المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بكاءُ العصافير- صلاح سيد أحمد الغول



معتصم الحارث الضوّي
06/06/2009, 12:57 AM
بُكَــــــاءُ العَصَـــــــافِير
××
العَرَقُ الأحمرُ يروي الموتَ المُزهِرَ في كُلّ الأركانْ
والزّهرةُ صُنع الله المُبْدَعُ قد أضحتْ طي النّسْيـان
بغدادُ ومُذ عاد هولاكو قد عَرَّشَ في فَمِهَا الشَّيطان
ما عادت تنطق لُغةَ الضَّادِ وصَارَ فَتَاهَا غَرِيبَ لِسان
××
الموتُ هُنا والقَتْلُ هُناك والخوفُ هُنا والثَّأرُ دَعَـاكْ
مَن يقتلُ مَن والوطنُ ثمن مَن كبَّلَ يا بغدادُ خُطـاك
مَن جَرَّدَ سيفَ الغَدْرِ ومَن ذا أعمَلَهُ في ظهرِ ِفَتَـاك
مَن أغمدَ سيفَ الحِقْدِ بِبَؤْبَؤِ عَينِ العَقْلِِ ومَن أعْمَاك
××
هل كُنَّـا إلا بعَينيْـكِ نستبْصِـرَ مأْسَـاةَ الإنسـان
وبهالةِ جذْوَةِ خَدّيكِ يستهـدي التّائِـهُ والحَيْـرَان
نصطادَ الجُوعَ نُصَلِّبَهُ في جِذْعِ نخيلِـكِ والحِرْمَـان
ونُعَبّئُ دِجْلَةَ تسْنِيمَاً نُسْقِيْـهِ السّائَـمَ و العطشـان
××
آهٍ لِفُراتٍ قد أكْـدَى مُـذْ دَنّـسَ شَطّيْـهِ الأعْـلاجْ
بل أضحى وِرْدَاً لذِئَابٍ قد ولَغَـتْ فيـهِ فصارأُجـاج
وبدِجْلََةَ هَـمٌّ لا أدريْ أَدمُـوْعٌ تسْـرُبُ أَم أمـوَاج
ضِعْنا بغدادُ وضَيَّعَنـا تأريـخَ رَشِيـدِكِ والحجّـاج
××
تَكْرِيتُ تنامُ على جُرْحٍ لِتُفِيْقَ علـى جُـرحٍ أفْظَـعْ
والمَوصِلُ تَنْشُدُ مَعْروفَاً و رُصَافَةُ ما عادت تسْمـع
قد أخرسَ صَوْتَ الحَقِّ هُناكَ هَزِيْمُ الرَّاجِمِ والمِدفَع
لَمْ يَبْقَ سِوَاكَ لِتَأَكُلَهُ يَا مَـوْتُ كَفَـاك أَلـمْ تشْبـع
××
تأريخُ البِصْرَة لمْ يشفَعْ قد جَثَمَ المَوْتُ على الطُّرقَاتْ
والكُوْفَةُ ما عادتْ تَعْلُوَ رايَاتُ العِلمِ بها الشُّرْفَـات
وحَدائِقُ بَابِلَ لا أثَرٌ لِنَـدَى النُّـوَّارِ ولا الزَّهْـرَات
والوَرْدُ تحَوَّلَ أشْوَاكَاً فبَكَى العُصْفُوْرُ و فَرَّ وفّـات