المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يكون الكلب "bo" وسيطا في قضايا شرقنا الأوسط



علي مغازي
09/06/2009, 10:01 PM
عندما يكون الكلب "bo" وسيطا في قضايا شرقنا الأوسط
رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما

بقلم:علي مغازي
سيدي باراك حسين أوباما..
ادخلْ إلينا فإننا خارجون عنكَ وعمّن يصفّق لك..
تكلّم فإننا لنْ نسمعك. .
لقد كانت تلعثمات سلفك جورج بوش الابن ومطباته اللغوية تضحكنا حتى البكاء..
اليوم؛ خطابك الفصيح الحريري المنمّق يبكينا حتى الضحك. . .
ما أتعسنا بك يا ضيفنا الكبير القاهر..
تطلّ إلينا من كوة زنزانتنا الكبيرة، القاهرة، وتتشفى في أوجاعنا، بينما نحن نئن تحت ضربات سوط مضيفك.، حليفك السجان، وائد الديمقراطية.. منتهك حقوق الإنسان.. داعم القتل المجاني باسم القانون.. راعي الملاحقات والمضايقات البوليسية.. خانق كل نفس معارض، كاتم كل صوت حر.. ذابح الأحلام في أعيننا الدامعة..
تكلم فإننا لن نسمعك.. لأنك تبيع مبادئ أمريكا النبيلة (التي لا وجود لها إلا في قواميس كتاب خطاباتك) وتشتري مصالح نظامك المتواطئ مع الرماد ضد وردة الحرية، المتحالف مع ديكتاتوريات الشرق الأوسط، المساند لاستمرارها.. ضدنا نحن أصدقاء الشمس...
بأي وجه تطل علينا وتدعونا لكلمة سواء بيننا وبينك، فيما يقف إلى جانبك قطيع من الاستبداديين، الشموليين، السطحيين، المتعالين.. الذين كبسوا على أنفاسنا أكثر من ربع قرن كانوا فيها يرقصون على جثثنا ونحن نلطم.. يتفننون في سلب أرواحنا وتشويه عقولنا، ونحن نصرخ ولا من يجيرنا، نشروا ثقافة التطرف وغذوا ينابيعها في المدارس والمؤسسات الإعلامية والمساجد حتى تربى جيل بكامله على مرجعياتها، فما إن تحول هذا الجيل إلى حركة منظمة حتى كانوا في انتظاره بأجهزتهم الأمنية المدججة بالحقد والرصاص، عذبوا رموزه ونشطائه والمتعاطفين معه وأهانوهم وانتقموا من أهلهم ونسائهم وأطفالهم ثم زجوا بهم في السجون والمعتقلات لسنوات طويلة حتى اكتملت نزعتهم الإرهابية فأطلقوا سراحهم ليستنجدوا بقانون الطوارئ الذي طالما مددوه لحماية مصالح نظامهم المستبد.. بذريعة مكافحة الإرهاب.. مثلما فعل من سبقوهم بحجة الصراع مع إسرائيل ومقاومة الاستعمار ومواجهة الامبريالية ومناهضة الشيطان الأكبر..
يا ضيفنا الأكبر... لن نسمعك فقط سقط الإرهاب مثلما سقطت حجة معاداة إسرائيل باتفاقية سلام موقعة وسقطت هيبة الوطن وتهاوت مؤشرات النمو الاقتصادي وحترق "المسرح القومي" ومبنى "البرلمان" وغرقت سفينة "السلام" وانهار "جبل المقطم" على رؤس الأبرياء وتمرغت سمعة الدولة في الوحل. ولم يسقط قانون الطوارئ، هذا القانون الذي تتمشى أنت اليوم في رحابه بينما نأوي نحن إلى جحورنا كالفئران لنترك لك فرصة الوقوف مع مغتصبي حلمنا الجميل لأخذ صورة تذكارية تبدو فيها راضيا على كل شي بينما تنسى أننا حانقون عليك.. مخذولون فيك لأنك تصافح يدا تمتد إليك باسمنا.. وهي ذاتها اليد التي استلمت أعناقنا خشونتُها الناعمةُ منذ عام 1981 ليتغير شكل هذا الخنْق بوضع قفازات مقطّنة من الداخل مدببة من الخارج وذلك عام 2005، أثناء الحملة الانتخابية لمضيفك الكريم. الذي يستثمر زيارتك له ليُحكم قبضة أجهزته الأمنية على شعب "غلبان" بالكاد يحصل على لقمة العيش..
بأي وجه تطل علينا لتصالحنا بينما لم تحقق من عهودك لنا ولكل العالم سوى انك اخترت بالفعل كلبك الرئاسي "bo" لتقدمه هدية لابنتيك "ساشا" و"ماليا" مثلما وعدتهما خلال حملتك الانتخابية..؟ غير ذلك لم تفعل أي شيء.
ماذا سيحمل لنا خطابك من القاهرة أكثر مما حمل خطابك عن كلبك الرئاسي المحظوظ والذي يشبهك إلى حد كبير فهو هجين مثلك، خال من أصالة العرق الأمريكي، يتمتع بمزايا متفردة تؤهله أن يكون وسيطا في قضايا شرقنا الأوسط الذي ما زالت تحكمه أغلبية ساحقة ماحقة بنسبة 93.79% كما في عام 1999، وبنسبة 96.3% عام 1993. وكل هذا من أصوات ناخبين لا وجود لهم في هذه الحياة؟.