المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأس العين عبر التاريخ



المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 09:21 PM
رأس العين عبر التاريخ
و قد سميت رأس العين لوقوعها على ينابيع الخابور التي تشكل نهر الخابور الذي يأتي بأهميته بعد نهر الفرات ويشكل أهم رافد لنهر الفراتومدينة رأس العين قديمة قدم التاريخ وكانت تعرف بأسم / كابارا / في العهد الأرامي /وغوزانا/ في العهد الأشوري و/ رازينا/ أو / رسين/ و / تيودسليوس/ في العهد الروماني ثم سميت / رش عينو/ وبعد ذلك سميت / قطف الزهور / و/ وعين ورد / وأخيراً راس العين المدينة الحالية .
رأس العين عبر التاريخ
سبب التسمية | تاريخ رأس العين | التنقيب والأبحاث

سبب التسمية
توأم التاريخ وإحدى أهم المراكز الحضارية في بلاد مابين النهرين عبر العصور تبوأت مكانة مرموقة عبر التاريخ يكاد كل موطئ قدم يحكي قصة من تاريخ المنطقة. وقد أخذت رأس العين حيزاً كبيراً من اهتمام البلدانيين والجغرافيين العرب أمثال: ابن الحوقل – وياقوت الحموي وآخرون .. وقد أشاد الجميع بجمالها وأهميتها.

وقد سميت رأس العين لوقوعها على ينابيع الخابور التي تشكل نهر الخابور الذي يأتي بأهميته بعد نهر الفرات ويشكل أهم رافد لنهر الفرات.

ومدينة رأس العين قديمة قدم التاريخ وكانت تعرف بأسم / كابارا / في العهد الأرامي /وغوزانا/ في العهد الأشوري و/ رازينا/ أو / رسين/ و / تيودسليوس/ في العهد الروماني ثم سميت / رش عينو/ وبعد ذلك سميت / قطف الزهور / و/ وعين ورد / وأخيراً راس العين المدينة الحالية .
كانت رأس العين في العصر العباسي مركزاً تجارياً هاماً ومحطة هامة للقوافل ومصيفاً للخليفة العباسي / المتوكل / وغيره من الخلفاء العباسيين . كما أتخذ منها السلطان صلاح الدين الأيوبي مركزاً للأستراحة مدة عام كامل أثناء فتحة للجزيرة العليا وشمال العراق وحلب.
وأنجبت رأس العين الكثير من العلماء مثل / عبد الرزاق بن خلف الجزري الرأس عيني نسبة إلى راس العين عالم الجزيرة والفرات . والفقيه منصور الضرير الرأس عيني وسرجيوس الرأس عيني شيخ أطباء رأس العين وصاحب العديد من المترجمات والمؤلفات

عودة إلى الأعلى

تاريخ رأس العين
( رأس العين – تل حلف – تل الفخيرية ) مواقع تختزن تاريخ المنطقة وذاكرة العصور لدهور تزيد على خمسة ألاف سنة.

لا يخفى ما كان للمياه من شأن كبير في جذب الأقوام وتوفير مقومات الاستقرار والتوطين ولذلك كانت منطقة الخابور وينابيعها بشكل خاص توفر عقدة مواصلات هامة بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وقد هيأها ذلك لأن تكون موطن عمران منذ فجر التاريخ.

أقدم مظهر حضاري يصادفنا ما باحت به المكتشفات الأثرية في تل حلف، فقد دلت على وجود شعب عامل نشيط عرفه التاريخ باسم (الشعب السوباري) الذي أسس دولة واسعة الأطراف، وكانت عاصمة الدولة التي شكلها الشعب السوباري هي ( تل حلف )، ويعود ذلك إلى أواسط الألف الرابع ق.م . أي حوالي 3500 ق.م

يقول الباحث الأثري الألماني (البارون فون أوبنهايم) من خلال تحليله للمكتشفات الأثرية أنه كان هناك تبادل تجاري نشيط بين الشمال والجنوب، أي بين سوبارتو وسومر. وقد اكتشف أوبنهايم مرفأً نهرياً كانت المراكب تنحدر فيه نحو الجنوب إلى الخابور ثم الفرات وتتابع أخيراً إلى جنوب العراق.

إن الآثار المكتشفة في تل حلف لدليل واضح على حضارة سوبارتو ذات الخصائص المستقلة. واستمرت حضارة تل حلف زاهرة لقرون طويلة حتى بدأت تذوب شيئاً فشيئاً تحت زحف شعوب هند وأوربية لتختفي وتفقد أهميتها حتى تعاود النهوض من جديد في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد حيث شكلت دولة في الجزيرة امتد نفوذها وسلطانها إلى الأقطار المجاورة تلك هي (دولة الحوريين – الميتانيين) ، واتخذوا من (رأس العين) قاعدة للدولة عند ينابيع الخابور والراجح أنها (موقع تل الفخيرية) الحالية وكانت تل حلف إذ ذاك خراباً.

تضاعفت قوة هذا الكيان السياسي شيئاً فشيئاً حتى بسط نفوذه على كامل منطقة الشرق الأوسط وبعد جولات عسكرية بينها وبين مصر تم الاتفاق على المصالح وتم نقل ثلاث أميرات ميتانيات إلى بلاط مصر كزوجات لملوك مصر. ويذهب أوبنهايم بأن الملكة نفرتيتي زوجة توت عنخ أمون ذات الشهرة الذائعة هي أميرة ميتانية. وبعد أن بلغت هذه الدولة شأواً عظيماً بدأت بالانحدار شيئاً فشيئاً ليطمع بها الأقوام المجاورة. لتنقرض بشكل نهائي.

وتوالت الأيام لحين تمكن شيخ أرامي يدعى (كابارا) أن يبني دولة جديدة على أنقاض الميتانيين واختار موقع (تل حلف) لدولته وكانت فيما مضى عاصمة للسوباريين وكانت تل حلف إذ ذاك كوم من الأنقاض .

إلا أن هذه المملكة الآرامية لم تعمر طويلاً فقد قضت عليها (الدولة الآشورية) التي وصلت إلى أوج عظمتها وأطلق على تل حلف عند ذاك اسم (غوزانا) ومنذ ذلك الوقت ذابت الجزيرة السورية ومن ضمنها (رأس العين – تل حلف – فخيرية ) كبلاد ذات شخصية مستقلة لتصبح جزءاً من الممالك في الدولة الآشورية.

ثم دخلت (حوزة الفرس) ولم تترك هذه الحقبة الفارسية أثراً يذكر لتل حلف. وظلت هكذا حتى جاء (الرومان) واحتلوها وأصبحت (رأس العين) تحتل مكاناً مرموقاً على الحدود البيزنطية الفارسية. واهتم بها الإمبراطور ( تيودو سيوليوس) لتكون في مصاف المدن الحصينة ووضع فيها حامية، فحملت رأس العين اسمه. وعلا شأن رأس العين حتى أضحت كأنها مملكة لها شخصية اعتبارية داخل الإمبراطورية الرومانية. وأصبحت مركزاً لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية، وكان لكل مدرسة أديرتها ومعابدها وقد برز من علمائها ومفكريها الطبيب والفيلسوف ( سرجيوس الرأسعيني ) وهو أول من ترجم الكتب الفلسفية والطبية من اليونانية إلى اللغة السريانية في القرن السادس الميلادي، وسميت رأس العين حينها (رش عينو ).

ثم جاء الفتح الإسلامي بقيادة (عياض بن غنم ) عام 17 هـ واستطاع فتح بلدان الجزيرة بكاملها ويصالح أهلها إلا رأس العين استعصت على الفتح. وهناك بعض المصادر الإسلامية تذهب إلى أن (خالد بن الوليد) وقع فيها أسيراً إلى أن تم فتحها بعد عام على يد (عمير بن سعد) سنة 640 م إلا أنها ظلت محافظة على أهميتها وفاعليتها كمركز تجاري كبير ومحطة للقوافل بين أرجاء الإمبراطورية الإسلامية . وتذكر بعض المصادر أن الخليفة المتوكل وغيره من الخلفاء اتخذوا منها مصيفاً وأن عملة عباسية ضربت في رأس العين يوماً. واتخذت المدينة بعد ذلك عدة أسماء وصفية مثل : قطف الزهور – عين وردة – رأس العين.

إلا أن الأطماع في رأس العين لم تبتعد كثيراً، فقد غزاها (الروم) عام 943 م ونهبوها واستاقوا منها عدداً كبيراً من الأسرى. وفي عام 1129 استولى عليها (الصليبيون) بقيادة (جوسلاق) ولم يمكثوا فيها طويلاً. إلا أن الكارثة الكبرى التي حلت بالجزيرة ومن ضمنها رأس العين عندما تعرضت عام 1224 لأولى غزوات (المغول) وخاصة سنة 1394 عندما حاصر (تيمورلنك) مدينة ماردين المنيعة التي استعصت عليه فصب غضبه على السهل وأعمل السيف في رقاب العباد وأطلق في ربوعها الخراب . وهكذا بعد غزوات المغول ومجيء (العثمانيين) خيم ظلام دامس على المنطقة لم تفق منه إلا بعد إشراق شمس الحرية في القرن العشرين.

عودة إلى الأعلى

التنقيب والأبحاث
(رأس العين - تل حلف - تل الفخيرية) ، هذه المواقع الثلاثة حالياً هي مواقع متصلة ببعضها ضمن دائرة لا يتجاوز قطرها 2 كم، وهذه المواقع الأثرية لم يتم التنقيب فيها، وأول من غامر بهذه المهمة العالم الألماني (البارون ماكس فون أوبنهايم)، الذي قام بتنقيب أثري منظم في أرض الجزيرة السورية حيث تناهى إلى سمعه اكتشاف بعض التماثيل بطريق الصدفة وتوجه أوبنهايم إلى الموقع ( تل حلف ) وبعد تنقيب بدائي بسيط استمر ثلاثة أيام تبين للبارون أن المنطقة غنية بالآثار القديمة فترك مشروعه إلى وقت آخر، حيث عاد إلى رأس العين سنة 1911 م يحمل إجازة قانونية بالتنقيب وفي ظروف قاسية جداً واصل عمله بعناد وإصرار فكان يصل عدد العمال المستخدمين في الحفريات أحياناً 550 عاملاً وكان يؤمن لوازمهم وحاجيات العمل على ظهور الجمال من حلب وأحياناً من ماردين وأورفا (رها).

ومن الذكريات التي تركها أوبنهايم في كتابه: أن قافلة الإعاشة كانت تقطع المسافة بين حلب ورأس العين في 20 يوماً لأنها كانت تسلك طرقاً ملتوية حذراً من الغزوات. وجاءت حملة التنقيب الأولى بنتائج كبيرة وكان من أهم الاكتشافات أن أزيح الغطاء عن هيكل قصر يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وكذلك عثر في تل حلف على جدران هياكل منقوشة وتماثيل كبيرة وتحف فنية تدل على ما وصل إليه الذوق الفني والمهارة اليدوية.

أنهى البارون أوبنهايم حملته الأولى في صيف 1913 م على أن يعود شتاء 1914- 1915، إلا أن نشوب الحرب العالمية الأولى حال بينه وبين رغبته في إتمام عمله التنقيبي، ولبث منتظراً حتى يحين ظرف مناسب لتحقيق حلمه، وكان له ذلك عام عام 1927 م . وكان البارون قد نقل معه جميع العاجيات التي أظهرها التنقيب إلى ألمانيا خلال الحملة الأولى باستثناء التماثيل الكبيرة والقطع الضخمة فقد أخفاها في بيوت تل حلف وكانت من الكثرة والضخامة والتنوع ما تطلب نقلها من رأس العين إلى حلب ثلاثة عشر شاحنة من شاحنات القطار، وكان الاتفاق أن يتم اقتسامها بين متحف حلب والباحث أوبنهايم.

وخلال هذا الوقت كان أوبنهايم يعد العدة للقيام بحملة التنقيب الثانية والتي بدأت بالفعل في ربيع عام 1929 م وانتهت بنهاية هذه السنة، وأصابت نجاحاً عظيماً فقد باحت أعماق تل حلف بكنوز أثرية عظيمة القيمة أهمها مجموعات خزفية من خزف الملوك ترجع إلى الألفين الرابع والخامس ق.م، وأواني صغيرة تعود إلى ما قبل التاريخ وتحمل نقوشاً زاهية، ووجدت هناك أدوات مصنوعة من الحجارة ولوحات وأختام . وعثر في قبر شمال القصر على تحف نفيسة مصنوعة من العاج والذهب ومعادن أخرى. وقد اقتسمت نتائج الحملة الثانية كذلك بين متحف حلب وأوبنهايم .

ووفاءاً من الباحث لهذا الموقع الأثري الكبير أسس هذا الباحث متحفاً خاصاً في برلين جمع فيه الآثار المكتشفة في تل حلف والتي كانت من نصيبه مضافاً إليه قوالب من الجص تمثل تلك التي كانت من نصيب متحف حلب. كما وضع البارون أوبنهايم كتاباً كبيراً وقيماً بالألمانية عرض فيه مراحل اكتشاف تل حلف والتقنيات التي أجراها هناك والنتائج العلمية التي أسفرت عنها.

توقفت محاولات البحث والتنقيب لمدة أحد عشر عاماً حتى كان عام 1941 م. قدمت بعثة علمية من (جمعية شيكاغوا) إلى (رأس العين) للتنقيب، وقد اجتذبها اسم ( واشوكاني ) عاصمة الميتانيين وما كان لهذه المدينة من شهرة عالمية وقتها في العالم القديم.

وباشرت تنقيباتها في (تل فخيرية) الذي يقع جنوبي رأس العين 200 م ، ويشرف على الينابيع التي تصب في الخابور. وبالاتفاق مع مصلحة الآثار إذ ذاك، وقد تم العثور في الطبقة العليا من التل على معسكر روماني. وتابعت عملها فبلغت أعماقاً تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد والتقطت هناك تماثيل صغيرة من حجر وعاج، وبعض اللوحات المكتوبة. ثم أوقفت البعثة عملها دون الوصول إلى نتائج ذات شأن.

وقدمت بعثة جديدة إلى رأس العين برئاسة الدكتور (أنطون مورتفات) للتنقيب في (تل الفخيرية) بحثاً عن مدينة ( واشوكاني ) التي يفترض أنها نائمة تحت تل الفخيرية. وقامت بالتنقيب بين آب وتشرين الأول عام 1955 م. وقد لاقت البعثة بعض الصعوبات في عملها لأسباب منها أن جانباً من التل تشغله مقبرة والجانب الشرقي منه تحول إلى حقول زراعية.

اكتشفت البعثة بعض الآثار التي تعود إلى العهود الآشورية ، وضخامة الركام دليلاً على أن الحكم الآشوري كان أطول العهود. وكذلك ظهرت جدران عليها تزيينات ساسانية. وأخرى تعود إلى الحقبة اليونانية والرومانية. والشيء المهم أن هذه الحفريات ظلت عاجزة عن الإجابة على السؤال المطروح: هل تل الفخيرية مقر لعاصمة الميتانيين أم لا ؟ وذلك لأن الوصول إلى الطبقة الميتانية يتطلب من الوسائل والجهود ما لم يكن بمقدور البعثة القيام به بسبب ضخامة الطبقات الأثرية الآشورية والرومانية والعربية .

وإذا كان التنقيب قد شمل تل حلف كاملة وتل الفخيرية جزئياً، فإن موقع رأس العين الحالي مازال لم يلمس من جهة تنقيب الأثريين وسيظل بانتظار البحث والتنقيب في الظروف المناسبة.

تل حلف (غوزانا): في جنوبي مدينة رأس العين، وأظهر التنقيب في هذا التل طبقات حضارية متعاقبة ومنحوتات بازلتية جميلة كانت تزين جدران مباني المعبد والقصر. واشتهر فخاره باسم «فخار تل حلف».

تل حلف غوزانا
موقع أثري هام في منطقة رأس العين اكتشفه البارون فون أوبنهايم عام 1910 أثناء تمديد سكة قطار الشرق السريع ويقع على ضفة نهر الخابور الغربية، على بعد 2كم إلى الجنوب الغربي من مدينة رأس العين. وهو موقع أثري هام، عثر فيه صدفة على بعض التماثيل، ويدل التنقيب فيه على أن أهم سوياته الأثرية تمتد من أواخر الألف السادس ومنتصف الألف الخامس، وقدجدت فيها مساكن مستديرة وفخار جميل دقيق ملون مصقول أو مزين بأشكال هندسية ونباتية وحيوانية وإنسانية يعرف بفخار تل حلف، وفي السوية نفسها أدوات صوانية جميلة.
وفي السوية الآرامية التي تعود إلى مطلع الألف الأول ظهرت في التل بقايا مدينة غوزانا،جوزان عاصمة مملكة بخياني. ومن آثار تلك السوية مساكن عادية وقصر وهيكل للملك الآرامي كبارا بن قاديانو الذي زينت واجهته بتماثيل ضخمة وبنقوش بارزة مثلت بمشاهد الحرب والصيد والطيور وصراع الوحوش والكائنات الخيالية ومشاهد ضحايا، ووجد فيه أيضاً مدفن ملكي وعدد كبير من الأواني والتحف. آثاره محفوظة في متحف حلب وفي متحف برلين. وقد زين مدخل متحف حلب بواجهة قصر الملك الآرامي وهي نسخة عن الواجهة الأصلية المحفوظة في متحف برلين.

مدينة رأس العين :

تحدث الادريسي في كتابه نزهة المشتاق عن رأس العين قائلاً :" رأس العين مدينة كبيرة فيها مياه نحو من ثلاثمائة عين عليها شباك حديد تحفظ مايسقط فيها، ومن هذه المياه ينشأ معظم نهر الخابور الذي يصب في قرية البصيرة .

أما ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فقد قال : هي مدينة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة صافية وتجتمع كلها في موضع فتشكل نهر الخابور واشهر هذه العيون أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية .

في واقع الأمر إن تلك المسميات للعيون غير مستخدمة حالياً ولا يوجد في رأس العين من يعرف مواقع العيون المسماة في كتاب الحموي . بل هناك أسماء أخرى لعيون ظلت طوال ستة آلاف عام موجودة إلى أن كان العام 1994 حيث راحت العيون تعلن بأسى أن المياه بدأت تقل . ومن أسماء هذه العيون : (( عين الزرقاء – عين البانوس – عين الحصان – عين سالوبا..) .
أذكر أنني وفي عام 1993 كتبت مقالاً صغيراً في جريدة البعث حمل عنوان " الجفاف يهدد ينابيع رأس العين " إلا أن أحداً لم يهتم بما تم نشره ... ثم توالت المقالات التي تتحدث عن جفاف الينابيع وعن توقف نهر الخابور عن الجريان ......


رأس العين هي بالفعل جنة من جنان الأرض في الجزيرة السورية، فهي تجمع بين التاريخ الذي يمتد ستة آلاف عام في غور الزمن، والطبيعة الخلابة التي كانت تمتلئ بالعيون الصافية كالزجاج، ومياه العيون الكبريتية التي تستخدم كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض الجلدية وقبل هذا وذاك فهي المدينة التي استطاعت أن تأسر خالد بن الوليد عندما قام بفتحها.


تقع مدينة رأس العين في الشمال الغربي من الجزيرة السورية، ضمن محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي من قطرنا العربي السوري، وتبعد مدينة رأس العين مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة، تجاور الحدود التركية و تبلغ مساحتها 23 ألف كم مربع.


سبب تسميتها برأس العين يعود لوقوعها على اكبر عيون منابع نهر الخابور الذي كان ينقل تجارنا إلى بغداد وبقية مدن ما بين النهرين .


لمحة تاريخية
لقد أثبتت المكتشفات الأثرية التي تمت في قرية تل حلف منذ عام 1899 على يد عالم الآثار الألماني ماكس فون اوبنهايم أن تل حلف ما هي إلا مدينة رأس العين التاريخية القديمة ذاتها، وهناك أسماء أخرى لها غير اسم تل حلف إذ كان يطلق على رأس العين اسم تل الفخيرية وواشوكاني وفاشوكاني وغوزانا ورش عينا وعين الوردة ويؤكد علماء الآثار والمؤرخون أن منظمة ينابيع الخابور كانت قاعدة لحضارة الشعب السوباري الذي ظل قروناً طويلة في هذه المنطقة إلى أن آل الأمر إلى قبائل انحدرت من الشمال الغربي واستولت على بلاد سوبارتو لكن الأمر لم يدم طويلاً لهذه القبائل، إذ هبط عنصر آري من الشمال الشرقي بعد منتصف الألف الثالث ق,م, واستقروا في منطقة ينابيع الخابور في تل حلف وأسسوا الدولة الميتانية، ثم زحف الآشوريون على الدولة الميتانية واستولوا عليها ودمروا عاصمتها فاشوكاني أو رأس العين إلا انهم لم يستقروا بسبب الحروب بينهم وبين الحثيين الأمر الذي مهد لظهور الدولة الآرامية التي أسسها الملك كابارا " يعتقد أن اسم نهر الخابور جاء من اسم هذا الملك " بن قاديانو وجعل قاعدتها عند ينابيع الخابور مختاراً تل حلف مقراً لها وفي القرن العاشر ق,م, قام تيفلات تلاصر الأول ملك آشور بغزو الدولة الآرامية ودمر مدينة تل حلف رأس العين ومنذ ذلك الحين أصبحت الجزيرة السورية مقاطعة آشورية حتى انهيار هذه الدولة على يد الفرس ثم استولى عليها اليونانيون ثم الرومان الذين اصبحت في عهدهم في مصاف المدن الكبرى، وكانت المنطقة ميدان صراع بين الفرس والروم إلى أن استولى عليها الفرس عام 602 في عهد الإمبراطور فوكاس.

وقد بلغت رأس العين من القوة والعظمة ما جعلها تصمد طويلاً أمام الفتح العربي في الوقت الذي فتحت فيه سائر مدن الجزيرة صلحاً سنة 17 للهجرة,, واستعصى على جيش المسلمين بقيادة عياض بن غنم، وفتح رأس العين بالحرب المواجهة لولا استخدام الحيل وتحول قسم من جيش حاكم المدينة إلى صفوف المسلمين وقيامهم بفتح أبوابها أمام الجيش الإسلامي، ويذكر أن القائد العربي خالد بن الوليد قد وقع في الأسر أثناء هذه المعركة واقتيد هو وصحبه إلى برج القلعة بانتظار ساعة الحسم في المعركة التي شارك فيها عدد من خيرة أبطال العرب المسلمين أمثال ضرار بن الازور وعبد الرحمن بن أبى بكر الصديق والمقداد بن الأسود.

وتذكر بعض المصادر أن الخليفة العباسي المتوكل وغيره من الخلفاء العباسيين قد نزلوا الجزيرة واصطافوا في رأس العين، وان عملة عباسية ضربت يوماً في هذه المدينة التي ارتفع شأنها حتى اصبحت محطة مهمة للتواصل بين ارجاء الامبراطورية العربية في عام 1129، غزاها الصليبيون بقيادة جوسلان وكغيرها من مدن الجزيرة تعرضت للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنك الذي دمرها تدميراً شديداً
أما مكانتها العلمية والفكرية فإن المكتشفات الأثرية التي ظهرت في تل حلف رأس العين تخبرنا عن الكثير من المكانة العلمية والفكرية والثقافية المرموقة التي وصلت إليها رأس العين منذ أقدم العصور فقد عثر على بعض المنتجات اليدوية من الفخار الملون مما يدل على وجود مرحلة متقدمة من الحضارة.

كما عثر على أختام تعود لعصر المملكة الميتانية الكبرى إضافة إلى قطع من البرونز كالعقود والأساور والخواتم في العصر الآرامي كما وجدت مقبرة تعود لعهد كامارا عثر فيها على قطعة تمثل صحيفة رقيقة من الذهب كانت توضع على فم الميت لمنع الأرواح الشريرة من الولوج إلى جسده ووجدت أيضا علبة من العاج محلاة بخيوط ذهبية وفي داخلها خمسة أقسام يحوي أحدها طلاء احمر والى جانب العلبة أداة فضية صغيرة لمد الطلاء واكتشفت بعثة ألمانية عام 1955 بقايا معبد يرجع إلى العصر الآشوري الأول إضافة إلى مصنوعات عظمية وعاجية وكؤوس لها قواعد متقنة الصنع من العهد الآشوري الأوسط وعلى أدوات خزفية من العهد الآشوري الجديد ثم عثرت بلدية رأس العين أثناء عمليات حفر كانت تقوم بها على تمثال من الحجر البازلتي الأسود طوله متران له لحية طويلة، ويعود إلى العهد الآشوري.

ومن المكتشفات الأثرية المهمة الهيكل الملكي الذي بناه الملك الآرامي كابارا بن قاديانو إذ عثر على اسم هذا الملك على أحد الجدران المكتشفة وعثر أيضا على جدار له خمس دعائم مربعة الشكل واكثر من مائة لوحة صخرية تعود الى العهد السوباري تدل على أن إنسان رأس العين كان قد تقدم في أساليب حياته التي تقوم على الزراعة، كما استطاع صنع أوانٍ فخارية متقنة ذات ألوان متعددة لامعة، وعرف هذا الإنسان كيف يصهر النحاس ويصنع منه أدوات مختلفة، أو صنع تماثيل صغيرة من الطمي المحروق تمثل سيدات أعضاؤهن ممتلئة، وأجمل ما أظهرته المكتشفات، أدوات صيد الوحش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان، وصور المعارك التي تدور بين إنسان رأي العين والأسود والحيوانات المفترسة واشتهر سكان رأس العين بصناعة السكاكين والفؤوس والصحون والأقداح الخزفية كما اشتهرت نساء رأس العين بتزيين أنفسهن بالجواهر والحلي واللؤلؤ، فقد عثر على خواتم مرصعة بالأحجار الثمينة واساور ذهبية.

ومنذ عام 1962 انتبه الناس لظهور فوهة صغيرة يتدفق منها ماء اخضر، على بعد ستة كيلو مترات من رأس العين ومنذ ذلك الوقت ظلت تلك الفوهة تتسع وظل تدفق المياه الكبريتية في ازدياد، حتى صارت الفوهة بحيرة صغيرة وصار النبع يعطي 43200 متر مكعب / ساعة، تبلغ درجة حرارة هذا النبع المسمى بعين الكبريت 27 درجة مئوية وهو يحدث شلالات أخاذة عند مصبه, والوقوف تحتها يغني عن المساج ويجعل كل خلية من خلايا الجسد تعلن عن سرورها بطريقتها الخاصة، وعين الكبريت ما هي إلا حفرة دائرة كبيرة، يتفجر منها ماء اخضر زاه يدور حول نفسه بقوة عظيمة، حتى يبدو وكأنه يغلي قبل أن يفور ويندفع خارج إنائه الترابي الأحمر، منطلقاً في مجرى متعرج شديد الانحدار، تتصدره صخور بيضاء، ثم ينتهي في بحيرة صغيرة يتشكل عندها شلال جميل ومتسع، وسرعان ما تمتزج مياه النبع الكبريتية بالمجرى العام لنهر الخابور، ويقدر بعضهم عمق هذا النبع بمائتي متر وأكثر، وبعضهم يدعي انه ليس له قرار، أما غزارته فقد بلغت 458 م مكعب / ثا، ولهذا فعين الكبريت بالمقارنة مع الينابيع الموجودة في سورية تعتبر مصدراً عملاقاً لمياه معدنية نادرة الوجود في المنطقة، وهي أيضا من الينابيع المعدنية الضخمة في العالم، مياهها دافئة وهي نافعة صحياً، ومن المعتاد أن يستحم الناس بها عند نهاية المجرى المنحدر من العين، حيث تتشكل بحيرة صغيرة قليلة العمق، هادئة المجرى نسبياً، تزدحم بالراغبين في العلاج الطبي، بواسطة المياه المعدنية حيث أثبتت التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة إن المياه الكبريتية الموجودة في رأس العين تصلح لمعالجة الكثير من الأمراض الجلدية والرئوية.

في نهاية النصف الأول من الألف الثاني ق.م ابتدأ ظهور الآراميين في سورية ، وبعد أن تم استقرارهم انتشروا في أنحاء واسعة مشكلين ممالك متجانسة في اللغة والحضارة والعقيدة،
· مملكة فدان آرام وعاصمتها حران.
· مملكة صوبا في سهل البقاع.
· مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
· مملكة بيت بخياني وعاصمتها غوازانا تل حلف في حوض الخابور.
· مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب تل أحمر في شمال الجزيرة.
· مملكة بيت آغوشي وعاصمتها أرباد تل رفعت وتشمل منطقة حلب.
· مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
· مملكة حماة.
· مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
· مملكة آرام معكا في الجولان.
· مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.
· مملكة دمشق، وهي من أقوى الممالك.

لعل عين دارة الواقعة غربي حلب طريق اعزاز-عفرين هي من أهم المواقع الأثرية الآرامية التي تحمل آثار النزاع مع الحثيين. يتألف هذا الموقع من مرتفع هو الحي الملكي وتحته يقع الحي الشعبي، ولقد كان هذا الموقع محمياً بسور منيع مبني بالحجارة واللبن يحيط المدينة كلها وتنفتح فيه بوابات تحيط بها من الجانبين أبراج، وتقوم بوابة المدينة الرئيسية عند تمثال الأسد المكتشف هناك. ولقد سكن هذا الموقع في جميع العصور حتى عصر الحمدانيين... وهذا الموقع لم يحدد اسمه القديم بعد، ولكنه يبقى بآثاره الضخمة مرشحاً أن يكون عاصمة لمملكة آرامية. وعلى هذا فإننا لا نستطيع الحديث عن أحداث عسكرية تمت فيه.
ومن أهم الممالك الآرامية بيت بخياني ومملكة صوبا ومملكة دمشق. أما بيت بخياني فكانت عاصمتها غوزانا تل حلف التي اكتشفت حضارتها الغابرة في الألف الخامسة وتقع قرب "رأس العين" على الحدود التركية.
وأما صوبا ومعناها النحاس بالسريانية نحشا، فكان موضعها "عنجر" في البقاع وصلت حتى دمشق. ومملكة دمشق هي أقوى الممالك الآرامية، لعبت دوراً هاماً في عصر ملكها "ابن حدد" بنهدد 879-843ق.م حيث فرضت نفوذها على البلاد المجاورة وعقدت معها أحلافاً ضد أطماع الآشوريين، واستطاع خلفه صد هجومين قاما بهما شلمناصر الثالث سنة 843ق.م و838ق.م إلى أن احتلها "تغلات بلاصر" الثالث 732ق.م بعد حصار سنتين ثم قتل ملكها رصين وقضى على الحكم الآرامي الدمشقي.

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 09:25 PM
http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
موقع رأس العين
موقع رأس العين في محافظة الحسكة في الجمهورية العربية السورية
مشروع ري حوض الخابور:
في الشرق (وفي بلاد ما بين النهرين تحديدا) كان بدء الحضارات, ومنه بزغ نور المدنية ليغمر العالم القديم كله, وعلى أرضه وبين وديانه وسهوله المعطاءة تبلورت التعاليم الروحية والقوانين والنظم. والشرق هو الذي أخذ بيد العالم في خطواته الأولى نحو التقدم والتحضر والمدنية. إن استقصاء أسراره واستجلاء غوامضه والتنقيب عن أثاره المتناثرة على ضفتي نهر الفرات والخابور التي تضم تحت أنقاضها وأتربتها كل الأسرار والمفاجآت التي تبدل المفاهيم والمعلومات عن تاريخ الشرق القديم يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والعمل المستمر والدؤوب, ومشروع ري حوض الخابور الكبير الذي تم إنجازه في الثمانينات من القرن العشرين كان يهدف بشكل رئيسي إلى تطوير المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا, وذلك بارواء ما يقارب / 150 / ألف هكتار, من الأراضي الخصبة الممتدة من بلدة ( رأس العين ) إلى ما بعد بلدة الصور في محافظة دير الزور, من خلال استثمار كامل جريان النهر, بإعادة توزيع الجريان السنوي حسب جدول الري, بوساطة الخزانات ذات الطاقة التخزينية الكافية, والمؤلفة من ثلاثة سدود وهي: (سد الحسكة الشرقي – سد الحسكة الغربي – وسد الخابور). وقد جرى تقسيم المشروع إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الأولى.. تمتد من ينابيع (رأس العين) حتى سد الحسكة الغربي, مساحتها / 42000 / هكتار, وتشمل المنطقة الثانية الأراضي المروية من سدي الحسكة الغربي والشرقي ومساحتها / 49450 / هكتارا, وتشمل المنطقة الثالثة الأراضي المروية من سد الخابور الذي يقع على بعد / 20 كم / جنوبي مدينة الحسكة, وتبلغ مساحتها / 46450 / هكتارا. هذه السدود الثلاثة ستشكل خلفها بحيرات بعددها تماما, ستشغل حيزا من الأرض, الله وحده الذي يعلم ماذا تحوي بين طياتها. بيد أن المؤكد أن هناك أجزاء منها تعتبر كنوزا ثمينة بحد ذاتها. فاثنان وثلاثون تلا أثريا قطعا ليست رقما عاديا, إذا ما أخذ بعين الاعتبار الحضارات التي من شأنها أن تظهر من تحتها, فيما لو شرع بالتنقيب فيها . منها سبعة عشر تلا على يمين النهر هي: (تل مقبرة الفليتي, تل الفليتي, تل المشنقة الغربي, تل المشنقة الشمالي, تل الدغيرات, تل دجاجة : دكاك, تل خنيدج, تل النهاب الجنوبي, تل النهاب, تل المصباح, تل بويض, تل الميلبية, تل ناجة : ناقة, تل زياد : زيدية تل غوين, تل جنيدي : جديدي, وتل قطار). وخمسة عشر تلا على يسار النهر هي: (تل التليلات, تل المشنقة, تل المطارية, تل الذهب, تل طابان, تل الصور, تل البديري, تل حسن, تل أم قصير, تل شيخ عثمان, تل تنينير, تل جابي, تل رجائي, تل كرما, تل رد شقرا).

حضارة وادي الخابور:
حضارة وادي الخابور الكبير, الذي يرجح أنه يقع ضمن مملكة (سوبارتو) الواسعة, التي كانت تمتد من (انزان) في (عيلام) حتى جبال طوروس, شاملة منطقتي الهلال الخصيب العليا والوسطى, والقوس الجبلي الواسع من (كرمنشاه) و(كروشتان) فسوريا وفلسطين. والسوبارتيون هم الشعوب التي عاشت في الألف الثالث وما بعده, حين اتسعت هذه المملكة وازدهرت وسادها الرخاء حتى الألف الثاني, إذ بدأت أقوام (النيزيت) الهند – اوربية, تتدفق من الشمال الغربي عبر آسيا, حيث نجحت في فرض سيطرتها على قسم كبير من (سوبارتو) الغربية وأسست (الدولة الحثية) التي استطاع أهلها الوصول إلى منطقة الرافدين الجنوبية فدخلوا بابل سنة /1870 ق.م/, إلا أنهم اضطروا إلى الارتداد فاجتازوا بذلك منطقة الجزيرة. وفي ظل (الميتانيين) تشكلت أول دولة كبيرة موحدة في سوبارتو, إلا أن هذه الدولة لم تستطيع الثبات أمام النزاع الآشوري – الحثي المصري فانهارت, وجاءت معركة (قادش) فأوقفت تقدم المصريين من جهة, وأضعفت الحثيين من جهة أخرى بشكل مهد لانهيارهم عندما ظهرت قوة (الآراميين) الذين أسسوا دولتهم في سهول الفرات, واتجهوا إلى الشمال, حيث استطاع (كابارا) أحد ملوكهم تأسيس دولة قوية على أنقاض دولة الميتانيين, واتخذ مدينة (غوزانا – تل حلف) عاصمة له. وما لبث حتى اشتبك هو وسلالته من بعده في صراع طويل مع الآشوريين انتهى بخضوع وادي الخابور نهائيا للدولة الآشورية . ثم دخلت المنطقة تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية, وجاء بعد ذلك الاسكندر فضمها إلى فتوحاته, إلى أن جاء الرومان واحتلوها, وصارت (رأس العين) تحتل مكانا مرموقا على الحدود البيزنطية, وجعلها الإمبراطور (تيودوز) في مصاف المدن, وحصنها تحصينا منيعا, ووضع فيها حامية قوية حملت اسم (تيودوز بوليس) نسبة له. وعلا شأنها, إذ أصبحت مركزا لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية السوريتين, اللتين كان لكل منهما أسقف في رأس العين وفي القرن السابع الميلادي, خضعت الجزيرة للفتوحات الإسلامية دون مقاومة وأقام المسلمون فيها مدينة عربية بدلا من الرومانية حافظت على اسمها الآشوري القديم (رش عينا: رأس العين).

وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد (ما بين النهرين) أو (ميزو بوتاميا) أو (وادي الرافدين) تلال الخابور:
تفيد الكتب التاريخية, أن (ابن حوقل), قد رسم نهر الخابور, ووضع عليه المدن التالية: من الشمال إلى الجنوب: (رأس العين, عربان, سكر العباس, طلبان, الجحشية, تنينير, العبيدية..), وإلى الشرق من النهر نجد بلدة (ماكسين) وبحيرة المنخرق (الخاتونية). غير أن أكثر المدن والقرى التي نراها اليوم على النهر, تحمل أسماء جديدة لا تمت معظمها إلى الأسماء القديمة بصلة, وحتى التلال الأثرية الموجودة حاليا, معظم أسمائها لا تدل على المدن التي داخلها . فمن بين مدن الخابور التي ذكرها (ابن حوقل) لم تبقى سوى مدينة واحدة حية تحتفظ باسمها الأول هي مدينة (رأس العين), والشيء الملفت للنظر كثرة الخزف العربي على أسطح أغلب التلول. ولأن الأثاريون لا يملكون أية معلومات عن الاثنين والثلاثين تلا التي جاء ذكرها أنفا, من الناحية التاريخية والأثرية, ذلك أن التنقيب لم يأخذ طريقه إليها بعد, عمدوا فيما يلي, إلى تقديم لمحة عن بعض المناطق المنقب فيها والقريبة من التلال المذكورة, كشاهد على حضارة وادي الخابور العريقة, انطلاقا من القول الأثري الشهير: (الحضارات العظيمة لا تعيش إلا على الأنهار العظيمة).

تل حلف (غوزانا):
أقام الآراميون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد مملكة (بيت بحياني) أو (بخياني) قرب منابع الخابور, وكانت عاصمة المملكة الصغيرة مدينة (غوزان – غوزانا) وتكتب أيضا (كوزانا – جوزانا) وقد بنيت على أنقاض قرية زراعية قديمة وهي عصر (تل حلف) التي نشأت قبل التاريخ في الألف الخامس قبل الميلاد أو بداية الألف الرابع قبل الميلاد . وفي عام 808 ق.م/ زحف الملك الآشوري اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ متجها لفتح الساحل الفينيقي, فاستولى على هذه المملكة وأصبحت تخضع لسلطانه وأقام فيها حصنا ووضع فيها حامية, وصارت بعد ذلك أحد المراكز الآشورية, وقد اعتمد عليه الملوك الآشوريون في تقدمهم نحو الغرب. إن ضخامة العمارة التاريخية الحضارية التي وجدت في (غوزانا) في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد, تدل على أصالة آرامية مع بعض التأثيرات المعمارية الآشورية. أما أندريه بارو فيذكر أن عمارتها ((فن محلي وإقليمي)), في حين يرى آخرون أن العمارة الآرامية في (غوزانا) تمثل ثلاثة اتجاهات: التقليدية أي الكنعانية.. والآشورية والآرامية, وإن أبرز الآثار المكتشفة : تمثل بوابات المدينة واجزاء من سورها وبعض القصور, وأهم ما في الآثار المكتشفة لهذا العصر, الهيكل الملكي الذي بناه (كابار ابن قاديانو) أكبر ملوك الآراميين, كما تم العثور على جدار له خمس ركائز مربعة الشكل, وما يقارب مائة لوحة صخرية مصورة, تدل على أن إنسانها كان قد تقدم بأساليب حياته التي تقوم على الزراعة, وصناعة الأواني الفخارية ذات الألوان اللامعة. كما عرف إنسان تل حلف صناعة الأدوات النحاسية المختلفة, ورسم على الفخار صورا للثور المقدس وتماثيل لسيدات ممتلئات, مما يدل على أول محاولة بشرية لربط عبادة الثور المقدس (بالأم الإله) وهي العبادة التي ظهرت وتطورت في الحضارة الكريتية, رغم أسبقية ظهورها في (تل حلف) بآلاف السنين على ظهورها في (كريت) إضافة إلى كونها تأكيدا على وجود حضارة متطورة في المنطقة تعتمد على الاستقرار الزراعي والارتباط بالبيئة المحلية. وظهرت من بين المكتشفات الأثرية أدوات صيد الوحوش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان, وصور المعارك التي تدور بين المحاربين والحيوانات المفترسة . كما اشتهر سكان المنطقة بصناعة السكاكين بأحجامها المختلفة والفؤوس والصحون والقناديل الخزفية. تبلغ مساحة غوزانا, التي نقب عنها الألماني (فون أوبتهايم ) في بداية القرن العشرين (600X 360 م ) وكان في وسطها قلعة مستطيلة الشكل تضم قصرين الأول سمي بالقصر الغربي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع فترة الحكم الآرامي, والثاني الشمالي الغربي وهو مقر الحاكم الآشوري بعد عام / 808 ق . م / ووجد في هذين القصرين ألواح من الحجر منقوش عليها صور من الواقع وصور أسطورية مثل زوج الإنسان – العقرب وزوج أبي الهول . وورد في الرقم التي سجلت تاريخ الدولة الأورارتية, أنها فرضت سيطرتها على شمال سورية, وكان ملكهم (مينو بن اشبوني) الذي حكم بين / 810– 785 ق . م / قد قاد حملة عبر خلالها الروافد العليا لنهر الفرات, واستولى على مناطق ملاطيا وبلاد غوزانا. وفي عام / 745 ق . م / وصل إلى العرش الآشوري ملك قوي هو تكلات بلاصر الثالث (745 – 727 ق . م ) وتوجه لمواجهة الأورارتيين بعد أن عزز جناحه الشرقي, وكان ذلك في العام الثالث من حكمه, حيث واجه جيش ( ساردوري الثاني ) ومعه جيش مجموعة الممالك الآرامية بقيادة (متع ال) من بيت أجوشي واستطاع القضاء عليهم وإعادة غوزانا إلى أحضان الدولة الآشورية.

رأس العين:
سماها الآشوريون (رش عينا) والعرب (رأس العين) و (عين الوردة) بسبب وقوعها على أكبر عيون ومنابع نهر الخابور: (عين الآس, عين الطرر, عين الريحانية, عين الهاشمية). تنازل الفرس عنها للرومان, ثم غزوها ثانية ودمروها سنة / 602 / وفي سنة / 640 / فتحها القائد العربي (عمر بن سعد) وفي سنة / 1129 / غزاها الصليبيون بقيادة ( جوسلان ) وتعرضت كغيرها من المدن للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنغ الذي دمرها تدميرا شديدا. كانت (رأس العين) في العصر العباسي تابعة للموصل كما قال (المقدسي) الذي وصفها: (بنيانهم حجارة وجص ولهم بساتين ومزارع, ويقع فيها ثلاثمائة وستون عينا عذبة ) ووصفها ابن حوقل فقال: (مدينة ذات سور من حجارة كان يسكنها العرب وأصلهم من الموصل, وفيها من العيون ما ليس ببلد من بلدان الإسلام, وهي غير ثلاثماية عين جارية كلها صافية يبين ما تحت مياهها في قعورها..) وفي بداية القرن الثالث يصفها ياقوت بقوله: (وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين, وكان يركبون الزواريق إلى بساتين, وإلى قرقيسياء إن شاءوا, أما الآن فليس هناك سفينة إلا ويعرفها أهل (رأس العين). زارها بعد الغزو المغولي الجغرافي الفارسي (المستوفي) فقاس محيط سورها. بــ (5000) خطوة تقريبا, وقال: (القطن والحبوب والعنب تنمو فيها بكثرة).

عرابان ( عجاجة ):
في العام / 1983 / اكتشف في تل عجاجة لوحتان آشوريتان تمثلان ثورين مجنحين, يرجعان إلى العصر الآشوري, ويعتقد أن التل المذكور هو المدينة الآشورية (داشكاني), وفوقها توجد مدينة عربية إسلامية تسمى (عرابان) كما توجد لقى فخارية بيزنطية فوق التل. ويذكر المؤرخون أن (عرابان) كانت من أهم مد الخابور في العصر العباسي, ويقول (ابن حوقل): إنها (اشتهرت بزراعة القطن والمنسوجات التي تنقل إلى الشام, وسورها المنيع). ووصفها المقدسي بقوله: (تل رفيع حولها بساتين, والأسعار بها رخيصة, ولأهلها مزارع كثيرة) . واكتفى (ياقوت) بوصفها أنها (بليدة الخابور من أرض الجزيرة) . ماكسين ( مركدة ) : وضعها (المقدسي) في عداد مدن الخابور وسماها (ميكسين), ويذكر (ياقوت) أن: ( ماكسين بلدة بالخابور), ويرى العلماء أنها قرية (مركدة) الحالية, الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الخابور. وكانت مشهورة بكونها سوقا للقطن, ووجود معاصر الزيتون التي تدل على وجود زراعة الزيتون في أراضيها. دوركات ليمو.. أكبر مقاطعة آشورية على نهر الخابور: تل الشيخ حمد... هو أحد التلال الاصطناعية المنتشرة على امتداد نهر الخابور من منبعه إلى مصبه والبالغة أكثر من / 140 / مائة وأربعين تلا, هذا التل يحتوي بين ركامه على أكبر مقاطعة أو ولاية آشورية. ويقع على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل, وقد عثر عام / 1977 / في التل على ثلاثين لوحة مسمارية في إحدى سواقي الري, تؤكد إحداها أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (دوركات ليمو) التي تتألف من قلعة ومنطقتين سكنيتين إحداهما في الشمال, والأخرى في الشرق, يحيط بهما سور يصل إلى حوالي أربعة كيلو مترات, كما يضم الموقع منطقتين سكنيتين خارج أسوار المدينة, ومن خلال اكتشاف (دوركات ليمو ) أصبح بالإمكان استنباط معلومات تاريخية مباشرة, تدل على أن الإمبراطورية الآشورية الوسطى امتدت حدودها حتى نهر الخابور الأسفل, وإن وظيفة (دوركات ليمو) الرئيسية, حماية الجبهة الجنوبية الغربية للإمبراطورية, أما في العهد الآشوري الحديث /1000 – 600 ق . م/, كانت المدينة موقعا عسكريا يتصل بالطريق الذي كان يمر به الملوك الآشوريين.

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 09:33 PM
تل حلف غوزانا
موقع أثري هام في منطقة رأس العين اكتشفه البارون فون أوبنهايم عام 1910 أثناء تمديد سكة قطار الشرق السريع ويقع على ضفة نهر الخابور الغربية، على بعد 2كم إلى الجنوب الغربي من مدينة رأس العين. وهو موقع أثري هام، عثر فيه صدفة على بعض التماثيل، ويدل التنقيب فيه على أن أهم سوياته الأثرية تمتد من أواخر الألف السادس ومنتصف الألف الخامس، وقدجدت فيها مساكن مستديرة وفخار جميل دقيق ملون مصقول أو مزين بأشكال هندسية ونباتية وحيوانية وإنسانية يعرف بفخار تل حلف، وفي السوية نفسها أدوات صوانية جميلة.
وفي السوية الآرامية التي تعود إلى مطلع الألف الأول ظهرت في التل بقايا مدينة غوزانا،جوزان عاصمة مملكة بخياني. ومن آثار تلك السوية مساكن عادية وقصر وهيكل للملك الآرامي كبارا بن قاديانو الذي زينت واجهته بتماثيل ضخمة وبنقوش بارزة مثلت بمشاهد الحرب والصيد والطيور وصراع الوحوش والكائنات الخيالية ومشاهد ضحايا، ووجد فيه أيضاً مدفن ملكي وعدد كبير من الأواني والتحف. آثاره محفوظة في متحف حلب وفي متحف برلين. وقد زين مدخل متحف حلب بواجهة قصر الملك الآرامي وهي نسخة عن الواجهة الأصلية المحفوظة في متحف برلين.

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 09:35 PM
كيف اكتشفت المدينة؟
الصدفة كشفت أهمية هذا التل الأثري, ففي العام /1975/ كانت هناك بعثة ألمانية برئاسة البروفسور(فيكتور هارتموت كونه) الأستاذ في جامعة برلين الغربية والمختص بدراسات آثار الشرق القديم. كانت مهمة البعثة القيام بإجراء مسح كامل وإحصاء شامل للتلال الاصطناعية الواقعة على ضفتي نهر الخابور لوضع أطلس توبنجن للشرق الأوسط. وأثناء عمليات المسح لفت نظر البروفسور (كونه) هذا التل الضخم المطل مباشرة على نهر الخابور وأهمية موقعه ووجود كسر فخارية متناثرة على سطحه المرتفع, وتكون لدى رئيس البعثة حدسا أنه يوجد تحت أنقاضه مدينة (دوركات ليمو الآشورية), وعند هذا الحدس انتهى موسم المسح وعادت البعثة. في عام /1977/ واصلت أعمال المسح للتلال الأثرية وأخذ تل الشيخ حمد اهتماما خاصا من رئيس البعثة. أحد الأطفال يلعب مع أقرانه قرب النهر خلال فصل الصيف, ويرى ما يحدث أمامه عدد من الأجانب يهتمون بالتقاط كسر الفخار المتناثرة فوق سطح التل وعلى جوانبه.. في يوم من الأيام جاء إلى رئيس البعثة البروفسور (كونه) حاملا رقما مسماريا ظاناً أنها الكسر الفخارية التي تقوم البعثة بجمعها, ويدله إلى المكان الذي وجد فيه الرقم, ويلتقط أعضاء البعثة أكثر من ثلاثين رقما مسماريا دفعتها ساقية ري أحد المشاريع الزراعية والتي تمر على سطح التل. ثم كانت المفاجأة الثانية حين أكدت إحدى اللقى إن هذا التل هو موقع المدينة الآشورية المجهولة الموقع (دوركات ليمو) وهكذا تأكد حدس رئيس البعثة في عام /977 /, وعلى ضوء ذلك تم تشكيل أول بعثة أثرية في العام /1978/ لتبدأ موسمها الأول للتنقيب والبحث الأثري. دوركات ليمو في المصادر التاريخية: جاء ذكر المدينة في حوليات الملوك الآشوريين, فورد أيام الملك (آشور بل كالا) في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وذكرت أيام الملك (اداد نيراري الثاني) والملك (توكلتي نينورتا الثاني) وتعود النصوص التي عثر عليها إلى العهد الآشوري الأوسط وبالذات في أيام الملك (شلما نصر الأول /1208 ق . م/. معلومات عن تل الشيخ حمد:

يقع التل على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل وعلى بعد /550 كم/ شمال شرق دمشق العاصمة. ويبعد عن مدينة دير الزور حوالي /70/ كيلو متر باتجاه الحسكة ويقع بالقرب من قرية غربية التابعة لناحية الصور. يبلغ ارتفاع التل عشرين مترا, والموقع الأثري يقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول – المركز الأثري القديم وهو القلعة. أي التل نفسه. القسم الثاني – المدينة الأولى تقع شرق القلعة وهي مربعة الشكل ذات نموذج بنائي محدد, ربما يكون موقعا عسكريا. القسم الثالث – المدينة الثانية شمال القلعة وهي ذات مساحة كبيرة ومحاطة بسور أثري ظاهر للعيان يصل طوله إلى حوالي أربعة كيلو مترات. أما خارج السور فتوجد المقابر بالإضافة إلى منطقتين سكنيتين, وقد سلمت المدينة من فيضان الخابور في كل عام نتيجة لوقوعها فوق مرتفع طبيعي ساعد على استمرار السكن فيها منذ الألف الرابع قبل الميلاد . وقد أخذت المدينة أقصى مدى لها في العهد الآشوري بين /1300 – 600/ قبل الميلاد حيث بلغت مساحتها /110/ هكتارات. نتائج المواسم الأولى للتنقيب في

دوركات ليمو:
بينت الحفريات في موقع المدينة الثانية على أن تاريخها يعود للدولة الآشورية الوسطى أي القرن الثالث عشر قبل الميلاد, وما عثر من كتل معمارية ضخمة البناء تؤكد على أنها منطقة عسكرية وفي مركز المدينة (القلعة) عثر على غرفة الأرشيف, وفيها ستمائة لوحة مسمارية, وهي جزء من بناء ضخم ما زالت الحفريات مستمرة للكشف عن معالمه. وتتألف المكتشفات من نصوص اقتصادية وإدارية تزودنا بمعلومات عن تصدير واسترداد حبوب وحيوانات وأقمشة ومواد مختلفة, وتشير بعض النصوص على أن (دوركات ليمو) كانت مركزا سياسيا هاما وعاصمة لمقاطعة فيها حاكم محلي. وتذكر بعض النصوص الهامة عن وجود قوات عسكرية نقلت إلى المقاطعة مما يدل على وجود حامية عسكرية وان الحاكم كان يسكن في القصر. وقد أصبح من المؤكد أن المنشأة المعمارية الضخمة المكتشفة هي جزء من القصر بدليل أن المحتويات والوظائف تشبه ما تم العثور عليه في قصور الشرق الأدنى القديم. وتقدم لنا الأختام الأسطوانية المكتشفة أرضية هامة لتطوير تاريخ الفن والفكر في الشرق الأدنى القديم لما تحتويه من موضوعات دينية وأسطورية لها علاقة مع أصحاب الأختام, وتميزت أختام العصر الآشوري الأوسط /1400 – 1100/ قبل الميلاد بنوعيتها الجيدة ورشاقة الحركة في صورها, وقد تميز فن النحت على أختام تل الشيخ حمد بالمشاهد الجميلة تؤكد على مدى رقي الفن في مقاطعة دوركات ليمو الذي يضاهي الفن في العاصمة آشور.

الاهتمام بالآثار ضرورة إنسانية تاريخية وطنية:
وكانت آثار الجزيرة قد حظيت في أوقات سابقة باهتمام المعنيين, إذ تم إرسال عدة بعثات تنقيبية, تولت مهمة الكشف عن الآثار الموجودة في المنطقة.. ففي عام /1978/ وصلت بعثة من جامعة (ييل الأمريكية), ونقبت في (تل ليلان) بهدف إثبات أن الحضارة في منطقة الجزيرة قد بدأت قبل حضارة منطقة جنوبي العراق, وقد دلت المكتشفات أن تل ليلان كان عاصمة آشورية للملك (شمشي اداد) المعاصر لحمو رابي في حوالي /1750/ قبل الميلاد. كما قامت بعثة إيطالية برئاسة السيد (باولو بيكو يللا) بالتنقيب في منطقة (تل بري) إذ أثبتت النتائج الأولية أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (قحاط أو كحت), وهناك طبقات أخرى في التل كالفارسية والساسانية والرومانية والإسلامية. وفي الثلاثينات من القرن العشرين قام البحاثة (مالوين) بالتنقيب في منطقة (تل براك), واكتشف قصر الملك (نارام سين) الأكادي ومعبد العيون, وفي أوائل الثمانينات من القرن العشرين قامت بعثة برئاسة البروفسور (دافيد وتسي) بإتمام المشوار الذي بدأه مالوين. ولا زالت هناك مئات التلال, إضافة إلى تلال الخابور.. تنتظر الإفراج عن خباياها. عاصمة آشورية..

تحت تل ليلان:
تزايدت الأهمية التاريخية لتل ليلان عندما عثرت البعثة الأمريكية التي نقبت في هذا الموقع على خمسين لوحة مكتوبة بالخط المسماري تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد. ولدى ترجمة هذه اللوحات تبين أنها تشير إلى زيارات بعض كبار القادة البابليين إلى هذه المنطقة في عصر قريب من عهد الإمبراطور البابلي (حمو رابي), ويرى خبراء البعثة التي نقبت في التل أن هذه المكتشفات تعزز افتراض البرفسور (هارفي وايت) بأن هذا التل هو بقايا عاصمة آشورية تدعى (شبات انليل). * (شبات انليل) عاصمة الملك الاشوري شمشي اداد: في عام /1978/ بدأت بعثة أثرية من جامعة (ييل) ببرنامج طويل الأمد الغرض منه دراسة تاريخ وشروط المعيشة وتطورات الحضارة في هذا الموقع. وفي عام /1980/ واصلت البعثة السورية الأمريكية المشتركة للتنقيب عن الآثار برئاسة البرفسور (هارفي وايت) موسمها التنقيبي الثاني في (تل ليلان), وكانت البعثة المشتركة المذكورة قد باشرت عملها في هذا الموقع خلال موسم العام /1979/ بهدف التحري والكشف الأثري عن المدينة الآشورية المعروفة تاريخيا باسم (شبات انليل) والتي كانت عاصمة الملك الآشوري (شمشي اداد) والمعلومات عن هذا التل تقول: أن مساحته /90/ هكتار محاط بسور ويقع على بعد /25/ كم جنوبي مدينة القامشلي وسط منطقة الخابور الزراعية الخصبة والمعروفة بزراعة الحبوب وغزارة الأمطار وجودة المحاصيل, المنطقة المسماة: (مثلث الخابور).. وعلى مصب وادي قطراني في نهر جارا, اكتشف هذا التل عام /1878/ من قبل عالم الآثار الآشوري (هرمز رسام) الذي بحث في جغرافية مثلث الخابور. وكانت مدينة شبات انليل – كما تدل الدراسات – بلدة صغيرة ثم تحولت في فترة ما قبل الملك الآشوري (سرجون الثاني) إلى مدينة كبيرة محصنة ذات سور ضخم فيها قصور تتسع لمئات الأشخاص ومعابد ذات أبهاء طويلة, ومنشآت كبيرة وورشات لصياغة الفضة, ويدل حجم المدينة الكبير على أنها كانت تضم قطعات عسكرية– حسب تقارير هارفي وايت – يتضح أنها كانت من المدن الكبرى في شمال بلاد ما بين النهرين. وقد حملت الرقم المسمارية والأختام الأسطوانية المكتشفة أسماء بعض الشخصيات من حكام المدن والعاملين مع الملك والمشرفين على الخدمات في هذه العاصمة الآشورية, وألقت الكثير من الأضواء على تاريخ ومؤسسات وثقافة الإنسان الآشوري الذي أسس الحضارات الأولى في الشمال السوري.

تل بري (كحت):
يرجع الفضل إلى العالم الجليل جورج دوسان في التعرف على الاسم القديم (لتل بري) الذي يقع على الضفة اليسرى لنهر الجغجغ رافد الخابور, ويبعد هذا التل حوالي مسافة /8 كم/ إلى الشمال من تل براك الواقعة في منتصف الطريق العام القديم والبالغ طوله (85 كم) بين الحسكة والقامشلي. فقد نشر جورج دوسان محتويات نقشين حجريين كانا جزءا من قصر الملك الآشوري (تيكولتي نينورتا الثاني) واحتويا النقشان المذكوران اسم المدينة التي تختفي في باطن تل بري, وهي مدينة (كحت). بناء على هذا الاكتشاف أصبح تاريخ هذا الموقع الأثري على علاقة بذكر مدينة كحت في النصوص المسمارية المكتشفة في مواقع أخرى. وتغطي تلك النصوص حقبة تبدأ بالعهد البابلي القديم (عهد محفوظات ماري) حتى عهد الملك الآشوري (سرجون الثاني), ولقد أبانت الدراسات الأخيرة لحوليات تيكولتي نينورتا الثاني أن مدينة كحت كانت المحطة الأخيرة قبل (نصيبين) القريبة من القامشلي, في مساره عبر الجزيرة الشمالية في / 885 / قبل الميلاد . كانت بعثة إيطالية باسم معهد الميسينية والايجية الأناضولية التابع لمؤسسة البحوث العلمية في روما, تقوم بالتنقيب المنهجي في هذا الموقع منذ /1980/, ويذكر أن تل بري يقع على الطريق الغربي الشرقي في شمال الجزيرة خلال العهد الروماني – البارثي وعلى خط الحدود بين نصيبين وقرقيسياء (البصيرة) عند مصب الخابور في الفرات.

تل محباقة.. (أورو) أو (أوريما):
تل محباقة.. أحد المواقع الأثرية الكثيرة الهامة في الجزيرة السورية, يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات في منطقة الفرات الأوسط بين مدينة (ايمار - مسكنة) ومدينة (ازو– تل الحديدي) بالقرب من جبل عارودا. ويأخذ هذا الموقع أهميته الجغرافية من موقعه على ضفاف نهر الفرات الذي كان أهم عصب للمواصلات بين الشمال والجنوب, وتدل بقايا الميناء والرصيف التي ظهرت في الموقع أن تل محباقة لعب دورا هاما في حركة المواصلات التجارية على هذه الطرق المائية, وبناء على ذلك ارتبطت محباقة في شبكة المواصلات المتفرعة نحو الشرق ونحو الغرب, هذه الشبكة التي يطلق عليها اصطلاحا اسم (الممر الآشوري) الذي يربط مدن منطقة نهر دجلة مثل: آشور ونوزي, ومدن منابع الخابور مثل: شبات انليل وداشكاني. مع موانئ البحر المتوسط . ومكامن المواد الخام الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات إضافة إلى هذا الموقع الهام, فإن محباقة تتوسط أراضي خصيبة وتدل الشواهد الكتابية واللقى الأثرية والمعالم المعمارية على أنها كانت مركزا حضاريا واقتصاديا هاما, وهذا ما جعل علماء الآثار يسعون للتنقيب فيه . وكانت السيدة (غيرترود بيل) في عام 1911 أول من ذكر تل محباقة, لكن معاول التنقيب لم تمتد إليه إلا في عام 1968, وذلك في أعقاب عمليات المسح الأثري الذي قامت به المديرية العامة للآثار والمتاحف في عام 1964 ضمن إطار إنقاذ الآثار التي ستغمرها مياه غمر الفرات . وقد بدأت مواسم التنقيب الأثري عمليا في تل محباقة عام 1970, ووصل عدد هذه المواسم إلى /11/ موسما, أجرتها البعثة الأثرية الألمانية الاتحادية برئاسة البروفيسور (ديتمار مخولة). لقد استطاعت البعثة خلال مواسم التنقيب السابقة التوصل إلى نتائج هامة يتحدث عنها الدكتور (ديتمار) قائلا: تعود السوية الأثرية العليا والأخيرة في (تل محباقة) إلى العصر البرونزي الوسيط, وهي تضم معظم معالم المدينة في ذلك العصر, ويبدو أن المدينة ظلت عامرة حتى العصر البرونزي الحديث, وكان يطوق المدينة سور ترابي, لكن يبدو أن المدينة تقلصت إلى قرية في عصر الحديد وفي أواخر الفترة الرومانية وأحدث الآثار المكتشفة كانت جزءا من مشغل خزف إسلامي.

البنية المعمارية:
أما البنية المعمارية للمدينة فقد تجلت في اكتشاف معبدين وبوابتين من بوابات سور المدينة, والأحياء السكنية, ومركز المدينة المسور, وشبكة الشوارع والأزقة. وما حوته بيوتها من عناصر معمارية, وأدوات عمل, وأدوات منزلية فخارية وحجرية ودمى وتعاويذ وأدوات زينة وحلي.. تعبر عن أزدهار المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد.

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 09:38 PM
الوثائق الأهم ؟! http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
لكن الوثائق الأهم, وهي الرقم المسمارية– ظلت لسنوات طويلة مستعصية المنال في تل محباقة, إلى أن جاءت مواسم عام 1984, وما بعدها لتزيح الستارة عن مكامن رقم مسمارية تتضمن أخبارا موثوقة عن المدينة وحياتها. لقد تبين للبعثة الأثرية مؤخرا, إن سكان المدينة آنذاك عمدوا إلى إخفاء وثائقهم وسنداتهم وعقود البيع والشراء والقروض وغيرها.. في مخابئ خاصة تحت أرضية البيت, أو في فجوات جدارية أو في مواضع أخرى, كي تبقى في مأمن بعيدا عن التلف أو العبث. عثرت البعثة الأثرية خلال أحد عشر موسما (منذ عام 1970– 1988) على واحد وثمانين رقيما مسماريا, منها واحد وخمسون رقيما خلال الفترة ما بين آب ومطلع تشرين الأول من موسم عام 1988, وقد عكف علماء الملفات المسمارية منذ اكتشاف الرقم الأولى على فك طلاسمها, ووجدوا في الرقم المكتشفة مادة غزيرة وثمينة تدعم تحليلاتهم لأن جل ما عانى منه هؤلاء العلماء في عملهم السابق, تمثل في قلة الرقم وندرة وجود نظائر لها, من أجل المقارنة في مواقع مجاورة في منطقة الفرات الأوسط.

(أورو) أو (أوريما):
تضمنت الرقم التي أنجزت قراءتها معلومات اقتصادية كالقروض والعقود والمقايضة وتداول وتملك العقارات وعمليات حصر ارث ووصايا وقوائم بأسماء شهود, واسم عمدة المدينة, ومجلس شيوخها, واسم المدينة القديم, الذي يعتقد بأنه (اورو) أو (أوريما) وهناك دلائل لذكر هذا الاسم في نصوص موقع (آلالاخ – تل عطشانة) والكرنك, تعزز هذا الاحتمال كما أن الرقم المسمارية المكتشفة في اوريما يعود تاريخها إلى نهاية العهد البابلي القديم, أي ما بين النصف الثاني من القرن السادس عشر قبل الميلاد, والنصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد, وتظهر فيها تأثيرات قادمة من مملكة (يمحاض – حلب القديمة) و(الالاخ – تل عطشانة) مع اختلاف جوهري عن رقم مملكة (ماري – تل الحريري) وبذلك تسهم مكتشفات (تل محباقة – أوريما) الأثري في التعريف بتاريخ سوريا القديم, وتفتح سفرا جديدا في منطقة الفرات الأوسط, والتي كانت حتى فترة غير بعيدة يسودها الغموض.

أخيرا وليس آخرا:
كانت تلك أمثلة وأقوال وحكايا وشواهد على مدى عظمة حضارة وادي الخابور. هذه الحكايا هي الآن من الماضي البعيد. أما اليوم (والعالم في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة للميلاد) هناك غير من أربع وثلاثين قرية آشورية على ضفتي هذا النهر وهي.. القرى التي على كتفه الأيمن حسب جريانه: تل شميرام, تل طلعة, تل تينة, تل كوران, قبر شامية, تل بالوعة, تل خريطة, تل مخاضة, تل طال, تل هرمز. والقرى التي تقع على كتفه الأيسر حسب جريانه : تل طويل. أم وغفة. أم الكيف. تل كفجي. تل جمعة. تل أحمر. تل تمر. تل نصري. تل حفيان. تل مغاص. تل مصاص. تل جدايا. تل فيضة. تل دمشيش. تل نجمة. تل جزيرة. تل باز. تل رمان فوقاني. تل رمان تحتاني. تل شامة. تل ورديات. تل سكرة. تل بريج. تل عربوش. أم غركان. هذه القرى يسكنها أهلها وأصحابها الآشوريين الذين هم من أقدم الشعوب على هذه الأرض وأكثرهم صبرا وجلدا وتحملا لنوائب ومصائب وويلات الزمن.. لا زالوا باقون منذ عصور سحيقة يعيشون في وطنهم وفوق تراب أرضهم وأرض آباءهم وأجدادهم, يعملون ويفلحون الأرض ويبذرون فيها البذار الطيب, ويزرعون الشجر والثمر, ويبنون ويعلمون ويتعلمون, ويكافحون في سبيل العيش والحياة, ويناضلون من أجل الحق والعدل والحرية والسلام والأمان في الأرض والبلاد وفي الإنسانية جمعاء.

المراجع:
صحيفة تشرين – العدد الصادر في 25 / 6 / 1980
منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف – دمشق – 1983
صحيفة تشرين – العدد / 2849 / الصادر في 25 / 3 / 1984
جمال بلاط – تحقيق: صحيفة تشرين العدد الصادر في 12/12/ 1985
عن صفحة من مجلة الشرطة.
علي القيم – صحيفة تشرين العدد الصادر في 3 / 12 / 1988
فؤاد يوسف قزانجي (جريدة بهرا – الضياء العدد 246 , 2 أيار 2004) الناطقة باسم الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) – العراق
_________________

محمد حسن غاله
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria
www.salbr.com/vb المدير والمشرف العام
مشروع ري حوض الخابور:
في الشرق (وفي بلاد ما بين النهرين تحديدا) كان بدء الحضارات, ومنه بزغ نور المدنية ليغمر العالم القديم كله, وعلى أرضه وبين وديانه وسهوله المعطاءة تبلورت التعاليم الروحية والقوانين والنظم. والشرق هو الذي أخذ بيد العالم في خطواته الأولى نحو التقدم والتحضر والمدنية. إن استقصاء أسراره واستجلاء غوامضه والتنقيب عن أثاره المتناثرة على ضفتي نهر الفرات والخابور التي تضم تحت أنقاضها وأتربتها كل الأسرار والمفاجآت التي تبدل المفاهيم والمعلومات عن تاريخ الشرق القديم يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والعمل المستمر والدؤوب, ومشروع ري حوض الخابور الكبير الذي تم إنجازه في الثمانينات من القرن العشرين كان يهدف بشكل رئيسي إلى تطوير المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا, وذلك بارواء ما يقارب / 150 / ألف هكتار, من الأراضي الخصبة الممتدة من بلدة ( رأس العين ) إلى ما بعد بلدة الصور في محافظة دير الزور, من خلال استثمار كامل جريان النهر, بإعادة توزيع الجريان السنوي حسب جدول الري, بوساطة الخزانات ذات الطاقة التخزينية الكافية, والمؤلفة من ثلاثة سدود وهي: (سد الحسكة الشرقي – سد الحسكة الغربي – وسد الخابور). وقد جرى تقسيم المشروع إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الأولى.. تمتد من ينابيع (رأس العين) حتى سد الحسكة الغربي, مساحتها / 42000 / هكتار, وتشمل المنطقة الثانية الأراضي المروية من سدي الحسكة الغربي والشرقي ومساحتها / 49450 / هكتارا, وتشمل المنطقة الثالثة الأراضي المروية من سد الخابور الذي يقع على بعد / 20 كم / جنوبي مدينة الحسكة, وتبلغ مساحتها / 46450 / هكتارا. هذه السدود الثلاثة ستشكل خلفها بحيرات بعددها تماما, ستشغل حيزا من الأرض, الله وحده الذي يعلم ماذا تحوي بين طياتها. بيد أن المؤكد أن هناك أجزاء منها تعتبر كنوزا ثمينة بحد ذاتها. فاثنان وثلاثون تلا أثريا قطعا ليست رقما عاديا, إذا ما أخذ بعين الاعتبار الحضارات التي من شأنها أن تظهر من تحتها, فيما لو شرع بالتنقيب فيها . منها سبعة عشر تلا على يمين النهر هي: (تل مقبرة الفليتي, تل الفليتي, تل المشنقة الغربي, تل المشنقة الشمالي, تل الدغيرات, تل دجاجة : دكاك, تل خنيدج, تل النهاب الجنوبي, تل النهاب, تل المصباح, تل بويض, تل الميلبية, تل ناجة : ناقة, تل زياد : زيدية تل غوين, تل جنيدي : جديدي, وتل قطار). وخمسة عشر تلا على يسار النهر هي: (تل التليلات, تل المشنقة, تل المطارية, تل الذهب, تل طابان, تل الصور, تل البديري, تل حسن, تل أم قصير, تل شيخ عثمان, تل تنينير, تل جابي, تل رجائي, تل كرما, تل رد شقرا).

حضارة وادي الخابور:
حضارة وادي الخابور الكبير, الذي يرجح أنه يقع ضمن مملكة (سوبارتو) الواسعة, التي كانت تمتد من (انزان) في (عيلام) حتى جبال طوروس, شاملة منطقتي الهلال الخصيب العليا والوسطى, والقوس الجبلي الواسع من (كرمنشاه) و(كروشتان) فسوريا وفلسطين. والسوبارتيون هم الشعوب التي عاشت في الألف الثالث وما بعده, حين اتسعت هذه المملكة وازدهرت وسادها الرخاء حتى الألف الثاني, إذ بدأت أقوام (النيزيت) الهند – اوربية, تتدفق من الشمال الغربي عبر آسيا, حيث نجحت في فرض سيطرتها على قسم كبير من (سوبارتو) الغربية وأسست (الدولة الحثية) التي استطاع أهلها الوصول إلى منطقة الرافدين الجنوبية فدخلوا بابل سنة /1870 ق.م/, إلا أنهم اضطروا إلى الارتداد فاجتازوا بذلك منطقة الجزيرة. وفي ظل (الميتانيين) تشكلت أول دولة كبيرة موحدة في سوبارتو, إلا أن هذه الدولة لم تستطيع الثبات أمام النزاع الآشوري – الحثي المصري فانهارت, وجاءت معركة (قادش) فأوقفت تقدم المصريين من جهة, وأضعفت الحثيين من جهة أخرى بشكل مهد لانهيارهم عندما ظهرت قوة (الآراميين) الذين أسسوا دولتهم في سهول الفرات, واتجهوا إلى الشمال, حيث استطاع (كابارا) أحد ملوكهم تأسيس دولة قوية على أنقاض دولة الميتانيين, واتخذ مدينة (غوزانا – تل حلف) عاصمة له. وما لبث حتى اشتبك هو وسلالته من بعده في صراع طويل مع الآشوريين انتهى بخضوع وادي الخابور نهائيا للدولة الآشورية . ثم دخلت المنطقة تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية, وجاء بعد ذلك الاسكندر فضمها إلى فتوحاته, إلى أن جاء الرومان واحتلوها, وصارت (رأس العين) تحتل مكانا مرموقا على الحدود البيزنطية, وجعلها الإمبراطور (تيودوز) في مصاف المدن, وحصنها تحصينا منيعا, ووضع فيها حامية قوية حملت اسم (تيودوز بوليس) نسبة له. وعلا شأنها, إذ أصبحت مركزا لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية السوريتين, اللتين كان لكل منهما أسقف في رأس العين وفي القرن السابع الميلادي, خضعت الجزيرة للفتوحات الإسلامية دون مقاومة وأقام المسلمون فيها مدينة عربية بدلا من الرومانية حافظت على اسمها الآشوري القديم (رش عينا: رأس العين).

وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد (ما بين النهرين) أو (ميزو بوتاميا) أو (وادي الرافدين) تلال الخابور:
تفيد الكتب التاريخية, أن (ابن حوقل), قد رسم نهر الخابور, ووضع عليه المدن التالية: من الشمال إلى الجنوب: (رأس العين, عربان, سكر العباس, طلبان, الجحشية, تنينير, العبيدية..), وإلى الشرق من النهر نجد بلدة (ماكسين) وبحيرة المنخرق (الخاتونية). غير أن أكثر المدن والقرى التي نراها اليوم على النهر, تحمل أسماء جديدة لا تمت معظمها إلى الأسماء القديمة بصلة, وحتى التلال الأثرية الموجودة حاليا, معظم أسمائها لا تدل على المدن التي داخلها . فمن بين مدن الخابور التي ذكرها (ابن حوقل) لم تبقى سوى مدينة واحدة حية تحتفظ باسمها الأول هي مدينة (رأس العين), والشيء الملفت للنظر كثرة الخزف العربي على أسطح أغلب التلول. ولأن الأثاريون لا يملكون أية معلومات عن الاثنين والثلاثين تلا التي جاء ذكرها أنفا, من الناحية التاريخية والأثرية, ذلك أن التنقيب لم يأخذ طريقه إليها بعد, عمدوا فيما يلي, إلى تقديم لمحة عن بعض المناطق المنقب فيها والقريبة من التلال المذكورة, كشاهد على حضارة وادي الخابور العريقة, انطلاقا من القول الأثري الشهير: (الحضارات العظيمة لا تعيش إلا على الأنهار العظيمة).

تل حلف (غوزانا):
أقام الآراميون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد مملكة (بيت بحياني) أو (بخياني) قرب منابع الخابور, وكانت عاصمة المملكة الصغيرة مدينة (غوزان – غوزانا) وتكتب أيضا (كوزانا – جوزانا) وقد بنيت على أنقاض قرية زراعية قديمة وهي عصر (تل حلف) التي نشأت قبل التاريخ في الألف الخامس قبل الميلاد أو بداية الألف الرابع قبل الميلاد . وفي عام 808 ق.م/ زحف الملك الآشوري اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ متجها لفتح الساحل الفينيقي, فاستولى على هذه المملكة وأصبحت تخضع لسلطانه وأقام فيها حصنا ووضع فيها حامية, وصارت بعد ذلك أحد المراكز الآشورية, وقد اعتمد عليه الملوك الآشوريون في تقدمهم نحو الغرب. إن ضخامة العمارة التاريخية الحضارية التي وجدت في (غوزانا) في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد, تدل على أصالة آرامية مع بعض التأثيرات المعمارية الآشورية. أما أندريه بارو فيذكر أن عمارتها ((فن محلي وإقليمي)), في حين يرى آخرون أن العمارة الآرامية في (غوزانا) تمثل ثلاثة اتجاهات: التقليدية أي الكنعانية.. والآشورية والآرامية, وإن أبرز الآثار المكتشفة : تمثل بوابات المدينة واجزاء من سورها وبعض القصور, وأهم ما في الآثار المكتشفة لهذا العصر, الهيكل الملكي الذي بناه (كابار ابن قاديانو) أكبر ملوك الآراميين, كما تم العثور على جدار له خمس ركائز مربعة الشكل, وما يقارب مائة لوحة صخرية مصورة, تدل على أن إنسانها كان قد تقدم بأساليب حياته التي تقوم على الزراعة, وصناعة الأواني الفخارية ذات الألوان اللامعة. كما عرف إنسان تل حلف صناعة الأدوات النحاسية المختلفة, ورسم على الفخار صورا للثور المقدس وتماثيل لسيدات ممتلئات, مما يدل على أول محاولة بشرية لربط عبادة الثور المقدس (بالأم الإله) وهي العبادة التي ظهرت وتطورت في الحضارة الكريتية, رغم أسبقية ظهورها في (تل حلف) بآلاف السنين على ظهورها في (كريت) إضافة إلى كونها تأكيدا على وجود حضارة متطورة في المنطقة تعتمد على الاستقرار الزراعي والارتباط بالبيئة المحلية. وظهرت من بين المكتشفات الأثرية أدوات صيد الوحوش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان, وصور المعارك التي تدور بين المحاربين والحيوانات المفترسة . كما اشتهر سكان المنطقة بصناعة السكاكين بأحجامها المختلفة والفؤوس والصحون والقناديل الخزفية. تبلغ مساحة غوزانا, التي نقب عنها الألماني (فون أوبتهايم ) في بداية القرن العشرين (600X 360 م ) وكان في وسطها قلعة مستطيلة الشكل تضم قصرين الأول سمي بالقصر الغربي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع فترة الحكم الآرامي, والثاني الشمالي الغربي وهو مقر الحاكم الآشوري بعد عام / 808 ق . م / ووجد في هذين القصرين ألواح من الحجر منقوش عليها صور من الواقع وصور أسطورية مثل زوج الإنسان – العقرب وزوج أبي الهول . وورد في الرقم التي سجلت تاريخ الدولة الأورارتية, أنها فرضت سيطرتها على شمال سورية, وكان ملكهم (مينو بن اشبوني) الذي حكم بين / 810– 785 ق . م / قد قاد حملة عبر خلالها الروافد العليا لنهر الفرات, واستولى على مناطق ملاطيا وبلاد غوزانا. وفي عام / 745 ق . م / وصل إلى العرش الآشوري ملك قوي هو تكلات بلاصر الثالث (745 – 727 ق . م ) وتوجه لمواجهة الأورارتيين بعد أن عزز جناحه الشرقي, وكان ذلك في العام الثالث من حكمه, حيث واجه جيش ( ساردوري الثاني ) ومعه جيش مجموعة الممالك الآرامية بقيادة (متع ال) من بيت أجوشي واستطاع القضاء عليهم وإعادة غوزانا إلى أحضان الدولة الآشورية.

رأس العين:
سماها الآشوريون (رش عينا) والعرب (رأس العين) و (عين الوردة) بسبب وقوعها على أكبر عيون ومنابع نهر الخابور: (عين الآس, عين الطرر, عين الريحانية, عين الهاشمية). تنازل الفرس عنها للرومان, ثم غزوها ثانية ودمروها سنة / 602 / وفي سنة / 640 / فتحها القائد العربي (عمر بن سعد) وفي سنة / 1129 / غزاها الصليبيون بقيادة ( جوسلان ) وتعرضت كغيرها من المدن للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنغ الذي دمرها تدميرا شديدا. كانت (رأس العين) في العصر العباسي تابعة للموصل كما قال (المقدسي) الذي وصفها: (بنيانهم حجارة وجص ولهم بساتين ومزارع, ويقع فيها ثلاثمائة وستون عينا عذبة ) ووصفها ابن حوقل فقال: (مدينة ذات سور من حجارة كان يسكنها العرب وأصلهم من الموصل, وفيها من العيون ما ليس ببلد من بلدان الإسلام, وهي غير ثلاثماية عين جارية كلها صافية يبين ما تحت مياهها في قعورها..) وفي بداية القرن الثالث يصفها ياقوت بقوله: (وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين, وكان يركبون الزواريق إلى بساتين, وإلى قرقيسياء إن شاءوا, أما الآن فليس هناك سفينة إلا ويعرفها أهل (رأس العين). زارها بعد الغزو المغولي الجغرافي الفارسي (المستوفي) فقاس محيط سورها. بــ (5000) خطوة تقريبا, وقال: (القطن والحبوب والعنب تنمو فيها بكثرة).

عرابان ( عجاجة ):
في العام / 1983 / اكتشف في تل عجاجة لوحتان آشوريتان تمثلان ثورين مجنحين, يرجعان إلى العصر الآشوري, ويعتقد أن التل المذكور هو المدينة الآشورية (داشكاني), وفوقها توجد مدينة عربية إسلامية تسمى (عرابان) كما توجد لقى فخارية بيزنطية فوق التل. ويذكر المؤرخون أن (عرابان) كانت من أهم مد الخابور في العصر العباسي, ويقول (ابن حوقل): إنها (اشتهرت بزراعة القطن والمنسوجات التي تنقل إلى الشام, وسورها المنيع). ووصفها المقدسي بقوله: (تل رفيع حولها بساتين, والأسعار بها رخيصة, ولأهلها مزارع كثيرة) . واكتفى (ياقوت) بوصفها أنها (بليدة الخابور من أرض الجزيرة) . ماكسين ( مركدة ) : وضعها (المقدسي) في عداد مدن الخابور وسماها (ميكسين), ويذكر (ياقوت) أن: ( ماكسين بلدة بالخابور), ويرى العلماء أنها قرية (مركدة) الحالية, الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الخابور. وكانت مشهورة بكونها سوقا للقطن, ووجود معاصر الزيتون التي تدل على وجود زراعة الزيتون في أراضيها. دوركات ليمو.. أكبر مقاطعة آشورية على نهر الخابور: تل الشيخ حمد... هو أحد التلال الاصطناعية المنتشرة على امتداد نهر الخابور من منبعه إلى مصبه والبالغة أكثر من / 140 / مائة وأربعين تلا, هذا التل يحتوي بين ركامه على أكبر مقاطعة أو ولاية آشورية. ويقع على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل, وقد عثر عام / 1977 / في التل على ثلاثين لوحة مسمارية في إحدى سواقي الري, تؤكد إحداها أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (دوركات ليمو) التي تتألف من قلعة ومنطقتين سكنيتين إحداهما في الشمال, والأخرى في الشرق, يحيط بهما سور يصل إلى حوالي أربعة كيلو مترات, كما يضم الموقع منطقتين سكنيتين خارج أسوار المدينة, ومن خلال اكتشاف (دوركات ليمو ) أصبح بالإمكان استنباط معلومات تاريخية مباشرة, تدل على أن الإمبراطورية الآشورية الوسطى امتدت حدودها حتى نهر الخابور الأسفل, وإن وظيفة (دوركات ليمو) الرئيسية, حماية الجبهة الجنوبية الغربية للإمبراطورية, أما في العهد الآشوري الحديث /1000 – 600 ق . م/, كانت المدينة موقعا عسكريا يتصل بالطريق الذي كان يمر به الملوك الآشوريين.

كيف اكتشفت المدينة؟
الصدفة كشفت أهمية هذا التل الأثري, ففي العام /1975/ كانت هناك بعثة ألمانية برئاسة البروفسور(فيكتور هارتموت كونه) الأستاذ في جامعة برلين الغربية والمختص بدراسات آثار الشرق القديم. كانت مهمة البعثة القيام بإجراء مسح كامل وإحصاء شامل للتلال الاصطناعية الواقعة على ضفتي نهر الخابور لوضع أطلس توبنجن للشرق الأوسط. وأثناء عمليات المسح لفت نظر البروفسور (كونه) هذا التل الضخم المطل مباشرة على نهر الخابور وأهمية موقعه ووجود كسر فخارية متناثرة على سطحه المرتفع, وتكون لدى رئيس البعثة حدسا أنه يوجد تحت أنقاضه مدينة (دوركات ليمو الآشورية), وعند هذا الحدس انتهى موسم المسح وعادت البعثة. في عام /1977/ واصلت أعمال المسح للتلال الأثرية وأخذ تل الشيخ حمد اهتماما خاصا من رئيس البعثة. أحد الأطفال يلعب مع أقرانه قرب النهر خلال فصل الصيف, ويرى ما يحدث أمامه عدد من الأجانب يهتمون بالتقاط كسر الفخار المتناثرة فوق سطح التل وعلى جوانبه.. في يوم من الأيام جاء إلى رئيس البعثة البروفسور (كونه) حاملا رقما مسماريا ظاناً أنها الكسر الفخارية التي تقوم البعثة بجمعها, ويدله إلى المكان الذي وجد فيه الرقم, ويلتقط أعضاء البعثة أكثر من ثلاثين رقما مسماريا دفعتها ساقية ري أحد المشاريع الزراعية والتي تمر على سطح التل. ثم كانت المفاجأة الثانية حين أكدت إحدى اللقى إن هذا التل هو موقع المدينة الآشورية المجهولة الموقع (دوركات ليمو) وهكذا تأكد حدس رئيس البعثة في عام /977 /, وعلى ضوء ذلك تم تشكيل أول بعثة أثرية في العام /1978/ لتبدأ موسمها الأول للتنقيب والبحث الأثري. دوركات ليمو في المصادر التاريخية: جاء ذكر المدينة في حوليات الملوك الآشوريين, فورد أيام الملك (آشور بل كالا) في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وذكرت أيام الملك (اداد نيراري الثاني) والملك (توكلتي نينورتا الثاني) وتعود النصوص التي عثر عليها إلى العهد الآشوري الأوسط وبالذات في أيام الملك (شلما نصر الأول /1208 ق . م/. معلومات عن تل الشيخ حمد:

يقع التل على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل وعلى بعد /550 كم/ شمال شرق دمشق العاصمة. ويبعد عن مدينة دير الزور حوالي /70/ كيلو متر باتجاه الحسكة ويقع بالقرب من قرية غربية التابعة لناحية الصور. يبلغ ارتفاع التل عشرين مترا, والموقع الأثري يقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول – المركز الأثري القديم وهو القلعة. أي التل نفسه. القسم الثاني – المدينة الأولى تقع شرق القلعة وهي مربعة الشكل ذات نموذج بنائي محدد, ربما يكون موقعا عسكريا. القسم الثالث – المدينة الثانية شمال القلعة وهي ذات مساحة كبيرة ومحاطة بسور أثري ظاهر للعيان يصل طوله إلى حوالي أربعة كيلو مترات. أما خارج السور فتوجد المقابر بالإضافة إلى منطقتين سكنيتين, وقد سلمت المدينة من فيضان الخابور في كل عام نتيجة لوقوعها فوق مرتفع طبيعي ساعد على استمرار السكن فيها منذ الألف الرابع قبل الميلاد . وقد أخذت المدينة أقصى مدى لها في العهد الآشوري بين /1300 – 600/ قبل الميلاد حيث بلغت مساحتها /110/ هكتارات. نتائج المواسم الأولى للتنقيب في

دوركات ليمو:
بينت الحفريات في موقع المدينة الثانية على أن تاريخها يعود للدولة الآشورية الوسطى أي القرن الثالث عشر قبل الميلاد, وما عثر من كتل معمارية ضخمة البناء تؤكد على أنها منطقة عسكرية وفي مركز المدينة (القلعة) عثر على غرفة الأرشيف, وفيها ستمائة لوحة مسمارية, وهي جزء من بناء ضخم ما زالت الحفريات مستمرة للكشف عن معالمه. وتتألف المكتشفات من نصوص اقتصادية وإدارية تزودنا بمعلومات عن تصدير واسترداد حبوب وحيوانات وأقمشة ومواد مختلفة, وتشير بعض النصوص على أن (دوركات ليمو) كانت مركزا سياسيا هاما وعاصمة لمقاطعة فيها حاكم محلي. وتذكر بعض النصوص الهامة عن وجود قوات عسكرية نقلت إلى المقاطعة مما يدل على وجود حامية عسكرية وان الحاكم كان يسكن في القصر. وقد أصبح من المؤكد أن المنشأة المعمارية الضخمة المكتشفة هي جزء من القصر بدليل أن المحتويات والوظائف تشبه ما تم العثور عليه في قصور الشرق الأدنى القديم. وتقدم لنا الأختام الأسطوانية المكتشفة أرضية هامة لتطوير تاريخ الفن والفكر في الشرق الأدنى القديم لما تحتويه من موضوعات دينية وأسطورية لها علاقة مع أصحاب الأختام, وتميزت أختام العصر الآشوري الأوسط /1400 – 1100/ قبل الميلاد بنوعيتها الجيدة ورشاقة الحركة في صورها, وقد تميز فن النحت على أختام تل الشيخ حمد بالمشاهد الجميلة تؤكد على مدى رقي الفن في مقاطعة دوركات ليمو الذي يضاهي الفن في العاصمة آشور.

الاهتمام بالآثار ضرورة إنسانية تاريخية وطنية:
وكانت آثار الجزيرة قد حظيت في أوقات سابقة باهتمام المعنيين, إذ تم إرسال عدة بعثات تنقيبية, تولت مهمة الكشف عن الآثار الموجودة في المنطقة.. ففي عام /1978/ وصلت بعثة من جامعة (ييل الأمريكية), ونقبت في (تل ليلان) بهدف إثبات أن الحضارة في منطقة الجزيرة قد بدأت قبل حضارة منطقة جنوبي العراق, وقد دلت المكتشفات أن تل ليلان كان عاصمة آشورية للملك (شمشي اداد) المعاصر لحمو رابي في حوالي /1750/ قبل الميلاد. كما قامت بعثة إيطالية برئاسة السيد (باولو بيكو يللا) بالتنقيب في منطقة (تل بري) إذ أثبتت النتائج الأولية أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (قحاط أو كحت), وهناك طبقات أخرى في التل كالفارسية والساسانية والرومانية والإسلامية. وفي الثلاثينات من القرن العشرين قام البحاثة (مالوين) بالتنقيب في منطقة (تل براك), واكتشف قصر الملك (نارام سين) الأكادي ومعبد العيون, وفي أوائل الثمانينات من القرن العشرين قامت بعثة برئاسة البروفسور (دافيد وتسي) بإتمام المشوار الذي بدأه مالوين. ولا زالت هناك مئات التلال, إضافة إلى تلال الخابور.. تنتظر الإفراج عن خباياها. عاصمة آشورية..

تحت تل ليلان:
تزايدت الأهمية التاريخية لتل ليلان عندما عثرت البعثة الأمريكية التي نقبت في هذا الموقع على خمسين لوحة مكتوبة بالخط المسماري تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد. ولدى ترجمة هذه اللوحات تبين أنها تشير إلى زيارات بعض كبار القادة البابليين إلى هذه المنطقة في عصر قريب من عهد الإمبراطور البابلي (حمو رابي), ويرى خبراء البعثة التي نقبت في التل أن هذه المكتشفات تعزز افتراض البرفسور (هارفي وايت) بأن هذا التل هو بقايا عاصمة آشورية تدعى (شبات انليل). * (شبات انليل) عاصمة الملك الاشوري شمشي اداد: في عام /1978/ بدأت بعثة أثرية من جامعة (ييل) ببرنامج طويل الأمد الغرض منه دراسة تاريخ وشروط المعيشة وتطورات الحضارة في هذا الموقع. وفي عام /1980/ واصلت البعثة السورية الأمريكية المشتركة للتنقيب عن الآثار برئاسة البرفسور (هارفي وايت) موسمها التنقيبي الثاني في (تل ليلان), وكانت البعثة المشتركة المذكورة قد باشرت عملها في هذا الموقع خلال موسم العام /1979/ بهدف التحري والكشف الأثري عن المدينة الآشورية المعروفة تاريخيا باسم (شبات انليل) والتي كانت عاصمة الملك الآشوري (شمشي اداد) والمعلومات عن هذا التل تقول: أن مساحته /90/ هكتار محاط بسور ويقع على بعد /25/ كم جنوبي مدينة القامشلي وسط منطقة الخابور الزراعية الخصبة والمعروفة بزراعة الحبوب وغزارة الأمطار وجودة المحاصيل, المنطقة المسماة: (مثلث الخابور).. وعلى مصب وادي قطراني في نهر جارا, اكتشف هذا التل عام /1878/ من قبل عالم الآثار الآشوري (هرمز رسام) الذي بحث في جغرافية مثلث الخابور. وكانت مدينة شبات انليل – كما تدل الدراسات – بلدة صغيرة ثم تحولت في فترة ما قبل الملك الآشوري (سرجون الثاني) إلى مدينة كبيرة محصنة ذات سور ضخم فيها قصور تتسع لمئات الأشخاص ومعابد ذات أبهاء طويلة, ومنشآت كبيرة وورشات لصياغة الفضة, ويدل حجم المدينة الكبير على أنها كانت تضم قطعات عسكرية– حسب تقارير هارفي وايت – يتضح أنها كانت من المدن الكبرى في شمال بلاد ما بين النهرين. وقد حملت الرقم المسمارية والأختام الأسطوانية المكتشفة أسماء بعض الشخصيات من حكام المدن والعاملين مع الملك والمشرفين على الخدمات في هذه العاصمة الآشورية, وألقت الكثير من الأضواء على تاريخ ومؤسسات وثقافة الإنسان الآشوري الذي أسس الحضارات الأولى في الشمال السوري.

تل بري (كحت):
يرجع الفضل إلى العالم الجليل جورج دوسان في التعرف على الاسم القديم (لتل بري) الذي يقع على الضفة اليسرى لنهر الجغجغ رافد الخابور, ويبعد هذا التل حوالي مسافة /8 كم/ إلى الشمال من تل براك الواقعة في منتصف الطريق العام القديم والبالغ طوله (85 كم) بين الحسكة والقامشلي. فقد نشر جورج دوسان محتويات نقشين حجريين كانا جزءا من قصر الملك الآشوري (تيكولتي نينورتا الثاني) واحتويا النقشان المذكوران اسم المدينة التي تختفي في باطن تل بري, وهي مدينة (كحت). بناء على هذا الاكتشاف أصبح تاريخ هذا الموقع الأثري على علاقة بذكر مدينة كحت في النصوص المسمارية المكتشفة في مواقع أخرى. وتغطي تلك النصوص حقبة تبدأ بالعهد البابلي القديم (عهد محفوظات ماري) حتى عهد الملك الآشوري (سرجون الثاني), ولقد أبانت الدراسات الأخيرة لحوليات تيكولتي نينورتا الثاني أن مدينة كحت كانت المحطة الأخيرة قبل (نصيبين) القريبة من القامشلي, في مساره عبر الجزيرة الشمالية في / 885 / قبل الميلاد . كانت بعثة إيطالية باسم معهد الميسينية والايجية الأناضولية التابع لمؤسسة البحوث العلمية في روما, تقوم بالتنقيب المنهجي في هذا الموقع منذ /1980/, ويذكر أن تل بري يقع على الطريق الغربي الشرقي في شمال الجزيرة خلال العهد الروماني – البارثي وعلى خط الحدود بين نصيبين وقرقيسياء (البصيرة) عند مصب الخابور في الفرات.

تل محباقة.. (أورو) أو (أوريما):
تل محباقة.. أحد المواقع الأثرية الكثيرة الهامة في الجزيرة السورية, يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات في منطقة الفرات الأوسط بين مدينة (ايمار - مسكنة) ومدينة (ازو– تل الحديدي) بالقرب من جبل عارودا. ويأخذ هذا الموقع أهميته الجغرافية من موقعه على ضفاف نهر الفرات الذي كان أهم عصب للمواصلات بين الشمال والجنوب, وتدل بقايا الميناء والرصيف التي ظهرت في الموقع أن تل محباقة لعب دورا هاما في حركة المواصلات التجارية على هذه الطرق المائية, وبناء على ذلك ارتبطت محباقة في شبكة المواصلات المتفرعة نحو الشرق ونحو الغرب, هذه الشبكة التي يطلق عليها اصطلاحا اسم (الممر الآشوري) الذي يربط مدن منطقة نهر دجلة مثل: آشور ونوزي, ومدن منابع الخابور مثل: شبات انليل وداشكاني. مع موانئ البحر المتوسط . ومكامن المواد الخام الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات إضافة إلى هذا الموقع الهام, فإن محباقة تتوسط أراضي خصيبة وتدل الشواهد الكتابية واللقى الأثرية والمعالم المعمارية على أنها كانت مركزا حضاريا واقتصاديا هاما, وهذا ما جعل علماء الآثار يسعون للتنقيب فيه . وكانت السيدة (غيرترود بيل) في عام 1911 أول من ذكر تل محباقة, لكن معاول التنقيب لم تمتد إليه إلا في عام 1968, وذلك في أعقاب عمليات المسح الأثري الذي قامت به المديرية العامة للآثار والمتاحف في عام 1964 ضمن إطار إنقاذ الآثار التي ستغمرها مياه غمر الفرات . وقد بدأت مواسم التنقيب الأثري عمليا في تل محباقة عام 1970, ووصل عدد هذه المواسم إلى /11/ موسما, أجرتها البعثة الأثرية الألمانية الاتحادية برئاسة البروفيسور (ديتمار مخولة). لقد استطاعت البعثة خلال مواسم التنقيب السابقة التوصل إلى نتائج هامة يتحدث عنها الدكتور (ديتمار) قائلا: تعود السوية الأثرية العليا والأخيرة في (تل محباقة) إلى العصر البرونزي الوسيط, وهي تضم معظم معالم المدينة في ذلك العصر, ويبدو أن المدينة ظلت عامرة حتى العصر البرونزي الحديث, وكان يطوق المدينة سور ترابي, لكن يبدو أن المدينة تقلصت إلى قرية في عصر الحديد وفي أواخر الفترة الرومانية وأحدث الآثار المكتشفة كانت جزءا من مشغل خزف إسلامي.

البنية المعمارية:
أما البنية المعمارية للمدينة فقد تجلت في اكتشاف معبدين وبوابتين من بوابات سور المدينة, والأحياء السكنية, ومركز المدينة المسور, وشبكة الشوارع والأزقة. وما حوته بيوتها من عناصر معمارية, وأدوات عمل, وأدوات منزلية فخارية وحجرية ودمى وتعاويذ وأدوات زينة وحلي.. تعبر عن أزدهار المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد.

الوثائق الأهم ؟!
لكن الوثائق الأهم, وهي الرقم المسمارية– ظلت لسنوات طويلة مستعصية المنال في تل محباقة, إلى أن جاءت مواسم عام 1984, وما بعدها لتزيح الستارة عن مكامن رقم مسمارية تتضمن أخبارا موثوقة عن المدينة وحياتها. لقد تبين للبعثة الأثرية مؤخرا, إن سكان المدينة آنذاك عمدوا إلى إخفاء وثائقهم وسنداتهم وعقود البيع والشراء والقروض وغيرها.. في مخابئ خاصة تحت أرضية البيت, أو في فجوات جدارية أو في مواضع أخرى, كي تبقى في مأمن بعيدا عن التلف أو العبث. عثرت البعثة الأثرية خلال أحد عشر موسما (منذ عام 1970– 1988) على واحد وثمانين رقيما مسماريا, منها واحد وخمسون رقيما خلال الفترة ما بين آب ومطلع تشرين الأول من موسم عام 1988, وقد عكف علماء الملفات المسمارية منذ اكتشاف الرقم الأولى على فك طلاسمها, ووجدوا في الرقم المكتشفة مادة غزيرة وثمينة تدعم تحليلاتهم لأن جل ما عانى منه هؤلاء العلماء في عملهم السابق, تمثل في قلة الرقم وندرة وجود نظائر لها, من أجل المقارنة في مواقع مجاورة في منطقة الفرات الأوسط.

(أورو) أو (أوريما):
تضمنت الرقم التي أنجزت قراءتها معلومات اقتصادية كالقروض والعقود والمقايضة وتداول وتملك العقارات وعمليات حصر ارث ووصايا وقوائم بأسماء شهود, واسم عمدة المدينة, ومجلس شيوخها, واسم المدينة القديم, الذي يعتقد بأنه (اورو) أو (أوريما) وهناك دلائل لذكر هذا الاسم في نصوص موقع (آلالاخ – تل عطشانة) والكرنك, تعزز هذا الاحتمال كما أن الرقم المسمارية المكتشفة في اوريما يعود تاريخها إلى نهاية العهد البابلي القديم, أي ما بين النصف الثاني من القرن السادس عشر قبل الميلاد, والنصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد, وتظهر فيها تأثيرات قادمة من مملكة (يمحاض – حلب القديمة) و(الالاخ – تل عطشانة) مع اختلاف جوهري عن رقم مملكة (ماري – تل الحريري) وبذلك تسهم مكتشفات (تل محباقة – أوريما) الأثري في التعريف بتاريخ سوريا القديم, وتفتح سفرا جديدا في منطقة الفرات الأوسط, والتي كانت حتى فترة غير بعيدة يسودها الغموض.

أخيرا وليس آخرا:
كانت تلك أمثلة وأقوال وحكايا وشواهد على مدى عظمة حضارة وادي الخابور. هذه الحكايا هي الآن من الماضي البعيد. أما اليوم (والعالم في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة للميلاد) هناك غير من أربع وثلاثين قرية آشورية على ضفتي هذا النهر وهي.. القرى التي على كتفه الأيمن حسب جريانه: تل شميرام, تل طلعة, تل تينة, تل كوران, قبر شامية, تل بالوعة, تل خريطة, تل مخاضة, تل طال, تل هرمز. والقرى التي تقع على كتفه الأيسر حسب جريانه : تل طويل. أم وغفة. أم الكيف. تل كفجي. تل جمعة. تل أحمر. تل تمر. تل نصري. تل حفيان. تل مغاص. تل مصاص. تل جدايا. تل فيضة. تل دمشيش. تل نجمة. تل جزيرة. تل باز. تل رمان فوقاني. تل رمان تحتاني. تل شامة. تل ورديات. تل سكرة. تل بريج. تل عربوش. أم غركان. هذه القرى يسكنها أهلها وأصحابها الآشوريين الذين هم من أقدم الشعوب على هذه الأرض وأكثرهم صبرا وجلدا وتحملا لنوائب ومصائب وويلات الزمن.. لا زالوا باقون منذ عصور سحيقة يعيشون في وطنهم وفوق تراب أرضهم وأرض آباءهم وأجدادهم, يعملون ويفلحون الأرض ويبذرون فيها البذار الطيب, ويزرعون الشجر والثمر, ويبنون ويعلمون ويتعلمون, ويكافحون في سبيل العيش والحياة, ويناضلون من أجل الحق والعدل والحرية والسلام والأمان في الأرض والبلاد وفي الإنسانية جمعاء.

المراجع:
صحيفة تشرين – العدد الصادر في 25 / 6 / 1980
منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف – دمشق – 1983
صحيفة تشرين – العدد / 2849 / الصادر في 25 / 3 / 1984
جمال بلاط – تحقيق: صحيفة تشرين العدد الصادر في 12/12/ 1985
عن صفحة من مجلة الشرطة.
علي القيم – صحيفة تشرين العدد الصادر في 3 / 12 / 1988
فؤاد يوسف قزانجي (جريدة بهرا – الضياء العدد 246 , 2 أيار 2004) الناطقة باسم الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) – العراق


عودة إلى الأعلى

المصادر والمراجع :

http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
الجزيرة السورية - إسكندر داوود
تاريخ الشرق الأدنى - د. أنطون مورتفات
تل حلف - البارون فون أوبنهايم
مجلة العمران العددين 41 – 42 عام 1972 م.
الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة - عز الدين بن شداد
ثقافة السريان في القرون الوسطى - نينا بيفوليفسكايا - ترجمة: د. خلف الجراد


مساحة
http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:23 PM
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات


والشائعات تتنوع بين بحيرة جوفية ومدينة أثرية تحتها

تكرر المشهد أكثر من مرة وفي مواقع عدة برأس العين .. هبوط مفاجئ في أحد الشوارع وتحت أحد الأبنية وفي حقل فلاح, وهي حوادث تقترب من المدينة, مما ترك أضرار وخسائر مادية، تحاول جهات متخصصة محلية وعالمية للوقوف على أسبابها ... فيما ينتظر العشرات التعويض.



مصطفى علو الذي ابتلعت الأرض بانهيار مفاجئ غرفتين من بيته المؤلف من ثلاثة غرف, ليحشر مع 14 فرد من عائلته بغرفة واحدة, تعلم من الحياة والبلدية الاقتباس من صبر النبي أيوب فيقول "بعد الانهيار نظمت البلدية ضبطا قالوا إنه للتعويض عن المصيبة التي حلت بي، ومنذ سنتين إلى اليوم لم يحرك ساكن في قضيتي، توجهت إلى المخافر، ومدير المنطقة والمحافظ دون نتيجة ولم أنل سوى الطرد والبهدلة فوق مصيبتي".

وأضاف "لم يبق لي سوى حل واحد وكان الذي أخشاه، الاضطرار لبناء الغرفتين عبر الاستدانة من الأصحاب، دون أن يضمن لي احد عدم انهيار الغرفتين الجديدتين, فإلى اليوم لم أعرف سبب الانهيار".



الوقوف على أسباب الانهيارات

الدراسات الجيوفيزيائية، والهيئة العامة للاستشعار عن بعد، كشفتا سابقا بتقرير لهما أن سبب الانهيارات في رأس العين يعود إلى "وجود تكهفات كارستية تحت المدينة, تتعرض لحركة هيدروليكية قد يكون المسبب لها الآبار ذات الأعماق السحيقة التي تم حفرها على سرير الخابور لضمان استمرار تدفق المياه إلى الحسكة, رغم وجود بدائل لاستجرار مياه شرب لها عن طريق نهر دجلة والفرات, والمشروعان مطروحان الآن واقتربا من التنفيذ".

وحول سبب عدم استقرار النظام الهدروليكي قال رئيس مجلس المدينة عبد الرزاق عزيز لـسيريانيوز إن "هذه التكهفات قديمة وليست سوى مسارب ومجاري للمياه الجوفية تشكلت منذ زمن بعيد في الصخور الكارستية الكلسية, وهي ذات طبيعة خاصة تتماسك بالماء والرطوبة وتتفتت عند جفافها, ما يؤدي إلى انهيارها، وهذا ما حدث بعد جفاف الينابيع, حيث بدأنا نلاحظ الانخسافات على سطح التربة، مما دعانا ,وبمساعدة الهيئة العامة للاستشعار عن بعد, إلى تحديد المناطق التي تعتبر خطرة لمعالجتها".



وعن العلاقة بين الانهدامات والعدد الكبير من الآبار المحفورة على مجرى الخابور قال رئيس المجلس "لا يوجد علاقة مباشرة, والأمر يتعلق بسوء شبكة الصرف الصحي من جهة وانخفاض منسوب المياه الجوفية من جهة أخرى".



مدارس خطرة ...14 بناء تم إخلاؤها بسبب الانهيارات

أكثر من 14 مبنى ضمنها بضعة مدارس تم إخلاؤها خوفا من انهيارها بعد ظهور التشققات وميلان البعض الآخر, وبسبب توقع انهيارها اثر اكتشاف حفر كبيرة تحتها وكهوف تم تحديدها من قبل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.

ويمكن تحديد هذه الأماكن التي تعتبر خطرة حسبما قال مدقق تراخيص البناء بشار مسطو, وأضاف "أن المناطق الخطرة هي جنوب المدينة على جانبي الكورنيش الجنوبي, وهي منطقة تحوي الكثير من المدارس ومجلس المدينة والمستشفى الوطني والخدمات الفنية وغيرها من الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى جميع مكاتب الهندسة المدنية في رأس العين".



رأس العين ... كوكتيل شائعات !!

تقول إحدى الشائعات القديمة التي تعكس خوف سكان رأس العين من الانهيارات أن خبيرا جيولوجيا أجنبيا زار رأس العين في سبعينيات القرن الماضي ليقوم بمسح جيولوجي لصالح مديرية المشاريع الكبرى آنذاك، ولمعرفته الواسعة بهذا المجال قرر إنهاء عمله خلال النهار، وإمضاء الليل في مدينة الحسكة لينام نوما هادئا خوفا من انهيار مفاجئ.

وتقول أخرى أن المدينة عائمة على بحيرة ماء كبيرة وجفافها سيؤثر على وجود المدينة ذات الينابيع الغزيرة سابقا.

والثالثة تخبر عن مدينة أثرية كاملة أسفل قرية رأس العين هي التي تقف وراء هذه الانهدامات.



وللوقوف على مصداقية الشائعات, قال رئيس مجلس المدينة في رأس العين إن "من الطبيعي أن تكون تحت المدينة بحيرة مياه جوفية، فهي تقوم على منطقة ينابيع، حتى أن شارع الكورنيش الجنوبي كان يسمى الميّات في إشارة لوجود برك مياه كثيرة تم البناء مكانها بعد جفاف الينابيع، أما بالنسبة لوجود مدينة أثرية فهذا غير صحيح, المدينة الأثرية القديمة تقع شمال المدينة الحالية على الحدود السورية التركية تماما وتدعى اليوم بالخرابات وهي رسوم دارسة".



"إن الله مع الصابرين"

هذه الانهيارات أدت إلى خسائر مادية كبيرة لأصحابها والعشرات ينتظر التعويض, دون أن يكون هناك جواب شاف عن إمكانية حصول المتضررين على تعويضات.

رئيس البلدية قال لـسيريانيوز "أنا أحد المتضررين من هذه الانهيارات, فانهيار الأرض تحت بناء دار الهندسة دفعني مع عدد من المهندسين لإخلاء مكاتبنا، ولم نحصل حتى الآن على تعويض على الرغم من الدعاوي التي رفعناها للمطالبة بالتعويض".

فيما علمت سيريانيوز من المهندس بشار مستو أن "بعض هذه الدعاوى قيد التنفيذ, وهي تقدر بملايين الليرات، ولكن لا يمكن دفعها حاليا لأن هذه المبالغ غير متوفرة بالوقت الراهن ".



انعكاسات الوضع

انعكس كل ما تقدم على حركة البناء في المدينة, حيث توقفت التراخيص لأبنية جديدة لما يزيد عن السنة من شباط 2006 حتى تموز 2007, ثم استؤنف منح التراخيص بعد ذلك ولكن بحذر شديد, حيث يطلب من المتقدم بطلب ترخيص بناء أو ترميم أن ينفذ توصيات واردة من المؤسسة العامة للجيولوجيا تتضمن إجراء الدراسات الجيوتكتيكية والسبر اللازمة وبالأعماق المناسبة, لاختبار وتوصيف التربة حول كل المبنى وبداخله واقتراح طرق المعالجة المناسبة، واعتماد نظام الحصائر بدلا من نظام الركائز، وهذا يعني وقت أطول وتكلفة أعلى طبعا ما يؤدي إلى إعاقة حركة التطور العمراني في المدينة.

وفي سياق ذي صلة, شهدت حركة البيع والشراء للعقارات السكنية جمودا حادا لفترة من الزمن, لتعود بحركة بطيئة.

ويقول أصحاب المكاتب العقارية إن أعداد المنازل المعروضة للبيع كثيرة ولكن لا وجود لمن يشتري، ويقول أبو محمود صاحب مكتب عقاري إن "البيوت فقدت نصف ثمنها، وتكلف عند بنائها أكثر مما يدفع بها عند البيع".



الحلول ... تكتيكية وغير كافية

وعن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة منذ ثلاث سنوات قال رئيس البلدية إن شبكة الصرف الصحي الإسمنتية ستستبدل بأخرى بلاستيكية، لأن الأولى تتضرر بالانخسافات ما يؤدي إلى تسرب مياه الصرف الصحي ما ينعس سلبا على التكهفات الموجودة، بالإضافة إلى الحذر عند إعطاء التراخيص الجديدة للبناء ومطالبة طالب الترخيص بتوصيات هيئة الاستشعار عن بعد

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:25 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7368.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:26 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7369.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:29 PM
الاديرة المسيحية القديمة في الجزيرة الاديرة المسيحية القديمة في الجزيرة
(626ه-1229م)
الدير تعريفا: بيت يتعبد فيه الرهبان وقد كثرت هذه الاديرة في الجزيرة الفراتية وخاصة وادييي( الفرات والخابور ) وذلك ماقبل سنة (626ه-1229م) ولما ازدهرت الرهبانية كانت الأديرة بمثابة كليات لدراسة العلوم اللاهوتية ومن هذه الأديرة :
1-دير أبون : ويقال أبيون وهو الصحيح دير جليل فيه رهبا ن كثيرة يزعم أن به قبر نوح (عليه إسلام ) يشهد له بالقدم قال فيه الشعراء :
ن كثيرة يزعم أن به قبر نوح (عليه إسلام ) يشهد له بالقدم قال فيه الشعراء :
واني إلى الثرثار والحضر حلتي ودارك دير أبون أو برز مهران
سقى الله ذاك الدير غيثا لأهله وماقد حواه من قلاقل ورهبان
2-دير أبي يوسف : فوق الموصل ودون بلد بينهما فرسخ

واحد (5.75)كم وهو دير كبير فيه رهبان ذوو حدة يقع على شاطئ دجلة في ممر القوافل .
3-دير احويشا : واحويشا بالسريانية تعني الحبيس يقع في مدينة سعرت من أعمال ديابكر قرب مدينة ارزن كبير جدا فيه أربعمائة راهب وحوله البساتين والكروم ويحمل خمره إلى ماحوله من البلدان لجودته والى جانبه نهر يعرف بنهر الروم .
4-دير الأعلى :بالموصل في أعلاها على جبل مطل على دجلة يضرب به المثل في رقة الهواء وحسن المستشرف ويقال انه ليسىللنصارى دير مثله لما فيه من أناجيلهم ومتعبداتهم وظهر تحته في سنة 301ه عدة معادن ويزعم أهل الموصل أنها تبرا من الجرب والحكة والبثور وتنفع المقعدين والى جانب هذا الدير مشهد عمر بن الحمق الخزاعي (صحابي)
5-دير اكمن : يقع على رأس جبل الجودي ينسب إليه الخمر الموصوف في جودته وحوله من المياه والشجر و البساتين الكثير .
6-دير باثاوا : يقع بالقرب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة فراسخ (18كم) .
7-دير باغوث: دير كبير كثير الرهبان على شاطئ دجلة بين الموصل وجزيرة ابن عمر .
8-دير برصوما : وهو الدير الذي ينادى بطلب نذره في نواحي الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم وهو قرب ملطية على رأس جبل يشبه القلعة وعنده منتزه وفيه رهبان كثيرة .
9-ديرالجودي :والجودي هو الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام وبين هذا الجبل وجزيرة ابن عمر سبعة فراسخ (42كم)وقد بني على قمة الجبل .10-دير الرمان: يقع في مدينة كبيرة ذات أسواق للبادية بين الرقة والخابور تنزلها القوافل القاصدة من العراق إلى الشام (ربما تكون هذه المدينة دير الزور الحالية ).
11-دير حنضلة : يقع في الجانب الشرقي من شاطئ الفرات بين الدالية والبهسنة اسفل رحبة مالك بن طوق معدود من نواحي الجزيرة منسوب إلى حنضلة بن أبي غفر بن النعمان بن حية بن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هني بن عمرو بن الغوث بن طيء وهذا هو عم إياس بن قبيصة بن أبي غفر الذي كان مالك الحيرة من رهطه أبو زبيد الطائي وحنضلة هو القائل بعد أن نسك في الجاهلية وتنصر فبني هذا الدير وعرف به
ومهما يكن من ريب دهر فأنني أرى قمر الليل المعذب كالفتى
يهل صغيرا ثم يعظم وضوؤه وصورته حتى إذا ماهو استوى
ويقول عبدلله بن محمد الأمين بن الرشيد وقد نزل به فاستطابه :
الايادير حنضلة المفدى لقد أورثتني سقما وكدا
أزف من الفرات إليك دناواجعل حوله الورد المندى
12-دير الخنافس :مكانه غرب دجلة على سفح جبل شامخ وهو صغير لا يسكنه أكثر من راهبين نزه لعلوه على الضياع وإشرافه على انهار نينوى والمرج وله عيد يقصده أهل الضياع في كل عام مرة .
13-دير الزر نوق: في جبل مطل على دجلة بينه وبين جزيرة ابن عمر فرسخان (12كم) معمور إلى زمن ياقوت الحموي 626ه -1229م فيه بساتين وخمره كثير يعرف بعمر الزر نوق والى جانبه دير صغير يعرف بالعمر الصغير كثير الرهبان والمتنزهات .
14-دير الزعفران : ويسمى عمر الزعفران قرب جزيرة ابن عمر تحت قلعة اردمشت وهو في لحف جبل والقلعة مطلة عليه به نزل المنضد لما حاصر هذه القلعة حتى فتحها ولأهله ثروة وفيهم كثرة وبقربه على الجبل المحاذي لنصيبين كان يزرع فيه الزعفران وهود ير نزه فرح لأهل اللهو بت مشاهد ولهم فيه أشعار وفي جبل نصيبين عدة أديرة آخر يقول عنه المؤرخ الشابشتي في كتابه الديارات :(عمر الزعفران بضم أوله وسكون ثانيه لفظة سريانية بمعنى البيت والمنزل وهو من الديارات الموصوفة والمواقع المذكورة بالطيب والحسن حوله الشجر والكروم وشرابه موصوف يحمل إلى نصيبين).
15-دير زور قال المدائني عن أشياخه بعث عمر بن الخطاب (ر) في سنة 14ه-635م شريح بن عامر أخا سعيد بن بكر إلى البصرة وقال له كن رداء للمسلمين فسار إلى الأهواز فقتل بدير زور ولم تحدد المصادر موقعه بشكل دقيق .
16-دير سعيد : يقع غرب الموصل قريب من دجلة حسن البناء واسع الفناء حوله قلالي كثيرة للرهبان وهو إلى جانب تل يقال له تل بادع يكتسي أيام الربيع طرائف الزهر وكانت فيه وقعة بين مؤنس الخادم وبني حمدان قتل فيها داود بن حمدان سنة 320ه -932م .
17-دير سابا : يقع في قرية من أعمال الموصل وسابان تفسيرهما بالسريانية دير الشيخ .
18دير مرت سارة : كان بالقرب من نهر الخابور خاصا بالرهبان.
19-دير السجين : احد أديرة ديار بكر ولعله دير حويشة .
20-دير الشياطين : يقع بين مدينة بلد والموصل بين جبلين في فم الوادي بالقرب من اوشل مشرف على دجلة في موضع حسن الهواء والرواء .
21-دير عباد : يقع على قمة جبل عباد الكائن إلى الشمال من ميافارقين .
22-دير العذارى : قال الاصبهاني هو بين ارض الموصل وبين باجر مي من أعمال الرقة دير عظيم قديم وبه نساء عذارى قد ترهبن به واقمن للعبادة فسمي بذلك .
23-دير الغرس: قريب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة عشر فرسخا (75كم)على جبل عال كثير الرهبان .
24-دير الكلب : يقع بنواحي المو صل ناحية باعذرا له قلالي ورهبان كثر وله رستاق ومزارع قال فيه السفاح :
سقى ورعى الله دير الكلاب و من فيه راهب ذي أدب
25-دير لبى: ويروى لبنى دير على جانب الفرات الشرقي كان منازل بني تغلب ذكره الأخطل فقال :
عفا دير لبى من اميمة فالحفر وأقفر إلا أن يلم به ركب
قضين من الديرين هما طلبنه فهن إلى لهو وجارتها سرب
وقد كانت وقائع بين بني تغلب وبني شينان فقال ابن مقبل :
كان الخيل إذا صبحنا كلبا يربن وراءهم مايبتغينا
فلم تسلم لكم أفراس قيس ولا ترجو البنات ولا البنينا
أثرن عجاجه في دير لبى وبالحضريين شيبن القرونا
26-دير بانخايال :يقع باعلى الموصل على ميل (2كم) منها مشرف على دجلة ذو كروم ونزه وهو دير ميخائيل أيضا وله ثلاثة أسام.
27-دير مار توما : هذا الدير بميافارقين على فرسخين (12كم) منها على جبل عال له عيد يجتمع الناس إليه وتنذر له النذور تحمل من كل موضع يقصده أهل البطالة وتحته برك يجتمع فيها ماء الأمطار وتزعم النصارى أن له ألف سنة وزيادة وانه شاهد السيد المسيح (عليه السلام )والقول للمؤرخ ابن شداد .
28-دير ملكيساوا: مطل على دجلة فوق الموصل بينهما نحو فرسخ ونصف (حوالي 8كم) وهو صغير .
29-دير منصور : في غرب الموصل مطل على نهر الخابور وهو دير كبير عامر .
30-دير قرقفتا: ومعناه الجمجمة أو قمة الجبل كان موقعه في بلدة مجدل على ضفة الخابور الغربية بين رأس العين والحسكة اشتهرامره في غرة القرن الثامن الميلادي وكان مركزا هاما لعلم الكتاب المقدس والغة السريانية والى رهبانه تنسب القرقفية اخرج عدة علماء .
31-ديراسفلولس: من أشهر أديار رأس العين وأقدمها انشئ في القرن الخامس خرب سنة 1203م. هناك
32-ديرتيراوتيز : بقرب رأس العين اضطهد رهبانه سنة 519م في جملة من اضطهد من رهبان المشرق .
33-دير المبيض: دير كبير مشهور بمنطقة رأس العين كان يرأسه يشير في سنة 635مقبل هجرته الىالجهة الغربية من البليخ وإشادة دير بيت ريشير. 34-ديرمارزاعورة: يقع بقرب قرية طابان على الخابور يرقى عهده إلى أواخر القرن الرابع أو غرة الخامس وكان عامرا في القرن الثالث عشر .
35-دير بصير: يقال انه كان في موقع مدينة البصيرة (قرقيسيا).
36-دير صلوبا: يقع في إحدى قرى الموصل حسبما ذكر في المصادر .
37-دير دينار: يقع في ناحية إقليم اقور من الجزيرة الفراتية..
المراجع
1- المقدسي أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم وزارة الثقافة دمشق 1980م
2-الواقدي تاريخ فتوح الجزيرة والخابور وديار بكر والعراق تحقيق عبد العزيز حرفوش دار البشائر 1996م
3-ابن شداد الاعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة وزارة الثقافة دمشق 1978م
4-الشابشتي الديارات تحقيق كوركيس عواد دار الرائد العربي بيروت 1983م
5-عبد القادر عياش حضارة وادي الفرات تحقيق د.وليد مشوح دار الأهالي دمشق 1989م

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:31 PM
الزي البدوي التقليدي
لباس الرجل يتألف لباس الرجل البدوي في محافظة الحسكة من كوفية وعقال أسود للرأس ،ويتكون لباس الجسد من ثوب داخلي فضفاض أبيض اللون مفتوح من الأعلى وله أكمام طويلة جدا، يرتدي فوقه رداء يشبه الثوب وقد يكون ملونا ويدعى (الزبون ) ويتزنر البدوي بزنار عريض من الصوف قد يبطن ليصبح القسم الأمامي منه لمحفظة النقود ، وقد يتزنر بعضهم بزنار إضافي على الصدر يستخدم لحمل السلاح. ويستخدم بعض الرجال سترة صغيرة من الجوخ بأكمام طويلة تدعى (الدامر) أم العباءة فيستخدمها البدوي خفيفة في الصيف وثقيلة مبطنة بجلد الغنم في الشتاء وتدعى (الفروة ).


لباس المرأة يتألف لباس المرأة البدوية من ( الملفع )الذي يكون مقصباً باللونين الأسود والأبيض. أما ترتدي فوق الملفع (الهبرية) التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون 0 وذلك كلباس للرأس. أما لباس الجسد فيتكون من ثوب طويل أسود اللون يدعى (ملس) أو (أبو رويشة)، ترتدي فوقه ثوبا آخر مزركشاً وملونا يدعى (صاية) وهو مطرز بخيوط (فتل) لونها أزرق وتطرز باليد عادة أما (الجوخة) فترتديها المرأة فوق الصاية وتسمى أيضا (المقطنة) وتصنع باليد. ومن أزياء المرأة المميزة حزام فوق يدعى (الشويحي) وهو منسوج من الحرير المزركش تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى هذا الحزام تقريبا وتتكون حلي البدوية من الذهب والفضة متمثلة (بالتراكي )على الرأس، والحلق، (والوردينة) التي توضع في أحد جانبي الأنف من الأسفل، (والعران )الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدليا حتى يغطي منتصف الشفة العليا والسفلى من الفم (والكردان) في العنق وأخيرا (الحجول) وهي الخلاخيل في الأرجل وقد اختفى تقريبا (العران) و(الحجول). [b]الزي البدوي التقليدي
لباس الرجل يتألف لباس الرجل البدوي في محافظة الحسكة من كوفية وعقال أسود للرأس ،ويتكون لباس الجسد من ثوب داخلي فضفاض أبيض اللون مفتوح من الأعلى وله أكمام طويلة جدا، يرتدي فوقه رداء يشبه الثوب وقد يكون ملونا ويدعى (الزبون ) ويتزنر البدوي بزنار عريض من الصوف قد يبطن ليصبح القسم الأمامي منه لمحفظة النقود ، وقد يتزنر بعضهم بزنار إضافي على الصدر يستخدم لحمل السلاح. ويستخدم بعض الرجال سترة صغيرة من الجوخ بأكمام طويلة تدعى (الدامر) أم العباءة فيستخدمها البدوي خفيفة في الصيف وثقيلة مبطنة بجلد الغنم في الشتاء وتدعى (الفروة ).


لباس المرأة يتألف لباس المرأة البدوية من ( الملفع )الذي يكون مقصباً باللونين الأسود والأبيض. أما ترتدي فوق الملفع (الهبرية) التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون 0 وذلك كلباس للرأس. أما لباس الجسد فيتكون من ثوب طويل أسود اللون يدعى (ملس) أو (أبو رويشة)، ترتدي فوقه ثوبا آخر مزركشاً وملونا يدعى (صاية) وهو مطرز بخيوط (فتل) لونها أزرق وتطرز باليد عادة أما (الجوخة) فترتديها المرأة فوق الصاية وتسمى أيضا (المقطنة) وتصنع باليد. ومن أزياء المرأة المميزة حزام فوق يدعى (الشويحي) وهو منسوج من الحرير المزركش تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى هذا الحزام تقريبا وتتكون حلي البدوية من الذهب والفضة متمثلة (بالتراكي )على الرأس، والحلق، (والوردينة) التي توضع في أحد جانبي الأنف من الأسفل، (والعران )الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدليا حتى يغطي منتصف الشفة العليا والسفلى من الفم (والكردان) في العنق وأخيرا (الحجول) وهي الخلاخيل في الأرجل وقد اختفى تقريبا (العران) و(الحجول).
الزي الماردلي التقليدي
لباس الرجل يتألف اللباس التقليدي الماردلي (سكان ماردين وريفها من مسلمين ومسيحيين) من الطربوش الأحمر للرأس بالنسبة لابن المدينة ومن الطاقية المصنوعة من الشعر بالنسبة لابن الريف أما لباس الجسد فيتكون من القمباز وأحيانا يرتدي أبن المدينة فوقه سترة أما ابن الريف فيرتدي سروالا من الشعر ويتزنر بقطعة قماشية كما يرتدي سترة على شكل فروة.

وبالنسبة للزي القلعة مراوي التقليدي فهو الكوفية والعقال للرأس (الزبون والبشت) وهي الصدرية والسترة للجسد.




لباس المرأة يتكون من قطعة قماشية سوداء تسمى (باجية) تغطي وجهها وتكون رقيقة نسبيا كي تتمكن من الرؤية من خلالها وترتدي المرأة المسنة طربوشا نسائيا تضع فوقه (الباجية) السوداء وذلك عند المرأة المسلمة أما المرأة المسيحية فلا تضع الباجية والمسنة هنا تضع على رأسها عصبة من القماش.

ويتكون لباس الجسد من فستان طويل تضع فوقه شرشف اسود اللون وهذا زي مأخوذ عن (العثمانيين) وتغلب الألوان الزاهية على لباس الصبايا في حين نجدها قاتمة عند المسنات وبالنسبة للزي القلعة مراوي فهو (القنطة ) المكونة من القماش الحريري الملون والفستان الطويل الملون للجسد.

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:33 PM
الزي الآشوري التقليدي
لباس الرجل يرتدي الرجل قبعة على شكل نصف كرة مصنوعة من الصوف يضع عليها عدة ريش من ريش النعام كلباس للرأس أما لباس الجسد فيتكون من قميص أبيض بدون فوقه كنزة مصنوعة من الصوف وبنطال ملون ومزركش وعريض من الأسفل مصنوع من الصوف أيضا.

لباس المرأة ترتدي المرأة على رأسها منديلا حريريا لونه أسود بحيث يغطي الرأس ويبقي الوجه مكشوفا ويغطي جسمها فستان طويل ملون أما الحلي التي تتزين بها فهي مكونة من سلسلة ذهبية أو فضية تضعها على رأسها (جبينها ) وسلسلة أخرى على صدرها وثالثة على الخصر أما الحجول ( الخلاخيل ) فلا وجود لها عند المرأة الآشورية.

[تحرير]الزي الارمني التقليدي
لباس الرجل يتألف من قبعة بقطعة قماشية مزركشة من الحرير الملون بالأحمر والأسود والأصفر كلباس للرأس وعلى الجسد يرتدي قميصا طويلا أبيض اللون وفوقه قميص أخر ملون وفوق هذا يرتدي صدرية كما يرتدي سروالا طويلا واسعا ويتزنر بحزام قماشي أصفر اللون.

لباس المرأة ترتدي المرأة على رأسها قلنسوة حمراء فيها شراشيب سوداء وتلف هذه القلنسوة بمنديل أبيض يغطي القلنسوة والشعر ويبقى الوجه مكشوفا ويمر المنديل من تحت الرقبة أما لباس الجسد فيتكون من فستان طويل أحمر اللون وتحته سروال طويل كما تتزنر بحزام قماشي وتضع صدرية مزركشة ملونة

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:35 PM
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب منب ـ دير الزور : اسم سرياني ومعناه (ديرو زعورو)(الدير الصغير) (ܕܝܪܐ ܙܥܘܪܐ) ولقد اصبحت دير الزور مدينة كبيرة على الفرات الأوسط ، التجا إليها الآلاف من المسيحيين الأرمن والسريان عام 1914 هربا من مذابح العثمانيين ، ولقد لاقوا من سكانها معاملة جيدة وغادرها الكثيرون إلى مدينة حلب .
ـ القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من مدينة نصيبين التي تقع بالجانب التركي من الحدود حيث تقاطروا عليها قادمون من القرى المجاورة ومن منطقة طور عابدين ، وكلمة القامشلي هي مشتقة من اللغة التركية (قاميش )وهي نبتة القصب التي كانت تنبت على ضفاف نهر الجغجغ ، وفي عام 1950 كان 95 بالمئة من سكان المدينة من السريان .
- نصيبين: (ܢܨܝܒܝܢ) تسمية سريانية تعني الغراس لكثرة اشجارها، وهذه المدينة هي في الجهة التركية من الحدود وملاصقة تماما لمدينة القامشلي ، هذا وتحتل مدينة نصيبين التاريخية التي تنتمي إليها الشهيدة القديسة فبرونيا مكانة كبيرة لدى السريان أينما كانوا وذلك لأنه منها نبغ شمس السريان مار افرام السرياني واليها ينتمي شفيع القامشلي التي يسميها السريان نصيبين الجديدة ، وفيها كانت هناك ابرز مدارس السريان في القرون الغابرة (أوائل القرن الرابع الميلادي) إلى جانب مدارسهم التي تجاوزت الخمسين مثل مدرسة راس العين وقرقفتا والرها.

- راس العين : اسم مترجم من السريانية (ريش عينو) ( ܪܝܫ ܥܝܢܐ) تقع هذه البلدة على منابع نهر الخابور على الحدود السورية التركية ، كانت قديما مقرا لكراسي عدة مطارنة ، وتخرج منها فلاسفة ورجال دين يحملون اسم المدينة ( الراسعيني) (ريشعينو) .

ـ تل ليلان : يقع هذا التل جنوب بلدة القحطانية ، ومعناه تل الإله ليل (ܬܠܠ ܠܝܠ) ، وتجري فيه تنقيبات اثرية لبعثة امريكية ووطنية سورية ، ولقد ازيل التراب عن قلعة وبيوت مبنية باحجار بازلتية سوداء ، وتم العثور على كنوز واثارات معظمها اشورية .

- قسروك : اسم سرياني ومعناه: (قصر اوروك) ( ܩܨܪܐ ܘܪܟ) وتبتعد عن مدينة القامشلي بـ 50 كم شرقا ، وواضح من معناه بانه كان قصرا او مقرا لاحد ملوك اوروك في الحقبة التي كان فيها كلكامش وانكيدو وشهرت هذا العظيم كلكامش الذي معناه كلكا دشمش (كرة الشمس) وقصته المعروفة ومغامراته وبحثه عن نبتة الخلود بعد موت صديقه انكيدو ، تقع قسروك او قصروك في سهل الجزيرة الشمال شرقي بالقرب من محطة قطارات تل علو ، ولقد اكتشف بتلتها كتابات قديمة وصور وكتابة سريانية منقوشة على احجار ضخمة من قبل بعثة الاستكشاف الهولندية .

ـ تل براك : اسم سرياني ومعناه (التل المبارك او تل السجود) (ܬܠܠ ܒܪܐܟ) تل براخ ، يقع التل على بعد 20 كم جنوب القامشلي على الطريق القديم بإتجاه مدينة الحسكة ، وهي تلة كبيرة اكتشف فيها الكثير من الآثارات بواسطة بعثة فرنسية ووطنية سورية ، ولقد تاكد ان القصر المكتشف يحمل اسم الإله مردوخ البابلي الآشوري .

ـ تل علو : التل العالي (تل عليو) (ܬܶܠܠ ܥܰܠܝܐ) اسم سرياني لم يحرف ، ويتواجد على منحدراته الكثير من القطع الفخارية المهشمة ، حتى الآن لم يتم الكشف عن اسرار التل ، ومن احاديث ساكنيه السريان تؤكد بان هذا التل من عمل البشر وتراكم ابنية مهدمة من ازمنة متتالية .

- بيلونة : بيث ايلونا ( ܒܝܬ ܐܝܠܘܢܐ) ، قرية صغيرة تقع على بعد 3 كم من تل علو جنوبا ، ومن اسمها توضح جليا بانها بيت الملك ايلونا ، هذا اللقب الذي حمله عدة ملوك اشوريون ، ومنهم : تولوتي ايلونا وشمشي ايلونا ولقد عثر على كتابات من هذه الحقبة التاريخية فيها .

- كلكميش : (ܓܰܠܓܡܝܫ) ارض قليلة الأرتفاع متواجدة بالقرب من الحدود التركية منطقة القحطانية (قبور البيض) وهي ضمن مثلث كرشامو ، خويتله ، روتان ، ومن اسمها يتوضح معناها ( كلكامش ) ولقد تم العثور على مغاور واثارات وفخاريات على مساحة هذه الربوة المنبسطة .

- ديرونة : (ديرو دنونة) (ܕܝܪܐ ܕܢܘܵܢܐ) دير السمك ، وهي محاذية للحدود التركية ، والاسم هو سرياني واضح .

- شلهومية : ( شلهو ومية ) ( ܫܠܘܐ ܘܡܝܗ) اسم سرياني ومعناه السهل والمياه او الوادي والمياه ، اسم مركب وجميل جدا ، يليق هذه القرية الجميلة الوادعة الواقعة شمال قبور البيض على بعد 4 كم ، وتبعد عن نهر الجراح حوالى 2 كم غربا .

ـ طاش : (ܛܐܫ) قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو حوالي 10 كم ومعنى التسمية بالسريانية ( ضاع ـ اختفى ) .

- كرخو : ومعناه السرياني ( الدسكرة ـ المنطقة الماهولة ) (ܟܶܪܟܼܐ) وهي قرية صغير بالقرب من تل علو .

- درباسية : ومعناه بالسرياني ( طريق اسيا) او ( طريق الطبيب ) (ܕܪܒܐܣܝܗ) وشفيع هذه البلدة وكنيستها يحمل اسم القديس اسيا وهي بلدة محاذية للحدود التركية وتقع بين بلدتي عامودة وراس العين .

ـ طرطب : ومعناه بالسرياني ( استراحة الطير) ( ܛܪ ܛܳܒ) وهي قرية تبعد عن القامشلي 4 كم جنوبا وفيها تلة اكتشف بداخلها مغاور واثارات وبقايا من الفخار .

- كرشامو : ( تلة شامو ) (ܓܪ ܫܐܡܐ) تلة شميرام ، قرية بالقرب من بلدة قبور البيض ، وهي ضمن مثلث القرى السريانية ، ومن قراءة اسمها يتبين بانها تحمل اسم الملكة العظيمة البابلية الآشورية شميرام التي ملء اسمها الدنيا وشغل الناس .

- حداد : حدد ( ܚܕܕ ) وهي قرية سريانية تقع على سهل منبسط وواضح من اسمها السرياني الذي يرمز للإله حدد .

- ام كيفا : ( ام الحجر ) (ܐܡ ܟܝܦܐ) وهي ايضا قرية سريانية قريبة من قسروك ـ تل علو ، في نفس السهل المنبسط الذي يحوي على عدة تلال غير بركانية وواضح من اثار ابنيتها انشات على مر العصور .

ـ برابيتة : ( ابن البيت ) (ܒܐܪ ܒܝܬܗ) قرية في منطقة ديريك المالكية ، فيها كنيسة وتقع شمال المالكية .
- تل جهان : وتعني باللغة السريانية تلة جهنم تل جيهانون ( ܬܠ ܓܙܗܐܢܐ )
ـ كلاعة : ܓܠܠ ܥܐ (ܓܠܠ ܝܐܥܐ) العشب النابت او الدائم الخضرة ، قرية سريانية جنوب تل علو ، سكنها السريان قديما وحديثا .

ـ تل تمر : (ܬܠܠ ܬܡܪ) قرية سريانية جنوب شرق تل علو ، يسكنها السريان ، وكذلك تسمية لبلدة تل تمر الآشورية على ضفاف نهر الخابور ، ومعنى التسمية هي ( تل التمر ) .

ـ غردوكا : (ܓܼܪܕܘܟܐ) ( غار دوكثا ) تسمية لقرية سريانية في ناحية قبور البيض ومعناها المكان المنخفض .

ـ فطومة : (ܦܛܘܡܐ) قرية سريانية ومعنى التسمية بالسريانية ( المرفهين ـ المنعمين ) تقع جنوب شرق تل علو .

ـ كبيبة : (ܟܒܝܒܐ) قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو وتفسيرها ( نبتة ذات مذاق حار ) .

ـ ترباكاية : (ܬܪܒܐܓܐܝܐ) درباكاية ومعناها بالسريانية ( الدروب البهية ) قرية سريانية محاذية للحدود التركية .

ـ تل سكرة : (ܬܠܠ ܣܟܪܐ) تل سخرة ( التل المغلق المسدود ) وهي قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور .

ـ تل طال : (ܬܠܠ ܛܐܠܠ) ( تل الندى ) قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور .

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:41 PM
عشيرة الشيشان **
من هم الشيشان : الشيشان هم من البلاد التي تسمى حاليا جمهورية الشيشان التي تقع في القوقاز، والقوقاز هي المنطقة التي يحدها من الشرق بحر قزوين ومن الغرب البحرالأسود ، ومن الشمال روسيا ومن الجنوب تركيا وإيران. وتنقسم منطقة القوقاز بسبب الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي إلى منطقتين : القوقاز الجنوبي والذي يحوي الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي ( جورجيا ، أرمينيا وأزربيجان ) . أما القوقاز الشمالي فلا يزال تحت الحكم الروسي المباشر، ويحوي جمهوريات تسمي بجمهوريات حكم ذاتي، مثل جمهورية الشيشان والداغستان وأديغه.
أما بالنسبة لأصل الشيشان وتاريخهم القديم فإن المعلومات الموثقة حول هذا الموضوع فهي قليلة ، ويعود ذلك إلى الحروب المستمرة التي خاضعها الشيشان وباقي شعوب القوقاز ضد الغزاة لما يزيد عن 300 عام والتي أدت إلى محو التراث التاريخي والاجتماعي ، وتدمير المعالم الأثرية التي كان من الممكن الاعتماد عليها في هذا المجال. يضاف إلى ذلك سياسة الجزرة والعصى التي مارسها المحتل منذ أن وطئت قدماه منطقة القوقاز لطمس ما تبقي من التراث الشيشاني، ومحاولة احتوائهم وباقي شعوب المنطقة في بوتقة الكيان الروسي المحتل. ولكن من المؤكد بأن الشعب الشيشاني هو من الشعوب الأصلية في منطقة القوقاز، وبشكل عام فإن سكان شمال القوقاز الأصليين يشكلون عائلة عرقية منفصلة تسمى العرق القوقازي.
من أين جاءت تسمية ( الشيشان ) : إن أول من استعمل هذا الاسم هم الروس في بداية القرن الثامن عشر نسبة إلى قرية صغيرة تقع قرب غروزني تسمى تشتشن والذي حدث فيها أول تماس (قتال) ما بين القوات الروسية الغازية والمدافعين الشيشان ( لم تكن غروزني وقتها موجودة، فقد بناها الروس فيما بعد ). أما اسم (الشيشان) فهو الاسم المعرب للاسم الذي استخدمه الروس وبقية الشعوب (Chechen) . والشيشان يسمون أنفسهم ب ( ويناخ ) ، وويناخ كلمة تعني في اللغة الشيشانية شعبنا (وي _ نحن ، ناخ _ شعب )، ولكن يوجد هناك من يقول بأن ( ناخ ) هو أصل الشيشان، وناخ كلمة محورة من اسم نوح (أي سيدنا النبي نوح) الذي استقرت سفينته بعد الطوفان على جبل أرارات في شمال تركيا، ثم تفرعت من سيدنا نوح شعوب مختلفة انساحت معظمها إلى مناطق أخرى مثل السومريون الذي سكنوا بلاد ما بين النهرين ، ومنهم شعوب تأصلت في المنطقة ، وتفرعت منها شعوب مختلفة مثل الشيشان والشركس والداغستان.

اللغة والعادات واللباس : يتكلم الشيشان لغة خاصة بهم ، وهي لغة صعبة ، حيث توجد بعض الحروف التي تحتاج إلى ممارسة طويلة لإخراجها بالشكل الصحيح ، وهي لا تشبه أية لغة من لغات الشعوب المجاورة ، ومن المعروف بأن منطقة القوقاز مع صغر مساحتها فإن فيها لغات ولهجات كثيرة جداً، ويعزى ذلك إلى الطبيعة الجلية للمنطقة التي تجعل من الصعب الاتصال بين سكانها . أما بالنسبة للعادات ، فإن الشيشان لديهم عادات وتقاليد خاصة بهم ، وبعض هذه العادات صارمة جداً وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الأب وابنه، وكذلك العلاقة ما بين الصهر وانسبائه ، واحترام الصغير للكبير مهما تباعدت مسافة القرابة بينهم، وغيرها من العادات التي يمكن معرفتها بالرجوع إلى باقي أقسام الموقع. أما اللباس التقليدي للشيشان فإنه مشابه كثيراً للباس شعوب القوقاز كافة. وهنا قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: لماذا تشابه لباس الشعوب القوقازية واختلفت ألسنتهم ؟؟؟؟ أما الجواب (غير الرسمي) فهو أن اللغة متأصلة ، أما اللباس فقد يكون قد توحد أو تشابه خلال القرون الأخيرة .... والله أعلم.

الفرق بين الشيشان والشركس : الشيشان والشركس هم من الشعوب المتأصلة والمتجاورة في منطقة شمال القوقاز، وقد يكون الأصل واحداً .... والله أعلم ، حيث يوجد تشابه كبير بالتكوين البدني، كما يوجد تشابه كبير بين العادات، ولكن لا يوجد أي تشابه بين اللغتين الشيشانية والشركسية، وخلاصة القول في هذا المجال أن الاختلاف هو في اللغة فقط .

لماذا هاجر الشيشان : دعونا نتكلم هنا عن الشيشان في الأردن . إنهم يحبون الأردن أرضا وشعبا ونظاماً. والشكر موصول لله تعالى أن اختار أجدادنا هذه البلاد كمستقر لهجرتهم. ولكنهم لم ولن ينسوا أرض أبائهم وأجدادهم ، وهذا حقهم . وبلاد الشيشان خيراتها كثيرة ومياهها غزيرة، وهي من المناطق الجميلة، ومع ذلك تركها الأجداد وهاجروا.....لماذا ؟؟؟؟ هل يعقل بأن يترك الإنسان وطنه وأرضه الجميلة ويختار منطقة شبه صحراوية إلا لسبب عظيم ؟؟؟؟ نعم أخي الزائر، السبب كبير لا بل عظيم جداً، إنه الحفاظ على العقيدة . والدليل على ذلك بأنهم هاجروا بعد انتهاء الحرب وليس خلالها. لم يكن الشيشاني يخاف العدو أثناء الحرب كخيفته من إجباره على تحويل دينه بعد أن وضعت الحرب أوزارها. إذاً كيف بدأت قصة هجرتهم ؟؟؟ أولاً نريد أن ننوه بأن الطرق الصوفية كانت منتشرة بين الشيشان وخاصة النقشبندية ، ولسنا هنا في مجال تفصيل كيفة انتشار هذه الطرق بين الشيشان ، ولكن من المؤكد بأن هذه الطرق كانت السبب في توحيد الجهود ضد المحتل عسكريا، والحصن الحصين ضد الغزو الفكري عقديا، وللعلم فقد كان معظم قادة الإمام شامل من الملالي، والذي تمكن بواسطتهم من خوض حرب طويلة امتدت لمدة ربع قرن انتهت سنة 1859 عند استسلامه للروس بسبب كثرة العدو عددا وعدة . والواقع كانت حروب شامل هي آخر حروب شعوب القوقازية ضد الروس، مع أنه حدثت فيما بعد انتفاضات متواصلة ضد الاحتلال وآخرها انتفاضة الاستقلال في بداية التسعينات من القرن الماضي. كانت أول هجرة شيشانية بعد الاحتلال بخمس سنوات (1864) ، حيث هاجرت مجموعات كبيرة إلى تركيا وسوريا. أما شيشان الأردن فقد بدأت هجرتهم في بداية العقد الأول من القرن الماضي . فقد سرت شائعات بين أوساط الشعب بأنه سيحل ظلم وظلام على القوقاز( وهذا ما حدث بعد 15 سنة فقط عندما وقعت الثورة البلشفية ). وقد ساهم شيوخ الطرق الصوفيه في تشجيع الناس بالهجرة والنجاة بعقيدتهم.

لماذا اختار أجدادنا الأردن ؟ : إذا فكر الباحث بشكل منطقي وغير متحيز بهذا التساؤل فإنه سيصل إلى جواب حتمي وهو بأن سبب اختيارهم للأردن لم يكن لأسباب اقتصادية أو دنيوية، فلو كان الأمر كذلك لكانوا قد اختاروا منطقة حيوية في تركيا أو على الأقل في سوريا، كما أن الأتراك كانوا يرغبون بإسكان مهاجري القوقاز في المناطق التركية المتاخمة للقوقاز ليكونوا سداًً بشرياً ضد أي تقدم روسي محتمل، وهذا دليل بأن الأتراك لم يكن لهم دور في اختيارهم للأردن. ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا اختاروا الأردن ؟ الجواب المنطقي لذلك هو أن السبب ديني ، ونتبنى هذا الجواب لأن وجهاء المهاجرين ( أي القادة ) كانوا من شيوخ الطرق الصوفية. وهنا نستمر في التساؤل : إذا كان سبب اختيارهم لمناطق توطنهم هو سبب ديني, لماذا اختاروا الأردن ولم يختاروا مكة أو المدينة المنورة أو فلسطين ؟. يبدوا بأننا قد نستمر إلى ما لا نهاية حتى نصل إلى جواب منطقي لهذا التساؤل، ولوضع حد لذلك فإنني أجد منطقيا بأن أجيب على ذلك ومن وحي فكري وبدون اعتماد على مصادر موثقة كما يلي : أولاً: هناك حديث نبوي شريف يعرفه الجميع وهو: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، هم غربي النهر وانتم شرقيه ....بقية الحديث" ، والأردن شرقي النهر. ثانياً: هناك حديث آخر لا أذكره حرفياُ ولكنه يدل على قدسية الشام ( دمشق ) ، والأردن قريب من الشام. ثالثا: يقع الأردن على طريق الحج . وخلاصة القول بأن الأردن واقع في منتصف المناطق المقدسة إسلامياً : مكة والمدينة، فلسطين والشام ، ومع ذلك فإن الجواب الأقوى والحاسم هو : " الله أعلم ".
تواريخ مهمة
1757 تم وضع حجر الأساس لبلدة خسويورت من قبل بعض قبائل الأوح.
10/6/1818 قام الجنرال الروسي يرملوف ببناء قلعة جروزني
12/5/1859 سقطت بلاد الشيشان بإيدي القوات الروسية باستثناء منطقة بينو وما يجاورها من القرى، حيث تمكن النائب بويسغر وسلطان مراد الاحتفاظ بمناطق محررة لمدة عامين، ووقع بويسغر في الأسر وأعدم في ميدان الكنيسة في مدينة خسويورت.
21/2/1865 كانت أول هجرة شيشانية جماعية عندما نزحت 5000 أسرة من بلاد الشيشان إلى الأمبراطورية العثمانية في عهد السلطان عبد المجيد حيث سكن قسم منهم تركيا وقسم سكن في الجزيرة في سوريا، ومن هؤلاء نزح قسم إلى العراق.
1895 خرج من القنيطرة / الجولان ستة عشر رجلاً شيشانيا قاصدين الأردن، حيث توجهوا إلى إربد ثم عجلون ثم سيل الزرقاء ثم طواحين العدوان ثم عين السخنة ثم قصر شبيب ثم ياجوز والرصيفة ثم خربة خو ووادي الضليل وعادوا إلى الجولان ، وتالياُ أسماء بعضهم : زرو إبراهيم التوركو وهو والد زوجة إسرائيل شافع، عبد الله بن إفندي بن شيخ بهل، غير محمه بن غازي محمد بن شيخ بهل ، أرسلان والد أبو بكر الأنجوشي ، حج احمت بن دولت القومقي جد حسن محمد أحمد محمد بن أبو بكر وهو الذي قام بوضع الحجر الأساسي لبلدة الصمدانية وهو والد السيدة مدنيت . لا يعرف القصد من هذه الجولة

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:43 PM
الشيشان والإنجوش شعب واحد يُطلِق على نفسه اسم " وايناخ "، وتعني شعبنا

أو قومنا. ويقطن الوايناخ في منطقة شمال القوقاز الواقعة ما بين البحر

الأسود وبين بحر قزوين. يحد بلادهم من الشرق الداغستان، ومن الغرب أوسيتيا

الشمالية، ومن الشمال منطقة ستافروبول/ روسيا، ومن الجنوب جمهورية جورجيا.

ليست الهجرة والرّحيل غريباً في تاريخ الشعوب. وكثيراً ما تهاجر بعض

الجماعات إلى بلاد غير بلادها الأصلية، ثم تستقر فيها. ومع مرور الزمن تنسى

لغتها وتندمج في سكانها. وهكذا فالشيشان والإنجوش يهاجرون ويتنقلون منذ

العصور القديمة لأسباب مختلفة - للغزو والصيد والقنص وحب الاستطلاع وغير ذلك،

فيتغرّبون عن موطنهم ويطيب لهم المقام في مكان ما ثم يصبحون من سكانه،

فيتكاثرون وينسون لغتهم أو تتغير لهجاتهم. غير أن هجرة الشيشان -إنجوش خلال

القرنين التاسع عشر والعشرين لم تكن كالهجرات السابقة والتنقلات المذكورة.

وأن مسألة الهجرة الآن محط تساؤل الكثيرين، مما يستدعي شرحها وتوضيحها

تاريخياً بوقائعها خلال المدة المذكورة، ذلك لأن هجرة الشيشان والإنجوش في هذه

الحقبة بالذات قامت على أسس سياسية - اقتصادية واجتماعية ، لعب الدّين

فيها دوراً بارزاً.



* * *



بعد انعقاد معاهدة باريس (1856م)، أي في نهاية حرب القرم بين روسيا من

جهة، وفرنسا وإنجلترا والدولة العثمانية من جهة أخرى، والتي كنت نتيجتها عدم

السماح للحكومة القيصرية الروسية باستخدام موانئ لسفنها الحربية في البحر

الأسود، اتجهت إلى القوقاز... تلك المنطقة الإستراتيجية الهامة والمتاخمة

للإمبراطوريتين العثمانية والفارسية. وذلك لتقوية حدودها الجنوبية. وبعد

صراع طويل وضع القياصرة الشروط التالية أمام المتمردين من سكان البلاد

الجبلية وهي إما :

- الامتثال للحكم القيصري وقوانينه

- أو ترك الجبال والرّحيل إلى السهول

- أو مغادرة القوقاز إلى أراضي الدولة العثمانية

في تلك الفترة من الزمن وما بين أعوام 1856-1860م، كان الفلاّحون والفقراء

في دولة روسيا القيصرية بأكملها على وشك التّحرر من قبضة الأمراء

والإقطاعيين. وذلك نتيجة الثورات والمقاومات الشعبية المستمرة. ومدركين لما ستؤول

إليه الأوضاع هرب الأغنياء والإقطاعيون والوجهاء المحليين من بلادهم إلى

الدولة العثمانية قبل حدوث تلك التغييرات، آخذين معهم ما استطاعوا من

الفلاّحين والفقراء بمثابة أيدي عاملة تعمل لديهم وتلبي مطالبهم.

وبشكل موازٍ لذلك ، كانت تُعقد الصفقات في مدن تفليس وبيتربورغ

والقسطنطينية ما بين روسيا القيصرية وبين الإمبراطورية العثمانية المجاورة، من أجل

تهجير الشعوب القوقازية من بلادها إلى الأراضي العثمانية المترامية الأطراف

. وقد لعب الدور الرئيسي في صفقات التهجير هذه الضابط اللواء في جيش روسيا

القيصرية موسى أَلخْازُوْفِيْتْشْ كُوْنْدُوخوْفْ #! %‑'

##%‑ الملقب بـ موسى القَندوخيّ الأوسِيتيّ الأصل (والأُوْسِيْتْ هم من

الأقوام الفارسية ، ويقطنون الآن في شمال القوقاز). أُعطيَ القندوخي صلاحيات

كاملة من قِبل القيصر لتنفيذ الشروط المذكورة أعلاه. وكان على علاقة جيدة

مع المهاجرين القدامى من الأُوسيت وغيرهم من الأقوام القوقازية المهاجِرة

إلى الدولة العثمانية، والذين أصبحوا يحتلون مراكز بارزة في حكومتها. كما

تم إقناع شيوخ العشائر الشيشانية وذوي النفوذ، إضافة إلى تلاعب السَّحرة

وأصحاب العقائد المتباينة في عقول البسطاء من الناس، أقنعوا بدورهم أُسَراً

وعائلات كثيرة بالهجرة وعملوا على تشتيتهم في أراضي الدولة العثمانية (8).

ومن جهة أخرى كانت الحكومة العثمانية بالفعل بحاجة إلى من يقف على حدودها

الكائنة مع الإمبراطورية القيصرية، وخصوصاً من أولئك الجبليين العنيدين

جدً والشجعان لدرجة التهوّر (1، 6). حيث لن تتوانى الإمبراطورية العثمانية

في استخدامهم في حروبها الطاحنة على أية جبهة كانت. أما القندوخيّ فكان قد

وُعِد بِمَنصب الباشا عند العثمانيين حال إتمامه هذه المهمة، كما وُعِد من

قِبَل الروس القياصرة في حال تحقيق هذه المآرب بمنصب رفيع وأموال ضخمة

وأراضي ممتازة في روسيا. حتى أن بعض الزعماء القوقازيين أيضاً تقاضَوا أجوراً

عالية من القيصر الروسي عن كل أسرة تغادر منطقة القوقاز، إضافة إلى منحه

إياهم الرتب والألقاب (9). من هنا نرى تعاون ذوي النفوس الضعيفة واشتراكهم

في صفقات التهجير وتأثيرهم على فئات من المواطنين البسطاء من أجل مصالحهم

الشخصية.

ولم يكن قصد اللواء موسى القندوخي مساعدة الحكم القيصري فحسب، بل كان يهدف

أيضاً لتوسيع رقعة بلاده "أوسيتيا" للأوسيتيين على حساب الإنجوش والشيشان

والقبارطاي وغيرهم؛ كما تبين صحة ذلك فيما بعد (8).

كان القندوخي وغيره ممن كانت لهم علاقة بهذا الشأن يُركزون على شيء هام هو

أن الإمبراطورية العثمانية هي بلاد الدين الإسلامي، وأن السياسة والقانون

فيها يقومان على الأحكام والشرائع الإسلامية. واتبع أسلوب إقناع الناس

بأنهم سيشعرون وكأنهم في أراضيهم وبين إخوانهم، وبأنهم سيحصلون على حقوقهم

كالمواطنين الآخرين. كان يعلم بِحُكم وظيفته وخدمته الطويلة في الجيش، جدوى

الاعتماد على ترويج الدعاية الدينية، التي أحرز بها القياصرة انتصارات

كبيرة في الشرق؛ فالدين كان العامل الرئيس في ترحيل الشعوب المسيحية فيما

وراء القوقاز إلى مناطق روسيا الشاسعة. كما كان الدين هو المسبّب الأول في

ترغيب شعوب البلقان بروسيا وقدومهم إليها (1). إضافة إلى أنه بعد انضمام

مناطق من أرمينيا إلى روسيا القيصرية في الربع الأول من القرن التاسع عشر،

ومن ثَمّ بعد الإعلان عن تأسيس منطقة أرمينيا في البلاد هاجر إليها من إيران

والدولة العثمانية المسلِمتين عشرات الآلاف من الأرمن. كما هاجر من البلاد

العثمانية (بعد الحرب الأخيرة بينها وبين روسيا) آلاف البلغار والصرب، حيث

أن المسيحية الأرثوذكسية هو الرابط بين هذه الشعوب وروسيا... إذاً لِمَ لا

يّستخدم الدين هنا أيضاً... في شمال القوقاز، فحين لا تُجدي القوة يتحول

الإنسان إلى شخص ماكر ومخادع. والحكومة القيصرية غنية جداً ولديها الكثير،

وبإمكانها إقناع الشعوب القوقازية المُسْلِمة وبِرغبَة منهم بالرحيل

والهجرة إلى الأناضول أو إلى مناطق أخرى في الدولة العثمانية المترامية الأطراف

! (1).

ومما كان له الأثر الفعّال في خديعة الناس وتركهم لأوطانهم، هو انتشار

المروجين والدُّخلاء من الإمبراطوريات المجاورة، الذين عملوا لصالح الحكومة

القيصرية، مستغِلين بذلك الوضع السابق و القائم في البلاد، الذي اتصف دوماً

بالصراعات الدائمة والمُسْتميتة مع الجيوش الغازية الكثيرة. وبصعوبة اتصال

القوقازيين مع الشعوب الأخرى بسبب طبيعة بلادهم الجبلية القاسية، ولُغاتهم

العديدة المختلفة. لذلك عمّت الفوضى فيما بينهم... وأن الشعب الشيشاني -

الإنجوشي بمجموعه لم يميز آنذاك بين الحكم القيصري المُطلق وعامة الشعوب

الأخرى، التي كانت تئنُّ من نيره، مما لم يُتح المجال لإمكانية اتحادها ضد

القيصرية وضد المستَبدّين من بينهم. إضافة إلى مساعي ودسائس الإنجليز

والفرنسيين آنذاك من أجل تحقيق أطماعهم في القوقاز... لقد حاول هؤلاء اجتذاب

السكان الجذريين ونشر العداء ضد الروس من أجل مصالحهم الخاصة، وتحقيق

مطامعهم التوسعية الواضحة ومساعيهم الرامية لاحتلال الشرق ومن ضمنه القوقاز.

* * *

إن أهم دفعة هاجرت من الشعوب القوقازية إلى الدولة العثمانية عام 1859

تألفت في معظمها من أسر كانت تتبع الطرق الصوفية، التي كانت منتشرة بشكل قوي

آنذاك في شمال القوقاز. غادر هؤلاء بقيادة شيخهم الصوفي كِيشِي- حَجِي

( -%, أو (كُنْتْ-حَجِي #"-%, ) من الطريقة الصوفية القادرية،

لِتَحاشي الصدامات المتكررة مع الإمام شامل، صاحب التيار الصوفي النقشبندي،

بسبب الخلاف الواضح، القائم بينهما في النزاع على الإمامة (1). ومن ناحية

أخرى تعاظم السخط بين الجبليين ضد استبداد الشيخ شامل (% (بغية

الإثراء الشخصي. فمالت قرى جبلية عديدة عن شامل واشتركت في النضال ضده، إلى

أن تم استسلامه إلى القياصرة الروس عام 1859 م. أما كيشي-حجي نفسه فقد عاد

إلى بلاد الشيشان عام 1861م. إلا أنه تم القبض عليه من قِبل القياصرة،

وتوفي بالمنفى بتاريخ 19/5/1867م، في مدينة أوسْتْيوْجِينا في مقاطعة

نوفغورود العسكرية (3).

وهكذا فحتى عام 1863م، كان قد نزل على شواطئ الإمبراطورية العثمانية عن

طريق البحر أكثر من أربعمائة ألف نسمة من سكان شعوب شمال القوقاز الجبلية

المختلفة. أصبحت الحكومة العثمانية ترسلهم فيما بعد إلى بلغاريا وغيرها من

المناطق (1).

وعلى الرغم من معرفة القندوخي وأعوانه عن أوضاع الناس المهاجرين؛ تلك

الأوضاع القاسية والمُرّة، استمرّ بوضع الخطط والترتيبات لتهجير خمسة آلاف

عائلة شيشانية أخرى إلى الأناضول، وإسكانهم ما بين جبال ساجان لوك وبحيرة

وان. وهكذا أيضاً عمل القندوخي مع الإنجوش (الغلغاي)، الذين خُدعوا وبدءوا

العودة بعد أن هلك الكثير منهم في منطقة الأناضول (2).

وتم في عام 1865م، وبإيعاز من كبار الناس ذوي السلطة والنفوذ والمخاتير

وبعض رجال الدين، وبدعم من موظفي القيصر البيروقراطيين تهجير حوالي خمسة

آلاف عائلة شيشانية وإنجوشية. وشارك في عملية التهجير بعض من نواب الشيخ شامل

مثل سعد الله !# وبوتا شامورزا ‑" (# وغيرهما. وفي نفس

العام تابع الناس الرحيل حتى أصبح عددهم ثلاثة وعشرين ألفاً من الشيشان

والإنجوش، موزعين إلى ثمان وعشرين مجموعة. ولا بد من الإشارة إلى أن كل من حاول

العدول عن الهجرة والعودة تصدّت له المَدَافع العثمانية والروسية على حدّ

سواء، تناله وتحصده حصداً. فالمهجَّرين لم يكونوا على علم بصفقات التهجير

من بيع وشراء التي مورست بحقهم ، تلك الصفقات التي كانت تُعقد ما بين

الروس القياصرة وبين السلاطين العثمانيين (2).

وهكذا نلاحظ وللأسف الشديد، كيف تتكرر الأحداث والوقائع، وبنفس الأساليب

التي اعتاد المضلِّلون اتباعها، ومن أهمها استغلال العواطف والأحاسيس

الدينية النظيفة للشعوب الجبلية، ونشر الحقد والضغينة ضد من يعتنق الأديان

السماوية الأخرى...

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 10:44 PM
التراث والتقاليد
نوختشي - هو الاسم القومي، الذي يطلقه الشيشان على أنفسهم منذ قديم الزمان، إلى يومنا هذا.
ويناخ :يضم تحت لوائه، جميع العشائر ، التي تنتمي إلى قبائل الشيشان، والإنجوش، والباتس. ولفظ " ويناخ " يعني بلغة الشيشان - شعبنا. اما الشيشان فيلقبون بـ نوختشي Nokhchi
أما عادات وتقاليد "النوختشي" في معظمها ومجملهاـ عادات خاصة بهم، ينفردون بها عن سواهم من الشعوب. والشيشان ، يتباهون بهذه العادات، وتلك التقاليد، وربما قدّموها أحياناً على غيرها من المبادئ، والعقائد. وإن وصل الفرد منهم إلى قمة التديّن، لربما جذبته العادات والتقاليد الموروثة إليها.
وكثيراَ ما يحاول البعض، إبعاد الشباب والشواب، عن بعض العادات، مثل إقامة الحفلات الراقصة المختلطة، وسواها، التي هي من صميم عاداتهم، وأسمى تقاليدهم الحية، حتى هذا اليوم. وعلى سبيل المثال تحضرني هنا حادثة لطيفة، سمعتها من الكبار، وبعض الذين ما زالوا أحياء، وهي: حينما استقر المهاجرون الشيشان و الإنجوش، في نهاية القرن التاسع عشر، بالأردن، في السخنة، وصويلح، والزرقاء، كانت الحفلات تقام في كل مناسبة، عند الزواج، أو بناء المساكن، أو في فترات الحصاد، أو مواعيد الزراعة، بينما الكهول والصوفيون يقومون بالذكر والتسبيح.. وبينما كان الزعيم الروحي، والاجتماعي آنذاك، الشيخ الكبير، عادل سلطان، والد الراحل بهاء الدين عبد الله، ومريدوه، يقومون بذكرهم وتسبيحهم وسهرهم، فإذا بأنغام الموسيقى، وغوغاء حفلة راقصة تطرق آذانهم. ويسأل الشيخ مَن حوله عما يسمع، ويحصل من معصية. فيأمر أحد أتباعه بالذهاب فوراً إلى مكان الحفلة، ويسكتها، ويحطم الأكورديون، آلة الموسيقى، والعودة حالاً. فيهب المريد بعصاه الطويلة، ويهرول إلى مكان الحفلة. وكلما اقترب من المكان، كانت قدماه تبطئان في السير، بسحر أنغام الموسيقى الشجية، ويقف إلى زاوية مظلمة، قرب الحفلة، ويتكئ على عكازته مستمعاً، مأخوذاً بالأنغام والأوتار، مستعيداً ذكريات شبابه. لكن الشيخ يستبطئ مبعوثه، ويتحدث قائلاً: ما زالت الأنغام تصدح، والهرج يستمر، وفلان قد تأخر، قم أنت يا فلان واتبعه، وأبطلا معاً ذلك الهرج، وعودا بسرعة! ويلحقه الثاني، فتأخذه الأنغام، ويقف بقرب الأول، ويلتهيان بما يسمعان ويشاهدان. ويعاود الشيخ الكبير غضبه مرة أخرى من تباطئهما، ويرسل الثالث، حتى تتوقف الحفلة، ويعود ثلاثتهم.
وفي يومنا هذا، قلما نجد بيتاً يخلو من الأدوات الموسيقية ووسائل الغناء. ونادراً جداً كذلك أن تجد فتاة أو فتى لا يجيد فن الرقص، أو الغناء، أو استعمال آلات الموسيقى. والمثل الشيشاني يقول: إن شعباً يملك العود والموسيقى، ويتقن الأغاني الشعبية، لا يمكن قهره من قبل الأعداء. ولعل تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم، منذ أقدم العصور، على كثرة الغزوات الهمجية، والغارات العنيفة، التي توالت على بلاد الشيشان، حال دون انقراضهم كسائر الشعوب الصغيرة، التي لم يبق لها في التاريخ سوى أسمائها.
سأحاول أن أكتب شيئاً عن العادات، والتقاليد الشيشانية، حسبما يسمح الوقت، وتوافق مجلة نادينا ("مجلة النادي القوقازي"). فلتكن البداية عن الزواج عند الشيشان.
من عادة الفتيات أن يردن إلى عين الماء في قريتهن، لإحضار حاجة البيت من الماء في كل صباح، وعند كل أصيل. يردن مجموعات من كل حي، تحمل كل واحدة منهن على كتفها جرة نحاسية، خاصة وكبيرة، لها عروة في علاوتها. ومن عادة الشباب أن يتوافدوا على العين، ليتحدّثوا إليهن. إن هذه عادة جارية متبعة. ثم يستقر رأي الشاب على إحداهن، يراها مناسبة له، وتراه مناسباً لها. ويحصل التعارف كذلك في حفلات الزواج، والرقص، باختلاط الجنسين. وفي حفلات الحصاد والبناء، يجتمع أهل الحي، أو القرية، للمعاونة، والعمل المشترك. فيحصل التعارف والانسجام بينهم.
والشاب الذي يُعجب بفتاة، وتُعجَب به، يمكن أن يدعوها إلى بيت إحدى قريباتها، للتحدّث معها، والتأكد من موافقتها، فيما لو طلب يدها. وفي حالة الموافقة، يبعث من يطلب يدها إلى أهلها، مرة أو أكثر. وفي حالة الرفض من ذويها لسبب ما، فيمكن أن يتفقا. ويرسل إليها أختاً أو قريبة، مع أشخاص (أقارب أو أصدقاء)، إلى المكان المتفق عليه. فيتم الخطف، دون وجود العريس معهم. وربما تعد الفتاة، ثم تخلف وعدها ورأيها. وفي هذه الحالة، يمكن أن يحصل الخطف بالعنف. إلاّ أنه الآن، أصبح الخطف بالعنف من العادات البائدة.
وحالما تتم الخطبة بالموافقة، وتبدأ مراسيم الزواج، يتخذ العريس شبيناَ له من أصحابه، وينزل عنده، متخفياً عن أنظار المسنّين، والمسنات، والأهل. وتكون أيضاً للعروس شبينة، ذات صلة بشبين العريس، ليقوما في مهمة وواجبات الزواج، والدعوات إلى الوليمة، وإقامة الحفلات، وتهيئة الأجواء للعريسين، فكلاهما يخجلان. والعروس لا تتكلم مع أهل العريس لفترة. والعريس يبقى بعيداً عن منزله، حتى تخلو الدار تماماً من المدعوّين، وتنتهي حفلات الرقص، التي قد تستمر أسبوعا.
بعد بضعة أيام من زواجهما، يجتمع أهل العريس والأصحاب والنساء في منزل العروسين، اللذان يدخلان على الحضور للخدمة، ولإزالة أسباب الخجل. وبعد حوالي الشهر، يذهب العريس مع شبينه، وبعض أصدقائه، إلى منزل أهل العروس، بعد إبلاغهم مسبقاً بمجيئه. فيجتمع أقارب العروس وأصدقائهم، لاستقبال العريس وصحبه. ويظهر العريس أمامهم بطريقة متبعة، وتعد الأطعمة والسفرة للجميع، ويتفكه الحضور بالطرافات. ويعود العريس بعيد العشاء إلى داره، بعد أن يكون قد شاهد حفلة سمر رائعة.
وحالما تنتهي زيارة العريس، تعد العروس مع الحلويات والهدايا، لأول زيارة إلى أهلها بعد زواجها، مع شبينتها وبعض السيدات، لتمكث هناك أقل من أسبوع.
والعروس لا يجوز لها مطلقاً، وحتى وفاتها، أن تنادي وتسمي الكبار من أهل العريس بأسمائهم، وأسمائهن. وعليها أن تختار لكل شخص اسماً خاصاً مناسباً. والعريس يلزم منه أن تكون زياراته قليلة إلى أهل العروس؛ في المناسبات، والضرورات فقط. وعليه أن يحترمهم، ولا يجلس أمام الكبار منهم، (ولا يأخذ مكاناً في صدارة البيت)، احتراماً وتقديراً وحفظاً للوقار.
أما عند وفاة الزوج، كان من عادتهم أن تقسم التركة والإرث بالتساوي، بدون تمييز بين الزوجة، والولد، والبنت، حتى دخلوا في الدين الإسلامي الحنيف. فبطلت هذه العادة، وأصبح التقسيم- الثمن للزوجة، وللذكر مثل حظ الأنثيين.
وسواء تزوج الأولاد وأولاد الأخوة، أم لم يتزوجوا، فكبير ألأسرة والعائلة، هو المسؤول الأول. وعلى الجميع أن يعودوا إليه في الأمور الهامة، ذات العلاقة بالأسرة أو العائلة.
والجدير بالذكر، أن العادات، والتقاليد الشيشانية، تحرم على المرء ابنة العم، حتى سابع حفيد. وكذلك، لا يجوز الزواج من بنات الأخوال، والخالات. أما أحفادهما، فيمكن التساهل بالزواج بهن، مع عدم اللياقة. وهكذا الصداقة عند الشيشان، تصل إلى مستوى الأخوّة أيضا. فلا ينبغي لشيشاني، أو شيشانية الزواج من أخت صديقه، أو صديق أخيها. والبيتان المتزاوران باستمرار، يصبح أبناؤهما وبناتهما أخوة، وأخوات. وبصورة أخرى، الصداقة والقرابة عند الشيشان، تعني الأشقاء، والشقيقات، من جميع النواحي، باستثناء الإرث، والثار؛ فهما من مميزات العصبة.



الأســرة
العائلة المترابطة يزداد البركة فيها . و الغير مترابطة تفقد الإيمان و البركة – لكن لا تفقد الحظ .
يجب احترام المرأة الصالحة – و المرأة الطالحة يجب معرفتها وابعادها سريعاً .
الرجل المهمل , يكون في لباسه مهملاً – أمَا زوجته فتكون متزيِنة أكثر من اللازم .
الأسرة المترابطة – إذا عاتب أحد الوالدين الطفل , يجب على الآخر أن لا يتدخل فيذلك .
إذا لم تحترم الزوجة زوجها , الأولاد أيضاً لن يحترموا والدهم . و عدم إطاعةالأولاد والدهم – تكون الأم الملامة .
على الأم أن تُعِرف أبنائها الأخلاق الحميدة لزوجها


على المائـدة :
عند ذبح خروف و تُجهّز المائدة , يوضع الرأس و الصدر أمام الأكبر عمراً . وهويبدأ بقطع قطعة
بالسكين من عند الفم أو الأذن . و بعد ذلك يضع الرأس أمام الذين يليه , وهمبدورهم يقطعون
ما يريدون , و يضعون الرأس للذين بَعدهم , و هكذا تبدأ الوليمة . و الصدر يقطع الكبير منه ما يشاء , ويسلمه للّذي يليه .
عند منح الصدقة , تُقسّم الأحياء و المناطق , لكي تصل الصدقات لمجموعة كبيرة . وإذا كانت ستوزع لمجموعة صغيرة , يجب أن تمنح للّذين هم أكثرهم حاجة .


إذا اجتمع الناس في بيت أحدهم بمناسبة زواج أو يوم عيد على مأدبة , يجب أنتكون حسب ما يريد رب البيت , لا يحق للمدعوين خفيةً أو علناً جلب الخمرة من الخارج . عليهم الاكتفاء بمـا
حضِّر لهم , و لا يطلبون كذا و كذا .


على الرجل أوالمرأة , أن يكون أديباً , إذا دُعيَ إلى وليمة .


المدعو إذا لا يريد تناولالطعام , عليه أن لا يحرك الطعام , وإذا فعل عليه أن يأكل . و من غير اللائق أنيحرك الطعام ولا يتناوله . لا يجب الأكل بسرعة , ولا الأكل ببطء كثير . يكونتناول
الطعام بكل راحة و حسب طاقتـه .


إذا خف الطعام فيالصحن الذي أمام الضيف , من عادت المضيف أن يزيد ما في الصحن , و إذا كان الضيفسيأكل , لا ملامة في ذلك , و إذا لا يريد أن يأكل بدون كلام يضع الضيف يـده
فوقالصحن فقط . وبعد ذلك لا لزوم للمضيف أن يقول ( تريد أو لا تريد) .
أكبر جائزة للرجل أن يكون عاقلاّ . و الرجل العاقل يكون ذو نور وهّاج كنور الشمس .
لا أعرف للكدِّ و الحياة , اية هدف . اذا لم يكن في قلب الرجل , محبة . اذا لميكن في القلب محبة كأنّك لست عائشاً .
لو كان الرجل نزيهاً , لا احتساب له . ان لم يكن يبحث عن الحق و لا يعرف البحثعنه ,
و لايفيد الناس


يجب أن لا يكون الرجلكريشة في مهب الريح . عليه أن يكون كأنه يلعب بالدنيا مثل الكرة بين يديه .


يجب على الرجل أن يكون له هدف في الحياة , شيءٌ يتباهى به ويفرحه .


يجب أن يكون هدف الرجل نحو البحث عن السعادة . العمل بدون هدف لايفيد , و لا ينال
شيءً . و بدون هدف لا يصل درجة الشرف .


بتروًّ و حسن الروءيا , و بدون الخروج عن الهدف . و وضعالهدف نصبَ عينيه , يصل الرجل هدفه .


اذا لم يكن الرجلبارادته و قدرته . مثل السفينة في البحر الهائج , سيتقاذفه الحياة و الناس .


الرجل الذي ليس له اية أهداف , عقله هباء . و يريد الوصول الى كل مكان – يبقى في مكانه .


الرجل الذي يسير بدون هدف , سيان عنده أنّا سار . أمّا اذا مشيت بين النباتاتالطفيليّة
سيلتصق ببنطالك الأشواك .
الرجل المصصم الوصول الى هدفه , لديه طاقة كبيرة .
الارادة – جناحين للرجل الذي عنه تصميم . الارادة الكبيرة و البحث يوصلان الرجلالى طريق الحياة السعيدة .
على الرجل أن يكون ذو ارادة قويـة . و عليه أن يكون كفـوءً لهذه الارادة


العمـل:
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات شيشان المهجر http://www.sychechen.com/vb/t2898.html
العمل المنوط بك والذي باستطاعتك , بدون أعذار عليك القيام به .
يجب ألاّ تُظهر استياءك بالعمل الذي تقوم به , لأن عمل كهذا لا تكون مشكوراًعليه ,
ويكون هباءً .
اذا احتاجك رجل مريض في عمل ما , عليك القيام به بدون تكاسل . العمل الذي أنيطبك
للثقة , يجب ألاّ تطلب من الآخرين القيام بـه .
الذي يساعد , يجب أن يساعد
مدح الرجل في غيابه , و قول الحقفي وجهـه .
ان كنت تحب شعبك , عليك الحذر من قول أو فعل في مضرة شعبك .
أنت مرآة قومك , كما يرونك سيَرونَ قومك . اذا رأوك أديباً , كذلك سيرون قومك . ان كنت ذو مروءة , كذلك قومك .
لا يجب التكلم مع العدو بالأكاذيب . الذي يتكلم بالأكاذيب , النصر لا يكونحليفـه .
اذا بقي السر بين اثنين فهو سـر . و اذا كان الثالث شاهداً فهو ليس سـراً


الغـدر:
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات شيشان المهجر http://www.sychechen.com/vb/showthread.php?t=2898
الرجل الجبان( الغدَّار) أحَدُ قدميه في القبر . الخوف الدائم و التردد نصفالموت .
الجبان لن يكونَ سيِّد ارادتـه أبداً , الخوف يسيطر دائماً . و الجبان يكونأسياده كثيراً .
الرجل الغدّار يموت مرتان . موتُ الغدر , و موتـه النهائي .
الغدَّار يخون بسهولة , و يتحدث عن الباطل بسهولة .
الغدَّار يخاف من ظلـه , و دائم الاندهاش .
الرجل الغدَّار لا يستحي من البكاء و لا من الاملاق.



الرجولـة
الرجولة - سلاح المسؤوليّة . الرجولة تكون مع رجل المرؤة . وهو لن يخيب الآمالبارادته ,
و ان حصل ذلك , رغم ارادته , لن يتراجع منهزماً .
اذا تواجدت الرجولة و العقل في رجل واحد , لا يوجد شيئاً يستطيع هزيمتـه . تستطيع اخراج روحـه , لكن لاتستطيع أن تجرده من المرؤة و الرجولة .
اظهار الرجولـة – تعتـبر حماقـة .
الرجولـة الهادءة , كالبحر الهادىء . اذا هاج البحر لا تستطيع ايقافـه , والرجولة اذا ظهرت , لا يهزم .
لا يقال عن الشجاع شجاع , ان لم يكن يفيد و يعمل الأحسن للناس .
رجل المرؤة – هو الذي يسـمِّيـهُ الناس , و ليس الذي يدَّعيَ المرؤة .
حظ الرجل يكون حسب كده واجتهاده في الحياة .
يجب أن نعرف أن الكد ( العمل اليدوي ) مثل العمل المخطط , علينا أن نستحوذهباحتراف .
في الحياة -كل رجل له القدرة على اظهار طاقته و مروءته , والوصول الدرجة الشرف .
اذا أردت الوصول الى أعلى الدرجات , يجب أن تكون محبوبـاً و بحاجتك من قبل الشعب .
أن تكون محبوباً من قبل الناس – هي السعادة و الحظ الأكبر .
على الرجل أن يتعلم في حياته , الصحيح و الخطأ . و يأخذ الصحيح و الحق ليجعله منأخلاقه
اللحن الجميل , للقلب خليل .
الرجل الذي قضى حياته في الحياة , لا يمكن القول بأنه عاش . اذا ترك أثراًصالحاً في حياته –هوفعلاً عاش . و اذا لم يترك , كانت حياته هباء .
من أراد أن يُربِّيّ أولاده على حب الوطن و الفضيلة . يجب أن يكون الأب محباًلوطنه و ذو فضيلة .
الصداقة و الحب – سلاح محبة للأثنين . لكن لا محبة اذا – لم يتبادل الصداقة والحب .
اذا كنت تريد أن تصبح سعيداً و محظوظاً , عليك بالمعرفة و العمل الصالح , و أنتكون مخلصاً مع الناس .
يجب تربية الأبناء بالآخلاق و الآداب الحسنة , كره الباطل و حب الصالح .
اذا كنت تعمل لنفسك و تعبت , اعط جسدك الراحة . و اذا كنت تعمل للآخرين و تعبت – تجلد بالصبر

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 11:03 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7370.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 11:11 PM
مجموعة من الاخبار والعملومات والاغاني الميردلي والصور لمحافظة الحسكة
في هذا الموضوع :
الحسكة
جميع الصور واخبار والاغاني محملة من موقعي
تقع محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سوريا وتتميز بخصب أراضيها ووفرة مياهها وجمال طبيعتها وكثرة مواقعها الأثرية أضف إلى ذلك نهضتها العمرانية الحديثة ومشاريعها الزراعية والصناعية العديدة والمفيدة.

ومن أهم مواقعها الأثرية

تل حلف (غوزانا): في جنوبي مدينة رأس العين، وأظهر التنقيب في هذا التل طبقات حضارية متعاقبة ومنحوتات بازلتية جميلة كانت تزين جدران مباني المعبد والقصر. واشتهر فخاره باسم فخار تل حلف.

تل براك (ناجار): بين مدينتي الحسكة والقامشلي، بدأ التنقيب الأثري فيه عام 1937- 1939 واستؤنف بعد الحرب العالمية الثانية فأظهر ست طبقات حضارية متعاقبة ومن أهم المباني المكتشفة معبد العيون وقصر الملك نارام سين، وهناك مكتشفات فخارية وتماثيل وأختام أسطوانية غنية بمواضيعها الميثولوجية.

تل عجاجة (عرابان): في جنوبي الحسكة، كان مركزا هاما في منطقة الحدود الفاصلة بين إمبراطوريتي الرومان والفرس، وكانت المدينة القديمة التي يضم هذا التل آثارها من أهم مدن حوض الخابور في العصر العباسي.

حطين (تل شاغر بازار): في شمال الحسكة بدأ التنقيب الأثري فيه عام 1934 ومازال مستمرا فأظهر 15 طبقة حضارية متعاقبة، ومن مكتشفاتها رقم طينية زودتنا بمعلومات مفيدة في دراسة تاريخ الشرق القديم وحضاراته.

تل ليلان ( شبات انليل): يقع في جنوب القامشلي التي يبعد عنها مسافة 25 كم في منطقة مثلث الخابور، تحدث عنه الرحالة مثل هرمز رسام 1878، وبدأ التنقيب فيه عام 1978 فأظهر طبقات يعود أقدمها إلى الألف السادس ق.م وسور المدينة ومنشآت معمارية كالمعبد والقصر ورقما طينية وأختاما أسطوانية وآثارا فخارية مختلفة كل ذلك جعل تل ليلان من أشهر التلال الأثرية.

تل بري (كحت): على ضفة نهر جغجغ الشرقية يبعد 8 كم عن تل براك شمالا، عثر فيه على نقشين حجريين أفادا في التعرف على اسم هذا الموقع (كحت) الذي كان محطة أخيرة في زحف الملك الآشوري (توكولتي نينو رتا) عبر أراضي الجزيرة عام 885 ق.م ودلت آثارها على أهميتها.

تل موزان (أوركيش): بين مدينتي عاموده والقامشلي يضم مدينة أثرية كانت من أهم مدن شمالي حوض الخابور في بداية الألف الثاني ق.م أظهر التنقيب سور المدينة وأطلال مبنى حجري وطبعات أختام وآثارا مختلفة هامة.

تل الخوير الأثري: بين مدينتي رأس العين وتل أبيض أظهر التنقيب مبنى معبد حجري هام ومنشآت معمارية ومكتشفات أثرية فخارية وعظمية ومعدنية. وتعتبر الفأس الأكدية من أهم المكتشفات.

وهناك أماكن أثرية هامة عديدة مثل تل العمارة، تل بيدر وقلعة سكرة الأيوبية التي تبعد مسافة35 كم عن الحسكة وتقع على سفح جبل عبد العزيز الشمالي.

أشهر مدن محافظة الحسكة

الحسكة: على ضفتي نهر الخابور وجغجغ، تتميز بجمال موقعها ونهضتها المعمارية الحديثة وفعالياتها المختلفة، فيها المعامل والمصانع والمشاريع الاقتصادية والمنشآت السياحية وفيها نشاطات ثقافية وتعليمية ورياضية.

القامشلي: تتميز بشوارعها المستقيمة وفعالياتها المختلفة ومنشآتها السياحية ومطارها المدني.

المالكية: تتميز بجمال طبيعتها وكثرة ينابيعها، فيها الجسر الأثري من القرن الثالث الميلادي وهناك آبار نفط هامة.

رأس العين: تبدو كمدينة عائمة على بحيرة من الينابيع الجوفية وهناك ينابيع معدنية، أنجبت عددا من كبار الأعلام المشهورين في تاريخ الحضارة.

عين ديوار: تطل على نهر دجلة فيها الآثار الباقية من الجسر الأثري، إن جمال الطبيعة في محافظة الحسكة جعل الشعراء يتغنون بهذا الجمال الطبيعي المتميز فهناك الأنهار والينابيع والحقول.

نهر الخابور: ينبع من منطقة رأس العين ويتجه شرقا إلى الحسكة ثم يجري جنوبا ليصب في نهر الفرات عند البصيرة/ قرقيسيا في محافظة دير الزور بعد ما اجتاز محافظة الحسكة مسافة 440 كم ويشكل ضمن مجراه جزرا نهرية (الحوائج) تستثمر كمتنزهات.

نهر جغجغ: ينبع من جبال طوروس ويخترق القامشلي متجها إلى الحسكة ليلتقي مع الخابور في شرقي الحسكة.

بحيرة الهول: طبيعية تبلغ مساحتها 3 كم2 تبعد عن الحسكة 45 كم.

صور لبعض الاماكن المقدسة
ولمناطق وشوراع ومحلات الحسكة
في جريدة الثورة
وفي موقع مايكل وصفحة الحسكة
تعد الجزيرة السورية من أكثر المناطق تنوعاً في العالم من حيث تعدد الطوائف والديانات والأعراق ففيها
( العرب بعشائرهم وقبائلهم المتنوعة والسريان والآشوريون والأرمن و والماردلية والشيشان واللاجئين الأكراد)مما يضفي على هذه البقعة الجميلة من الأرض السورية بعداً إيجابياً يصح أن يكون مرتكزاً لحياة مشتركة وكريمة للمجتمع لكن وأمام التحديات التي يفرضها المجتمع والمتمحورة حول بعض القيود البالية منذ عهود أسواق النخاسة وتجارة الجواري يجد الشاب المقدم على الزواج نفسه أمام عائق بشري وغير حضاري ومفتقد الى الإنسانية وهو ببساطة النقد أو المهر وما أدراك ما النقد أو المهر .‏

مما يدمي العين ويندى له الجبين أن معايير القبول لدى أهل العروس تخضع لشرط أساسي فرض عليهم من قبل المجتمع هو الملاءة المالية لطالب اليد ومن الطبيعي جداً أن يطرح أثناء المفاوضات السؤال التالي المتكاثر تلقائياً : ماذا تعمل وكم لديك من المال وهل تملك منزلاً وهل وهل ..?مما قد يضطره في النهاية الى الانسحاب حفظاً لماء الوجه والتفكير في الزواج من غريبة (جغرافياً أو عشائرياً أو حتى دينياً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا النموذج فنسبة الطلبة المغتربين للدراسة والمتزوجين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وصلت الى نسبة لا يستهان بها وفي حالات أخرى قد يضطر الشاب الى اللجوء الى أسلوب (الخطيفة) وهو في أغلب الأحيان يعرض الطرفين الى النزاع فالعراك فالاقتتال .‏

من هنا فإن المجتمع لا ينظر الى الجانب الإيجابي للمسألة كأن يكون حامل شهادة جامعية عالية أو شاباً ذا خلق ودين وفي الدين الإسلامي نجد هناك تخطياً لهذه الظاهرة المرضية بقوله تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وفي قوله ص:(من أمنتم دينه وخلقه فزوجوه) وأنا أتطرق الى هذا الموضوع المهم بالنسبة لأبناء البلد بكل أطيافه وألوانه أجد نفسي مسؤولاً أمام المجتمع رغم أنني لا أشغل منصباً حكومياً ولست عضواً في البرلمان ولا رئيس عشيرة ولا رجل دين إلا إنني أعتبر نفسي مسؤولاً كصحفي صاحب رسالة عليه إيصالها‏

ما ذنب فتاة أحبت شاباً ولم تشأ الأقدار البشرية تحقيق رغبتها بالزواج منه لتتزوج بعد ذلك من رجل لم تكن يوماً راغبة فيه بل لعلها لم تلتق به ليعيشا بعد ذلك عيشة الأغراب إن أخطر ما في هذا الجانب من حياة الشباب هو أن البعض قد يضطر الى خسران تعب السنين مقابل تأدية هذا الفرض والذي يقدم على أساس أنه سنة من سنن الكون وخالق الكون وقد يلجأ الفتى? الى تحدي واقعه ففي نظام العشائر العربية تشكل ظاهرة الزواج حالة شديدة التعقيد فلا ينظر الى المؤهل وكم من رب أسرة باع ابنته مقابل الليرات والدنانير وقد أصبحت موضة دارجة أن نجد فتاة في العشرينات تتزوج من رجل في الستينات كل مواهبه تنحصر في دفء جيوبه وهناك..عائلات كثيرة وأسماء عدة لن أذكرها حفاظاً على سمعة النسيج العشائري الطاهر إن غلاء المهر أو ما يعرف بالنقد ظاهرة أشبه بالحالة المرضية المستعصية ومفاتيح حلها في أكثر من يد (وجهاء العشائر ورجال الدين وأولياء الأمور..) وكل من يمثل شرائح المجتمع عليه معالجة هذه المسألة السلبية بجانب أكثر إشراقاً والمقصود هنا تفعيل دور العلم وإيفاد الأبناء والبنات للدراسة الجامعية سواء داخل القطر أم خارجه إضافة الى الدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه الدولة وذلك بتأمين فرص العمل الحقيقية للقضاء على الفساد والبطالة ولا نتحدث هنا عن مراكز محاربة البطالة المنشأة مؤخراً بل عن خلق الاستثمارات والمشاريع العامة ولا مانع حتى من سن الدولة قراراً ينص على عقوبة رادعة في حال تجاوز أحد الآباء المبلغ المحدد للنقد كما هو الحال في الصين بالنسبة لأولئك الذين يتجاوزون القانون ويخلفون ولداً ثانياً .‏

إنني وأنا اطرح هذا الموضوع أفكر في مستقبلنا الذي ننشد والخالي من الأمراض الاجتماعية المتوارثة كابراً عن كابر الى كل من يهمه الأمر : الى أن تتم معالجة هذا الأمر سنتمسك بالأمل وننتظر العيد الذي سنتزوج فيه

المزيد من الصورhttp://www.wata.cc/forums/imgcache/7371.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 11:14 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7373.imgcache.gif

المهندس محمد حسن غاله
30/05/2009, 11:17 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7374.imgcache.jpg

أمين الصوفي
31/05/2009, 11:16 AM
ماشاء الله تبارك الله
مشكورين

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 06:58 PM
صحيفة تقول انها نشرت بطريق الخطأ اعلانا يحث على قتل اوباما..
نشرت بتاريخ - السبت,30 مايو , 2009 -04:54 22 فلادلفيا (رويترز) - اعتذرت صحيفة محلية في شمال غرب بنسلفانيا يوم الجمعة لنشرها اعلانا سريا دعا ضمنيا الى اغتيال الرئيس الامريكي باراك اوباما.

وقال جون ايلتشيرت ناشر صحيفة وارين تايمز اوبزرفر التي توزع نحو 11 الف نسخة ان الصحيفة نشرت الاعلان في عددها يوم الخميس وسحبته فور ان اكتشفه احد المديرين.

وكان الاعلان يقول "لعل اوباما يحذو حذو لينكولن وجارفيلد ومكنيلي وكنيدي."

وامتنع ايلتشيرت عن تحديد هوية الشخص الذي وضع الاعلان وقال انه احال القضية الى الشرطة المحلية التي اخطرت جهاز الخدمة السرية.

وقال ان ممثل الصحيفة الذي اخذ الاعلان لم يدرك على ما يبدو الصلة بين الرؤساء الاربعة الذين تم اغتيالهم وهم ابراهام لينكولن وجيمس جارفيلد ووليام مكنيلي وجون اف.كنيدي وسمح بطريق الخطأ بنشر الاعلان.

وقال لرويترز "لقد كان خطأ بريئا."

وقال جيم ماكين وهو متحدث باسم جهاز الخدمة السرية ان المحققين حددوا هوية الشخص الذي وضع الاعلان وانهم يأخذون الامر بجدية. واضاف "ليس لدينا ترف فعل غير ذلك."

وظهرت مخاوف بشأن سلامة اوباما في وقت مبكر في حملته للفوز بالرئاسة ولاسيما بين الامريكيين الافارقة الذين ابدوا خوفهم من امكان ان يلقى نفس مصير زعيم الحقوق المدنية الاسود مارتن لوثر كينج الذي اغتيل في عام 1968.

ويوفر جهاز الخدمة السرية حماية على مدار الاربع والعشرين ساعة لاوباما اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة منذ مرحلة مبكرة في الحملة الانتخابية.

وقالت الصحيفة على موقعها على الانترنت يوم الجمعة ان الاعلان "يشير على ما يبدو الى الرغبة في ان يلقي الرئيس اوباما نهاية قبل الاوان بربطه بالرؤساء الاربعة الذين تم اغتيالهم."

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:11 PM
فعاليات شعبة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رأس العين

قيادة شعبة منظمة الهلال الأحمر العربي في رأس العين
1- الأستاذ المحامي علي عدوان الحلو.( رئيس الشعبة)
2- المحامي حسن حاج حسن.(نائب رئيس الشعبة)
3- الدكتور أحمد عبد الله الجاسم .(مسؤول الخدمة الطبية)
4-السيد بير شيخو.( الخازن)
5- المهندس محمد حسن غاله .( امين السر)
6-الأستاذ حسين حسن غاله.( المدير الإداري)
تحت شــــــــــــــــعار يفخر الوطن بالمتطوعيين والحريصين على وطنهم والذين يعملون في سبيل نهضة بلدهم من أقول السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري
تم بتاريخ ـا 6 /3/2008 م من يوم الخميس بالمركز الثقافي العربي بالحسكة اجتماع فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة بحضور السيد الدكتور بشار الشعار وزير الدولة لشؤون الهلال الاحمر العربي السوري وحضر الاجتماع رئيس فرع الهلال الأحمر بالحسكة الدكتور مروان الحمود ونائب رئيس فرع الهلال الأحمر بالحسكة الأستاذ ميزر المسلط وكلا من أعضاء فرع الهلال الأحمر بالحسكة و الأستاذ حسين العلي والأستاذ ماين العلي والأستاذة ليلى الحلي والأستاذ عدنان العاكوب.
والأستاذ علي الحلو رئيس شعبة الهلال الأحمر برأس العين
وكما حضره ممثلا عن حزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق الدكتور حسين الشيخ علي و الرفيقة مفيدة الحمود عضو فرع الحزب بالحسكة كما شارك نادي الجزيرة الرياضي بوفد منه وافتتح الاجتماع السيد الدكتور بشار الشعار بكلمة نقل فيها تحيات الدكتور بشار الأسد لأهالي المنطقة الشرقية واهتمامه وتشجيعه لعمل الهلال الأحمر الطوعي الإنساني الخيري.
وناقش الاجتماع الخدمات الإنسانية التي يقدمها الهلال للأخوة اللاجئيين العراقيين والمواطنين السوريين كما نوقش في الاجتماع أعمال الفرع خلال العام الماضي ونشاطه الذي أثمر عن إزالة بعض الهموم عن الأخوة ا لعراقيين والمواطنين السوريين كما نوقش فيه الميزانية والعمل الطوعي الإنساني الذي يقوم به المتطوعين والمنتسبين والعمل الطوعي الإعلامي
و سبل توزيع الإعانات العينية والمادية واختتم الاجتماع بثاء وشكر من الدكتور بشار الشعار على فرع منظمة الهلال الأحمرالعربي بالحسكة
وعلى الجهود الذي يبذلها في مجال العمل الخيري الإنساني والطوعي وخدمة الوطن

الهلال الأحمر العربي السوري -فرع الحسكة
منظمة الهلال الأحمر العربي السوري :
التأسيس :
تداعى جمع من الأطباء إلى عقد اجتماع في دار الأستاذ الدكتور مصطفى شوقي بغية تأسيس جمعية للهلال الاحمر العربي السوري.
و هكذا أسس الهلال الاحمر العربي السوري بموجب مرسوم جمهوري رقم 540 الصادر بتاريخ 30 ايار 1942 عدها جمعية ذات نفع عام .

انتماء الهلال الاحمر العربي السوري الى لجنة الصليب الاحمر الدولية بجنيف :
قررت الهيئة الادارية لجمعية الهلال الاحمر السورية بدمشق في 2 نيسان 1946 مفاوضة المؤسسة الدولية طالبة الانتساب اليها. و بعد مبادلة الكتب اللازمة حول هدا الموضوع قررت لجنة الصليب الاحمر الدولية قبول الهلال الاحمر السوري عضوا فيها و قد ارسلت بتاريخ 20 حزيران 1946 كتابا الى رئيس جمعية الهلال الاحمر العربي السوري و رئيس الوزارة السورية آنذاك يحمل اعتراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالهلال الاحمر السوري و اصبح بذلك الهلال الاحمر العربي السوري معترفا به دوليا .

انتماء الهلال الاحمر الى اتحاد جمعيات الصليب الاحمر و الهلال الاحمر :
انتمى الهلال الاحر العربي السوري بعد ذلك الى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر و الهلال الاحمر .
و يعد الهلال الاحمر العربي السوري اليوم عنصرا نشيطا بين عناصر اتحاد الجمعيات الانسانية المذكورة .


أهداف منظمة الهلال الاحمر العربي السوري :
انها منظمة انسانية يشمل نشاطها الجمهورية العربية السورية ومركزها الرئيسي دمشق و لها فروع في جميع المحافظات السورية . تتمتع بالشخصية الاعتبارية و الاستقلال المالي و الاداري و ملتزمة باتفاقيات جنيف والمبادئ الاساسية و هي عضو في اللجنة الوطنية العليا للكوارث .
و شارة المنظمة و فروعها هلال أحمر على أرضية بيضاء طرفاه متجهان إلى يمين الناظر و إلى يسار حامل الشارة . و هي ذات نفع عام للفئات المستضعفة .
و تحقق المنظمة و فروعها و منشآتها الأغراض التالية :
1- الاستعداد في زمن السلم والعمل في زمن الحرب بصفتها مساعد للإدارات الطبية في القوات المسلحة و نقل المرضى و الجرحى و إنشاء مستشفيات و اعداد وسائل نقل و مساعدة منكوبي الحرب و الاسرى و التوسط في تبادل المراسلات الخاصة بهم داخل الجمهورية و خارجها .
2- تخزين معدات الايواء و جميعما يلزم لعلاج المرضى و العناية بالأسرى .
3- توفير الاسعافات العاجلة و الضرورية الطبية و الاجتماعية لضحايا الكوارث والنكبات .
4- نقل المرضى والمصابين في الحوادث و المساهمة في علاجهم و الاشتراك في محاربة الأوبئة و تقديم الخدمات الطبية و الاجتماعية و نشر الثقافة الصحية .
5- العمل على توفير الممرضين و الممرضات و تدريبهم على الأعمال في المستشفيات في حالات الطوارئ سواء من المتفرغين اوالمتطوعين .
6- تأمين وسائل الاسعاف الأولي و نقل المرضى والمصابين الى مراكز الاسعاف و متابعة المداواة حتى زوال الخطر .
7- المساهمة في الخدمات الانسانية.
8- نشر أغراض الهلال و مبادئه الاساسية .
9- توثيق الصلة و تبادل المعونة بين المنظمات و جمعيات الهلال و غيرها من الهيئات .
10- القيام بغير ذلك من الاعمال التي يهدف إليها الهلال الاحمر .

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:18 PM
الجزيرة منذ سقوط بابل

كان لبابل في عهد نبوخذ نصر من المجد والثراء والسلطان ما جعلها سيدة العالم القديم. وآخر أيامه بدأ الفرس فتوحاتهم. إلى أن جاء يوماً وأصبحت بلاد ما بين النهرين جزءاً من مملكة فارس. ثم تعاقبت جيوش اليونان ( بقيادة الاسكندر الكبير ) فالرومان على فتح بلاد ما بين النهرين وانتزاعها من أيدي الفرس إلى أن تمكن الفرس وبعد فترة طويلة من استعادة الأقسام الجنوبية الشرقية منها. ومنذ ذلك الحين وبلاد الفرات والدجلة ميدان للصراع الطويل الدامي بينهم وبين الرومان, واستمر قروناً طويلة وانتهى بانهيار الدولتين القديمتين أمام الزحف العربي.

الجزيرة في العهد العربي
اندفعت الموجة العربية من الحجاز وما كاد الأمر يستتب للعرب في ديار الشام حتى سارت الجيوش إلى الجزيرة بقيادة عياض بن غنم نظراً لموقعها الحربي وأهميتها الاقتصادية وطريق القوافل التجارية.
ففتح الرقة ونصيبين وحاصر رأس العين وقد أطلق عليها بعض المؤلفين العرب عين وردة فامتنعت عنه فتوجه إلى تل موزن ومن ثم الى طور عبدين وماردين ودارا وسنجار ولم يبقَ موضع قدم إلا وفتح في عهد عمر بن الخطاب.
حروب وثورات في الجزيرة

بعد الهزة العنيفة التي أحدثها في بلاد الشرق انهيار دولتي الروم والفرس وقيام الدولة العربية لم ينتهي الصراع ولم تستقر الأمور بدأ اصطراع الكتل المتنازعة والأحزاب المتصارعة ونذكر ما يخص الجزيرة
غزوة أموية فاشلة 659 كانت الجزيرة تابعة لعلي بن ابي طالب وكان معاوية بدمشق سير معاوية جيش إلى الجزيرة لطرد العلويين منها وضمها إلى الشام وكانت وقعة في الجزيرة السورية.
وقعة رأس العين
ومن الحروب الدامية أيضاً التي شهدتها أرض الجزيرة وقعة جرت في رأس العين بين الكوفيين من أتباع علي وبين جيش الأمويين 684م
حروب بين قيس وتغلب وهي من الأحداث الجسام التي وقعت في الجزيرة واستمرت فترة طويلة . وتفصيل الخبر أنه عند وقوع النزاع على الخلافة بين مروان بن الحكم وابن الزبير كانت قبائل قيس تقاتل في صفوف ابن الزبير حين كان قبائل تغلب تشايع مروان وتناصره. ودارت
حروب مريرة وطويلة ذهب ضحيتها الكثيرين ونهب الأموال والأرزاق ودار القتال في مختلف مناطق الجزيرة.
ثورة العباسيين في الجزيرة فقد حدث سنة 749 أن أهل الجزيرة رفعوا علم الأمويين الأبيض تعاطفاً مع الأمويين وحنيناً إلى عهدهم وخلعوا سلطة ابن العباس أصحاب العلم الأسود وكانت وقعة أخرى دمرت وخربت الكثير
ثورات الخوارج 787م وفي خلافة هارون الرشيد أرسل هارون جيشاً إلى الجزيرة لمحاربة الخوارج الذين أفسدوا كثيراً وفرضوا الغرامات والأموال وعاثوا بالأرض سلباً ونهباً.
قبائل الغُز تغزو الجزيرة
في سنة 1029 خرج الغُز ( وهم فصيلة من قبائل التركمان الرحل) من أذربيجان إلى الجزيرة وغزوا كل المنطقة كما غزوا نصيبين وسنجار والخابور وأمعنوا فيها سلباً ودماراً ونهباً وتراكمت الجثث في الطرق لعدم من يواريهم.
وفي تلك الحقبة نشأت ثلاث دول في الجزيرة وهي دولة المروانية في ديار بكر( استمرت من 990 الى 1092 ). ودولة الأرتقية في ماردين( 1098 الى 1395 ), ودولة الحمدانية في ديار ربيعة ثم حلب

خراب الجزيرة السورية ودور الانحطاط
إن الكارثة الكبرى والداهية العظمى حلت بالجزيرة سنة 1224, وفيها اندفعت على الشرق الأدنى اول موجة من غزوات المغول. ثم جاءت سنة 1394 وفيها حاصر تيمورلنك قلعة ماردين وقد أحقنه امتناعها عليه وآثار حقده عدم صقوتها فتحول عنها غاضباً حانقاً إلى السهل الخصيب وأعمل في سكانه السيف وأطلق في ربوعه يد الخراب ودمرا كل الجزيرة وأحالوا مدنها العامرة وقراها الخصبة إلى بادية قفراء خالية من كل ذي حياة.
بعد أن توفي تيمورلنك 1404 دبّ الشقاق بين حلفائه وأخذ أتباعه ينجلون عن بلاد الشرق وعادات المنافسات والأطماع من جديد بين الدولتين الفارسية والعثمانية الذي استمر لأكثر من قرن بينهما وكانت بقاع الجزيرة ساحات لهذا العراك الطويل إلى سنة 1516 وفيها ظفر الأتراك بالفرس وتم لهم الاستيلاء على المنطقة وبقيت الجزيرة إلى ذلك الحين بأيدي الأتراك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى أي أكثر من 400 سنة وعند انهيار الدولة العثمانية قسمت الجزيرة إلى ثلاثة أقسام الأعلى وقد بقي في حوزة الأتراك والأوسط صار جزءاً من سوريا والأسفل ألحق بالعراق.
إن تفكك الدولة العباسية الذي بدأ في منتصف القرن التاسع وغزوات المغول ومجيء العثمانيين خيم على بلاد الشرق ليل دامس ولم تفق منه ومما تلاه من مآس إلا بعد إشراق شمس الحرية على ربوعها في يومنا هذا


نحو الاستقرار
ما كاد يقام في الجزيرة جهاز حكومي يكفل الأمن ويدفع عن الناس العدوان والأذى حتى أخذت جماعات كثيرة من شعبنا المسيحي تترك الجبال التي هربت يوماً إليها بسبب القتل والبطش وكل ماذكرنا أعلاه إلى سهول الجزيرة التي كانت يوماً موطناً لأجدادهم وآبائهم وكانت الأرض السورية الجديدة ملجأ أميناً للكرامة والحرية وكان منهم السرياني والأرمني والآشوري وكانت ولاية ماردين ودياربكر من أكثر المناطق التي قدم منها شعبنا.
وانكب هؤلاء القادمين من الشمال على العمل فما لبثت القرى أن خٌططت وبنيت والأرض شقت وبزرت بعد أن كانت أحقاباً طويلة مهجورة مهملة
وكانت الجزيرة لا تنتج في سنينها الأولى إلا القدر القليل من الحبوب لا يكفي لإعاشة سكانها وكان الجيش الفرنسي يأتي بالشعير لعلف خيوله تارة من حلب وأخرى من الموصل ولم تمضِ سنوات حتى أخذت الغلال تتدفق منها وتزداد عاماً بعد عام وأصبحت من أعظم المحافظات السورية إنتاجاً ، هذه النهضة الجبارة قامت على سواعد أبناء الجزيرة وهذه هي ثمرة كدهم وجهدم المتواصل هم من حفر واستنبطوا المياه وبنوا القرى وحرثوا الأرض في بقعة كانت خالية من العمران, إن هذه النهضة الجبارة قامت بسواعد أبناء شعبنا المسيحي وهذه النتائج الباهرة ثمرة كدهم المستمر وجهدهم المتواصل, هم من حرث وزرع وعمر واستنبط المياه والآبار,أدخلوا إلى الجزيرة الأرز والقطن والسمسم وكانت القامشلي مثال ناهض على تقدم الجزيرة السريع وانطلاقها وسيرها نحو النمو الازدهار.

لقد كانت عودة الحياة إلى الجزيرة ثورة في الاقتصاد السوري رفعت شأن البلاد وجعلت لها اسماً ومقاماً في الأسواق العالمية وقلبتها من مستورد إلى مصدر كانت الأسواق والحوانيت مكدسة من الدقيق وعليها أنها مستوردة من فرنسا أو استراليا أو كندا أما اليوم وبعد هذه النهضة صارت بلادنا تصدر كميات كبيرة من الحبوب والقطن, وكانت هذه ثورة وانقلاباً يشبه تلك التي شهدتها الولايات المتحدة عندما بدأوا استغلال مروجها الواسعة بالزراعة بالطرق الحديثة. لقد عادت الحضارة إلى ربوع الجزيرة بعد هجر طال أمده ول أريب أنها ستكون في هذا العصر العلمي أرسخ أساساً وأنضرعوداً مما كانت عليه في جميع العهود الماضية.


الزراعة الميكانيكية الثورة الزراعية
سنة 1932 أحضر عائلة أصفر ونجار تركتور كيز وسكة فلاحة وفلحوا أراضي أبو جلال وكانت أول آلة ميكانيكية تظهر على أرض الجزيرة وفي سنة 1934 اشتروا حصادة على الخيل وأخرى تجمع الزرع في حزمات وتلقيها على الأرض. سنة 1937 أحضر شاهين معلوف من زحلة جرارة وحصادة وتبعه بعد قليل موسى ستراك وجورج وعزيز بدرو, وفاكياني أخوان وهدايا أخوان وغيرهم. كان عدد هذه الألات أيام الحرب العالمية الثانية لا يتجاوز العشرين ومع اشتداد الحاجة إليها أضروا إلى التماس ما كان لدى بعض الأفراد في لبنان وشرقي الأردن وفلسطين وكانوا يحتالون على تهريبها من تلك البلاد إلى الجزيرة وكانت الجزيرة السباقة من كل المحافظات في استخدام الآلات الزراعية. وبعد الحرب العالمية الثانية أسس بعض أبناء القامشلي معامل حديثة لإصلاح آلاتها فجاؤوا بأحدث المعدات لصهر المعادن وسكبها وخراطتها وتفننوا بالعمل وأتقنوه وأخذوا يخرجون الكثير من قطع التبديل الغير متوفرة تشابه بل تضاهي ما تصنعه أميركا وأروبا من جودة. وأخذوا يصنعون الديسكات من أجل الفلاحة وكان مؤسس هذه الصناعة كيفورك كبابجيان وشركائه يقول كبابجيان للمؤلف اسكند داوود عندما كنا نصلح الديسكات المصنوعة في أميركا وأوربا كنا نلاحظ بعض الأخطاء في صنعها, وعليه استحثنا نوع من الديسكات يلائم أرض الجزيرة وبمواصفات جيدة. مع العلم الديسكات المستوردة سريعة العطب وتنكسر بسهولة أما ما نصنعه فأقوى منها وأوفر إنتاجاً وهم من صنع الترولا وهي العربة الحديدية التي يسحبها التركتور ويقول كبابجيان نحن على استعداد لصناعة الحصادات والبذارات إذا أمدتنا إحدى الجهات الرسمية بالتمويل اللازم ويمكننا تموين الدول العربية حسب حاجتها من هذه الآلات.
وكان هناك معمل ثاني لمانويل وموسيس دير خورانيان وأسسوا مصنعه عام1946.حتى أن مهندسي الشركات الأجنبية الذين يأتون إلى الجزيرة كانوا يطلبون رأينا في سير آلاتهم, وما يجب إدخاله عليها من تعديل.
وبدأوا يفكرون ببناء مصانع لصهر الحديد والخردة لصناعة الآلات الزراعية. ومدارس صناعية وكانت هناك مراسلات بهذا الشأن مع غرفة التجارة بدمشق ولبنان ومصر وأثنوهم على الفكرة ولكن وقف هذا عن الثناء والمدح فقط. ومن الشركات المميزة الجبارة شركة أصفر ونجار للشركة بناء حديث أقيم في مرتفع يشرف على وادي الخابور يقول المؤلف اسكندر داود عندما ذهبت للقاء عائلة أصفر ونجار 1958 التقيت بالصدفة بثلاثة من الخبراء المصريين جاؤوا للدرس والاطلاع وهم عبد الفتاح محمد السيد, مدير عام مصلحة تربية النباتات.الدكتور عباس أحمد الأترابي مدير عام الإنتاج الحيواني, مدير الزراعة نائب رئيس الجمهورية عبد اللطيف البغدادي. وقد نعمنا برفقة هؤلاء أثناء طوافنا المؤسسات والحقول . لقد شقوا الأقنية إلى البادية واستصلحوا الأراضي التي كانت خالية وأصبحت أراضي زراعية ممتازة في غضون سنوات قليلة وأقاموا السدود وشقوا الطرقات . وقد أعجبوا الضيوف المصريين وقالوا إنه مشروع فردي جبار لايعرفون له مثيلاً وقال السيد عبد الفتاح محمد السيد أن أية حكومة لتعجزعن القيام بمثل هذا العمل.
بجانب هذا المشروع الضخم كانت هناك الزراعة البعلية
وقد اختارت الشركة اسم مبروكة لمؤسستها الكبرى للزراعة البعلية في قلب بادية رأس العين. وجعلت في هذه البلدة مباني حديثة مكاتب للشركات, وموظفين عاملون بإدارة الأعمال ضمن المكاتب. وأبنية معدة خصيصاً لإيواء العمال من غرف نوم وموائد طعام وكل مستلزمات الحياة, ومستودعات الحبوب ومخازن لقطع الغيار وبنايات مخصصة للمحروقات ومستودعات مختلفة ومعمل ميكانيكي ضخم وورشات صناعية مختلفة وكل مستلزماتهم هي من صناعتهم المحلية من الآلات إلى الأنابيب الضخمة والسدود والمغالق وفيها محركان ضخمان يولدان الطاقة الكهربائية وفيها فرن خاص بالمازوت يمدهم كل يوم بخبز حار وجديد.
وكانت لهم مكاتب ومؤسسات عديدة ومئات الآلات الزراعية هذه الأعمال الواسعة الضخمة وآلاف العمال والموظفين والإداريين من أبناء المنطقة والمحافظات الأخرى وسريان طور عبدين الذين كانوا يعبرون الحدود التركية صيفاً فيعملون في الحصاد حيث يكسبون بعض المال ليعودوا به إلى ذويه بعد ذلك

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:23 PM
مدن الجزيرة


الحســــــــــــكة

اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.




صور عن الحسكة



تقع في حوض الخابور الأوسط , بعضهم يسمونها الحَسجِة وبعضهم الحسكة (ويرجح أن تسميتها جاءت من نبات شوكي خشن يشبه شوك (القطب) ترعاه الجمال ويدعى (الحسج) كان ينمو في موقع المدينة قبل إعمارها) وكان قد اقترح استبدال كلمة حسكة بلفظة جبل كوكب نسبة إلى تل كوكب وكما ذكر أن الأتراك كانوا قد جعلوا هذه البقعة ناحية وأطلقوا عليها( كوكب ناحيه سي) لكن لم يؤخذ بهذا الاقتراح لأن الناس كانوا قد تعودوا على لفظة الحسكة.

نشأتها الحديثة

كان العمران قد زايلها منذ قرون وكانت موطن لبعض العشائر السيارة وتنتقل في براريها طلباً للمراعي وكان هناك منافسات حادة بين هذه العشائر وخصومات مستمرة وكان الغزو والقتال لا ينقطع بينهم ولبعض العشائر التي وزعتها لهم الدولة العثمانية . وكان موقع الحسكة الحالي برية موحشة ليس فيها غير ثكنة عسكرية صغيرة بنيت في عهد السلطان عبد الحميد فوق تل مشرف على الخابور تقيم فيها قوة عسكرية صغيرة تعرف بالبغالة لأن أفرادها كانوا يمتطون البغال. وكان هناك بعض الحوانيت الصغيرة يجدون فيها الجنود وأبناء العشائر بعض ما هم بحاجة له وهذه الحوانيت هي لمجموعة من العائلات السريانية التي هربت من القتل والذبح ..كما كانوا يأخذون بضائعهم إلى القبائل العربية المنتشرة في محيطهم وكانت تلك القبائل يومها تعيش في الخيام ومنذ لك اليوم وتكبر مدينة الحسكة من الفارين من مذابح سفر بلك التي حدثت للمسيحيين

وهناك معلومات أخرى تقول
أن في وسط مدينة الحسكة، وقرب فندق "الحمرا" يقع العقار (1). وهذا رقم أول منزل بُني في المدينة، شيّده عام 1890 رجل مسيحي قدم من قرية "قلعة مرا" قرب ماردين التركية، هذا الرجل الذي لم يكن يدري أنه يؤسس لمدينة تضم اليوم نحو مليون ومائتين وخمسين ألف نسمة، اسمه عبد المسيح موسى ويعرفه الأهالي بـ"عميس موسى".
(لقد سمعت من شخص وهو من أبناء مدينة الحسكة بأن عبد المسيح موسى هو من قرية بنيبيل المجاورة لقلعة مرا)



ومن بعد ذلك يأتي الفرنسيين ويستولون على مركز البغالة ويُقيمون بناء واسعاً يُعرف اليوم بثكنة عقبة بن نافع ،
أثناء فترة الانتداب على سوريا في بداية العشرينيات من القرن الماضي ثم ازدادت المباني والبيوت من حولها
وكان معظم سكانها الأوائل من المسيحيين النازحين من الأراضي
وكان على الخابور مركب صغير يعبرون عليه الماء,
هكذا كان حال المنطقة إلى سنة 1922 عندما ضمت الجزيرة إلى سوريا وجعلت قضاء مركزه الحسكة ألحق بمتصرفية دير الزور.

كثر الوافدون إليها وشرعوا يبنون فيها المساكن والحوانيت وجرى تخطيط شوارع مستقيمة متوازية على الأصول الحديثة وسارت المدينة بخطى وئيدة متثاقلة بسبب الإهمال وضعف الحركة الزراعية إلى أن بدأت طلائع النهضة الزراعية .
وفي سنة 1923 أخذ النفوذ السوري يتغلغل نحو الشمال الشرقي , فأحدث قضاء بياندور وهي قرية تقع شرقي القامشلي ولم تدم الحال طويلاً في سنة 31 تموز 1923 إذ تسربت من وراء الحدود التركية عصابات قوية منظمة وفتكت بالحامية وشتت الباقين.وفي سنة 1925 خرجت حملة عسكرية من الحسكة واستقرت في قبور البيض وجعلت مركزها في موقع تل قيرو,أوتل غيرو وهو قريب من منطقة حلوة وأسسوا هناك قضاء أطلقوا عليه قضاء كرو ثم ظهر أن الموقع غير ملائم فنقل إلى موقع القامشلي .
1928 تم تخطيط الحدود بين سوريا وتركيا وألحق بسوريا القسم الواقع في أقصى الشمال الشرقي للجزيرة وكان لايزال يعتبر حتى ذلك الحين داخل تركيا وجعل قضاء وسمي قضاء عين ديوار
جعلت الجزيرة متصرفة سنة 1930 واتخذت الحسكة ذات الموقع المتوسط قاعدة لها وكان السيد نسيب الأيوبي أول متصرف لها. وتتألف محافظة الحسكة من ثلاثة مناطق : حسكة قامشلي مالكية .
والحسكة هي كرسي مطرانية السريان الأرثوذكس ومطرانية السريان الكاثوليك في الجزيرة
ومن أهم أحياء المدينة :
المطار – الناصرة – الكلاسة – غويران – تل حجر – العزيزية – الصالحية – الحي العسكري – النشوة – المحطة.

العائلات المسيحية في الحسكة كوّنوا النسيج الأولي من سكانها وتجارها والصاغة فيها وباقي الحرف
والمهن.ومنهم الطالب والمعلم والمدرس والدكتور والصيدلي والمهندس والسياسي.ومن تلك الأسر التي عاشت في الحسكة وكانت ولا تزال معروفة لقراءة المزيد .....



القامشلي بالسبعينات

اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

صور عن القامشلي

من نصيبين إلى زالين القامشلي

إن كنا سنتكلم عن مدينة القامشلي فلابد أن نتكلم قبلاً عن مدينة نصيبين لأنه وكما نعلم مدينة القامشلي هي نصيبين الجديدة وحقيقةً هكذا كان اسمها في بداية عمرها ولكن وبسبب( أن الرسائل البريدية تذهب سهواً على مدينة نصيبين فتحدث بلبلة ) تم تغييره. إن القامشلي هي وريثة نصيبين التاريخية
إن نصيبين اليوم هي شبه نكرة بين بقية المدن المحيطة بها وأحوال الحربين الأولى والثانية زادت من بؤسها وشقاءها وعزلتها ورغم أن كنيسة ماريعقوب وديرمار أوجين القريب منها يعدان من أهم معالمها لكن المدينة وأسواقها كلها تشير إلى انحطاطها.
أما نصيبن الجديدة القامشلي فلقد تقدمت وازدهرت في مجالات مختلفة وأحفاد ماريعقوب النصيبيني ومار أفرام السرياني شمروا عن سواعد الجد وبنوا صروحاً ومدارس وكنائس لتعيد إلى الأذهان مجد الآباء والجدود الغابر .
إن كلمة النازح لا تنطبق علينا نحن السريان لأن جذورهم وأصولهم في هذه المنطقة وليست بنت هذا التاريخ بل هم موجودون منذ القديم . وانتقالنا من بقعة في أرض الآباء إلى بقعة أخرى مجاورة لا يعني نزوحاً أو هجرة

إن مدينة نصيبين عريقة بالقدم، وجاء اسمها في الأسفار الإلهية
و ذكر الموقع الجغرافي لنصيبين للمرة الأولى على لوحة مسمارية محفوظة في متحف لندن،
تقع المدينة في السفح الجنوبي لطور عبدين, مدينة الملافنة والقديسين الأطهار وقامت فيها مدرسة سريانية عظيمة كانت بمثابة أعظم الجامعات في زمانها,نصيبين كلمة سريانية تعني الغراس الكثيرة لكثرة أشجارها

كما يذكر الأستاذ أنيس حنا مديواية ويقول: فمدينة القامشلي ما هي إلا وليدة مدينة نصيبين العريقة في القدم و السهل التي أقيمت عليه البلدة الحديثة ما هو إلا امتداد للبدن ( الهضبة ) التي تفصل مدينة القامشلي عن مدينة نصيبين و التي كانت مقابر للأوائل ساكني هذه المنطقة منذ آلاف السنين.


لقراءة المزيد عن نصيبين اضغط هنا


موقع القامشلي إلى الجنوب من مدينة نصيبين السابقة تقع مدينة القامشلي الحديثة وريثتها الشرعية حيث كانت فيما مضى من الأزمان كروماً وبساتين لأغنياء نصيبين وملاكيها ومنهم قائم مقام نصيبين عبد القادر حاج بك والذي مازال أحد أحياء القامشلي باسمه.
يقول المطران جورج صليبا واصفاً القامشلي

في البرية الممتدى على مدى البصر في أرض الجزيرة العليا وجنوب نصيبين المدينة التاريخية الشهيرة وعلى تخومها وضمن الحدود السورية الحالية كانت مسرحاً دارت عليها سنابك خيول دارت فيها أضخم المعارك وقامت على ضفاف نهر الجغجغ مدينة القامشلي هذه المدينة التي لم يرتبط اسمها في التاريخ القديم لأنها نشأت حديثاً وحملت هذا الاسم وغداً من الأسماء المشهورة في سوريا. ويقول نيافة المطران جورج هافوري رئيس أساقفة أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك في الجزيرة والفراتأن القامشلي ونصيبين لا يفصل بينهم إلا بضع دقائق سيراً على الأقدام بداً من القشلى ( الثكنة) العسكرية المطلة على نصيبين وقد سميت بداية باسم نصيبين الجديدة غير أن الرسائل البريدية تذهب سهواً على مدينة نصيبين فتحدث بلبلة وقد سميت القامشلي لأنها بنيت على مزرعة كانت تدعى بهذا الاسم وسميت قبلاً قضاء ( قيرو) ومحلها القديم كان يطلق عليه اسم ( ظهر الخزنة) وقيل أن كلمة قامشلي هي تحريف لكلمة كوموشي السريانية والتي تعني الجواميس لكثرة الجواميس التي كانت تربى في مياه ومستنقعات المنطقة.
. كانت النواعير المائية ذات الصوت الحزين مزروعة على ضفتي نهر الجغجغ لرفع المياه إلى الأراضي الزراعية, ومنطقة القامشلي عميقة الجذور عبر التاريخ ويحيط بها الكثير من التلول والمواقع الآثرية ونذكر منها منطقة البدن والتي يعتقد أنها كانت نصيبين الأقدم التي تعرضت لهزات أرضية عديدة وهي موقع أثري قديم يقع أغلبه ضمن الأراضي السورية وبعضه ضمن الأراضي التركية اكتشف فيه الكثير من العملات النحاسية والفضية ويقال الذهبية ضمن أجرار فخارية
وموقع تل ليلان وتل بري وتل براكوقصروك. والقامشلي اليوم هي أكبر مدن محافظة الحسكة سكاناً وأجملها عمراناً ودعيت عروس الجزيرة لشدة جمالها ووفرة خيراتها.



النزوح إلى الجزيرة وبناء القامشلي
قبل الحرب الكونية عام 1914- 1918 كانت العشرات من القرى المنتشرة في الجزيرة السورية والمحيطة بمدينة القامشلي قبل بنائها عامرة مسكونة يعيش أبناءها على الزراعة والتجارة , ولكن وللأسباب التي ذكرت سابقاً عن تعرض المنطقة على طوال عقود إلى حروب ودمار هائل وأخيراً الدولة العثمانية التي كانت تحكم هذه البلاد ولأسباب سياسية تمس كيانها أخذت تبث النزاعات وتبيت لهم المذابح التي نفذتها بأزلامها والإقطاعيين فهربوا المسيحيون إلى جبال طور عبدين والذي بثت بأرضه قتل وذبح وبقرت بطون نسائهم وذبح أطفالهم كما حدث لأخوته في طور عبدين وماردين بأساليب بشعة وطرق دنيئة في أبشع وأكره جريمة جماعية في العصر الحديث والقديم بحق شعب أمن على مرأى ومسمع من دول العالم مما لم يصور له التاريخ مثيلاً.
كان هذا مصير الأبرياء الشرفاء الذين لم يخونوا الوطن ولم يعملوا ضد أحد قط التصفية الجسدية والوجودية بينما كانت مكافأة القتلة استملاك تلك القرى وما فيها من أموال ومقتنيات والحلول مكان أهلها الشرعيين مكافأة الظالم على ظلمه والقاتل على قتله.
ثم اشتعلت الحرب الكونية الأولى واكتوت بنارها الدولة العثمانية الظالمة التي وقفت مع دول المحور ضد الحلفاء الذين انتصروا في هذه الحرب فزادت من مؤامراتها وحقدها ضد أبناء الأقليات الدينية فطغت وعتت ومدت مظالمها ومذابحها إلى مناطق طور عبدين وماردين وعنتاب وغرزان والبشيرية ونصيبين وبنانبيل وغيرها من المناطقة المسيحية وأعملت السيف في رقابهم وكانت هذه المذبحة الجماعية على أشدها ما بين أعوام 1914- 1917 واستمرت الى عام 1919 حيث انحسر الوجود المسيحي في تركيا. وبالمقابل تحررت المنطقة من العثمانيين وسادت المنطقة عامة وسورية خاصة عوامل الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي وخضعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي 1925م وسلخت فيها الكثير من الأراضي السورية وضمت لتركيا مثل طور عبدين, وعينتاب, والرها, ودياربكر, وماردين و ونصيبين, وغيرهم فكانت هذه عوامل النزوح وطرد المسيحيين من تركيا مما هيأ الجو ومهد السبيل لمن نجا من المذابح والفظائع في تلك الديار أن يختار الحدود المصطنعة إلى البلاد العربية وسوريا خاصة والجزيرة السورية على وجه الخصوص عائدين لأراضيهم التي سبق وغادروها للأسباب السابقة , وكان النزوح كثيفاً ولاسيما بعد توقيع معاهدة لوزان 1923م بين تركيا والحلفاء

وأحدث قضاء بياندور وهي قرية تقع شمالي شرقي القامشلي وفيها حامية فرنسية, ولم تدم الحال طويلاً في سنة 31 تموز 1923 إذ تسربت من وراء الحدود التركية عصابات قوية منظمة وفتكت بالحامية وشتت الباقين مما جعل الحكومة الفرنسية تغير رأيها في هذا القضاء وتنظر نحو موقع آخر فاختير موقع القامشلي الحالي ليكون بديلاً عن بياندور وكان وجود الجغجغ من العوامل المشجعة لاختيار موقع القامشلي.
وكان الناس في قضاء القامشلي المحدث بادئ الأمر يعيشون تحت الخيام يتعاطون البيع والشراء وكان أول بناء في القامشلي هو طاحونة وبيت ( قدور بك) ونصبت الحامية الفرنسية خياماً مكان السجن الحالي ومن ثم ابتنوا ثكنة سميت فيما بعد ثكنة الحجاج بن يوسف الثقفي في الجهة الشمالية فوق تلة قليلة الارتفاع يعتقد أنها كانت مقبرة لموتى العائلات المالكة في نصيبين وكانت تسمى الخزنة وقد وجد فيها ومازالت حتى اليوم حجارة ضخمة مجوفة على شكل توابيت مع حجارة مسطحة كانت تستخدم كغطاء لهذه التوابيت الحجرية كما اكتشف تحت هذه الثكنة قنوات وأنفاق وممرات عديدة كانت تتصل بمدينة نصيبين القديمة.
ومن ثم وجدت بضعة بيوت سمي فيما بعد بحي البشيرية مبنية من اللبن الترابي اشتراها أصحابها من الشيخ حسن المقطف ثم سكن داؤود حداد غرب نهر الجغجغ وجاء بعده الخطيب ثم آل كوزي وكنجو. وتقاطرت العائلات إلى القامشلي بكثرة من مدن نصيبين وطور عبدين وماردين وغيرها مابين عام1926-1929 وجدير بالذكر أن القائمقامية مابين الأعوام 1924-1926 كانت في بياندور وقضاء قيرو بعدها انتقلت إلى القامشلي. وفي عام 1929 انفصلت القامشلي عن نصيبين وصارت قائمقامية مستقلة .
أما مخطط مدينة القامشلي فقد وضعه المهندس اليوناني (خرالمبوس)(( قدم مع الألمان لمد سكة حديد قطار الشرق السريع يصل بين برلين وبغداد وبدؤوا يمدون الخط عام 1915 حتى 1918 ووصلوا إلى مدينة نصيبين وكمله الفرنسيون إلى تل كوجك وبغداد وكان سكان القامشلي يذهبون إلى نصيبين في تركيا للركوب في قطار الشرق السريع إلى أن أصبح للقامشلي محطة قطار 1939 سميت محطة تل زيوان))

وخطط هذا المهندس مدينة القامشلي بشكل متصالب وشوارع مستقيمة وعريضة على غرار مخطط باريس بفرنسا ثم وزعت أراضي البناء مجاناً على السكان.
وما جاء عام 1927 حتى غدت القامشلي بلدة صغيرة عصرية وحديثة انتقلت اليها تجارة نصيبين وكانت القامشلي مثال ناهض على تقدم الجزيرة السريع حتى قصدها الناس من كل حدب وصوب. كانت البيوت من اللبن الترابي والخشب حتى الخمسينات حيث شرعت البيوت الإسمنتية ولطابق واحد تظهر في المدينة وفيما بعد الستينات شهدت نهضة عمرانية وإذ بها بلدة عصرية في أبنيتها الحديثة وجمال مناظرها وكثرة مكاتبها وأنديتها
كما شهدت القامشلي هجرة بعض سكانها إلى فرنسا وأميركا واستراليا وكندا ولبنان وفي الستينات كانت الهجرة كثيفة إلى السويد ألمانيا.
في التسعينات بدأت في القامشلي نهضة عمرانية كبيرة ومازالت قائمة تعمل على قدم وساق ، وتقسم مدينة القامشلي اليوم إلى تسعة أحياء
1- حي الناصرة واسمه القديم ( حي قدوربك)
2- حي الزهراء واسمه القديم ( حي الوسطى)
3-حي الكندي واسمه القديم يشمل الأحياء) حي الآشوريين-حي الأربوية-حي البشيرية)
4- حي شدوان
5-حي المطران قرياقس واسمه القديم (حي المعلمين)
6- حي اللواء
7- حي المزرعة
8-حي طي
9- حي المنصور اسمه القديم ( الحي الغربي)




السريان يعيدون بناء قراهم التي سبق ورحلوا عنها
قبل العشرينات بسبب ما حصل لهم من مذابح وهروبهم إلى الجبال, وأشادوا لهم في أغلب تلك القرى الكنائس والمدارس وقد بقي أغلبها وحتى السبعينات مكتظاً بالسريان وتفتح فيها مدارس صيفية لتدريس الطقوس الكنسية واللغة السريانية ونذكر بعض من تلك القرى: سليمان ساري, قصروك, كرشيران, تل علو, الطاش, مبروكة. تل فارس, دمخية الصغيرة , دمخية الكبيرة, محركان, روتان, تل جيهان, الشلهومية, كرشامو, غردوكة, خويتلة وعشرات غيرهم. كانت قرى الجزيرة مرتبطة بأبرشية طور عبدين ثم ارتبطت بأبرشية حلب وكان مطرانها أثناسيوس توما قصير وفي عام 1933 استحدثت أبرشية خاصة للجزيرة تعين لها المثلث الرحمات المطران اقليمس ( يوحنا عباجي) استمر برعايتها إلى 15 آذار 1943 حيث استقال وخلفه المثلث الحمات المطران مار أسطاثاوس قرياقس . انتقل المطران إلى الخدور السماوية في 9-12-1988
فشغرت المطرانية وعين الأب الخوري شكر الله معتمداً بطريركياً الى أن رسم الحبر الجليل مار أسطاثيوس متى روهم 1990.
تعداد أبناء الطائفة السريانية الأرثوذكسية في القامشلي اليوم حوالي 4000 عائلة.
كنائس القامشلي
-كنيسة ماريعقوب النصيبيني في عام 1927 وضع السريان حجر الأساس لبناء كنيسة ماريعقوب.وبتاريخ 1936 في شهر آب رشح الزيت المقدس والذي تحتفل بذكراه هذه الكنيسة في كل عام.وفي عام 1953 بنوا في الجهة الشمالية منها كنيسة مار يعقوب الجديدة من الإسمنت ودشنها قداسة البطريرك أفرام الأول برصوم في عيد الصعود 24-5-1953.
-كنيسة السيدة العذراء تقع هذه الكنيسة وسط مدينة القامشلي بنيت أولاً من اللبن الترابي ثم هدمت وعمرت من جديد بتخطيط هندسي جميل جداً من قبل المهندس السرياني المعروف فريد شمعون أناويس وصنع نقوشها الفنان السرياني شبو كلو أفريم المدياتي على طراز الطور عبديني دشنها خلال الصوم الكبير عام 1981 قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا.
-كنيسة القديس مار أفرام في عام 1964 بنيت في الحي الغربي مدرسة ابتدائية للسريان الأرثوذكس باسم مدرسة الحرية وفي عام 1965 بنيت إلى جوار المدرسة كنيسة باسم القديس مار أفرام وكان أول من صلى فيها هو القس سمعان مقدسي الياس

-كنيسة مار قرياقس بنيت الكنيسة بتاريخ 28-6-1982 بوشر بالصلاة في هذه الكنيسة عام 1986 وخدم فيها الأب القس صليبا عيسى صومي

-المدارس السريانية
بعد النزوح الكبير من تركية عام 1929 بنى السريان كنيسة مارعيقوب وبعد الصلاة كانت تستخدم كمدرسة ابتدائية وفي عام 1933 تسلم إدارة المدرسة المربي الكبير الملفونو شكري حنا جرموكلي , فتح مدرسة للبنات وبنى صفوف إضافية. وقد أرسل بعض الطلاب إلى بيروت ليتموا دراستهم. وفي عام 1941 تسلم إدارة المدرسة الأستاذ يوسف قره باشي وفي عام 1943 قررت اللجنة المدرسية رفع مستوى المدرسة الابتدائية إلى متوسطة. وفي عام 1957 قررت اللجنة المدرسية فتح مدرسة ثانوية باسم ثانوية النهضة تسلم إدارتها الأستاذ حنا موري وقد حازت هذه الثانوية ليس على مستوى القامشلي وحسب بل على مستوى القطر كله حيث أمها الطلاب من النواحي والمناطق السورية كافة وتجاوز عدد طلابها في العام الدراسي 1959 1960 ألفاً ومئتي طالب وطالبة ويكفيها فخراً أنها كانت الثانوية الوحيدة المختلطة.
وفي عام1969 تم إغلاق مدارسنا الخاصة وتأجيرها لمديرية التربية بعد قرار تأميم المدارس.عام 1973 تم الحصول على ترخيص بإعادة فتح القسم الابتدائي فقط.

الكشاف السرياني
تأسس عام 1929 عندما كان المعلم في مدرسة السريان الأرثوذكس الابتدائية كبرئيل الحائك قد شكل نواة للكشاف السرياني .واستمر هذا الفوج في التقدم إلى أن وصل عدد أفراده 450 فرداً في أوائل الستينات بقيادة أوكين شماس وساهم هذا الفوج في استقبال أحبار الكنائس الأخرى أيضاً واستقبال الرئيس شكري القوتلي عام 1946 والعقيد أديب الشيشكلي عام 1953 والرئيس القوتلي في زيارته الثانية إلى القامشلي 1955 واستقبال رئيس الجمهورية المتحدة ( مصر وسوريا) جمال عبد الناصر عام 1959.ثم حجث جمود في الفوج بعد إغلاق نادي الرافدين عام 1961 ,
النهضة الغنائية السريانية في القامشلي


كانت بالقامشلي فرقة لإحياء الحفلات الخاصة والأعراس مثل فرقة سعيد كويل بشطة وفرقة المغني الموسوي موشي الياهو وفرقة المغني آرام ديكران 1966وفي هذه الفترة تجمع بضعة شباب من السريان الذين شكلوا فرقة موسيقية للغناء وغادر أغلبهم البلد وسبب ذلك فراغاً غنائياً في المدينة


اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

يقول الملفونو حبيب موسى

برزت كموهبة صوتية أثارت اهتمام الكثيرين وخاصةً من كان لهم إلمام في مجال الموسيقى آنذاك في عام 1968 وهو في عمر الثالثة عشر قررت مجموعة من الشباب تأسيس أركان الأغنية السريانية المدنية من أمثال الشاعر الراحل دنحو دحو ونينوس آحو و الأب بول ميخائيل واختير الشاب الموهوب حبيب موسى ليكون واحداً ممن سيغني من هذه المجموعة في صيف عام 1968 تم تسجيل أول عمل غنائي سرياني مدني كان يشمل الأغنية المشهورة شامو مر وأغاني أخرى ظلّت إلى يومنا هذا شامو مر وهي من كلمات الشاعر المرحوم دنحو دحو وألحان الأب بول ميخائيل , تاخ دزانو نفقينا من كلمات نينوس آحو ألحان بول مخائيل شاركته بالغناء سونيا آحو.

( الشاعر الغنائي
دنحو كورية دحو ) أول شاعر شعبي للأغنية السريانية في النصف الثاني من القرن العشرين, ويعد فاتحاً ورائداً لا يشق له غبار في هذا المضمار ,

الرياضة في القامشلي

الرياضة في مدينة القامشلي مشهورة ومعروفة منذ بناء هذه المدينة في العقد الثالث من هذا القرن وكان الاهتمام بها كبيراً ولا سيما كرة السلة والطائرة والطاولة وكرة القدم و في عام 1929 شكل رزوق بقال المعلم والفنان التشكيلي ولاعب كرة السلة فرقة رياضية صارت فيما بعد نواة لنادي سمي مابين النهرين ثم اشتهر بنادي الرافدين . ومن عام 1948 ولغاية 1956 اتسع نشاط النادي وسافرت فرقه إلى مختلف المحافظات وإلى تركيا والعراق ولبنان وانتصر في جميع مبارياته تقريباً. ولم يقتصر نشاط النادي على الرياضة فحسب بل تعدى إلى الأمور الثقافية كانت له مكتبة ضخمة وألقيت في قاعاته الواسعة محاضرات في مختلف المناسبات. كما قدم سنحريب صليبا البطل عام 1938 مباراة في الملاكمة على مستوى القطر وصارفيما بعد أحد أبطال الشرق الأوسط في الملاكمة. وتوما كورية وجوزيف اسو من أبطال الجزيرة في كمال الأجسام, لم يكن نادي الرافدين الوحيد في القامشلي بل وجدت الفرق الشعبية إضافة إلى نادي الهومنتن التابع لطائفة الأرمن. وفي عام 1961 أغلق نادي الرافدين العظيم وتحول بناؤه إلى مدرسة ثانوية وأصبحت ذكراه ناقوساً يدق في ضمير كل إنسان من أبناء القامشلي. عام 1971 صدر المرسوم التشريعي حيث دخلت الرياضة في القطر السوري مرحلة جديدة وتأسس الاتحاد الرياضي وتم دمج الأندية وكل الفعاليات في القامشلي في نادٍ واحد تحت اسم نادي الجهاد.

ولقراءة المزيد عن الرياضة في مدينة القامشلي تستطيعون الاطلاع على الكتاب المميزللأستاذ جورج خزوم


اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

لأستاذ جورج خزوم والكتاب القيم الرافدين مجد وحضارة

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:29 PM
( العرب والسريان والآشوريون والأرمن والشيشان واللاجئين الأجانب من دول الجوار)مما يضفي على هذه البقعة الجميلة من الأرض السورية بعداً إيجابياً يصح أن يكون مرتكزاً لحياة مشتركة وكريمة للمجتمع لكن وأمام التحديات التي يفرضها المجتمع والمتمحورة حول بعض القيود البالية منذ عهود أسواق النخاسة وتجارة الجواري يجد الشاب المقدم على الزواج نفسه أمام عائق بشري وغير حضاري ومفتقد الى الإنسانية وهو ببساطة النقد أو المهر وما أدراك ما النقد أو المهر .‏

مما يدمي العين ويندى له الجبين أن معايير القبول لدى أهل العروس تخضع لشرط أساسي فرض عليهم من قبل المجتمع هو الملاءة المالية لطالب اليد ومن الطبيعي جداً أن يطرح أثناء المفاوضات السؤال التالي المتكاثر تلقائياً : ماذا تعمل وكم لديك من المال وهل تملك منزلاً وهل وهل ..?مما قد يضطره في النهاية الى الانسحاب حفظاً لماء الوجه والتفكير في الزواج من غريبة (جغرافياً أو عشائرياً أو حتى دينياً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا النموذج فنسبة الطلبة المغتربين للدراسة والمتزوجين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وصلت الى نسبة لا يستهان بها وفي حالات أخرى قد يضطر الشاب الى اللجوء الى أسلوب (الخطيفة) وهو في أغلب الأحيان يعرض الطرفين الى النزاع فالعراك فالاقتتال .‏

من هنا فإن المجتمع لا ينظر الى الجانب الإيجابي للمسألة كأن يكون حامل شهادة جامعية عالية أو شاباً ذا خلق ودين وفي الدين الإسلامي نجد هناك تخطياً لهذه الظاهرة المرضية بقوله تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وفي قوله صمن أمنتم دينه وخلقه فزوجوه) وأنا أتطرق الى هذا الموضوع المهم بالنسبة لأبناء البلد بكل أطيافه وألوانه أجد نفسي مسؤولاً أمام المجتمع رغم أنني لا أشغل منصباً حكومياً ولست عضواً في البرلمان ولا رئيس عشيرة ولا رجل دين إلا إنني أعتبر نفسي مسؤولاً كصحفي صاحب رسالة عليه إيصالها‏

ما ذنب فتاة أحبت شاباً ولم تشأ الأقدار البشرية تحقيق رغبتها بالزواج منه لتتزوج بعد ذلك من رجل لم تكن يوماً راغبة فيه بل لعلها لم تلتق به ليعيشا بعد ذلك عيشة الأغراب إن أخطر ما في هذا الجانب من حياة الشباب هو أن البعض قد يضطر الى خسران تعب السنين مقابل تأدية هذا الفرض والذي يقدم على أساس أنه سنة من سنن الكون وخالق الكون وقد يلجأ الفتى? الى تحدي واقعه ففي نظام العشائر العربية تشكل ظاهرة الزواج حالة شديدة التعقيد فلا ينظر الى المؤهل وكم من رب أسرة باع ابنته مقابل الليرات والدنانير وقد أصبحت موضة دارجة أن نجد فتاة في العشرينات تتزوج من رجل في الستينات كل مواهبه تنحصر في دفء جيوبه وهناك..عائلات كثيرة وأسماء عدة لن أذكرها حفاظاً على سمعة النسيج العشائري الطاهر إن غلاء المهر أو ما يعرف بالنقد ظاهرة أشبه بالحالة المرضية المستعصية ومفاتيح حلها في أكثر من يد (وجهاء العشائر ورجال الدين وأولياء الأمور..) وكل من يمثل شرائح المجتمع عليه معالجة هذه المسألة السلبية بجانب أكثر إشراقاً والمقصود هنا تفعيل دور العلم وإيفاد الأبناء والبنات للدراسة الجامعية سواء داخل القطر أم خارجه إضافة الى الدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه الدولة وذلك بتأمين فرص العمل الحقيقية للقضاء على الفساد والبطالة ولا نتحدث هنا عن مراكز محاربة البطالة المنشأة مؤخراً بل عن خلق الاستثمارات والمشاريع العامة ولا مانع حتى من سن الدولة قراراً ينص على عقوبة رادعة في حال تجاوز أحد الآباء المبلغ المحدد للنقد كما هو الحال في الصين بالنسبة لأولئك الذين يتجاوزون القانون ويخلفون ولداً ثانياً .‏

إنني وأنا اطرح هذا الموضوع أفكر في مستقبلنا الذي ننشد والخالي من الأمراض الاجتماعية المتوارثة كابراً عن كابر الى كل من يهمه الأمر : الى أن تتم معالجة هذا الأمر سنتمسك بالأمل وننتظر العيد الذي سنتزوج فيه
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:33 PM
ومن بعد ذلك يأتي الفرنسيين ويستولون على مركز البغالة ويُقيمون بناء واسعاً يُعرف اليوم بثكنة عقبة بن نافع ،
أثناء فترة الانتداب على سوريا في بداية العشرينيات من القرن الماضي ثم ازدادت المباني والبيوت من حولها
وكان معظم سكانها الأوائل من المسيحيين النازحين من الأراضي
وكان على الخابور مركب صغير يعبرون عليه الماء,
هكذا كان حال المنطقة إلى سنة 1922 عندما ضمت الجزيرة إلى سوريا وجعلت قضاء مركزه الحسكة ألحق بمتصرفية دير الزور.

كثر الوافدون إليها وشرعوا يبنون فيها المساكن والحوانيت وجرى تخطيط شوارع مستقيمة متوازية على الأصول الحديثة وسارت المدينة بخطى وئيدة متثاقلة بسبب الإهمال وضعف الحركة الزراعية إلى أن بدأت طلائع النهضة الزراعية .
وفي سنة 1923 أخذ النفوذ السوري يتغلغل نحو الشمال الشرقي , فأحدث قضاء بياندور وهي قرية تقع شرقي القامشلي ولم تدم الحال طويلاً في سنة 31 تموز 1923 إذ تسربت من وراء الحدود التركية عصابات قوية منظمة وفتكت بالحامية وشتت الباقين.وفي سنة 1925 خرجت حملة عسكرية من الحسكة واستقرت في قبور البيض وجعلت مركزها في موقع تل قيرو,أوتل غيرو وهو قريب من منطقة حلوة وأسسوا هناك قضاء أطلقوا عليه قضاء كرو ثم ظهر أن الموقع غير ملائم فنقل إلى موقع القامشلي .
1928 تم تخطيط الحدود بين سوريا وتركيا وألحق بسوريا القسم الواقع في أقصى الشمال الشرقي للجزيرة وكان لايزال يعتبر حتى ذلك الحين داخل تركيا وجعل قضاء وسمي قضاء عين ديوار
جعلت الجزيرة متصرفة سنة 1930 واتخذت الحسكة ذات الموقع المتوسط قاعدة لها وكان السيد نسيب الأيوبي أول متصرف لها. وتتألف محافظة الحسكة من ثلاثة مناطق : حسكة قامشلي مالكية .
والحسكة هي كرسي مطرانية السريان الأرثوذكس ومطرانية السريان الكاثوليك في الجزيرة
ومن أهم أحياء المدينة :
المطار – الناصرة – الكلاسة – غويران – تل حجر – العزيزية – الصالحية – الحي العسكري – النشوة – المحطة.

العائلات المسيحية في الحسكة كوّنوا النسيج الأولي من سكانها وتجارها والصاغة فيها وباقي الحرف
والمهن.ومنهم الطالب والمعلم والمدرس والدكتور والصيدلي والمهندس والسياسي.ومن تلك الأسر التي عاشت في الحسكة وكانت ولا تزال معروفة لقراءة المزيد .....



القامشلي بالسبعينات

اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

صور عن القامشلي

من نصيبين إلى زالين القامشلي

إن كنا سنتكلم عن مدينة القامشلي فلابد أن نتكلم قبلاً عن مدينة نصيبين لأنه وكما نعلم مدينة القامشلي هي نصيبين الجديدة وحقيقةً هكذا كان اسمها في بداية عمرها ولكن وبسبب( أن الرسائل البريدية تذهب سهواً على مدينة نصيبين فتحدث بلبلة ) تم تغييره. إن القامشلي هي وريثة نصيبين التاريخية
إن نصيبين اليوم هي شبه نكرة بين بقية المدن المحيطة بها وأحوال الحربين الأولى والثانية زادت من بؤسها وشقاءها وعزلتها ورغم أن كنيسة ماريعقوب وديرمار أوجين القريب منها يعدان من أهم معالمها لكن المدينة وأسواقها كلها تشير إلى انحطاطها.
أما نصيبن الجديدة القامشلي فلقد تقدمت وازدهرت في مجالات مختلفة وأحفاد ماريعقوب النصيبيني ومار أفرام السرياني شمروا عن سواعد الجد وبنوا صروحاً ومدارس وكنائس لتعيد إلى الأذهان مجد الآباء والجدود الغابر .
إن كلمة النازح لا تنطبق علينا نحن السريان لأن جذورهم وأصولهم في هذه المنطقة وليست بنت هذا التاريخ بل هم موجودون منذ القديم . وانتقالنا من بقعة في أرض الآباء إلى بقعة أخرى مجاورة لا يعني نزوحاً أو هجرة

إن مدينة نصيبين عريقة بالقدم، وجاء اسمها في الأسفار الإلهية
و ذكر الموقع الجغرافي لنصيبين للمرة الأولى على لوحة مسمارية محفوظة في متحف لندن،
تقع المدينة في السفح الجنوبي لطور عبدين, مدينة الملافنة والقديسين الأطهار وقامت فيها مدرسة سريانية عظيمة كانت بمثابة أعظم الجامعات في زمانها,نصيبين كلمة سريانية تعني الغراس الكثيرة لكثرة أشجارها

كما يذكر الأستاذ أنيس حنا مديواية ويقول: فمدينة القامشلي ما هي إلا وليدة مدينة نصيبين العريقة في القدم و السهل التي أقيمت عليه البلدة الحديثة ما هو إلا امتداد للبدن ( الهضبة ) التي تفصل مدينة القامشلي عن مدينة نصيبين و التي كانت مقابر للأوائل ساكني هذه المنطقة منذ آلاف السنين.


لقراءة المزيد عن نصيبين اضغط هنا


موقع القامشلي إلى الجنوب من مدينة نصيبين السابقة تقع مدينة القامشلي الحديثة وريثتها الشرعية حيث كانت فيما مضى من الأزمان كروماً وبساتين لأغنياء نصيبين وملاكيها ومنهم قائم مقام نصيبين عبد القادر حاج بك والذي مازال أحد أحياء القامشلي باسمه.
يقول المطران جورج صليبا واصفاً القامشلي

في البرية الممتدى على مدى البصر في أرض الجزيرة العليا وجنوب نصيبين المدينة التاريخية الشهيرة وعلى تخومها وضمن الحدود السورية الحالية كانت مسرحاً دارت عليها سنابك خيول دارت فيها أضخم المعارك وقامت على ضفاف نهر الجغجغ مدينة القامشلي هذه المدينة التي لم يرتبط اسمها في التاريخ القديم لأنها نشأت حديثاً وحملت هذا الاسم وغداً من الأسماء المشهورة في سوريا. ويقول نيافة المطران جورج هافوري رئيس أساقفة أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك في الجزيرة والفراتأن القامشلي ونصيبين لا يفصل بينهم إلا بضع دقائق سيراً على الأقدام بداً من القشلى ( الثكنة) العسكرية المطلة على نصيبين وقد سميت بداية باسم نصيبين الجديدة غير أن الرسائل البريدية تذهب سهواً على مدينة نصيبين فتحدث بلبلة وقد سميت القامشلي لأنها بنيت على مزرعة كانت تدعى بهذا الاسم وسميت قبلاً قضاء ( قيرو) ومحلها القديم كان يطلق عليه اسم ( ظهر الخزنة) وقيل أن كلمة قامشلي هي تحريف لكلمة كوموشي السريانية والتي تعني الجواميس لكثرة الجواميس التي كانت تربى في مياه ومستنقعات المنطقة.
. كانت النواعير المائية ذات الصوت الحزين مزروعة على ضفتي نهر الجغجغ لرفع المياه إلى الأراضي الزراعية, ومنطقة القامشلي عميقة الجذور عبر التاريخ ويحيط بها الكثير من التلول والمواقع الآثرية ونذكر منها منطقة البدن والتي يعتقد أنها كانت نصيبين الأقدم التي تعرضت لهزات أرضية عديدة وهي موقع أثري قديم يقع أغلبه ضمن الأراضي السورية وبعضه ضمن الأراضي التركية اكتشف فيه الكثير من العملات النحاسية والفضية ويقال الذهبية ضمن أجرار فخارية
وموقع تل ليلان وتل بري وتل براكوقصروك. والقامشلي اليوم هي أكبر مدن محافظة الحسكة سكاناً وأجملها عمراناً ودعيت عروس الجزيرة لشدة جمالها ووفرة خيراتها.



النزوح إلى الجزيرة وبناء القامشلي
قبل الحرب الكونية عام 1914- 1918 كانت العشرات من القرى المنتشرة في الجزيرة السورية والمحيطة بمدينة القامشلي قبل بنائها عامرة مسكونة يعيش أبناءها على الزراعة والتجارة , ولكن وللأسباب التي ذكرت سابقاً عن تعرض المنطقة على طوال عقود إلى حروب ودمار هائل وأخيراً الدولة العثمانية التي كانت تحكم هذه البلاد ولأسباب سياسية تمس كيانها أخذت تبث النزاعات وتبيت لهم المذابح التي نفذتها بأزلامها والإقطاعيين فهربوا المسيحيون إلى جبال طور عبدين والذي بثت بأرضه قتل وذبح وبقرت بطون نسائهم وذبح أطفالهم كما حدث لأخوته في طور عبدين وماردين بأساليب بشعة وطرق دنيئة في أبشع وأكره جريمة جماعية في العصر الحديث والقديم بحق شعب أمن على مرأى ومسمع من دول العالم مما لم يصور له التاريخ مثيلاً.
كان هذا مصير الأبرياء الشرفاء الذين لم يخونوا الوطن ولم يعملوا ضد أحد قط التصفية الجسدية والوجودية بينما كانت مكافأة القتلة استملاك تلك القرى وما فيها من أموال ومقتنيات والحلول مكان أهلها الشرعيين مكافأة الظالم على ظلمه والقاتل على قتله.
ثم اشتعلت الحرب الكونية الأولى واكتوت بنارها الدولة العثمانية الظالمة التي وقفت مع دول المحور ضد الحلفاء الذين انتصروا في هذه الحرب فزادت من مؤامراتها وحقدها ضد أبناء الأقليات الدينية فطغت وعتت ومدت مظالمها ومذابحها إلى مناطق طور عبدين وماردين وعنتاب وغرزان والبشيرية ونصيبين وبنانبيل وغيرها من المناطقة المسيحية وأعملت السيف في رقابهم وكانت هذه المذبحة الجماعية على أشدها ما بين أعوام 1914- 1917 واستمرت الى عام 1919 حيث انحسر الوجود المسيحي في تركيا. وبالمقابل تحررت المنطقة من العثمانيين وسادت المنطقة عامة وسورية خاصة عوامل الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي وخضعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي 1925م وسلخت فيها الكثير من الأراضي السورية وضمت لتركيا مثل طور عبدين, وعينتاب, والرها, ودياربكر, وماردين و ونصيبين, وغيرهم فكانت هذه عوامل النزوح وطرد المسيحيين من تركيا مما هيأ الجو ومهد السبيل لمن نجا من المذابح والفظائع في تلك الديار أن يختار الحدود المصطنعة إلى البلاد العربية وسوريا خاصة والجزيرة السورية على وجه الخصوص عائدين لأراضيهم التي سبق وغادروها للأسباب السابقة , وكان النزوح كثيفاً ولاسيما بعد توقيع معاهدة لوزان 1923م بين تركيا والحلفاء

وأحدث قضاء بياندور وهي قرية تقع شمالي شرقي القامشلي وفيها حامية فرنسية, ولم تدم الحال طويلاً في سنة 31 تموز 1923 إذ تسربت من وراء الحدود التركية عصابات قوية منظمة وفتكت بالحامية وشتت الباقين مما جعل الحكومة الفرنسية تغير رأيها في هذا القضاء وتنظر نحو موقع آخر فاختير موقع القامشلي الحالي ليكون بديلاً عن بياندور وكان وجود الجغجغ من العوامل المشجعة لاختيار موقع القامشلي.
وكان الناس في قضاء القامشلي المحدث بادئ الأمر يعيشون تحت الخيام يتعاطون البيع والشراء وكان أول بناء في القامشلي هو طاحونة وبيت ( قدور بك) ونصبت الحامية الفرنسية خياماً مكان السجن الحالي ومن ثم ابتنوا ثكنة سميت فيما بعد ثكنة الحجاج بن يوسف الثقفي في الجهة الشمالية فوق تلة قليلة الارتفاع يعتقد أنها كانت مقبرة لموتى العائلات المالكة في نصيبين وكانت تسمى الخزنة وقد وجد فيها ومازالت حتى اليوم حجارة ضخمة مجوفة على شكل توابيت مع حجارة مسطحة كانت تستخدم كغطاء لهذه التوابيت الحجرية كما اكتشف تحت هذه الثكنة قنوات وأنفاق وممرات عديدة كانت تتصل بمدينة نصيبين القديمة.
ومن ثم وجدت بضعة بيوت سمي فيما بعد بحي البشيرية مبنية من اللبن الترابي اشتراها أصحابها من الشيخ حسن المقطف ثم سكن داؤود حداد غرب نهر الجغجغ وجاء بعده الخطيب ثم آل كوزي وكنجو. وتقاطرت العائلات إلى القامشلي بكثرة من مدن نصيبين وطور عبدين وماردين وغيرها مابين عام1926-1929 وجدير بالذكر أن القائمقامية مابين الأعوام 1924-1926 كانت في بياندور وقضاء قيرو بعدها انتقلت إلى القامشلي. وفي عام 1929 انفصلت القامشلي عن نصيبين وصارت قائمقامية مستقلة .
أما مخطط مدينة القامشلي فقد وضعه المهندس اليوناني (خرالمبوس)(( قدم مع الألمان لمد سكة حديد قطار الشرق السريع يصل بين برلين وبغداد وبدؤوا يمدون الخط عام 1915 حتى 1918 ووصلوا إلى مدينة نصيبين وكمله الفرنسيون إلى تل كوجك وبغداد وكان سكان القامشلي يذهبون إلى نصيبين في تركيا للركوب في قطار الشرق السريع إلى أن أصبح للقامشلي محطة قطار 1939 سميت محطة تل زيوان))

وخطط هذا المهندس مدينة القامشلي بشكل متصالب وشوارع مستقيمة وعريضة على غرار مخطط باريس بفرنسا ثم وزعت أراضي البناء مجاناً على السكان.
وما جاء عام 1927 حتى غدت القامشلي بلدة صغيرة عصرية وحديثة انتقلت اليها تجارة نصيبين وكانت القامشلي مثال ناهض على تقدم الجزيرة السريع حتى قصدها الناس من كل حدب وصوب. كانت البيوت من اللبن الترابي والخشب حتى الخمسينات حيث شرعت البيوت الإسمنتية ولطابق واحد تظهر في المدينة وفيما بعد الستينات شهدت نهضة عمرانية وإذ بها بلدة عصرية في أبنيتها الحديثة وجمال مناظرها وكثرة مكاتبها وأنديتها
كما شهدت القامشلي هجرة بعض سكانها إلى فرنسا وأميركا واستراليا وكندا ولبنان وفي الستينات كانت الهجرة كثيفة إلى السويد ألمانيا.
في التسعينات بدأت في القامشلي نهضة عمرانية كبيرة ومازالت قائمة تعمل على قدم وساق ، وتقسم مدينة القامشلي اليوم إلى تسعة أحياء
1- حي الناصرة واسمه القديم ( حي قدوربك)
2- حي الزهراء واسمه القديم ( حي الوسطى)
3-حي الكندي واسمه القديم يشمل الأحياء) حي الآشوريين-حي الأربوية-حي البشيرية)
4- حي شدوان
5-حي المطران قرياقس واسمه القديم (حي المعلمين)
6- حي اللواء
7- حي المزرعة
8-حي طي
9- حي المنصور اسمه القديم ( الحي الغربي)




السريان يعيدون بناء قراهم التي سبق ورحلوا عنها
قبل العشرينات بسبب ما حصل لهم من مذابح وهروبهم إلى الجبال, وأشادوا لهم في أغلب تلك القرى الكنائس والمدارس وقد بقي أغلبها وحتى السبعينات مكتظاً بالسريان وتفتح فيها مدارس صيفية لتدريس الطقوس الكنسية واللغة السريانية ونذكر بعض من تلك القرى: سليمان ساري, قصروك, كرشيران, تل علو, الطاش, مبروكة. تل فارس, دمخية الصغيرة , دمخية الكبيرة, محركان, روتان, تل جيهان, الشلهومية, كرشامو, غردوكة, خويتلة وعشرات غيرهم. كانت قرى الجزيرة مرتبطة بأبرشية طور عبدين ثم ارتبطت بأبرشية حلب وكان مطرانها أثناسيوس توما قصير وفي عام 1933 استحدثت أبرشية خاصة للجزيرة تعين لها المثلث الرحمات المطران اقليمس ( يوحنا عباجي) استمر برعايتها إلى 15 آذار 1943 حيث استقال وخلفه المثلث الحمات المطران مار أسطاثاوس قرياقس . انتقل المطران إلى الخدور السماوية في 9-12-1988
فشغرت المطرانية وعين الأب الخوري شكر الله معتمداً بطريركياً الى أن رسم الحبر الجليل مار أسطاثيوس متى روهم 1990.
تعداد أبناء الطائفة السريانية الأرثوذكسية في القامشلي اليوم حوالي 4000 عائلة.
كنائس القامشلي
-كنيسة ماريعقوب النصيبيني في عام 1927 وضع السريان حجر الأساس لبناء كنيسة ماريعقوب.وبتاريخ 1936 في شهر آب رشح الزيت المقدس والذي تحتفل بذكراه هذه الكنيسة في كل عام.وفي عام 1953 بنوا في الجهة الشمالية منها كنيسة مار يعقوب الجديدة من الإسمنت ودشنها قداسة البطريرك أفرام الأول برصوم في عيد الصعود 24-5-1953.
-كنيسة السيدة العذراء تقع هذه الكنيسة وسط مدينة القامشلي بنيت أولاً من اللبن الترابي ثم هدمت وعمرت من جديد بتخطيط هندسي جميل جداً من قبل المهندس السرياني المعروف فريد شمعون أناويس وصنع نقوشها الفنان السرياني شبو كلو أفريم المدياتي على طراز الطور عبديني دشنها خلال الصوم الكبير عام 1981 قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا.
-كنيسة القديس مار أفرام في عام 1964 بنيت في الحي الغربي مدرسة ابتدائية للسريان الأرثوذكس باسم مدرسة الحرية وفي عام 1965 بنيت إلى جوار المدرسة كنيسة باسم القديس مار أفرام وكان أول من صلى فيها هو القس سمعان مقدسي الياس

-كنيسة مار قرياقس بنيت الكنيسة بتاريخ 28-6-1982 بوشر بالصلاة في هذه الكنيسة عام 1986 وخدم فيها الأب القس صليبا عيسى صومي

-المدارس السريانية
بعد النزوح الكبير من تركية عام 1929 بنى السريان كنيسة مارعيقوب وبعد الصلاة كانت تستخدم كمدرسة ابتدائية وفي عام 1933 تسلم إدارة المدرسة المربي الكبير الملفونو شكري حنا جرموكلي , فتح مدرسة للبنات وبنى صفوف إضافية. وقد أرسل بعض الطلاب إلى بيروت ليتموا دراستهم. وفي عام 1941 تسلم إدارة المدرسة الأستاذ يوسف قره باشي وفي عام 1943 قررت اللجنة المدرسية رفع مستوى المدرسة الابتدائية إلى متوسطة. وفي عام 1957 قررت اللجنة المدرسية فتح مدرسة ثانوية باسم ثانوية النهضة تسلم إدارتها الأستاذ حنا موري وقد حازت هذه الثانوية ليس على مستوى القامشلي وحسب بل على مستوى القطر كله حيث أمها الطلاب من النواحي والمناطق السورية كافة وتجاوز عدد طلابها في العام الدراسي 1959 1960 ألفاً ومئتي طالب وطالبة ويكفيها فخراً أنها كانت الثانوية الوحيدة المختلطة.
وفي عام1969 تم إغلاق مدارسنا الخاصة وتأجيرها لمديرية التربية بعد قرار تأميم المدارس.عام 1973 تم الحصول على ترخيص بإعادة فتح القسم الابتدائي فقط.

الكشاف السرياني
تأسس عام 1929 عندما كان المعلم في مدرسة السريان الأرثوذكس الابتدائية كبرئيل الحائك قد شكل نواة للكشاف السرياني .واستمر هذا الفوج في التقدم إلى أن وصل عدد أفراده 450 فرداً في أوائل الستينات بقيادة أوكين شماس وساهم هذا الفوج في استقبال أحبار الكنائس الأخرى أيضاً واستقبال الرئيس شكري القوتلي عام 1946 والعقيد أديب الشيشكلي عام 1953 والرئيس القوتلي في زيارته الثانية إلى القامشلي 1955 واستقبال رئيس الجمهورية المتحدة ( مصر وسوريا) جمال عبد الناصر عام 1959.ثم حجث جمود في الفوج بعد إغلاق نادي الرافدين عام 1961 ,
النهضة الغنائية السريانية في القامشلي


كانت بالقامشلي فرقة لإحياء الحفلات الخاصة والأعراس مثل فرقة سعيد كويل بشطة وفرقة المغني الموسوي موشي الياهو وفرقة المغني آرام ديكران 1966وفي هذه الفترة تجمع بضعة شباب من السريان الذين شكلوا فرقة موسيقية للغناء وغادر أغلبهم البلد وسبب ذلك فراغاً غنائياً في المدينة


اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

يقول الملفونو حبيب موسى

برزت كموهبة صوتية أثارت اهتمام الكثيرين وخاصةً من كان لهم إلمام في مجال الموسيقى آنذاك في عام 1968 وهو في عمر الثالثة عشر قررت مجموعة من الشباب تأسيس أركان الأغنية السريانية المدنية من أمثال الشاعر الراحل دنحو دحو ونينوس آحو و الأب بول ميخائيل واختير الشاب الموهوب حبيب موسى ليكون واحداً ممن سيغني من هذه المجموعة في صيف عام 1968 تم تسجيل أول عمل غنائي سرياني مدني كان يشمل الأغنية المشهورة شامو مر وأغاني أخرى ظلّت إلى يومنا هذا شامو مر وهي من كلمات الشاعر المرحوم دنحو دحو وألحان الأب بول ميخائيل , تاخ دزانو نفقينا من كلمات نينوس آحو ألحان بول مخائيل شاركته بالغناء سونيا آحو.

( الشاعر الغنائي
دنحو كورية دحو ) أول شاعر شعبي للأغنية السريانية في النصف الثاني من القرن العشرين, ويعد فاتحاً ورائداً لا يشق له غبار في هذا المضمار ,

الرياضة في القامشلي

الرياضة في مدينة القامشلي مشهورة ومعروفة منذ بناء هذه المدينة في العقد الثالث من هذا القرن وكان الاهتمام بها كبيراً ولا سيما كرة السلة والطائرة والطاولة وكرة القدم و في عام 1929 شكل رزوق بقال المعلم والفنان التشكيلي ولاعب كرة السلة فرقة رياضية صارت فيما بعد نواة لنادي سمي مابين النهرين ثم اشتهر بنادي الرافدين . ومن عام 1948 ولغاية 1956 اتسع نشاط النادي وسافرت فرقه إلى مختلف المحافظات وإلى تركيا والعراق ولبنان وانتصر في جميع مبارياته تقريباً. ولم يقتصر نشاط النادي على الرياضة فحسب بل تعدى إلى الأمور الثقافية كانت له مكتبة ضخمة وألقيت في قاعاته الواسعة محاضرات في مختلف المناسبات. كما قدم سنحريب صليبا البطل عام 1938 مباراة في الملاكمة على مستوى القطر وصارفيما بعد أحد أبطال الشرق الأوسط في الملاكمة. وتوما كورية وجوزيف اسو من أبطال الجزيرة في كمال الأجسام, لم يكن نادي الرافدين الوحيد في القامشلي بل وجدت الفرق الشعبية إضافة إلى نادي الهومنتن التابع لطائفة الأرمن. وفي عام 1961 أغلق نادي الرافدين العظيم وتحول بناؤه إلى مدرسة ثانوية وأصبحت ذكراه ناقوساً يدق في ضمير كل إنسان من أبناء القامشلي. عام 1971 صدر المرسوم التشريعي حيث دخلت الرياضة في القطر السوري مرحلة جديدة وتأسس الاتحاد الرياضي وتم دمج الأندية وكل الفعاليات في القامشلي في نادٍ واحد تحت اسم نادي الجهاد.

ولقراءة المزيد عن الرياضة في مدينة القامشلي تستطيعون الاطلاع على الكتاب المميزللأستاذ جورج خزوم


اضغط على هذا الشريط لمشاهدة الصورة الصغيرة.

لأستاذ جورج خزوم والكتاب القيم الرافدين مجد وحضارة
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

الرجوع الى المقدمة


المهندس محمد حسن غاله



شاركت: 23 مايو 2005
نشرات: 2799
المكان: رأس العين -- الجزيرة - الحسكة
ارسل: الثلاثاء مايو 19, 2009 10:06 pm موضوع الرسالة: ديريك هي ديروني (المالكية): كلمة سريانية تعني الدير الصغير ن

--------------------------------------------------------------------------------

ديريك هي ديروني (المالكية): كلمة سريانية تعني الدير الصغير نسبة إلى اسم كنيستها الواقعة شرقي هذه القرية قديماً التابعة لأبرشية بازبدي مركزها آزخ كورة التي كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد


المالكــــــــــــية

ديريك هي ديروني (المالكية): كلمة سريانية تعني الدير الصغير نسبة إلى اسم كنيستها الواقعة شرقي هذه القرية قديماً التابعة لأبرشية بازبدي مركزها آزخ كورة التي كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد.
يعود بناء ديريك القديم إلى القرن الرابع الميلادي ، وكانت عين ديوار هي مركز المنطقة خاصة أثناء الحكم العثماني والاحتلال الفرنسي حتى عام 1933 حيث كانت فيها القائممقامية وكانت تسمى منطقة دجلة.
في عام 1938 أصبحت ديريك مركز القائمقامية بدلاً من عين ديوار.
وفي المرسوم 346 تاريخ 24/3/1957 سميت ديريك المالكية نسبة إلى البطل عدنان المالكي أثناء تعريب أسماء المناطق والقرى.
أبرزمعالمها: جسر عين ديوار الروماني الأثري على نهر دجلة الذي لم يبق منه سوى قنطرة واحدة من قناطره المتعددة يوجد على قواعده منحوتات للأبراج بشكل قوس يرصد فصول السنة عن طريق الشمس.
تبعد المالكية عن مركز المحافظة ( الحسكة ) /185/ كم، وعن مركز أقرب منطقة القامشلي 98 كم.
وتتميز المالكية أيضا بهوائها العليل حيث تحيط بها بساتين الكروم والعنب البعلية بالإضافة إلى حدائقها، وتحيط بديريك القديمة 16 كنيسة قديمة يعود بناؤها إلى القرن الرابع الميلادي موزعة في قراها القديمة التي تحيط بالمدينة القديمة من كل الجهات وأقدم هذه الكنائس على الإطلاق كنيسة العذراء مريم والحائط الشرقي الذي يعود مع الباب والأحجار المرصوصة والأحجار السوداء إلى القرن الرابع الميلادي.

و تعد منطقة عين ديوار في المالكية من أجمل المناطق في الجزيرة السورية و من أهم مناطق الاصطياف التي تنعش النفس .

لقراءة المزيد عن ديريك اضغط هنا تل تمر تل تمر



بلدة تل تمر هي أكبر قرية آشورية في سورية الواقعة على ضفاف الخابور
وتقع على الخابور الأوسط وتتألف من نحو ثلاثين قرية صغيرة بنيت كلها على جانبي النهر من صندوق جمعية الأمم آنذاك لإسكان الآشوريين النازحين من العراق و تركيا

( بعد قيام تركيا العثمانية واللاجئين الأكراد بمذابح وإبادات جماعية ضد المسيحيين أصحاب الأرض الأصليين الشرقي وحتى اسكندرون الواقعة شمال سورية .وكان ذلك في العام 1915 .
و مذبحة سميل المعروفة والواقعة في العراق الحالي والتي دبر مؤامرتها الإنكليز بالإتفاق مع الحكومة العراقية من جهةتضم الجزيرة السورية، التي تمتد بين نهر الفرات غرباً و نهر دجلة شرقاًعلى الحدود السورية - العراقية – التركية الكثير من القبائل والعشائر.


وهي:
ً- قبيلة شمر: هي من القبائل العربية الكبرى التي يمتد نفوذها من نجد وإمارة حائل في السعودية، إلى الجزيرة السورية، مروراً بالعراق حيث حضورها الكبير، وبخاصة في أواسط القرن التاسع عشر، حيث تذكّر الليدي (بلنت الإنكليزية)، التي زارت مضارب القبيلة على الفرات الأوسط، أن المجال الحيوي للقبيلة يمتد حتى طهران، ويتوزع الشمّريون داخل الحدود السورية على مئات القرى، ابتداء من الحدود العراقية حتى القسم الشمالي من محافظة الحسكة.
- قبيلة طيء: وتلفظ طي لأن العرب لا تهمز، وتحيط هذه القبيلة بالقامشلي من جميع الجهات، خاصة وأن زعماء القبيلة يعتبرون القامشلي جزءاً من ديرة طيء، وجزءاً حميمياً منها، تتكون هذه القبيلة من مجموعة من العشائر المتحالفة معها، وهذا ينطبق على غالبية قبائل الجزيرة، وتمتد حتى شمال الموصل داخل الأراضي العراقية، أما داخل الأراضي السورية فتمتد عبر سهل رسوبي تزيد مساحته على أكثر من 6000 كلم مربع ويزيد عدد سكانها على 200 ألف نسمة.
- عشيرة حرب: وتمثل امتداداً قرابياً لإحدى المكونات الأساسية لقبيلة طيء، ولكنها تتسم باستقلالها، وتحيط هذه العشيرة بمدينة رأس العين من الشرق والجنوب، وابتداء من الحدود التركية وانتهاء بجنوب مدينة رأس العين، ومنطقة ابوراسين كما تعد قرية تل الأمير عاصمة لعشيرة حرب.
- قبيلة الجبّور: تمتد هذه القبيلة على مساحة جغرافية توازي مساحة قبيلة طيء، كما تزيد عليها في عدد سكانها، وتمتد من جنوب غرب مدينة القامشلي إلى مدينة الحسكة التي تحيط بها من جميع الجهات. أضف إلى ذلك امتداداتها داخل الأراضي العراقية إلى جنوب الموصل وشمال بغداد، وكان شيوخ هذه القبيلة هم حكام لمدينة الحسكة.
- قبيلة عدوان: وهي من القبائل الصغيرة، حيث يبلغ عددها ما يقارب 12 ألف نسمة، وتسكن في غرب مدينة رأس العين وجنوبها، وتتواجد بكثافة في مدينة رأس العين.
- عشيرة بقارة الجبل: وهي امتداد لعشيرة البقارة التي تعود في نسبها إلى الإمام محمد الباقر وتمتد من جنوب الحسكة إلى دير الزور وحلب، ولا يتجاوز عدد بقارة الجبل العشرة آلاف وتسكن هذه القبيلة جنوب مدينة رأس العين حتى الحسكة.
- عشائر الشرابين: وهي من أكثر العشائر العربية عدداً، ولكنها موزعة بين القبائل السالفة الذكر، فهناك شرابين شمر وشرابين طيء، وهم يمتدون بصورة كبيرة من جنوب الحسكة إلى شمالها وعلى طول نهر الخابور، وصولاً إلى مدينة رأس العين ومدينة الدرباسية، مما يرجح أن هذه القبيلة الموزعة إلى مجموعة عشائر، تعود في أصولها إلى قبيلة تغلب، وأنها بقيت تسكن الجزيرة ما بين خابور الحسكة وخابور دجلة منذ الفتح الإسلامي حتى هذا التاريخ
- عشائر المغمورين: وهم من قبائل الولدة، وقد غمرت مياه نهر الفرات قراهم بعد إقامة سد الفرات، فعوّضتهم الدولة بإعطائهم أراضي في الشريط الحدودي السوري - التركي، بحيث أصبحوا كثافة سكانية في ذلك الشريط.
ومما يلفت للنظر أن هذه الكتل القبلية، تتداخل فيمابينها عبر جيوب قبلية تمتد من قبيلة إلى أخرى، وتساعد على هذا طبيعة البنية القبلية المفتوحة التي تقوم على الاعتراف بالآخر وقبوله، أضف إلى ذلك، ارتباط هذه القبائل مع بعضهاالبعض، بعلاقات مصاهرة تأخذ صيغة تحالف سياسي وتسويات سياسية تشكل جوهر الحراك القبلي على مسار تاريخي ومعاصر.
بقي القول، إن العقود الثلاثة المنصرمة من القرن العشرين، شهدت تبلور نخبة متعلمة من أبناء القبائل(أطباء، قضاة، مدرسون ومهندسون) استوطنت المدن الرئيسة في الجزيرة و اثروا بها.الحسكة وعائلات سورية تزور أقاربها في أورفة خلال العيد
مواطنون أتراك في ضيافة الحسكة وعائلات سورية تزور أقاربها في أورفة خلال العيد

خلال ثاني أيام عيد الفطر السعيد وفي إطار زيارة الأهل والأقارب التي تتم بين محافظة الحسكة وولاية ماردين دخل عدد كبير من العائلات التركية الى الأراضي السورية عبر البوابة الحدودية في مدينة القامشلي- نصيبين منذ الصباح الباكر وذلك بعد أن اتخذت محافظة الحسكةجميع الترتيبات اللازمة لهذه الزيارات وعلى المعبر الحدودي بين مدينتي القامشلي ونصيبين التركية تم تقديم تهاني العيد بين مدير منطقة القامشلي وقائم مقام مدينة نصيبين حيث كان باستقبالهم عدد من الفرق الاستعراضية حيث قدمت عددأ من الرقصات الفلكلورية التي تعبر عن المحبة والصداقة بين الدولتين سورية وتركيا وفي تصريح للصحفيين قال العقيد عبد الباسط حسن عبد اللطيف مدير منطقة القامشلي انه تم اتخاذ كل الإجرآءات اللازمة لتسهيل اجراءات اللقاءات الأسرية والمعايدات التي أصبحت تجري بشكل متكرر لتصبح نواة حقيقية تساهم بتعزيز العلاقات الاجتماعية والتاريخية والثقافية والتجارية وكل المجالات الأخرى وأكد على ضرورة العمل الدائم والمستمر لتعزيز العلاقات وكما قال السيد يوجل اميجي قائم مقام مدينة نصيبين نحن مسرورن جداً بهذه العلاقة ونأمل ان تستمر وان تشمل مجالات السياحة والتجارة والعلاقات الأخرى وزيارات اليوم خير دليل على حسن علاقاتنا وهذه العلاقة سوف تستمر نحو الإمام وجرى خلال اللقاء تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد والهدايا التذكارية بين الجانبين والتي تعكس عمق اللقاءات بين الجانبين حيث من المقرر أن يقوم أكثر من / 6700/ مواطن تركي بزيارة أقاربهم في محافظة الحسكة حيث يدخل في اليوم الأول للزيارة نصف العدد والباقي يدخل اليوم الثاني ومنذ الصباح الباكر عبرت عشرات العائلات من محافظة الحسكةعبر البوابة الحدودية في رأس العين جيلان بينار وعلى المعبر الحدودي تم تقديم تهاني العيد بين وفد منطقة راس العين وقائم مقام جيلان بينار قال العميد زكي حمادي البسطي مدير منطقة رأس العين انه تم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة من اجل زيارات الأهل والأقارب التي تتم بين ولايتي أورفة ومحافظة الحسكة حيث من المقرر أن يقوم حوالي / 2500/ مواطن من محافظة الحسكة بزيارة أقاربهم في ولاية أورفة لمدة 48 ساعة لمعايدة أقاربه أهله وبين السيد يوسف كوكهان قائم مقام جيلات بينار إننا سعداء أن نرى هذا اليوم هؤلاء المواطنين يقومون بمعايدة أهلهم من محافظة الحسكة وهذا خير دليل على حسن العلاقات ين سورية وتركيا متمنين دوام استمرارها حيث عبر العديد من المواطنين على فرحتهم بالمعايدات التي تتم بين سورية وتركيا وعلى الإجراءات التي اتخذت من اجل نجاح زيارات الأهل والأقارب التي تتم بين سورية وتركيا وقام مجلس مدينة القامشلي وراس العين بنصب الخيم وتزيين ساحة الجمارك وذلك تسهيلا لعمل اللجان كما قام مجلس مدينة نصيبين وجيلان بينار بنصب عدد من الخيم لتسهيل عمل اللجان وحمل المواطنين معهم العديد من الهدايا من الصنع المحلي وشارك في الاحتفالات المقامة على جانبي الحدود رؤساء مجالس المدن في القامشلي ورأس العين ونصيبين وجيلان بينار وعدد من المسؤولين والمعنيين السوريين والأتراك

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:37 PM
تاريخ الجزيرة السورية ( بين الماضي والحاضر)

منذ فترة طويلة أحاول الكتابة عن تاريخ المنطقة التي ولدنا وترعرعنا فيها أرض الجزيرة السورية , ولكن لم أكن أجد من خلال مواقع الانترنت الكفاية من المعلومات عن الجزيرة , إلى أن أشار لي أبو نوار عن كتاب ( الجزيرة السورية بين الحاضر والماضي لــ أسكندر داود) فبحثت عنه نانسي مشكورة و أرسلت لي معه كتاب أخر مميز للأستاذ جوزيف أسمر ملكي ( من نصيبين إلى زالين القامشلي) وبعد إطلاعي على الكتابين أحببت أن أعد لكم من خلالهما موضوع عن الجزيرة السورية واستعنت ببعض المعلومات من بعض المواقع للأنترنت وقد تم ذكرها للمصداقية ,, كما أحب أن أشكر كرم على المعلومات التي تخص الدرباسية التي نقلها عن الوالد مشكوراً

حقيقةً كتاب الجزيرة السورية لاسكندر داود كتاب جد مميز بل هو مرجع تاريخي هام جداً عن منطقة الجزيرة. وخاصة أن الكاتب عاش وجال ورأى وكتب ما كانت تشاهده عيناه. طبعاً الكتاب يتحدث عن مراحل مختلفة من التاريخ القديم إلى يوم كتابته ولكن الشيء المهم والمميز هو عصر النهضة لمنطقة الجزيرة منذ هجرة شعبنا من طورعبدين ومختلف المناطق التي تعرض فيها للذبح والقتل إلى سهول الجزيرة الجرداء وكيفية تحويل هذه الأرض إلى واحة بل إلى جنة على الأرض .مهما تكلمت عن الكتاب سيكون قليلاً أدعو الجميع لقراءته .
ومما لفت انتباهي أن كل من تحدث وكتب عن الجزيرة كانت مصدر معلوماته هذا الكتاب ، إنه تحفة نادرة كتبت عن فترة ذهبية لشعبنا . بعد قراءتي للكتاب وعن النهضة التي قام بها شعبنا بعد أن وجد الاستقرار والأمان
في الجزيرة السورية بين أعوام 1920 و1960
وكما سترون من خلال بعض مما نقلت لكم كيف أصبحت الجزيرة معروفة في المحافل الاقتصادية العالمية يزورها الخبراء من مختلف دول العالم العربي والغربي ويزورها الرؤوساء وشركات البنوك الكبيرة للاستثمار بل أصبحت كما قيل عنها ( حتى بلغت الجزيرة اليوم إلى أن تكون أملاً من آمال العرب وحجراً ضخماً في بناء اقتصادهم القومي, ولبنة في صرح زراعتهم وماليتهم)
هذا كله فقط بسواعد أبناء شعبنا المسيحي ومن خلال أفكارهم ، إن هذه النهضة الجبارة قامت بسواعد أبناء شعبنا المسيحي وهذه النتائج الباهرة ثمرة كدهم المستمر وجهدهم المتواصل, هم من حرث وزرع وعمر واستنبط المياه والآبار,أدخلوا إلى الجزيرة الأرز والقطن والسمسم وكانت القامشلي مثال ناهض على تقدم الجزيرة السريع وانطلاقها وسيرها نحو النمو و الازدهار.
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

الرجوع الى المقدمة


المهندس محمد حسن غاله



شاركت: 23 مايو 2005
نشرات: 2799
المكان: رأس العين -- الجزيرة - الحسكة
ارسل: الثلاثاء مايو 19, 2009 9:44 pm موضوع الرسالة: وكما ذكر الأستاذ اسحق قومي وقال ملح الأرض هم المسيحيون في بل

--------------------------------------------------------------------------------

وكما ذكر الأستاذ اسحق قومي وقال ملح الأرض هم المسيحيون في بلاد الشرق
هكذا كان الشعب المسيحي بمختلف طوائفه حقيقة ملح تلك الأرض... والسؤال الذي ترك انطباع كبير لدي وأثر فيني كيف أنتهى كل هذا أو لنقل بصريح العبارة لم يسمح له بالاكتمال بل أية أيدي خفية كانت وراء جعل الجزيرة ونهضتها ترجع إلى الوراء بدلاً من الأمام !!!

قد تحسنت معالم المدينة خلال سنوات قليلة بعد نشأتها بمبادرات فردية من سكانها الذين حاولوا تطويرها والحفاظ عليها
إن جزيرتنا السورية جزء من بلاد مابين النهرين وغلب على أقسامها الشمالية اسم الجزيرة في العهد العربي .قُسمت الجزيرة إلى ثلاث أقسام عند نهاية الحرب العالمية الأولى ألحق أوسطها بسوريا وكلامنا الآن في الجزيرة السورية ( محافظة الحسكة)

محافظة الحسكة سهل فسيح مترامي الأطراف يبتدئ في الشمال عند سفوح جبال طوروس وينحدر إلى الجنوب عند سنجار وفي الجنوب الشرقي عند جبال عبد العزيز , وفي أقصى الشمال الشرقي مدينة المالكية فاصلاً بين السهل السوري والجبال التركية ومن المظاهر التي تلفت الانتباه في الجزيرة كثرة التلول وهي أنقاض البلدان والقرى التي كانت تملأ رحاب الجزيرة أيام ازدهار عمرانه من قبل الشعب الكلدو آشوري سرياني.

سأبدأ معكم من مقدمة
الدكتور سامي الدهان
عضو المجمع العلمي العربي بدمشق لكتاب الجزيرة السورية

دمشق في 15 نيسان 1959
لقد حار المؤرخون والعلماء في رسم الحضارة الأولى والحمى الأولى , ولكن اتفق أكثرهم على أنها بين الرافدين, وعلى أنها أزهى ما عرف الإنسان خلقاً وابتكاراً. وما بين النهرين نسجت الثقافة الإنسانية الأولى بعيونها وأناملها والمؤرخون تواقون إلى أن يروا ما تحمل من خير للإنسانية وهذا الشوق بين الأرض والمؤرخون دفع الغربيين إلى هذه الربوع المشرقة بين الرافدين,فأقبلوا إليها من كل حدب وصوب ينبشون الأرض ويستلهمون أسرارها, ويرجعون إلى قومهم بما اكتشفوا وبما عرفوا. وهذا ما دفع الأستاذ اسكندر داود إلى هذه الأرض وأقام بين الرافدين سنين من أجمل سنين حياته قبل أن يزحف إلى شعره الشيب, فأحبها وعمل فيها فرافق النشاء والتطور في الجزيرة السورية فقد عرف الجزيرة منذ شبت عن الطوق تتوق أن تسبق أمها في الحضارة حتى بلغت الجزيرة اليوم إلى أن تكون أملاً من آمال العرب وحجراً ضخماً في بناء اقتصادهم القومي, ولبنة في صرح زراعتهم وماليتهم, حتى أصبحت إحدى المحافظات الزاهية الرائعة في جمهوريتنا العربية, ترنوا إلى اللحاق بمحافظات الولايات المتحدة في سرعة تطورها الزراعي والعمراني.


مقدمة المؤلف اسكندر داود
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

الرجوع الى المقدمة


المهندس محمد حسن غاله



شاركت: 23 مايو 2005
نشرات: 2799
المكان: رأس العين -- الجزيرة - الحسكة
ارسل: الثلاثاء مايو 19, 2009 9:48 pm موضوع الرسالة: مقدمة المؤلف اسكندر داود

--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة المؤلف اسكندر داود

مقدمة المؤلف اسكندر داود

الجزيرة السورية هذه الأرض القديمة, المضيافة, آوت الإنسان الأول وحمته من قسوة الإقليم في الشمال, ومن صرامة المناخ الصحراوي في الجنوب, فانطلقت فيها روحه, وتفتحت مواهبه فقام يعمل ويجد وراح ينشئ ويبني. رأته أولاً يخدش الأرض بعصاه ويدس فيه بذوراً , وشهدته يسوق أمامه حيواناً شّدت إليه قطعة خشب أو حديد تشق الأرض , ثم جاءها جالساً على تركتور يحرث ويزرع.لقد رافقت مراحل جهاده من العصر الحجري إلى عصر اللاسلكي والأقمار الصناعية.وعبر تلك الأحقاب المديدة الموغلة نشأت في أرض الجزيرة حضارات وقامت دول دلت على هذه تلك الآثار المكتشفة في تل حلف , والفخيربة, وتل براك, وشاغر بازار, والكثير من المكتشفات.
في هذه الأرض القديمة التقت حضارات بين النهرين بحضارة البحر المتوسط, وفي هذه البقعة التاريخية صالت جيوش سور وآكاد وبابل, وثم صارت بعد ذلك المعترك الذي وقف فيه الشرق والغرب قروناً طويلة وجهاً لوجه, أيام الفرس والرومان.
وجاءت أخيراً غزوات المغول فقتلت الكثيرين من أبنائها وشردت الآخرين وتركتها براري قفراء. ثم عادت إليها الحياة في يومنا هذا بعد خراب دام ستة قرون, عادت إليها بوثبة سريعة أدهشت كل من رآها أو سمع بها. وفي نحو ثلث قرن غطت سطحها الزروع وبنيت في أرجائها القرى والمدن,وكانت سباقة في استخدام الوسائل الحديثة في أعمال الزراعة والري وصار نتاجها من الحنطة يقارب نصف نتاج القطر السوري كله( قد غطى إنتاجهم من هذه المادة حاجة سوريا كلها عام 1955- 1956 وفاض).
وكان لنهضتها الأخيرة شأن كبير في حياة البلاد والجزيرة اليوم دعامة ركينة في بناء الاقتصاد وأصبحت سوريا تصدر مقادير عظيمة من الحنطة والشعير والقطن بعد أن كان مستورداً لهذه الأصناف. وكانت الجزيرة سبباً في شهرة سوريا في المحافل الأقتصادية العالمية.

البحث عن معلومات عن الجزيرة

عندما حاولت أن أكتب عن الجزيرة السورية وتلفتنا إلى المكتبة العربية نستمد منها العون على هذه الدراسة لم أجد باحثاً واحداً نهض للكلام عن جزيرتنا الحالية أو تاريخها.
كل ماهنالك مقالات عن بعض الشكاوي في بعض الصحف عن الإهمال الذي أصاب الجزيرة والشكوى من سوء المواصلات أو من كثرة الضرائب والرسوم.إلا أن مواطناً حلبياً هو الدكتور روبين بوغوصيان, قطع هذا الصمت العميق فجعل الجزيرة موضوعاً لأطروحته تقدم بها إلى جامعة السوربون في باريس لنيل رتبة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية وقد نشر مؤلفه بالإفرنسية في حلب سنة 1952 واسمه الجزيرة العليا.
أما المكتبة الغربية فقد حفلت بعدد كبير من المصنفات المتعلقة بالجزيرة فقد نزلها الكثيرون من باحثيهم وآثرييهم دارسين منقبين, ثم خرجوا بمؤلفات قيمة .
لقد أصيبت الجزيرة بإهمال كبير فيما مضى كما نعلم جميعنا وكما ذكرت في تفاصيل الكتابولكن ( نزوح شعبنا) ولكننا نشهد اليوم حركة مباركة فنرى لجاناً تنشأ ومؤتمرات تعقد ودراسات تقام وكلها ترمي إلى إرساء أسس صحيحة لنهضة عمرانية شاملة .
الجزيرة منذ سقوط بابل

كان لبابل في عهد نبوخذ نصر من المجد والثراء والسلطان ما جعلها سيدة العالم القديم. وآخر أيامه بدأ الفرس فتوحاتهم. إلى أن جاء يوماً وأصبحت بلاد ما بين النهرين جزءاً من مملكة فارس. ثم تعاقبت جيوش اليونان ( بقيادة الاسكندر الكبير ) فالرومان على فتح بلاد ما بين النهرين وانتزاعها من أيدي الفرس إلى أن تمكن الفرس وبعد فترة طويلة من استعادة الأقسام الجنوبية الشرقية منها. ومنذ ذلك الحين وبلاد الفرات والدجلة ميدان للصراع الطويل الدامي بينهم وبين الرومان, واستمر قروناً طويلة وانتهى بانهيار الدولتين القديمتين أمام الزحف العربي. رأس العين عروس الجزيرة
سماها الآشوريون (رش عينا) و السريان( رش عينو) والعرب (رأس العين) و (عين الوردة) بسبب وقوعها على أكبر عيون ومنابع نهر الخابور على الحدود السورية التركية ، كانت قديما مقرا لكراسي عدة مطارنة ، وتخرج منها فلاسفة ورجال دين يحملون اسم المدينة ( الراسعيني) (ريشعينو)


(عين الآس, عين الطرر, عين الريحانية, عين الهاشمية). تنازل الفرس عنها للرومان, ثم غزوها ثانية ودمروها سنة / 602 / وفي سنة / 640 / فتحها القائد العربي (عمر بن سعد) وفي سنة / 1129 / غزاها الصليبيون بقيادة ( جوسلان ) وتعرضت كغيرها من المدن للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنغ الذي دمرها تدميرا شديدا. كانت (رأس العين) في العصر العباسي تابعة للموصل كما قال (المقدسي) الذي وصفها: (بنيانهم حجارة وجص ولهم بساتين ومزارع, ويقع فيها ثلاثمائة وستون عينا عذبة ) ووصفها ابن حوقل فقال: (مدينة ذات سور من حجارة كان يسكنها العرب وأصلهم من الموصل, وفيها من العيون ما ليس ببلد من بلدان العربية, وهي غير ثلاثماية عين جارية كلها صافية يبين ما تحت مياهها في قعورها..)
وفي بداية القرن الثالث يصفها ياقوت بقوله: (وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين, وكان يركبون الزواريق إلى بساتين, وإلى قرقيسياء إن شاءوا, أما الآن فليس هناك سفينة إلا ويعرفها أهل (رأس العين). زارها بعد الغزو المغولي الجغرافي الفارسي (المستوفي) فقاس محيط سورها. بــ (5000) خطوة تقريبا, وقال: (القطن والحبوب والعنب تنمو فيها بكثرة).
اشهر ينابيعها

موقع نبع قطينة
يقع جنوب رأس العين 10كم ورأس العين تبعد 85 كم عن مدينة الحسكة) يتميز الموقع بتنوع الغطاء النباتي وبعض الأشجار الحراجية والمثمرة والهواء العليل النقي وانسياب المياه من النبع إلى نهر الخابور الذي يعطيه المنظر الرائع و يستفاد من المياه الكبريتية الموجودة في
وكذلك موقع نبع عين الزرقاء: (يقع جنوب غرب راس العين) يتميز الموقع بتنوع الغطاء النباتي والعديد من الأشجار الحراجية والمثمرة والهواء العليل النقي وانسياب المياه من النبع الطبيعي الذي يشكل مع مجموعة ينابيع رأس العين حالة متميزة للسياحة الشعبية.

موقع نبع السفح للمياه الكبريتية:
يقع جنوب غرب مدينة الحسكة 75 كم وشرق مدينة راس العين /15/ كم ويعتبر من المواقع المهمة للسياحة العلاجية نظراً لغزارة مياه النبع وحرارتها التي قد تصل إلى /39/ درجة مئوية واحتوائها على عدد كبير من العناصر المعدنية التي قد تصل إلى /29/ عنصر معدني وهي مهمة للاستشفاء من الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل (الروماتيزم).
منقول عنsyriatourism.org




ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

--------------------------------------------------------------------------------

: & رأس العين عروس الجزيرة &

ومن أشهر عيونها : عين الكبريت التي تفجرت عام 1962 بشكل مفاجئ، مشكّلةً بحيرة مائية عميقة لم يتمكن الغطاسون من قياس عمقها لقوة دفع الماء الحار للأعلى، وهذا الدفع للمياه شكل مجرى مائي عنيف الجريان بغزارة حوالي 485 م3 / ثا ويصب كرافداً للخابور. واشتهرت هذه العين بصفاتها الكبريتية العالية وبدرجة الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 27 درجة مئوية. تبعد عين الكبريت عن رأس العين حوالي 6 – 7 كم.
.................................................. ....
صور طبيعية لرأس العين
.................................


مدينة عريقة بالقدم ردد ذكرها الؤرخون في عصور مختلفة وسميت رأس العين لوقوعها في رأس ينابيع الخابور . واسمها بالسريانية رش عينا
وأشاد ياقوت بذكرها فقال:
هي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر وفي رأس العين عيون كثيرة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير الخابور وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس , عين الصرار, عين الرياحية وعين الهاشمية. وكانت رأس العين مدينة ذات سور من حجارة وكان داخل السور مزارع وطواحين وبساتين . ويذكر المؤرخون السريان أن كسرى الثاني الفارسي تنازل للرومان عن رأس العين ودارا. وبعد ذلك غزاها القائد الفارسي أخرماهان ودمرها على دفعتين سنة 578 وسنة 580 واستولى عليها الفرس مرة أخرى سنة 602 في عهد الامبراطور فوكاس. وفتح رأس العين العرب سنة 640م . ثم استولى عليها الرومان سنة 943 . وفي عام 1129 استولى عليها ما يسمى الحملة الصليبية بقيادة جوسلان. ويشير الؤرخون السريان كذلك إلى أن رأس العين كانت أبرشية يعقوبية وتعاقب عليها ما بين 793 إلى 1199 أحد عشر أسقفاً
واجتاح تيمولنك رأس العين في أواخر القرن الرابع ودمر المدينة وقراها.وتوالت على المدينة الغزوات والحروب ففتر نشاطها وهجرها أكثر سكانها وصارت إلى جمود وانكماش
اشتهرت بمدرستها السريانية الشهيرة (مدرسة ريش عينا)، ونذكر من أشهر خريجيها رئيس أطباء رأس العين والقسيس السرياني (سرجيس دريش عينا 536 م). وتاريخ هذه المدرسة إلى جانب مدارس السوريين "السريان" في نصيبين والرها المجاورتين لها، معروف ومدون في المصادر الغربية والعربية والسريانية وغيرها. وفي هذه المدينة مازالت الآثار القديمة شاهدة على عراقتها.
ولمدينة رأس العين أهمية سياحية، فهي كثيرة الأشجار فيها حدائق ومنتزهات ومقاصف جميلة. كان بعضها على ضفاف النهر حيث يستوعب الزائرين على مقاعد في سرير النهر. ولقد طور أصحاب المطاعم ذلك لإقامة جزر صغيرة في مجرى النهر تقوم عليها موائد الزائرين
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7382.imgcache.jpg



.................................................. .......
صور لمدينة راس العين
....................................

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:39 PM
http://www.reefnet.gov.sy/phpBB2/viewforum.php?f=17
منتدى رأس العين

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:48 PM
الموفقة على اقتراح ترشيح أعضاء للهيئة العامة للشعبة في رأس العين بعد الموافقة على مقترح ترشيح أعضاء للهيئة العامة لشعبة رأس العين للهلال الأحمر العربي السوري في بمحضر اجتماع قيادة الشعبة رقم (13) تاريخ ـأ8/3/2009م.
وفيما يلي نثب لكم الأسماء المقترحة لعضوية الهيئة العامة في شــــعبة رأس العين

1ـ المحامي علي عدوان الحلو
2ـ المهندس محمد حسن غاله
3ـ بشار أوسي مصطو
4ـ الدكتور أحمد عبد الله الجاسم
5ـ بيير جوزيف شيخو
6ـ المهندس عبد الرزاق محمد عزيز
7ـ الدكتور محي الدين حسين الخليل
8ـ محمد علي حسين الخليل
9ـ الدكتور ميثم علي الخير
10ـ المهندس مزاحم عبد المجيد الرزة
11ـ الصيدلي صالح جاويش
12ـ حسين خضر حسن غاله
13ـ الكيمائي مرعي حسن اليوسف
14ـ حسين أحمد علكش
15ـ عزام محمد ربيع الحمد
16ـ الأستاذ نصر عزو الحنظل
17ـ يحى خالد الحمادة
18ـ علي محمد عزي
19ـ طاهر حسن مسلم
20ـ الدكتور محمد أحمد خلف
21ـ حمود خليف حمود
22ـ إسماعيل خليل عثمان
23ـ عبيد مردود المردود
24ـ المحامي عبيد الساير
25ـ المهندس غازي عبيد الخليل
26ـ المحامي نايف عبد الحميد جاويش
27ـ المحامي نادر معمو
28ـ الدكتور محمد حسين العلي
29ـ فواز الزطو
30ـ ميلاد إلياس دوشي
31ـ عبد السلام المرعي
32ـ قبلان أحمد هطليس
33ـ الشيخ نجم الدين المحمد
34ـ خضر كلش كالو
35ـ أحمد خضر الجنان
36ـ حلوة عبد الله حسين
37ـ وسيم عدوان الحلو
38ـ الأب حنا افرام ججي
39ـ صبحي جمعة الخضر
40ـ حسين علي حمد الحلو
41ـ مها محمد أحمد
42ـ اعتدال سراج الجاسم
43ـ عتاب سراج الجاسم
44ـ شمسه صالح العابد
45ـ زينب صالح العابد
46- الدكتور ياسين الحجي
47- المهندس محمد عيدان النزال
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام

أمين الســـــر رئيس شعبة الهلال الأحمر العربي السوري برأس العين
المهندس محمد حسن غاله الأستاذ المحامي علي عدوان الحلو

المهندس محمد حسن غاله
31/05/2009, 07:54 PM
ملــف خـاص عـن الآثــار والمتاحــف السوريــة
ملــف خـاص عـن الآثــار والمتاحــف السوريــة
ملــف خـاص عـن الآثــار والمتاحــف السوريــة

منذ سنوات قليلة بدأ اهتمامي بحقل الآثار السورية وزاولت الكتابة في صحيفتي " الثورة " التي أعمل بها كمهندس وجعلت من المديرية العامة للآثار والمتاحف بيتاً لي لتتكشف لي الحقائق المؤلمة يوماً بعد يوم فحاولت نشر ما استطعت من مقالات عدة لا هاجس لي فيها سوى قول الحقيقة..
تلك الحقيقة التي تلامس هويتنا ودمنا وبأن تلك الأرض التي نحيا من أجلها وتعاقبت عليها حضارات عدة قدمها السوريون الأوائل قامت على أكتافها حضارات الإغريق والرومان وغيرهم مما جعلها مهداً..
تلك الحقيقة المؤلمة اليوم وبعد الممارسات والتعديات التي يرتكبها البعض بحق تراثنا السوري متعمداً أو غير متعمد واعياً أم غير واعٍ والتي لم يستطع الكثيرون في أكثر من جهة رسمية البت فيها أو حتى تفهم الإساءة التي تتضمنها..
تلك الحقيقة التي شاركني بها شرفاء البلد في كل أنحائه المهددون في كل لحظة إذ قرروا عدم الركون إلى المفسدين العابثين والذين قرروا البوح بها مهما كان الثمن..
لا نتحدث ها هنا عن مجرد حجارة ترامت في كل حدب أو مجرد ألواح طينية أو جرار فخار وكنوز لا تقدر بثمن تنهض بها هذه الأرض يومياً.. نتحدث عن تراثٍ هو ملك للإنسانية والألم يطعننا مجاناً وكيفما اتفق آملين سعة الصدر..

ما الذي يدفعنا إلى الكتابة، جرحنا الذي لا يشفى، بعد أن بلغنا من القنوط واليأس ما بلغنا؟!
هل هي توجيهات السيد رئيس الجمهورية بشأن المعلوماتية أم بشأن ضرورة الإصلاح الإداري؟!
أم هي توجيهاته من أجل إعلام بنّاء؟! أم هؤلاء الغيورون على إرثنا الحضاري وآثارنا، التي تجسد هويتنا ومحور شخصيتنا الثقافية السورية المتميزة، والذين يتوافدون إليّ والمأساة تفضح ملامحهم الضائعة بعد التعديات على أهم مواقعنا الأثرية؟! أم هو رصيدنا الهائل من الشتائم الذي كرمنا به البعض في المديرية العامة للآثار والمتاحف؟!
لا أعرف ماذا أفعل بالحقيقة الآن وقد ترامت في قبضة يديّ؟!!

قبل سقوط بغداد حذرنا من اندثار إرث الرافدين الهائل وحصدت " الثورة " سبقاً صحفياً حينها وحصدنا المرارة ( 6 نيسان العدد 12070 ) وعدد الملحق الثقافي 356 ذات اليوم..
فالخطر الأكبر لم يكن سرقة تلك الكنوز أو متعة الغازين في إزالة تاريخ لا يمكن اكتسابه عنوة بل في استحالة استعادة أكثر بكثير من 14000 قطعة أثرية.. والخطر هذا جاء نتيجة لعدم أرشفة تلك القطع إلكترونياً فالسجلات الورقية أحرقت أونهبت! وعدم وجود بطاقة الكترونية فيها توصيف عميق لكل قطعة ومحققة لشروط الإنتربول الدولي ليستطيع أن يقتفي أثر كل قطعة أثرية مهما طال الزمن؟! ( راجع صحيفة الثورة العدد 11978 تحت عنوان إنجاز لم ير النور لخطة أتمتة مديرية الآثار والمتاحف والعدد 12094 بعنوان أتمتة مديرية الآثار والمتاحف تضعها أمام واجباتها!!) وحقيقة أن الخبير المعلوماتي السوري لتلك المديرية قدّم أكثر من ذلك وفي الأمس القريب وبعد الصفعات المتتالية قدم استقالته لثلاث مرات لكن من يكترث؟!
فمع الإبطاء والعرقلة التي يبديها المدير العام للآثار والمتاحف حول المعلوماتية والدراسات التي أعدت..يبدو أن السير بإصلاحنا الإداري لن يتم إلا بإعاقة عمل البرمجيات الخاصة بالقانونية والمتاحف أم سوف يحدثنا المدير العام عن المشروع الإيطالي الماراثوني والذي خفضت ميزانيته للمعلوماتية إلى ستمائة ألف يورو بعد أن كانت مليوني يورو ومعلوم أن الخبير المعلوماتي هو الذي قدّم كافة الدراسات وعلى الطليان المال والخبراء.. هل من أحد يخبرنا عن هذا التخفيض أم سنردد " الحق على الطليان "!
وما يثير الدهشة أيضاً هو ما صرح به المدير العام للآثار لصحيفة الشرق الأوسط ( عدد 17 تشرين الثاني 2003 ) في رد على سؤال ماهو الجديد لديكم في استعادة الآثار المسروقة أو المهربة؟ " .. هذه القطع ليست مسروقة من متاحفنا، لأن متاحفنا مؤمنة بشكل جيد، لكنها تخرج من مراكز التنقيب العشوائي "!!!! ونعلم علم اليقين أن محاولة سرقة تمثال الأورنينا كانت من المتحف الوطني وأما محاولة تهريب المومياء وغيرها ( غير المؤرشف ) كانت من مناطق مسجلة أثرياً لا من مراكز التنقيب العشوائي التي لها أشجانها الخاصة!! .
من المؤكد أن هذه المديرية تحتاج إلى عناية خاصة من السيد وزير الثقافة لكنه بعد زيارته للمديرية التي تتبع لوزارته لم يكن في استقباله سوى جمهور الموظفين المواظبين باستثناء السادة المدراء؟!

المدير العام رئيس اتحاد الآثاريين العرب الذي طال انتظار طلاب الدكتوراه السوريين في المغرب له ولم يفلح انتظارهم له بشيء؟! وإذا ما كانت الحكومة هي التي تمنح إذونات السفر ألا يستطيع المدير العام أن يوفد باحثاً أثرياً مختصاً إلى مؤتمر لندن العلمي الصرف بدلاً عنه؟! .


أم نذكر السيد وزير الثقافة بالكتاب الموجه إليه بتاريخ 10/8/2004 من القائم بأعمال المفوضية الأوروبية حول ( طلب تعويض مقدم من تمام فاكوش بلا تاريخ ) حيث ينهي كتابه الموجه للوزير بقوله “ لا أرى أي مبرر يجعل المدير العام يبقي طلباً مستحقاً لتعويضات وحدة إدارة المشروع (الحفاظ على الإرث الثقافي، 16 مشروعاً للآثار ) معلقاً حتى تتم الموافقة على تعويضات له ولمدرائه “!!
وبالمناسبة هذا المشروع، الذي عطلوه لأشهر، والذي كانوا قد فاخروا به في رد على مقالنا المنشور في " الثورة " العدد 12147 تحت عنوان ( الوزارة تقلع في تنفيذ المشروع المعلوماتي ومديرية الآثار تثبطه..!! ) حظي بميزة هامة جداً، لم تكن موجودة سابقاً على هذا النحو، وهي تدريب الكوادر السورية على أعمال مختلفة في الترميم للقلاع والرسوم الجدارية...والتنقيب والأرشفة وغيرها وكذلك يحسب لهذا المشروع تزويد المديرية بكافة الأبحاث العلمية التي أعدت عن المواقع الأثرية التي شملها.

لم يصدر عن السيد الوزير ولا الحكومة بعد هذه الفضيحة مع الأوروبيين أي قرار أو تصريح!!

من ناحية أخرى وفي الوقت الذي يمول فيه الاتحاد الأوروبي مشروعاً للحفاظ على إرثنا الثقافي الحضاري لانجد من الإنجازات التي نذكرها عن سادة المديرية إلا أنه تم في عهدهم تخريب قاعة العرش في قلعة حلب والتي لم يجر ترميمها بعد ( راجع الثورة العدد 12283 ) وما قرأنا عن إزالة كنيسة أثرية في قرية غصم دون أدنى محاولة لإجراء حفرية تنقيب لتكشف جزءاً من الواجهة الجنوبية التي هدمها صاحب العقار والمتعهد والتي ما تزال تحت الأنقاض علماً بأنه كان يمكن الاستعانة ببعثات مختصة بالفترة البيزنطية كالبعثتين الإنكليزية والفرنسية العاملتين في بصرى وعلماً بأنه لا يجوز في القرى القديمة أن تقوم حفريات على ثلاثة أمتار أو أكثر حفاظاً على السويات الأثرية، وكذلك الأذى الذي لحق بقلعة دمشق وبناء جدار اسمنتي يغطي سورها الشمالي المساير للنهر ( راجع أرشيف الثورة ).
هل حقاً بأن الرقابة تحتاج لرقابة؟ ومشاركتها السفر لدول غربية يغريها بالصمت لبعض الوقت؟!

أم لعل إدخال أسماء الموظفين الإداريين والمستخدمين في المشاريع الأوروبية يحسب لهم!
ولعل عدم المباشرة في تنفيذ قرارات هيئة الرقابة والتفتيش يعد الأبرز في الإنجازات فماذا عن الشكوى بحق " مدير المعمل الفني " الذي تبين أنه ارتكب عدداً من المخالفات المالية والإدارية بالجملة والتي تمثلت في شراء عدد من المواد والتجهيزات المخبرية بأسعار مرتفعة جداً تفوق الرائجة وإدخالها إلى مستودع المعمل في حين تبين لاحقاً أنه تم تقديم هذه المواد هدية من معهد العالم العربي في باريس علماً أن هذا السيد أبدى أثناء مواجهة الرقابة والتفتيش له استعداده لتعويض قيمة النقص الحاصل والمتمثلة ( 30600 ) ألف فرنك فرنسي ثم امتنع لاحقاً عن ذلك وأبدى عدم الرغبة؟! ربما حتى ينتهي العمل بالمشروع الإيطالي الذي طال انتظاره!!
وماذا عن ارتكابه عدداً من المخالفات الإدارية وتوقيعه على المراسلات الصادرة عنه بصفة مدير للمعمل الفني دون أن تكون له هذه الصفة الوظيفية وكذلك إبرام عقود للعمال المؤقتين ممن تربطهم به علاقات شخصية...الخ علماً أن عقده أنهي عام 2002 لتغيبه عن العمل لمدة شهرين دون مبرر!! والسؤال من له المصلحة في بقائه في أرجاء المديرية؟ ولمصلحة من تجديد عقده دون وجود أوراق ثبوتية للتعاقد وبصفة خبير في الدراسات البيئية والأثرية هل لثبوت مخالفته لأحكام أحد المراسيم التشريعية حين قام بشراء مادة الدهان بطريقة الشراء المباشر؟!
والسؤال الأهم هل جميع عقود التراضي التي تبرم هي على هذه الشاكلة؟ وهل من جهة تدقق في كل عقد أبرم؟! ولمصلحة من يعمل كل هؤلاء؟!!!


انتهاك حرمة تدمر
في عام 2003 تقدمت شركة ( لين ) للإنتاج الفني ممثلة بالسيد نبيل طعمة بطلب للمدير العام للآثار والمتاحف من أجل بناء بيت طيني ولمدة 75 يوماً وذلك في المنطقة الأثرية في تدمر بين معبد بل والميريديان لزوم تصوير بعض مشاهد لبرنامج تلفزيوني على أن يزال هذا البيت الطيني عند الانتهاء من أعمال التصوير ويأتي هذا حسب تعهد السيد عماد سيف الدين منفذ العمل المصدق من كاتب العدل بدمشق ولكن تم خرق هذا التعهد ووافقت المديرية العامة للآثار والمتاحف على تمديد فترة العمل فتوسع ضمن العقارين ( 1215- 1216 ) بعد شرائهما وتملكهما من قبل السيد نبيل طعمة. ورغم نداءات الآثاريين في المديرية بضرورة وقف الأعمال وإزالة المشيدات المنفذة إلا أن شيئاً لم يتم واستمر العمل في المنشأة المبنية بالحجر والبيتون المسلح وذلك في منطقة الحرم الأثري متضمنة صالات ومنشآت وكتل معمارية بعضها تجاوز الطابقين بالإضافة إلى سور نفذ فوق أساسات حجرية الأمر الذي خرج تماماً عن حدود الطلب الخاص بأعمال تصوير يمكن إزالتها لاحقاً والواضح من أعمال الديكور الفائقة الجمال وورشات النجارين والبنائين والمعماريين المنهمكين في عملهم منذ سنة أن الأمر ينطوي على مخالفة هي بمثابة جريمة لأن المنشأة شيدت ضمن حرم الآثار وهي مخالفة صريحة لقانون الآثار السوري وقانون الزراعة والقوانين المعمول فيها في القطر وكما تجدر الإشارة إلى تورط دائرة آثار تدمر باعتبارها الجهة المشرفة على هذاالمشروع المخالف برمته..
ونسأل كيف يتم شراء الأراضي والعقارات باسم مدير شركة ( لين ) للإنتاج الفني إذا كان عمله التلفزيوني المزعوم مؤقتاً؟!! ولماذا كان التعهد بإزالة المنشآت المذكورة باسم منفذ العمل وليس باسم صاحب الشركة؟!
يبدو أننا أمام مخطط مدروس مسبقاً لإقامة منتجع سياحي بطرق غير شرعية وبتواطؤ من دائرة آثار تدمر وربما بعض مسؤولي المديرية العامة للآثار والمتاحف ولا نخفي إشادة بعض أقلام الصحفيين وعدساتهم بهذا المشروع، تلك الأقلام التي يبدو أنها ورطت في الكتابة دون إدراك أو وعي، كالعادة، لهذا الفخ!! نطالب بإنزال أقصى العقوبات بهؤلاء الذين سولت لهم أياديهم ارتكاب كل هذه الفظاعات وبإزالة البناء المشيّد.
ونعود لنتساءل مجدداً أين إدارة الآثار والمتاحف من كل هذا وهل نداءات الآثاريين التي وصلت لأسماعنا سابقاً حول قاعة العرش في حلب وكنيسة غصم الأثرية في درعا والتي تتجدد اليوم حول تدمر نقول هل تذهب تلك النداءات أدراج الرياح والصمت المذعن؟!! وسؤالنا الأخير برسم الحكومة؟!!


مركز الباسل للبحث والتوثيق الأثري
سبق لنا أن أشرنا إلى الأبحاث التي سيقدمها مشروع الحفاظ على الإرث الثقافي للمديرية لكن حسب معرفتنا الأكيدة أن الاهتمام بمتابعة تلك الأبحاث وتطوير تقنياتها هي إحدى المهام المنوطة بمركز الباسل.
من المعروف أن مقر هذا المركز هو البيت الذي أهداه الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1977 للدولة وفي 1979 قررت وزارة الثقافة تحويل البيت إلى مركز للدراسات التاريخية نظراً لما يمثله من رمز تاريخي ووطني مميز. زود هذا المركز في حينه بأحدث التقنيات والأجهزة وبملايين الليرات السورية من أجل البحث والتوثيق الأثري..
لكن ما الذي حدث حتى آل حال هذا المركز إلى ما آل إليه وحتى تكاد أن تضيع القيمة المعنوية الكبيرة التي تلازمه؟! في الرد الإنشائي على مقالي المنشور في صحيفة الثورة (تاريخ 5/7/2003 العدد 12147 ) كانوا يتحدثون عن نشر الكتروني يفاخرون به وما عملهم هذا إلا عبارة عن تحويل الملفات من نصية على برنامج WORD إلى PDF وهذا عمل بسيط للغاية في عالم المعلوماتية وتحدثوا أيضاً عن خبراء وكادر فني مؤهل من مهندسين ومبرمجين.. والجميع يعلم أن هذا الكادر غير موجود أساساً وتحدثوا عن أشياء لا وجود لها وعن افتراءات ومباعدة للحقائق ومع هذا.. السؤال المطروح لمركز الباسل كم حولية حوّلت إلى كتاب منشور الكترونياً؟! وهل أشرف مدير المركز على حولية صدرت؟ الإجابة لا فحسب ما نعلم أن صدورها كان منوطاً بمدير شؤون المتاحف السابق. أما موقع الإنترنت فهو موقع بسيط عُرض في شام 2004 لم يتم تطويره بالرغم من وجود الدراسات الخاصة بتطويره والتي لم يعتمدها المدير العام على الإطلاق.
ونعلم أيضاً أنه لا دور يذكر للمركز بالنسبة للتوثيق والأرشفة وكذلك المتاحف والمباني وإنشاء بنك معلوماتي أثري وأيضاً التدريب العلمي وفعلياً هذا ما أسس له الخبير المعلوماتي وقدم الكثير منه والذي لم يجد حتى تاريخ اليوم مكاناً يؤوي إليه هو وحاسبه المحمول.
ما نعرف عن مدير المركز أنه متورط في صفقة كمبيوترات فاسدة أدخلت إلى المديرية مما يجعله أحد أهم الأشخاص الذين يرفضون أية طريقة علمية منهجية لتطوير العمل المعلوماتي.
يبقى أن نقول أن هذا المركز المأمول تحول إلى منفى ( يطلق عليه البعض ثلاجة المديرية )لحاملي شهادة الدكتوراه وبصفة باحث رئيسي! ويكاد يخلو من أي عمل حقيقي باستثناءات نادرة كالترجمة والجهد الشخصي وبالعودة إلى مهامه الأساسية لانجد ما يستحق الذكر للذي هيئت له الدولة كل الإمكانيات حتى يكون مركزاً خلاقاً لاعتباره محرك التطوير للبحث الأثري من الناحية التقنية ومن ناحية النشر الأكاديمي على مستوى القطر بينما واقعه يندى له الجبين.
ونستنتج أخيراً اعتماداً على ما قدمته الأرض السورية من حضارات متعاقبة أذهلت العالم.. غياب الأبحاث التي يفترض أن تصدر عن هذا المركز ويؤكد كلامنا هذا غياب التقنيات التي يفترض به أولاً أن يطورها لدعم تلك الأبحاث؟!
ربما يحتاج الموضوع لأكثر من زيارة تفقدية لمسؤول يصدر تعاميم بعدم أكل الفول وربما الزعتر لاحقاً بعد انتهاء جولته التفقدية!


المشروع الإيطالي
أخيراً وُقِّع المشروع الإيطالي، الذي استحق أربع سنوات للتحضير له، في القاعة الشامية في 18/11/2004 بحضور رئيس الدبلوماسية الإيطالية بدمشق وفي غياب ملحوظ، عن أضخم منحة مالية للآثار السورية 6 ملايين يورو، لوزير الثقافة الذي لا ندري من نصحه بعدم الحضور وكذلك معاونه لشؤون الآثار الذي لم يخبره أحد وهو الذي فاوض من أجل هذه المنحة عام 2000 عندما كان مديراً عاماً للآثار؟!!
هذا المشروع وحسب متابعتنا له منذ البداية نقول بأنه إذا لم تتوفر له كل الإمكانيات خلال العامين المقبلين سيضع سورية في موقف لا تحسد عليه وحرج للغاية لاسيما إذا أردنا الفوز بمنح أخرى.. ومنذ البداية نضع علامات استفهام كبيرة حوله فقد قُلصت ميزانية المعلوماتية اليوم من 2 مليون يورو إلى حدود الربع علماً بأن الدراسات التي قدمتها المديرية بهذا الخصوص تمثلت بالمبادرة السورية الوحيدة في المشروع والتي أقر بها الطليان وبأن الجهد المبذول خلال عامين لإعداد الدراسات كانوا يحتاجون لضعفه.. وعندما وصل الوفد السوري إلى روما لمناقشة المشروع في الصباح اعتذر بعض السوريين لعدم دراسته ورقة العمل وما يثير الاهتمام حقاً هو حضور مدير المعمل الفني السابق والذي تحدثنا عنه مطولاً في بداية مقالنا ويعمل اليوم بصفة خبير نتفهم الاحتفاظ به على الرغم من صدور قرارات تفتيشية بإيقافه عن العمل سابقاً ربما لأنه يجيد الإنكليزية ولغة الحوار في هكذا مشاريع بطلاقة!!!
ومن يتابع صحيفة تشرين (العدد 9102) يلاحظ بوضوح كيف ذكر اسم " مدير المعمل الفني"، وهو لا يحمل هذه الصفة الوظيفية، حوالي العشر مرات والتوافق الكامل في التحقيق المنشور مع المدير العام!!!

المشروع كما ذكرت في غاية الأهمية والحساسية سوف يهتم بقلعة دمشق وقاعتين في المتحف الوطني والمخابر التي خصصت لها حصة كبيرة من الكعكة؟!!
المشروع يحتاج لتفرغ كامل وكوادر المديرية غير كافية لاسيما أن تدريبها له أولوية أيضاً وحقيقة يصعب التكهن في النتائج مع هذا الواقع الإداري البائس وليس بإمكاننا سوى الانتظار والمتابعة..


وللمتاحف أسرارها!
إن أولى مهام المتاحف الحفاظ على التراث الوطني والإنساني وتعزيز مكانة مفهوم الهوية الثقافية أياً كان نوع المتاحف الحالية أو المستقبلية ويأتي تأثير المتاحف على السكان خاصة في متاحف التقاليد الشعبية التي تحمل شحنة عاطفية بديهية لأنها تعتبر مكاناً مثالياً للتربية والمتعة وتحظى بقدرة عظيمة على الوصول إلى كل ما يتعلق بحياة الناس اليومية. كذلك تلعب المتاحف دوراً هاماً في تربية الأطفال زوار المستقبل فإذا ما كانت المدرسة للعمل والدراسة فإن المتحف مكاناً للاسترخاء وتمضية أوقات فراغ مفيدة لأن المتحف ضمانة الحاضر ومستقبل حضارتنا.
ولتحقيق ما سبق نشير إلى أهمية عملية تأهيل الكوادر المتحفية ووضع منهاج للتأهيل المتحفي وذلك بإنشاء مراكز خاصة لتلك المهمة وإغناء المحاضرات والدراسات المتحفية في الدراسة الجامعية ونحن نعلم أن ثمة لقاءات على المستوى العربي والدولي تطمح بالوصول إلى تلك الغايات بالتعاون مع خبراء المجلس الدولي للمتاحف ويجب التواصل مع كافة السلطات لتشجيع تدريس علم المتاحف الغائب عنا تماماً..
بألم كبير نرصد واقع متاحفنا المتهالك فالمتحف الوطني بدمشق كان معداً لوضع الآثار من العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية بينما متحف حلب خصص للآثار ماقبل هذه الفترة أي الشرقية ثم فيما بعد أحدث في كل منهما قسم للآثار الإسلامية ووضع جناح لعصور ما قبل التاريخ وللفن الحديث... ثم أضيف الجهاز الإداري المركزي المتمثل بمديرية الآثار والمتاحف بأعدادها الهائلة في غرف المتحف الوطني علماً أن المعماري الفرنسي إيكو شار صمم بناء المتحف ليحتوي عل مجموعة غرف تخص إدارة المتحف فقط!!
أقول للحكومة يجب البدء بأرض جديدة لبناء مديرية الآثار والمتاحف وأؤكد ضرورة استقلالها مالياً عن أية وزارة وبتخصيص ميزانية خاصة بها وإطلاق يدها للحصول على التمويل اللازم لرفع سوية الأعمال والمهام المنوطة بها إذا ما علمنا أنها تمثل واجهة الحضارة السورية وكذلك البدء ببناء متحف مركزي للجمهورية العربية السورية وأيضاً متحف خاص بالكتابات حيث اكتشفت أول أبجدية في العالم على أرض سورية.. وإننا إذ نحيي بناء مكتبة الأسد ودار الأوبرا وغيرها نتمنى أن يكون أمام أعين الجهات المختصة التفكير بوضع مشروع لمتحف على أحدث الطرق الحديثة تنفذه شركات عالمية مختصة مع إمكانية التوسع فيه لأن الآثار السورية تنهمر كالمطر!!! وبخاصة في مشاريع الإنقاذ التي عرفتها سورية.

حقيقة نتناول في حديثنا عن الآثار السورية أوجاعاً مبرحة أبرزها:
التوثيق المتحفي، التطوير المتحفي، الكادر، المستودعات، أمن المتاحف، وغيرها...
جميع هذه النقاط سوف تتوضح أمام الجميع من خلال عرضنا لأغلب المتاحف وقررنا أن نستعرض النقاط الأبرز في مأساة كل متحف إضافة للمستودعات الملحقة بها أو سواها..

المتحف الوطني بدمشق
يقع عند مدخل دمشق الغربي بين جامعة دمشق والتكية السليمانية، ابتدئ بتجميع الآثار الموجودة فيه منذ عام 1919 في المدرسة العادلية. وفي عام 1936 أنشئ بناؤه الحالي بتصميم المهندس الفرنسي إيكوشار وأضيفت إليه أجنحة في عام 1956 و1975، ويعدّ متحفاً للحضارة السورية عبر التاريخ.. هذا البناء الجميل والبديع لماذا تتلف القطع الأثرية فيه وتستحيل إلى بودرة؟!
قبل أن نستعرض مآسيه التي لا تحد لابد أن نشير إلى أبطال أفذاذ ومع بداية القرن العشرين ساهموا في نشأته لم يقفوا مكتوفي الأيدي والألم يعتصرهم لرؤية الآثار وهي تنهب منبلدهم لعدم وجود سلطة تحميها آنذاك.. قبل أن نخوض في التفاصيل يجب أن نوضح أنه يجب أن يتوفر لدى أمين كل متحف:
1) مذكرة استلام تسجل فيها القطع الأثرية الواردة للمتحف بشكل متسلسل.
2) مذكرة إخراج تسجل فيها القطع الخارجة إلى جهة مع ذكر السبب مرفق بطلب الإخراج.
3) بطاقة وصف القطع الأثرية حيث يتوجب توازي عدد بطاقات الوصف مع القطع المسجلة في السجل.
4) سجلات الحفريات أي السجل الذي تقدمه بعثات التنقيب الأجنبية، المشتركة والوطنية حيث توثق كافة القطع المكتشفة والمسلمة لأمناء المتاحف.
5) السجل العام للآثار وهو سجل خاص بمتاحف القطر يتضمن حقولاً تضم رقم كل قطعة أثرية مسجلة بشقيه الخاص أي الوارد من حفريات التنقيب والعام وهو الرقم المتسلسل بالدفتر كما على كل امين متحف تحديد مقاسات القطعة الاثرية والوزن والحجم ومكان العثور عليها وتاريخه ورقم مذكرة الادخال للمتحف وتاريخها وتحديد مكان والملاحظات الطارئة عليها ...
ويبدو كما سنرى أن كل هذا تقريبا انتهك وخلال فترات طويلة في المتحف الوطني أو في المتاحف الأخرى ونظن بأن الإجراءات التي اتخذت مؤخراً لم تعالج سوى النزر اليسير من تلك المآسي التي استطعنا الحصول على وثائقها والتي تحتاج لجهود الدولة كاملة وربما بداية بعقد مؤتمر وطني لتقييم وضع تراثنا السوري ولاحقاً بالإعداد لمؤتمر عالمي في دمشق تقدم فيه أوراق عمل لانتشال متاحفنا ومواقعنا الأثرية من ظلامها المقيم.
عموماً تم تقسيم المتحف الوطني إلى خمسة متاحف سنقف فقط عند أشد الانتهاكات التي تميز بها بعضها علماً أنها تقاطعت في كثير من النقاط لن نذكرها كافةً لتكرارها .


متحف الشرق القديم
- الرقم 2177 لآجرة من الفخار من مكتشفات ماري اخرجت لصالح الفرنسي اندريه بارو دون ذكر سبب الاخراج وما تزال موجودة في متحف اللوفر..
- تصحيحات بالحبر الابيض للقطع ( 7724 – 7725 )
- تفتت قطع ، شروح ضئيلة
- رقم مكتشفة في ماري ( 1999 -2000 ) يجب حفظها في متحف دير الزور لا في المستودع لان الموقع يتبع لتلك المدينة.


متحف الآثار الكلاسيكية
وهو الاكثر إهمالاً ومأساة حيث اسلحة رومانية تتحول الى بودرة بسبب الرطوبة
- الجرد لم ينته بعد منذ عام 1999 وتبين بعد جرد أولي للمتحف أن هناك ( 35000 ) قطعة مهملة في المستودع .
- نقل قطع الى بعض المحافظات دون تسجيل رقم مذكرة الإخراج وتاريخها .
- نقود رومانية وبيزنطية لاتشتمل على أي وصف أو وزن أو قياس وشروح مقتضبة .
- في السجل الثامن وعلى سبيل المثال يضم الأرقام ( 27366 – 35053 ) يلاحظ كثرة التشطيب بالحبر الابيض والمعالجة بالحك والتغميق اضافة لاحتواء الرقم الواحد على عدد كبير من القطع التي قد لاتكون متطابقة للوصف .
- وجود قطع أثرية لاتحمل أرقاماً نهائياً في المستودع أو قاعات العرض أو حتى حديقة المتحف او الذهبيات المحفوظة كتمثال ( ذو الشرى ) .
- قطع أثرية تأكسدت بفعل الرطوبة.
- الخزانة رقم (26) في المتحف تضم لقى رائعة غير مسجلة ولا قيد لها .
- قطع أثرية لها أرقام غير متطابقة مع شروحها في السجلات والرقم (3617) رأس تمثال لامرأة بازلتي بينما هو رأس رخامي أبيض .
- بعض القطع نقلت من السجل الاساسي للمتحف بعضها لم يمنح أرقاماً خاصة كما القطع التي تحمل الأرقام (10591 الى 10606 ) وهي لطاسات أثرية حيث منحت ارقاما خاصة حتى الرقم (10596 ) أي لست طاسات فقط علماً بأن الطاسات 16 عشرة موجودة بالكامل فلماذا لم تمنح جميعها أرقاما خاصة ؟!
- هناك قطع سجل في حقل الملاحظات بالسجل العام أنها نقلت لمتحف آخر ولدى القيام بالجرد تبين أنها موجودة في مستودع هذا المتحف !!! ( الرقم 4664 /10516).
- لوحظ في المستودع وجود مخططات كتبت باللغة السريانية والأرمنية والعربية وقد درست من قبل باحث اجنبي وأشير في بعضها الى أنها كانت معروضة في جناح الكتابات السريانية ولكن لم تعثر لجنة الاستلام على أرقام تلك المخطوطات في السجل!!!
- تراكم الغبار والأوساخ بشكل كبير جداً في المستودع وعلى الآثار ووجود تماثيل تدمرية نادرة ملقاة على أرض المستودع أما لوحات الفسيفساء المعروضة في الحديقة ( أكثر من عشرين لوحة ) فقد مسحت ارقامها عنها بالكامل وعند مطابقة إحداها مع السجل لم تتطابق في الوصف والمساحة المسجلة لها في سجل المتحف .
- " يجب معالجة وضع هذا المتحف وبشكل عاجل جداً نظراً للإهمال الذي يلفه ودون متابعة أحد بشأنه ".


متحف الآثار الإسلامية
- لعل أهم علله هو أنه " لوحظ أن أرض المستودع بدأت بالهبوط من منتصفها نتيجة لشح مياه نهر بردى التي كانت تغذي أرضيته مما قعر المستودع وجعل خزائنه تميل باتجاه المنتصف بدل توازيها مع الجدار وهذا يهدد بسقوطها وتلف ما بداخلها من قطع حال حدوث أي ارتجاج أو إذا تزايد التقعر مستقبلاً ".
- (51) صندوقاً تضم مكتشفات ولقى من قصر الحير الشرقي نقلت إلى المديرية منذ عام 1945 ومابعد وجميعها دون جرد أو توثيق أو تسجيل بالإضافة إلى عدة صناديق لمكتشفات ولقى من قلعة حماة + صندوق سجل عليه أنه قاشاني ( من قصر العظم بدمشق ) وجميع ما سبق لاتوجد له قيود فضلاً عن ذلك هناك مئات القطع المنقولة من قصر الحير التي لم تجمع بصناديق وهي من نتائج الحفريات العائدة للأعوام ( 1936-1950 ) إنها كنوز لم تجد من يرعاها فألقيت في المستودعات دون جرد أو توثيق أو ترميم!!!

متحفا الفن الحديث والطب والعلوم
- القطعة الأولى المحفوظة فيه سجلت في عام 1919 .
- الرقم 213 يضم 74 وساماً عثمانياً عسكرياً سجلت بأكملها برقم واحد!
- ثلاثة آلاف طابع قدمها المواطن ميخائيل الوردة في ثمانينات القرن الماضي كهدية للمتحف وهي محفوظة بألبوم مهترئ كما أن قسماً كبيراً منها تم تسليمه لمتحف دمشق التاريخي الذي لا تمت له تلك الطوابع بصلة!!
- 380 قطعة نقدية ذهبية مصادرة محالة من قاضي التحقيق العسكري إلى المتحف وقد حفظت بالأمانة منذ عام 1998 وبدون أي تسجيل أو توثيق علماً أن القضاء قرر أن تعاد إلى أصحابها!!
- مقتنيات المستودع لوحات فنية ضخمة بلا فهرسة ولا ترتيب تعاني الاهتراء والاتساخ بعضها رمم.
وعن متحف الطب والعلوم " حبذا لو تم نقل الكثير من القطع الطبية والعلمية المحفوظة بمستودعات متحف الشرق القديم أو الكلاسيكي أو الإسلامي إلى متحف الطب والعلوم بدل توضعها في المستودعات " .


متحف دمشق التاريخي
يعود بناؤه للقرن الثامن عشر
- الأمر الذي تجدر الإشارة إليه هو آلاف الصور لمبانٍ ومناطق أثرية سورية مشتراة من المصور جورج درزي لصالح المديرية ولم يعرف سبب شرائها أو إبقائها في المتحف!!!
- في السجل الثاني الذي يضم خمسين ألف طابع مفهرس حسب الدول يحتفظ بها ضمن خزانة ملقاة في ممر المتحف ضمن فسحته السماوية وكأن المتحف لا يوجد بداخله مكان تحفظ فيه تلك الخزانة الثرية.
- الطامة الكبرى تتمثل بتحويل الحمام الشامي إلى مستودع وكذلك المطبخ الشامي.


المتحف الوطني في حلب
تأسس في فترة الانتداب الفرنسي وينقسم إلى خمسة متاحف أيضاً.


متحف الشرق القديم
- سجل على الكثير من قطعه عبارة تافه دون أن يوقع أحد على ذلك أو يشير للسبب!!
- افتقد عمل أمين المتحف للعملية التوثيقية حيث سجل القطع على السجل الثالث مباشرة دون إدخالها عبر مذكرات إدخال تبين مصدرها وتاريخها!! كما لا توجد في المتحف مذكرات استلام أو إخراج للقطع نهائياً.
- في المستودع إهمال لا يوصف كما هو حال جميع مستودعات متاحف القطر.


متحف الآثار الكلاسيكية
أهم الأخطار التي لا كمّ لها والتي تتكرر أيضاً فيه هو القاعة الثانية من المستودع والتي تطل على حديقة المتحف الشرقية وتتسرب المياه من نوافذها على القطع الأثرية مباشرة. وتضم هذه القاعة العديد من القبور الطينية إضافةً إلى لوحة فسيفساء مساحتها ثلاثة أمتار مربعةوجميعها دون تسجيل.


متحف الآثار الإسلامية
سأتوقف هنا عند المستودع فقط والذي يتوضع في الطابق العلوي من المتحف الوطني في حلب وقد استهلك هذا المستودع قاعةً سقفها مزين بأجمل أنواع العجمي الرائع والذي تم نقله من بيت صادر وهو بيت أثري جميل ومسجل أثرياً بحلب وحبذا لو عرضت تلك القاعة لاستثمار رؤية سقفها الجميل بدل استخدامها كمستودع لخزائن مهترئة متآكلة تحّمل بآثار أثقل منها علماً بأن أمينة المتحف طلبت أكثر من مرة تبديل الخزائن دون مجيب!


مستودع متحف الفن الحديث
إن القطع الواردة من دمشق والمحافظات إلى متحف حلب سجلت ضمن 22 جدول جرد وقد تم ترحيل قسم كبير منها إلى المحافظات وقد تم نقلها بالأرقام دون الشروح المرافقة لها حيث بلغ عددها 9955 قطعة أثرية والكثير منها محفوظ بالعلب والصناديق التي نقلت بها منذ أكثر من12 عاماً وحتى تاريخه في المتاحف التي نقلت إليها ودائماً دون جرد أو توثيق أو تسجيل أو حفظ!!!


المتحف الوطني في تدمر؟!!!
الملاحظة الجديرة بالاهتمام بأن البعثات العاملة في تدمر ( الكوم، الندوية، أم تليل ) تعمل في مواقعها منذ 15 عاماً لكن لم تسّلم مكتشفاتها لمتحف تدمر ولم تواف دائرة آثار تدمر بأية معلومات عنها وأين المديرية من كل ذلك؟! أما البعثة البولونية، على ذمة التقرير، والعاملة في تدمر منذ عام 1959 فهي تقوم بتسليم كافة مكتشفاها للمتحف في ذات الموسم ودون أي تأخير واليوم نسمع عن تهريب مومياء من المدافن التدمرية بتواطؤ حارس معين من قبل المديرية وبقيمة 35 مليون ليرة سورية .


متحف دير الزور
لم أصدق بعد زيارتي له أنه المتحف الذي افتتح رسمياً بمساعدة ألمانية وضمن ندوة دولية عام 1996 والذي يعتبر من أضخم وأكبر متاحف القطر فالذي يدخل من بابه الخارجي يلاحظ مباشرة التقعر الهائل في باحة الاستقبال ولن يجد في تلك الشقوق الهائلة في جدرانه أمراً غريباً حتى بعد الترميم ولا في الإهمال الذي ألحق في قاعاته ومستودعاته التي تضج بعدد هائل من الصناديق الملأى بالكنوز الأثرية ومن الملاحظات الهامة أيضاً تلك التي سجلت على الأرقام الواقعة ما بين 134 – 235 أنها فقدت من المتحف بسبب تعرضه للسرقة وكذلك الحال بالنسبة للأرقام 463-478 وللرقم 856 الذي يضم 95 قطعة ذهبية على شكل سهم سرقت في نفس الواقعة السابقة بأكملها.
الملاحظة الهامة هي وجود أربعة صناديق كرتونية كبيرة في قاعات المستودع قادمة من متحف حلب أو ماري كذلك ثلاث علب صغيرة من ماري جميعها قادمة من متحف حلب وجميعها منذ استلامها منذ 15 عاماً على الأقل دون تسجيل أو توثيق ودون مذكرة إدخال لها ودون معرفة عددها أو ماذا تضم؟؟!!!!
ولعل الطرفة المريرة بوجود قطع تأكسد معظمها يعود بعضها للصالحية وهي تل بغوطةدمشق وقد ظن من أرسلها إلى متحف دير الزور بأنها تعود إلى صالحية الفرات ( دورا أوروبوس )!!!
كذلك هي الحال بالنسبة إلى أحد الصناديق الذي أرسل من حلب إلى دير الزور بالخطأ. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد حادثة السرقة عندما تجرد لجنة حوالي 2600 قطعة ملقاة في أرض المتحف دون توثيق أو إدخال أو معرفة مصدرها فماذا كان سيؤول مصيرها دون الجرد؟! وما مصير القطع التي لم تجرد بعد؟!
ويبقى أن نقول إن العدد الأكبر من الزوار لهذا المتحف هو كمٌ من الجرذان ما زال يعبث فيه!!!


دائرة آثار الحسكة
ما تزال محافظة الحسكة دون متحف جاهز ليضم كنوز مكتشفاتها الأثرية علماً بأنها تعتبر المدينة الأغنى في سورية بالتلال والمواقع الأثرية ( 724 موقعاً ) والأغزر باللقى الأثرية. فأين يحل بها المقام؟!!


متحف الرقة (دار السرايا(
قررت المديرية ترميم دار السرايا والقطع المعروضة فيه ثابتة لا تتغير بينما آلاف القطع في المستودعات تحتضر.
- أحد أمناء المتحف صرف من الخدمة لأسباب تمس النزاهة حيث غرم بقيمة رقيم مسماري فقد من قبله .
- الرقيمان 1822 – 1823 أزيل مضموناهما بالحبر الأبيض وسجل فوقيهما شرحٌ جديد!!
- بعض البعثات ما تزال تحتفظ بقطعها منذ حوالي أربعين عاماً كما في تل الخويرة الأثري بحجة عدم وجود مستودعات لها بدائرة آثار الرقة.
- أبلغني رئيس الدائرة بأن هناك نية لبناء متحف جديد.


متحف إدلب
- يضم المتحف ثلاثة سجلات غير مرقمة وغير مختومة وتعج بالتصحيحات بواسطة المزيل الأبيض أو بالتغميق أو بالتشطيب دون إعلام المديرية!!
- تم استلام أعداد كبيرة من القطع الأثرية المصادرة والمكتشفة بحلب سابقاً دون ضبوط أو دون مذكرات استلام أو إدخال أو سجل حفرية، إنما سُلمت، على ذمة أمين متحف أعفي من عمله بقرار تفتيشي، باليد؟!!!!
- الملاحظة المؤلمة تتعلق بوجود خزانة تضم دروجاً كثيرة جداً في المستودع وتحتوي على قطع أثرية لأعداد هائلة جميعها دون تسجيل تعود لمواسم 1964 والخاصة بحفريات إيبلا ( أكثر من 3000 قطعة أثرية لا قيد لها ولا توثيق ولا جرد ). وقد تحدثت لجنة الجرد عن شريحة ذهبية من لقى إدلب عُرضت في خزانة المتحف دون تسجيل ودون معرفة رقم حفريتها على الأقل!!!!
- عالم إيطالي يجلس في مستودع الرُقم يقوم بترميمها ولصقها لوحده ودون مرافقة أحد!!!!


متحف حماة
- فقدان 4700 قطعة ذهبية وفضية نادرة أثناء أحداث الشغب مطلع الثمانينات.
- تسجيل الكثير من القطع غير المتشابهة برقم واحد وعموماً كافة تلك القطع دون ذكر وزنها أو حجمها أو مقاسها أو شرحها!!
- الرقم 1280 يضم 1280 قطعة سجلت برقم واحد وحفظت في المستودع!!!
- مأساة هائلة حلت بجميع القطع الأثرية الواردة من متحف حلب ومسلمة لمتحف حماة بوجود لقى غير مسجلة كما في متاحف دير الزور وإدلب كانت قد حفظت في حلب وأعيدت إلى مصادرها الأساسية.
- بعض لوحات الفسيفساء في المستودع نصفها موجود في متحف حماة والنصف الآخر لنفس اللوحة موجود في متحف المعرة!!!


متحف اللاذقية
- ضارب للآلة الكاتبة في مديرية آثار حلب كُلّف بأمانة متحف ورئاسة دائرة آثار اللاذقية عند افتتاحها.
- تم تسجيل 57 قطعة أثرية فقط خلال مدة أمانة أمينة المتحف السابقة التي تعدت الست سنوات!!
- 12 صندوقاً من مكتشفات بعثة ابن هانئ الأثرية مرمية في المستودع منذ عام 1975 لم تجرد أو تستلمها البعثة أو تسجل!
- معظم مكتشفات جبلة من 16 تابوت فخاري ولقى إسلامية ونصب روماني وغيرها مرمية في أروقة مدرج جبلة دون تسجيل أو توثيق أوحماية!


ومجازر أثرية في خان العطنة قرب دمشق!!
في التسعينات من القرن الماضي رممت المديرية خاناً عثمانياً قرب دمشق واستخدمته كمستودع لأدوات وآليات وغيرها. أما جناحه الشرقي وهو رواق يبلغ طوله 25 متراً كمستودع للآثار فقد ضم كافة صناديق اللقى المكتشفة من بعثات عديدة عملت منذ عام 1950 إلى 1980 في سورية رميت بشكل عشوائي فوق بعضها البعض بحيث لم يتمكن أحد من الوصول إلى تلك الصناديق أو معرفة محتواها!
من الجدير ذكره أن تلك الكنوز المهملة تغطي تقريباً كامل الأرض السورية ( رأس شمرا، عمريت، جبل سيس، الرقة، الحسكة، قصر البنات، تل العبد، صالحية، تل الفري، الرصافة، قصر الحير، الخابور، تدمر...) وكذلك كنوز مجهولة المصدر أما إذا أردنا أن نستعرض بعض تلك الكنوز التي إذا ما أردنا أن نشيد متحفاً جديداً فستكون كفيلة بإثرائه أيما إثراء ( قطع فريسك، سيراميك فيروزي إسلامي، رسومات جدارية، لقى زجاجية، لوحات فسيفسائية، بقايا عظمية، برونزيات، جرار وأنابيب تمديدات صحية تعود لفترة البرونز، جرار كاملة رائعة التكوين، رومانية، تماثيل..).
ولعل العشرين مزهراً من مقتنيات الصوفية تعتبر الأبرز وقد تمزقت جلودها ومعظم إطارات تلك المزاهر منزل بالصدف وكتب على جلد أحدها ( هذا مزهر الشيخ مصطفى بن صالح النبكي الرفاعي/3 )!!! وكان بالإمكان حفظها وعرضها في متحف التقاليد الشعبية كونهارائعة التصميم والتنفيذ!!
هذا جزء بسيط أما بقية الصناديق الملقاة في الداخل والتي لا يمكن الوصول إليها وزحزحتها والتي تم نقلها دون جرد أو توثيق فتعتبر مأساة بعينها. أما خلف المستودع فيوجد رواق آخر إلى الغرب يطلق عليه مستودع البيت الشامي الذي يضم أنقاضاً هائلة وكثيفة لأخشاب مزخرفة وملونة بالعجمي وغيره كانت تزين ذات يوم واجهات وسقوف وجدران ونوافذ لبيوت دمشقية عريقة وأصبحت الآن ركاماً لا تصلح لشيء فلو تعرضت لنار فسوف تستحيل رماداً!!


إهمال واضح وجرائم بالجملة
أبقى الكثير من أمناء المتاحف القطع الأثرية بعد استلامها على حالها دون دراسة أو تعديل أو حتى تقديم أي مقترحات بشأنها كذلك لم يتم حفظ مذكرات الاستلام والإخراج مسلسلة لدى معظم المتاحف ونسأل كيف ستتم متابعة جرد القطع؟!
كما أن بطاقات الوصف لم تستكمل ويلاحظ إهمالها منذ زمن بعيد. أيضاً لم يقم هؤلاء الأمناء بفرز القطع الأثرية القادمة من البعثات الأجنبية وتسجيلها حتى تراكم بعضها لثلاثين أو أربعين سنة خلت والسؤال كيف لنا أن نتعرف على مصدر تلك القطع؟! أما بخصوص الصناديق المليئة بقطع أثرية تعود لأكثر من خمسين عاماً فنسأل عن القطع المخرجة والمبعثرة أين تسجيلها وتوثيقها؟!
كذلك وبعد تخصيص متاحف جديدة نسأل عن مصير القطع الواردة من متاحف كدمشق أوحلب مرمية في المستودعات دون تسجيل أو توثيق؟! وماذا عن قسمي التصوير في دمشق وحلب لماذا لم يقم أمناء المتاحف بتوثيق قطعهم الأثرية مع العلم أنه طلب من هذين القسمين ضرورة التنفيذ لأكثر من ست سنوات لكن دون جدوى!!
كثيرة هي الجرائم المرتكبة منها عدم التخزين الجيد في بعض المتاحف مما سبب تأكسد القطع وتلفها. و نهايةً لعل الخطر الأكبر تتجسد في قيام بعض الأمناء بإجراء تعديلات على قيود المتاحف دون إعلام المديرية وعدم متابعة إدارة شؤون المتاحف المتعاقبة لكل ذلك.


أمن المتاحف
بعد كل هذا الإهمال وبعد معرفتنا بمحاولة يد آثمة بالمسِّ بالمتحف الوطني بدمشق العام الماضي ومن قبلها محاولة السرقة الشهيرة التي تعرض على إثرها تمثال أورنينا للتحطيم.. كل هذا يدفعنا لنسأل
- ما هي الآلية التي تمنع حدوث أية محاولة للسرقة أو العبث؟
- أين الخبراء الذين حددوا معايير العرض المتحفي ( رطوبة، بطاقة وصف، إضاءة..)؟
- أين الدراسات الإنشائية للمتحف والمستودعات التي تستحيل فيها آثارنا غباراً نتيجة تسرب المياه كالتقعر الموجود في متحف الآثار الإسلامية بدمشق؟ وأين مديرية الهندسة من كل ذلك؟!
- أين نتائج أبحاث الدارسين الأجانب للقطع الأثرية التي يتدارسونها؟
- كثيرة هي القطع التي تتلف في المستودعات وهي أهم من القطع المعروضة في المتاحففما الذي حلّ بكنز قطنا ( المشرفة ) المكتشف حديثاً؟ ألم يودع في مستودع أيضاً بانتظار حتفه؟!
وكما أسلفنا بأن القطع تتلف في المستودعات بطبيعة الحال فما حال القطع المعروضة التي تسافر إلى معارض خارجية دون توثيق أو وصف صحيح وقد يعود بعضها محطماً؟ ويبقى سؤالنا الأبرز الذي نطالب تلك المديرية بالإجابة عنه كيف يتأكد سادتها من قطعة خرجت لتشارك في معرض من عودتها ذاتها بصرف النظر عن كونها محطمة؟! أين المنهجية العلمية الموضوعة والاختبارات التي تجري على القطع الأثرية للتأكد؟!


عبث بتمثال الملك ( هد يسعي ( وإشارات؟؟!!
- أيضاً تمثال الملك هد يسعي القابع في المتحف الوطني بدمشق والمكتشف في تل الفخيرية في رأس العين في محافظة الحسكة وهو من التماثيل النادرة فجسده مسطور بكتابتين الأولى آشورية مسمارية والثانية آرامية تم الترخيص لباحثين أجانب لصنع قالب له وباستخدام مادة السيلكون وبعد فسخه ظهرت بقع بيضاء مشوهة على جسده فظهر التمثال وكأنه مصاب بالجدري وتلك جريمة أولى من يحاسب عليها؟!
علماً أن لهذا التمثال حكاية أخرى فقد منحت المديرية عام 1982 ترخيصاً للباحث الفرنسي بيير بوردروي لدراسة الكتابة المسطورة على جسد التمثال فأجرى الدراسة في متحف دمشق الوطني ونشرها في مجلة ( الآثاري التوراتي الصهيونية، Biblical Archeologist في العدد رقم 45 عام 1982 صفحة 135 ) علماً أن هذه المجلة لا تنشر إلا الأبحاث التي تجاري العقلية الصهيونية وكما تم في المقال توجيه الشكر للمدير العام آنذاك ومدير التنقيب وكذلك مسؤولي المتحف الوطني.
نعتقد أن هذا الملك السوري الشهير (هد يسعي) ما كان يتمنى مصيراً كهذا؟!
- محاولة جيوفاني بيتيناتو، عالم المسماريات والعضو السابق في البعثة العاملة في تل مرديخ
( إيبلا )، تفسير أحد أسماء ملوك إيبلا الوارد في رقيم مسماري على أنه اسم لملك يهودي حكم إيبلا في الألف الثالث قبل الميلاد واسمه ( إيبيريوم )، ففسره على أنه ( عابر ) جد اليهود في التوراة ولأنه يستحيل قلب المقطع ( إب ) إلى ( عب ) في الإيبلائية حسب رأي علماء الآثار الألمان ولاحقاً اعتذر باولو ماتييه رئيس البعثة الإيطالية في إيبلا عن ذلك في مؤتمر دولي...
- أقلام اسرائيلية منها قلم لناتان فاسيرمان من الجامعة العبرية في القدس ودراسات حول آثار مملكة ماري. هل من جهة تتابع وتتقصى حصولهم على المعلومات؟!
- دليلا معرضي زنوبيا وصلاح الدين اللذين أقيما في فرنسا حيث تابعنا سجالاً ساخناً في الصحافة فالوصف المتعلق بصلاح الدين مثلاً قيل في المقال المنشور بأنه شخصية عنيفة دكتاتورية يكره العلماء وأن العرب في جيشه أغلبهم من اللصوص وقطاع الطرق. هذا فضلاً عن نشر صور لآثار مصدرها هيئة الآثار الإسرائيلية في دليل صلاح الدين الذي ساهمت في إعداده وزارة الثقافة السورية حسب ما نشر...( راجع العدد 84 من مجلة أبيض وأسود وأرشيف صحيفة تشرين ) ونرجو الربط مع حوار أجرته مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة ( العدد 488 أيار 2004 ) مع رئيس قسم الآثار في جامعة دمشق د. سلطان محيسن الذي يقول فيه " مازلنا نعتمد على الآخرين الذين يعلموننا تاريخنا، ومن وجهة نظرهم، وحسب فهمهم، بل مصلحتهم، وهذه حالة فظيعة....ولا تستطيع الرد أو النقاش! إنك ستشعر بأنك إنسان بلاهوية وبلا ذاكرة.... هل يعقل أن نتركهم يسيئون حتى إلى صورة أبطالنا الذين اعترف بعظمتهم الكون كله، كصلاح الدين وزنوبيا..هل نتركهم يستخدمون آثارنا لدعم ادعاءات توراتية وصهيونية باطلة؟! والأمثلة كثيرة ومحرجة، ولا داعي للتفصيل أكثر..لا يجوز ا لاستمرار في التساهل، وإلا دفعنا الثمن غالياً... حتى لاتبقى هويتنا التاريخية والحضارية من هم ليسوا من نسيجنا ولا من صميم ثقافتنا أو لغتنا الذين ينظرون إلينا، وكأننا شعوب همجية بدائية لا تستحق التعامل مع التراث الذي تكتنزه بلادنا "!!!!!!!!!!

لقاءات مع متحفيين
السيد عمار عبد الرحمن مدير شؤون المتاحف، والذين عُين حديثاً على إرث هائل من الكوارث وبعض المشاكل الإدارية كفصل المهام مابين أمناء المتاحف ورؤوساء الدوائر وكذلك سن التقاعد لبعض الأمناء وبعض القرارات الصادرة عن هيئة الرقابة والتفتيش وعمليات الاستلام والتسليم التي لن تنتهي بيسر على ما يبدو، قَدِم من مركز الباسل الذي سبق وأن أشرنا بأنه ثلاجة المديرية التقيته في مكتبه متوجهاً إليه بالسؤال حول آلية العمل التي سيبدأ بها فأجاب:
" العمل المتحفي هو عمل بطبيعته صعب ويحتاج إلى الكثير من الخبرات العلمية والإمكانيات المادية وهذا ما نحاول تسليط الضوء عليه لإيجاد حلول مناسبة من أجل رفع سوية العمل في المتاحف السورية بشكل نرضاه كعاملين في هذه المديرية ليكون مناراً للزائرين المحليين والسياح..
من أجل توحيد الأعمال فلابد من توحيد الهموم ومعرفة الإشكاليات الخاصة بكل متحف والمشتركة في المتاحف عامةً والتي لاحظناها خلال جولتنا التفقدية على المتاحف السورية وكان لابد بعدها من التوجه لعقد اجتماع لأمناء المتاحف من أجل بحث المشاكل التي تعيق استكمال أعمال التوثيق بالسوية المطلوبة ومن ثم المباشرة بإدخال قواعد البيانات للقطع الأثرية على الحاسب ".
طبعاً نؤكد على هذه الخطوة وهي عقد اجتماع لأمناء المتاحف لكن هؤلاء جميعاً من سيتكفل بإقامتهم وبطعامهم و..حتماً هذا نرفعه للحكومة لترى بأن دفع العجلة لا يتم إلا بتوفير كلسبل الدعم المالي والمعنوي لعامليها وبتطوير القوانين اللازمة لذلك. وأعود لأسأل ما السبب في تأخير قواعد البيانات للقطع الأثرية على الحاسب؟!
يجيب السيد عبد الرحمن " سابقاً لم يستوف أمناء المتاحف عملهم الخاص بتوثيق القطع الأثرية على السجلات وهناك حالياً فصل ما بين عمل كل أمين متحف ورئيس الدائرة في المحافظات وأيضاً المشكلة الأساسية هي عدم التوسع في ملاك المديرية.. لكن عموماً استطعنا تجاوز الكثيرمن الصعاب فمتاحف السويداء الأثري والتقليدي وشهبا انتهى التوثيق وبقي إعادة السجلات بشكل منتظم وكذلك في بصرى يتم الإعداد لسجلات جديدة بعد التصحيح والتقويم أما أرواد فقد انتهت عملية التوثيق ونحن بصدد إعداد المذكرة النهائية للإدارة أما بقية المحافظات فمازال العمل جارياً.." يخلص مدير شؤون المتاحف للقول " المشكلة الأساسية هي تصويب الأمور إلى الأسلوب الأمثل لتتم من بعدها الأتمتة ". وعن بعض الاجراءات التي تدفع العمل المتحفي قدماً يضيف " تم الاتفاق مع أمينة المتحف البريطاني للآثار الإسلامية على إرسال خبيرين لإعداد دورة ولمدة إسبوعين في العرض المتحفي كذلك تم الاتفاق مع الفرنسيين لإيفاد ثلاثة أشخاص إلى فرنسا لإخضاعهم لدورات بخصوص علم المتاحف وهناك المشروع الإيطالي وهو مساعدة مالية ضخمة لم أدخل في تفاصيله بعد كما استطعنا تجديد قسم الآثا ر الكلاسيكية في المتحف الوطني فالخزائن تفتح هيدروليكياً وطريقة العرض ركزت على الأثر نفسه باستخدام مادة البليكسي غلاس كما تم عرض قطع جديدة وبتوزيع جديد ".
تجدد السيدة منى المؤذن الأمين الرئيس لمتحف دمشق الوطني " بأن الكادر هو المشكلة الأساس ولدينا عدد محدود جداً من المختصين تقاعدوا.. أنت على بحر من الآثار قف أينما شئت ترى طبقات أثرية من الفترة الإسلامية حتى عصور ما قبل التاريخ.. فتخيّل مسؤوليتنا في هذه الحالة!
لدينا إيجابيات كإعادة بناء المعالم الأثرية البعيدة ونقلها إلى المتحف الوطني ليراها أكبر عدد من الزوار كواجهة قصر الحير ومدفن يرحاي التدمري والقاعة الشامية التي أهداها خليل مردم بك رئيس مجلس وزراء سورية السابق للمديرية.
القسم الإسلامي اعتمد إسلوباً علمياً حيث تسلسلت الأحقاب التاريخية كما أن قسم الشرق القديم مصنف حسب المواقع أوغاويت، تل سوكاس، تل الخويرة، إيبلا، عمريت وماري لكن قسم الكلاسيك يعتبر الأسوأ لأنه الأقدم ونحن بصدد إصلاحه رأساً على عقب وكل الجهود تصب باتجاهه والدراسة أعدتها مديرية الهندسة ".
كما أن المشكلة الأساسية هي عندما يتسلم أمين متحف مسؤليات هائلة وبمردود ضعيف مما وصل حد الإهمال إضافة إلى تعدد مهام أمناء المتاحف كمنصب رئيس دائرة أيضاً وكل ذلك تحت إمرة شخص واحد.. نؤكد على الفصل في المهام مابين رئيس دائرة وأمين متحف وفي بعض المحافظات تم ذلك. من منتصف السبعينات أي من 30 – 40 سنة ومنذ ظهرت أجهزة الكمبيوتر قدمت دراسات للتوثيق الأثري لكن إلى اليوم لاشيء..
أما نهى قباني أمين المتحف الكلاسيكي فتقول: " لا أستطيع أن أجزم متى ينتهي الاستلام والتسليم، 36 ألف قطعة في المستودع، الحديقة والمتحف وهذا العدد الهائل مرده لمركزية المتحف حيث لم يكن هناك متاحف للمحافظات نهائياً..لا يوجد تسامح للعمل في المتحف!!! جميع القطع وضعها ممتاز باستثناء بعض البرونزيات لكن بعض القطع تخرج من حقل التنقيب ضعيفة!! نجدد الخزن حالياً لأن أسلوب العرض القديم لم يعد مجدياً ووفق وسائل حديثة كاستعمال صواعد الهيدروليك.. يبدو أن العمل المتحفي يحتاج للسيدات أكثر من الرجال لأنهم لا يجيدون أعمال التنظيف!!! هناك خزن من 30-40 سنة لم تفتح أبداً.. لاأطمح إلا أن أنهي عملي بعد سنوات على أكمل وجه! ".
أما السيدة ميسر يبرودي أمينة متحف الشرق القديم الواقعية جداً فتقول: " مآسينا هي مآسيكم! على مدى عشرين سنة لم يتغير وضع الحراسة، تغير الكثير من المدراء ويبدو أن القضية بعهدة الحكومة وهي لا تكترث! لا توجد حتى اليوم كاميرات.. كذلك الدليل دليل متحف الآثار السورية القديمة طلبه وخلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر سلطان محيسن واستغرق إعداده عام تقريباً لم يتم تنفيذه حتى الساعة ولا أحد يعرف.. أما المستودع لا توجد مكيفات هواء كما هو الحال في مكاتب الإدارة؟!! يبلغ ثمن الخزانة أربعمائة ألف ليرة سورية لها مواصفات هيدروليكية.. العاج والفخار لم تتأثر على مدى الخمسين عاماً الماضية.. بخصوص البناء فهو بحاجة لعزل حيث هناك دلف لمياه الأمطار على قاعة أوغاريت التي لم تعالج هندسياً حتى اليوم.. وضع السقف والخزن مزرٍ تحتاج لحل جذري.. يحتوي متحف الآثار الكلاسيكية نصف الموجودات في المتحف.. كل معرض خارجي يحتاج لأمين متحف أو مساعده كمعرض اليونان مثلاً لم يقدموا لنا حتى دليل المعرض.. لا مكافآت ولا حوافز لادورات ولا بعثات للدراسة حتى السفر يتم بدون تعويض اغتراب.. تم خنق مستودع الآثار السورية القديمة بغرف المعمل ا لفني.. لم تعتمد الإدارة حتى الآن أرشفة القطع الأثرية ضمن المتحف والمستودع على الحاسب "!!
أما الطالبة في قسم الآثار بجامعة دمشق تحدثت لي عن زيارتها لمستودع عصور ما قبل التاريخ:
" حالة المستودع يرثى لها و لاتلائم اللقى الأثرية التي تعود لهذه الفترة لاسيما الهياكل العظمية والجماجم حيث وضعت في صناديق للخضار وهذه الجماجم عثر عليها العام الماضي من قبل بعثة تل أسود وتصنف على أنها جماجم مقولبة أي مطلية بأكاسيد أكسبتها لوناً مميزاً وأهميتها تعود لما تقدمه لنا عن عقائد الدفن الذي يعكس تطوراً فكرياً يعود لحوالي 8000 ق.م ".


ما هي المعايير التي تعتمدها المديرية للتأكد من عودة قطع أثرية شاركت في معرض خارجي؟!
سؤالنا هذا جاء بعد متابعتنا الحثيثة منذ عام تقريباً لواقع مرير مأساوي مرعب تعيشه المتاحف السورية بعد أن باتت مأوى لمعارض المجوهرات والأزياء والأحذية...
لاسيما، وهذا الأهم، بعد أن غادرت قطعاً أثرية إلى دول غربية ليس لها توصيف ولا توثيق صحيحين وعادت محطمة مهترئة ومشوهة ( راجع الثورة 21 كانون الثاني 2004 العدد (12312).


مؤشرات في غاية الخطورة
الحاجة ماسة لأتمتة المتاحف، للتكييف والتبريد على أساس علمي صحيح، لأجهزة الإنذار ضد الحريق والسرقة كما لا توجد الدلالات المتحفية أي ما يشير إلى السير أو العرض وغيرها..
- المدير العام للآثار يصرح لصحيفة الشرق الأوسط ( عدد 17 تشرين الثاني 2003 ) في رد على سؤال ماهو الجديد لديكم في استعادة الآثار المسروقة أو المهربة؟ " .. هذه القطع ليست مسروقة من متاحفنا، لأن متاحفنا مؤمنة بشكل جيد، لكنها تخرج من مراكز التنقيب العشوائي "!!!! ونعلم علم اليقين أن محاولة سرقة تمثال الأورنينا كانت من المتحف الوطني وأما محاولة سرقة المومياء وغيرها كانت من مناطق مسجلة أثرياً لا من مراكز التنقيب العشوائي التي لها أشجانها الخاصة!!
- يسوّق للمتاحف في أوروبا عن طريق الإعلان في الصحف والتلفزيون وحتى في الشوارع والحافلات والسفارة الإيطالية بدمشق هي من سوّقت لمعرض أبولودور الدمشقي.
- عندما جددوا متحف اللوفر استمروا لسنوات في القول نحن نجدد اللوفر.
- أكثر من 90% من الكادر العلمي الذي يعمل في المتاحف غير مؤهل والكوادر العراقية المتحفية تتدرب في متحف دمشق الوطني؟!! والقطعة الأثرية لا تنظف إلا إذا ذهبت إلى معرض!
- لدينا شركات تنفيذية غير متخصصة في بناء المتاحف فمتحف دير الزور 1996 نتائجه مخيبة ومتحف درعا بدأ العمل به منذ15 سنة والأخطاء عديدة، متحف تدمر مخنوق يملأ أكثر من خمسة متاحف، متحف الحسكة بناء يمتلك تصميماً عالمياً لكن عملية التنفيذ من قبل المهندسين خاطئة وعدم التشاور مع أمناء المتاحف أدى إلى تحويل التصميم العالمي إلى بناء عادي فاقد المواصفات.
- أحد المتاحف بعهدتها أكثر من 20 ألف قطعة أيعقل أن يكون فيها أمين متحف واحد كمتحف إدلب أو دير الزور ولسبب صحي أو إجازة ماذا سيكون مصير المتحف؟! حتماً السرقة وقد حدثت!
- خزائن العرض، تشبه خلايا النحل شكلاً وحجماً ونوعية المادة المستخدمة، خلت من المواصفات والمعايير العلمية المطلوبة مما أدى إلى نتائج كارثية...
- بطاقة الدخول إلى المتحف أشبه ما تكون بورقة اليانصيب وأليس من الأفضل أن تكون البطاقة بشكل يليق بما تحتويه المتاحف؟!
- يعلّق الغرب عموماً: آثاركم رائعة تمتلك دلالة بمحتواها لكن لا يوجد إطار للتعريف بها..ترجمة سطر بأخطاء تعطي انطباع عن عدم وجود اهتمام حقيقي..
- الحراسة لعلها من أهم المشاكل التي لا تنتظر فقد كانت المعاناة من الحراس الذي بلغوا من العمر قصياً واليوم نطلب عدم التدخين من الحارس المعين داخل المتحف.. عموماً نحتاج إلى جيش من الحراس لكل ما يتعلق بالآثار والمتاحف والمواقع والمباني الأثرية وغيرها وكادر المديرية بالكامل ربما يكفي لاسيما بعد محاولة فاشلة لتهريب مومياء بقيمة 35 مليون ليرة سورية بالتواطؤ مع حارس في تدمر ومن قبلها تمثال الأورنينا من المتحف الوطني بدمشق وعلى سبيل المثال محافظة درعا يصل عدد مواقعها الأثرية المئة بينما عدد الحراس 13 حارساً نصفهم مثبت!
- يعتقد البعض بعد أن قدمت دراسة لحماية المتحف الوطني الكترونياً ومنحة خارجية ولم تستثمر بأن الدراسة يفترض أن تكون أمنية وسرية ولا يحتاج الموضوع لمعونة خارجية فماذا إذا كشفت نقاط الحماية؟! وكأن ذلك لا يتم كشفه إلا عندما تنفذ شركات أجنبية محترفة!
- كل القطع مرممة منذ الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم مهددة بالاندثار علماً أن عمرها يقدر بالآلاف من السنين وبالنتيجة كم العمل أكبر بكثير من الكادر الموجود..
- إن الاكتفاء المالي الذاتي من خلال الاستثمار الجيد لرسوم المواقع الأثرية والمتاحف والمشاركة في معارض خارجية.. كلها تعطي مردوداً مالياً كبيراً بعد تحويل ماكشف عنه إلى منتزهات أثرية لكي يتمكن السياح من زيارتها بعد ترميمها..وإيبلا مثالنا الحيّ..
- إذا ما أخذنا تجربة مصر الغنية وطالما نصحنا بالاستفادة منها بالنسبة للمشاركة بقطع أثرية في معارض خارجية حيث قامت الحكومة الفرنسية بتسديد 30 مليون دولار للتأمين على 26 قطعة أثرية مصرية من آثار معبد الكرنك تحصل مصر بعد ثلاثة أشهر وهي مدة المعرض على مبلغ 100 ألف يورو وتسع منح دراسية في علم المتاحف علماً أن القطع المشاركة تم اكتشافها من عالم آثار فرنسي عام 1903 ؟!!!!!

وماذا بعد؟!

هل نستطيع أن نحاسب الحاضر على ما جرى منذ الثلاثينات حتى تاريخ اليوم؟!
من المؤكد أن موضوع المتاحف إشكالي وضائع في الزمن علماً أن سورية كانت عضواً مؤسساً في الأيكوم! تتعجب أستاذة مصرية من الجامعة الأميركية في القاهرة " يوجد لديكم متحف ولا يوجد كلية آثار "؟
من هنا نقطة البداية.. من المؤكد أن لاتكون حجتنا الرمي على الماضي؟!
فقد مررنا بفترات صعبة سابقاً لم يكن هناك تمويل للآثار ولا توجد اعتمادات ( فواقع المتاحف سيء جداً، طلبنا من هيئة التخطيط نحتاج إلى دعم ) هذا ما سرّ به إليّ مسؤول سوري ونصحني بعدم التصدي لموضوع المتاحف في الصحافة لشدة تعقيده!
فما المطلوب؟ حسن إدارة وإرادة صلبة ويد واثقة..
بأموال قليلة كما منحة الملك الإسباني كانت هناك تجديدات لكن نحتاج إلى خبراء بعد إجراء بعض التدابير.. متحف شيكاغو احتاج لعشر سنوات لتجديده حتماً لا يوجد حل سحري كما لا توجد كوادر مختصة بالعرض المتحفي وبإنارة المتاحف وتصميمها فمهندس الكهرباء المعتمد يقول: " في حياتي لم أعرف كيف تنار المتاحف "!
هل الحل في دعوة شركات غربية كما في الخليج؟
نريد أن نبني متحفاً بمئات الملايين وفي الوقت ذاته نقدم رواتب ضئيلة للعاملين؟!
هل نطلب التعاون مع القطاع الخاص كما حدث في لبنان بخصوص متحف بيروت وأعدت قائمة بأسماء العاملين الذين أعادوا تأهيل المتحف؟
مشكلتنا الأساسية هي الكوادر تحتاج منا تقديم الأموال المجزية للعاملين كما للزمن.
نقولها بصراحة الموضوع أكثر أهمية من البترول حيث تأتي شركات أجنبية لتستثمر.. نقترح دعوة شركات على هذا المستوى لتصبح سورية بلداً سياحياً ينافس دولاً مثل لبنان وربما تركيا واليونان وإسبانيا.. فالتحول إلى اقتصاد لا نفطي لابد منه لا يمكن إلا بصناعة سياحية تعتمد على تلك الحضارات التي جعلت من سورية مهداً لها.

التنقيب ومعوقاته!
عندما عادني أثناء مرضي بعض موظفي دائرة التنقيب وجهوا لي نقدا مباشراً وافقتهم كليا على صحته وهو لماذا لم تكتب عن دائرة التنقيب حتى اليوم؟ والحقيقة كانوا غاضبين جداً علماً بأن البعض كان من المؤيدين المطلقين للسياسة المتبعة في تلك الدائرة؟ فلماذا هذا الانقلاب و كل هذا الغضب؟!
بداية نبحث في نقطتين الأولى مادية حيث لا ينص القانون إلا على أجور العمال و معدات بسيطة حتى أجار منزل البعثة و حيث خدمات نقل شبه معدومة لصالح البعثات الوطنية على الرغم من توفر هذه الآليات مما يجعل من شعار العمل التضحية وأنا شخصيا احترم جداً علمية من أطلق هذا الشعار أما النقطة الثانية فهي علمية وتتعلق بالبعثات الأجنبية فلا يعطى الترخيص بالعمل قبل البدء بحفرية إنقاذ والعمل لسنوات عدة مع حملة شهادة الدكتوراه بالمقابل يعطى التنقيب لبعثات وطنية يقودها رؤساء دوائر آثار المحافظات و كأنها مجرد إزالة أنقاض باستثناء بعض البعثات التي تنجح بمعجزة يخوض غمارها الدافع الشخصي.
منذ قيام مديرية التنقيب تبدو طريقة العمل كما هي و الكارثة هي ازدياد عدد البعثات الوطنية على مثيلاتها الأجنبية مما يعكس عدم وجود خطة طموحة لتطوير آلية عمل البعثات و هذا ربما يعكس أداء مديرها ومزاجيته هذا من جهة و من جهة أخرى عدم اكتراث ووعي الإدارة.
فمدير أي بعثة يقاسي الويل لتأمين احتياجات بعثته ينتقل بين مكاتب الإدارة ساعيا يبدو كمتهم بأن عمل بعثته ما هو إلا تهرباً من الدوام ومن العمل وإذا ما طلب الأموال فهذا يصل إلى حد اعتباره كفراً.
يقول احد العاملين " إن مدير التنقيب يتبع سياسة فردية حاله حال كافة المدراء الآخرين، لدينا ثلاثة مكاتب إضافة لمستودع خال من التجهيزات مهمل للجرذان والغبار والأثاث القديم المنسق من باقي المديريات فلا تدفئة مما يدفع موظفي التنقيب للجوء إلى مكاتب أخرى." ويضيف " معظم البعثات بعثات إنقاذ يأتيها إشعار بالعمل عند البدء بأعمال الصرف الصحي أو عند الحاجة لشق سكك حديدية ".
من جهة أخرى يتحدث موظف آخر عن عدم وجود كوادر أضف إلى أنه لا مجال للمقارنة ما بين البعثات الأجنبية والوطنية من حيث المنهجية في العمل بحيث توضع خطة لحفرية يجب تحديد موقعها ووضع طريقة توثيق لها ( المكتشفات، اللقى، المعابد، البناء... ) هذا إضافة إلى عجز اللغة العربية حيث لا مصطلح قياسي متناول بين البعثات كذلك نقول بأن معظم البعثات الوطنية لا تملك خريطة طبوغرافية ولا توجد أجهزة مساحة تقيس الارتفاع وتحدد نقاط لكل مربع بالنسبة لنقطة محورية معروفة على الخريطة وأيضاً لا توجد قاعدة لاعتماد عناصر البعثة ( مهندس معماري، طالب آثار، رسام..).
فإذا كان التنقيب عملية تعاش وخبرة تكتسب بالجهد والمعاناة والممارسة وكما يقال إن التنقيب هو هدم منهجي للمواقع الأثرية والمنقب الفرنسي الشهير لوروا غوران يشير إلىهذا المعنى بقوله " إن التنقيب الأثري هو بمثابة نزع صفحات كتاب دون أمل بعودته ". وإذا كان التنقيب يتضمن معنى الهدم فيجب أن يتم لهدف سام وأن ينفذ بمنتهى الأمانة وطبعاً ليست هذه غاية التنقيب وإلا أصبح في أحسن الحالات بحثاً عن الكنوز وجمعاً للآثار والسؤال الملح ماذا بعد أن تنهي البعثة موسمها التنقيبي؟! تسّلم اللقى لمتحف المدينة التي يتبع لها الموقع الأثري لكن حال المتاحف ينبئ بغير ذلك!! أما الدراسات التي تعد بالفخار، العظام، عينات ترابية كدراسات النباتات المتفحمة فماذا عن مصيرها هل حقاً هو الإهمال وهل حقاً ما يقدم للمديرية ما هو إلا عبارات إنشائية لا تمت للبحث الأثري بصلة بعكس البعثات الأجنبية التي تركز بالدرجة الأولى على الأبحاث التي تستأثر بها ونسأل ماذا عن ترجمة هذه الدراسات إلى اللغة العربية وهل ثمة مصطلحات، لعلم يتطور يوماً بعد يوم، اتفق عليها أحد؟! هل حقاً ليس لدينا كوادر تتقن اللغات الأخرى لتتمكن من قراءة الأبحاث ا لأجنبية كما أن كثير من المنشورات لا يتم ترجمتها بل هناك سرقات أدبية تحدث فالبعض لا يسجل المراجع؟!! علماً أن كل جامعة غربية تقدم طريقة منهجية للبحث الأثري بينما لن يتمكن طالب الآثار السوري من ذلك حتى زمن طويل مع العلم بأنه لا توجد منهجية للبحث الأثري العلمي يرتبط بالضرورة بالجامعة وبمركز الباسل الذي لا يمت للموضوع بصلة كما رأينا مع أنه المعني الأول؟!
يتحدث البعض مضيفاً " لا توجد خطة لتدريب الكوادر إن كان مع البعثات الوطنية أو الأجنبية مازلنا لا نفرض عليها تأهيل طلاب سوريين وهذا يعكس أيضاً عقلية مديرية التنقيب الفردية "!!
ونسأل أيضاً هل حقاً أنه وفي بعض الأحيان تختفي أجور العمال وتعد قوائم وهمية تصرف لأحد المنقبين وهل توصلت الرقابة والتفتيش إلى حسم قرارها؟! وما موقف الإدارة وهل تهتم حقاً؟!
تضيف إحدى العاملات في حقل التنقيب " بأن الحل يتمثل بأتمتة عمل البعثات الأجنبية والوطنية حيث يتمكن أي باحث من الحصول على أية معلومة بالإضافة إلى أن إدخال البيانات يحتاج على كادر أثري معلوماتي غير موجود أساساً ويجب أن تتم دراسة القطع وتحليلها بالتواصل مع المعمل الفني كدراسة الفخار كما أن البعض يعتقد أن مجرد إتباع البعض دورة تدريبية في الخارج أنه أهلّ كادراً وأصبح لدينا خبراء ..يجب تغيير طبيعة القوانين المعمول بها حتى لا تبقى القرارات فردية تؤثر على القرارات التي ترفع سوية العمل ويبقى صاحب القرار قادراً على تفادي هجمات الطامعين بالمنصب كما أن الحفاظ عليه يعني تفادي الرقابة والتفتيش ( بتعبئة الفراغات في الأضابير ) ولعل إهمال الكوادر في المديرية يطرح السؤال واسعاً عن كوادر المحافظات؟!... متى نجد قانوناً يحمي صانع القرار والمبادرة "؟!
نحن نعلم جيداً أن طلاب آثار سورية يتوزعون على بعثات وطنية وأجنبية ومشتركة ولعل الأهم تلك البعثات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي والتي تقدم منهجاً علمياً للطلاب السوريين لكن نسأل هل ثمة آلية لتوزيع الطلاب وهل هناك برنامجاً لمتابعة المميزين وتقويتهم علىشتى الصعد أما أن المزاجية حقاً هي التي نحتكم إليها في نهاية الأمر؟!
سؤالنا جاء بعد أن استمعنا لعاملين في هذا الحقل انقلبوا على ما كانوا راضين عنه بالأمس؟!ومن واجبنا أن نقول بأن مديرية التنقيب سعت لتطوير عملها العلمي من خلال الطاولات المستديرة التي يتحدث فيها باحثون ألمان وفرنسيون وطليان وغيرهم وأنها في محاولة لترجمة هذه الأبحاث إلى اللغة العربية لكن يبقى سؤال العاملين في التنقيب مشروعاً حول المصطلحات العربية التي يجب اعتمادها ومن سيعتمدها؟ وأين هم القادرون على قراءة الرقُم وترجمتها؟! وأتوجه بالسؤال لمدير التنقيب شخصياً ماذا عن كنز المشرفة ونعلم بأن الدراسات الخاصة به قد ترجمت لكن هل سيلاقي الإهمال والتلف كغيره ( راجع الثورة العدد 26 كانون الثاني 2003وملحق الثورة العدد 331 ، 29/9/2002) وأخيراً هل سيوقف التراخيص العشوائية للبعثات الأجنبية والوطنية؟! وأسأل هل يعتبر حملة شهادة الدكتوراه الذين أوفدتهم المديرية فائضاً على الكادر الذي يكاد أن ينعدم وما المكسب الذي تحققه المديرية من نقلهم إلى ثلاجاتها؟!


التراخيص المخالفة لقانون الآثار
ونتحدث عن التي تعطى بدون موافقة مجلس الآثار ووزير الثقافة منها ترخيص لباحثين أجانب لإجراء عمليات التنقيب والرفع الأثري والتوثيق وتراخيص أخرى لإجراء مسوحات أثرية تتجاوز المسموح به في قانون الآثار بعدد الكيلومترات الخاضعة للمسح مثلاً مسح جنوب سورية قامت به بعثة فرنسية برئاسة جان ماري دينزر كذلك مسوحات حمص قامت بها بعثة إنكليزية ومسوحات وادي العاصي والجزيرة علماً أن تلك البعثات تستخدم أجهزة متطورة منها التصوير الجوي والطائرة الورقية ومنها أجهزة الربط مع الأقمار الصناعية GPS وحسب علمنا أن تلك البعثات أيضاً لا تترك مخططات نتائج مسوحاتها بل تقارير مقتضبة.. وهناك تراخيص سلمت المديرية بموجبها نقوداً أثرية إلى المعهد الفرنسي بدمشق بقصد الترميم والتنظيف ولم يعرف مصيرها بعد ( على الأقل حتى شباط 2004 ) كذلك نقود بصرى تجاوز عددها المئة سلمت لجان ماري دينزر وكذلك نقود عربية أموية في غاية الأهمية من قصر الحير الشرقي بتدمر سلمت لدينيس جانكان السويسري الجنسية.
ونسأل عن التراخيص التي تعطى لمحطات تلفزة أجنبية لتصوير أفلام وثائقية عن المواقع الأثرية السورية وتعتمد التصوير الجوي هل تعلم المديرية عن نصوص تلك الأفلام وهل تحتفظ بنسخ عنها؟ وهل تتقاضى مقابلاً مادياً؟! ولماذا تسمح للتلفزيون السوري بالتصوير مجاناً هل ليستمر ظهورهم وحدهم على شاشته متحدثين عن إنجازاتهم!!


المعضلة
نؤكد بأن التحول باتجاه اقتصاد لا نفطي يجب أن يعتمد على صناعة سياحية أساسها آثارنا السورية لكن من المؤكد أن حال المديرية العامة للآثار والمتاحف الذي يشبه على أقل تقدير مريض لم تسنح له الفرصة للدخول إلى قاعة الإنعاش بعد قد يجعل من هذا التحول مستحيلاً على المدى القريب!
ومقالنا المضمخ بالحقيقة يفصح عن أكثر من ذلك.. فمركزية القرار تغذي الفكرة القائلة بأنه لا آلية لصنع القرار تحمي آثارنا وتراثنا ومثالنا الصارخ هنا الاختلاف الهائل في طريقة العمل ما بين معاون وزير الثقافة لشؤون الآثار والمدير العام للآثار والمتاحف ولعل خلافهما المذهل في الرأي، وهما ركنان أساسيان في مجلس الآثار، حول منطقة غربي سوق الهال من تنظيم ساروجة يفصح عن الحقيقة المؤلمة فالأول تحفظ على قرار الثاني بأن يتم إزالة العقارات الموجودة حول حمام القرماني المسجل أثرياً فقط وطرحَ فكرة الحفاظ على ميتم قريش وحمام القرماني والشريحة المملوكية التاريخية علماً بأن قرار وزارة الثقافة رقم 57 لعام 2004 يقضي باعتبار كامل المنطقة ذات طابع تراثي.. والسؤال الملح هل من حق المدير العام أن يقدم اقتراحاً بهدم شريحة أثرية ولو لم تكن مسجلة أثرياً؟! وأين الحد الأدنى من التفاهم بين أعضاء مجلس الآثار؟!
وأسأل الحكومة هل ترى بأن تغيير المدراء العامين كما حدث في السنوات الأخيرة هي الحل؟! بينما نتحدث عن إرث سورية وهوية حضارية تحسدنا عليها الدنيا وتهددها الأخطار من كل حدب وصوب.
واقع المديرية قد يفرض مثلاً إغلاقها بالشمع الأحمر لمراجعة كل الأعمال المنوطة بها وفتح باب التحقيق في أدق تفاصيلها بينما تهتم الحكومة بإعادة حساباتها لتحديث القوانين والإجراءات التي تحقق الاحترام والندية.
وأسأل هل حقاً بأن الحكومة عاجزة حتى الآن عن تعيين شخصية علمية مختصة أثرياً،كزاهي حواس في مصر، تطمح لأن تكون الحامل للتراث السوري الذي يقضي يوماً بعد يوم نتيجة الإهمال والتخريب لكل ما تلفظه الأرض السورية، شخصية علمية لا يكون هاجسها سوى المصلحة العليا ..


دور الإعلام السلبي
زارتني ذات مرة زميلة طُلب منها حواراً مع المدير العام للآثار والمتاحف تطلب أن أعدّ لها بعض الأسئلة التي ستواجهه بها فضحكت وضحك الجرح الفاغر في جبيني؟!
وزميلة أخرى تنعت تلك المديرية بالهيئة العامة وهذا أمل نرجوه جميعاً وزملاء يبالغون حيث لايكفي أن نلبس هذه الحجارة مجرد أحاسيس أو تزود المديرية البعض كما تريد أن تتحدث عن إنجازات سادتها والبعض الآخر ينشر حواراً دون أي إلمام بعلم الآثار سوى معرفته بمديرها العام..
مما لاشك فيه أن متابعة الصحفي اليومية لنشاط أية مؤسسة حكومية هي التي توفر النضوج لأية كتابة وباستمرار مراقبة ما ينشر في الإعلام المقروء والمسموع وحتى الإنترنت عن المهام التي تتصدى لها تلك المؤسسة أو شبيهاتها في العالم لكن الذي يتابع ما ينشر حول الآثار السورية يرى أن وعياً ناقصاً ليس لدى الصحافة فحسب بل حتى المسؤول والمواطن ويكتفى كالعادة بالإشادة والفخر بهذا التراث العريق وبتلك الآثار السورية التي تصرخ بنا كل يوم لكن دون جدوى.
ربما يكتب البعض للحصول على راتب شهري ما دام لا يزعج أحداً أو ربما ليكمل حجم عمله أو حتى لمجرد الملل والترف!
من المؤكد أنه لا يكفي بأن نقول " سورية مهد الحضارات " وأن نردد ذلك كشعار بائس ونحن نتابع يومياً التعديات الهائلة والتجاوزات التي تلحق بهذا المهد وبألم لا نعرف له حداً وخصوصاً وقد بدت الأهمية المطلقة لتراث الدول بعد أن حلت الكارثة بالآثار العراقية..


دليل سياحي ينتقد " دليل سياحي "!
سرّ لي الدكتور رياض الكحال الأخصائي في أمراض جهاز التنفس وفي طب الإسعاف والطوارئ من جامعة نانسي في فرنسا وحائز على شهادة الترجمة الفرنسية العربية من جامعة ليون والذي يزاول عمله اليوم فقط كدليل محاضر لمجموعات سياحية فرنسية وإنكليزية وكأمين سر جمعية الأدلاء السياحيين السوريين وأمين سر شعبة الأدلاء السياحيين في غرفة سياحة دمشق أقول سرَّ لي " أنا حقاً محبط لتدني سوية برنامج دليل سياحي الذي يعرضه التلفزيون السوري لتجنبه الدائم ملامسة الجرح وتكراره لنفس عبارات المدح الذاتي.. ويخرج المشاهد بانطباع بأن الدليل السياحي راقصة شرقية في مطعم القصر الأموي والمذيع هو السوبر ستار الذي يتكلم بلغات shengen ... يشكو دائماً السياح بأن قسماً كبيراً من القطع الأثرية لا ترافقها شروحات والقسم الآخر ترافقه شروحات بالعربية والإنكليزية ويتمنون أن تكون لغة الشروحات عربية، إنكليزية، فرنسية لاسيما بأن الفرنسيين يشكلون النسبة الأكبر من عدد السياح القادمين لسورية.. أيضاً يشتكون من عدم وجود تدفئة داخل المتاحف في الشتاء أو التكييف في الصيف ويردد البعض متاحفكم تفتقر لروح الحداثة بطريقة العرض والإضاءة وغيرها و يثير انزعاجهم العبث بالقطع الأثرية ( المنحوتات التدمرية في المدفن في قبو المتحف الوطني ) ونظراً للحالة المعاشية المتردية للحراس يسمحون للسياح بالتصوير غير عابئين بالإساءة الناجمة عنه ...
أقترح أن تعنون كل قاعة بسماتها الرئيسة بعبارات موجزة مثلاً ( أوغاريت أقدم ميناء في العالم وأول أبجدية انبثقت عنها خمس أبجديات يونانية عربية لاتينية آرامية عبرية أما قاعة ماري فتعنون سورية أقدم مكتبة في العالم لكونها تضم خمسة وعشرين ألف رقيم من ماري ..والداخل إلى معبد دورا أوروبوس يمكن أن نعنون له هذه القاعة أقدم أيقونات العالم ..).
أيضاً لاختصار الوقت والجهد لماذا لا تستعمل مواد خاصة لمنع الأعشاب البرية من النمو على حجارة القلاع كالواجهة الغربية لقلعة الحصن على الرغم من وجود ورشات ترميم مستمرة لكن دون طائل ...
أيضاً وبشكل دائم تتجدد شكوى السياح الذين يدفعون رسوم الدخول مقابل خدمات غائبة في أغلب المواقع الأثرية كالمراحيض وأكشاك لتناول المشروبات الساخنة أو الباردة وأكشاك الهاتف.
وأود أن أشير إلى قضية هامة وهي عدم احترام حرمة المواقع الأثرية كقلعة المرقب وقلعة صلاح الدين وتدمر حيث تنتشر المقاصف والمطاعم التي تشوه طبيعة المكان ووحدته أيضاً القضية المستعصية هي الباعة الجوالون في تدمر ، بصرى ، قلعة الحصن ، والذين يعرقلون عمل الدليل السياحي وذلك بالتواطؤ مع بائعي التذاكر في تلك المواقع ...
لكن تبقى تدمر الموقع الأثري الأول في العالم من حيث المساحة والجمالية ، وحيث يفترضأن يكون هناك تغطية لشبكة الخليوي على الأقل في مهرجانات طريق الحرير والبادية وأيضاً هذا الموقع غير محمي وليس له رسم دخول ( فقط للمدافن، معبد بل، المتحف ) .
أياً كان يستطيع أن يأتي إلى وادي القبور أو المدينة الأثرية ينقب دون رقيب والظاهرة الجديدة هي وجود الإبل التي اجتاحت الموقع الأثري بأعداد هائلة مخلفة فضلاتها والتي تغطي كافة الموقع من شارع الأعمدة إلى الآغورا والمدرج والتيترا بيل ( تقاطع طرق ) وآخر المآسي تحول الموقع الأثري إلى موقف باصات مجاني لمركبات المجموعات السياحية فلا أحد يتخيل كم صعق السياح عندما وجدوا على شاشات تصويرهم الديجيتال باص هونداي سعة خمسين راكباً بالقرب من المدرج وللأسف قراراتنا كلها مؤقتة لا تدوم إلا بولاية أصحابها مثالنا على ذلك ومن قبل أربع سنوات تقريباً أصدر محافظ حمص قراراً بهدف حماية الموقع الأثري وذلك بعدم مرور الشاحنات والباصات ضمن تدمر باستثناء حافلات المجموعات السياحية ولتطبيق القرار تم وضع عدة حواجز إسمنتية أهمها الحاجز الموجود على مقربة من فندق شام تدمر بالإضافة إلى دورية شرطة مرور أما اليوم فلا وجود لكل هذا وعادت حليمة ..
وحل ذلك لا يكون إلا بإعادة بناء سور تدمر التاريخي وبأن تنشأ بوابة وحيدة لدخول السياح بموجب قطع تذكرة، وبالتالي يحمي هذا السور مدينة تدمر من جميع الاعتداءات التي ذكرناها.
أخيراً تبقى إيبلا الموقع الأثري النموذجي لأسباب عدة منها الحراسة الجدية، ترميم منتظم وسنوي، وجود لوحات دلالية تفسيرية بالقرب من كل حفرة تنقيب ..
وقبل أن يغادرني د. كحال يتساءل لماذا تغلق مواقع قلاع المرقب، صلاح الدين، حلب، دون سواها من المواقع الأثرية السورية يوم الثلاثاء ؟! ولم تلك المزاجية في أوقات الدوام فبينما كانت تغلق كافة المواقع في رمضان عند الساعة الثالثة كانت قلعة الحصن تفتح أبوابها حتى الخامسة؟!!.


كلمة ليست بالأخيرة!
لابدّ من القول أن الواقع الإداري غير السليم الذي أمست عليه المديرية انعكس على أداء العاملين وبتنا نراهم بلا ملامح فهناك من يسافر إلى لندن ليحضر مؤتمراً علمياً دون أن يجيد الإنكليزية وليمضي أيام المؤتمر في المقاهي ويسجل على سورية حضوراً رسمياً بينما جنرال أميركي ينفرد في الحديث عن الآثار العراقية على الضد من مؤتمر برلين حول آثار الشرق الأدنى القديم حيث قاطع عضو الوفد السوري رئيس المؤتمر قائلاً له بأن الأفضلية في الكلام عن الآثار العراقية هي للعراقيين لا للأميركان أو الألمان أو غيرهم..
هذا الواقع الإداري الذي إن توج بخروج العصب الأساس للمديرية والذي يعتبر واجهة حضارية للبلد فلن يفيد خروجه بشيء بعد أن نعلم أن 80% من التعهدات التي أبرمتها مديرية الهندسة شخصية، ..ونسأل مثلاُ عن مشروع العمارة التقليدية مع فرنسا ألم يذهب لابن عم العصب الأساس، هذا العصب الأساس الذي لا يحق له أن يقترح إزالة منطقة أو هدمها فهذا يعتبر خطأ مسلكياً بينما هذا يعتبر من صلاحية رئيس بلدية !! وليس من صلاحية من يحق له أن يقول فقط هذه المنطقة أثرية أو غير أثرية..
أخيراً إذا كانت الأفضلية للعراقيين بالتحدث عن آثارهم فأسمح لنفسي بالتحدث عن الآثار السورية ما دام هذا واقعها وهذا ألم أعيشه مع الكثيرين من الشرفاء الذين انتظروا طويلاً نشر مقالنا هذا...

م. وعد المهنّا

مهندس في مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر -عضو مشارك في اتحاد الصحافيين السوريين

المهندس محمد حسن غاله
01/06/2009, 07:49 AM
إحصائيات الموقع
عدد اعضاء الموقع : 1554
عدد محتويات الموقع : 129
دليل المواقع : 22
عدد زوار مشاهدة الموقع : 50148

الأكثر قراءة
فعاليات شعبة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رأس العين
الباحث محمد السموري أحدأهم رواد الحركة الثقافية والكتاب المرموقين في الجزيرة
الطفولة
اجتماع الهيئةالعامة في جمعيةالبر والأحسانالخيرية في رأس العين 7/3/2009م
تضامن غزة
حقيقة أن البعث هو حركة الجماهير وحركة العصر . ومن رحم الحركة التصحيحية ولدت حرب
اجتماع الهيئة العامة لفرع الهلال الأحمر العربي السوري
رئيس الجمهورية
كافة الوزارات والإدارات والمؤسسات والجهات العامة العمل على متابعة ومعالجة شكاوى المواطنين التي تردها مباشرة أو عبر وسائل الإعلام المختلفة
اعلان مزايدة مقاسم في مجلس المدينة
تمكنت الدورية التموينية المؤلفة من السيد غازي محمود ناصر معاون مدير التجارة الداخلية بالحسكة والمراقبون
تسجيل الدخول
أسم المستخدم


أدخل كلمة المرور


تذكر بياناتي دائما


فقدت كلمـة المرور
فقدت أسم المستخدم
التسجيل الان

أحدث المقالات المضافة
الباحث فيصل العازل يحمل اجازة في الادب العربي وهو احد الباحثين في مدينة القامشلي ابرز اصداراته دراسة عن الإعلام
ماحقيقة أن المديرالعام أكل ( الحصرم ) ومعاونه (ضرس ) في الحبوب !!
مدينة القامشلي بعنوان: أحوال أتباع كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة السريان
وألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها:
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
"الجهاد" و"رأس العين" متكافئان!! ؤ
الزي البدوي التقليدي
ملــف خـاص عـن الآثــار والمتاحــف السوريــة
شريط الأخبار حالياً
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
أقرا المزيد...
زيارة محافظ الحسكة معذى نجيب سلوم للمشفى الوطني برأس العين على ضرورة التعامل مع المواطنين بأفضل صورة

أقرا المزيد...
تمكنت الدورية التموينية المؤلفة من السيد غازي محمود ناصر معاون مدير التجارة الداخلية بالحسكة
أقرا المزيد...


Home جديد
أرشـــــــــــــيف المقالات
مارس, 2009
يناير, 2009
آخر الأخــبار والمقالات
الباحث فيصل العازل يحمل اجازة في الادب العربي وهو احد الباحثين في مدينة القامشلي ابرز اصداراته دراسة عن الإعلام
ماحقيقة أن المديرالعام أكل ( الحصرم ) ومعاونه (ضرس ) في الحبوب !!
مدينة القامشلي بعنوان: أحوال أتباع كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة السريان
وألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها:
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
"الجهاد" و"رأس العين" متكافئان!! ؤ
الزي البدوي التقليدي

المهندس محمد حسن غاله
01/06/2009, 07:59 AM
الباحث فيصل العازل يحمل اجازة في الادب العربي وهو احد الباحثين في مدينة القامشلي ابرز اصداراته دراسة عن الإعلام
ماحقيقة أن المديرالعام أكل ( الحصرم ) ومعاونه (ضرس ) في الحبوب !!
مدينة القامشلي بعنوان: أحوال أتباع كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة السريان
وألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها:
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
"الجهاد" و"رأس العين" متكافئان!! ؤ
الزي البدوي التقليدي

المهندس محمد حسن غاله
02/06/2009, 07:57 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7433.imgcache

المهندس محمد حسن غاله
03/06/2009, 11:45 PM
تم في المركز الثقافي العربي في رأس العين جمع تبرعات نقدية وعينية لأهالي غزة في فلسطين المحتلة الذين يتعرضون إلى “المجازر الوحشية” أمام صمت العالم وتواطؤ العملاء وبعض الحكام ان مثل هذه الحرب القذرة والإبادة الوحشية للشعب الفلسطيني”.
في مقر المركز الثقافي العربي برأس العين الساعة 11.30 من يوم الأثتين ـا12/1/2009م
فقد تمت عملية جمع التبرعات بإشراف السيد المحافظ وأمين الفرع وأمين الشعبة حيث ساهمت مختلف شرائج المجتمع بعملية التبرع
من ناحية أخرى أصدر أمس بياناً ضم قائمة بأسماء بعض المنتجات الأميركية والبريطانية، ودعا المواطنين لمقاطعتها والامتناع عن شرائها “رداً على الدعم الأميركي والبريطاني اللامحدود لقوات الاحتلال الإسرائيلي”.
ومن هذه المنتجات التي وردت في البيان مشروبات كوكاكولا وبيبسي ومنتجات شركة أومو لمساحيق تنظيف الغسيل والملابس ومنتجات سلسلة محلات ستار باك وماكدونالد وألجيدا ومنتجات شركات مارلبورو وإل إم وجيستر فيلد ودانهل ولارك وبول مول وفيليب موريس للسجائر ومعجون الأسنان سيجنال
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات – ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP – ICT4Dev in Syria
http://www.salbr.com/vb المدير والمشرف العام

المهندس محمد غاله säger

المهندس محمد حسن غاله
03/06/2009, 11:53 PM
فعاليات شعبة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رأس العين
في يوم الخميس بتاريخ ـا6/3/2008 م عقد اجتماع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في فرع الحسكة في المركز الثقافي العربي بحضور السيد وزير منظمة الهلال الأحمر العربي السوري
وقد حضر الاجتماع السيد مروان الحمود أمين فرع الحسكة للمنظمة و الأستاذ علي عدوان الحلو رئيس شعبة الهلال الأحمر في رأس العين والأستاذ حسين حسن غاله المدير الإداري بشعبة رأس العين .
وتم مناقشة الأمور التالية:
1. الميزانية .
2. السلات الغذائية وكيفية توزيعها على الأخوة اللاجئين العراقيين و العوائل السورية المحتاجة.
3. نقل السيد وزير منظمة الهلال العربي السوري تحيات السيد الرئيس بشار الأسد للقائمين على هذا العمل الطوعي الإنساني بالمحافظة.وتوجيهات السيد الوزير بخصوص تفعيل دور المنظمة الإنساني الطوعي لخدمة ومساعدة إخواننا اللاجئين العراقيين والمحتاجين السوريين .
4. تشجيع الإعلام الطوعي والعمل الخيري والإنساني في المجتمع العربي السوري عامة وفي محافظة الحسكة خاصة .
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria
www.salbr.com/vb المدير والمشرف العام

المهندس محمد حسن غاله
03/06/2009, 11:59 PM
إحصائيات الموقع
عدد اعضاء الموقع : 1565
عدد محتويات الموقع : 129
دليل المواقع : 22
عدد زوار مشاهدة الموقع : 53161

الأكثر قراءة
فعاليات شعبة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رأس العين
الباحث محمد السموري أحدأهم رواد الحركة الثقافية والكتاب المرموقين في الجزيرة
الطفولة
اجتماع الهيئةالعامة في جمعيةالبر والأحسانالخيرية في رأس العين 7/3/2009م
حقيقة أن البعث هو حركة الجماهير وحركة العصر . ومن رحم الحركة التصحيحية ولدت حرب
تضامن غزة
اجتماع الهيئة العامة لفرع الهلال الأحمر العربي السوري
رئيس الجمهورية
كافة الوزارات والإدارات والمؤسسات والجهات العامة العمل على متابعة ومعالجة شكاوى المواطنين التي تردها مباشرة أو عبر وسائل الإعلام المختلفة
اعلان مزايدة مقاسم في مجلس المدينة
تمكنت الدورية التموينية المؤلفة من السيد غازي محمود ناصر معاون مدير التجارة الداخلية بالحسكة والمراقبون
تسجيل الدخول
أسم المستخدم


أدخل كلمة المرور


تذكر بياناتي دائما


فقدت كلمـة المرور
فقدت أسم المستخدم
التسجيل الان

أحدث المقالات المضافة
الباحث فيصل العازل يحمل اجازة في الادب العربي وهو احد الباحثين في مدينة القامشلي ابرز اصداراته دراسة عن الإعلام
ماحقيقة أن المديرالعام أكل ( الحصرم ) ومعاونه (ضرس ) في الحبوب !!
مدينة القامشلي بعنوان: أحوال أتباع كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة السريان
وألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها:
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
"الجهاد" و"رأس العين" متكافئان!! ؤ
الزي البدوي التقليدي
ملــف خـاص عـن الآثــار والمتاحــف السوريــة
شريط الأخبار حالياً
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
أقرا المزيد...
زيارة محافظ الحسكة معذى نجيب سلوم للمشفى الوطني برأس العين على ضرورة التعامل مع المواطنين بأفضل صورة

أقرا المزيد...
تمكنت الدورية التموينية المؤلفة من السيد غازي محمود ناصر معاون مدير التجارة الداخلية بالحسكة
أقرا المزيد...


Home جديد
أرشـــــــــــــيف المقالات
مارس, 2009
يناير, 2009
آخر الأخــبار والمقالات
الباحث فيصل العازل يحمل اجازة في الادب العربي وهو احد الباحثين في مدينة القامشلي ابرز اصداراته دراسة عن الإعلام
ماحقيقة أن المديرالعام أكل ( الحصرم ) ومعاونه (ضرس ) في الحبوب !!
مدينة القامشلي بعنوان: أحوال أتباع كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة السريان
وألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها:
القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات
قام وفد من جمعية المقاصد الخيريةالشركسيية بدمشق بزيارة الى مدينة راس العين
"الجهاد" و"رأس العين" متكافئان!! ؤ
الزي البدوي التقليدي

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:10 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7540.imgcache.jpg

مهرجان الشعر الأول يختتم أعماله في الحسكة- اختتمت في 29/5/2009 فعاليات مهرجان الشعر الأول في المركز الثقافي -31/05/2009




اختتمت في 29/5/2009 فعاليات مهرجان الشعر الأول في المركز الثقافي العربي بالحسكة حيث تضمن حفل الختام تكريما للشاعر نزيه أبو عفش ثم حوارية شعرية بين الشاعرين أديب حسن محمد ومحمد المطرود بعد ذلك قدمت شهادتان لكل من الدكتور سعد الدين كليب والأستاذ محمد باقي محمد.
حضور الهلال الأحمر العربي السوري كان لافتا من خلال رعاية فرعه بالحسكة لعدد من نشاطات المهرجان وعضويته في لجنته الإعلامية بالإضافة إلى تواجد متطوعيه الدائم طوال الأيام الخمسة للمهرجان.
جدير بالذكر ان الشاعر نزيه ابوعفش هو من الشعراء السوريين الذين يمتد عطائهم منذ منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى الآن وهو من مواليد مرمريتا التابعة لمحافظة حمص عام 1946م تلقى تعليمه فيها ثم عمل في التعليم ومحرراً صحفياً و له عدة مؤلفات منها:
- الوجه الذي لا يغيب 1967
- وشاح من العشب لأمهات القتلى 1975
- بين هلاكين 1982
- ما يشبه كلاماً أخيراً 1997

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:17 AM
الحسكة – الهلال الأحمر -دورة الشاعر نزيه أبو عفش .-25/05/2009

بدأت فعاليات اليوم الأول بالوقوف دقيقة صمت إعزازاً وإكباراً بأرواح شهداء الوطن ثم عزف النشيد العربي السوري وألقيت كلمة راعي المهرجان ثم تلا ذلك قراءات شعرية لكل من محمد المظلوم من العراق وسعد الدين شاهين من الأردن وفادية غيبور وعبد القادر الحصني ورضا رجب من سوريا.
تمت فعاليات المهرجان برعاية كل من فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة وفرع منظمة طلائع البعث بالحسكة حيث كان الدور التنظيمي لمتطوعي الهلال الأحمر بارزا بالإضافة إلى حضورهم المكثف الذي أضفى على اليوم الأول للمهرجان طابعاً خاصاً.
يذكر أن المهرجان بدأ في الساعة السابعة والنصف من الخامس والعشرين من الشهر الجاري ويمتد حتى التاسع والعشرين منه حيث يقام في صالة المركز الثقافي العربي بالحسكة مترافقا مع معرض للتصوير الضوئي للفنانة ندى الشيخ والدعوة عامة
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7541.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:30 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7542.imgcache.jpg

http://www.wata.cc/forums/imgcache/7543.imgcache.jpg

http://www.wata.cc/forums/imgcache/7544.imgcache.jpg

الحسكة تستقبل وتودع شهيدها البصري في يوم واحد-فرع الحسكة-06/09/2008
بموكب مهيب ومشاركة رسمية وشعبية عارمة ودعت مدينة الحسكة شهيدها البطل سمير أدهم البصري الذي عاد إلى ثرى وطنه إثر عملية الرضوان لتبادل الأسرى وجثامين الشهداء حيث كان في مقدمة المودعين أمين فرع الحسكة للحزب ومحافظ الحسكة الرئيس الفخري لفرع الهلال الأحمر والذي أكد أن ( الأمة بخير وأن صوت الحق الذي رفعه السيد الرئيس بشار الأسد وحفاظه على الثوابت الوطنية والقومية وكونه يمثل ويعيش في ضمير ووجدان كل الأحرار العرب لا بد لهذه النواة أن تثمر نصراً أكيداً وعزيزاً ).
متطوعوا فرع الهلال الحمر العربي السوري بالحسكة تشرفوا باستقبال الجثمان الطاهر ووداعه حتى مثواه الأخير فساروا معه من منزل أهل الشهيد إلى المسجد حيث أديت صلاة الجنازة ومن ثم حملته سيارة الهلال الأحمر حتى مقبرة الحسكة حاملين صورته ومشكلين أرتالاً بشرية تحيط بالجثمان.
يذكر أن الشهيد البصري كان قد قام بعدد من العمليات الفدائية على ارض لبنان الشقيق ثم ختمها بمسك الشهادة في عملية الزورق المطاطي جنوب نهر الليطاني في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي حيث بقي مذّاك في مقبرة الأرقام منتظراً

عودته الميمونة إلى وطنه الغالي سورية

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:35 AM
دفعة جديدة من المواد الغذائية يقدمها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة إلى الأخوة العراقيين حيث تكونت من سلة غذائية متكاملة محتوية العناصر الغذائية الرئيسة من بقول وزيت وأرز وتمر وغيرها. أما توقيت المعونة فجاء في مكانه المناسب ونحن على أبواب الشهر الفضيل إذ يشترك في تقديمها كل من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الأغذية العالمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهي جزء من البرامج المتكاملة التي تقدم للاجئين العراقيين شاملة النواحي النفسية والجسدية على حد سواء.
د. مروان الحمود رئيس فرع الهلال الأحمر بالحسكة أكد أن عمليات التوزيع تمت بالشكل المرجو منها رغم العوامل الجوية الصعبة والرياح الرملية التي تمر بها الحسكة في هذه الفترة لكن الاستعداد الجيد وتجهيز المتطوعين بالكمامات والحقائب الإسعافية حال دون وقوع أي حادث يذكر.
يذكر أن التوزيع شمل /5600/ شخص من الإخوة العراقيين المسجلين في فرع الهلال الأحمر بالحسكة والذين يقارب عددهم /9000/ شخص موزعين بين الريف ومراكز المناطق والمدن

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:39 AM
ضمن خطته لتطوير مهارات متطوعيه وبناء قدراتهم أقام فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة دورة تدريبية في مبادئ ووسائل الإعلام ضمت /12/ متطوعة ومتطوع ممن يمتلكون القدرة والرغبة في العمل الإعلامي إذ شمل منهاج الدورة عدداً من المحاور هي:
1. مقدمة تعريفية بالمنظمة.
2. مقدمة حول الإعلام بشكل عام.
3. بين الإعلام في المنظمات والإعلام بشكل عام.
4. الفنون الإعلامية التي تكتب في المنظمة.
5. نشاطات دورية للجنة الإعلامية.
6. التصوير.
7. الفيلم الوثائقي.
8. دورنا وقت السلم ووقت الكارثة.
حيث امتدت الدورة على أربعة أيام توزع التدريب فيها بين العملي والنظري بمتابعة المتطوع سائد الخالد منسق اللجنة الإعلامية في الفرع.
الأستاذ حسين السعدو عضو مجلس إدارة فرع الحسكة رئيس لجنة الإعلام أكد من خلال توجيهاته للمتطوعين في زياراته التي قام بها للدورة على أهمية الإعلام في تغطية نشاطات المنظمة ونشر مبادئها وأهدافها واستقطاب المتطوعين هذا فضلاً عن دور اللجنة الفاعل في دعم اللجان الأخرى فنياً.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة هي الدورة الثانية التي يقيمها فرع المنظمة بالحسكة في هذا المجال ولن تكون الأخيرة حيث سيكون هناك تدريب لمتطوعي الشعب الهلالية الخمس العاملة في محافظة الحسكة بحسب حاجة وإمكانيات كل شعبة.

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:47 AM
تتم خلال أيام الزيارة المقررة للسيدة كارين إريكسون المسؤلة عن برنامج الدعم النفسي الممول من قبل الصليب الأحمر الدنمركي إلى محافظة الحسكة وذلك لاختيار موقع المركز الاجتماعي المزمع افتتاحه في مدينة القامشلي حيث سيرافق السيدة إريكسون كل من السيد منار العقاد منسق البرنامج عن الهلال الحمر العربي السوري والآنسة شفيقة الخطيب المنسقة الإدارية للمشروع.
د. مروان حمود رئيس فرع الحسكة أوضح أن الكوادر البشرية المدربة اللازمة للمشروع متوفرة في فرع الحسكة إلا أن هناك بعض الحاجة لتدريب كوادر أخرى تقوم بنشاطات الدعم النفسي على امتداد المحافظة الثالثة بمساحتها بين المحافظات السورية وفي السياق نفسه أكد د. عدنان العاكوب رئيس شعبة القامشلي عضو مجلس فرع الحسكة أن الشعبة ستضع كل إمكانياتها في خدمة المشروع وضماناً لنجاحه.
يجدر بالذكر أن مركز القامشلي هو واحد من ثلاثة مراكز تقرر افتتاحها بالإضافة إلى كل من مركزي حلب وريف دمشق حيث ستقدم خدماتها للإخوة العراقيين المقيمين في سورية خاصة بعد امتداد فترة إقامتهم في سورية إلى أكثر من أربع سنوات.
ضمن نشاطاته الهادفة لرفع كفاءة متطوعيه أقام فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة دورة تدريبية في برنامج الدعم النفسي لمتطوعي شعبة رأس العين حيث شارك فيها /12/ متطوعاً وحضرها السيد علي الحلو رئيس شعبة رأس العين عضو مجلس فرع الحسكة والمهندس محم حسن غاله أمين سر الشعبة أما في شعبة الشدادي فقد أقيمت دورة في الإسعاف الأولي شارك فيها /20/ متطوعاً من الشعبة وعدد من موظفي حقول الجبسة للنفط بمتابعة من السيد ميزر المسلط رئيس شعبة الشدادي عضو مجلس فرع الحسكة.
يذكر أن التدريب قد تم بشكل منهجي وفق المناهج والأدلّة المعتمدة من قبل المنظمة حيث قام به كل من المتطوع سائد الخالد مدرب الدعم النفسي والمدربين إيلاف الحمود وأحمد العلي للإسعاف الأولي.
هذا وأكد الدكتور مروان حمود رئيس فرع الحسكة أن الخطة التدريبية تهدف إلى شمل الشعب الهلالية الخمس العاملة في محافظة الحسكة بالبرامج التدريبية دون استثناء ضمن الإمكانيات المتاحة وحسب حاجة كل شعبة وعدد المتطوعين فيها.
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

المهندس محمد حسن غاله
04/06/2009, 12:53 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7545.imgcache.jpg

تحية لكافة المتطوعين في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري وألف شكر إلى السيدة كارين إريكسون المسؤلة عن برنامج الدعم النفسي الممول من قبل الصليب الأحمر الدنمركي وألف شكر للدكتور عدنان العاكوب رئيس شعبة الهلال الاحمربالقامشلي والمحامي علي الحلو رئيس شعبة رأس العين ولكل اعضاء شعب الهلال بالحسكة للجهود المبذولة للدعم النفسي.

المهندس محمد حسن غاله
08/06/2009, 08:50 PM
:mh78::mh02:

المهندس محمد حسن غاله
10/06/2009, 09:14 PM
منظمة الهلال الأحمر العربي السوري :
التأسيس :
تداعى جمع من الأطباء إلى عقد اجتماع في دار الأستاذ الدكتور مصطفى شوقي بغية تأسيس جمعية للهلال الاحمر العربي السوري.
و هكذا أسس الهلال الاحمر العربي السوري بموجب مرسوم جمهوري رقم 540 الصادر بتاريخ 30 ايار 1942 عدها جمعية ذات نفع عام .

انتماء الهلال الاحمر العربي السوري الى لجنة الصليب الاحمر الدولية بجنيف :
قررت الهيئة الادارية لجمعية الهلال الاحمر السورية بدمشق في 2 نيسان 1946 مفاوضة المؤسسة الدولية طالبة الانتساب اليها. و بعد مبادلة الكتب اللازمة حول هدا الموضوع قررت لجنة الصليب الاحمر الدولية قبول الهلال الاحمر السوري عضوا فيها و قد ارسلت بتاريخ 20 حزيران 1946 كتابا الى رئيس جمعية الهلال الاحمر العربي السوري و رئيس الوزارة السورية آنذاك يحمل اعتراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالهلال الاحمر السوري و اصبح بذلك الهلال الاحمر العربي السوري معترفا به دوليا .

انتماء الهلال الاحمر الى اتحاد جمعيات الصليب الاحمر و الهلال الاحمر :
انتمى الهلال الاحر العربي السوري بعد ذلك الى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر و الهلال الاحمر .
و يعد الهلال الاحمر العربي السوري اليوم عنصرا نشيطا بين عناصر اتحاد الجمعيات الانسانية المذكورة .
_________________
مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria في سورية http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

المهندس محمد حسن غاله
10/06/2009, 09:19 PM
أهداف و مسيرة الأمانة العامة للمنظمة العربية



لقد حدد النظام الأساسي أهداف الأمانة العامة في المجالين الإقليمي والدولي على النحو التالي :-
العمل كجهاز دائم للاتصال والدراسة والتنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى .

تشجيع برامج التعاون الثنائية والجماعية بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى .

دعم برامج التنمية والتطوير من أجل إنجاح المشاريع التي تحقق رسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر .

الاهتمام بالجمعيات الوطنية العربية الناشئة والجمعيات ذات الإمكانيات المحدودة ومساعدة الجمعيات في طريق التكوين .

العمل من أجل تبادل الخبرات وتنشيط الإعلام والمعلومات بين الجمعيات الوطنية العربية .

تنسيق عمليات الإغاثة والإسعاف بين الجمعيات الوطنية العربية لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي تتعرض لها البلاد العربية والبلاد الأخرى .

تعزيز مجالات التعاون بين الجمعيات الوطنية العربية والاتحاد الدولي واللجنة الدولية والجمعيات الوطنية الأخرى .

العمل من أجل تنسيق بين وجهات نظر الجمعيات الوطنية العربية في القضايا الإنسانية وتحديد أساليب عرضها في المؤتمرات الدولية للحركة .

تنشيط برامج الإعلام الدولي الذي تقوم به الجمعيات الوطنية العربية .

تطوير الوسائل والأساليب للتعريف بالمبادئ الأساسية للحركة ونشر القانون الدولي الإنساني والعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان .

ربط المنظمة بالمؤسسات ذلت الطابع الإنساني على المستوى العربي الدولي .


و لقد قامت الأمانة العامة بالسعي المتواصل لتأكيد أهمية دور الجمعيات الوطنية العربية في الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حتى استطاعت بالتعاون مع الجمعيات الوطنية العربية من إدخال اللغة العربية كلغة عمل رسمية في الاتحاد الدولي ولقد ساعدت الجمعيات الوطنية العربية في تحمل نفقات ذلك ، وكانت الأمانة العامة العربية حلقة الوصل بين الاتحاد الدولي وبين الجمعيات العربية في مجالات الإسعاف الإغاثة وإقامة الدورات التدريبية في مجالات حقوق الإنسان والشباب والكوادر القيادية في الجمعيات العربية .

والأمانة العامة للمنظمة تعمل على تأصيل وتأكيد أهمية الدور العربي الموحد في دعم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وبالمزيد من الجهد والتضامن والتنسيق سيزداد هذا الدور أهمية وبالتالي تحتل الجمعيات الوطنية العربية موقع مشرف على خارطة العمل الإنساني يتناسب مع تراثها وتاريخها وقيمها الإنسانية النبيلة التي التزمت وأنصفت بها الأمة .

والأمانة العامة تمثل المنظمة في المحافل والمنظمات الإنسانية الدولية على المستوى العربي والدولي ، فهي عضو مراقب لدى الجامعة العربية وفي مجلس وزراء الصحة العرب على وجه الخصوص ، وعضو مراقب لدى منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ، كما تشارك في كل اجتماعات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر الإقليمية والدولية و ترتبط مع الاتحاد الدولي بمذكرة تفاهم تم توقيعها بين الأمانتين ، والمنظمة ترتبط بطبيعة الحال باتفاقية مقر مع المملكة العربية السعودية تمنحها المزايا والحصانات الدبلوماسية اللازمة .

المهندس محمد حسن غاله
10/06/2009, 09:23 PM
الثامن من أيار العيد العالمي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر
إن شــــــعبة الهلال الأحمر العربي السوري في رأس العين تهنئ الراعي والرئيس الأعلى لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري سيادة الدكتور بشار الأسد الراعي الأول لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري بمناسبة الثامن من أيار العيد العالمي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر وتعاهده على المضي خلف قيادته الحكيمة في العمل التطوعي الإنساني لتحقيق أهداف ومبادئ منظمة الهلال الأحمر في العمل التطوعي الجماعي الإنسا ني لخدمة الإنسانية كما وتهنئ كافة الفروع والشعب الهلالية والمتطوعين والمتطوعات الحريصين على خدمة الوطن والإنسانية المستمدة من نهج الرفيق الدكتور بشار الأسد الرئيس الأعلى للمنظمة القائمة والمستمرة بتوجيهاته ودعمه المتواصل وحرصه الدائم على العمل الإنساني حيث تم بهذه المناسبة توزيع مواد غذائية على الأخوة المواطنين المحتاجين حيث شمل التوزيع كافة شرائح المجتمع المحلي وبما يتناسب مع مبادئ وأهداف منظمة الهلال الأحمر.
معاً من أجل الإنسانية وفق مبادئنا): الإنسانية – عدم التحيز – الحياد – التطوعية -الوحدة –الاستقلالية – العالمية ).
عضو مجلس إدارة فرع الحسكة
رئيس شعبة رأس العين

المهندس محمد حسن غاله
10/06/2009, 09:29 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7823.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 10:31 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7851.imgcache.gif


http://www.sarc.sy/index.php?d=264

الحسكة
مهرجان الشعر الأول يختتم أعماله في الحسكة
اختتمت في 29/5/2009 فعاليات مهرجان الشعر الأول في المركز الثقافي
اختتمت في 29/5/2009 فعاليات مهرجان الشعر الأول في المركز الثقافي العربي بالحسكة حيث تضمن حفل الختام تكريما للشاعر نزيه أبو عفش ثم حوارية شعرية بين الشاعرين أديب حسن محمد ومحمد المطرود

اقرأ المزيد ..






الحسكة – الهلال الأحمر
دورة الشاعر نزيه أبو عفش .
تحت رعاية سيادة اللواء معذى نجيب سلوم محافظ الحسكة الرئيس الفخري لفرع الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة أقام اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة بالحسكة مهرجان الشعر الأول - دورة الشاعر نزيه أبو عفش .

اقرأ المزيد ..






الحسكة تستقبل وتودع شهيدها البصري في يوم واحد
فرع الحسكة
بموكب مهيب ومشاركة رسمية وشعبية عارمة ودعت مدينة الحسكة شهيدها البطل سمير أدهم البصري

اقرأ المزيد ..






مواد غذائية للأخوة العراقيين قبيل الشهر الفضيل:
دفعة جديدة من المواد الغذائية يقدمها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة

اقرأ المزيد ..






تجربة الطوارى
مع نهاية البرنامج التدريبي لصيف هذا العام وكشكل من أشكال تقييم الأداء التي يجريها فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة

اقرأ المزيد ..







دورة اعلام



فرع الحسكة يقيم دورتين في الإسعاف والدعم النفسي لشعبه الهلالية:



مراكز الدعم النفسي ترى النور قبل نهاية العام:



شعبة الشدادي تقيم محاضرة حول نشأة المنظمة ومبادئها وهيكلها التنظيمي:

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 10:33 PM
اتصل بنا
منظمة الهلال الاحمر العربي السوري

المركز الرئيسي: ضاحية حرستا - المدخل الشرقي - اوتوستراد دمشق / حمص

دمشق - سورية

هاتف: 5355873 11 00963


/ 5356291 / 5356462

فاكس : 5357171 11 00963

بريد الالكتروني : info@sarc.sy

ص . ب: دمشق - حرستا 56

أو بأحد فروع المنظمة


دمشق : 3331441 011

ريف دمشق: 56399150 011

حلب: 4646800 021


حمص: 2487385 031

دير الزور: 222676 051

حماه: 511841 033


إدلب: 235574 023


اللاذقية: 476071 041


طرطوس: 229140 043


القنيطرة: 2237028 041

درعا: 231583 015


السويداء: 237146 016


الرقة: 233098 022


الحسكة: 310473 052

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 10:43 PM
http://www.sarc.sy/index.php?m=286

خريطة الموقع
الرئيسية
عن المنظمة
تاريخ تأسيس المنظمة
عن الحركة
الفروع و أخبارها
فرع دمشق
فرع ريف دمشق
فرع الحسكة
فرع حلب
فرع اللاذقية
فرع طرطوس
فرع حمص
فرع سويداء
فرع درعا
فرع قنيطرة
فرع حماه
فرع إدلب
فرع دير الزور
فرع الرقة
اتفاقيات وتعاون دولي
ضمن الحركة
خارج الحركة
برامجنا
برنامج الدعم النفسي
برنامج الدعم الطبي
برنامج الحد من المخاطر
برنامج اللاجئين العراقين خارج دمشق
برنامج اللاجئين العراقين بدمشق
خدماتنا
الشباب و التطوع
مؤسسة لجنة الشباب
الأسئلة الشائعة
ألبوم الصور
تحميل ملفات
فرص عمل
اتصل بنا
للاستفسار
خريطة الموقع

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 10:46 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7852.imgcache.jpg

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 10:57 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7853.imgcache.jpg
يوم مفتوح للأطفال بعنوان حضارات و دول-23/04/2009




يوم خاص مفتوح للأطفال العراقيين و السوريين
ضمن نشاطات مشروع الدعم النفسي الذي تقوم به المنظمة بالتعاون مع منظمة اليونيسف نظم يوم مفتوح خاص بعنوان حضارات و دول و الذي اقيم في مطعم الف ليلة و ليلة في دمشق على طريق المطار دمشق الدولي الموافق في 21\4\2009


شارك في النشاط مايقارب 250 طفل عراقي و سوري و قامو بصناعة مجسمات للمعالم الشهيرة للدول الصين، الهنود الحمر، الحضارة الفرعونية، هولندا، بالإضافة إلى سوريا والعراق بالاضافة الى نشاطات أخرى.

علما ان هذا الاحتفال هو نتاج لفترة من العمل داخل المراكز على تعريف الأطفال بحضارة كل دولة ( المعالم الطبيعية و الأثرية ، اللغة ، الموسيقى، الأزياء ، العلم، المهن ، الرياضة ... ) و تقديمها للأطفال عن طريق اللعب والرسم بمساعدة مجموعة من الرسامين المختصين و 20 طفل موهوب تم انتقاؤهم من المراكز.



و كان في الاحتفال من منظمة الهلال الأحمر عدد كبير من المتطوعين المنظمين للحفل و من المركز الرئيسي السيد سمير تلاج و السيدة رايا رمضان معاونا مدير المنظمة و مديرة مشروع اللاجئين و السيدة شهرزاد بوعليا ممثلة منظمة اليونيسف في سورية و عدد من الموظفين

المهندس محمد حسن غاله
11/06/2009, 11:01 PM
الاحتفال باليوم العالمي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر-12/05/2009




اقامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري و بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر حفل استقبال و معرض صور ضوئي في قصر العظم في دمشق و ذلك بالاحتفال باليوم العالمي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر في 8 ايار 2009 يوم الجمعة






و كان الاحتفال من انشطة الحملة العالمية "عالمنا عملكم" التي تنظم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر في العالم و مع الجمعيات الوطنية في كل بلد





و كان من الحضور اعضاء مجلس إدارة المنظمة و أعضاء مجالس إدارة الفروع و و متطوعين من عدة فروع من بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسوريا و من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر و من السلك الدبلوماسي في سورية و سفراء و عدة منظمات دولية موجودة في سورية







وقد تم افتتاح الحفل بعدة كلمات من السيد جانجاك فريزر رئيس بعثة اللجنة الدولية و من السيد غريك بلات مندوب الاتحاد الدولي و من السيد الدكتور عبد الرحمن العطار رئيس المنظمة




السيد جان جالك فريزر



السيد غريك بلات




الدكتور عبد الرحمن العطار رئيس المنظمة





و من ثم تم افتتاح معرض الصور الضوئي الذي يضم 80 صورة 40 صورة عالمية و 40 صورة هم من انشطة المتطوعين الشباب من المشاريع التي تقوم بها المنظمة

http://www.wata.cc/forums/imgcache/7854.imgcache.jpg

http://www.wata.cc/forums/imgcache/7855.imgcache.jpg

http://www.wata.cc/forums/imgcache/7856.imgcache.jpg

عبدالرؤوف عدوان
12/06/2009, 12:10 AM
الأستاذ المهندس محمد حسن غالة، السلام عليكم:

أشكركم على هذه الإفاضة عن رأس العين العريقة والتي لم تترك لنا نفساً او وقتاً نفكر ونحاول وندلو بدلائنا لغزارة المعلومات القيمة التي أوردتها مشكوراً.

أمل منكم نقل تحياتي إلى شيخنا، شيخ مشائخ العدوان: الشيخ حلو العدوان، وإلى ولد أخيه الشيخ المحامي علي العدوان، وإلى المهندس وسيم علي العدوان. إنها قبيلة عدوان القيسية العيلانية العدنانية العريقة التي كان أجدادها يقطنون منطقة سوق عكاظ بالطائف ويقطنون أكثر من 300 قرية في جبال السروات بالمملكة العربية السعودية. إنَها قبيلة الشاعر ذو الاصبع العدواني وابنته الشاعرة أمامة. إنَ أول حكيم من حكماء العرب كان عامر بن الظرب العدواني. أود التصويب لما ذكرت: عدوان في منطقة رأس العين والجزيرة الفراتية عدد أفرادها يزيد عن 25000 نسمة، وعددهم في سوريا يربو عن 70000 . إرجع إلى كتاب المحامي علي العدوان عن القبيلة واقرا فيه تاريخ القبيلة ونسبها وحسبها. عندنا موقع إليكتروني "قبيلة بني عدوان" يجمعنا جميعاً في كل بلدان الوطن العربي والعالم الإسلامي.

عبدالرؤوف عدوان
بلاد العرب أوطاني

المهندس محمد حسن غاله
14/06/2009, 11:55 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/7977.imgcache.gif
http://www.rasein4dev.sy(الرابط الجديد للموقع على المخدم الجديد)
موقع رأس العين
منتديات رأس العين http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

المهندس محمد حسن غاله
15/06/2009, 12:10 AM
الأستاذ عبدالرؤوف عدوان المحترم
اشكرك على ردك
والمحامي علي عدوان الحلو أخي وصديقي وهو رئيس الهلال الأحمر برأس العين وأنا أمين السر في الهلال الأحمر فنحن أعضاء في شعبة الهلال الأحمر في رأس العين وأنا من عشيرة الروله في رأس العين وأقربائي في جزيرة العرب .
تحياتنا لكم ودمتم

المهندس محمد حسن غاله
15/06/2009, 10:39 PM
http://www.rasein4dev.sy/phpBB3