المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات مقاتل مصري



مسعدالنحلة
14/05/2009, 07:15 PM
يوميات مُقاتِل مصرى
( 1 ) خلال حرب يونيو 1967 : ــ
دخلنا حيارىَ إلى أرض ِ سينا
.............................. ونطوي رمالا وراءَ الرمالْ
وقالوا لنا أننا سنقاتِلُ
............................. جروًا صغيرًا بضربِ النعالْ
أوامرُ تـُعطىَ هنا وهناكَ
................................. تخبُّط َمِنهمْ ومِنا امتثالْ
نـُعِّدُ الجبالَ بحفر ِ الخنادق ِ
..................................... ثمَ نُغادِرُ دونَ احتلال
لأن الأوامرَ جاءت أخيرًا
............................. بتركِ الجبال ِ وحفر التلالْ
يقولون هيا نـُغادرْ ..لماذا ؟
.......................... وما مِنْ جوابٍ لردِ السؤالْ
فعمَّ التـَخبُّط ُبينَ الصفوفِ
................................ وكلٌ يقومُ بشدِّ الرحالْ
فأمْرُ انسِحَابٍ ترَاجـَعَ فِيهِ
..................... مُشِيرَا ًيُؤدِي طـُقوسَ النِضالْ
تهـَاوَنَ في أنْ يقود َ البَوَاسِلَ
..................... أوْ يقـْتـَفِي دَرْبَ أعْتيَ الرجالْ
فضاعَ السِلاحُ وتاهَ الشبَابُ
....................... وسَالتْ دِمَاءٌ تـُغـَطِي الرمالْ
فعاثَ العَدوُّ فسَادَا ً يُعَرْبـِدُ
........................... مُسْتهتِرا ًفي نـُحور ِالرجالْ
فراحَ يُعَذِبُ فيهمْ ويَقتِلُ
................................ دونَ صِرَاع ٍ ودونَ اقتتالْ
وبعضَ الجنودِ أتوا في سلام ٍ
....................... كأسْرَىَ الحروبِ لِحَسْم النِزَالْ
فذاقوا صنوفَ العَذابِ الحديثةِ
................................. ظمَأ ً وسَحْلا ًبـِجَر ِ الحِبَالَْ
بدأنا انسحابًا وكنا شبابًا
............................. أصَرّوا المسيرَ بعزم ِ الرجالْ
دروبٌ تضِنُّ مياهٌ تشِحُّ
.......................... فكنا كأسْرَىَ انسِحابٍ عُضـَالْ
وخضنا المَسِيرة َ عبْرَ الصُخور ِ
............................... نـُكافِحُ قيظـًا وفوْقَ الجبالْ
فجُنـْدُ العَدوِّ تـُنـَقِبُ عنا
............................ تـَجُوبُ السُهولَ وجبل الحلالْ
حَرصنا علي أنْ يَكوُنَ السلاحُ
.................................... معدًا لدحر العدو بالقتالْ
دَخلـنا المَغارة َ مُتربصينَ
............................. وأجسادنا قد خبَت من هُزالْ
فـَكـُنا نموتُ لِطلـْعَةِ شمْس ٍ
.................................. ونحْيَا مِسَاءً على أي حالْْ
يَمُرُ الزمَانُ عَلـَينا ويَمْضِي
................................ونحنُ نحاكي حياة الجـِمالْ
ووادِي الأفـَاعِي استضافَ الجنودَ
................................... بـِلـَيْل ٍ بَهِيٍمٍ أتى بالضلالْ
وَتخـْرُجُ حَيّاتـُها مِنْ جُحُور ٍ
................................ وتلـْهو الصِغارُ بـِكـُل ِ النِعَالْ
وحِينَ اعْتـَرَضـنا تعالتْ وثارتْ
................................. أحَاطـَتْ بنا تسْتحِثُ القِتالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تركنا المكان لنمشي حثيثـًا
................................. وكانَ الطريقُ البَدِيلُ طويلْ
فلابُدَ مِنْ سُرعَةٍ في خـُطانا
................................ لِنضحىَ قريبا ً مِنَ البردويلْ
لقينا أناسًا غِلاظ القـُلوبِ
................................... يُريدونَ ثـَمَنا ً يَرُدُّ الجـَمِيلْ
وَلكِنْ طـَفـَقـْنا نـُسَاومَ عَوْنا ً
................................ بـِصَبْر ٍجَمِيل ٍ وَنفـَس ٍ طويلْ
كأنَ الجنودَ ضـَحِيَّة َأرض ٍ
............................. لِرَجُل ٍتـَجـَاهلَ قيْظَ الغـَليلْ ( 1 )
وقابَلتُ قوما ً كِراماً أصَرُّوا
............................... على إكرامِنا قبلَ أي رَحِيلْ
وقابلتُ أحْداثَ قتل ٍ جَمَاعِي
................................ ووأدٍ صَريح ٍ بوادِى النخِيلْ
فقرَرْتُ أنْ يُقتـَل المُعْتدِينَ
............................ وحسمَ الأمور بسيفٍ سليل
وبعدَ الصَلاةِ دَفـنا الضحَايَا
.................................. بـِدَمْع ٍ غزير ٍ وقلبٍ عليلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الغـليل ( اِشعة الشمس )
لماذا يُعَذ َّبُ شابٌ بريءٌ
....................... فأضـْحَىَ جَريحَا ً وأضحىَ قتيلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فكـُلُ الذي كانَ يصبو إليهِ
.................................. مكانا ً ليَعبُرَ مِنهُ القنالْ
دُفِنا جَميعا ًبكهـْفٍ ضـَئيل ٍ
............................... أهـَالَ عَليهِ العَدِوُّ الرمالْ
ولـَكِنَ سبحانَ ربي المُعينُ
........................... خرجنا ولكِنْ بضربِ المُحالْ
فقصفُ القنابل ِ أحدث فرْجًا
........................... حفرنا نجاهِدُ حتى استطالْ
خرجنا لنلقىَ جنودًا تـُسَاعدُ
................................ حتى وصلنا لِشطِ القنالْ
******
( 2 ) على خط المواجهة مع العدو عام 1968 : ــ
الثأر
الورد ينزفْ 00
الزرع ينزفْ 00
الكون ينزفْ 00
ينزفْ بنارٍ لا بدمْ 00
الشمس تعرفْ 00
سهرت علي الكون الجريحٍ ولم تنمْ 00
بكت السماء الأمْ 00
ولم البكاءُ إذاً 00
ولم الجريح ُ يئنْ 00
لا وقت عندي للألمْ 00
الشمسُ خجلي لا تنيرْ 00
الكونُ أبكاهُ الأنينْ 00
الحزن ضاقَ بأضلعي 00
والمدفع الظمآن أضناه الحنينْ 00
والخائنُ المغرورُ بات معربداً 00
يلهو علي ارض الكنانةِ والهرمْ 00
لكنني لن أستكينْ 00
لن أترك الأيامَ تمضي في ندمْ 00
لن أترك الأجفانَ يضنيها الألمْ 00
لن أترك الأرضَ السليبةَ تستجيرْ 00
وسأرتدي ثوبَ النضالْ 00
وأستعينُ بقدرةِ الرب القديرْ 00
فأعتلي قممَ الجبالْ 00
وأخرُ كالسيلِ العرِمْ00
فأحرر الأرضَ التي اشتاقت لنا 00
سأفلُ قيدي من يدي 00
لن أنتظرْ حتى يداهمني الندمْ 00
وسأنتصرْ 00
وسأنتقمْ 00
فاعلم بأنَ الثأر يجري في دمي 00 كعقيدتي 00
يا من غدرت بأمتي 00
يا من لهوت بدميتي 00
يا من تدنس مسجدي وكنيستي 00
يا من أرقت دماءنا في غفلةٍ 00
يا من قتلت حبيبتي 00
إحذر مرارةََ غضبتي 00
فعلي رمالِ جزيرتي لن تستقرْ 00
رغم الحصونْ 00
رغم المجونْ00
ورغم سخرية القدرْ 00
فالثأرُ آتٍ لا محالةَ فانتظرْ 00
*******
( 3 ) حرب الاستنزاف عام 1969 : ــ
لا وقت للحب
مالي وعيني لا يكفُ بكــــــاءها
....................................... مالي وقد أيقظتِ فيَّ مشاعري
فترقرقَ الدمع المهيض تألما
....................................... وتقرحتْ عينـي بحزن ٍ كاســـــرِ
كرَ الحبيبُ إلي فؤاديَ غازياً
........................................ دك َ الحصونَ بسيل ِ حبٍ غامـر
يحبوا كطفلٍ ناضرٍ في مهدهِ
...................................... متقمصاً وجه الملاكِ الطاهـــــر
لكن أقــداري تطـلُ تحفـــزاً
..................................... كي تستحِّلَ دماءَ قلــبٍ عامــــرِ
وحبيبتي قد أغفلت ما أُبصـــــــــرُ
........................................ من خُبثِ أقدارٍ وحظٍ عاثـــــــرِ
كل المشاعر تصطلي في خاطري
..................................... كلُ الخواطر تستبيح مشاعـري
فكرامــــــتي باتت تئنُ توجـــــعاً
...................................... تعوى زئير َالمستجـــــير الهادر
الأرضُ تحت الأسرِ تنعى حظها
........................................ مسجيةً ترنو بجرحٍ غائــــــــرِ
كانت بساتيناً يفوحُ أريجــــــــــها
........................................ أشجارها تزهو بثمَرٍ عامـــــر
الأرضُ صابرةٌ علي أقدارِهـــــا
..................................... وحبيبتي لا تستنيمُ لصــابــــر
لا وقت للحب الذي في جعبتـي
........................................ حتى أطهر دنس مــاء الأنهـر
وأزين الأعناقَ بالنصر الـذي
...................................... رسم الطريق إليه عبد الناصر ِ
******
( 4 ) رحيل الزعيم عام 1970 : ــ
سقط َ الجوادُ تعَثرتْ ساقاهُ
................................. صنعوا العوائقَ في طريق ٍ خال ِ
فهوىَ الشـُجاعُ يِئِنُ منْ أوجاعِهِ
........................................ والسيفُ يتأذىَ مِنَ الأوحال ِ
قدْ جَمَّعُوا كلَ المشاكل ِ حولهُ
.................................... أضحىَ يُجاهدُ مُثقـَل َ الأحمال ِ
جعلوا المذابحُ في قـُرَىَ عمَّانَ
........................................... ليَسيلَ دمُ الأخ ِ دونَ قِتال ِ
هبَّ الشجاعُ لِنجدَةِ الأخوين ِ
...................................... رغمَ الجراحُ يلمُّ في الأوصال ِ
لم يُمهلوهُ لكي يُداوي جُرحَهُ
............................................ تركوهُ لمْ يبرأ مِنَ الإذلال ِ
قتلوهُ منْ خاضوا حروبًا بينهمْ
........................................ جعلوهُ تحتَ أسِنـَّةِ الأنصال ِ
قتلوهُ كالدُّبِ الأليفِ لصاحبٍ
................................... ألقي صخورا من مكان ٍ عالي
نزلتْ ثقيلة َ فوقَ صدر ِ أليفِهِ
................................... ماتَ الذبابُ معَ الأليفِ الغالي ِ
نصح الطبيب ُ لهُ بألا يُجهدَ
............................................. لكنهُ ظنَّ الطبيبَ يُغالي
رفضَ الحياة َ وأرضهُ مُحتلة ٌ
.......................................... وأرادَ أن تخلوا مِنَ الأثقال ِ
بذلَ الجهودَ كشمعةٍ لا تنطفئ
........................................ ليصيرَ أضحيَّة ً إلي الأجيال ِ
ماتَ المُقاتِلُ وهو يحمِلُ سيفهُ
...........................................والناسُ تهتِفُ كلها لِجمال ِ
*************
( 5 ) : ــ الإستعداد للحرب عام 1971
لن يُشق غباري
منذ ابتلـــعتُ هزيمتي ........................
............................. منذ اختفت ْأنــواري
صدري تأجــج نـــارا ...........................
............................... وبكيت وخزة عاري
بكت النجومُ لدمـــعي ........................
............................. وتــجردت أشجــاري
والأرض تحتي مادت ..........................
.............................. وتيبست أنهــــــاري
منذ استغل المعـــتدي........................
.............................. نومي فجاس دياري
وأنا أجـهـزُ خنـدقــي ...........................
................................ فقد اتخذت قـــراري
سأدقُ عنقَ المعتدي...........................
................................ فاليومُ يوم الثـــــــأر
وأخوضها حربا ضروسًا.........................
............................... تصــطـلي بالنــــــار
الناسُ خلقت حــرةً ..............................
................................ فلنحيَ كالأحـــــرار ِ
أو نلـْقَ ربًا واعـدًا .................................
................................ بمكانة ِالأبـــــــــرار
لكنني ما دمتُ حيًا ...............................
............................... لن يُشق َغبــــــاري
******
( 6 )الإستعداد للحرب عام 1972
أرنو إلى الأرض ِ الحبيبة في لـَهفْ ..........................
........................................... أرنو إلى سيناءَ كلَّ صباح ِ
أرنو إلى الأيام تجرى كالمهىَ...................................
..............................كي أعتلي شرقـًا بصوتِ صياحي
وأدكُ حِصنـًا بالمهانةِ ذلني........................................
......................................... وأنالُ ثأرَ دماءَ كل جراحي
أرنو ليوم ٍ أستطيعُ بقوتي..........................................
......................................... قتلَ العدو ِ كحاصدِ الأرواح ِ
وتعودُ سيناءُ الحبيبة ُ بيننا..........................................
....................................... ويكونُ حفلا ً دائم َ الأفراح ِ
فلننتفِضْ لِنردَ شيئا ً قد اُخِذ ْ....................................
...................................... فالشيئ لا يرجع بدونِ كِفاح ِ
لن نستطيعَ دلوفَ بابٍ مغلق ٍ ..................................
................................................إل ا بأن نفتحه بالمُفتاح ِ
رغمَ الصعوبة َ والسياج العاليه ................................
........................................... فالثأرُ آخـُذهُ بحدِ سلاحي
********
( 7 ) العبور عام 1973 : ــ
أخي الجندي المصري :
وبعدَ السنين العِجَافِ رَجعْتَ ..........................
........................................ لِتعْبُرَ مُتحَفِزا ً للقِتالْ
لِتحْتلَ أرضا ً وتسْتـُرَ جُندَا ً...............................
........................................ ستعبُرُ بعدكَ للإقتتالْ
وبالعزم ِ تصْمُدْ وبالعَقـْل ِتنجحْ.........................
............................ وتـُعْطِي درُوسا ً لِفن ِالقِتالْ
وتبْقىَ وحِيدا ً بقلبٍ حَدِيدٍ ................................
.................................... تصُّد العَدِوَّ لِوَقتٍ طويلْ
وأصْبَحْتَ تهـْفوُ لِنيْل ِ الشِهادةِ ........................
...................................... لكنْ رَجَعْتَ بجُرْح ٍوَبيلْ
حُمِلـْتَ جَريحًا لِمُسْتشفيَاتٍ .............................
........................وجَرْحُكَ فِي الرَأس ِ فتحًا مَهُولْ
نـُقِلـْتَ بلورى ٍ تئنُ أنينـًا .....................................
.................................. لتـُنقلْ أخِيرًا بباص ٍ طويلْ
فيَصْعَدُ بائعُ يسْعَىَ لِرزق ٍ .................................
..................................... يَمُرُّ عَلىَ الرَاكِبينَ يَجُولْ
فـَيُصْدَمُ حينَ يُلاقِي خـَلِيطـًا ..............................
............................... يُعَانِيَّ مِنْ جُرحِهِ في ذهولْ
يُوَزعُ كلُّ الطعام ِ عَلـَيْهـِمْ ...................................
.................................... ويَأبَىَ نقوُدًا ولوْ بالقـَليلْ
أ ُناسٌ تـُسَارعُ مِنْ كلِّ صَوْبٍ ..............................
....................................تمُدُّ الأيادِيَّ كالسلسبيلْ
*******
( 8 ) الآن وحتي عام 2008 : ــ
جلسنا مع الأخوةِ السابقينَ .........................
..............................جلسنا وقد مرَّ عمرٌ طويلْ
جَلسْنا كثيرا ً وخـُضـْنا كثيرا ً..........................
............................... نـُقلـِّبَ ما بينَ قال َ وقِيلْ
فعادتْ سنينٌ تزفُّ إلينا .................................
............................... مَبَاهِجَ كانتْ لِزمَن ٍجَمِيلْ
نكاتٌ وضِحْكٌ وهمٌ وغمٌ .................................
......................... علىَ كل ِ منْ وَدَّعُوا بالرَحيلْ
ولكِنَ جيلا ً نرَاهُ يُعانِي..................................
............................... فحَمْلُ الأمانةِ هـَمٌ ثقيلْ
فنأسَىَ وتطغىَ الأبُوَّة َ فِينا..........................
................................. ولكِننا لا نـَجـِدْ ما نقولْ
فكيفَ يُوَاجـِهُ شابٌ أغـَرُّ .............................
......................... خطوُبَ الحَياةِ بدخـْل ٍ قليلْ
وكيفَ يُدَبِّرُ أجرَا ً لِبَيْتٍ ................................
........................وكيفَ يُؤدِىَّ دَوْرَ المُعِيلْ (1)
( 1 ) المعيل : من كثرت عياله
وكيفَ يُواجهُ كلَ المَنايا..............................
....................... بـرَاتِبِ شهر ٍ هـَزيل ٍضـَئِيلْ
وكيفَ يُؤَدِي ويَضْحَىَ أمِينا ً........................
............................. وبَيْنَ يَدَيْهِ نـُقوُدُ العَمِيلْ
مئاتُ الألوُفِ تهـِزُ السَجَايَا.........................
.......... فـَتـُحْصِي اليَدان ِوتـَشـْقىَ العُقولْ
سؤالٌ كبيرٌ أحارَ السَجَايَا..........................
............ فكيفَ الظـَما في حِمَىَ سلسبيلْ
يُؤََدِي المقاولُ عملا ً عَظـَيمَا ً.....................
........................... ويُنفِقُ مالا ً بكـَم ٍ مَهـُولْ
وشابٌ يُعَانِي برَاتِبِ شـَهـْر ٍ .....................
............ يَرَىَ المَالَ يَجـْري كدَفـْق السيوُلْ
فإما يُعَوِّق سَيْر المَرَاكِبِ .........................
.......................... أو تنتهي رشوة ً بالقـُبولْ
وحينَ يَرُومُ الشبَابُ الزوَاجَ.......................
............................... يُقابلـُهُ أهلـَها بالعَويلْ
فذ َهبٌ ثمينُ ومهرٌ رَهِيبٌ .........................
............................. وبيتٌ أنيقٌ بحي ٍ ظـَليلْ
فكيفَ لشابٍ صغير ٍ فقير ٍ .........................
........................ يُحَاولُ أنْ يَقـْهـَر المُسْتحِيلْ
فينأىَ بعيدا ً يَزوُر الملاهي .......................
.............................. وينهـَلَ مِنـْها كحَل ٍ بَدِيلْ
فيا كـُلَ أبٍ ويا كـُلَ أم ٍ ................................
.....................تحَاشـَوْا حِسَابا ً بـِيَوْم ٍ مَهـُولْ
سَتـُسْألُ كيفَ اختلقتَ المآسِي ................
.............. وسَاهمْتَ في خلق جيل ٍكـَسُولْ
فـَيَأسْتـََهُ مِنْ بُلوُغ المَرَامِي .......................
......................... ويَأسْتـَهُ منْ سَوَاءِ السَبيلْ
ويا كـُلُّ بـِنـْتٍ أفِيقِي أفِيقِي ......................
.......................... فيَوْما ً سَيَرْحلُ وجهٌ جميلْ
ويَخـْبُو الضِيَاءُ وَتـُخـْفـَىَ البُدوُرُ ..................
..................... وَتسْعَىَ إليكِ خـُيُوط ُ الذ ُبُولْ
تـُقِيدِي الشـُمُوعَ تـَدُقِي الطـُبُولَ ...............
.............................. ولكِنْ لِكـُل ِزمَان ٍ أ ُفـُوُلْ
فلا ترْتـَضِي أنْ تكـوُنِي سَجينة َ.................
....................... بينَ السَحَابِ وتبْغِي الهطولْ
ولكِنَ شمسَ الحياةِ تثوُرُ .............................
....................... فيأتي الجفافُ لِفصْل ٍ يَطـُولْ
فلا تلق ِ بالا ًلِصَوُتِ التـعَالِي ......................
.................... كـَفـَىَ المُؤمِنونَ القتالَ الوبيلْ
فخوُضِي حَياة ً بـِفِكـْر ٍسَدِيدٍ ........................
........................ وكوني صَدِيقـَة َ للمُسْتـَحِيلْ
أعِيني الرَفِيقَ اجْتِيَاز الطـَريق ِ ..................
.................. وكوني السَفِينة َ تبْغِي الوصُوُلْ
فدُكِي الحُصُونَ التي شيَّدَتـْها ....................
.......................... مَطالبَ أهل ٍتفوُقُ الدُخوُلْ
وقودي السَفِينة َ بينَ الشِعابِ ....................
........................... لِبَر ِ الأمان وكوني الدليلْ
ويا كـُلُّ حَاكِمْ بـِأمْر ٍتـَفـاَنـَىَ ........................
........................ لِتـُنـْقِذ َهذا الشبابَ السَلِيلْ
وقدِمْ إليهِ أيادِي الرَخـَاءِ ..............................
................ وقدَمْ إليهِ الهـُدَىَ والوَسِيلْ ( 1 )
فـسُحْقا ً لِوالي يُزيِّنُ عَرْشا ً ......................
........................... ويتـْرُكُ شعْبا ًسَقِيمَا ً عَلِيلْ
وعُذرَا ًلِشعْبٍ توَالتْ عَليهِ ............................
............................. ملوكا ً تـُوَرِّث صَبْرَا ً أ ُعِيلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الوسيل : جمع وسيلة
وعُذرا ً لِشابٍ تخرّجَ يَحبوُ ............................
.............................. بعزم ٍشديدٍ يدُقُ الطبُولُ
فتخبو العزيمة ُ حينَ يواجهُ .........................
............................. وحشا ً يُقابلهُ في خمًولْ
وسُحْقا ً لِمنْ يرتضِي أنْ يَكوُنَ ...................
........................ شـَريكا ً لِفقـْر ٍ أبَىَ أنْ يَزوُلْ
وسُحْقا ً لِكـُل ِ طـَبيبٍ يُغـَالِي .......................
.................. فيَضـْحَىَ شـَريكا ً لِقـَتـْل ِ العَلِيلْ
وسُحْقا ً لصاحِبِ مخـْبَز ِيطـْغـَىَ ...................
..................... بـِوَزن ِ الرَغِيفِ فَيَضـْحَىَ هـَزيلْ
وسُحْقا ً لكـُل ِ مدَّرس ِ عِلم ٍ ..........................
........................... أسَاءَ فأرْهـَقَ جَيْبَ المُعِيلْ
وسُحْقا ً لِصَاحِبِ بَيْتٍ يُغالِي ........................
............................... ويفرضُ أجرا ًثقيلا ً وبيلْ
وسُحْقا ً لِصَاحِبِ عَمَل ٍ تـَجَاوَز َ .....................
.......................... حَقَ الأجيـِر ِ بـِزيْفِ الأ ُصُولْ
وسُحقا ً , وسُحْقا ً , وسُحْقا ً , وسُحْقا ً .........
............................... فماذا أسُوقُ وماذا أقولْ
********

محمد نجيب بلحاج حسين
15/05/2009, 12:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المبدع الفاضل مسعد النحلة

هذا ديوان متكامل أيها الحبيب

تلزمه للمتابعة والتعمق الساعات الطوال

وددت لو أنك قسمته إلى أجزاء

ملحمة طويلة رائعة

سأعود لها بإذن الله

تحياتي العطرة

مسعدالنحلة
15/05/2009, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبدع الفاضل مسعد النحلة
هذا ديوان متكامل أيها الحبيب
تلزمه للمتابعة والتعمق الساعات الطوال
وددت لو أنك قسمته إلى أجزاء
ملحمة طويلة رائعة
سأعود لها بإذن الله
تحياتي العطرة
أخي الأستاذ البارز والشاعر الكبير محمد نجيب بلحاج
إن مجرد مرورك شرف كبير يطوق عنقي ويزين صدري
أنا في انتظار على أحر من الجمر
تحياتي
أخوك