المسلمين – شِئْنا ذلك أمْ أبـَيْنا ...
ففي عام ِ ألفٍ و تسع ِ مئةٍ و أربعةٍ و تسعينَ ، و في مؤتمرِ السكان الذي عُقدَ في القاهرةِ العدية ، و في نص ِ الإعلان ِ الذي دعا إلى تحطيم ِ كل ِالتفرقة الجندرية ... تكرّرَ ورودُهُ إحدى و خمسينَ مرة ، لكنه - وقتَها – لم يُثِرْ أحداً و لم يكسرْ من الجِرارِ و لا جَرّة ، ربما لأنّهُ تُرجـِمَ – حينها – إلى العربيةِ بـِ ( ذكر / أنثى ).
ثمَّ ، ظَهَرَ – صاحب السعادة المصطلح – ثانية ً في صورة ٍ : علينا غامضة ، في عقول ِ أصحابـِها رابـِضةٍ وامِضـَة ، في وثيقةِ بكين ، عامَ ألفٍ و تسع ِ مئةٍ و خمسةٍ و تسعينَ ، إذ تكرر ذكرُه من المراتِ مائتين ِ وأربعاً و خمسين .. دونَ تعريفٍ واضح ٍ مُبين ، و لا بيان ٍ و لا تبيين ، - خصوصا – للعربِ و المسلمينْ ، مما حرّضَ العقول ، و أثارَ الفضول ، للنظر ِ في المعنى الحقيقي ِِّ و الأصول !!
فَدارتْ أيّـَامًا رَحَى الْحِوارْ ، في البَحْثِ عن معناه ، و وَضْع ِ تعريفٍ مُحَدّدٍ يجلي مؤداه ... ويبدو أن الحوارَ كان أقربَ إلى حوار الطرشان ؛ فقد كان في اللجنةِ فريقان :
• الدولُ الغربية ُو على رأسِها أميركا "بلاد الديمقراطية وكرامة الإنسان" ، عادت و رفَضَت تعريف الجندر القائلَ بأنه الذكر/ الأنثى ، و الذي طـُرحَ في مؤتمر القاهرة للسكان ، و ما يُثـْبِتُ لديها سوءََ النّيّة ، أنّها أصَرّتْ و بحزم على فرضِ " مفهوم حرية الحياة غير النمطية كسلوكٍ اجتماعيّ ٍ" مضموناً أصيلاً لمعنى "الجندرية" .
• الدول الأخرى ، التي رفضتْ رفضا قاطعا أية محاولة من هذا القبيل ... فكانت النتيجة ، و بدون تكبيرٍ و لا تهليل ، أنْ عَرّفَتِ اللجنةُ المصطلحَ بعدم ِ تعريفِه:
(The non definition of the term Gender).
ثم ، و في عام ِألفٍ و تسع ِ مئةٍ و ثمانيةٍٍ و تسعينَ ، انعقدَ مؤتمرُ روما لإنشاءِ المحكمةِ الجنائيةِ الدولية ، الذي كشفتْ وثائقُهُ عن أمر ٍ هو في غايةِ الخطورةِ و الأهميّة ، حيث أوردت الدول الغربية:
"أن كل تفرقة أو عقاب على أساس الجندر يشمل جريمة ضد الإنسانية" ،
لقد أدخلت كلمة Gender في النص الانكليزي ، بينما النصان العربي و الفرنسي استعملا كلمة "الجنس " و لم يستعملا كلمة "الجندر" إذ ليس له تعريف واضح ومدلول محدد.
وهذا الأمر دفع الوفود العربية والإسلامية إلى استبدال كلمة الجندر بالجنس، وقد قال أحد المفاوضين العرب:
(( إن كنتم ترون أن جندر ترادف جنس، فلم الإصرار؟ وان كانت تختلف في المعنى فأفهمونا الخلاف، باعتبارها لغتكم، لنستطيع أن نرى انسجامها مع القانون أو لا))
وهذا الاختلاف الشديد دعاهم لأن يعترفوا بأنها تعني "عدم الحياة النمطية للنوع الواحد"، بمعنى أنه إذا مارس أحدهم الشذوذ الجنسي فعوقب بناء على القانون الداخلي للدولة كان القاضي مجرما بحق الإنسانية.
وعلى الرغم من المعارضة الشديدة من الدول العربية والإسلامية، إلا أنها لم تنجح في حذف كلمة "الجندر" من النص الإنجليزي (وهو النص الذي يتم توقيعه ومتابعته)، وإنما حور المعنى حيث عرف الجندر بأنه: "يعني الذكر والأنثى في نطاق المجتمع".
و أخيرا ، و في سنة ِألفٍ و تسع ِ مئةٍ و تسع ٍ و تسعين ، و دعماً لمسيرة ِ هذا المصطلحِ المُهـَابْ ، دعا إعلانُ مؤتمر ِلاهاي للشبابْ ، بلا تردد ٍ و لا ارْتِيَابْ ، إلى إنشاءِ جهاز ٍ في كلّ ِ مدرسةٍ خاص ، هو لِفِكْرةِ "الصورة التقليدية والسلبية للهوية الجندريةِ " ساحِبٌ و ماصّ ، يعملُ للعمل على تعليم الطلابِ و الطالِباتْ حقوقـَهُمُ الجنسية َ والإنجابية ، و يَهْدِفُ إلى خلق ِ هويةٍ إنجابيةٍ مُعاصِرَةٍ للفتيان ِوالفتيات ...
و بالوقاحَةِ كلّـِها ...
و بالْجَلافـَةِ في أبشع ِ صُوَرِها ، يدعو الإعلانُ الحكوماتْ ، إلى سَنّ ِ قوانينَ جديدة ٍ تتناسَبُ مع حقوق ِ المُراهقيْنَ والمُراهقاتْ ، و الشبابِ و الشاباتْ .. للاستمتاع ِ "بالصحةِ الجنسية" ، و "الصحةِ الإنجابية" ، دونَ تفر ِقَةٍ على أساس ِ "الجندرية" !!.
و بعد:
هذا بعضُ ما تسعى إليهِ الجندريةُ و الجندريونْ ، و ما يرجون تحقيقَهُ لو يقدرون :
• في صحةِ الدين يُشكّكون ، و أساسَ بناء المجتمع ِ السليم ِ يُُضَعْْضِعُوْن ، الأسرةَ الشرعية َ الطبيعية َ يستهدفون ، و لتكوين ِ أُسَر ٍ " غير ِ نمطيةٍ "ِ يُروّ ِجُون ، و إلى الحصول ِ على أبناء ٍ بالتبني – ضمن مايُسمى بحقوق ِ الإنسان – يسعون !
• بالشذوذِ الجنسيّ ِ يعترفون ، و من أجل ِالاعترافِ بحقوق الشواذّ ِ في الزواج ِ المثليّ ِ رفع المسؤولية عنهم وإظهارهم بثوب الضحية التي جنى عليها المجتمع يُُناضِلون !
• " إن اختلافَ الذكر ِ و الأنْثى صنْعُ الله " ، هذا ما يرفضون !!
• " للإنسان ِ الحقّ ُ في تغيير ِهُويتِهِ الجنسيةِ وأدوارِه المترتبةِ عليها " ؛ بهذا يؤمنون ، و إلى فرضِهِ جاهدين يسعون !
• روحَ العداءِ بينَ الجنسين يُذْكُوْن ، و لكي لا ننظرَ إلى هذا الأمر ِ من بعيد ، دعونا نقرأْ أوراقَ المؤتمر ِ العتيد ، الذي عُقدَ في جامعة صنعاء في اليمن السعيد : "المؤتمر الدولي لتحديات الدراسات النسوية في القرن الحادي والعشرين" ، الذي نظمه مركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في هذه الجامعة . فقد كان مما جاء فيه الاعتراض على كثرة وجود اسم الإشارة للمذكر في اللغة العربية أكثر من المؤنث، وكذلك ضمائر الخطاب للمذكر أكثر منها للمؤنث . ومما يدعو إلى الضحك اعتراض إحدى الباحثات الجندريات ، في هذا المؤتمر الدولي على تصويب أبي الأسود الدؤلي لابنته عندما قالت: ما أجملُ السماء، وأرادت التعجب، فنبهها أن النصب هو الصواب، علّقت الباحثة قائلة معترضة على التصويب: ألم يكن أحدٌ قبلها قد أخطأ؟!
• تقليداً أعمى للاتجاهاتِ الجنسيةِ الغربيةِ المتطرفةِ يقلدون ، هذه الاتجاهات التي تطاولَتْ حتى شملت الموقفَ من الذات الإلهية في بعض الأحيان ... ، فكما سمعنا أن جمعية الكتاب المقدس أصدرت ترجمة جديدة للكتاب المقدس تتسم بالحيادية في مخاطبة الجندر، وسمعنا في مؤتمر صنعاء المشار إليه آنفاً من تقول: "إن أقدم كتاب كرّس محو الأنثى وكرّس سلطة الذكورية كان التوراة ابتداء بفكرة الله المذكرة" (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً).
و عَوْدٌ على بَدْء :
" الظاهرة الجندرية " و "الباحثةِ التونسيةِ السيدة/ آمال قرامي" ذكراني بهذه القصة الجميلة
(( ثياب الملك الجديدة )) التي ما نزال ندرسها لطلابنا في المدارس:
تتحدث القصةُ عن ملك ساذج، وجد نسَّاجٌ محتالٌ طريقاً إليه وأقنعه بأن يصنع له ثياباً نفيسة "وبالطبع مكلفة جداً"،و ذات ميزة عظيمة ؛ و"هي أن الأغبياء وحدهم لا يرونها!"
صدق الملك قليل الخبرة كلام النساج وفي اليوم الموعود أجتمع أركان الدولة في القصر العظيم، بعدما أُمر الشعب المسكين بالاحتشاد لإظهار الفرحة بالثياب العظيمة لمولانا الملك!
أمام الجميع وفي القصر بدأ النساج المحتال بخلع ثياب الملك قطعة قطعة وإلباسه بدلاً عنها ذلك القماش المزعوم، وبدأ تهريج الحاشية:
ماشاء الله يامولاي، شيء عظيم، ثياب رائعة ،ولم يصدق كبير الحكماء عينيه فقد بدأ الملك يتحول إلى رجل عارٍ ، ولكنه (كما هي عادة المنافقين) خشي أن يقول الحق.
الملك نفسه بدأ يشك بنفسه فهاهي ثيابه تُخلع عنه قطعة وراء أخرى ولا بديل عنها! ولكن الملك قال في نفسه بين حشود المنافقين:
هل من المعقول أن الكل يراها! وأنا ، فقط ، أنا الذي لا يراها!
هل يعني ذلك أنني الغبي الوحيد هنا!
ثم التفت فجأة نحو كبير حكمائه قائلاً بزهو الأغبياء :
ما رأيك يا كبير الحكماء؟
ولم يكن ذلك الكبير يرى إلا العري القبيح ولكنه شهق قائلاً:
مولاي ماهذه الثياب المدهشة بالفعل إنها شيء لا يصدق، والتفت برأسه نحو النساج المحتال قائلاً بضيق مكتوم:
إن النساج الذي صنع هذه الثياب الباهرة لجد ماهر ومتقن!
النساج المحتال رد على كلام كبير الحكماء بانحناءة رأس ماكرة!
وتعالت صيحات الإعجاب، الكل أقسم أنه لم ير مثل تلك الثياب من قبل، والكل جزم بأن الملك موفق جداً في اختيار نساجه المبدع، والكل أصر أن تلك الثياب لائقة جداً جداً بالملك .
حياة النفاق جعلت كل أفراد البلاط يسكتون، و لأن تلك الثياب البديعة وحدهم الأغبياء لا يرونها وخشية أن يتهم واحدهم بالغباء رضي الجميع بأن يباع الملك دون ثمن .
وأخيراً أصبح الملك عارياً حتى من ورقة التوت التي تغطي عورته ، فقد ألبسه النساج بدل كل قطعة خلعها عنه قطعة أخرى بديعة الصنع ،ووحدهم الأغبياء لا يرونها!!
وصار الملك يوزع ابتساماته البلهاء بين الحضور ،وهم يبادلونه الحماسة ، حتى أن رئيس صناديق المملكة قد تأثر لدرجة البكاء وهو يتحسس طرف العباءة المزيفة التي يرتديها الملك صارخاً بانفعال شديد: شيء لا يصدق ،لا يصدق أبداً يا مولاي ، أهنئكم على هذا الذوق الرفيع.
نظرات الافتتان والتقدير بُذلت من الحاشية دون حساب وصيحات الإعجاب بدت مثل سيل هادر انتقل زخمه إلى القطيع الموجود خارج القصر الذي كان ينتظر على أحر من الجمر طلة الملك البهية مرتدياً ثيابه الذكية "كشافة الأغبياء" والتي أصبحت حديث كل لسان.
وأخيراً فُتح باب القصر وأطل الملك بعريه الكامل لتحييه الجماهير ،
فقط ثوان من الذهول أعترت القطيع
الكبير ثم ما لبثت أن تبدلت إلى نشوة عارمة عندما صاح أحد المُرتزقة ، فليحيا مولانا الملك بثيابه
العظيمة، ورددت الجماهير المحتشدة:
فليحيا الملك ، وثيابه العظيمة .
ومثل البرق سرت الصيحات:
أوه ، شيء رائع شيء عظيم ، جميل مدهش ، فتان، لا يُصدق ،
بل إن التأثر بلغ بالبعض إلى حد الإغماء ، بينما أقام الباقون حلقاتِ الدبكة بكل قوة تعبيراً عن الامتنان والشكر الدفين الذي يكنه القطيع الكبير في أعماق فؤاده لمولانا الملك .
كل فرد من الحاشية أو الرعية، بل الملك نفسه أخذ يتساءل:
ماهذا الحظ التعيس ؟ حتى أكون أنا وحدي الغبي الذي لا يرى تلك الثياب المدهشة ، وهز الملك رأسه بحيرة بالغة، وكاد يبكي لكنه تجلد وعاد يتبادل التحيات مع شعبه ، ويلوح لهم بقبضته:
نعم ، أيها القطيع الرائع، حتى آخر قطعة ثياب !!
العربة المكشوفة سارت بين الجماهير المكتظة ، والكل يصفق ويدبك ويرقص ،وفجأة حصل مالم يكن في الحسبان!
كان هناك طفل في العاشرة ينتقل مع القطيع وقد شاهد الموكب من أوله ، وبدأت الحيرة والشك يتسللان إليه، ولكنه جمع كل قوته ليصعد على عمود عال، ثم استجمع كل شجاعته ليصرخ بصوت اخترق كل ضجيج الراقصين والدبّاكين :
أيها الكذابون ، إن الملك لا يرتدي أية ثياب!! إن الملك عار ، الملك عار!!.
ومثل سريان النار في الهشيم دبت الصيحة في القطيع ، وكأن بقايا العقل القديم الذي كان فيه قد استيقظ ففر الناس هائمين على وجوههم ، وحتى الحاشية المذعورة أصابها الذهول ففر معظمها وكل فرد منها فتح فمه حتى النهاية وفي عينيه بريق دهشة ممتزجة برهبة الحقيقة المرة .
بعض الماكرين وقفوا قريباً من عربة الملك وهم يقهقهون وقد أمسكوا خواصرهم من شدة الضحك، وأحدهم ضرب يده على جبهته وهو يكاد يتمزق من المفارقة العجيبة .
لم يجد الملك شيئاً يستر به عورته !!
وحدهم بعض الأتقياء غضوا من أبصارهم احتراماً للملك بينما كان بعض أفراد الحاشية الخبيثة يحملقون بشراهة ...

عبدالقادربوميدونة
21/05/2009, 12:27 AM
ما الجندرية ؟
من أين أتت ؟
ما منطلقاتها وما أهدافها ؟
وهل المرأة العربية في حاجة إلى جندرية لتتخلص من سلطة الرجل الجندرمية؟
ما رأيك أيها " الواتاوي" أيتها " الواتاوية " فيما يلي على لسان باحثة تونسية ؟:
بَلَغَنِي أنِّ الباحثةَ التونُسيةَ السيدة (( آمال قرامي )) أرادت أن تنشرَ ما جادَ بهِ فِكْرُها و اليراعْ ، فانطلقتْ إلى " ملْتقى المرأةِ و الإبداعْ " ، و راحتْ تصولُ و تجولْ ، مُخاطِبَةً الضمائرَ و العقولْ ....
فهي متخصصة في مقارنة الأديان ، و أوتيتْ من ملكةَ الإعرابِ و البيان ، ما لم يُؤْتَهُ إنسان!!
وهي صاحبةُ الدراسات المقارنة ، في المسائل التراثية التي تحتاجُ تشذيبا أو موازنة .
و هي صاحبة الاجتهادات البهيَّة الأنيقة ، في المسائل الفقهية الدقيقة ، و دونَ " لِحْيَةٍ "و لا " لَفَّة " ، تُعرِبُ عن آرائها بكلِّ طلاقةٍ و رشاقةٍ و خِفّة ...
و هي أستاذة ٌ حصيفة ٌ ذاتُ همةٍ عليّة ، وباحثة ٌ ذاتُ آراءٍ جليّة ، يزين ُ محياها الجامعة َ التونسية .... و إلى جانب هذا و ذاك ، هي واحدةٌ من قائدات المسيرة " الجندرية " ، المتسللةِ إلينا – كالحنكليسِ – من بلادِ الغربْ ، لتحرّرَ لنا المرأةَ العربيةَ المسلمة َ من كلِ كَرْبْ ، و تضعُها و الرجلَ في عالمٍ من المساواة ، دون تفريقٍ أو تَزَلّفٍ و لا محاباة .
و " الجندرية ُ" عند الأستاذة ، كمزامير ِ داوودَ أو أناشيدِ الإلياذة ، انغمستْ فيها من رأسِهَا حتى أخمصِ قدميها .. فصارت ترانيمَها و شدوَها الذي لا يُفارِق ُ شَفَتيْها ، يصفقُ له مُعْجَبُوْهَا في حرارةٍ و حماسة ، بغضّ ِ النظر ِ عن سعادة ٍ أو تعاسَة !!
أما " ما الجندرية ؟" ، و " من أين جاءت ؟" .... أسئلةُ أخي الأستاذ ( عبد القادر بو ميدونة ) ، الذي أرادَ منا إجابة ً جامعة ً مانعة ً مضمونة ، لا يحكمُها تسرّع ٌ و لا رعونة .... فالقصةُ طويــــــــــــــلة ٌ ، طويلة ، تحتاجُ إلى " قعدة ٍ" مُجْزِيَة ٍ جميلة ، على واحدة ٍ من رُبى الأوراس ، حيثُ الماضي التليدُ و أعظمُ ناس ، أو على واحدِ من سفوح ِ جبل العرب الأشمّ ، حيثُ أصداءُ الإباء ، و أصحابُ الهاماتِ الشمّاء ....
هناكَ ، النسائمُ العليلة ُ موجة ُ عِطْر ، أصالَة ُ التُّراب ِ و الإنسانِ وَمْضَة ُ سِحْر ، و الانتماءُ للأرْض ِ و التاريخ ِ إشْراقَة ُ فَكْر !!
تبدأُ القصة ُ من اللفظة الأصيلة " gender" و هيَ لفظة ٌ محْضُ انكليزيةٌ ، وليست من العربية أو التركية ليست من الفارسية ، أو الباكستانية ِ و لا الماليزية .... !! . منها جاءت "الهوية الجندرية gender identity"التي عَرّفَتْ عنها (الموسوعةُ البريطانية ُ) فقالتْ:
(( إنها شعورُ الإنسانِ بنفسه كذكر أو أنثى، وفي الأعم الأغلب فإن الهوية الجندرية تطابق الخصائص العضوية، لكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية " أي شعوره الشخصي بالذكورة أو الأنوثة " ))،
و تتابعُ الموسوعة تقول :
((إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة - ذكر أو أنثى - بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية، وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل. هذا يعني أن الفرد من الذكور إذا تأثر في نشأته بأحد الشواذ جنسياً فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيداً عن الإناث، ليس على أساس عضوي فسيولوجي، وإنما على أساس التطور الاجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرد من الإناث ! ))
و تقولُ الموسوعةِ البريطانيةِ أيضاً :
((من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية لتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية - الذكورة أو الأنوثة - حيث يتم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة، إذ أن أنماط السلوك الجنسي وغير النمطية منها أيضاً تتطور لاحقاً حتى بين الجنسين! )) .
أما منظمة الصحة العالمية فتُعرفُ الجندر فتقول :
(( هو مصطلح يُسْتعمَلُ من أجل توصيف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية))
الآنَ دعونا نَسْتَرِحْ قليلا ، و كي لا يبقى ما نقولُ قالاً و قِيْلا ، ننظرُ كيف صار هذا المصطلحُ كالنار المُتّقِدة ، في وثائق الأمم ِ الْمتحدة ... و كيفَ أنهُ في رُبوعِها انْداح ، دونَ دردشةٍ و لا مُزاح ، وكيف يُحاوِلُ أعداءُ العرؤبـَةِ و الإسلام ِ من الغربيين وأذنابُهم مِنَ الـْ"جندريين" تمريرَهُ إلينا ، و فرضَهُ علينا ، - نحنُ العربَ و المسلمين – شِئْنا ذلك أمْ أبـَيْنا ...
ففي عام ِ ألفٍ و تسع ِ مئةٍ و أربعةٍ و تسعينَ ، و في مؤتمرِ السكان الذي عُقدَ في القاهرةِ العدية ، و في نص ِ الإعلان ِ الذي دعا إلى تحطيم ِ كل ِالتفرقة الجندرية ... تكرّرَ ورودُهُ إحدى و خمسينَ مرة ، لكنه - وقتَها – لم يُثِرْ أحداً و لم يكسرْ من الجِرارِ و لا جَرّة ، ربما لأنّهُ تُرجـِمَ – حينها – إلى العربيةِ بـِ ( ذكر / أنثى ).
ثمَّ ، ظَهَرَ – صاحب السعادة المصطلح – ثانية ً في صورة ٍ : علينا غامضة ، في عقول ِ أصحابـِها رابـِضةٍ وامِضـَة ، في وثيقةِ بكين ، عامَ ألفٍ و تسع ِ مئةٍ و خمسةٍ و تسعينَ ، إذ تكرر ذكرُه من المراتِ مائتين ِ وأربعاً و خمسين .. دونَ تعريفٍ واضح ٍ مُبين ، و لا بيان ٍ و لا تبيين ، - خصوصا – للعربِ و المسلمينْ ، مما حرّضَ العقول ، و أثارَ الفضول ، للنظر ِ في المعنى الحقيقي ِِّ و الأصول !!
فَدارتْ أيّـَامًا رَحَى الْحِوارْ ، في البَحْثِ عن معناه ، و وَضْع ِ تعريفٍ مُحَدّدٍ يجلي مؤداه ... ويبدو أن الحوارَ كان أقربَ إلى حوار الطرشان ؛ فقد كان في اللجنةِ فريقان :
• الدولُ الغربية ُو على رأسِها أميركا "بلاد الديمقراطية وكرامة الإنسان" ، عادت و رفَضَت تعريف الجندر القائلَ بأنه الذكر/ الأنثى ، و الذي طـُرحَ في مؤتمر القاهرة للسكان ، و ما يُثـْبِتُ لديها سوءََ النّيّة ، أنّها أصَرّتْ و بحزم على فرضِ " مفهوم حرية الحياة غير النمطية كسلوكٍ اجتماعيّ ٍ" مضموناً أصيلاً لمعنى "الجندرية" .
• الدول الأخرى ، التي رفضتْ رفضا قاطعا أية محاولة من هذا القبيل ... فكانت النتيجة ، و بدون تكبيرٍ و لا تهليل ، أنْ عَرّفَتِ اللجنةُ المصطلحَ بعدم ِ تعريفِه:
(the non definition of the term gender).
ثم ، و في عام ِألفٍ و تسع ِ مئةٍ و ثمانيةٍٍ و تسعينَ ، انعقدَ مؤتمرُ روما لإنشاءِ المحكمةِ الجنائيةِ الدولية ، الذي كشفتْ وثائقُهُ عن أمر ٍ هو في غايةِ الخطورةِ و الأهميّة ، حيث أوردت الدول الغربية:
"أن كل تفرقة أو عقاب على أساس الجندر يشمل جريمة ضد الإنسانية" ،
لقد أدخلت كلمة gender في النص الانكليزي ، بينما النصان العربي و الفرنسي استعملا كلمة "الجنس " و لم يستعملا كلمة "الجندر" إذ ليس له تعريف واضح ومدلول محدد.
وهذا الأمر دفع الوفود العربية والإسلامية إلى استبدال كلمة الجندر بالجنس، وقد قال أحد المفاوضين العرب:
(( إن كنتم ترون أن جندر ترادف جنس، فلم الإصرار؟ وان كانت تختلف في المعنى فأفهمونا الخلاف، باعتبارها لغتكم، لنستطيع أن نرى انسجامها مع القانون أو لا))
وهذا الاختلاف الشديد دعاهم لأن يعترفوا بأنها تعني "عدم الحياة النمطية للنوع الواحد"، بمعنى أنه إذا مارس أحدهم الشذوذ الجنسي فعوقب بناء على القانون الداخلي للدولة كان القاضي مجرما بحق الإنسانية.
وعلى الرغم من المعارضة الشديدة من الدول العربية والإسلامية، إلا أنها لم تنجح في حذف كلمة "الجندر" من النص الإنجليزي (وهو النص الذي يتم توقيعه ومتابعته)، وإنما حور المعنى حيث عرف الجندر بأنه: "يعني الذكر والأنثى في نطاق المجتمع".
و أخيرا ، و في سنة ِألفٍ و تسع ِ مئةٍ و تسع ٍ و تسعين ، و دعماً لمسيرة ِ هذا المصطلحِ المُهـَابْ ، دعا إعلانُ مؤتمر ِلاهاي للشبابْ ، بلا تردد ٍ و لا ارْتِيَابْ ، إلى إنشاءِ جهاز ٍ في كلّ ِ مدرسةٍ خاص ، هو لِفِكْرةِ "الصورة التقليدية والسلبية للهوية الجندريةِ " ساحِبٌ و ماصّ ، يعملُ للعمل على تعليم الطلابِ و الطالِباتْ حقوقـَهُمُ الجنسية َ والإنجابية ، و يَهْدِفُ إلى خلق ِ هويةٍ إنجابيةٍ مُعاصِرَةٍ للفتيان ِوالفتيات ...
و بالوقاحَةِ كلّـِها ...
و بالْجَلافـَةِ في أبشع ِ صُوَرِها ، يدعو الإعلانُ الحكوماتْ ، إلى سَنّ ِ قوانينَ جديدة ٍ تتناسَبُ مع حقوق ِ المُراهقيْنَ والمُراهقاتْ ، و الشبابِ و الشاباتْ .. للاستمتاع ِ "بالصحةِ الجنسية" ، و "الصحةِ الإنجابية" ، دونَ تفر ِقَةٍ على أساس ِ "الجندرية" !!.
و بعد:
هذا بعضُ ما تسعى إليهِ الجندريةُ و الجندريونْ ، و ما يرجون تحقيقَهُ لو يقدرون :
• في صحةِ الدين يُشكّكون ، و أساسَ بناء المجتمع ِ السليم ِ يُُضَعْْضِعُوْن ، الأسرةَ الشرعية َ الطبيعية َ يستهدفون ، و لتكوين ِ أُسَر ٍ " غير ِ نمطيةٍ "ِ يُروّ ِجُون ، و إلى الحصول ِ على أبناء ٍ بالتبني – ضمن مايُسمى بحقوق ِ الإنسان – يسعون !
• بالشذوذِ الجنسيّ ِ يعترفون ، و من أجل ِالاعترافِ بحقوق الشواذّ ِ في الزواج ِ المثليّ ِ رفع المسؤولية عنهم وإظهارهم بثوب الضحية التي جنى عليها المجتمع يُُناضِلون !
• " إن اختلافَ الذكر ِ و الأنْثى صنْعُ الله " ، هذا ما يرفضون !!
• " للإنسان ِ الحقّ ُ في تغيير ِهُويتِهِ الجنسيةِ وأدوارِه المترتبةِ عليها " ؛ بهذا يؤمنون ، و إلى فرضِهِ جاهدين يسعون !
• روحَ العداءِ بينَ الجنسين يُذْكُوْن ، و لكي لا ننظرَ إلى هذا الأمر ِ من بعيد ، دعونا نقرأْ أوراقَ المؤتمر ِ العتيد ، الذي عُقدَ في جامعة صنعاء في اليمن السعيد : "المؤتمر الدولي لتحديات الدراسات النسوية في القرن الحادي والعشرين" ، الذي نظمه مركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في هذه الجامعة . فقد كان مما جاء فيه الاعتراض على كثرة وجود اسم الإشارة للمذكر في اللغة العربية أكثر من المؤنث، وكذلك ضمائر الخطاب للمذكر أكثر منها للمؤنث . ومما يدعو إلى الضحك اعتراض إحدى الباحثات الجندريات ، في هذا المؤتمر الدولي على تصويب أبي الأسود الدؤلي لابنته عندما قالت: ما أجملُ السماء، وأرادت التعجب، فنبهها أن النصب هو الصواب، علّقت الباحثة قائلة معترضة على التصويب: ألم يكن أحدٌ قبلها قد أخطأ؟!
• تقليداً أعمى للاتجاهاتِ الجنسيةِ الغربيةِ المتطرفةِ يقلدون ، هذه الاتجاهات التي تطاولَتْ حتى شملت الموقفَ من الذات الإلهية في بعض الأحيان ... ، فكما سمعنا أن جمعية الكتاب المقدس أصدرت ترجمة جديدة للكتاب المقدس تتسم بالحيادية في مخاطبة الجندر، وسمعنا في مؤتمر صنعاء المشار إليه آنفاً من تقول: "إن أقدم كتاب كرّس محو الأنثى وكرّس سلطة الذكورية كان التوراة ابتداء بفكرة الله المذكرة" (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً).
و عَوْدٌ على بَدْء :
" الظاهرة الجندرية " و "الباحثةِ التونسيةِ السيدة/ آمال قرامي" ذكراني بهذه القصة الجميلة
(( ثياب الملك الجديدة )) التي ما نزال ندرسها لطلابنا في المدارس:
تتحدث القصةُ عن ملك ساذج، وجد نسَّاجٌ محتالٌ طريقاً إليه وأقنعه بأن يصنع له ثياباً نفيسة "وبالطبع مكلفة جداً"،و ذات ميزة عظيمة ؛ و"هي أن الأغبياء وحدهم لا يرونها!"
صدق الملك قليل الخبرة كلام النساج وفي اليوم الموعود أجتمع أركان الدولة في القصر العظيم، بعدما أُمر الشعب المسكين بالاحتشاد لإظهار الفرحة بالثياب العظيمة لمولانا الملك!
أمام الجميع وفي القصر بدأ النساج المحتال بخلع ثياب الملك قطعة قطعة وإلباسه بدلاً عنها ذلك القماش المزعوم، وبدأ تهريج الحاشية:
ماشاء الله يامولاي، شيء عظيم، ثياب رائعة ،ولم يصدق كبير الحكماء عينيه فقد بدأ الملك يتحول إلى رجل عارٍ ، ولكنه (كما هي عادة المنافقين) خشي أن يقول الحق.
الملك نفسه بدأ يشك بنفسه فهاهي ثيابه تُخلع عنه قطعة وراء أخرى ولا بديل عنها! ولكن الملك قال في نفسه بين حشود المنافقين:
هل من المعقول أن الكل يراها! وأنا ، فقط ، أنا الذي لا يراها!
هل يعني ذلك أنني الغبي الوحيد هنا!
ثم التفت فجأة نحو كبير حكمائه قائلاً بزهو الأغبياء :
ما رأيك يا كبير الحكماء؟
ولم يكن ذلك الكبير يرى إلا العري القبيح ولكنه شهق قائلاً:
مولاي ماهذه الثياب المدهشة بالفعل إنها شيء لا يصدق، والتفت برأسه نحو النساج المحتال قائلاً بضيق مكتوم:
إن النساج الذي صنع هذه الثياب الباهرة لجد ماهر ومتقن!
النساج المحتال رد على كلام كبير الحكماء بانحناءة رأس ماكرة!
وتعالت صيحات الإعجاب، الكل أقسم أنه لم ير مثل تلك الثياب من قبل، والكل جزم بأن الملك موفق جداً في اختيار نساجه المبدع، والكل أصر أن تلك الثياب لائقة جداً جداً بالملك .
حياة النفاق جعلت كل أفراد البلاط يسكتون، و لأن تلك الثياب البديعة وحدهم الأغبياء لا يرونها وخشية أن يتهم واحدهم بالغباء رضي الجميع بأن يباع الملك دون ثمن .
وأخيراً أصبح الملك عارياً حتى من ورقة التوت التي تغطي عورته ، فقد ألبسه النساج بدل كل قطعة خلعها عنه قطعة أخرى بديعة الصنع ،ووحدهم الأغبياء لا يرونها!!
وصار الملك يوزع ابتساماته البلهاء بين الحضور ،وهم يبادلونه الحماسة ، حتى أن رئيس صناديق المملكة قد تأثر لدرجة البكاء وهو يتحسس طرف العباءة المزيفة التي يرتديها الملك صارخاً بانفعال شديد: شيء لا يصدق ،لا يصدق أبداً يا مولاي ، أهنئكم على هذا الذوق الرفيع.
نظرات الافتتان والتقدير بُذلت من الحاشية دون حساب وصيحات الإعجاب بدت مثل سيل هادر انتقل زخمه إلى القطيع الموجود خارج القصر الذي كان ينتظر على أحر من الجمر طلة الملك البهية مرتدياً ثيابه الذكية "كشافة الأغبياء" والتي أصبحت حديث كل لسان.
وأخيراً فُتح باب القصر وأطل الملك بعريه الكامل لتحييه الجماهير ،
فقط ثوان من الذهول أعترت القطيع
الكبير ثم ما لبثت أن تبدلت إلى نشوة عارمة عندما صاح أحد المُرتزقة ، فليحيا مولانا الملك بثيابه
العظيمة، ورددت الجماهير المحتشدة:
فليحيا الملك ، وثيابه العظيمة .
ومثل البرق سرت الصيحات:
أوه ، شيء رائع شيء عظيم ، جميل مدهش ، فتان، لا يُصدق ،
بل إن التأثر بلغ بالبعض إلى حد الإغماء ، بينما أقام الباقون حلقاتِ الدبكة بكل قوة تعبيراً عن الامتنان والشكر الدفين الذي يكنه القطيع الكبير في أعماق فؤاده لمولانا الملك .
كل فرد من الحاشية أو الرعية، بل الملك نفسه أخذ يتساءل:
ماهذا الحظ التعيس ؟ حتى أكون أنا وحدي الغبي الذي لا يرى تلك الثياب المدهشة ، وهز الملك رأسه بحيرة بالغة، وكاد يبكي لكنه تجلد وعاد يتبادل التحيات مع شعبه ، ويلوح لهم بقبضته:
نعم ، أيها القطيع الرائع، حتى آخر قطعة ثياب !!
العربة المكشوفة سارت بين الجماهير المكتظة ، والكل يصفق ويدبك ويرقص ،وفجأة حصل مالم يكن في الحسبان!
كان هناك طفل في العاشرة ينتقل مع القطيع وقد شاهد الموكب من أوله ، وبدأت الحيرة والشك يتسللان إليه، ولكنه جمع كل قوته ليصعد على عمود عال، ثم استجمع كل شجاعته ليصرخ بصوت اخترق كل ضجيج الراقصين والدبّاكين :
أيها الكذابون ، إن الملك لا يرتدي أية ثياب!! إن الملك عار ، الملك عار!!.
ومثل سريان النار في الهشيم دبت الصيحة في القطيع ، وكأن بقايا العقل القديم الذي كان فيه قد استيقظ ففر الناس هائمين على وجوههم ، وحتى الحاشية المذعورة أصابها الذهول ففر معظمها وكل فرد منها فتح فمه حتى النهاية وفي عينيه بريق دهشة ممتزجة برهبة الحقيقة المرة .
بعض الماكرين وقفوا قريباً من عربة الملك وهم يقهقهون وقد أمسكوا خواصرهم من شدة الضحك، وأحدهم ضرب يده على جبهته وهو يكاد يتمزق من المفارقة العجيبة .
لم يجد الملك شيئاً يستر به عورته !!
وحدهم بعض الأتقياء غضوا من أبصارهم احتراماً للملك بينما كان بعض أفراد الحاشية الخبيثة يحملقون بشراهة ...


أيها الإخوة والأخوات في " واتا " الحضارة والتغيير والتحرير :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إني أدعوكم بحرارة وبإلحاح شديد لأن تشاركوني تناول هذه الوجبة الدسمة التي أتعب الأستاذ علي الحليم المحترم نفسه كثيرا في تحضيرها وتنويع أطباقها والسهرعلى ضمان جودة لذتها ومقبلاتها ومشروباتها الطاردة لكل عطش ..
لقد أبدع من خلالها فنا أدبيا ممزوجا بالسياسة مستعرضا نتائج بحوث علمية.. وتوصيات مؤتمرات دولية.. عقدت في كل من بيكين وروما واليمن والقاهرة فتفضلوا وإن لم ترقكم نكهة ما عرضته أمامكم وما ستتناولونه من لذائذ فاشتموني بما شئتم :

عبد العزيز غوردو
21/05/2009, 01:08 AM
الجندرية؟؟؟

هل هوعجز اللغة/العربية، مرة أخرى كما يدعون، عن مواكبة التطورات الحاصلة أو المتواترة بسرعة الضوء؟؟؟

أم هي عقدة الخواجا، مرة أخرى تتكرر سافرة من دون حياء؟؟؟

لنبدأ بالكلمة/الجندر genre /gender ... وإني لأتساءل: أبلغ بنا العجز هذا الحد حتى نستعمل المفهوم، مشوها هكذا؟؟؟

والكلمة "النوع" حاضرة في قواميسنا، على ذمة علماء اللغة القدامى والمحدثين،

يشهد على ذلك لسان العرب، والمحيط، والقاموس، والعين.. القديمة...

والمناجد والمناهل والقواميس.. المعاصرة...

فلماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟؟

" "

أترك هذا السؤال المفخخ، لمن يجد الثراء الفكري لمناولة الجواب عليه...

" "

وأمرّ مباشرة، وفي عبارة واحدة، لهذا اللقيط المسمى "الجندرية".. والمعروف عندنا ب"المقاربة بالنوع":

المقاربة بالنوع، تعني أيها السادة الأفاضل، وفي معادلة رياضية، وحسبة بسيطة، ترتفع عن كل تعقيد:

أننا نحن البشر فينا "الذكور" وفينا "الإناث"...

وهذا، أيها السادة الأفاضل، تقسيم بناء على "الجنس": جنس مذكر وآخر مؤنث...

حتى لا يرمح خيال البعض إلى جنس آخر، هو مسؤول عنه وحده،

وحيث إن التاريخ، حسب أصحاب المقاربة بالنوع، قد ظلم جنس المؤنث...

والمقصود هنا بالتاريخ أساسا: الدين، تحت مسمى الأيديولوجيا...

وحيث إن الإنسان، بما هو إنسان، "نوع" واحد...

وحيث إنه يفترض أن يتساوى "الإنسان" مع "الإنسان"...

فإنه ينبغي تجاوز ما سطره التاريخ/الدين... من تفاوت بين الإنسان/المذكر... والإنسان/المؤنث...

فيجب أن يتساووا في كل شيء، ومن ذلك مثلا.. يعني مثلا: الميراث، في الإسلام:

فبأي حق للذكر مثل حظ الأنثيين؟؟؟

وبأي حق للذكر أن يتزوج أربعة؟؟؟

وقس على ذلك أشياء أخرى كثيرة...

بل أكثر من ذلك، وأخشى أن أفجأ القارئ الكريم:

بما أن "المقاربة بالنوع" تفترض المساواة، كما قلنا:

فمن باب أولى أن يتساوى "الإنسان" في العلاقات الحميمة أيضا؟؟؟

أي لا يجب أن نستنكف من الزواج بين الذكر والذكر، أو الأنثى والأنثى...

أو أكثر من ذلك:

ما العيب في أن تكون هناك علاقة حميمة، قائمة على الدفء أيها المتخلفون: بين سحاقيتين، أو لوطيين...

أوحتى جلسات الجنس الجماعي.. بما أن المسألة تتم بالتراضي، ولا يظلم فيها أحد...

فكل واحد يأخذ "حقه كاملا غير منقوص"...

هذا هو الأصل: "حقوق" و"واجبات"...

لكنه حق يراد به باطل...

" "

أتمنى ألا أكون قد أطلت، رغم وعدي السابق بالإيجاز...

ومودتي للجميع

عمارية كريم
21/05/2009, 12:35 PM
موضوع الجندر ،من الموضوعات التي تبعنا فيها الغرب إلى جحر ضب وحصدنا فيها سرابا وغثاء، وكان دعاتها في ثقافتنا الإسلامية في حالة انتشاء قصوى، وهم يتاجرون في اوهام وضلال،أظن أننا لو عرضنا ما جاؤوا به على القرون الغابرة فكيف بالمعاصرة ،لوجدناه مهزلة من العري والتفاهة وحرق الوقود في امور واقع الحياة يرفضها، ويدعونا إلى البحث عن الماء الصافي للشرب وإيقاف العدوان على المستصعفين والآتي من تلك الأنظمة المصدرة للعبث الجندري ونبقى نخوض في تفاهاتهم المصدرة ويستغرقنا جدال سفسطائي لامخرج منه لأن الذي يدفع أجرة العزف مستمتع بنثر النقود على رؤوس المداحين، وياليت دعاة الجندرية دعو إلى إيقاف المجازر وتحقيق الرخاء للطفل وتحرير المستعمرات عسكريا واقتصاديا وثقافيا من هيمنة دعاة الجندر!
في التقرير للأخ عن النشيطة التونسية وشبيهاتها ،والتي برع الأخ "علي الحليم " في إطرائها كما الملك العاري مع جمهوره المنافق....في التقرير أمور الحديث عنها أصبح يثير السخرية والشفقة من أشياء لم يعد لها وجود ؟ كمفهوم الأنثى "المحتقرة" وهي التي لعبت قبل الإسلام ادوارا قيادية سيرت بها مجتمعانها ، وإذا نظرنا إلى الإسلام وجدناه يعلن المساواة في الحقوق والواجبات ويعلن عن خصوصية الذكر والأنثى ، والتي لم تتغير ولن تتغير ولو تغيرت فستصاب البشرية بجنون جندري حتمي ! ولأقف عند موضوع الأنثى التي جعل الرسول مقدمها على الزوجية إشارة خير ويمن وجعل الأب الذي يعولها يستحق الجنة وأعطاها حقوقا إنسانية كريمة فرفض جعل جسدها سلعة وهذه في نظري هي الرسالة التي يجب حملها في عالم مادي
استغلالي وهنا تبقى المرأة هي من يقبل بهذه التجارة النخاسية التي زينت لها وحصدت من ورائها أمراضا عضوية ونفسية مسكوت عنها ،فلماذا لا تكشف هذه الحقيقة التي يعرفها العقلاء ، ولماذا تصر الجنديرية على هذا الذل .
أتساءل اليوم في المجتمع العربي كله ،من اصبح بالله عليكم عندما تأتيه أنثى يقول أنه جاءته خادمة لتطبخ له وتقعد في البيت! وأصلا متى قعدت المرأة حتى في القرى ، هي في الحقول وتتعاطى الصناعات والتجارة والعلوم والآداب وكانت أعظم حركة ونشاطا مما يدعي الواهمون. وما تم التحفظ على المرأة تاريخيا إلا في ظروف غياب الأمن وهي الظروف التي جعلت المرأة الإفريقية السمراء الرافضة للقبوع في كوخها تشوه وجهها تشويها يرعب جنود الاحتلال كي تحافظ على شرفها وكرامتها، هذه حالات استعمارية حكمت طوق الظلم على الجميع ولا مجال لأخذها كقاعدة.
الحياة لاتقبل الجمود ولا ترضى بأن يزيفها أحد فيبدأ بمقدمة خاطئة ليصل إلى نتيجة عارية من الحقيقة .
واخيرا ، الكل يراكم يا دعاة الجنديرية عراة فمتى تقتنعون بحقيقتكم وتبحثون عما يزيد محاصيلنا الغذائية جودة وانخفاظا في الأثمنة.

عبدالقادربوميدونة
28/05/2009, 02:22 AM
الجندرية؟؟؟
هل هوعجز اللغة/العربية، مرة أخرى كما يدعون، عن مواكبة التطورات الحاصلة أو المتواترة بسرعة الضوء؟؟؟
أم هي عقدة الخواجا، مرة أخرى تتكرر سافرة من دون حياء؟؟؟
لنبدأ بالكلمة/الجندر genre /gender ... وإني لأتساءل: أبلغ بنا العجز هذا الحد حتى نستعمل المفهوم، مشوها هكذا؟؟؟
والكلمة "النوع" حاضرة في قواميسنا، على ذمة علماء اللغة القدامى والمحدثين،
يشهد على ذلك لسان العرب، والمحيط، والقاموس، والعين.. القديمة...
والمناجد والمناهل والقواميس.. المعاصرة...
فلماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟؟
" "
أترك هذا السؤال المفخخ، لمن يجد الثراء الفكري لمناولة الجواب عليه...
" "
وأمرّ مباشرة، وفي عبارة واحدة، لهذا اللقيط المسمى "الجندرية".. والمعروف عندنا ب"المقاربة بالنوع":
المقاربة بالنوع، تعني أيها السادة الأفاضل، وفي معادلة رياضية، وحسبة بسيطة، ترتفع عن كل تعقيد:
أننا نحن البشر فينا "الذكور" وفينا "الإناث"...
وهذا، أيها السادة الأفاضل، تقسيم بناء على "الجنس": جنس مذكر وآخر مؤنث...
حتى لا يرمح خيال البعض إلى جنس آخر، هو مسؤول عنه وحده،
وحيث إن التاريخ، حسب أصحاب المقاربة بالنوع، قد ظلم جنس المؤنث...
والمقصود هنا بالتاريخ أساسا: الدين، تحت مسمى الأيديولوجيا...
وحيث إن الإنسان، بما هو إنسان، "نوع" واحد...
وحيث إنه يفترض أن يتساوى "الإنسان" مع "الإنسان"...
فإنه ينبغي تجاوز ما سطره التاريخ/الدين... من تفاوت بين الإنسان/المذكر... والإنسان/المؤنث...
فيجب أن يتساووا في كل شيء، ومن ذلك مثلا.. يعني مثلا: الميراث، في الإسلام:
فبأي حق للذكر مثل حظ الأنثيين؟؟؟
وبأي حق للذكر أن يتزوج أربعة؟؟؟
وقس على ذلك أشياء أخرى كثيرة...
بل أكثر من ذلك، وأخشى أن أفجأ القارئ الكريم:
بما أن "المقاربة بالنوع" تفترض المساواة، كما قلنا:
فمن باب أولى أن يتساوى "الإنسان" في العلاقات الحميمة أيضا؟؟؟
أي لا يجب أن نستنكف من الزواج بين الذكر والذكر، أو الأنثى والأنثى...
أو أكثر من ذلك:
ما العيب في أن تكون هناك علاقة حميمة، قائمة على الدفء أيها المتخلفون: بين سحاقيتين، أو لوطيين...
أوحتى جلسات الجنس الجماعي.. بما أن المسألة تتم بالتراضي، ولا يظلم فيها أحد...
فكل واحد يأخذ "حقه كاملا غير منقوص"...
هذا هو الأصل: "حقوق" و"واجبات"...
لكنه حق يراد به باطل...
" "
أتمنى ألا أكون قد أطلت، رغم وعدي السابق بالإيجاز...
ومودتي للجميع
الأخ الدكتورعبد العزيز جوردو المحترم :

السلام عليكم لقد أضفت جديدا بتسؤلاتك العميقة " فلماذا نستبدل الذي هوأدنى بالذي هوخير ؟؟؟ "
شكرا لك .

نادية كيلاني
04/10/2009, 09:06 AM
المؤسف فى الموضع أنه لدينا - نحن المسلمون - دستورنا الخاص ومنهجنا جاء من السماء وواضعه رب العزة والكون
التراخي في عدم صد تجارب فاشلة أحينا، ومخربة عمدا هو ما يضعنا في مثل هذه المآزق ، ويقودنا إلى جدل عقيم، بين مؤيد ومعارض، وبين رافض ومعجب ومبهور، بحقوق الشواذ وعبدة الشيطان، والهيبز وغيرها من الأشياء التى تجلب الايدز وانفلونزا الخنازير وغيرها من الأوبئة،
لماذا لا نشهر فى وجوههم سلاحنا ، ونعتز أننا أناس مقيدون من الله ولم نتركنا هملا حتى يأتي كل من له فكر منحرف وغرض سيء ليضع لنا منهجا،
ثم يكتشفون هم سوء فكرهم ويتركونه ونظل نحن في الجدال المميت.
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
شكرا لكل من أثار هذا الموضوع سواء المعارضين له أو المهللين، أو الذين يرون عرى الملك وليتهم يصمتون، بل يؤكدون أنه مستورا.

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?p=458710#post458710

هذه قصة قديمة ضمن مجموعتى (إحراج) ذكرني بها هذا الموضوع.

:mh018:

عبدالقادربوميدونة
06/10/2009, 05:32 PM
موضوع الجندر ،من الموضوعات التي تبعنا فيها الغرب إلى جحر ضب وحصدنا فيها سرابا وغثاء، وكان دعاتها في ثقافتنا الإسلامية في حالة انتشاء قصوى، وهم يتاجرون في اوهام وضلال،أظن أننا لو عرضنا ما جاؤوا به على القرون الغابرة فكيف بالمعاصرة ،لوجدناه مهزلة من العري والتفاهة وحرق الوقود في امور واقع الحياة يرفضها، ويدعونا إلى البحث عن الماء الصافي للشرب وإيقاف العدوان على المستصعفين والآتي من تلك الأنظمة المصدرة للعبث الجندري ونبقى نخوض في تفاهاتهم المصدرة ويستغرقنا جدال سفسطائي لامخرج منه لأن الذي يدفع أجرة العزف مستمتع بنثر النقود على رؤوس المداحين، وياليت دعاة الجندرية دعو إلى إيقاف المجازر وتحقيق الرخاء للطفل وتحرير المستعمرات عسكريا واقتصاديا وثقافيا من هيمنة دعاة الجندر!
في التقرير للأخ عن النشيطة التونسية وشبيهاتها ،والتي برع الأخ "علي الحليم " في إطرائها كما الملك العاري مع جمهوره المنافق....في التقرير أمور الحديث عنها أصبح يثير السخرية والشفقة من أشياء لم يعد لها وجود ؟ كمفهوم الأنثى "المحتقرة" وهي التي لعبت قبل الإسلام ادوارا قيادية سيرت بها مجتمعانها ، وإذا نظرنا إلى الإسلام وجدناه يعلن المساواة في الحقوق والواجبات ويعلن عن خصوصية الذكر والأنثى ، والتي لم تتغير ولن تتغير ولو تغيرت فستصاب البشرية بجنون جندري حتمي ! ولأقف عند موضوع الأنثى التي جعل الرسول مقدمها على الزوجية إشارة خير ويمن وجعل الأب الذي يعولها يستحق الجنة وأعطاها حقوقا إنسانية كريمة فرفض جعل جسدها سلعة وهذه في نظري هي الرسالة التي يجب حملها في عالم مادي
استغلالي وهنا تبقى المرأة هي من يقبل بهذه التجارة النخاسية التي زينت لها وحصدت من ورائها أمراضا عضوية ونفسية مسكوت عنها ،فلماذا لا تكشف هذه الحقيقة التي يعرفها العقلاء ، ولماذا تصر الجنديرية على هذا الذل .
أتساءل اليوم في المجتمع العربي كله ،من اصبح بالله عليكم عندما تأتيه أنثى يقول أنه جاءته خادمة لتطبخ له وتقعد في البيت! وأصلا متى قعدت المرأة حتى في القرى ، هي في الحقول وتتعاطى الصناعات والتجارة والعلوم والآداب وكانت أعظم حركة ونشاطا مما يدعي الواهمون. وما تم التحفظ على المرأة تاريخيا إلا في ظروف غياب الأمن وهي الظروف التي جعلت المرأة الإفريقية السمراء الرافضة للقبوع في كوخها تشوه وجهها تشويها يرعب جنود الاحتلال كي تحافظ على شرفها وكرامتها، هذه حالات استعمارية حكمت طوق الظلم على الجميع ولا مجال لأخذها كقاعدة.
الحياة لاتقبل الجمود ولا ترضى بأن يزيفها أحد فيبدأ بمقدمة خاطئة ليصل إلى نتيجة عارية من الحقيقة .
واخيرا ، الكل يراكم يا دعاة الجنديرية عراة فمتى تقتنعون بحقيقتكم وتبحثون عما يزيد محاصيلنا الغذائية جودة وانخفاظا في الأثمنة.

الأخت الأديبة الشاعرة الأستاذة عمارية كريم المحترمة :
أحييك وأرجولك السعادة وراحة البال ..
لقد أوضحت نقاطا كثيرة وضربت أمثلة هامة لزيادة جلاء المعنى بارك الله فيك ..وإن سمحت بتعليق بسيط :
أغلب الناس ولاسيما في " العالم الثالث " عندما يتعلق الأمربابنته أوأخته أوأمه يعرف الحق ويدافع عنه والحقيقة ويحاول استظهارها والصدق ويجهد نفسه للتمسك به ..وإذاوجد نفسه في حالة العكس انتكس ..
شكرا لك وتلك أسس " الجند رياء " أي الجندرية ..