المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدرسة التاريخية والاثارية العراقية تفقد أحد اعمدتها ..رحيل الدكتور تقي الدباغ 1925-2009



ابراهيم خليل العلاف
10/06/2009, 05:56 PM
المدرسة التاريخية والاثارية العراقية تفقد أحد أعمدتها ..رحيل الدكتور تقي الدباغ (1925-2009 )

ا.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل

تناقلت وكالات الأنباء مساء الحادي والثلاثين من مايس –أيار 2009، خبر وفاة الاثاري والمؤرخ العراقي الكبير الأستاذ الدكتور تقي الدباغ ،وذلك في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن ..وقد عرفت الدكتور الدباغ، منذ أن كنت طالبا في جامعة بغداد أوائل الستينات من القرن الماضي، وازدادت معرفتي به في الثمانينات عندما كنا ننجز معا كتبا وموسوعات ثقافية عامة اضطلعت وزارة الإعلام العراقية بنشرها، واغلبها يدور حول حضارة العراق وتاريخه ،وكان الدكتور الدباغ مثالا للطيبة والتواضع لذلك حظي باحترام تلاميذه وزملائه وأصدقاءه .

أكمل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية،والتحق بدار المعلمين العالية المؤسسة منذ 1923 ببغداد، وتسمى اليوم كلية التربية ، وتخصص بالتاريخ وتخرج سنة 1949، وحصل على الليسانس بمرتبة الشرف، وبعد تخرجه عمل بالتدريس في عدد من المدارس المتوسطة والثانوية ثم حاز على بعثة علمية خصصتها وزارة المعارف (التربية )وسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد وبعد عودته إلى الوطن، انضم إلى الهيئة التدريسية في(( كلية الآداب والعلوم))، ليسهم مع زملائه من الأساتذة البارزين في وضع وترصين أسس المدرسة التاريخية والاثارية العراقية .ومن زملائه الدكتور فيصل الوائلي والأستاذ طه باقر والأستاذ فؤاد سفر .
حصل الدكتور تقي الدباغ على الأستاذية ودرس موادا مختلفة منها الانثروبولوجيا، والآثار، والتاريخ القديم، وعين رئيسا لقسم الآثار، ولأكثر من 10 سنوات ثم أصبح عميدا لكلية الآداب فنائبا لرئيس جامعة بغداد وأمينا عاما لمجلسها، ولم ينقطع عن التدريس والتأليف والإشراف على طلبة الدراسات العليا بالرغم من استمرار يته بالعمل الإداري وقد تسلم رئاسة قسم الآثار فيها. كما شغل منصب الأمين العام لجامعة بغداد. وكان ،كما يقول الصديق الأستاذ حميد المطبعي في موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ،عضوا في جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين كما كان عضوا في اتحاد المؤرخين العرب وقد نشر العديد من البحوث والدراسات العلمية في المجلات العراقية والعربية والأجنبية كما ألف أكثر من( 10) كتب منها :
1.تاريخ الآثار بحلقات الأشجار سنة 1979
2.الفكر الديني في آسيا الوسطى سنة 1979
3 .مقدمة في علم الآثار سنة 1981
4.علم المتاحف سنة 1981
5.عصور ماقبل التاريخ (بالاشتراك ) سنة 1983
6.طرق التنقيبات الأثرية سنة 1983
7.علم الإنسان الطبيعي سنة 1984
8.الوطن العربي في العصور الحجرية سنة 1988
9.المدينة والحياة المدنية سنة 1988
10.الفكر الديني القديم سنة 1992
رصد الدكتور صباح نوري المرزوك جانبا من إنتاج الأستاذ الدكتور تقي الدباغ ومنها بحوثه التالية :
1.وضع الوثنية القديمة في حوض البحر المتوسط ونشر في مجلة كلية الآداب –جامعة بغداد العدد2 ،1978
2.الآثار وتدجين الحيوان ونشر في مجلة كلية الآداب –جامعة بغداد 1981
3.آلهة فوق البشر ونشر في مجلة سومر العدد 23 ،1971
4 .بعض مظاهر الفكر الديني القديم في بلاد الشام ونشر في مجلة كلية الآداب ،جامعة بغداد 1978
5.تطور الإنسان ونشر في مجلة بين النهرين السنة 9 العدد 35 ،1981
6.تطور بدايات البشر ونشر في مجلة بين النهرين السنة 10 ،العددان 37-38 ،1982
7.تلف الآثار ونشر في مجلة الأستاذ التي تصدرها كلية التربية –ابن رشد المجلد 3 العدد 1 ،1980
لقد أسهم الأستاذ الدكتور تقي الدباغ في تحرير موسوعات عديدة منها (موسوعة العراق في التاريخ) و (موسوعة حضارة العراق )التي طبعت بدار الحرية ببغداد (13 )مجلدا بعدد من البحوث منها بحوثه عن :(البيئة الطبيعية والإنسان )في العراق ،و( الآلات الحجرية ) و(الثورة الزراعية والقرى الأولى ) و(الفخار في عصور ماقبل التاريخ ) .كما أسهم في تحرير( موسوعة الموصل الحضارية )التي أصدرتها جامعة الموصل ب(5) مجلدات سنة 1991 بعدد من البحوث منها بحوثه عن (منطقة الموصل القديمة من القرية إلى المدينة ) ،و (الزراعة في عصور ماقبل التاريخ ).
لقد فقدت المدرسة الاثارية والتاريخية العراقية المعاصرة برحيل الدكتور تقي الدباغ علما من أعلامها وأستاذا فذا من أساتذتها.
نقل عنه الأستاذ المطبعي اعتزازه بالعراق، وعظمته ،وتقديره لدوره التاريخي والإنساني، ومما كان يردده أن العراق يشبه( طائر العنقاء الأسطوري)، فكلما تعرض للنار المحرقة خرج من جمرها ورمادها أقوى جناحا، واقدر على العلو والتسامي ..والعراق في فترات التاريخ المتعاقبة يعطي لهذه الأسطورة دلالة وعمقا .فقد وضع التاريخ على ارض العراق بصماته الزاهية ... وقمين بنا أن نذكره ،ونتمثل أخلاقه الطيبة، ونستفيد من آثاره، وقد يتفرغ أحد طلبته لكتابة أطروحة علمية عنه وعن انجازاته، فهو يستحق الذكر والتكريم والذكر للإنسان كما يقال حياة ثانية له .