المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واحة الغزلان



ابراهيم محمد شيخ
15/05/2009, 09:26 AM
واحة الغزلان:
=======
في واحة صغيرة وسط الصحراء كانت تسكن مجموعة من الغزلان ، كانت في

سعادة غامرة بسبب خلو الواحة من الحيوانات المفترسة وبعدها عن الغابة وعن

التجمعات السكانية مما أكسبها جوا من الهدوء والسكينة جعلها تتكاثر وتزداد أعدادها

حتى ملأت الواحة، عرفت الواحة بواحة الغزلان ،سكانها الغزلان والحيوانات

الضعيفة كالأرانب والفئران

والضفادع والتي لم يكن وجودها يضايق الغزلان أو يسبب لها أذى.

في الغابة البعيدة عن الواحة خالف النظام السائد هناك ،أسد ونمر وذئب وثعلب،

قام سكان الغابة من الحيوانات بطردهم ، خرجوا يبحثون لهم عن مأوى وبعد عناء

شاهدوا عن بعد واحة تلوح لهم وسط الصحراء ، فرحوا بها فرحا عظيما ،توجهوا

نحوها ، زاد فرحهم بعدما علموا أنهم هم الوحيدون

من الحيوانات المفترسة في الواحة وأن الغزلان وبعض الحيوانات الضعيفة هي

سكانها فقط.


جاء غزال يجري وهو خائف وجل إلى زعيم الغزلان وباقي الغزلان الموجدين معه

بعدما لمح الأسد والنمر

والذئب والثعلب وهم يدخلون إلى الواحة. وقال:

ـ تحول أمن واحتنا إلى خوف وهلاك وموت محقق.

تلقته الغزلان تسأله بصوت واحد:

ـ وما سبب ذلك؟

ـ رأيت أسدا ونمرا وذئبا وثعلبا ، دخلوا الواحة وهم الآن

يسيرون فيها كي يعرفوا من فيها.

دب الذعر في قلوب الغزلان وأخذوا يتصايحون فحذرهم الغزال الزعيم من ذلك

وقال لهم:

ـ بدلا من هذا تعالوا نفكر في حل يخرجنا من هذه المشكلة المحدق بنا خطرها كي

نخرج منها بأقل خسائر.

لم يستطع الغزلان التفكير من الخوف ، مكثوا مجتمعين في مكانهم ، جاء أمر الزعيم

لهم بالانصراف إلى بيوتهم وتوخي الحذر عند الخروج والسير في الواحة حتى يرى

هو ومستشاريه حلا مناسبا لما هم فيه .

بات زعيم الغزلان يفكر ويفكر حتى قبيل الفجر لاحت له فكرة فجرى إلى مستشاريه
يقول لهم:

ـ لقد وجدت حلا لمشكلتنا وأظنه مناسبا ، لكنه يحتاج صبر وتحمل حتى تتحقق

النتائج .

ـ وماهو أيها الزعيم؟

ـ أملنا الوحيد بعد الله هو الثعلب.

ـ الثعلب!! ، كيف؟

ـ ستعرفون فيما بعد ماذا اقصد.

ظل الزعيم يتحين الفرصة للقاء الثعلب بمفرده حتى تحقق له مايريد والتقى بالثعلب

فبكى عنده وقال:

ـ يا سيد السباع نحن مجموعة الغزلان في مشكلة لايستطيع مساعدتنا في حلها سواك

انتشى الثعلب غرورا وقال:

ـ أنا لها يا زعيم الغزلان ، لكن قل لي ماذا استطيع عمله من أجلكم.

ـ أنت تستطيع الكثير ، الست الألمعي المشهور بالذكاء؟.

زاد غرور الثعلب وقال:

ـ بلى ، بلى يا زعيم الغزلان ، لكن قل لي ماذا أفعل ، وماهي مكافأتي إن نجحت في

مهمتي.
ـ ستكون مكافأتك في العيش معنا بمفردك ونتخذك حاكما لواحتنا ، أمرك مطاع

ورغباتك أوامر.

ـ قل يا زعيم الغزلان فأنا مشتاق للعمل من الآن.

ـ تستطيع أن توقع بين الأسد والنمر والذئب ، يقتل بعضهم البعض ، نتخلص منهم

جميعهم.

ـ عرفت ، عرفت ، أيها الزعيم سوف أبدا من الآن.

اجتمع الأسد برفاقه أول وصولهم للواحة ، عينوه ملكا للواحة ، طلب منهم أن لا

يتصرفوا في شيء إلا بعد الرجوع إليه.

خرج النمر يتمشى رأى ظبيا صغيرا أعجبه ، افترسه في الحال.

أصاب الهلع مجموعة الغزلان ، ظن الزعيم أن الثعلب خدعهم

استغل الثعلب الحادثة ، جاء إلى الذئب قال له:

ـ المفروض أن الغزال الصغير لك فهو أطيب لحما .

ـ ماذا افعل بالنمر المتطفل؟

ـ أوقفه عند حده وإلا تجرأ وقتل باقي الصغار وأنت لم تذق لها طعما.

استشاط الذئب غضبا ، انطلق من فوره يبحث عن النمر ، أدركه يحاول صيد أرنبا

بريا ، ناداه الذئب ، هرب الأرنب ، غضب النمر ، دخل في معركة مع الذئب ، راح
ضحيتها الذئب ، انطلق الثعلب إلى الأسد يبكي ويمرغ وجهه في التراب، فزع الأسد

إليه وهو يزأر ويهدد قال:

ـ رويدا أيها الثعلب المسكين ثم حدثني بما وقع.

الثعلب وهو يتظاهر بالحزن العميق والغضب لساحة الأسد:

ـ لقد انتهك حماك أيها الملك!!!

غضب الأسد وزأر بشدة ثم قال:

ـ ومن يقدر على انتهاك حماي!!.

ـ النمر هو من انتهك حماك أيها الملك .

ـ وأنى له ذلك؟

بدا الثعلب وكأنه حزين لما حدث:

ـ قتل واحدا من رعيتك بدون ذنب جناه.

ـ ومن هو أيها هيا قل فلم يعد لدي صبر.

ـ قتل الذئب المسكين يا سيدي ، لأنه هو الحاكم للواحة كما يقول.

استشاط الأسد غيضا ، توعد بإنزال أقصى العقوبة بالنمر.

أسرع الثعلب إلى النمر وقال له:

ـ احذر من الأسد يا سيدي النمر فهو غاضب منك ويهدد بقتلك إن رآك.
غضب النمر وأبدى استعداده للدفاع وإظهار قوته للجميع.

التقى الأسد والنمر في لقاء مرتقب ، وقعت معركة حامية امتدت إلى الليل ، انتهت

في اليوم الثاني بموت الاثنين ، خلا المكان للثعلب ، جاء يريد العرش الموعود به

تجمعت عليه الغزلان ونطحته بقرونها حتى ألحقته بأصحابه ، عاد الأمن للواحة كما

كان سابقا.

إبراهيم شيخ