المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحزاب العربية وهم على وهم



محمد خلف الرشدان
06/06/2009, 04:38 AM
الأحزاب في الوطن العربي كله على اختلافها وتنوعها في أطيافها : الدينية والسياسية والقومية والأرضية والديمقراطية والشعبية والوطنية والنضالية والثورية والليلكية ومنذ ستون عاما" لم تفعل شيئا" ولم تقدم شيئا" ولن تفعل شيئا" اللهم سوى الشعارات البراقة الزائفة لاثبات وجودها وحضورها في ساحات الأوطان وذلك لتمرير مصالحها وتنفيذ برامجها والبعيدة بعد السماء عن الأرض عن تطلعات وامنيات الشعوب المسكينة المغلوبة على أمرها والمضحوك على ذقنها، والمهتوك سترها ، والمدعوس على بطنها.
لا أحب الأحزاب ولا الحركات ولا الزوايا والظلاميات ولا أثق بها لا من قريب ولا من بعيد حتى ولو كانت ذات شعارات براقة ولافتات تدعو لكل ما هو جميل ومقبول لدى بسطاء الناس ، وذلك لقناعتي التامة بأن معظم قادة هذه الأحزاب والحركات لهم أجندة خارجية بعيدة عن الوطن بعد السماء عن الأرض ،
ولهذا ارتأت جميع الدول أن تعرف كيف تمول هذه الأحزاب ومن أين مصدر أموالها ، ودعك من الإدعاء بأن الإشتراكات السنوية للأعضاء هي المال الوحيد للنفقات فكل الإشتراكات لا تكفي لسهرة واحدة لقيادة الحزب في فندق أو منتجع على شاطئ البحر أو لسفرة خارجية وحجز جناح خاص وتذوق أشهى الأطعمة وأحلى الشربات وأحلى الجلسات ، أليس جلوسهم وإنبساطهم يصب في مصلحة الأوطان .
ثم يعودون الي وطنهم الأم وقد امتلئوا فكرا" وفلسفة وتنظيرا" على بقية أعضاء الحزب وبقية الناس المساكين ، ، وما يدريك فقد يموهون على العامة بأنهم كانوا هناك في مرحلة نضالية لمصلحة الوطن والحزب ، أليس الوطن بحاجة آلي رجال أشداء مخلصين مثلهم لشرح أوضاع الشعوب ومعاناتها !
معظم الأحزاب في الوطن العربي لها أجندة خارجية مرتبطة بمصالح هذه الدول أو الحركات أو التنظيمات سواء" كانت سياسية أو قومية أو دينية وبعضها لديها نوايا مبيتة ليوم ما وعندما تحين الفرصة المناسبة ، تهدد الأوطان فأين مكان الوطن الأم في قلوب هذه الأحزاب ، أليست هذه خيانة كبرى للأوطان .
يعتقد الناس البعيدون عن السياسة وصالوناتها ودهاليزها بان السياسيين والحزبيين أناس كلهم شرفاء، يعملون فقط من اجل الوطن أي وطن ويسهرون على راحته؛ وينظر الناس لهم نظرة احترام وتبجيل غير مدركين انهم يضحكون على أنفسهم، لأنهم أمام مجموعة من الناس يهمها مصالحها ومراكزها مثلها مثل أي شركة تجارية تريد أن تحتكر السوق وحدها.
التجار أيضا وطنيون ويهمهم مصلحة الوطن ويعملون دائما لتحسين اقتصاد البلد وتطوير وضع الناس الاقتصادي لكن على ألا يتضارب ذلك مع مصالحهم الاقتصادية، يحاربون البضائع الإسرائيلية وغيرها إن كانت تعطل بضائعهم الوطنية وإلا فاستيراد البضائع من إسرائيل يصبح حلالا" شرعا حتى لو كانت أغذية فاسدة من مخلفات المستوطنات الإسرائيلية أو الدول الغربية كما يبيعون بضائع صلاحيتها منتهية للشعب دون وازع من ضمير أ و أخلاق .
فالسياسيون والحزبيون في الوطن العربي لا يختلفون عن تجار الوطن في شيء اللهم في أن بضاعتهم تختلف عن بضاعة منافسيهم من تجار الملابس أو الأغذية مع أن بعضهم يمارس المهنتين وخصوصا الكبار الذين يبررون ذلك بأنهم يعملون على توفير الأموال لكي تقوم بدورها في تقوية وتمويل الأحزاب ، مع أنها، أي الأموال، تذهب لحساباتهم أو لسهراتهم .
كل حزب مهما كان حبه للوطن يهمه موقعه في خارطة الوطن وفيما بعد في الحكم وهو لذلك يمارس كل أنواع الزيف والخداع، تحت مسمى التكتيكات، من اجل بيع شعاراته للناس لكي يلتفوا حوله لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة.ومثلما يتصارع التجار ويتضاربون، والكبير يبلع الصغير، كذلك في العمل الحزبي والسياسي، حتى أعضاء الحزب الواحد من الممكن أن يتصارعوا وينقسموا ويصبح كل منهم عدوا للآخر من اجل تفاهات شكلية لا علاقة لها بالشعب ولا بالوطن الذي يعملون من اجله.كل حزب مستعد أن يتحالف مع أي حزب يحقق له المزيد من المقاعد وليس فقط المزيد من خدمة الناس وتحسين أحوالهم ليكون على قائمة المنتفعين في أول فرصة تلوح في الأفق.
ستون عاما" مضت من عمر الأمة دون أن يقدم لنا حزب واحد في طول وعرض العالم العربي أطروحة للنصر أو خطة لتوحيد بلادنا العربية ، أو خطة مشابهة للإتحاد الأوربي مثلا" ، أو خطة لإنتشال معظم أمتنا من الفقر المدقع الذي ينخر في جسدها ، أو خطة للقضاء على الفساد والإفساد المنتشر في دولنا كإنتشار النار في الهشيم ، أو خطة للنهوض علميا" وتقنيا" وتكنولوجيا" في عالمنا العربي الأمي المتخلف حضاريا" عن بقية الأمم والشعوب ، أو خطة لإبعاد شبح الخوف والجوع والمرض عن شعوب أمتنا ، أو على الأقل القليل شيئ من الكرامة والإنسانية والإعتبار لهذا الإنسان العربي الغلبان الكحيان المسحوق ، ثم بعد تقولون أيها الوصوليون : أحزاب وحركات وشعوذات وخزعبلات أما تستحون وتخجلون من يوم تنكشف فيه سؤآتكم أمام الناس ولا تستطيعون سترها.