المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : همزة التسوية



شيزر منيب علوان
12/01/2007, 05:28 PM
الأخ الأستاذ الدكتور الفاضل مروان الجاسمي الظفيري

قرأت في أحد المواقع
لا تقل: سواء أكانَ الأمر خطرا أم عاديا.
قل: سواء أخطرا كانَ الأمر أم عاديا.القاعدة في همزة التسوية أن يأتي الأمر المراد تسويته بالآخر مباشرة بعد الهمزة .


لم أعثر على مرجع يؤكد هذه المعلومة, فهل هذه المعلومة صحيحة أم أن هناك رأياً آخر.

وجزاكم الله خيراً.

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
15/01/2007, 06:17 AM
أعتذر للأخ الحبيب اللبيب الأستاذ
شيزر محمد منيب علوان
على تأخري في الإجابة على سؤاله
لأنني اليوم شاهدت سؤاله هذا

هناك من اللغويين من يقول :

من الخطأ : سواء أكانَ الأمر خطرا أم عاديا

والصواب : سواء أخطرا كانَ الأمر أم عاديا

والسبب : القاعدة في همزة التسوية أن يأتي الأمر المراد

تسويته بالآخر مباشرة بعد الهمزة .

ومن حروف السَّبك - عند فريق كبير من النحاة - "همزة التسوية"
وهى التى تقع بعد كلام مشتمل على لفظة: "سواء"،
ويلى الهمزة جملتان، ثانيهما مصدرة بكلمة: "أم" الخاصة بتلك الهمزة.
ومن الأمثلة قوله تعالى:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}،
فالهمزة مسبوكة مع الجملة التى بعدها مباشرة بمصدر مؤول يعرب هنا فاعلا،
والتقدير: إن الذين كفروا سَوَاءٌ - بمعنى: متساو - إنذارُك وعدمه عليهم؛
فهم يعربون كلمة: "سواء" خبر: "إن" "والمصدر المؤول" فاعل لكلمة: سواء،
التى هى بمعنى اسم الفاعل: "متساوٍ".
وقيل إن الجملة تسبك هنا بمصدر من غير سابك؛ كما سبكوه فى المثل العربى:
"تسمعُ بالمعيدى خير من أن تراه"؛ برفع المضارع "تسع" فى أحدى الروايات؛
فقالوا فى سبكه: سماعك بالمعيدى... من غير تقدير "أنْ" قبل السبك،
وكما يقدرون فى كل ظرف زمان أضيف إلى جملة بعده،
كالذى فى قوله تعالى:
{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً...}،
فقد قالوا: التقدير: "ويوم تسيير الجبال" -
من غير وجود حرفَ سابك ...

منذر أبو هواش
15/01/2007, 09:09 AM
قاعدة التقرير بعد الهمزة
أستاذنا الحبيب الدكتور مروان الظفيري يحفظه الله،

مع تقديري لما تفضل به أستاذنا الظفيري فيما يتعلق بالسبك والتأويل، يبدو لي (ولست متأكدا تماما) أن ما أراده الأخ شيزر كان السؤال عن قاعدة ترتيب ما يراد تقريره بعد الهمزة في الجملة الاستفهامية، من أجل القياس والتمكن من معرفة ما هو خطأ وما هو صواب.

لذلك استأذن أستاذنا الحبيب في التطفل لأقول أن القاعدة التي تحدد ما يلي الهمزة بشكل عام هي قاعدة التقرير أو إرادة التقرير (لا علاقة للأمر بهمزة التسوية على وجه الخصوص). وفي هذه الحالة ينبغي أن يأتي الأمر المراد تقريره (سواء أكان فعلاً، أم فاعلاً أم مفعولاً به) بعد الهمزة مباشرة.

فإن كان الفعل هو المراد تقريره بالسؤال قلنا: أضرب محمدٌ محموداً ؟
وإن كان الفاعل هو المراد تقريره بالسؤال قلنا: أمحمدٌ ضرب محموداً ؟
وإن كان المفعول به هو المراد تقريره قلنا: أمحموداً ضرب محمد ؟

إذا فالمقرر هو الذي يلي الهمزة، والمسألة برمتها تتبع إرادة التقرير، وليست مسألة خطأ أو صواب، لأن كل ما أسلفناه جائز وصواب.

أرجو التأكيد إن كان هذا هو المراد فعلا من السؤال، وإن كنت مصيبا فيما ذهبت إليه؟

ودمتم

منذر أبو هواش

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
16/01/2007, 07:19 PM
أخي الحبيب اللبيب الفاضل العالم منذر

دمت في حفظ الله ورعايته ...

الذي فهمته من السؤال الأصلي هو : همزة التسوية ، ومن ثم كان جوابي عن همزة التسوية ، لا مجرد همزة الاستفهام !!!!

وأعترف لك بأنني ذهلت لهذا الرأي . فالذي أعرفه (أو هذا ما أحفظه): لم ترد في القرآن همزة التسوية مع سواء إلا كان ما بعد الهمزة فعلا . مثلا : "سواء عليهم أأنذرتهم ..إلخ .
وبعد أن كتبت البحث السابق قمت بمراجعة همزات التسوية مع سواء في القرآن كله . ولم أجد أيا منها جاء فيها بعد همزة التسوية اسم .


(والهمزة وهل) : حرفان موضوعان لطلب التصديق الإيجابي، دون التصور، ودون التصديق السلبي، فيمتنع نحو هل زيدا ضربت لان تقديم الاسم يشعر بحصول التصديق بنفس النسبة، ونحو هل زيد قائم أم عمرو إذا أريد بأم المتصلة، و هل لم يقم زيد ونظيرها في الاختصاص بطلب التصديق أم المنقطعة، وعكسهما أم المتصلة، وجميع أسماء الاستفهام فإنهن لطلب التصور لا غير، وأعم من الجميع الهمزة فإنها مشتركة بين الطلبين.

وجاء في مغني اللبيب :

وقد قرأ ابن محيصن (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) وقال عليه الصلاة والسلام لجبريل عليه السلام: (وإن زنى وإن سرق ؟) فقال: (وإن زنى وإن سرق).

الثاني: أنها ترد لطلب التصور، نحو (أزيد قائم أم عمرو) ولطلب التصديق، نحو (أزيد قائم ؟) وهل مختصة بطلب التصديق، نحو (هل قام زيد) وبقية الادوات مختصة بطلب التصور، نحو (من جاءك ؟ وما صنعت ؟ وكم مالك ؟ وأين بيتك ؟ ومتى سفرك ؟).

الثالث: أنها تدخل على الاثبات كما تقدم، وعلى النفى نحو (ألم نشرح لك صدرك)
(أو لما أصابتكم مصيبة) ، وقوله:

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد * إذا ألاقى الذى لاقاه أمثالى !!؟

ذكره بعضهم، وهو منتقض بأم، فإنها تشاركها في ذلك، تقول: أقام زيد أم لم يقم ؟.

الرابع: تمام التصدير، بدليلين، أحدهما: أنها لا تذكر بعد (أم) التى للاصراب كما يذكر غيرها،

لا تقول: أقام زيد أم أقعد، وتقول: أم هل قعد .

منذر أبو هواش
17/01/2007, 10:44 AM
لم ترد في القرآن همزة التسوية مع سواء
إلا كان ما بعد الهمزة فعلا
مثلا : "سواء عليهم أأنذرتهم ..إلخ

في هذه الحالة تكون
"سواء أكانَ الأمر خطرا أم عاديا"
هي الأفصح والأصوب
على عكس ما ذهبت إليه
جماعة "قل ولا تقل"
أليس كذلك؟!!!

هلال الفارع
29/01/2007, 07:21 PM
أعتذر للأخ الحبيب اللبيب الأستاذ
شيزر محمد منيب علوان
على تأخري في الإجابة على سؤاله
لأنني اليوم شاهدت سؤاله هذا

هناك من اللغويين من يقول :

من الخطأ : سواء أكانَ الأمر خطرا أم عاديا

والصواب : سواء أخطرا كانَ الأمر أم عاديا

والسبب : القاعدة في همزة التسوية أن يأتي الأمر المراد

تسويته بالآخر مباشرة بعد الهمزة .

ومن حروف السَّبك - عند فريق كبير من النحاة - "همزة التسوية"
وهى التى تقع بعد كلام مشتمل على لفظة: "سواء"،
ويلى الهمزة جملتان، ثانيهما مصدرة بكلمة: "أم" الخاصة بتلك الهمزة.
ومن الأمثلة قوله تعالى:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}،
فالهمزة مسبوكة مع الجملة التى بعدها مباشرة بمصدر مؤول يعرب هنا فاعلا،
والتقدير: إن الذين كفروا سَوَاءٌ - بمعنى: متساو - إنذارُك وعدمه عليهم؛
فهم يعربون كلمة: "سواء" خبر: "إن" "والمصدر المؤول" فاعل لكلمة: سواء،
التى هى بمعنى اسم الفاعل: "متساوٍ".
وقيل إن الجملة تسبك هنا بمصدر من غير سابك؛ كما سبكوه فى المثل العربى:
"تسمعُ بالمعيدى خير من أن تراه"؛ برفع المضارع "تسع" فى أحدى الروايات؛
فقالوا فى سبكه: سماعك بالمعيدى... من غير تقدير "أنْ" قبل السبك،
وكما يقدرون فى كل ظرف زمان أضيف إلى جملة بعده،
كالذى فى قوله تعالى:
{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً...}،
فقد قالوا: التقدير: "ويوم تسيير الجبال" -
من غير وجود حرفَ سابك ...
ــــــــــ
تحيتي لك د. مروان، وأُجلّ فيك المعرفة، وأشكر لك هذا الدور الكبير في خدمة اللغة، واسمح لي بمداخلة نحوية صغيرة أرجو أن يكون منها فائدة.
أوردت، أو نقلت، إعراب كلمة سواء على أنها خبر لــ إنّ في قوله تعالى:
( إنّ الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
ولعلك ترى معي أن هذا الإعراب يساوي بين الكفار في الكفر، وأعتقد أن المقصود هنا المساواة بينهم في العناد في حالتي الإنذار وعدمه، وإذا كان هؤلاء كفارًا حكمًا، فما الداعي للتسوية بينهم في حقيقة لفظية ومعنوية؟ وهو ما يعني اختلاف الإعراب كليًا. عليه أرجو أن تقبل مني القول القابل للنقض والخطأ:
إن إعراب كلمة "سواء" هو: خبر مقدم مرفوع، والمصدر المؤول المقدر بعد همزة التسوية هو المبتدأ المؤخر، ويكون تقدير الكلام في الآية:
إنّ الذين كفروا إنذارُهم سواءٌ..
والله أعلم
ولك التحية والتقدير
أخوكم هلال الفارع