المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عربة الوداع !!



يحيي هاشم
13/01/2007, 09:38 AM
تجلس محنى الظهر في عربة تبدو أنها ضيقة , ولكنها تمتد أمامك إلى ما لانهاية .
مكانك ضيق ومحاط بالكثيرين قليل من تعرفهم , وكثير من تجهلهم .
العربة تسير بسرعة شديدة تنظر نحو السائق محاولا أن تجعله يبطىء بعض الشيء , ولكن يواجهك الفراغ اللانهائي من أمامك.
تتشبث بالهواء فتزداد شعورا بأنك ستهوى في حفرة عميقة .
المكان يضيق شيئا فشيئا والإختناق هو السمة السائدة .
تنظر من خلف النوافذ الزجاجية العملاقة التي لا تتناسب مع حجم العربة فترى أن ليلا يأتى يليه نهار , هما متتابعان بسرعة غريبة و بنفس السرعة تتغير ملامحك .
فجأة تتوقف العربة تسمع صوتا تعلم فيما بعد أنه صوت السائق ينادى على أسماء عديدة , يفتح باب العربة تلقائيا ليكشف عن خارج ضيق جدا ولكنه يتشكل مع كل اسم ليسعه .
يهبط الكثير , تتوهم أن المكان سيتسع لك وحدك ولكن في نفس لحظة الهبوط يصعد أكثر ممن هبط- يزداد ضيق المكان ويزداد الاختناق .
تسير العربة بسرعة أكبر يتوالى نهار يتبعه ليل وعقارب ساعتك لا تتوقف عن الحركة الدائرية السريعة مصحوبة بدقات مثل دقات قلبك .
تأتى امرأة من مكان ما بالعربة كلما اقتربت كلما زادت معرفتك بها حتى تتوحدا , فجأة تخرج من داخلك مصحوبة بطفل يتعلق بك تعرفه جيدا وتشعر بأنه قطعة منك .
فجأة تتوقف العربة بحركة لاإرادية تضم المرأة والطفل بقوة شديدة مرهفا السمع .
أسماء تتلى وأجساد تتجه بحركة آلية نحو الباب العملاق , يغلق الباب بعد صعود الكثيرين .
تشعر براحة مصحوبة بقلق , تنظر نحو الطريق وتلمح نهايته في الأفق البعيد فتزداد التصاقا بالطفل والمرأة .
حركة العربة مستمرة وتتابع الصعود ولهبوط يتم بانتظام عجيب .
فجأة ترتخي قبضتك تترك المرأة يدك وتجذب الطفل الذي ما عاد طفلا بعيدا عنك مديرين ظهرهما نحوك , تتوقف العربة , لا تنتظر أن تسمع اسمك , تتجه نحو الباب الذي يفتح لك تلقائيا تشعر وأنت تخرج منه أنه ثقب إبرة .
تنظر خلفك , كل من كانوا حولك يشيحون بوجههم عنك محاولين اللحاق بمكانك .
تدفعك الأجساد الهابطة , يتشكل المكان بالخارج عليك , تنظر نحو شخص صاعد وتلقى عليه التحية , ولكنه يصعد دون أن يعيرك اهتماما .
يحيي هاشم
19/1/2005

محمد البوهي
08/02/2007, 11:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله

قراءة في قصة (عربة الوداع)
للقاص / يحي هاشم
هوية النص : النص من النصوص الإجتماعية الملفع بالعظة والحكمة .

جاء النص بلغة فلسفية ، تتماشى مع فلسفة الدنيا ، تشبية الدنيا هنا بالعربة هو تشبيه موفق ، لأن بالفعل دنيا الانسان ماهي الا عربة توقفها محطات ، محطة الميلاد ، محطة الزواج ، محطة الإنجاب ، محطة الموت ، توازن دنيوى ، مولود جديد يتقابل معه موت إنسان ، وهكذا ، أما عن الاسماء والسائق ، كنت أتمنى الا يتم تشبيه ملك الموت بالسائق ، كنت أتمنى أن يكون المنادى هاتف مجهول ، أو صوت من السماء شىء من هذا القبيل ، لأن السائق هو رمز للقيادة ، والزعامة ، وليس رمزا للموت ، حيث أن الزعامة والقيادة تتناسب مع المزيد من الحياة .

العنوان : عربة الوداع ، كم كنت اتمنى أن يأتي العنوان مثلاً ( العربة ) دون الصاق صفة الوداع ، حيث أن الصاق هذه الصفة للعربة تؤدي الي ميلاد مبكر لوضوح الفكرة في ذهن القارىء

مجرد رأي ، من مجرد حرف

محمد

عبلة محمد زقزوق
08/02/2007, 12:05 PM
إبداع يجسد الحياة بمنظور أدبي قوي اللفظ متين البنيان يمتليء بالحكمة والرؤيا الصافية الصادقة .
تقديري وإحترامي لمداد الفكر الصائب الحكيم .
ومزيد من التقدير لشخصكم أخينا القاص والمفكر أ. يحيى هاشم

أسماء عايد
23/12/2008, 04:34 PM
بصيص نــورٍ يوقد بـ شــمعاتٍ فتنير

الدروب المظلمة وتمحو الآثار الضيقة .. لتفسح للعقل طريقاً من ضياء و نور ..

هكذا اجد نفسي بجوار الياسمين و معظم الزهور النقية ..

تماما كفرحتي بمروري من هنا .. في موضوعات سموك .


لذلك ..أستأذنك أن أجلس فى روضتك بعض الوقت
فيها راحة للقلب
راحة للعين
ومن أنفاسها وعبيرها راحه للنفس

غير أنني اشعر بـ أني مكسوة بالخجل الآن فأنا في حضرة " سيادتك"

يتقازم كل ما في الكون حين أقف بكلماتي الي جوار كلماتك ..

أمان من الله لروحك

و شكرا لـ معاليك علي الابداع

حفظك الله اخي الفاضل




كل الخير لك