المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الالكتروني بين الحقيقة والوهم



غالب ياسين
03/06/2009, 11:32 PM
الحب الإلكتروني بين الحقيقة والوهم

الدكتور علاء الدين جنكو



الحب الإلكتروني عديم الطعم واللون والرائحة ، فارغ من معاني الحب الحقيقي التي تعطي في نهايتها ثمارا يانعة ، خاصة إذا عُلِمَ أن من يلجأ إلى هذا النوع من الحب الرقمي هو المحروم من الحب الحقيقي الذي لا يأتي بالجلوس أمام شاشة تحول الإنسان إلى صخر أصم!!
]الحكم الشرعي :

أما بالنسبة للحكم الشرعي، اعتقد – والله اعلم بالصواب – أن الفتاة التي تحاور شابا على الإنترنيت بمفردها دون أن يكون حولها من محارمها ترتكب إثما شرعيا، حكمها كالجلوس مع أجنبي في خلوة منهية عنها شرعا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان ) صحيح أخرجه أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . بل وأجزم أن الخلوة الإنترنيتية اخطر بكثير من الخلوة الحقيقية بين الرجل والمرأة لأسباب عدة منها :
- في الخلوة الحقيقية ربما يكون روادع الخوف والحياء ، في كل من الرجل أو المرأة سببا في عدم وقوع كل منهما في خطأ لا يحمد عقباه .
أما في الحب الإلكتروني تكون الفتاة خاصة متحررة من هذه القيود والروادع ، فتأخذ حريتها أكثر ظنانة أنها في مأمن من أمرها ، غير متصورة أنها ربما تقع في الفخ من حيث لا تشعر ، عندما تضع رأس الخيط في يد المجرم الذي يبدأ بسحبها به إلى مهلكها ، حينها لا يفيدها خوف ولا حياء وتكون الكارثة عليها وعلى أهلها !!
- وفي الحب الحقيقي يكون ارتباط الشاب بمحبوبته فقط باذلا كل غال لإكمال مشواره معها، ليصلا إلى قمة هذا الحب في زواجهما زواجا ميمونا مباركا تشع منه روائح السعادة وتكون مصدر الابتسامات التي لا تنتهي عند الضفاف كما هي دوامات الجداول ..
أما الحب الإلكتروني فربما يكون الشاب في علاقة حب وهمية مع عشرات الفتيات، وربما يكون في بعض علاقاته تلك يهدم علاقة حب حقيقية لفتاة لها ارتباط مع حبيب آخر ، أو مع خطيب ينتظر محبوبته ، أو مع زوج يجمعهما دفء فراش الزوجية !!
- الحب الحقيقي يكون أرضية صلبة تقام عليها قصور مشيدة تمثل حياة زوجية سعيدة، تلك الأرضية التي يكتب ويرسم عليها الحبيبان صورة الحياة المستقبلية التي تجمعهما من خلال الحديث عن العش الزوجي ، الأولاد ، طاعة الوالدين ، حب الأهل ، وكيفية التعامل مع أصدقاء كل منهما ..
أما الحب الإلكتروني فيكون مستنقعا للحديث الفاحش ، الذي لا يخرج عن العورات وما يغطيها ، وما يرتبط بها !!

نتائج وخيمة :

يكفي لمن أراد أن يتعرف على مدى خطورة نتائج هذا النوع الهزلي من الحب أن يرى من خلال أي برنامج حواري الكم الهائل للموجودين من جميع دول العالم وهم يتحاورون بلغاتهم المختلفة، سيرى أن اغلب الذين يبحثون عن الجنس الأخر يطلبونها من باب التسلية، وفي قضاء الوقت بالحديث الذي ينتهي في النهاية بلا فائدة من كلا الطرفين !!
بل يتعدى الأمر في بعض الأحيان إلى الابتزاز المادي بين كل من الحبيبين .
كما أن الحب الإلكتروني قد يكون سببا في تدمير حياة أسر وعائلات ملتزمة يصعب على لصوص العواطف أن يخترقوها بأجسادهم فيفعلوها عن طريق الإنترنيت ، ويدخلون البيت من ظهورها ، إذ ربما تتساهل الفتاة في إعطاء حبيبها الوهمي دليلا سواء صورة فوتوغرافية أو أفلاما حركية أو حتى أصواتا تنسب إليها ، كل ذلك يكفي أن يكون سببا في تهديده لها !![/color
ولو عدنا إلى النتيجة النهائية لوجدنا أن الخاسر الأكبر في هذه الدراما الوهمية هي الفتاة بالدرجة الأولى ، كونها تعلق آمالا في الحصول على شاب يكون زوجا لها يحميها من قادم أيامها وهي خائفة أن تلتهم ربيع حياتها ...

كيفية الحماية من فيروس الحب الإلكتروني ؟

وحتى يضع الإنسان سياجا حاميا لأسرته حتى لا ينتقل إليها هذا الفيروس المعدي، وبالتالي تسلم العائلة من الكوارث والمصائب الاجتماعية ، عليه أن يراقب تصرفات أفراد أسرته منذ بداية نشأتهم، وعدم وضع الكمبيوتر المرتبط بالإنترنيت في غرفهم الخاصة ، والإصرار على وضعها في غرفة المجلس للعائلة .
كل ذلك إضافة للتربية الأخلاقية الصحيحة القائمة على الحوار والتفاهم والإقناع ، وبيان أسباب ونتائج وأثار المنع ، وإعطاء مساحة واسعة للمناقشة حتى يسمع وجهة نظر أبنائه في المشكلة ليكونوا جزءا من الحل وخاصة الفتيات منهم ، وبذلك يكون الجميع مقتنعا بما يخططه الربان لمركب العائلة .

الحب الإلكتروني .... ماذا بعد ..

اعتقد في نهاية هذا اللحن أن مصطلح الإلكتروني غير صحيح من وجهة نظري المتواضعة، كما وأتصور أن المصطلح الصحيح الذي يحل مكانه في النهاية بحكم نتيجته هو الكره الإلكتروني ؛ لأن الخاتمة السوداء لمثل هذا الحب الرقمي الوهمي يكون حقدا ، وفقدان ثقة بين الجنسين بشكل عام، ليس من قبل كل من الحبيبين فقط، وإنما من الذات أيضا، فعندما يشعر الإنسان بالفشل الدائم في الحصول على حبيب في هذه الحياة ، يكون أشبه بالأموات ولو انه يمشي بين الأحياء !!

منقول بتصرف مني لكي يتمكن الجميع من الاستفادة . ارجو ان اكون قد اوصلت الرسالة

.