المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم وأمثال المتنبي



مبارك بخيت آل خميس
12/01/2007, 07:55 PM
الهمزة
وهَبني قلت: هذا الصبحُ لَيلٌ
أَيعمى العالَمونَ عَن الضّياء؟


* * *

وإذا خَفيتُ على الغَبِيِّ فَعاذِرٌ
أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْياءُ


* * *

صَغُرْتَ عَنِ المديحِ فقُلْتَ أُهجَى
كأَنَّكَ ما صَغُرْتَ عَنِ الهِجاءِ


* * *

ما الخِلُّ إِلا مَن أَودُّ بِقَلبِهِ
وأَرَى بِطَرفٍ لا يَرَى بِسَوائِهِ


* * *

لا تَعذُل المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حتّى يَكُونَ حَشاكَ في أَحشائِه


* * *

الباء
فَالمَوْتُ أَعْذَرُ لي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي
والبَرُّ أَوْسَعُ والدُّنْيا لِمَنْ غَلَبا


* * *

أظْمَتْنِيَ الدُّنْيا فَلَمَّا جئْتُها
مُستَسِقياً مَطَرَتْ عَلَيّ مَصائِبا


* * *

فالمَوْتُ تُعْرَفُ بالصِّفاتِ طِباعُهُ
لم تَلْقَ خَلْقاً ذاقَ مَوْتاً آئِبا


* * *

كَثِيرُ حَياةِ المَرْءِ مِثْلُ قَلِيلِها
يَزُولُ وباقي عَيشِهِ مِثْلُ ذاهِبِ


* * *

وقد فارَقَ الناسَ الأَحِبَّةُ قَبلَنا
وأَعيا دواءُ المَوت كُلَّ طَبِيبِ


* * *

فرُبَّ كَئِيبٍ لَيسَ تَندَى جُفونُهُ
ورُبَّ نَدِيِّ الجَفنِ غيرُ كَئِيبِ


* * *

إِذا استقبَلَتْ نَفسُ الكَرِيمِ مُصابَها
بِخُبثٍ ثَنَتْ فاستَدبَرَتْهُ بِطِيبِ


* * *

وفي تَعبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها
ويَجهَدُ أَنْ يَأتي لَها بِضَرِيبِ


* * *

ومن صَحِبَ الدُنيا طَويلاً تَقَلَّبَتْ
على عَينِهِ حتَّى يَرَى صِدْقَها كِذْبا


* * *

ومن تكُنِ الأُسْدُ الضَّوارِي جُدودَهُ
يَكُنْ لَيلُهُ صُبحاً ومَطعَمُهُ غَصْبا
ولَستُ أُبالي بَعْدَ إِدراكِيَ العُلَى
أَكانَ تُراثاً ما تَناوَلتُ أم كَسْبا


* * *

أَرَى كُلَّنا يَبغِي الحَياةَ لِنَفْسِهِ
حَرِيصاً عليها مُسْتَهاماً بِها صَبَّا
فحُبُّ الجَبانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقا
وحُبُّ الشُجاعِ الحَرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَختَلِفُ الرِزْقانِ والفِعلُ واحِدٌ
إلى أَنْ تَرَى إِحسانَ هذا لِذا ذَنْبا


* * *

وكم ذَنْبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ
وكم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اقتِرابُ
وجُرمٍ جَرَّهُ سُفهاءُ قَومٍ
وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ


* * *

وإنْ تكُنْ تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرَها
فإنَّ في الخَمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ


* * *

وَعادَ في طَلَبِ المَتْروكِ تارِكُهُ
إنَّا لَنَغفُلُ والأيَّامُ في الطَلَبِ


* * *

حُسْنَ الحِضارةِ مَجلُوبٌ بِتَطْرِيٍة
وفي البِداوةِ حُسْنٌ غَيرُ مَجلُوبِ


* * *

لَيتَ الحَوادِثَ باعَتْنِي الَّذي أَخَذَتْ
مِنّي بحلْمي الَّذِي أَعْطَتْ وتَجريبي
فَما الحَداثةُ من حِلْمٍ بِمانِعةٍ
قد يُوجَدُ الحِلْمُ في الشُبَّانِ والشِيبِ


* * *

وَما الخَيلُ إلاَّ كالصَديقِ قَلِيلةٌ
وإن كَثُرَت في عَيْنِ مَن لا يُجرِّبُ


* * *

لَحَى اللُه ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ
فكُلُّ بَعِيدِ الهَمِّ فيها مُعذَّبُ


* * *

وكُلُّ امرِىءٍ يُولي الجَمِيلَ مُحببٌ
وكُل مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيبُ


* * *

وأَظلَم أَهل الظُلْمِ مَن باتَ حاسدًا
لِمَن بات في نَعمائِهِ يَتَقَلبُ


* * *

وللسرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ
نَدِيمٌ وَلا يُفضِي إليهِ شَرابُ


* * *

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ
وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتابُ


* * *

وَما أَنا بِالباغي على الحُبّ رِشوةً
ضَعِيفُ هَوًى يُبغى عليهِ ثَوابُ


* * *

إذا نلتُ منكَ الود فالمال هَين
وكُل الَذي فَوَقَ التُرابِ ترابُ


* * *

ومَن جَهِلَت نَفسهُ قَدرَهُ
رَأًى غَيرُهُ مِنهُ ما لا يَرَى


* * *

نَحنُ بنُو الموَتَى فَما بالُنا
نَعافُ ما لابُدَّ من شُربِهِ


* * *

لو فكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى
حسنِ الَّذي يَسبِيهِ لم يَسْبهِ


* * *

يَموتُ راعي الضَّأَنِ في جَهلِه
مِيتةَ جالِينُوسَ في طِبِّهِ


* * *

وغايةُ المُفْرطِ في سِلْمِهِ
كَغَايةِ المفُرطِ في حَرْبِهِ
فَلا قَضَى حاجَتَهُ طالِبٌ
فُؤادُهُ يَخفِقُ من رُعْبِهِ


******


التاء
في الناس أَمثِلَةٌ تَدُورُ حَياتُها
كَمَماتِها ومَماتُها كَحَياتِها


* * *

الدال
عِشْ عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريم
بين طَعنِ القَنا وخفْقِ البنود


* * *

فَاطْلُبِ العِزَّ في لظَى وَدَعِ الذُّ
لَّ وَلَو كانَ في جِنانِ الخلُودِ
يقتل العاجِزُ الجبَانُ وقَد يَع
جزُ عَن قَطْعِ بُخْنُقِ المولودِ


* * *

لا بِقَومي شَرفْتُ بل شَرفوا بي
وبنفْسي فَخَرت لا بِجُدودي


* * *

وَما ماضي الشبابِ بمستَردٍّ
وَلا يَوم يمُر بمستعادِ


* * *

متى ما ازددتُ من بَعدِ التناهي
فقد وَقَعَ انتِقاصي في ازْدِيادي


* * *

فإن الجُرحَ يَنفِر بعد حينٍ
إذا كانَ البِناءُ على فساد


* * *

وَمِن نَكَدِ الدنيا على الحُرِّ أَن يَرَى
عَدُوًّا لهُ ما من صَداقَتِه بُدُّ


* * *

إِذا غَدَرَتْ حَسْناء وفَّتْ بِعَهْدِها
فَمِنْ عَهْدِها أَنْ لا يَدُومَ لَها عَهْدُ
وإنْ عَشِقَتْ كانَتْ أَشَدَّ صَبابَةً
وإِنْ فَرِكَتْ فاذْهبْ فما فِرْكُها قَصْدُ
وإِنْ حَقَدَتْ لم يبْقَ في قَلْبِها رِضًى
وإِنْ رَضِيَتْ لم يبْق في قلبِها حِقدُ
كَذلِكَ أَخْلاقُ النِّساءِ ورُبَّما
يَضِلُّ بها الهادِي ويخْفَى بِها الرُّشدُ


* * *

وحيدٌ مِنَ الخُلانِ في كُلِّ بَلدةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ


* * *

ولكنْ إِذا لم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ
على حالةٍ لم يَحِملِ الكَفَّ ساعِدُ


* * *

بِذا قَضَتِ الأَيَّامُ ما بينَ أَهلِها
مَصائِبُ قَومٍ عِنْدَ قَومٍ فَوائِدُ


* * *

وكُلٌّ يَرَى طُرْقَ الشَجاعةِ والنَدَى
ولكِنَّ طَبْعَ النَفسِ للنَفسِ قائِدُ


* * *

فإِنَّ قَلِيلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ
وإِنَّ كَثِيرَ الحُبِّ بالجَهْلِ فاسِدُ


* * *

لكل امرئٍ من دَهرِهِ ما تَعوَّدا
وَعادةُ سَيفِ الدولةِ الطّعْنُ في العِدَى


* * *

ومَن يَجعَلِ الضِرغامَ للصَيدِ بازَه
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا


* * *

وما قَتلَ الأَحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ
ومَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
إذا أنت أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وإِن أَنتَ أكرَمتَ اللَّئِيمَ تمَرَّدا
ووضْعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى
مُضِرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى


* * *

أوَدُّ منَ الأيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ
وأشكُو إلَيها بَينَنا وَهْيَ جُندُهُ


* * *

أبَى خُلُقُ الدُنيا حَبِيباً تُدِيمُهُ
فَما طَلَبي منها حَبِيباً تَرُدُّهُ
وأًسرَعُ مَفعُولٍ فعَلتَ تَغَيُّراً
تكَلُّفُ شيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ


* * *

وأتعَبُ خَلقِ اللِّه مَن زادَ هَمُّهُ
وقَصَّرَ عَمَّا تَشتَهِي النَفسُ وَجدُهُ
فلا يَنَحلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ
فيَنْحَل مَجدٌ كانَ بِالمَالِ عَقدُهُ
ودَبِّرهُ تَدبِيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ
إذا حارَبَ الأعداءَ والمَالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَنْ قَلُّ مالُهُ
وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ


* * *

وما الصارِمُ الهِندِيُّ إلا كَغيرِهِ
إذا لم يُفارِقْهُ النِجادُ وغِمدُهُ


* * *

وإِذا الحِلمُ لم يَكُنْ طِباعٍ
لم يَكُنْ عن تَقَادُمِ المِيلادِ


* * *

نامَت نواطِيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فقد بَشِمْنَ وما تَفْنى العناقيدُ

**********

الراء
وكَاتِمُ الحُبِّ يَوْمَ البَيْنِ مُنهَتِك
وصاحِبُ الدمعِ لا تَخْفَى سرائِرهُ


* * *

إنّي لأعلَمُ وَاللبيبُ خبيرُ
أَنَّ الحيَاةَ وإِنْ حَرصْتُ غُرورُ


* * *

وَقَنِعتُ باللُّقيا وأَوَّلِ نظرَةٍ
إن القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ


* * *

ذَرِ النَّفْسَ تَأخُذْ وُسْعَها قَبْلَ بيْنِها
فمُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ
وَلا تحْسَبنَّ المَجْدَ زِقًّا وقيْنَةً
فَما المَجْدُ إلا السَّيْفُ والفَتْكة البِكْرُ


* * *

إِذا الفَضْلُ لم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ
على هِبَةٍ فالفَضْلُ فيمَنْ لهُ الشُّكرُ
ومَنْ يُنْفِق السَّاعاتِ في جَمْعِ مالِهِ
مَخافَةَ فَقْر فالَّذي فَعَلَ الفَقْرُ


* * *

وإِنِّي رأَيتُ الضُّرَّ أحسَنَ مَنْظَرًا
وأَهْوَنَ مِن مَرْأَى صَغيرٍ بِهِ كِبْرُ


* * *

وَما في سَطوةِ الأَربَابِ عَيْبٌ
ولا في ذِلَّةِ العُبْدانِ عارُ


* * *

السين
فَلا تَرَجَّ الخَيْرَ عِندَ امْرِئ
مَرَّتْ يَدُ النَخَّاسِ في رَأسِهِ
وَإِن عَراكَ الشَكُّ في نَفْسِهِ
بِحالِهِ فانْظُر إلى جِنسهِ


* * *

الشين
عَلَيكَ إِذا هزِلْتَ معَ الليالِي
وحَولَكَ حينَ تَسمَنُ في هِراشِ


* * *

العين
مَن كان فوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعُهُ
فَلَيسَ يرفَعُهُ شَيءٌ ولا يَضَعُ


* * *

إنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ
وَلَيس كلُّ ذواتِ المِخلَبِ السَبُعُ


* * *

تَصفُو الحَياةُ لجِاهِلِ أو غافِل
عَمَّا مَضَى فِيها وَما يُتوقَّعُ
ولِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفسَهُ
ويَسُومُها طَلبَ المحالِ فتطمَعُ
أين الَذي الهَرَمانِ من بُنيانِه
ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ
تَتَخلَّفُ الآثارُ عَن أصحابِها
حِيناً ويُدرِكُها الفَناءُ فتَتبَعُ


* * *

مازِلتَ تَخلعُها على مَن شاءها
حَتَّى لَبِستَ اليَومَ ما لا تَخلَعُ


* * *

الفاء
غير اختيارٍ قبِلتُ بِرَّكَ لي
والجوعُ يُرضيِ الأُسودَ بالجيِفِ


* * *

فإنْ يكُنِ الفِعل الذي ساءَ واحدًا
فأَفعالُهُ اللآئي سَرَرْنَ ألُوفُ


* * *

القاف
نَبكي على الدنيا وما من مَعْشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُّنيا فلم يَتَفَرّقُوا


* * *

فالموتُ آتٍ والنفوسُ نَفائِسٌ
والمسُتَعزَ بِما لَديْهِ الأحْمَقُ


* * *

وأَنْفَسُ ما لِلفَتى لُبُّهُ
وذو اللُّبِّ يَكرَهُ إِنفاقَهُ


* * *

والغِنى في يَدِ اللئيم قَبيحٌ
قَدرَ قُبح الكَرِيمِ في الإِملاقِ


* * *

وأَحلَى الهَوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وفي الهَجْرِ فَهوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي


* * *

وإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كانَ طَرفُ القَلْب لَيسَ بِمُطرِقِ


* * *

وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ
إِذا لم يَكُنْ في فِعلِهِ والخَلائِقِ

*********

اللام
إِذا قيلَ رِفقًا قالَ للِحلمِ مَوضِعٌ
وَحِلمُ الفَتى في غَيرِ مَوضِعِهِ جَهْلُ


* * *

أبْلَغُ ما يُطلَبُ النَّجاحُ بهِ ال
طَّبعُ وَعِنْدَ التعَمُّقِ الزَّلَلُ


* * *

ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ
يَجد مُرّاً به الماءَ الزُّلالا


* * *

إِنَعَم ولَذَّ فللأُمورٍ أواخِرٌ
أَبَدًا إِذا كانَتْ لَهُنّ أَوائَلُ
ما دُمتَ من أَرَبِ الحسانِ فإِنّما
رَوق الشبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
للهوِ آوِنَة تمُرُّ كأَنها
قُبَلٌ يزَودها حَبِيبٌ راحِلُ
جَمَح الزّمانُ فلا لَذيذٌ خالِصٌ
مِما يَشوبُ ولا سرُورٌ كاملُ


* * *

إذا ما تَأمَّلتَ الزَمانَ وصَرفَهُ
تَيَقَّنْتَ أَنَّ المَوتَ ضَربٌ مِنَ القَتلِ


* * *

خذ ما تَراه ودَع شَيئاً سمِعتَ بهِ
في طَلعة البدرِ ما يُغنِيكَ عن زُحَلِ


* * *

وليسَ يَصِحُّ في الأَفهام شَيءٌ
إذا احتاج النَهارُ إلى دَلِيلِ


* * *

إِذا الطَعنُ لم تُدخلك فيه شَجاعةٌ
هي الطَعن لم يُدخِلكَ فيهِ عَذُولُ


* * *

سِوَى وَجع الحُسَّادِ داوِ فإِنَّهُ
إذا حَلَّ في قلبٍ فَليسَ يَحُولُ
ولا تَطمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ
وإِنْ كُنتَ تُبدِيها لهُ وتُنِيلُ


* * *

يهونُ علَينا أن تُصابَ جسُومُنا
وتسلمَ أَعراضٌ لَنا وعُقولُ


* * *

وأَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ
وأَغَيظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ


* * *

وإِذا لم تَجِدْ مِنَ الناسِ كُفْأً
ذاتُ خِدْرٍ أَرادَتِ المَوتَ بَعلا
ولَذِيذُ الحَياةِ أَنفَسُ في النَفْ
سِ وأَشهَى مِن أَنْ يُمَلَّ وأَحلَى
وإِذا الشَيخُ قالَ أُفٍّ فَما مَ
لّ حَياةً وإِنَّما الضّعْفَ مَلا
آلةُ العَيْشِ صِحَّةٌ وشَبابٌ
فإِذا وَلَّيا عَنِ المَرءِ وَلَّى
أَبَداً تَسْتَرِدُّ ما تَهَبُ الدُّن
يا فيا ليتَ جُودَها كانَ بُخلاْ


* * *

وَهْيَ مَعْشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْ
فَظُ عَهْداً ولا تُتَمِّمُ وَصلا


* * *

شِيَمُ الغانِياتِ فيها فَما أَدْ
رِي لِذا أَنَّثَ اسْمَها الناسُ أم لا


* * *

وإِذا ما خَلا الجَبانُ بأَرضٍ
طَلَبَ الطَعْنَ وَحْدَهُ والنِزالا


* * *

إِنَّما أَنْفُسُ الأَنِيسِ سِباعٌ
يَتَفارَسنَ جَهرةً واغتِيالا
مَن أَطاقَ التِماسَ شَيءٍ غِلاباً
واغتِصاباً لم يَلْتَمِسْهُ سُؤَالا
كُلُّ غادٍ لِحاجةٍ يَتَمنَّى
أَنْ يَكُونَ الغَضَنْفَرَ الرِئبالا


* * *

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كُلَهم
الجودُ يُفقِر والإقدامُ قَتَّالُ


* * *

كَدعواك كُل يَدَعي صِحةَ العَقلِ
ومَن ذا الذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهل


* * *

ذَرِيني أَنِلْ ما لا يُنال مِنَ العُلى
فصَعبُ العُلَى في الصَّعْبِ والسَّهْلُ
تُريدين لُقْيانَ المَعالي رَخيصة
ولا بُدَّ دُون الشّهدِ مِن إبَرِ النَحل

*******

الميم
يَجْني الغِنى لِلئامِ لَو عقَلوا
ما ليسَ يجني عليهِمِ العُدُمُ
هُمُ لأموالهِم وَلسن لَهُمْ
والعارُ يَبقى والجرحُ يَلتَئمُ


* * *

خَليلُكَ أنْتَ لا مَنْ قُلْتَ خِلِّي
وَإنْ كَثُرَ التَّجَمُّلُ والكَلامُ


* * *

وَشِبْهُ الشَّيءِ منْجَذِبٌ إلَيْهِ
وأشْبَهُنا بِدُنْيانا الطَّغامُ
ولو لَمْ يَعْلُ إلاَّ ذو مَحَلٍّ
تَعالى الجَيْشُ وانْحَطَّ القَتامُ


* * *

ومَنْ خَبَرَ الغَواني فالغَواني
ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ


* * *

وما كُلّ بمَعْذورٍ ببُخْلٍ
ولا كُلّ على بُخْلٍ يُلامُ


* * *

تَلَذُّ لَهُ المُروءةُ وَهْيَ تُؤْذي
ومَنْ يَعْشَقْ يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ


* * *

لا افتِخارٌ إِلا لِمَنْ لا يُضامُ
مُدرِك أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ
لَيْسَ عَزمًا ما مَرَّض المَرءُ فيهِ
لَيْسَ هَمًّا ما عاقَ عنهُ الظَّلامُ
واحتِمالُ الأَذَى ورُؤْيَةُ جاني
ه غِذاءٌ تَضْوَى بِهِ الأَجْسامُ
ذَلَّ من يَغبِطُ الذًّليلَ بِعَيشٍ
رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ منهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلمٍ أتى بِغَير اقتِدارٍ
حُجَّةٌ لاجِىءٌ إليها اللِّئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لُجِرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلامُ


* * *

إن بعضًا مِنَ القَريض هُذاءٌ
لَيسَ شَيئًا وبَعضَهُ أَحكامُ


* * *

إِذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقْنَعْ بِما دُونَ النُّجومِ
فطَعْمُ المَوتِ في أَمرٍ حَقِيرٍ
كطَعْمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظِيمِ


* * *

يَرَى الجُبَناءُ أَن العجز عَقلٌ
وتلكَ خديعةُ الطّبع اللئيمِ
وكُلُّ شَجاعةٍ في المَرء تُغنِي
ولا مِثلَ الشّجاعة في الحَكِيمِ
وكم من عائِبٍ قَولاً صَحيحًا
وآفَتهُ مِنَ الفَهمِ السّقِيمِ
ولكِنْ تَأخذُ الآذان منهُ
على قَدَرِ القَرائِحِ والعُلُومِ


* * *

وإذا كانتِ النُفوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ


* * *

وما انتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظرِهِ
إِذا استَوَتْ عِندَهُ الأَنوارُ والظُلَمُ


* * *

إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ


* * *

شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بهِ
وشَرُّ ما يَكْسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ


* * *

عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ
وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وتَعظُمُ في عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها
وتَصغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ


* * *

وما تَنفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنا
إِذا لم يَكُنْ فَوقَ الكِرامِ كِرامُ


* * *

تَغُرُّ حَلاواتُ النُفوسِ قُلوبَها
فتَخْتارُ بعضَ العَيشِ وَهْوَ حِمامُ
وشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤَامَينِ عِيشةٌ
يَذِلُّ الَّذي يَختارُها ويُضامُ


* * *

إِذا ساءَ فِعْلُ المَرء ساءَت ظُنُونُهُ
وصَدقَ ما يَعْتادُهُ مِن تَوَهمِ
وعادَى مُحبيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وأَصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشَك مُظْلِمِ


* * *

وَما كُل هاو للجَمِيلِ بِفاعلٍ
وَلا كُل فَعالٍ لَهُ بمتَمم


* * *

لِمَنْ تَطْلُب الدُنيا إِذا لم تُردْ بِها
سرور محب أو مَساءَةَ مُجرِم


* * *

يُحبُّ العاقلونَ على التَصافِي
وحُبُّ الجاهلِينَ على الوسام


* * *

أرَى الأجدادَ تغلبُها كَثيرًا
على الأولادِ أخلاقُ اللِّئَامِ


* * *

ولم أرَ في عُيوبِ الناس شَيئًا
كنَقصِ القادِرِينَ على التَّمامِ


* * *

حَتَّى رَجَعتُ وأقلامي قَوائلُ لي
المَجْدُ لِلسيفِ لَيسَ المَجْدُ لِلقَلَمِ
أُكتُبْ بِنا أبَداً بَعدَ الكِتابِ بهِ
فإنَّما نَحنُ لِلأسيافِ كالخَدَمِ


* * *

ولم تَزَلْ قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعةً
بَينَ الرِجالِ ولَو كانُوا ذَوِي رَحِمِ


* * *

وَلا تَشَكَّ إلى خَلقٍ فتُشمِتَهُ
شَكْوَى الجَرِيحِ إلى الغِربانِ والرَخمِ
وكُنْ على حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ
ولا يَغُرَّكَ مِنهُم ثَغرُ مُبتَسمِ
غَاضَ الوَفاءُ فما تَلقاهُ في عِدَةٍ
وأعوَزَ الصِدقُ في الإخبارِ والقَسمِ

*******

النون
أَفاضِلُ الناسِ أَغْراضٌ لَدَى الزَّمَنِ
يَخلُو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُم مِنَ الفِطَنِ


* * *

فَقرُ الجهُولِ بلا قَلبٍ إلى أَدَبٍ
فَقْرُ الحِمارِ بلا رأسٍ إلى رَسَنِ


* * *

لا يُعجِبنّ مَضيمًا حُسنُ بِزّتِهِ
وهَل تَرُوقُ دَفينًا جُودَةُ الكَفَنِ


* * *

اَلرَأْيُ قَبلَ شَجَاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فإِذا هُما اجتَمَعا لِنَفسٍ حُرَّةٍ
بَلَغتْ منَ العَلياءِكُلَّ مَكانِ
ولَرُبَّما طَعَنَ الفَتَى أَقرانَهُ
بِالرَأْيِ قَبْلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنَى ضَيغَمٍ
أدْنَى إلى شَرفٍ منَ الإنْسانِ


* * *

تَلْقَى الحُسامَ على جَراءةِ حَدِّهِ
مِثْلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ


* * *

صَحب الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا
وعَناهُم من شأنِهِ ما عَنانا
وتَولوا بِغُصةٍ كُلهُمْ مِن
هُ وإِنْ سَرَّ بَعضَهُم أَحيانا
رُبَّما تُحْسِنُ الصَنِيعَ ليالِي
هِ ولكنْ تُكدِّر الإِحسانا
وكأَنَّا لم يَرْضَ فينا بِريب اَلدَّه
رِ حَتَّى أَعانَهُ مَنْ أعانا
كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً
رَكَّبَ المَرْءُ في القَناةِ سِنانا
ومُرادُ النُفُوس أَصغَرُ مِن أَنْ
تَتَعادَى فيهِ وأَنْ تتَفانَى
غَيْرَ أَنَّ الفَتَى يُلاقِي المَنايا
كالحاتٍ وَلا يُلاقِي الهَوانا
ولَوَ أنَّ الحَياةَ تَبْقَ
لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُجْعانا
وإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدُّ
فمِنَ العَجزِ أَنْ تَكُونَ جَبَانا
كُلَّ ما لم يَكُن مِنَ الصَعْبِ في الأَنْ
فُسِ سَهلٌ فيها إِذا هو كَانا


* * *

الياء
كَفَى بِكَ داءً أن تَرى المَوتَ شافِيَا
وحَسْبُ المَنايا أنْ يَكنَّ أمانِيا


* * *

فَما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُمنَ الطَوى
وَلا تُتقَى حَتَّى تَكُونَ ضَوارِيا


* * *

إِذا الجُودُ لم يُرزَقْ خَلاصًا منَ الأذَى
فَلا الحَمدُ مَكسُوباً وَلا المالُ باقِيا
وللنَّفْسِ أخلاقٌ تَدُلَّ على الفَتَى
أكانَ سَخاءً ما أتى أم تَساخِيا

إبراهيم عمر المقداد
27/08/2009, 05:11 PM
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أجد من يشاركني الاهتمام بأبي الطيب المتنبي العظيم، فأشكر لك أيها الأخ الفاضل هذه المشاركة.

معتصم الحارث الضوّي
27/08/2009, 05:19 PM
الأخ الكريم مبارك
مجهود مقدّر ومقالة جميلة، وخاصة لعشاق شعر المتنبي.

سلمت يداك وكل عام أنت بخير

راضي الضميري
03/09/2009, 09:22 PM
وهو شاعر الحكمة بلا منازع

بارك الله في هذا المجهود الطيب وكل عام وأنت بخير


تقديري واحترامي