مصطفى ملح
13/05/2009, 02:01 PM
أَنْتَزِعُ دَمَ المَزْهَرِياتِ مِنْ حُزْنِها
في مَدارِجِ صَرْخَتِها يَتَدَحْرَجُ نَهْرُ العَويلِ،
أَمُدُّ يَدي لانْتِزاعِ دَمِ المِزْهَرِياتِ مِنْ حُزْنِها؛
فَتَصيحُ الوُعُولُ السَّريعَةُ في لَحَظاتِ التَّماسِّ الأَخيرِ
مَعَ الحَجَرِ المُتَسَكِّعِ بَيْنَ مَمَرَّاتِ عُزْلَتِهِ.
أَتَدَرَّبُ كَيْفَ أُقَشِّرُ بَيْنَ يَدَيْها
رَماداً تَراكَمَ في قِمَّةِ السَّفْحِ،
حَيْثُ المَرامِدُ تَلْهُو أَصابِعُ نيرانِها
المُشْتَهاةِ بِتَرْميمِ مَلْيُونِ عَظْمٍ..
أَمُدُّ يَدي مِنْ جَديدٍ،
أَنَقّي مَناديلَها مِنْ غُبارِ السِّنينِ
وَمِمَّا تُوَزِّعُ ريحُ الطَّبيعَةِ
مِنْ خَبَرٍ عاجِلٍ عَنْ نُباحِ الإناثِ الحَزيناتِ
في مُلْتَقى جَسَدٍ طائِشٍ بِعاصِمَةٍ مُغْلَقَهْ !
* * * *
كُنْتُ ينَ أَفُكُّ تَشَابُكَ أَزْرارِها
لأُجَرِّبَ صَرْخَةَ ثَدْيَيْنِ في صَدْرِها خائِفَيْنِ
تَمُدُّ حَبائِلَ مِنْ رَغْبَةٍ فَتَلَتْها الحَواسُّ،
هُنالِكَ حَيْثُ الصُّراخُ المُطَوَّقُ بالارْتِعاشَةِ
مُخَْلِطاً بِحَفيفِ الحَريرِ المَمَزَّقِ،
تَحْمِلُهُ عَرَباتُ البَريدِ
إِلى قِطْعَةٍ مِنْ غَرائِزَ حَمْراءَ مَدْفُونَةٍ في العُرُوقِ.
هِيَ المَرْأَةُ الأَبْجَدِيَةُ؛ أُنْثى المَجازاتِ
مِثْل الطَّبيعَةِ:
مِنْطَقَةٌ تَتَوَسَّطُ ناراً وَماءً،
يَدٌ تَقْرَعُ الجَرَسَ الوَثَنِيَّ،
مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عامٍ،
تُضيفُ إِلى كَهْفِها المُسْتَحيلِ الذي حَفَرَْهُ بِأَظْفارِها
غُرْفَةً مِنْ عِظامِ الزَّرافاتِ ثُمَّ زَرابِيَ مِنْ جِلْدِها،
وَإِذا ما قَوافِلُها تاهَ سائِسُها لَيْلَةً
في صَحارٍ مُعَبَّدَةٍ بِالجَماجِمِ،
قادَ الصَّهيلُ المُفاجِىءُ فُرْسانَها
نَحْوَ مُنْتَجَعٍ مُوصَدٍ تَتَناسَلُ فيهِ السِّباعُ،
وَيَذْبُلُ بَيْنَ حَشائِشِهِ حَجَرٌ مُجْهَضٌ..
مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عامٍ
وَتِلْكَ الطَّبيعَةُ مَرْهُونَةٌ لِلْمَداراتِ تَفْتِكُ ريحٌ بِها؛
ريحُ آخِرِ عاصِفَةٍ في جَهَنَّمَ،
في ذاتِها تََقَوَّى قَوانينُ كُلِّ المَجَرَّاتِ،
في صَخْرِها الأَزَلِيِّ بَقايا شُعُوبٍ
أَقامُوا حَضارَتَهُمْ في الكُهُوفِ وفي ظُلُماتِ
الصَّحاري وَفي لَيْلِ أَكْواخِهِمْ.
في مَرايا الطَّبيعَةِ كَسْرٌ تَواتَرَ مِنْ عَهْدِ سُومَرَ،
فيها كَذَلِكَ فاتَِحَةٌ لِبُكاءٍ طَويلٍ،
وَفي لَيْلِ أَحْشائِها عِلَّةُ المَلَكُوتْ !
* * * *
هِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدُ أُنْثى،
أُسَمّي مَجازاتِها جَسَداً ثَانِياً لِلطَّبيعَةِ،
هِيَ قَلْبُ الطَّبيعَةِ في جَسَدِ الشَّهْوَةِ النَّازِفَهْ
* * * *
في خَرائِبِ أَنْفاسِها
يَتَدَثَّرُ وَحْشٌ بِأَقْمِصَةٍ مِنْ مَشاعِرَ مُفْتَرِسَهْ؛
يَزْرَعُ الوَحْشُ بَيْنَ غَياباتِها
سَبْعَةً مِنْ تَماثيلَ قَدْ كُتِبَتْ في حِجارَتِها
كُلَّ أَسْماءِ عُشَّاقِها المُغْرَمينَ بِها؛
هَؤُلاءِ الذينَ رَأَوا في مَدارِجِ صَيْحَتِها
أَلْفَ بابٍ لإِدْخالِ نَهْرِ العَويلِ المُبارَكِ،
فَانْدَفَعُوا نَحْوَ قَلْعَِتِها هائِمينَ
إِلى أَنْ هَوَتْ في السَّلاليمِ أَقْدامُهُمْ
حينَها سَقَطُوا مَيِّتينَ،
وَلَمْ يَجِدُوا وَرَقاً وَمِداداً لِتَدْوينِ أَحْزانِهِمْ
أَوْ بَقِيَةَ قَبْرٍ لِتَجْميعِ أَشْلائِهِمْ !
في مَدارِجِ صَرْخَتِها يَتَدَحْرَجُ نَهْرُ العَويلِ،
أَمُدُّ يَدي لانْتِزاعِ دَمِ المِزْهَرِياتِ مِنْ حُزْنِها؛
فَتَصيحُ الوُعُولُ السَّريعَةُ في لَحَظاتِ التَّماسِّ الأَخيرِ
مَعَ الحَجَرِ المُتَسَكِّعِ بَيْنَ مَمَرَّاتِ عُزْلَتِهِ.
أَتَدَرَّبُ كَيْفَ أُقَشِّرُ بَيْنَ يَدَيْها
رَماداً تَراكَمَ في قِمَّةِ السَّفْحِ،
حَيْثُ المَرامِدُ تَلْهُو أَصابِعُ نيرانِها
المُشْتَهاةِ بِتَرْميمِ مَلْيُونِ عَظْمٍ..
أَمُدُّ يَدي مِنْ جَديدٍ،
أَنَقّي مَناديلَها مِنْ غُبارِ السِّنينِ
وَمِمَّا تُوَزِّعُ ريحُ الطَّبيعَةِ
مِنْ خَبَرٍ عاجِلٍ عَنْ نُباحِ الإناثِ الحَزيناتِ
في مُلْتَقى جَسَدٍ طائِشٍ بِعاصِمَةٍ مُغْلَقَهْ !
* * * *
كُنْتُ ينَ أَفُكُّ تَشَابُكَ أَزْرارِها
لأُجَرِّبَ صَرْخَةَ ثَدْيَيْنِ في صَدْرِها خائِفَيْنِ
تَمُدُّ حَبائِلَ مِنْ رَغْبَةٍ فَتَلَتْها الحَواسُّ،
هُنالِكَ حَيْثُ الصُّراخُ المُطَوَّقُ بالارْتِعاشَةِ
مُخَْلِطاً بِحَفيفِ الحَريرِ المَمَزَّقِ،
تَحْمِلُهُ عَرَباتُ البَريدِ
إِلى قِطْعَةٍ مِنْ غَرائِزَ حَمْراءَ مَدْفُونَةٍ في العُرُوقِ.
هِيَ المَرْأَةُ الأَبْجَدِيَةُ؛ أُنْثى المَجازاتِ
مِثْل الطَّبيعَةِ:
مِنْطَقَةٌ تَتَوَسَّطُ ناراً وَماءً،
يَدٌ تَقْرَعُ الجَرَسَ الوَثَنِيَّ،
مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عامٍ،
تُضيفُ إِلى كَهْفِها المُسْتَحيلِ الذي حَفَرَْهُ بِأَظْفارِها
غُرْفَةً مِنْ عِظامِ الزَّرافاتِ ثُمَّ زَرابِيَ مِنْ جِلْدِها،
وَإِذا ما قَوافِلُها تاهَ سائِسُها لَيْلَةً
في صَحارٍ مُعَبَّدَةٍ بِالجَماجِمِ،
قادَ الصَّهيلُ المُفاجِىءُ فُرْسانَها
نَحْوَ مُنْتَجَعٍ مُوصَدٍ تَتَناسَلُ فيهِ السِّباعُ،
وَيَذْبُلُ بَيْنَ حَشائِشِهِ حَجَرٌ مُجْهَضٌ..
مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عامٍ
وَتِلْكَ الطَّبيعَةُ مَرْهُونَةٌ لِلْمَداراتِ تَفْتِكُ ريحٌ بِها؛
ريحُ آخِرِ عاصِفَةٍ في جَهَنَّمَ،
في ذاتِها تََقَوَّى قَوانينُ كُلِّ المَجَرَّاتِ،
في صَخْرِها الأَزَلِيِّ بَقايا شُعُوبٍ
أَقامُوا حَضارَتَهُمْ في الكُهُوفِ وفي ظُلُماتِ
الصَّحاري وَفي لَيْلِ أَكْواخِهِمْ.
في مَرايا الطَّبيعَةِ كَسْرٌ تَواتَرَ مِنْ عَهْدِ سُومَرَ،
فيها كَذَلِكَ فاتَِحَةٌ لِبُكاءٍ طَويلٍ،
وَفي لَيْلِ أَحْشائِها عِلَّةُ المَلَكُوتْ !
* * * *
هِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدُ أُنْثى،
أُسَمّي مَجازاتِها جَسَداً ثَانِياً لِلطَّبيعَةِ،
هِيَ قَلْبُ الطَّبيعَةِ في جَسَدِ الشَّهْوَةِ النَّازِفَهْ
* * * *
في خَرائِبِ أَنْفاسِها
يَتَدَثَّرُ وَحْشٌ بِأَقْمِصَةٍ مِنْ مَشاعِرَ مُفْتَرِسَهْ؛
يَزْرَعُ الوَحْشُ بَيْنَ غَياباتِها
سَبْعَةً مِنْ تَماثيلَ قَدْ كُتِبَتْ في حِجارَتِها
كُلَّ أَسْماءِ عُشَّاقِها المُغْرَمينَ بِها؛
هَؤُلاءِ الذينَ رَأَوا في مَدارِجِ صَيْحَتِها
أَلْفَ بابٍ لإِدْخالِ نَهْرِ العَويلِ المُبارَكِ،
فَانْدَفَعُوا نَحْوَ قَلْعَِتِها هائِمينَ
إِلى أَنْ هَوَتْ في السَّلاليمِ أَقْدامُهُمْ
حينَها سَقَطُوا مَيِّتينَ،
وَلَمْ يَجِدُوا وَرَقاً وَمِداداً لِتَدْوينِ أَحْزانِهِمْ
أَوْ بَقِيَةَ قَبْرٍ لِتَجْميعِ أَشْلائِهِمْ !