المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كليلة ودمنة ذلك الكتاب العجيب



محمد خلف الرشدان
06/06/2009, 04:06 AM
عمر هذا الكتاب (كليلة ودمنة) ستة عشر قرناً (1600) سنة. حيث يتوقف فيه الكاتب على المشاكل والمعاناة في ذلك المجتمع وطرق حلها على لسان الحيوانات, بإسلوب قصصي شيق وقد ترجم الى الفارسية في القرن السادس الميلادي ومن بعدها ترجم الى العربية ويقال من السريانية للعربية .

أهم وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق وهو مجموعة من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم ، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم ، والمشهور أن ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنها هندية الأصل، لكن أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكد أن كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفع شخصيا" وليست مجرد ترجمة، كما أن بعض هذه الأبحاث يعتقد أن الآراء التي أوردها ابن المقفع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة .

هذا كتاب حكمة ولهو، كتبه الفيلسوف الهندي بيدبا، وجعل القصص والكلام على لسان الحيوانات رغبة في إيصال الحكمة بأقل كلفة، وبذلك يفهمه من كتب من أجله دون سواهم، وقد ترجمه إلى العربية عبد الله بن المقفع وذكر أنه كتاب يختاره الحكماء لحكمته، والأغرار للهوه، وأن من حفظه من الصغار الأحداث فإنه وإن لم يفهمه في الصغر : يجده كنزا في الكبر . فأورد فيه مثلا : السمكات الثلاث، الأسد والثور، القرد والعدس وغيرها .
كتاب كليلة ودمنه من أكثر كتب التراث شهرةً وأوسعها انتشاراً حتى لا تكاد تخلو منه مكتبةً عربيةً أو أجنبية؛ وهو يعد بذلك من الكتب التي تخطت الحواجز الجغرافية وفوارق الأجناس والحدود الزمنية لأنه من أدب الحياة. كما تعد حكاياته وأمثلته من أفضل وأشهر ما تداولته الألسن العربية و الأجنبية إذ هي تسير في هذا السياق جنباً إلى جنبٍ مع حكايات "ألف ليلة وليلة" العالمية.

وكتاب (( كليلة ودمنة)) أصله من كنوز الفكر الهندي؛ نقله ابن المقفع, في عصر الدولة العباسية, من اللغة الفهلوية أو السنسكريتية إلى اللغة العربية, وهو يهدف إلى تهذيب النفس والإصلاح في الأخلاق و السياسة و الإجتماع؛ و كونه موضوعاً على ألسنة الحيوانات, لا يمنع من كونه يمزج الجد بالهزل, واللهو بالحكمة و الفلسفة, و يدعو إلى التحاب والتعاون والتأني والحكمة و الحلم والتكيف في الحياة وإعمال الفكر والعمل بالعلم.

وميزة ((كليلة ودمنة)) عن غيره من الكتب أنه لا يتقيد بعصر أو بيئة, وهذا ما ضمن له البقاء على مر العصور وهيأ له الذيوع في شتى بقاع العالم حتى عدّ من الكتب الخالدة.

وجدت منه نسخة فارسية من مدينة هرات في أفغانستان تعود لعام 1429م منقولة من النسخة العربية . وقد تمت ترجمته لمختلف لغات العالم في الشرق وفي الغرب على حد سواء .
وحري بكل مثقف عربي أن يحوي مثل هذا الكتاب الكنز والذي يعد عجيبة في الإبداع الأدبي .

كليلة و دمنة مجموعة قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة و الأخلاق يرجح أنها تعود لأصول هندية مكتوب بالسنكسريتية و هي قصة بيدبا حيث تروى قصة عن ملك هندي طلب من حكيمه أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مسلي . لكن النص العربي على أي حال لم يترجم عن الأصل الهندي إذ يبدو أنه انتقل لعدة لغات قبل وصوله للعربية . تذكر بعض المصادر أن ابن المقفع قام بترجمته إلى العربية من ترجمة فارسية بهلوية . في حين تذكر مصادر أخرى أنه نقل من الفارسية إلى السريانية و منها للعربية . معظم شخصيات قصص كليلة و دمنة عبارة عن حيوانات برية فالأسد هو الملك و خادمه ثور اسمه شتربة و كليلة ودمنة هما اثنان من حيوان ابن آوى و شخصيات اخرى عديدة هكذا تدور القصص بالكامل ضمن الغابة و على ألسنة هذه الحيوانات.
إن قراءتنا لقصة كليلة ودمنة وعند مقارنتها بواقعنا وما نعيشه نستطيع ان نستنتج الكثير من الدروس والعبر من اجل حياتنا فهي بمثابة مدرسة تعلم الانسان على الكثير من الامور في الحياة في كيفية التغلب على الصعوبات والمشقات التي تعترض طريقه وكيف سينجح في هذا ولذلك فرغم ان هذه القصة قديمة وكتبت على لسان الحيوانات حول ما يعيشه المجتمع من قضايا وهموم ولكنها لم تفقد قوتها ومصداقيتها وهي لا تعرف الزمان والمكان وحتى انها ترجمت الى الكثير من اللغات واصبحت من القصص العالمية فقراتها ودراستها تعلم الانسان الكثير الكثير من اجل المسير في الحياة بدون عراقيل والتغلب عليها في حال الظهور دون الخوف منها ليتمكن من العيش بسلام بعد الاعتماد على العقل السليم والخطة والتدبير .