المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مركز الدراسات الاقليمية في جامعة الموصل يعقد مؤتمرا عن مستقبل علاقات العراق ودول الجوار



ابراهيم خليل العلاف
30/05/2009, 11:19 PM
مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل يعقد مؤتمرا موسعا عن مستقبل علاقات العراق ودول الجوار.


متابعة: الاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف والدكتور عبدالله فاضل الحيالي

عقد مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل مؤتمره العلمي السادس بعنوان "مستقبل علاقات العراق ودول الجوار"، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبد ذياب العجيلي، وبحضور السيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي وعدد من عمداء الكليات والأساتذة والباحثين، وذلك في الفترة من 27 – 28 مايو/آيار الجاري بقاعة المنتدى العلمي والأدبي بالجامعة.

وابتدأ المؤتمر بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى بعدها السيد رئيس الجامعة كلمة أكد فيها أهمية انعقاد هذا المؤتمر في مثل هذه الظروف، إذ تتعالى الدعوات إلى تفعيل علاقات العراق بدول الجوار والمحيطين العربي والعالمي من أجل مستقبل زاهر للعراق.

ثم ألقى الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاّف مدير مركز الدراسات الإقليمية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر كلمة أكد فيها أن هذا المؤتمر يسعى إلى تحديد معالم علاقات العراق بدول الجوار ومعرفة واقعها وسبل تطويرها، إذ واجهت علاقات العراق بدول الجوار عبر السنوات الخمسين الماضية الكثير من التعقيدات التي تراوحت بين التدخل في شؤونه الداخلية، وبين شن الحرب عليه واحتلاله، ونعتقد أن الوقت قد حان لوضع أسس قويمة لهذه العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإثراء الحوار حول كل ما يعيق تطور تلك العلاقات والأهم من كل ذلك السعي لدعم هذه العلاقات بأساليب الاتصال والتعاون وتبادل الخبرات ليس بين الحكومات فحسب، بل بين أبناء الشعوب بغية إحداث (تشابك) في المصالح الإقتصادية والسياسية، وعندها يصعب انفراط عقد العلاقات إذا ما تأسست على النحو المشار اليه آنفاً."

وأضاف د. العلاف "إن خيارات العراق الإستراتيجية في إقامة أوثق العلاقات مع دول الجوار كثيرة وفي مقدمتها مجالات الاستثمار والتجارة والنواحي العلمية والتعاون المائي والأمني، وإذا ما كان العراق قد قادر أو هو في طريقه إلى الاقتصاد الموجه والانفتاح على اقتصاد السوق، فإنه يعد بلداً واعداً، وهذا ما يلقي على عاتق أبنائه مسؤوليات جمة لعل في مقدمتها العمل على تحديثه وترقيته ليصبح في مصاف الدول المتقدمة."

توزعت بحوث المؤتمر على جلستين يسبقهما محاضرتان افتتاحيتان، الأولى للأستاذ الدكتور سرمد كوكب الجميل بعنوان "أُنموذج بناء منظومة اقتصادية وتجارية للعراق مع دول الجوار وإدارتها وإدامتها". والثانية للدكتور طارق محمد طيب القصّار بعنوان "مشاهد مستقبلية في علاقات العراق مع دول الجوار".

وتأتي الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور هاشم يحيى الملاّح، في حين تولى الدكتور ريّان ذنون العباسي مقرريتها، وأُلقيت فيها البحوث التالية:

1- واقع جامعة الدول العربية ومستقبلها في الألفية الثالثة للسيد فائز صالح اللهيبي.

2- قضية حزب العمال الكردستاني وانعكاساتها على العلاقات العراقية – التركية (1984-2008)، للدكتور حنا عزو بهنان.

3- مستقبل العلاقات العراقية – التركية في ظل المصالح المشتركة للدكتورة رواء زكي يونس الطويل.

4- انعكاسات العلاقات التركية – الإسرائيلية على العلاقات العربية – التركية للدكتورة بان غانم أحمد الصائغ.

5- دوافع وأبعاد متابعة الجمهور العراقي للمسلسلات التركية "طلبة جامعة الموصل أنموذجاً"، للدكتور مؤيد قاسم الخفاف.

6- البث الفضائي وتأثيراته الاجتماعية: المسلسلات التركية أنموذجا،ً للدكتور خليل محمد الخالدي.

7- فاعلية التجارة البينية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحقيق التكامل الاقتصادي للدكتور يونس عبد الله الطائي.

8- واقع التطوير العلمي والتكنولوجي ومستقبل التنمية الاقتصادية العربية: حالة سوريا أنموذجاً، للدكتور نوفل قاسم علي الشهوان.

9- مستقبل الدول الخليجية العربية في ظل الأزمة المالية العالمية 2008، للدكتور عبدالله فاضل الحيالي.

10- الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها في الدول العربية للدكتور سعد محمود الكواز والسيد أحمد طارق الأغا.

11- اتفاق سحب القوات الأجنبية من العراق: الولاية القضائية والمسؤولية الدولية، للسيد عماد خليل إبراهيم.

أما الجلسة الثانية فترأسها الدكتور ذنون يونس الطائي، وتولى مقرريتها الدكتور حنا عزو بهنان، وأُلقيت فيها البحوث التالية:

1- علاقات العراق مع دول الجوار العربية في رؤية أميركية خالصة: معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنموذجاً، للدكتور ذاكر محي الدين العراقي.

2- متغيرات السياسة التركية تجاه الدائرة العربية بين العلمانية والإسلام، للدكتور سعد عبدالعزيز مسلط.

3- مستقبل الدور الإقليمي لتركيا، للدكتور لقمان عمر محمود النعيمي.

4- العلاقات العراقية – التركية في ضوء اتفاقية التعاون الأمني الاستراتيجي، للدكتورة أفراح ناثر جاسم.

5- الاتفاقيات الأمنية المعقودة بين إيران وتركيا (دراسة في الأسباب والنتائج)، للسيد محمد صلاح محمود.

6- الآفاق المستقبلية للعلاقات العراقية – الخليجية في المجال الاقتصادي، للدكتور محمد عبدالرحمن يونس العبيدي.

7- الآفاق المستقبلية للعلاقات العراقية - الخليجية في المجال العسكري، للسيد واثق محمد براك.

8- الدعوة الكويتية لإحياء مشروع مياه شط العرب مع العراق، للدكتور ريّان ذنون العباسي.

9- دور العراق في الإستراتيجية الأميركية تجاه دول الجوار الطموح .. الواقع .. المستقبل للسيد، فارس تركي محمود.

10- الرئيس أوباما ومستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي للسيد، ضمير عبدالرزاق محمود.

11- دبلوماسية (المخادنة) في السياسة الخارجية القطرية، للسيد مشرف وسمي الشمري والسيد اضحوي جفال الصعيب.

***

وإلى جانب البحوث الملقاة كان هناك بحوث أُخرى قُبلت في المؤتمر لكنها لم تلقَ مراعاةً للوقت وهذه البحوث هي:

1. مستقبل التنظيمات الإقليمية في ظل النظام الدولي دراسة قانونية في التنظيمات الإقليمية والتنظيم الإقليمي العربي للسيد زياد عبدالوهاب النعيمي.

2. مستقبل العلاقات العراقية - المصرية للسيد هاشم حسن حسين الشهواني.

3. اتحاد المغرب العربي وموقفه من تطورات الأوضاع في العراق (1990 – 2008) للدكتورة كفاح عباس رمضان.

4. الموقف التركي من الاحتلال الأميركي للعراق للسيد جمال كمال إسماعيل كركوكلي.

5. سياسة تركيا البلقانية مابعد الحرب الباردة للسيد عبد شاطر عبدالرحمن.

6. التوجهات السياسية للمملكة العربية السعودية تجاه إيران للسيد محمد سالم أحمد الكواز.

7. الملف النووي الإيراني وانعكاساته على الترتيبات الأمنية للعراق ودول الجوار للسيد جاسم محمد طه.

8. مستقبل العلاقات العراقية - السورية في ضوء مشكلة المياه للسيدة أميرة إسماعيل العبيدي.

9. الآفاق المستقبلية للعلاقات العراقية - الخليجية في المجال السياسي للسيد ميثاق خير الله جلود.

10. العلاقات العراقية - الكويتية: الواقع والطموح للسيد بشار فتحي جاسم العكيدي.

11. العراق وفكرة الانضمام إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية للسيد عبدالرزاق خلف محمد الطائي.

12. الموقف العربي من الصراع على السلطة في العراق بعد ثورة 14 يوليو/تموز 1958: موقف الجمهورية العربية المتحدة أنموذجاً د. هاشم عبدالرزاق الطائي.

13. مستقبل القضية الفلسطينية في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما للسيدة خالدة إبراهيم خليل الحبيطي.

14. الآثار النفسية للبرامج والمسلسلات التلفازية على سلوك الفرد وشخصيته د. ذكرى يوسف الطائي.

15. أثر المسلسلات التركية على المجتمع العربي من الجانبين الاجتماعي واللغوي للسيدة جمانة محمد نايف الدليمي.

***

وأعقب إلقاء البحوث مناقشات ومداخلات من الحاضرين في الندوة. بعدها توصل المؤتمرون إلى التوصيات التالية:

1. إضفاء البعد الوطني من خلال بناء سياسة وطنية قائمة على أساس مصلحة العراق في المقام الأول، وتوحيد الخطاب السياسي العراقي الداخلي والخارجي وأن يكون معبراً عن مصالح العراقيين الحقيقية، والسعي لمنع إخراج العراق من محيطه القومي والإسلامي وتقديم هذه المصالح على أية جداول أعمال خارجية.

2. تطوير جامعة الدول العربية تطويراً جذرياً وتحويلها الى جامعة أكثر فاعليّة سواء ما يتعلق الحال بميثاقها أم بمؤسساتها أم بالاتفاقيات والمعاهدات التي انبثقت عنها، وإصلاح العلاقات العربية – العربية بوصفه الكفيل بتفعيل أداء الجامعة، والواجب يقتضي أن يكون هذا التغيير مدروساً دراسة علمية حتى تصبح الجامعة أداة أفضل وأقدر على تحقيق آمال العرب في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية.

3. دعوة القادة والمسؤولين العرب بالإسراع إلى وضع إستراتيجية أمنية وسياسية شاملة تحت إشراف جامعة الدول العربية لمواجهة جميع الاحتمالات التي قد تطرأ على صعيد التصعيد في الملف النووي الإيراني، لأن تداعيات ذلك ستطال جميع الدول العربية وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.

4. دعوة الدول الشقيقة المجاورة للعراق، العربية والإسلامية الى مساندة الحكومة العراقية في الطلب من الأمم المتحدة لإخراج العراق من الفصل السابع، وتأكيد استقلاله، وإلغاء ديونه، ودعمه لإنجاز إعادة البناء والنظر في أمر تعويضه عمّا حلّ به من تفكك وانهيار مؤسسات الدولة وما رافق ذلك من عنف، وصراعات أودت بحياة الكثير من العراقيين الأبرياء وخاصة من المدنيين.

5. حث الأوساط الحكومية الخليجية، صاحبة القرار السياسي، على تذليل العقبات التي تحول دون دخول العراق في عضوية مجلس التعاون الخليجي، وبالإمكان إعادة إدخال العراق في الوقت الحاضر في بعض الهيئات والمؤسسات التي تسهم في بلورة الأسس الواقعية والقواسم المشتركة للتعاون بينه وبين الدول الأعضاء في المجلس نظراً لما يترتب على دخول العراق في المجلس من عوائد سياسية واقتصادية جمة تفتح أبواباً واسعة لاستثمار رأس المال الخليجي في العراق وكونه يشكل سوقاً واسعة، ويتوافر على خبرات بشرية علمية وعملية.

6. تنمية مجالات العمل العسكري بين العراق ودول الخليج العربية ضمن برامج مستقبلية في ميادين التدريب المشترك، وإجراء التمارين التعبوية بالقطاعات، والتمارين الهيكلية للمقرات، ولعب الحرب، والتبادل المعرفي للعلوم العسكرية، والتعاون في مضمار التصنيع عن طريق استثمار الخبرات العراقية في البحث والتطوير في مجال التصنيع العسكري في هذا القطاع واستثمار الإمكانات المادية لدول الخليج العربية.

7. بناء مقومات الأمن الوطني لدول الخليج العربية عبر تنمية الاعتماد الإقليمي على الذات في إطار النظام الإقليمي العربي، والانتقال من الاعتماد على الحماية العسكرية الأجنبية إلى بناء قدرات دفاعية لهذه الدول على أن ترتبط هذه القدرات بنظام إقليمي عربي للأمن والاستقرار وعدم الاعتداء، وتوظيف الدبلوماسية، وحسن علاقات الجوار من ناحية، والتفاهم بين الحكومات من ناحية أخرى، لبناء جسور الثقة في الترتيبات الإقليمية وانتفاء الحاجة الى القوات الأجنبية.

8. إعادة هيكلة البرامج والخطط الاقتصادية المطبقة في الدول الخليجية العربية بغية وقف تداعيات الأزمة المالية العالمية التي طالتها من خلال بناء مؤسسات مالية تحكمها القيم والأخلاق، وتطوير أدوات استثمارية بسيطة وعادلة، والارتقاء بوعي المستثمرين وإعادة توجيه الاستثمارات المالية الخليجية وتحويلها إلى فرص استثمارية فعلية في المحيطين العربي والإسلامي.

9. الاستفادة من خبرة السياسة الخارجية القطرية وأداتها الدبلوماسية والتي يمكن تسميتها بـ (المخادنة) في محاولة الدفع دوماً باتجاه منحى متساوق مع الاتجاه الرئيس للرأي العام العربي، وبأسلوب غير تقليدي، عبر نجاحها الباهر في المؤتمر الخاص بلبنان وقدرتها على تحقيق ماعجزت أو لم تشأ عن تحقيقه القوى الكبرى في المنطقة وخارجها، وكذا الحال في مؤتمر غزّة الذي يرى البعض أنه اقترب من خط الممنوعات، ومؤتمر الدوحة حول دارفور والذي كان اختراقاً في ظرف حساس لولا أنه وئد بقرارات مسبقة من الدول الكبرى المناوئة للسودان.

10. دعوة الولايات المتحدة لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي من خلال اتجاهات عدة أهمها أن تكون سوريا جزءاً من مفاوضات السلام مع إسرائيل والضغط على الأخيرة لارجاع الجولان المحتلة إلى السيادة السورية، الأمر الذي سيعمل على إعادة ترتيب البيت العربي ومنع الآخرين من التدخل في شؤونه، وأن تتعامل الإدارة الأميركية بشكل مباشر مع حركة حماس واحترام إرادة الشعب الفلسطيني بانتخابه للحركة، تلك الانتخابات التي وصفها المراقبون بأنها حرّة ونزيهة، ودعم موضوع المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية وإنهاء مشكلة شبعا اللبنانية والضغط على إسرائيل لإرجاعها إلى السيادة اللبنانية، ورفع عمليات بناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية وإيقاف الجدار العازل والضغط على اسرائيل لعدم تكرار أي عدوان مستقبلي على الشعب الفلسطيني.

11. دعوة مصر بأن تتقدم خطوات أكبر من خلال الحكومة والقطاع الخاص خلال المرحلة القادمة بصورة تعزز دورها وتمهد لوجود أكبر في مشروعات إعمار العراق، والعمل على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين العراق ومصر واعطائها صلاحيات للمباشرة في وضع الاتفاقيات في صورتها العملية.

12. دعوة الشقيقة سوريا لإقامة المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي في المجال المائي بين العراق وسوريا على غرار المجلس الذي تم تأسيسه بين سوريا وتركيا، فضلاً عن إقامة مشروع مائي مشترك بين العراق وسوريا على غرار مشروع سد الصداقة السوري – التركي.

13. الدعوة إلى تنمية ثقافة مائية لدى المواطنين تسهم في ترشيد المياه، من خلال الإعلام الجماهيري وإقامة الندوات والمؤتمرات في هذا الجانب. والتثقيف على تنمية المصادر المائية غير التقليدية من مثل مشروع الاستمطار وغيرها.

14. دعوة الشقيقة دولة الكويت إلى حل المسائل العالقة مع العراق وضرورة فتح الأبواب على مصاريعها لاندماج العراق مع محيطه الخليجي ويمكن أن يكون الاستثمار وإعادة إعمار العراق المدخل الرحب لذلك مع كل الدول العربية والمجاورة.

15. ضرورة مواكبة الدول العربية لتحديث اقتصاداتها ورفدها بالخبرات الصناعية والتجارية وتقليص الفجوة العلمية والتكنولوجية عبر رسم أهداف مشتركة للدول العربية في الإنفاق على مجالات العلم والتكنولوجيا والبحث والتطوير وبشكل تدريجي يبدأ بـ (5ر0%) لمدة 3 – 5 سنوات ويعقبها (1%) لمدة لاحقة من الناتج المحلي الإجمالي وصولاً إلى ردم الفجوة المتسعة بين الدول العربية والدول المتقدمة كهدف إستراتيجي للتطوير العلمي والتكنولوجي.