مُحمد صلاح الدين
11/06/2009, 05:15 PM
لم يَنَمْ جفني و الحبيبُ ينامُ = لم أرَ النُّورَ و الطَّريقُ ظلامُ
و كأنَّ الجوى يُراقبُ قلبي = في سُهادي ، و للهوى أحكامُ
ليتَهُ يسمعُ الأنينَ بصدري = أو تعي من فوقِ الضُّلوعِ سهامُ
تَعِبَتْ من تعذيبِهِ أعيني ، فالْـ = ـعينُ كالكأسِ ، و الغَرامُ رَغامُ
و رأيتُ الأنامَ من سحرِهِ صا = روا نياماً تَسوقُهمْ أحلامُ
أصبحوا في سجونِهِ لم يروا صُبـ = ـحاً ، و في الليلِ تنـزفُ الأقلامُ
و لَهُ ماءٌ من بحورِ دموعٍ = نبعُها العينُ ، موجُها الأسقامُ
و بِهِ جيشٌ يغمرُ الأرضَ ، إن كنـ = ـتَ على ضعفٍ يحتويكَ حُسامُ
تاهتِ النَّاسُ في مدائِنِهِ ، بَلْ = تاهَ قِدْماً في وصفهِ الإلهامُ
وَقَفَتْ أقدامُ الشُّجاعِ بهِ خو = فاً ، و لم ينفَعْ قلبَهُ الإقدامُ
ذاقَ صاباً من حيرةٍ و عذابٍ = فَتَمَنَّى لو أنَّهُ أوهامُ
و تمنَّى أن يغمدَ الحُبُّ سيفاً = كم جروحٍ مَضَتْ و لا تلتامُ !
يا غرامي ، لن ينمَحي فيكَ شِعري = أو تُوارى من صفحتي الآلامُ
جاءَ من بعدِكَ الرَّبيعُ فلم أشـ = ـعرْ بهِ ، ما زالَ الشِّتا و الغَمامُ
أنتَ شمسٌ و لم تَغِبْ عن عُيوني = كيفَ تنأى عن ضوئِها الأجسامُ ؟!
و لكلِّ الخُطوبِ سَدٌّ و رَدٌّ = غير حُبِّي ، فليتَ فيهِ زِمامُ
يجلدُ الظَّهرَ بالسِّياطِ و يمضي = يُسهِرُ الجفنَ في الضَّنى و يَنامُ
فإذا نمتَ رغمَ صحوِكَ ضعفاً = سوفَ تأتي في نومِكَ الأحلامُ
سوفَ تمشي في غيهبِ الحُلمِ ليلاً = أو إلى أُسْدٍ ظِلُّها الآجامُ
و ترومُ البدرَ البعيدَ و تشكو = من طريقٍ يعمُّهُ الإظلامُ
لستُ أهذي ، فإنَّهُ صارَ وهماً = يا تُرى ، هل تنالُهُ الأفهامُ ؟!
محمد صلاح الدين
و كأنَّ الجوى يُراقبُ قلبي = في سُهادي ، و للهوى أحكامُ
ليتَهُ يسمعُ الأنينَ بصدري = أو تعي من فوقِ الضُّلوعِ سهامُ
تَعِبَتْ من تعذيبِهِ أعيني ، فالْـ = ـعينُ كالكأسِ ، و الغَرامُ رَغامُ
و رأيتُ الأنامَ من سحرِهِ صا = روا نياماً تَسوقُهمْ أحلامُ
أصبحوا في سجونِهِ لم يروا صُبـ = ـحاً ، و في الليلِ تنـزفُ الأقلامُ
و لَهُ ماءٌ من بحورِ دموعٍ = نبعُها العينُ ، موجُها الأسقامُ
و بِهِ جيشٌ يغمرُ الأرضَ ، إن كنـ = ـتَ على ضعفٍ يحتويكَ حُسامُ
تاهتِ النَّاسُ في مدائِنِهِ ، بَلْ = تاهَ قِدْماً في وصفهِ الإلهامُ
وَقَفَتْ أقدامُ الشُّجاعِ بهِ خو = فاً ، و لم ينفَعْ قلبَهُ الإقدامُ
ذاقَ صاباً من حيرةٍ و عذابٍ = فَتَمَنَّى لو أنَّهُ أوهامُ
و تمنَّى أن يغمدَ الحُبُّ سيفاً = كم جروحٍ مَضَتْ و لا تلتامُ !
يا غرامي ، لن ينمَحي فيكَ شِعري = أو تُوارى من صفحتي الآلامُ
جاءَ من بعدِكَ الرَّبيعُ فلم أشـ = ـعرْ بهِ ، ما زالَ الشِّتا و الغَمامُ
أنتَ شمسٌ و لم تَغِبْ عن عُيوني = كيفَ تنأى عن ضوئِها الأجسامُ ؟!
و لكلِّ الخُطوبِ سَدٌّ و رَدٌّ = غير حُبِّي ، فليتَ فيهِ زِمامُ
يجلدُ الظَّهرَ بالسِّياطِ و يمضي = يُسهِرُ الجفنَ في الضَّنى و يَنامُ
فإذا نمتَ رغمَ صحوِكَ ضعفاً = سوفَ تأتي في نومِكَ الأحلامُ
سوفَ تمشي في غيهبِ الحُلمِ ليلاً = أو إلى أُسْدٍ ظِلُّها الآجامُ
و ترومُ البدرَ البعيدَ و تشكو = من طريقٍ يعمُّهُ الإظلامُ
لستُ أهذي ، فإنَّهُ صارَ وهماً = يا تُرى ، هل تنالُهُ الأفهامُ ؟!
محمد صلاح الدين