المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يتعظ الطغاة



اسامه الدندشي
18/05/2009, 10:42 PM
هل يتعظ الطغاة//اسامه الدندشي


أسامة الدندشي
ossama-aldandashi@hotmail.com

بين 21-22 نيسان 1991 نظم مركز دراسات الوحدة العربية ندوة، بعنوان أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي، ومن محاور هذه الندوة، المواقف الرسمية والشعبية وموقف المثقفين من حرب الخليج الأولى. في هذه الندوة استوقفتني المقالة التي ختم بها مداخلته عثمان سعدي، عضو جبهة التحرير الجزائرية، يلخص بها موقف المثقفين الجزائريين، من أزمة الخليج الأولى، لرئيس تحرير جريدة المساء الجزائرية،عدد 8/نيسان /1991 لرئيس تحريرها بشير حمادة.



وأترك للقارئ كافة الانطباعات والاستنتاجات، للرؤى الفكرية الخلاقة، وقدرة المثقف على استشراف المستقبل، ورسم ملامحه، ووضع الحلول للأزمات، التي يصم عنها أذانه، النظام الرسمي العربي والإسلامي، ويبقي آذانه، صاغية لرؤاه الضيقة والمحدود، ولا يسمع إلا لصوت رغباته وشهواته في التسلط، والتحكم في رقاب الناس والعباد.


نص المقال

من زنوبيا إلى صدام


لو كان العراق غير عربي، وغير مسلم، فهل كان سيحرم من الماء والغذاء والكساء والدواء؟ ولو كان العراق بلدا غير عربي ومسلم فهل ستفرض عليه كل هذه الشروط المعجزة التي فرضها عليه الحلفاء بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا؟ إنني اعتقد أن المسألة لا تقف عند العنصرية الدولية وإنما تتجاوزها بكثير، إلى ابعد من قوله عز وجل:"ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" فقد تأكد غير ما مرة، وهذه المرة أكثر أن النصارى واليهود لن ترضى عنا، حتى لو اتبعنا ملتهم.


ما يصدر عن مجلس الأمن الذي تحول إلى مجلس للحرب تارة ومجلس للحقد تارة أخرى يؤكد ما نذهب إليه بدءا من اللائحة 660 إلى اللائحة 678 التي لم يسبق أن صدر مثلها عن الهيئة الأممية والتي تجعل العراق ولأول في تاريخ الصراعات الدولية المسلحة بلدا ناقص السيادة، أو بلدا تحت الحماية الأمريكية بمبادرة دولية، ولكنه بلد كامل الحقوق في الهيئة الأممية.... إلى اللائحة 688 التي يخرق فيها مجلس الأمن لأول مرة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.


إن ما يحدث اليوم للعراق ولنظامه ولصدام حسين، يكاد يكون نفسه الذي حدث لمملكة تدمر في المنطقة نفسها، ولنظامها ولمملكتها زنوبيا، فأوجه الشبه بينهما كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:


1- لقد استطاعت زنوبيا أن تحول مملكة تدمر من دويلة مدينة محدودة الرقعة إلى إمبراطورية حقيقية تمتد على بلاد الشام كلها،وعلى جزء من مصر وآسيا الصغرى، مثلما استطاع صدام أن يحول العراق من دولة نامية عادية، إلى قوة رئيسية في المنطقة تخيف جميع المحيطين فيها، وتخيف حتى القوى الكبرى.....وما لم يعجب إمبراطور روما في عهد زنوبيا لم يعجب إمبراطور العالم في عهد صدام. فالإمبراطور الروماني اورليانس شعر بخطر تدمر، فحزم أمره ليضع حدا لها، وقاد بنفسه حملة ضد المملكة. وقادت زنوبيا بنفسها جيشا لمقابلة اورليانس الهابط من أسيا الصغرى عند مدينة انطاكيا:لكن المدينة لم تقف إلى جانب الملكة لأن معظم سكانها من اليهود والنصارى واليونان والرومان، وانضم إليهم أهل مدائن الشام وتفانوا في نصرة إمبراطور الرومان خوفا من تغلب رجال زنوبيا وهم عرب جفاة بدو فيستبدون بهم!! فاضطرت إلى التراجع إلى حمص، إلا أن المدينة العربية لم تقدم لها المساعدة لحسدها لتدمر، فانسحبت زنوبيا إلى عاصمتها تدمر، وغدا طريق الصحراء مفتوحا أمام اورليانس.
وما يقابل هذه الأحداث وتطوراتها هو أن الإمبراطور الأمريكي العالمي "بوش" شعر بالخطر العراقي على مصالح إمبراطوريته غير المحدود جغرافيا منذ منتصف السبعينيات، فحزم أمره ليضع حدا للعراق. وقاد بوش الحملة، وقاد صدام بنفسه جيشه.وتقابلا في الكويت، ولكن المدينة لم تقف إلى جانب صدام،فاضطر إلى التراجع، ولم تقدم مصر وسوريا للشقيق مثلما فعلت حمص، فانسحب صدام إلى بغداد وتحصن فيها مثلما فعلت زنوبيا، وغدا الطريق للبصرة ومدن الجنوب العراقي مفتوحا أمام بوش.


2- تقول الكتابات القليلة جدا عن مملكة تدمر وملكتها أن اورليانس حاصر تدمر،وتلقت جيوشه العون من مصر بينما لم تحصل زنوبيا على دعم الفرس الذي كانت تطمع فيه، ولكنها رغم ذلك استبسلت في الدفاع ورمت الرومان بكرات النار، وهو ما يعني اليوم، أو يماثل ما حدث منذ قرون أن بوش حاصر العراق وتلقت جيوشه العون من مصر وسوريا ومن جميع دول الخليج، بينما لم يحصل العراق على المساعدة المأمولة من بلاد فارس كما كان الأمر بالنسبة إلى زنوبيا، ولكنه رغم ذلك استبسل في الدفاع ورمى جيوش بوش وحلفاءه العجم واليهود والعرب بالصواريخ.


3- واستسلمت تدمر ونهب الرومان كنوزها، وحملت زنوبيا إلى روما. وهكذا أفل نجم مملكة تدمر الصاعدة وغابت ملكة عربية قدمت صورة مشرفة لحكم عربي، ولحد الآن لم تستسلم بغداد ولم تنهب، ولم يقبض الإمبراطور بوش على صدام ومساعديه، ولكنه يشدد الخناق على العراق بإثارة الفتن شمالا وجنوبا، وجوع الشعب العراقي، وانقص سيادة بلاده وتدخل في شؤونه الداخلية، وفرض تعويضات الحرب،ودمر كل عوامل قوة العراق، وعين دي كويلار حاكما للعراق منفذا لشروط الإمبراطور بوش.


هل سيأفل نجم العراق مثلما أفل نجم تدمر ؟ إنني اعتقد أن من يمتلك الثروة الحقيقية المتمثلة في العلم والمعرفة، لا يزول ولا يموت، ولكنه سيعود وربما أقوى مما كان عليه، والمحن الكبرى تصنع الكبار:رجالا وبلدانا....


انتهى المقال.


يا صديقي بشير....


كما حملت زنوبيا إلى روما مقيدة اليدين، وعرضت في شوارع روما في استعراض مذل، حمل صدام مقيد اليدين في المحكمة باستعراض مذل، وعين الوريث للإمبراطورية حاكما للعراق دمر القوة والثروة والعلم والمعرفة وعين حكومة تنفذ شروط الوريث بوش


لكن كلماتك ستبقى حية في النفوس.



المحن الكبرى تصنع الرجال والبلدان .... فهل يتعظ الطغاة

اسامه الدندشي

عمر عبد الهادي
19/05/2009, 07:20 AM
صدام يمثل بالنسبة للعرب الحاكم المستبد الذي بحث عن مجده الشخصي قبل ان يبحث عن أي شيء آخر وللأسف لم يدفع وحده ثمن تسلطه وتهوره بل ما دفعه الشعب العراقي كان هو الأكبر والأعظم . حروب صدام المتهورة اودت بحياة مئات الالوف من العراقيين الابرياء وكل شيء ذهب هباء فلا حقق صدام مجدا له وولا حصل شعب العراق على غير المصائب والأضرار الفادحة التي حولت البلاد لدولة فاشلة رغم جميع امكاناتها الهائلة

اسامه الدندشي
19/05/2009, 09:33 PM
أخي عمر تحية طيبة وبعد:
لاأعتقد ان صدام حسين كان ليأخذ هذا الدور في نفوس العرب, لو كان الصراع عراقي عراقي, ولو ازيح صدام بانقلاب عسكري عراقي , لكان حكمه حكم اي طاغية في الوطن العربي, لكن اجندة امريكا في المنطقة, برمتها جعلت من صدام حسين رمزا من الرموز القومية بالنسبة للقوميين , واسلامي بالنسبة للاسلاميين, ويساريا بالنسبة لليسار,ولايختلف الموقف الامريكي من صدام حسين, عن موقفها من الملف النووي الايراني.وكلاهما موقف من المنطقة برمتها, ومن يدين صدام يجب ان يدين اصرار ايران على امتلاك تخصيب اليورانيوم, ومن ناصر صدام يجب ان يناصر ايران.
الموقف الامريكي واحد من صدام ومن ايران وهو غير مسموح لاحد غير اسرائيل امتلاك القوة, والتكنولوجيا المتقدمة, نحن اخي عمر خارج الصراعات العرقية والطائفية , يحكمنا العقل وليس العاطفة , ننقد ولانكره, ننصح ولا نخطئ"نموت معا او نعيش عما"
بكل ود اسامه الدندشي

عبدالمنعم جاسم
19/05/2009, 09:50 PM
أشكرك أخي أسامة على هذا النقل ، بالفعل : التاريخ يعيد نفسه ، وبما أن التاريخ يعيد نفسه فإن هناك صلاحا ً وأسامة وغيرهم من الأبطال قادمون إن شاء الله ..
أما عن صدام فهو بطل ليس في أعين اليساريين أو غيرهم ، لكنني أكاد أجزم ، بل بدون ( أكاد ) إنه بطل حتى في عيون من أعدموه ، حتى صرخاتهم الحاقدة أثناء الإعدام فإنها كانت ترتجف ..
أما عن الصديقة إيران فأنا من هنا أبشرها قائلا ً : لن يأتيها شر من الحبيبة أمريكا ..
مع كل المحبة ..

عمر عبد الهادي
20/05/2009, 08:44 AM
الأخ العزيز أسامة
أن تكون أميركا عدوة العرب هي من أرادت إعدام صدام حسين واعدمته بالفعل هذا لا يغير في نظري من حقيقة صدام الذي حكم بلادة بالحديد والنار وأزهق أرواح أو تسبب بإزهاق ارواح مئات الألوف من أبناء شعبه إما بالقتل المباشر او بالزج بهم في حروب عبثية خاسرة وكان صدام حسين يستخدم حزب البعث ليخدم مصالحه ومصالح اسرته وابنائه, صدام خطف الحزب واستأئر بكل شيء , لا تقل لي ليس وحده فعل ذلك بل حكام عرب كثيرون فعلوا مثله نعم هذا صحيح لكن من قال ان بقية الحكام أصبحوا ابرياء وفقط صدام هو الوحيد المدان .

في ايران الوضع مختلف سواء اتفقنا معها او اختلفنا, ايران لا يحكمها شخص متسلط , ايران تحكمها مؤسسات ربما بطريقتها وليس بالطريقة الغربية , المشروع النووي الايراني هو مشروع قومي ايراني وربما أكثر من ذلك أي اسلامي ويتمتع بإجماع شعبي ايراني وبتعاطف من شرائح واسعة من الشعوب العربية والإسلامية ونحن إن لم نقل المسلمون نقول نحن الابناء الأصلاء لهذا الاقليم المضطرب بحاجة لجميعنا او لبعضنا كي يعادل النووي الاسرائيلي الذي أتى به الغرباء الى فلسطين كي يهدد وجودنا وحتى يتحول لسيف مسلط على رقابنا . برايي لا مجال للمقارنة بين ما كان يمثله صدام حسين ونظامه مع ما يمثله النظام الايراني الحالي , أما عن اعتبار صدام بطلا قوميا في بعض الاحوال او يساريا اواسلاميا في حالات اخرى فليست هذه الإعتبارات أكثر من أمور عاطفية تتحكم بها أحاسيس عرقية وأحيانا مذهبية.. لكن للعقل حكما آخرا وتوجها مختلفا تماما.

مع خاص المودة والإحترام
عمر عبد الهادي

الحاج بونيف
20/05/2009, 09:07 AM
سيبقى الشهيد صدام حسين رمزا لكل الشرفاء من أبناء العرب وأحرار العالم، رغم كيد الكائدين وزيف الزائفين ممن يسيرون خلف النظام الصفوي الحاقد عن كل ما هو عربي..
وعلى من يدافعون عن إيران أن يدعوها للخروج من العراق لأنه لا فرق بين ما تقوم به وما يقوم به الصهاينة والجيش الامريكي المحتل.
وما كان العراق ليصل إلى ما وصل إليه لو لم يحاول الشهيد صدام الخروج به من دائرة التخلف التي يريد أعداء العرب أن يبقى فيها..
.