المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كان يطلبك النعم "إلى ذلك الرئيس العربي المتنحي"



منـصور العســيري
27/05/2009, 10:50 PM
فوجئت أمس في الأخبار برئيس عربي كان يتسنم هرم دولة عربية ثم تخلى عن الكرسي راغباً من أجل الوطن فانتهى المطاف به إلى لاجئ في دولة أخرى ، كنت أتخيل ما يعانيه هذا الرجل وهو يرى رفاق الأمس صاروا أعداء اليوم وقد تسنم كل منهم مقعداً في الحكومة بينما هو منبوذ هناك ويرى تنكر الرفاق له وتطاول الصغار في الصحف الصفراء من كل حدب وصوب بما فيهم الذين كانوا يصفقون له أيام الرئاسة حتى انقلب الزمن عليه حين غفلة وتناسي الجميع أنه من تنازل بمحض إرادته بدافع حب الوطن ، إلا أنني اندهشت عندما رأيته قد أصبح داخل المعمعة بصورة غير متوقعة ، وبغض النظر عن الموقف السياسي حول القضية فقد تفاعلت مع الموقف فكتبت هذا النص إلى هذا الرجل ، وأعتذر عن ذكر الأسماء حتى لا أدخل في أمور سياسية لا شأن للموقع بها :

إذ والزمان تنكرك
واستنكر الغرباء طينك
واسترابوا معشرك
لم لا ينوء بك الجفا
لم لا تهم بمن هفا
لم لا تعوِّل للحداة بجورهم
وبزورهم !
تدري بأن الأرض تحوي
بين أفواج الضجيج
من الكثير ال يعرفون بمخبرك
فتطيب إذ زمن الوفاء
الأينعت ثمرات قطفك
فوق تله
يسهرك
...........
يا سيدي
ستقول يوماً حين ينتحب الجوى
في معصميك
تتيه في حرف توشح ناظريك
خطى النوى
مجدولة الردفين ناصبة الغوى
مَن دفئ وجنتها إذا رقبوا الهلال
ينز نبض بين أيسر ساعديك
الموت يحدو من معاقل محجرك
...........
يا سيدي
أو لست من أسكتَّ نبضك
بين أنسجة الحقيقة
أن يبعثِر ومضَها باقي الشتاتُ من القلم
ما أمر "لاءٍ" قلتها
من كان يسألك النعم
من هم وما هم
أين كاهنهم
وكيف انشق بعضهمُ
"ومن خلف الجموع من الأمم"
أتظل تحمل نبلك المجدول في حبل الألم
تخشى الطوائف سيدي
أن يدرك المعنى غنم
تخشى صباحات الندم
هو أي جين بين جنبيك ال تنكب حب تلك الأرض يسقيك العدم
أو ما ترى
حولان دائرة البغايا لم تنم
حولان
ما خان السواد جموح حقد يفلق الدنيا
فتهتز المشارق والمغارب حوله حيرى تسربلها الحمم
يا سيدي
أو هل تنم ؟
..................
يا سيدي
هب أن
إذ دار الزمان وقد تعاداك الوطن
وخصومك الأرتال عبر المشرقين
يهلهلونك بالسنن
وتفتق العهد الجديد بجذوة الضغن القديم
ال سوف يورقه رحيلك عن غداً
فتجاسر الماضين في التل القديم
رواية الآتون
في فوضى الزمن
ماذا ترى
يروى لهم
عن لحمك المسفوح بين الفرقدين
وحينها تأوي لمن
ستموت سراً غامضاً
ليعيث فيك على المدار
ويزدري
أصداء موتك شجو
أبواق الزفن
آ هل تمت
ما بين طيات الحكايا الزور
تنثر دون قبر أو كفن ؟
.....................
يا سيدي
لا تكترث
قد أورم الحقُ الخبث
فلقد تنكبت الحقيقة دونهم
وبصوت صدق لم يخن
ولأنت من أروى بها حقل الزمان
"وكل شيء ذو ثمن"
...................
يا سيدي
كانت بنانك سيف حق
ومداد حرفك من عرق
من أين لا يأتي الغرق
أو لم ترى كيف الهدير يموج ما بين الأفق
هل كان ئذ ومن استشاطت حوله الدنيا أديم محترق
أو قد ترى البركان عربد من نزق
أولست من عسف الزمان وصال فوقه يسبق الدنيا إلى مهد الحكاية منذ أن فلج الفلق
وطرقت تحت الضوء
مسمار الغسق
سيظل غرسك مزهراً
بحقول خصبٍ في رؤىً حيرىً
يُطَاول سقف جدران الحقيقة
رأسها
"ستظل آخر من نطق"
............
يا سيدي
سر إن ربك فوق عرشه ينظرك
هو من يسيِّر نفحه الأجساد
عتَّق في وريدك جذوة لل "لاء"
كيما تستفز الروح فيك
فتنهرك
لا تكترث لعداك شأوتهم وكثرتهم
وكن بالله منتصراً
فوحده ينصرك
كن كيف أنت
كما حقيقتك الوفية تجأرك
إقفز عليهم كيفما
صعدوا صداك
استثمروا عرقاً تعطر حاجبيك
ليعتلوا صرحاً أقره مأثرك
يا فارعاً
يبقى الصغار كحالهم
أفواج أقزام تقارع مارداً
هم في مقامهم الدنيء
ولا جفونه كي يراهم تحترك
إصعد وحلق في المدى
مستثمراً مستثمرك

محسن شاهين المناور
27/05/2009, 11:09 PM
أخي الحبيب منصور العسيري
هذه هي السياسة وهؤلاء هم أهلها
إذا ماجلسوا على الكرسي تغير كل شئ
وأصبحت المبادئ في إجازة . . هذا الرجل
أراد أن يكون اسثناء وليته يسمعك وأنت تقول له:

يا سيدي
سر إن ربك فوق عرشه ينظرك
هو من يسيِّر نفحه الأجساد
عتَّق في وريدك جذوة لل "لاء"
كيما تستفز الروح فيك
فتنهرك
لا تكترث لعداك شأوتهم وكثرتهم
وكن بالله منتصراً
فوحده ينصرك
كن كيف أنت
كما حقيقتك الوفية تجأرك
إقفز عليهم كيفما
صعدوا صداك
استثمروا عرقاً تعطر حاجبيك
ليعتلوا صرحاً أقره مأثرك
يا فارعاً
يبقى الصغار كحالهم
أفواج أقزام تقارع مارداً
هم في مقامهم الدنيء
ولا جفونه كي يراهم تحترك
إصعد وحلق في المدى
مستثمراً مستثمرك

مودتي أيها الحبيب

عبدالحكم مندور
27/05/2009, 11:30 PM
صدقت وأجدت شاعرنا الجميل منصور
نص جيد تناول موضوعا حري بالتناول
خالص ودي وتقديري

منـصور العســيري
28/05/2009, 11:42 AM
أخي الحبيب منصور العسيري
هذه هي السياسة وهؤلاء هم أهلها
إذا ماجلسوا على الكرسي تغير كل شئ
وأصبحت المبادئ في إجازة . . هذا الرجل
أراد أن يكون اسثناء وليته يسمعك وأنت تقول له:
يا سيدي
سر إن ربك فوق عرشه ينظرك
هو من يسيِّر نفحه الأجساد
عتَّق في وريدك جذوة لل "لاء"
كيما تستفز الروح فيك
فتنهرك
لا تكترث لعداك شأوتهم وكثرتهم
وكن بالله منتصراً
فوحده ينصرك
كن كيف أنت
كما حقيقتك الوفية تجأرك
إقفز عليهم كيفما
صعدوا صداك
استثمروا عرقاً تعطر حاجبيك
ليعتلوا صرحاً أقره مأثرك
يا فارعاً
يبقى الصغار كحالهم
أفواج أقزام تقارع مارداً
هم في مقامهم الدنيء
ولا جفونه كي يراهم تحترك
إصعد وحلق في المدى
مستثمراً مستثمرك
مودتي أيها الحبيب


الأخ الفاضل الشاعر / محسن شاهين المناور

هي السياسة "في وطننا العربي" هكذا للأسف

سعدت بإطلالتك البهية وأن يكون في النص ما لفت انتباهك

تقبل ودي

منـصور العســيري
28/05/2009, 11:51 AM
صدقت وأجدت شاعرنا الجميل منصور
نص جيد تناول موضوعا حري بالتناول
خالص ودي وتقديري

الأخ الفاضل الشاعر / عبدالحكيم مندور

أضاء المكان وفاح عبق حضورك بين جوانبه


كل الود

نجوى النابلسي
29/05/2009, 01:25 PM
الأخ منصور العسيري

الشعر رائع
ولكن لم اسمع بالخبر!
أ هناك حقاً رئيس عربي تنازل عن عرشه؟؟
إن كان الخبر صحيحاً فأحييه من قلبي وارجو ألا يكون رازحاً تحت ضغط كبير للتنحي ليحل مكانه من يوالي أعداء بلاده
وفي هذه الحالة يكون منسحباً لا متخلياً
فما هي الحقيقة هنا؟

منـصور العســيري
30/05/2009, 05:59 PM
الأخ منصور العسيري
الشعر رائع
ولكن لم اسمع بالخبر!
أ هناك حقاً رئيس عربي تنازل عن عرشه؟؟
إن كان الخبر صحيحاً فأحييه من قلبي وارجو ألا يكون رازحاً تحت ضغط كبير للتنحي ليحل مكانه من يوالي أعداء بلاده
وفي هذه الحالة يكون منسحباً لا متخلياً
فما هي الحقيقة هنا؟

الأخت الكريمة / نجوى النابلسي

شكراً لك هذا الحضور العطر

نعم أختي الفاضلة هنالك رئيس عربي تنازل عن الرئاسة بكامل حريته راغباً من أجل وحدة وطنه
وحالما دارت عليه الدنيا انطلقت الكثير من الأقلام الصغيرة في وطنه والتي كانت تطبل لهذا الرئيس عندما كان على سدة الحكم لترميه بالخيانة والعمالة والعداء لوحدة الوطن مع أنه هو من قدم الوحدة لوطنه وتنازل عن الرئاسة في سبيل ذلك .
وهنا عندما نلاحظ مثل هذه الحالة فنحن نتصور حجم الغبن الذي يعيشه الرجل وهو منفي هناك لا قيمة له ، ويرى وطنه الذي تورمت يداه وهو يبنيه بسواعده ويكتبه بعرقه ثم أقدم بشجاعة لم تعرفها أمتنا العربية سابقاً على التضحية بأغلى ما كان لديه في سبيل وحدته فكان جزاءه النكران والتطاول عليه من إعلام وطنه وحتى من الإعلام العربي ، وتحول من رجل تحتفي به الدنيا إلى رجل ترميه الدنيا وتتطاول عليه ، وليس أعظم من هذا الشعور لا شك .
وكنت قد ظننت الرجل سيقتله الغبن في المنفى كحال الكثير من الرؤساء والملوك العرب الذين عزلوا عن مناصبهم ونفيوا فماتوا خلال فترة سريعة خاصةً وهو قد التزم الصمت ، ولكني فوجئت به وهو يصرح في إحدى القنوات الفضائية والدنيا تهتدر وراءه .

لذا كان مثل هذا الموقف يستحق التفاعل معه شعراً .

شكراً لك أختي الكريمة

وتقبلي تحياتي

سامي خمو
30/05/2009, 06:53 PM
الأستاذ الفاضل الشاعر منصور العسيري،

عندما يستولي الرئيس على مقاليد الحكم تجري الأمور على قاعدة ثابتة حيث يركز الرئيس الجديد معظم جهوده للبقاء في سدة الحكم مسخراً كل أجهزة الدولة لتحقيق هذه الغاية. ولكن هنالك حالات نادرة تشذ عن هذه القاعدة في منطقتنا العربية أذكر منها الرئيس السوري شكري القوتلي الذي تنازل عن رئاسة الجمهورية لتحقيق الوحدة بين مصر وسوريا، والحالة الثانية هي للرئيس العراقي السابق عبد الرحمن عارف الذي تنازل عن رئاسة الجمهورية العراقية للرئيس أحمد حسن البكر حقنا للدماء. وعاش حياة هادئة في منفاه الاختياري إلى أن وافاه الأجل.

قصيدتك الرائعة تعيد إلى الأذهان تاريخ ما أهمله التاريخ.

مع خالص الود،

سامي خمو

منـصور العســيري
31/05/2009, 06:27 PM
الأستاذ الفاضل الشاعر منصور العسيري،
عندما يستولي الرئيس على مقاليد الحكم تجري الأمور على قاعدة ثابتة حيث يركز الرئيس الجديد معظم جهوده للبقاء في سدة الحكم مسخراً كل أجهزة الدولة لتحقيق هذه الغاية. ولكن هنالك حالات نادرة تشذ عن هذه القاعدة في منطقتنا العربية أذكر منها الرئيس السوري شكري القوتلي الذي تنازل عن رئاسة الجمهورية لتحقيق الوحدة بين مصر وسوريا، والحالة الثانية هي للرئيس العراقي السابق عبد الرحمن عارف الذي تنازل عن رئاسة الجمهورية العراقية للرئيس أحمد حسن البكر حقنا للدماء. وعاش حياة هادئة في منفاه الاختياري إلى أن وافاه الأجل.
قصيدتك الرائعة تعيد إلى الأذهان تاريخ ما أهمله التاريخ.
مع خالص الود،
سامي خمو

الأستاذ الكريم / سامي خمو
مرحباً بك أخي الكريم وبإضافتك المثرية هنا

نعم هنالك بالفعل حالات نادرة لمن سبقوا صاحبنا بالتنازل عن الرئاسة من أجل الوطن وربما الحالتين الأوضح هي ما حدث في سوريا كما أسلفت وما حدث في السودان أيضاً من سوار الذهب ، ولكن هؤلاء لم يعانوا من مشاكل التنازل عن السلطة والنظر لما قدمته أيديهم لوطنهم وما جنوه مقابل ذلك ، ففي سوريا لم يستتب الأمر للدولة الجديدة طويلاً كما نعلم وجاءت سلطة أخرى سيطرت على مقاليد الأمور فانفصلت سوريا عن مصر وسقطت الجمهورية العربية المتحدة فعلياً وبقيت كمسمى في مصر ، وبالمثل في السودان لم يعاني سوار الذهب من آثار هذا التنازل فقد ظل معززاً مكرماً في وطنه .

أما صاحبنا فقد حقق حلماً تغنى به الشعراء في وطنه عقوداً طويلة هنالك من خلال تنازله عن الرئاسة التي كانت هي المفصل في تحقيق وحدة الوطن ، فكان نصيبه من ذلك أن أبعد تماماً عن الوطن مطروداً ، وهنا يكون الشعور الذي يصاحب مثل هذه الحالة لهذا الرجل كإنسان يرى جزاء إحسانه لوطنه أنه أصبح عميلاً خائناً بمجرد أن قال في سبيل وطنه "لا" يوماً ما داخل المنظومة الجديدة التي قبل فيها أن يسلم مقاليد الأمور لسواه من أجلهم ، فانقسم وطنه حوله في البداية على أساس إقليمي فمحافظات معه وأخرى ضده ، وعندما خرج وأصبح مجرد لاجئ سياسي مكبل في دولة أخرى ، اتفق الجميع على رميه بالحجارة .

وهنا رأيت الصورة تحمل بعداً إنسانياً تستحق الوقوف عندها .

أشكر مرورك الكريم هنا أستاذي الفاضل .

وتقبل خالص تحياتي