ابراهيم خليل العلاف
01/06/2009, 11:49 PM
هشام جعيط والمدرسة التاريخية العربية
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل
مؤرخ ومفكر عربي معروف ، بل يعد من أبرز المؤرخين والمفكرين العرب في المغرب العربي تونسي. قضى شطرا من حياته العلمية أستاذا للتاريخ الإسلامي في بعض الجامعات الفرنسية. أصدر مؤلفات عديدة، لعل من أبرزها كتابيه: (أوربا والإسلام)، و(الشخصية العربية المعاصرة) .. اهتم بتاريخ مدينة الكوفة، وحاضر حولها في الجامعات الفرنسية والكندية. له بحوث ودراسات منشورة في مجلات عربية وأجنبية.
للدكتور هشام جعيط أراء مهمة حول الفكر العربي المعاصر، فهو يرى إن: (( رجل الفكر والثقافة في الوطن العربي، كان حتى الخمسينات من القرن الماضي الشخصية الكبيرة ذات التأثير الواسع في الجماهير وفي النخبة. ويضرب على مثلا بنشاطات كل من الدكتور طه حسين والأستاذ عباس محمود العقاد، ولكنه يستدرك ليؤكد ان المفكر والمثقف العربي عموما يواجه اليوم الكثير من التهميش ، ليس من قبل السياسيين وحسب بل وحتى من الناس!!. ويذهب الدكتور جعيط إلى القول بان عدد المفكرين العرب المعاصرين اليوم لا يتجاوز أل (40_50) مفكرا من مستوى متقدم ، فمعظم أساتذة الجامعات ، للأسف ، منصرفون إلى تخصصاتهم الدقيقة.. ويضيف أن من الضروري عدم الخلط بين (المفكر المبدع)و(الباحث المتخصص) وبصدد الدور الذي يقوم به المؤرخون يقول جوابا على سؤال قدمه الأستاذ حسونة ألمصباحي (مجلة الوطن العربي العد 298 في 28 أيلول-سبتمبر 1984):((كان من الممكن إن يكون ميدان التاريخ والبحوث التاريخية العربية، أخصب ميادين الإنتاج الفكري والمعاصر لما اتسمت به الحضارة العربية والإسلامية من عمق تاريخي ومن تقاليد تاريخية عريقة.. لكننا لأنجد غير عدد قليل من المؤرخين الجيدين، وحتى هؤلاء فان تأثيرهم في جمهور المثقفين اقل ويذكر من بين رؤوس هذا الجيل الحديد من المؤرخين المعاصرين كل من الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري (أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ) والأستاذ الدكتور صالح احمد ألعلي (رحمه الله ) وتلاهما الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي و(( كتابات هؤلاء المؤرخين ، وكلهم عراقيون، هي تقريبا الوحيدة في كل الإنتاج العربي في ميدان العلوم الإنسانية المعترف بها عالميا كبحوث جدية مسيطرة على مادتها)). لقد برز الدوري في ميدان التاريخ الاقتصادي. إما الدكتور ألعلي فقد أبدع في تاريخ التنظيمات الاجتماعية العربية والإسلامية، وبرز الدكتور فاروق عمر فوزي في دراسة طبيعة الدعوة العباسية.
ويختم حديثه بالقول إن النهضة العربية المعاصرة، منذ أكثر من قرن، قامت على نبش التراث، ونشر أمهات الكتب، والاهتمام بماضي العرب من نواح عدة ، بالخصوص من الناحية الثقافية .. لقد أراد الرواد أمثال احمد أمين، وجرحي زيدان، وجواد علي، وحسن إبراهيم حسن، وطه حسين، تحديد الرؤية للماضي للانطلاق نحو المستقبل، إلا إن تلك المجهودات انحسرت في الستينات من القرن الماضي لأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها لكن معظمها يتعلق بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنفسي العربي خصوصا بعد هزيمة حزيران-يونيو 1967، ووفاة الرئيس القائد جمال عبد الناصر في أيلول-سبتمبر 1970 . ويدعو جعيط إلى ضرورة إن تكون لنا مدرسة تاريخية واضحة المعالم تتجاوز ما يكتب اليوم من تاريخ مبتذل ضعيف حتى في الأوساط الجامعية!!.
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل
مؤرخ ومفكر عربي معروف ، بل يعد من أبرز المؤرخين والمفكرين العرب في المغرب العربي تونسي. قضى شطرا من حياته العلمية أستاذا للتاريخ الإسلامي في بعض الجامعات الفرنسية. أصدر مؤلفات عديدة، لعل من أبرزها كتابيه: (أوربا والإسلام)، و(الشخصية العربية المعاصرة) .. اهتم بتاريخ مدينة الكوفة، وحاضر حولها في الجامعات الفرنسية والكندية. له بحوث ودراسات منشورة في مجلات عربية وأجنبية.
للدكتور هشام جعيط أراء مهمة حول الفكر العربي المعاصر، فهو يرى إن: (( رجل الفكر والثقافة في الوطن العربي، كان حتى الخمسينات من القرن الماضي الشخصية الكبيرة ذات التأثير الواسع في الجماهير وفي النخبة. ويضرب على مثلا بنشاطات كل من الدكتور طه حسين والأستاذ عباس محمود العقاد، ولكنه يستدرك ليؤكد ان المفكر والمثقف العربي عموما يواجه اليوم الكثير من التهميش ، ليس من قبل السياسيين وحسب بل وحتى من الناس!!. ويذهب الدكتور جعيط إلى القول بان عدد المفكرين العرب المعاصرين اليوم لا يتجاوز أل (40_50) مفكرا من مستوى متقدم ، فمعظم أساتذة الجامعات ، للأسف ، منصرفون إلى تخصصاتهم الدقيقة.. ويضيف أن من الضروري عدم الخلط بين (المفكر المبدع)و(الباحث المتخصص) وبصدد الدور الذي يقوم به المؤرخون يقول جوابا على سؤال قدمه الأستاذ حسونة ألمصباحي (مجلة الوطن العربي العد 298 في 28 أيلول-سبتمبر 1984):((كان من الممكن إن يكون ميدان التاريخ والبحوث التاريخية العربية، أخصب ميادين الإنتاج الفكري والمعاصر لما اتسمت به الحضارة العربية والإسلامية من عمق تاريخي ومن تقاليد تاريخية عريقة.. لكننا لأنجد غير عدد قليل من المؤرخين الجيدين، وحتى هؤلاء فان تأثيرهم في جمهور المثقفين اقل ويذكر من بين رؤوس هذا الجيل الحديد من المؤرخين المعاصرين كل من الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري (أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ) والأستاذ الدكتور صالح احمد ألعلي (رحمه الله ) وتلاهما الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي و(( كتابات هؤلاء المؤرخين ، وكلهم عراقيون، هي تقريبا الوحيدة في كل الإنتاج العربي في ميدان العلوم الإنسانية المعترف بها عالميا كبحوث جدية مسيطرة على مادتها)). لقد برز الدوري في ميدان التاريخ الاقتصادي. إما الدكتور ألعلي فقد أبدع في تاريخ التنظيمات الاجتماعية العربية والإسلامية، وبرز الدكتور فاروق عمر فوزي في دراسة طبيعة الدعوة العباسية.
ويختم حديثه بالقول إن النهضة العربية المعاصرة، منذ أكثر من قرن، قامت على نبش التراث، ونشر أمهات الكتب، والاهتمام بماضي العرب من نواح عدة ، بالخصوص من الناحية الثقافية .. لقد أراد الرواد أمثال احمد أمين، وجرحي زيدان، وجواد علي، وحسن إبراهيم حسن، وطه حسين، تحديد الرؤية للماضي للانطلاق نحو المستقبل، إلا إن تلك المجهودات انحسرت في الستينات من القرن الماضي لأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها لكن معظمها يتعلق بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنفسي العربي خصوصا بعد هزيمة حزيران-يونيو 1967، ووفاة الرئيس القائد جمال عبد الناصر في أيلول-سبتمبر 1970 . ويدعو جعيط إلى ضرورة إن تكون لنا مدرسة تاريخية واضحة المعالم تتجاوز ما يكتب اليوم من تاريخ مبتذل ضعيف حتى في الأوساط الجامعية!!.