محمد التهامي بنيس
20/05/2009, 01:50 PM
عينات من القاعدة الشعبية 3 / 2 - 1 - مشهد الركن المكتظ
ما الذي نتوقعه من اختيار هذا الركن المكتظ , وهو يعج بالحركية في كل اتجاه . زاوية المقهى تشرف على الشارع والحي والزقاق , وتمكن من رؤية أسفل ا لحفرة " السوق " حيث ا لرؤوس تتحرك وإ ذ ا ركزت النظر على واحد ة منها . تتراءى لك كالبرعم , وهو ينمو و يتفتح في لحظات . كأنه يختصر المراحل فما أن ينهض وقد حملت على عاتقه " كوربة "علبة من خشب مهترئة مملوءة بنوع من الخضر أو الفواكه , أو قفة واسعة بأذن واحدة أو " خنشة " كيس من الخيش أو البلاستيك , لا تدري أيا منهما يلوي عنق الآخر. حتى ترا ه يرتفع مترنحا إلى أن تبرز لك كل دقائقه المكشوفة حالما يصل إلى أعلى الدرج الذي تتسلقه جماعات مما ثلة تشق طريقها بين الصاعدين والنازلين للسوق قصد التبضع, وتنتهي المسافة عند صاحب العربة الذي يلتقط الحمولة فيصففها على لوح من خشب تآكلت حواشيه , تجره دابة " حمار أو بغل " أو يجره رجل ينوب عن دابته المريضة, وقد رأف بها تاركا لها يوما من الراحة في الإسطبل أو الترعة
وعلى امتداد الساحة و جنباتها يعلو الصخب حتى أنك لا تميز ما تراه أو تسمعه إلا إذا اقترب منك وهو يعرض سلعته , وهي بضاعة متنوعة أكثرها مهربة وقليلها من صنع محلي أو إنتاج فلاحي – أقلام . صنا بير. ساعات يدوية وحائطية ومنبهة. حاسبات. تين . ثمر. ملابس . عطور. كتب. أقراص دواء . أسلا ك . ثريا ت . مصابيح . سجائر ونفحة بالتقسيط . سمك . دجاج حي . أرانب . أحذية جديدة و مستعملة . بطاريات . معلبات . خضر . فواكه . قطا ني . مكسرات . بيض مسلوق . وغيرها , أي أنها سوق أخرى متنقلة , ولكل عارض طريقته الخا صة لجلب المشتري , ولبعضهم إنشاده ومدحه للبضاعة. حتى لوحا ت المسيد , ولوحا ت الآيات المطرزة, دخلت المعرض المتنقل, وتختلط هذه الأصوات بأصوات المتسولين , والمتسولين بلباس " الطلبة " يحملون لوحة من خشب وصلصال عليها آيات قرآنية, والمتسولين بخطة ترديد إنشاد المديح . يتوسطهم جميعا فريق من الصغار مرتدين صدرية القميص الرياضي . حاملين لصينية عليها سنتيمات ودريهمات . حتى إذا سألت عن معنى كل هذا , أدركت أنه من أجل تمويل رياضة الحي بمساهمة فقراء الحي اقتناعا من المساهمين – كل على قدر مستطاعه – بأن ما حك جلدك مثل ظفرك
عالم مثير, تكراره وتوارثه بين الأجيال جعله ثقافة شعبية , تشاهدها بلا مساحيق لم تعد ثقافة انتزاع اللقمة ذات الطابع الاقتصادي , بل حمولتها الآن : أخلاقية . دينية. رياضية, شاهدة على فشل المجتمع في علاجها , بل يمكن الجزم أن معا لجة الفقر غذت مطلبا وطنيا وأخلاقيا ورياضيا واقتصاديا, يحد من هدر حقوق المساواة والمساواة الرياضية
محمد التهامي بنيس
ما الذي نتوقعه من اختيار هذا الركن المكتظ , وهو يعج بالحركية في كل اتجاه . زاوية المقهى تشرف على الشارع والحي والزقاق , وتمكن من رؤية أسفل ا لحفرة " السوق " حيث ا لرؤوس تتحرك وإ ذ ا ركزت النظر على واحد ة منها . تتراءى لك كالبرعم , وهو ينمو و يتفتح في لحظات . كأنه يختصر المراحل فما أن ينهض وقد حملت على عاتقه " كوربة "علبة من خشب مهترئة مملوءة بنوع من الخضر أو الفواكه , أو قفة واسعة بأذن واحدة أو " خنشة " كيس من الخيش أو البلاستيك , لا تدري أيا منهما يلوي عنق الآخر. حتى ترا ه يرتفع مترنحا إلى أن تبرز لك كل دقائقه المكشوفة حالما يصل إلى أعلى الدرج الذي تتسلقه جماعات مما ثلة تشق طريقها بين الصاعدين والنازلين للسوق قصد التبضع, وتنتهي المسافة عند صاحب العربة الذي يلتقط الحمولة فيصففها على لوح من خشب تآكلت حواشيه , تجره دابة " حمار أو بغل " أو يجره رجل ينوب عن دابته المريضة, وقد رأف بها تاركا لها يوما من الراحة في الإسطبل أو الترعة
وعلى امتداد الساحة و جنباتها يعلو الصخب حتى أنك لا تميز ما تراه أو تسمعه إلا إذا اقترب منك وهو يعرض سلعته , وهي بضاعة متنوعة أكثرها مهربة وقليلها من صنع محلي أو إنتاج فلاحي – أقلام . صنا بير. ساعات يدوية وحائطية ومنبهة. حاسبات. تين . ثمر. ملابس . عطور. كتب. أقراص دواء . أسلا ك . ثريا ت . مصابيح . سجائر ونفحة بالتقسيط . سمك . دجاج حي . أرانب . أحذية جديدة و مستعملة . بطاريات . معلبات . خضر . فواكه . قطا ني . مكسرات . بيض مسلوق . وغيرها , أي أنها سوق أخرى متنقلة , ولكل عارض طريقته الخا صة لجلب المشتري , ولبعضهم إنشاده ومدحه للبضاعة. حتى لوحا ت المسيد , ولوحا ت الآيات المطرزة, دخلت المعرض المتنقل, وتختلط هذه الأصوات بأصوات المتسولين , والمتسولين بلباس " الطلبة " يحملون لوحة من خشب وصلصال عليها آيات قرآنية, والمتسولين بخطة ترديد إنشاد المديح . يتوسطهم جميعا فريق من الصغار مرتدين صدرية القميص الرياضي . حاملين لصينية عليها سنتيمات ودريهمات . حتى إذا سألت عن معنى كل هذا , أدركت أنه من أجل تمويل رياضة الحي بمساهمة فقراء الحي اقتناعا من المساهمين – كل على قدر مستطاعه – بأن ما حك جلدك مثل ظفرك
عالم مثير, تكراره وتوارثه بين الأجيال جعله ثقافة شعبية , تشاهدها بلا مساحيق لم تعد ثقافة انتزاع اللقمة ذات الطابع الاقتصادي , بل حمولتها الآن : أخلاقية . دينية. رياضية, شاهدة على فشل المجتمع في علاجها , بل يمكن الجزم أن معا لجة الفقر غذت مطلبا وطنيا وأخلاقيا ورياضيا واقتصاديا, يحد من هدر حقوق المساواة والمساواة الرياضية
محمد التهامي بنيس