المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استراتيجية بوش فاشلة مسبقا /عبد الباري عطوان



غالب ياسين
10/01/2007, 09:36 AM
يعلن الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش اليوم استراتيجيته الجديدة في العراق والمنطقة العربية بشكل عام، في محاولة اخيرة لانقاذ سياسته الخارجية المنهارة، وتجنب هزيمة محققة ولكن احتمالات فشل هذه الاستراتيجية اكبر بكثير من احتمالات نجاحها.
فما جري تسريبه حتي الان من اخبار يؤشر الي ان هذه الاستراتيجية تعتمد علي ثلاثة اعمدة رئيسية، الاول زيادة عدد القوات الامريكية بحوالي ثلاثين الف جندي في العراق، والثاني اشراك الطائفة السنية بشكل اكبر في العملية السياسية، والثالث ايجاد صيغة جديدة لاستئناف المفاوضات بين العرب والاسرائيليين تمهد لتسوية سلمية لقضية فلسطين.
زيادة عدد القوات الامريكية لن يغير من الواقع المتفجر علي الارض، لان المسألة ليست في عدد القوات، بقدر ما هي مسألة رفض الغالبية العظمي من الشعب العراقي لوجود قوات احتلال اجنبية علي ارض بلادهم.
فاذا كان وجود 142 الف جندي يشكلون نخبة القوات الامريكية واكثرها تسليحا وتدريبا، وثمانية الاف جندي بريطاني، وحوالي 25 الف جندي من القوات المتعددة، و200 الف بين قوات امن وحرس وطني من العراقيين، ومئة الف من الميليشيات الطائفية، كلها عجزت عن تحقيق الامن في العاصمة العراقية، فهل ينجح ثلاثون الف جندي اضافي فيما فشلت فيه هذه القوات مجتمعة؟
زيادة القوات الامريكية ستؤدي الي زيادة العمليات الفدائية التي تستهدفها، وبالتالي تصاعد الخسائر البشرية الامريكية بالاضافة الي زيادة النفقات المالية التي باتت تقترب من خمسمئة مليار دولار حتي الان.
واذا صحت الانباء التي تتحدث عن عزم الادارة الامريكية استقدام اربع فرق من ميليشيات البيشمركة الكردية للمساهمة في ضبط الامن في العاصمة العراقية، فان هذا يعني اننا مقدمون علي كارثة اكبر.
فالميليشيا الكردية لن يكون مرحبا بها من قبل نظيراتها الشيعية، خاصة اذا كان ابرز مهامها التصدي لجيش المهدي التابع للسيد مقتدي الصدر، وهي كذلك، ولن يستقبلها العرب السنة بالورود والرياحين، لانها تجسد بالنسبة اليهم ابشع صور الغدر والانتهازية والرغبة في تقسيم العراق علي اسس طائفية وعرقية، والتعاون مع القوات الامريكية لتحقيق هذا الغرض.
فلن يكون مستغربا، او مفاجئا، اذا ما تعرضت هذه الميليشيات الكردية، الي هجمات من الجانبين السني والشيعي في بغداد، تماما مثل القوات الامريكية، في حال تصديها لميليشيا المهدي، والمقاومة العراقية في الوقت نفسه.
لا نعتقد ان الجزء المتعلق باشراك اوسع للسنة في العملية السياسية، في الاستراتيجية الامريكية الجديدة، سيجد فرصة جيدة للنجاح، خاصة بعد عملية الاعدام الوحشية للرئيس العراقي صدام حسين، وتواطؤ الامريكان وحلفائهم العراقيين فيها. فعملية الاعدام الطائفي هذه ادت الي تصعيد حال الغضب والقهر تجاه حكام العراق الجدد والامريكان في آن، وستؤدي الي تدفق اكبر لابناء الطائفة السنية للانضمام الي فصائل المقاومة العراقية.
فبعد عملية الاعدام هذه، سيكون من الصعب، ان لم يكن من المستحيل، علي من يسمون انفسهم بالمعتدلين في اوساط الطائفة العربية السنية، الانضمام الي العملية السياسية الامريكية، لان هؤلاء فقدوا مصداقيتهم في الشارع العراقي السني، لانهم وفروا الغطاء الشرعي لهذه العملية السياسية الطائفية دون ان يحققوا الامتيازات لطائفتهم التي وعدوا بتحقيقها كتبرير لانضمامهم الي الحكومة وتولي مناصب فيها، ودخول الانتخابات والاستفتاء علي الدستور.
الادارة الامريكية ارتكبت خطيئة كبري تضاف الي اخطائها الاخري الكثيرة في العراق، عندما عجلت باعدام الرئيس العراقي وسلمته للحكومة الطائفية فجر يوم عيد الاضحي، والسماح لبعض الحاقدين من انصارها باستفزازه بطريقة تكشف عن انحدار في الاخلاق غير مسبوق.
ولا تستطيع هذه الادارة ان تغسل يديها من هذه الجريمة البشعة علي الصعد كافة، والقول انها تدخلت لتأجيل عملية الاعدام، ولكن تدخلاتها لم تجد صدي لدي حكومة المالكي، فقد كان باستطاعتها ان تؤجل عملية التسليم لايام او حتي لاشهر، لان هذه الحكومة مجرد دمية في يدها، فاقدة السيادة والقرار والاخلاق.
فحكومة المالكي التي لا تستطيع ادارة غرفة اعدام لا تزيد مساحتها عن ستة عشر مترا مربعا، فكيف ستدير دولة في ضخامة العراق وتعقيداته البشرية والطائفية؟
كل ما جري في غرفة الاعدام كان محسوبا بدقة، سواء من لحظة التسليم وحتي لحظة التنفيذ، والهدف هو تعميق الشرخ الطائفي، وتصعيد العداء بين السنة والشيعة، لتصدير الحرب الاهلية الطائفية البغيضة في العراق الي دول الجوار والي العالم الاسلامي باسره، ومحاولة حشد السنة في معسكر اي مواجهة امريكية ـ اسرائيلية مقبلة مع ايران. ومن المؤسف ان القيادة الايرانية كانت غافلة عن هذه المصيدة الخطيرة، ونقول هذا بحسن نية.
تغيير الجنرالات، وزيادة عدد القوات، واستبدال التحالفات ولو جزئيا، كلها خطوات قد تكون جيدة نظريا علي الورق، ولكن عند التطبيق العملي ستأتي بنتائج محدودة للغاية، هذا ان لم تكن عكسية تماما.
الرئيس بوش يعتقد انه اذا حقق بعض الهدوء في بغداد العاصمة، حيث تتركز وسائل الاعلام وعدسات تلفزتها يستطيع ان يخدع الشعب الامريكي مرة اخري، ويقول ان حربه في العراق بدأت تعطي ثمارها الايجابية، ولكنه مخطئ في اعتقاده هذا، لان الظروف تغيرت، والكونغرس لم يعد تحت سيطرته، واجهزة الاعلام لم تعد تثق به وتنخدع بأكاذيبه مثلما كان عليه الحال قبل الحرب وفي بداياتها الاولي.
لا شيء يسير وفق ما تشتهيه شراع سفينة الرئيس الامريكي، واستراتيجيته الجديدة. فالانهيار الامني والسياسي في العراق تعدي مرحلة الانقاذ، والعملية السياسية التي انبثقت من رحم الاحتلال انهارت. والثقة بالديمقراطية الامريكية ووعودها تبخرت، وانقلبت الي حالة من الكراهية والارتياب.
اما الحديث عن احياء عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية برعاية مصرية ـ اردنية، فقد بات لا يقنع احدا، فقد تأخرت الادارة الامريكية كثيرا، وارتكبت حماقة تاريخية تضاف الي حماقاتها العديدة الاخري عندما سلمت هــــذه العملية للاسرائيليين، ونفــــذت كل ما يريدونه من حصار مــــالي وسياسي ادي الي قــــتل الديمقراطية الفلسطينية في مهدها، واتساع دائرة التشدد في الشارع الفلسطيني، وفضح من تسميهم واشنطن بالمعتدلين، وتحويلهم الي عملاء لها ولاسرائيل في نظر معظم الفلسطينيين.
استراتيجية بوش الجديدة وباختصار شديد هي آخر سهم في جعبته، ولكنه سهم لن يصيب هدفه، بل قد يرتد علي صاحبه ويضيف الي جراحه جرحا جديدا قاتلا.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\09z29.htm&storytitle=ffاستراتيجية%20بوش%20فاشلة%20مسبقاfff&storytitleb=عبد%20الباري%20عطوان&storytitlec=

سيد يوسف
10/01/2007, 10:19 AM
اما الحديث عن احياء عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية برعاية مصرية ـ اردنية، فقد بات لا يقنع احدا، فقد تأخرت الادارة الامريكية كثيرا،

هو كذلك استاذنا الكبير غالب ياسين ، هوكذلك

عبدالودود العمراني
10/01/2007, 10:49 AM
عبدالبارئ عطوان كان دائماً عبداً للبارئ سبحانه وتعالى فقط - لا للدولار، ولا لأي ثعلب من الثعالب. مخلصاً لشعبه وأمته وثقافته وحضارته، جاهراً بالكلمة، لا يخاف في الحق لومة لائم. كلّما أطلّ علينا كان كالطبيب المداوي.
فلسطيني حرّ أصيل وأبيّ. حفظه الله وحماه.
عبدالودود

غالب ياسين
10/01/2007, 02:44 PM
اما الحديث عن احياء عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية برعاية مصرية ـ اردنية، فقد بات لا يقنع احدا، فقد تأخرت الادارة الامريكية كثيرا،

هو كذلك استاذنا الكبير غالب ياسين ، هوكذلك

اخي الفاضل sayedyusuf حفظه الله
صدقت سيدي
مع اضافة ان عمليه السلام ميته ( وتم دفنها )
تحياتي وتقديري

غالب ياسين
10/01/2007, 02:45 PM
عبدالبارئ عطوان كان دائماً عبداً للبارئ سبحانه وتعالى فقط - لا للدولار، ولا لأي ثعلب من الثعالب. مخلصاً لشعبه وأمته وثقافته وحضارته، جاهراً بالكلمة، لا يخاف في الحق لومة لائم. كلّما أطلّ علينا كان كالطبيب المداوي.
فلسطيني حرّ أصيل وأبيّ. حفظه الله وحماه.
عبدالودود
اشكرك اخي الحبيب عبد الودود على تكرمك بالرد
سيدي ان الانسان ( موقف )
مع شكري وتقديري