المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياتك قارورة من زجاج فأملأها بالأهم ثم المهم



محمد خلف الرشدان
10/06/2009, 03:22 PM
ما اصعب ان تبكي بلا دموع ما اصعب ان ترحل بلا رجوع
أنت اذا لم تضف شيئا" في هذه الحياة فأنت عبئا" عليها
الانسان ماض وحاضر ومستقبل يوم مضي لن يعود اليك أبدا"، ويوم أنت فيه لا يدوم عليك أبدا، ويوم مستقبل لا تدري ما حاله وما أهله .

لا بد للانسان العاقل المفكر أن يترك بعد رحيله عن هذه الدنيا اثرا" من آثاره أثرا" تستفيد منه الأجيال القادمة ويذكرونه من خلاله ويترحمون عليه ليبقى اسمه خالدا" ما بقيت هذه الدنيا الفانية فاياك اياك ان تموت دون ان تترك بصماتك لتكون نبراسا" وشعلة متقدة لمن يأ توا من بعدك على مر الأزمان وعندها تكون قد أرضيت ضميرك ونمت في قبرك قرير العين

ثم عليك ان تنتقي وتختار ما يفيدك في دنياك ويستفيد منه الناس من بعدك لتكون ذكرى فالذكرى مشعلا" متوقدا" ما بقيت ودليلا" وهاجا" في سفر الحياة وخلودا" ما بعده خلود

فحياتك قارورة من زجاج فأملأها بالأهم ثم المهم و ركز على ما ينفع الناس ويجلب لهم السعادة ففي سعادتهم سعادتك وهنائك وتعلم من النحلة والنملة حياتهما التعاونية فهي تفني نفسها في سبيل الغير من بني جنسها ، الكل يعمل وينجز والكسل مشطوب من قاموسها .

حياتنا الدنيا قصيرة جدا" ثم الموت وما أدراك ما الموت انه نهاية البشر قدرا" محتوما" لا مفر منه لا يفلت منه الشريف والوضيع وهو من سنن الحياة التي لا تتغير ولا تتبدل . البشر يتساوون بالموت والفناء، ولكنهم في الذكرى يختلفون ويتميزون بدرجات متفاوته .

دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني فأستغل هذه الدقائق والثواني ايما استغلال
ونظم أمور حياتك وبرمج يومك واسأل نفسك عندما تخلد الى النوم ماذا أنجزت وماذا حققت
فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فلا تضيعه هدرا" وعليك بالتأني في معالجة أي معضلة تواجهك وعليك بالحكمة والعقل وبعد النظر واستشراف المستقبل واعلم بأن التسرع في معالجة المعضلات نتائجه وخيمة ، وكن قليل الكلام واذا تكلمت فلا رفث ولا فسوق وانما درر ولئالأ وحكمة واتزان ومن تأنى أدرك ما تمنى وجميل منك أن تبتسم لمن يحدثك فهي علامة المودة والحب والحنان والاحترام .

والزمن لم يترك لنا أحدا" يعيش خالدا فالخلود من صفات الخالق فصفة التجديد حكمة بالغة رائعة مدهشة ففي التجديد تتجدد الحياة والعقل والخبرة لتأخذ الحياة منحى جديد .

الذين رحلوا عن هذه الدنيا صنفان صنف غادر هذه الدنيا ولم يترك لنا شيئا من بعده سواء"خير أم شرا" فتم نسيانه بتقادم الزمن ولم يعد احدا يذكره وهلك وهلك ذكره معه .

وصنف وضع بصماته في حياته فسجل له التاريخ هذه البصمات فبقي ذكره وخلدته الاجيال من بعده ان كان خيرا" حمدوه وان كان شرا لعنوه ثم درسوا فقبورهم دوارس ورحلوا عن الدنيا منهم غير مأسوف عليه ومنهم من لا يزال الناس يذكرون أفعالهم ومحاسنهم ويقرأون عنهم ويترحمون عليهم والتاريخ لا يرحم أحدا أبدا وهو متداول بيننا ما بقيت الدنيا ,

والزمن حفظ لنا أسماء المفكرين والعباقرة والفلاسفة والكتاب والادباء والمخترعين الذين أسهموا في تقدم ونهضة أزمانهم واوطانهم وها نحن نقرأ عنهم أو نقرأ لهم ونتعلم منهم ونأخذ العبر والدروس كي نمضي قدما" في هذه الحياة لتكون معالم ومشاعل نور نهتدي بها اذا ما ادلهم الخطب وحار الدليل واحلولكت الدنيا فهم النجوم الزاهرة وعبق التاريخ سعوا للمجد فسعى المجد اليهم فهم الشامخون الخالدون وسيبقون في الذاكرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها فطوبى لهم وحسن مآب .