المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول استخدام التكنولوجيا في التعليم



د. محمد اسحق الريفي
06/06/2009, 12:26 PM
حول استخدام التكنولوجيا في التعليم

أ.د. محمد اسحق الريفي

السؤال حول جدوى استخدام التكنولوجيا في التعليم لم يعد مطروحاً اليوم في أوساط المعنيين بتكنولوجيا التعليم، وإنما السؤال المطروح اليوم والذي يثير اهتمام العديد من الباحثين في هذا المجال يدور حول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في التعليم.

استخدام تكنولوجيا التعليم في التعليم قد يكون مضراً بالعملية الأكاديمية ومحبطاً للأساتذة والطلاب، ولا سيما في الأوساط العربية التي تفتقر إلى الخبرة والبنية التحتية التي تهيئ للجامعات الظروف المناسبة لاستخدام الحاسوب والبرامج التعليمية في التعليم، والتي تفتقر كذلك إلى ثقافة التعليم الذي يتمحور حول طموحات المتعلم وأهدافه وظروفه، وليس حول المؤسسة التعليمية والمناهج الدراسية والمعلم نفسه. ومع الأسف، تنظر كثير من الجامعات العربية وأساتذتها المهتمون باستخدام التكنولوجيا في التعليم إلى هذه العملية على أنها مجرد توفير أجهزة حاسوب وعرض وبرامج تعليمية في قاعات التدريس، وهي نظرة قاصرة وتنم عن عدم إدراك لأبعاد استخدام التكنولوجيا في التعليم.

ولذلك تجد معظم الجامعات العربية التي حاولت استخدام التكنولوجيا في التعليم قد اعترضت مسيرتها عوائق عديدة حالت دون تحقيق الجدوى التعليمية من استخدام التكنولوجيا في التعليم، فضلاً عن الإحباط النفسي للأساتذة والطلاب، وكذلك الخسائر الاقتصادية المتمثلة في إهدار الطاقات التي أنفقت عليها الجامعات أموالاً كثيرة للتدريب على إدارة برامج التعلم الإلكتروني وتصميم المساقات الإلكترونية وحل المشاكل التقنية المتعلقة بذلك...

كل ذلك يدفعنا إلى الحديث عن الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا التعليم في الجامعات، خاصة أن الأبحاث تؤكد أن استخدام التكنولوجيا في التعليم له فوائد جمة على الطلاب والأساتذة والمؤسسة التعليمية، إضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي تثبت أن الاستثمار في مجال التعليم المحوسب له جدوى اقتصادية كبيرة، وأنه يوفر فرصاً تعليمية لا يمكن توفيرها باستخدام التعليم التقليدي. في هذه المقالة المقتضبة، يجدر بنا التأكيد على أهمية صياغة المناهج الدراسية بطريقة تتناسب مع الغاية التي من أجلها تستخدم الجامعات تكنولوجيا التعليم، وأهمها تقديم تعليم يتناسب مع ظروف الطالب ويلبي طموحاته ويحقق أهدافه، ويؤهله للعمل بعد تخرجه في مجتمع يتزايد فيه استخدام التكنولوجيا في كل المجالات.

نبدأ بالحديث عن موضوع في غاية الأهمية، وهو تصميم المادة التعليمية بطريقة جديدة، ولا أقصد بذلك التصميم الإلكتروني فقط، وإنما كذلك المنهاج الدراسي، حيث يتم الاستعانة ببرامج الحاسوب لتوسيع أفق الطالب وتمكينه من الاستكشاف عبر المحاكاة وحل المسائل المعقدة، خاصة تلك التي تتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً، إضافة إلى تشجيع التواصل والتعاون بين الأساتذة والطلاب، وبين الطلاب أنفسهم، وبين الأساتذة في مجال تحسين المناهج الدراسية وتطوير طرق التدريس واستكشاف الوسائل الفعالة في استخدام التكنولوجيا التعليمية والقيام بالأبحاث العلمية...

كما تجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام طرق تدريس مناسبة، فاستخدام التكنولوجيا في التعليم يساعد على استحداث أساليب وطرق تدريس مبنية على فلسفة جديدة للتعليم وتزيد من تفاعل الطالب بالمادة التعليمية عبر تقديمها بصورة جذابة لاهتمام الطالب، وتعزز التعاون بين الطلاب لتحقيق أهداف المساقات عبر النقاش والمشاريع المشتركة وتبادل المعلومات، وتعمق التواصل بين الطلاب والأساتذة عبر برامج بيئات التعليم الافتراضي.

ولا شك أن هناك مشاكل تحول دون الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في التعليم في الجامعات العربية، ولا سيما في جامعات غزة، التي تعاني من الحصار ومشاكل التيار الكهربائي. فمثلاً، هناك مشاكل تقنية تتعلق بصعوبة الحصول على البرامج التعليمية، وصعوبة حل المشاكل التقنية، وافتقار الطالب إلى أجهزة حاسوب حديثة سريعة. وهناك مشاكل إدارية تتمثل في تمسك الجامعات بالأسلوب التقليدي لإدارة العملية التعليمية، وافتقار الجامعات إلى قاعات التدريس المناسبة لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، إضافة إلى مشاكل العدد الكبير للطلاب في القاعة الدراسية، مما يجعل ضبط العملية التعليمية ومتابعتها أمراً مستحيلاً. وهناك مشاكل منهاجية تتمثل في إساءة إعادة إنتاج المادة التعليمة التقليدية لإنشاء مساقات إلكترونية دون إجراء تعديلات في المنهاج يقتضيها الاستخدام الصحيح لتكنولوجيا التعليم، وعدم التقيد بمعايير التعليم المبني على استخدام الحاسوب، وعدم القدرة على المواءمة بين الشرح واستخدام التكنولوجيا في قاعة التدريس، وإساءة دمج الأجهزة في قاعة التدريس...

كل تلك المشاكل تحول دون تحقيق الجدوى التعليمية المرجوة من استخدام التكنولوجيا في التعليم، مما يقتضي إعادة النظر في هذا الموضوع في الجامعات العربية.

6/6/2009

محمود سلامه الهايشه
06/06/2009, 02:50 PM
فعلا أستاذنا الدكتور/ محمد الريفي
المشكلة ليست مشكلة استخدام التكنولوجيا في التعليم، ولكن المشكلة الاستخدام الأمثل لتلك التكنولوجيا للوصول إلى منتج تعليمي أفضل وخريجين على مستوى عالي تجه استخدام الثورة التكنولوجية..
ومازالت الجامعات العربية في حالة تدهور تكنولوجي حضاري كالعادة

فدى المصري
06/06/2009, 09:32 PM
سلام عليكم

تعد التكنولوجيا من الخطوات الجادة التي وضعت نظام التعليم العربي على مفترق طرق بين المكننة وبين الأطر التقليدية للمناهج وللأنظمة التلقينية التي سادت أنظمتنا فيما سبق ، ولكن تختلف أطر استخدامها وطرق الأستثمار هذه التكنولوجيا بين دولة عربية وأخرى ، لا ننكر تقاعس وتقلص حجم الاستفادة في النظام التربوي ولا سيما في المجتمع الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من آثار الحروب الممارسة بحق نظامه الداخلي ، مما شكل تردي الأنظمة الاجتماعية والخدماتية ككل ومنها النظام التعليمي ،
ولكن التجربة التي سادت نظام التعليم اللبناني الجامعي وما قبل الجامعي في تعميم نظام المكننة عبر العملية التعليمية ، قد حصدت بعض بوادر النتائج الاجابية ، وإنعكست بشكل فاعل في تفعيل اطر التحفيز لدى الطالب ، وتطوير بنيته الذهنية والفكرية ، رغم المشاكل التي اشار إليها د. محمد عبر مقاله هذا ، فالتجربة تحتاج لمزيد من السياسات التربوية التي تعمل على آلية فاعلة لاستثمار افضل لهذه التكنولوجيا ، رغم انها شكلت آداة وعنصر هام في آدائنا كأساتذة نستخدمها وفق طرق ناشطة اثناء عملية التعلم ، ونجاح اصدقائنا الجامعيين في تطوير بنية الشبكة التكنولوجية عبر الاختصاصات العلمية والانسانية كافة .

مع التحية