المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاروق حسني يندم على تصريحاته ضد إسرائيل



عائشة صالح
28/05/2009, 05:23 PM
فاروق حسني يندم على تصريحاته ضد إسرائيل
أبدى وزير الثقافة المصري فاروق حسني ندمه على تصريحاته السابقة المعادية لإسرائيل وطلب أن يُقبل اعتذاره.

وقال الوزير المرشح لتولي منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في مقال كتبه لصحيفة لوموند الفرنسية تنشرها في عددها الصادر الخميس إنه يتفهم الصدمة التي أحدثتها تصريحاته السابقة وأعرب في الوقت نفسه عن أسفه لهذه الكلمات التي استخدمها خاصة، وأنها لا تتطابق مع الثوابت التي يؤمن بها.

وأضاف حسني أنه يمقت العنصرية أكثر من أي شيء آخر، بما في ذلك مجرد الرغبة في التحدث بشكل جارح عن الثقافة اليهودية أو أي ثقافة أخرى ووصف الوزير نفسه بأنه "رجل سلام".

من جهتها رحبت الحكومة الإسرائيلية باعتذار فاروق حسني عن تصريحاته السابقة، التي وصفتها تل أبيب بأنها "معادية لإسرائيل".

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، أن هذا الترحيب جاء في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقالت إن هذا الاعتذار جاء في أعقاب معارضة تل أبيب قبول تعيين حسني في منصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو.

وكان وزير الثقافة المصري قد حط من شأن الثقافة الإسرائيلية أمام مجلس الشعب المصري العام الماضي واتهمها بالعدوانية والعنصرية والغموض، وقال لعضو في المجلس سأله عن إمكانية تسرب كتب عبرية إلى مكتبة الإسكندرية "احضر هذه الكتب وفي حال وجودها سأحرقها أمام عينيك".

من ناحية أخرى قالت المتحدثة باسم اليونسكو سو وليامز في باريس إن المنافسة على خلافة المدير العام الحالي لليونسكو كويشيرو ماتسورا تشمل بالإضافة للوزير المصري ستة مرشحين من بينهم نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جاكوفينكو وباقي المرشحين من ليتوانيا وبلغاريا وتنزانيا والجزائر وبنين.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة المحددة لتقديم طلبات الترشيح في نهاية الشهر الجاري وبعدها سيطرح المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو قائمة رسمية للمرشحين تمهيدا لاختيار المدير العام الجديد عبر المؤتمر العام للمنظمة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

يذكر أن المرشح المصري يواجه منذ أيام انتقادات حادة وموجة كبيرة من الاحتجاج وتشكلت ضده في ألمانيا جبهة معارضة لانتخابه مديرا لليونسكو، كما حذر مجلس الثقافة الألماني والمجلس المركزي لليهود في ألمانيا من انتخاب الوزير المصري.

عائشة صالح
28/05/2009, 05:24 PM
ما هو الثمن ؟
بقلم فهمى هويدى
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/05/blog-post_27.html
أول من أمس (الاثنين 25 مايو الجاري) نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية الخبر التالي منسوبا إلى محررها باراك رافيد: وافقت إسرائيل على سحب اعتراضها على انتخاب السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري مديرا لمنظمة اليونسكو. وكان ذلك ثمرة اتفاق تم بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء اجتماعهما الذي عُقد في شرم الشيخ يوم 11 مايو الجاري. وفي تقديمه ذكر المراسل أن فاروق حسني الذي يشغل منصب وزير الثقافة بمصر منذ 22 عاما (عُيِّن في عام 1987) قال ذات مرة إنه لو استطاع لأحرق الكتب الإسرائيلية التي عرفت طريقها إلى المكتبات المصرية.

أضاف المراسل أن القرار الإسرائيلي جزء من صفقة سرية تم الاتفاق عليها بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وليس معلوما طبيعة المقابل الذي حصل عليه نتنياهو لتغيير موقف حكومته، لكن مسؤولا كبيرا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح بأن الصفقة تبادلية، وأن مصر ستتجاوب مع القرار باتخاذ خطوات أخرى من جانبها، فيما يعتبر مقابلا جيدا وملموسا. وأضاف أن إسرائيل ما كان لها أن تتخذ هذه الخطوة إلا إذا اطمأنت إلى أن ذلك يحقق مصالحها في نهاية المطاف.

هذا الجزء الأخير تجاهلته بعض الصحف المصرية التي نشرت الخبر، في حين لم تتوقف عنده صحف أخرى، الأمر الذي لا يقلل من أهمية التساؤل عن طبيعة الثمن الذي دفعته مصر في الصفقة، علما بأن المقابل المدفوع سيكون ماديا وملموسا وفي مصلحة إسرائيل، حسب كلام المسؤول الإسرائيلي الكبير، في حين أن القرار الإسرائيلي سياسي وأدبي لا أكثر. فضلا عن أنه لا يشكل ضمانة كافية لفوز الوزير المصري بالمنصب المنشود.

ليست هذه هي الملاحظة الوحيدة على أهميتها، لكن الملاحظة الأخرى التي لا تقل أهمية، والتي لا تخلو من مفارقة، أن إسرائيل لم تنس جملة قالها السيد فاروق حسني أثناء مناقشة برلمانية، ثم كفّر عنها بعد ذلك بدعوة الموسيقار الإسرائيلي دانيال بارينبوم لتقديم حفل في دار الأوبرا المصرية، دُعي إليه أغلب رموز الثقافة في مصر، الأمر الذي بدا كأنه اعتذار ومصالحة جماعية، ليس من الوزير فحسب، ولكن من أغلب المثقفين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.

المفارقة أن السيد نتنياهو حين جاء إلى شرم الشيخ، وعقد الصفقة التي «صفح» فيها عن السيد فاروق حسني، اصطحب معه بنيامين أليعازر، وزير الصناعة في حكومته، الذي قدمه إلى الرئيس باعتباره «صديقا قديما». وهذا «الصديق القديم» كان قائدا لوحدة «شكيد» الإسرائيلية التي قتلت 250 جنديا من وحدة كوماندوز مصرية في عام 1967. وقد تم تحقيق هذه الجريمة في فيلم وثائقي باسم «روح اشكيد» بثه التلفزيون الإسرائيلي في مارس عام 2007، وتضمن بعض مشاهد إطلاق النار على الجنود المصريين في العريش خلال حرب يونيو. وكان لبث الفيلم صداه الذي أغضب المصريين وأحرج الحكومة آنذاك، فقدمت ست دعاوى قضائية «لم يعرف مصيرها» ضد بن أليعازر بوصفه قائدا لوحدة قتل الجنود المصريين، في حين ألغيت زيارة لمصر كان مقررا أن يقوم بها باعتباره وزيرا في حكومة أولمرت. وقرأنا أن وزير خارجية مصر بعث برسالة «شديدة اللهجة» إلى وزيرة خارجية إسرائيل، ثم طويت صفحة الرجل بعد ذلك، وسكتت مصر عن جريمته ثم استقبلته بعد ذلك كصديق!

ينتابني شعور بالخزي والعار حين أجد أننا أغلقنا ملف قتل الأسرى المصريين ونسيناه، ثم استقبلنا أحد كبار القَتَلة بعد ذلك ضمن وفد عقد في شرم الشيخ صفقة لمسامحة وزير الثقافة على بضع كلمات قالها بحق الكتب الإسرائيلية. هل يُعقل أن يصبح طموح الوزير أغلى وأعز من دماء 250 جنديا مصريا؟.. وأليس من حقنا أن نعرف الثمن الذي دفع في تلك الصفقة، وأن نفهم كيف تحوّل قاتل الجنود المصريين إلى صديق؟! علما بأن جريمته بحقنا مما لا يسقط بمضي المدة بحكم القانون.

Dr. Schaker S. Schubaer
28/05/2009, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): وجه جديد لممارسات خيانية؟!
شكراً لأختى الكريمة الأستاذة عائشة صالح أبو صلاح التي لا تتثاءب،
فأهمية المقال أنه يراكم بيانات حقلية لممارسات خيانية يتم ممارستها من خلال ما يسمى زوراً سياسة!!
هل اعتذرت إسرائيل عن قتل الجنود المصريين بعد استسلامهم في سيناء؟!
هل توقفت المكائد الإسرائيلية ضد شعب الكنانة؟!

والله المستعان

وبالله التوفيق،،،
قتلى أهل الرباط في الجنة .. وقتلى محاصريهم في النار

ياسر طويش
28/05/2009, 07:36 PM
أمر عجيب غريب ....كيف لاتقبل إسرائيل , ولايشفع إعتذار وزير الثقافة

المصري لها ...لقبول ترشيحه ....أمر في غاية الإستغراب والعجب ؟

هل تطلب إعتذارا من مسؤول أعلى كأبي الغيط مثلا ....أم تريد إعتذارا من رأس السلطة ....

وأطفال غزة ...وشهدائها ...من يشفع ويعتذر لهم ...وما جدوى ونفع الإعتذار ....

ولماذا ؟ واي منظمة ...وأي هيئة أمم ...واي مجلس أمن ...وأي جامعة ...

وأي عرب هؤلاء بالله بالله عليكم ....


على إسرائيل أن تعيد الحقوق لأصحابها ...

وتدفع مع من شاركها بالحرب الظالمة كل التعويضات والخسائر

وعلى منظمات الأمم المتحدة جميعها أن تفعل ثانية وتأمر بجلب مجرمي الحرب الإسرائيليين الصهاينة

كونهم المسؤولين عن مجازر الدمار الوحشي الظالم, والشنار , للمحكة الدولية لمجرمي الحروب هم ومن

ناصرهم من الخونة , والمتآمرين , والمشاركين بحرب غزة ....

أم أن دماء الغزاويين ليست عربية فلسطينية ؟


زمان عجب ...وقادة عجب ...عجب في عجب ...عجب عجب عجب عجب

لله دركم ايها الساسة والحكام العرب ...............................؟


ياسر طويش

الحاج بونيف
28/05/2009, 07:43 PM
لا أستغرب مثل هذا الاعتذار ممن باعوا شرفهم وعرضهم، فالنظام المصري بكامله ارتمى في أحضان العدو..
تحيتي للأخت المناضلة عائشة صلاح أبو صلاح..

عبدالقادربوميدونة
28/05/2009, 07:56 PM
أية أونيسكوهذه التي يتنافس على كرسيها المغرورون من العرب ؟
هل بقيت فعلا هناك هيئة عالمية مكلفة بالثقافة والتربية والعلوم ؟
ماذا استفاد العرب عموما من هذه الهيئة التي اكتسحتها العولمة ولم تبق لها دورا ؟
أليست " واتا " هي خليفة الأونيسكو في الوطن العربي اليوم ؟
أليست هذه المؤسسات والهيئات الدولية غربية الأسس والمنطلقات والأهداف..يعمل تحت غطائها مندوبون منتشرون في كل أنحاء العالم لتنفيذ أجندات وبرامج لا تتماشى أبدا ومناهج الدول العربية والإسلامية ويتقاضون أجورا من جيوبنا ؟
كيف يسقط العرب بكل هذه السهولة في حبائل هؤلاء الأذكياء الذين يخلقون من الحبة قبة بين عشية وضحاها ..حتى تصبح تلك المناصب الثقافية المشبوهة مناط الاهتمام والتنافس والتطاحن من قبل وزراء عرب.. يتخلون بسهولة عن مواقف سياسية سيادية كنا نعتقد أنها مبدئية ؟
أين تتجلى إنجازات تلك الهيئة في الوطن العربي بالله عليكم أليست ممولة بأموال الشعب العربي غصبا عنه ؟
أما زلتم تسمعون بهيئات تسمى أونيسكووألسيسكو ؟
مع الشكر الأخت عائشة صلاح المحترمة .

ياسر طويش
28/05/2009, 07:59 PM
ثم ياأختي عائشة ألم يكن من الأجدى أن يطالب فاروق حسني بيك وزير ثقافة الحكومة المصرية إسرائيل

بالإعتذار عن مجازرها , وحربها الظالمة لحفظ ماء الوجة ....


ولكنني أجد له ألف مبرر ...والف سبب وسبب ...

ولم َيطالب دولة صديقة , وشريكة في صنع لسلام , واتخاذ القرار ....

(((سلام الشجعان )))

بين ثلاثة أقواس

استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

سيحاسبهم الله ياأختي عائشة ...ولن يغفر التاريخ لهم ...لن يغفر لهم ...لن يغفر

إنه زمن عجيب , غريب والله ...

وساسة رعناء ...فقدوا أدنى مستويات الحياء , واللباقة , والأدب

اين النخوة اليعربية ...اين الغيرة ...اين نصرة المظلوم ...أين انصر أخاك ظالما أو مظلوما ...

أين الكرامة ...أين الشهامة ...اين الدفاع والزود عن الأرض , والعرض , وشرف الأمانة

اين ...وأين ...واين ...واين ...

أختي عائشة : غذا مررت على العرب فبليغهم أننا لعيونهم :

مشتاقون ...مشتاقون ...مشتاقون ...


إذا مررت على العرب ؟


تحية عربية مقاومة

ياسر طويش

عائشة صالح
28/05/2009, 08:13 PM
الإخوة الأفاضل
أشكركم جزيل الشكر لمداخلاتكم القيمة والتي أعتز بها .
وللأخ ياسر أقول وهل اعتذروا عن مذبحة جنين وغيرها؟
هناك العديد من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، من يعتذر عنها ؟
هل مجزرة غزة هي الأولى والأخيرة؟
لا لم تكن الأولى..!! وربما لن تكون الأخيرة. طالما أن هناك متآمرين خونة من العرب والمسلمين.!! ولكننا ندعوالله أن تكون الأخيرة وألا ترفع راية للصهاينة ولا قائمة لهم بعد اليوم، وأن يخذل كل المتعاونين الخونة ويرد كيدهم لنحورهم.

مرة أخرى شكراً لكم جميعاً .. شكراً لوطنيتكم... شكراً لأنكم مع المقاومة.

تحية عربية إسلامية مقاومة

باسين بلعباس
28/05/2009, 08:22 PM
فاروق حسني،كــ:حسني مبارك..
قد يختلف الرجلان في كثير أو قليل ،لكنهما يلتقيان في حب اسرائيل،والدفاع عن مصالحها..
لا أجد الغرابة في الاعتذار،ولو كان وطنيا خالصا نعرفه بسيماته،ومن فصيح القول،لكان العجب ..
أما والرجل تابع وتبّع،وتابعي،فما العجب في ذلك؟
شكرا لك أيتها المرأة الفاضلة،والمناضلة الشريفة:عائشة صلاح أبو صالح..

سعيد مطر
31/05/2009, 03:25 PM
الخيانة جينات تنتقل من الأجداد للأبناء

فالنذالة والخيانة ترضع مع حليب الأمهات

أقرؤوا التاريخ يا بشر التاريخ يعيد نفسه

الخائن بالأمس خائنا اليوم أولاده والبنات

ما فعلوا من قبل هذا خيانة بعينها والنفاق

ما يفعلوا اليوم أساسه قبل فساد النيات

أبت الخيانة ان تفارق أهلها وللخيانة رضعوا

لأجل الكراسي والمناصب يبيع الخائن البنات

عائشة صالح
01/06/2009, 11:32 PM
صحيفة الرؤية الكويتيه الاثنين 8 جمادى الآخر 1430 – 1 يونيو 2009
أربعة ألغاز حائرة - فهمى هويدى

http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/06/blog-post.html



ثلاثة ألغاز لم تحل حتى الآن في مسألة ترشيح السيد فاروق حسني وزير الثقافة لرئاسة اليونسكو.

الأول يتعلق بالثمن الذي دفعته مصر لإسرائيل مقابل «صفحها» عنه وسحب اعتراضها عليه.

الثاني ينصب على حقيقة الدوافع التي جعلت الرئاسة المصرية تمارس ضغوطها في أكثر من اتجاه لتزكية الرجل وتوفير فرصة النجاح له.

الثالث يبحث عن تفسير لتخلي الحكومة المصرية عن مساندة د.إسماعيل سراج الدين حين رشح للمنصب ذاته، رغم أنه أثقل وزنا وأوسع دراية وأكثر قبولا في الساحة الدولية، وهو ما يعطي انطباعا بأن الحماس لشخص فاروق حسني كان أكبر وأقوى من الرغبة في شغل عربي مقتدر لمنصب مدير اليونسكو.



لقد سألني أكثر من ديبلوماسي وصحافي عربي عن سر الضغوط التي مورست على بعض الدول باسم الرئاسة في مصر لمساندة وتمكين فاروق حسني من المنصب، ولم يكن لدي إجابة عن السؤال. ولكن الملاحظة ذاتها جديرة بالانتباه. ذلك أن في الأمر مغامرة لا أعرف كيف حسبت عواقبها. فإذا فاز الرجل بأغلبية الأصوات في المجلس التنفيذي (50 عضوا) فإن فوزه سيضاف إلى أفضال إسرائيل عليه، وسيظل بوسعها الادعاء بأنها التي أوصلته بنفوذها إلى المنصب، وسيظل ذلك دينا يطوق عنقه ويقيد حركته طوال الوقت.

أما إذا لم يفز وهو احتمال وارد فلن تخسر إسرائيل شيئا. وستكون قد قبضت المقابل المصري مقدما وأضافت إلى سجل مكاسبها نقاطا جديدة، الأمر الذي يعني أن الفوز المحقق في الحالتين هو لإسرائيل بالدرجة الأولى، وهو ما قد يطرح السؤال التالي:

أليس من مصلحة مصر والعرب في كل الأحوال أن يشغل منصب مدير اليونسكو مصري أو عربي؟



ردي على السؤال من شقين،

أولهما يتعلق بالمقابل الذي يدفع لقاء ذلك وطبيعة الصفقة التي أبرمت بخصوص الموضوع.

أما الشق الثاني فيتصل بهامش الحركة المتاح لمدير اليونسكو إذا كان مصريا أو عربيا.

لا أنكر أن في الأمر وجاهة أدبية وقيمة معنوية لا بأس بها، لكن هذا الاعتبار يتراجع إذا كان الثمن الذي دفع في الصفقة المعقودة بخصوص الموضوع عاليا، ولأننا لا نعرف شيئا عن ذلك الثمن. فلن يكون بمقدورنا أن نمضي في المناقشة من هذا الجانب.

لكن لدينا ما نقوله في الشق الثاني المتعلق بهامش حركة مدير اليونسكو، وما إذا كان بمقدوره أن يخدم أمَّته في موقعه المفترض. ذلك أن المجلس التنفيذي للمنظمة هو الذي يضع سياستها، والمدير هو أحد عناصر القرار وله حدوده.



وتجربة المدير الأسبق مختار أمبو (سنغالي مسلم) الذي شغل المنصب طوال 12 عاما (1974-1987) لها عبرتها في هذا الصدد، ذلك أن الرجل الذي كان مشغولا بهموم العالم الثالث اهتم بموضوعين أساسيين هما: النظام الإعلامي الجديد والتنمية الذاتية. ولأن الموضوعين تناولا بالنقد نفوذ الدول الكبرى، فإن الولايات المتحدة لم تقبل بموقفه وقررت الانسحاب من اليونسكو وحجب التمويل الذي تقدمه لها. وكانت النتيجة أن تعثرت مسيرة المنظمة وتعرضت للاختناق المالي.

في الوقت ذاته كان مما أخذ على الرجل أيضا أنه انتقد الحفريات الإسرائيلية الجارية تحت المسجد الأقصى في القدس (هل يستطيع فاروق حسني إذا تولى المنصب أن يفعلها؟).



هكذا، فإنك إذا قلبت الأمر من مختلف أوجهه فستجد أن ما أقدمت عليه مصر، حين ألقت بثقلها وراء ترشيح السيد فاروق حسنى هو مغامرة غير مضمونة النجاح. ثم إن مردودها حتى في حالة الفوز لن يتجاوز حدود الوجاهة المعنوية. لأن الرجل لن يستطيع أن يفعل شيئا مما خطر ببال الذين أحسنوا الظن، وافترضوا أن وجود مصري أو عربي على رأس اليونسكو سيكون مفيدا لمصر والعرب، وهي اعتبارات لا أعرف كيف غابت عن الجهة المعنية في مصر التي اتخذت القرار.

الأمر الذي يضيف إلى الألغاز الثلاثة سابقة الذكر لغزا رابعا يستعصي فهم دوافعه أو تفسيرها،

ولا غرابة في ذلك، لأن السياسة عندنا لم تعد فن الممكن، ولكنها صارت كتابا مغلقا مسكونا بالغوامض والأسرار. وقلة من الكهنة فقط يستطيعون فك رموزه وطلاسمه.

..........................