المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة قصيدة الشعر لبابلو نيرودا



منير الرقي
28/05/2009, 08:07 PM
السلام عليكم يسعدني أن التقيكم على نبض الشعر الرائق بمحاولة متواضعة لتعريب قصيدة "الشعر" لبابلو نيرودا وقد ترجمتها عن الفرنسية، رجائي أن تنال الإعجاب و يسرني أن أقرأ نقدكم
الشّــــــــــــــــــــــعـر
وحل الشعرُ .....بذاك العمر
جاء يناديني .....لا أعلم ....لا أعلم من أين المأتى.....
مخاضَ شتاءٍ أو نهرٍ
لا الكيفَ علمتُ و لا الوقت
لا لم تكن الأصوات ولا الكلمات ولا الصمت....
ناداني من طرف الليلِ طرفِ النهجِ ....
من بين الناسِ من بينِ حرائقَ حرّى .....وخلال العودةِ منفردا
كان هناك من غير ملامح......، لامسني.
لم أسطع بوحاً
و فمي يعجز عن تسميته
عميت عيناي تماما
و شيء ما مثل الحمى طرق الروح
مثل الأجنحة التائهة
ومضيت.. ألملم نفسي .....وحدي منسابا أحاول فهم الوهج
فكتبت ....السطر الأول مضطربا
مضطربا مسلوخ الجلد محض هراء كان
كأني به معرفة الجاهل
و إذا السماء انفرجت بثت آلاف النجمات وزرعا يرقص
ظلاّ أخرق مثقوبا... وسهاما... نيرانا... وردا... بل ليلا يجري يسحق كونا
وأنا - المخلوق السقط - يتوهني فراغ شاسع يتبرج
وإذا بي طلقت القبو ....مفتونا بوجه اللغز
سرحت مع النجمات
منعتقَ القلب مع الريح


بابلو نيرودا (مذكرات الجزيرة السوداء 1964 )
ترجمه عن الفرنسية منير الرقي



Pablo Neruda
(1904-1973)
La Poésie


Et ce fut à cet âge... La poésie
vint me chercher. Je ne sais pas, je ne sais d'où
elle surgit, de l'hiver ou du fleuve.
Je ne sais ni comment ni quand,
non, ce n'étaient pas des voix, ce n'étaient pas
des mots, ni le silence:
d'une rue elle me hélait,
des branches de la nuit,
soudain parmi les autres,
parmi des feux violents
ou dans le retour solitaire,
sans visage elle était là
et me touchait.
Je ne savais que dire, ma bouche
ne savait pas
nommer,
mes yeux étaient aveugles,
et quelque chose cognait dans mon âme,
fièvre ou ailes perdues,
je me formai seul peu à peu,
déchiffrant
cette brûlure,
et j'écrivis la première ligne confuse,
confuse, sans corps, pure
ânerie,
pur savoir
de celui-là qui ne sait rien,
et je vis tout à coup
le ciel
égrené
et ouvert,
des planètes,
des plantations vibrantes,
l'ombre perforée,
criblée
de flèches, de feu et de fleurs,
la nuit qui roule et qui écrase, l'univers.
Et moi, infime créature,
grisé par le grand vide
constellé,
à l'instar, à l'image
du mystère,
je me sentis pure partie
de l'abîme,
je roulai avec les étoiles,
.mon coeur se dénoua dans le vent
(Mémorial de l'île Noire, 1964)

السعيد ابراهيم الفقي
30/05/2009, 04:42 PM
السلام عليكم
اخي الحبيب
======
قصيدة رائعة فيها فن الابداع كله
======
رسم الشاعر ( اجرائيا ) كيف يكون الابداع
======
واختيارك للقصيدة ينم عن عقل مبدع
======
واسمح لأخيك ان يتطفل على ترجمتك ( وأنتظر ردك )
======
أنا أشكرك ألف مرة على اختيارك للقصيدة
وأشكرك مليون مرة على الترجمة
وأشكرك أضعافا مضاعفة اذا سرك تدخلي في الترجمة
======
الشّــــــــــــــــــــــعـر
Et ce fut à cet âge... La poésie
وحل الشعرُ .....بذاك العمر
me chercher. Je ne sais pas, je ne sais d'où
جاء يناديني ... لا أعلم ... لا أعلم من أين أتى .....
elle surgit, de l'hiver ou du fleuve.
مخاضَ الشتاء أو مخاض النهرٍ
Je ne sais ni comment ni quand
لا أعرف كيف أو متى
non, ce n'étaient pas des voix, ce n'étaient pas
des mots, ni le silence:
لا لم تكن أصوات ولا كلمات ولا حتى صمت....
d'une rue elle me hélait,
des branches de la nuit,
ناداني من مكان بعيد في طرف الليلِ
soudain parmi les autres,
parmi des feux violents
ou dans le retour solitaire,
وعلى نحو مفاجئ
من بين الناسِ
من بينِ حرائقَ حرّى .....
أوخلال العودةِ منفردا
sans visage elle était là
et me touchait.
كان هناك من غير ملامح......،
لامسني.
Je ne savais que dire,
لم أستطع الا أن أقول أن
ma bouche
ne savait pas
nommer,
فمي يعجز عن التسميته
mes yeux étaient aveugles,
عميت عيناي
et quelque chose cognait dans mon âme,
fièvre ou ailes perdues,
و شيء ما مثل الحمى طرق الروح
أومثل الأجنحة التائهة
je me formai seul peu à peu,
déchiffrant
cette brûlure,
et j'écrivis la première
ligne confuse,
ومضيت وحدي.. ألملم نفسي ..شيئا فشيئا...
أحاول فهم الوهج
فكتبت ....السطر الأول مضطربا
confuse, sans corps, pure ânerie,
pur savoir
de celui-là qui ne sait rien,
مضطربا
وبدون جسد بشري ( روح)
(هل هو) محض هراء
لا أعرف
et je vis tout à coup
le ciel
égrené
et ouvert,
des planètes,
des plantations vibrantes,
l'ombre perforée, criblée
de flèches, de feu et de fleurs,
انفرجت السماء عن آلاف النجوم
وزرعا مهتزا
وظلاّ يتبدد...
وسهاما...
نيرانا...
وردا...
la nuit qui roule et qui écrase, l'univers.
ليلا منسابا يسحق أكوانا
Et moi, infime créature,
grisé par le grand vide
constellé,
à l'instar, à l'image
du mystère,
je me sentis pure partie
de l'abîme,
je roulai avec les étoiles,
.mon coeur se dénoua dans le vent
(Mémorial de l'île Noire, 1964)
وأنا - المخلوق الضعيف –
أتوه في فراغ شاسع بين الكواكب
وإذا بي حرا ....مفتونا بوجه اللغز
سرحت مع النجوم
منعتقَ القلب مع الريح

منير الرقي
30/05/2009, 07:10 PM
اخي العزيز السعيد ابراهيم الفقي
سعيد جدا بردك، و أنا أسعد إذ وجدت من يشاركني الكلف بهذا النص الرائع الذي أتاح لنا فهم
نظرة نيرودا إلى الشعر ، نظرة ميتاشعرية فيها الكثير من الوجع و المكابدة.
و أنا لا أزعم أني قدمت عملا مكتملا بل طرحت جهدا يحتاج إلى التعاون ليكتمل، و أراه لن يكتمل
فما وجدت ترجمة إلا وفيها من نفـَس صاحبها.
أما اقتراحك سيدي الفاضل فما ينبئ إلا عن حس مرهف وذوق في انتقاء الكلمات فألف شكر،
محبتي الخالصة و تقديري العميق

زهرة زيراوي
30/05/2009, 11:16 PM
القصيدة رائعة و الترجمة حملت لنا ذلك الشذى الممتع
لقد أخذتنا إلى ضفاف أخرى للنزهة هذا المساء
بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء

منير الرقي
30/05/2009, 11:59 PM
الأخت زهرة سعيد بردّك و مشاركتك
إعجابك بقصيدة هذا الشاعر الكبير دليل على افتتانك بالأدب الأصيل الإنساني
أرجو أن نتواصل في خيمة هذا المنتدى و أن تنيري سبيلي بنقدك دوما
دمت ودام حسك الأدبي

ام الفضل بنت الشيخ
31/05/2009, 03:32 AM
السلام عليكم
أخي الكريم منير الرقي
أشكرك على هذه الترجمة الراقية جدا والدالة على مستواك الجيد وتمكنك من اللغتين العربية والفرنسية
فلقد حافظت على روح القصيدة مع أن هذه القصيدة كتبت في الأصل باللغة الإسبانية وتمت ترجمتها إلى
الفرنسية مما يجعل هذه الترجم الغير المباشرة أكثر صعوبة، فلك أخي منير كل التقدير...
مع هذا استسمحك أخي في إبداء بعض الملاحظات لعلها تفيدك :
vint me chercher.
جاء يناديني
الترجمة الصحيحة:
جاء يبحث عني
Je ne sais pas, je ne sais d'où

لا أدري، لا أدري من أين
elle surgit, de l'hiver ou du fleuve.
مخاضَ شتاءٍ أو نهرٍ
الترجمة الصحيحة:
لا أدري من أين برز (طلع)، من الشتاء أو من النهر
Surgir :
أمر ما يحدث أو يظهر بسرعة وفجأة والمخاض أمر عسير يحدث ببطء والشاعر كان يتكلم عن تفاجئه
لوجود ملكة الشعر لديه من غير سابقة تحضير
Je ne sais ni comment ni quand,
لا أدري كيف ولا متى
لا الكيفَ علمتُ و لا الوقت
non, ce n'étaient pas des voix, ce n'étaient pas
des mots, ni le silence
:
لا، لم يكن أصوات، ولم يكن كلمات، ولا الصمت
لا لم تكن الأصوات ولا الكلمات ولا الصمت....
Des voix, des mots :
كلمة "أصوات" جاءت نكرة وكلمة "كلمات"
جاءت نكرة أما كلمة "الصمت" فجاءت معرفة لأنه لا يوجد إلاّ صمت واحد وعلى المترجم
أن ينتبه إلى هذا الأمر فكون الكلمة معرفة أو نكرة يعطينا مدلولات مختلفة...
je me formai seul peu à peu,
كنت أكَوِِّنُ نفسي - أو أتمرن- لوحدي شيئا فشيئا
أما ترجمتك لهذه العبارة بـ : "ألملم نفسي" أراها بعيدة جدا عن مراد الشاعر لأن هذا الأخير بعدما
تكشفت له موهبته الشعرية بدأ يبحث عن كيفية صقلها وإبرازها...
هذه على عجالة بعض الملاحظات التى أتمنى أن يتسع لها صدرك
والله أعلم
تحية احترام وتقدير لكل المشاركين.

منير الرقي
31/05/2009, 03:59 AM
الأخت ام الفضل بنت الشيخ
السلام عليك ورحمة الله و بركاته سرني اهتمامك بالقصيدة وزادتني ملاحظاتك ثقة بمنتداكم المحترم
ولست أجد في نفسي غير احترام ملاحظاتك لوجاهتها. ولتعلمي سيدتي أني لا أخجل من النقد و لا أراه إلا داعما للإبداع. فألف شكر لك على ملاحظاتك القيمة و على الاهتمام الذي حبوتني به،
أختي العزيزة أرأيت إن كان الشاعر ينقل المعنى باللفظ الأول الذي يعرض له أفلن يكون ذلك كالقول العادي المفرغ من الدلالة الإيحائية، ما أردت من الانزياح إلا منح النص الفكرة التي توهمت أن الشاعر يبحث عنها، و لعلي في ذاك الجهد أمعنت في خيانة النص لكنها خيانة تنبع من وفاء صادق، معادلة صعبة و مراس بين نارين، بين ابتذال النقل الصادق الأمين المفرغ ، و بين إبداع ينعتق من النص ليرحل فيه
و هي مغامرة أقر بصعوبتها و من الله التوفيق فليس أعسر من مقارعة رحاب المجاز