المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة شباب التغيير من مصر إلى أوباما .. الرسالة الأقوى والأكثر جرأة على الإطلاق



محمد البرهامي
11/06/2009, 11:41 PM
الزملاء والزميلات الأفاضل أعضاء المنتدى


تحياتنا لكم ... وبعد،

انطلاقاً من رؤيتنا لأهدافنا الأساسية لــ "الحملة العربية لدعم أوباما .. ضرورة والتزام أخلاقي" والمتمثلة في :


1. إننا علينا اليوم كأجيال عربية ومصرية صاعدة تسعى للتغيير أن نضع بأنفسنا رؤيتنا لمستقبلنا سواء حول أنظمة حكمنا السياسية بالداخل أو علاقتنا بدول العالم الخارجي وشعوبه.

2. إن وصول أوباما بما يحمله من أفكار للبيت الأبيض هو مؤشر قوي على حدوث تغيير فعلي في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية.

3. إن التواصل مع العالم المتحضر وشعوبه أصبح اليوم لنا كأجيال مقهورة تسعى للتغيير ضرورة لا غنى عنها.

فتحت شعار "حوار جيل لجيل .. دعاة تغيير مع دعاة تغيير" كان خطابنا التالي الذي أرسلناه لأوباما يوم 2 يونيو 2009 قبل إلقاء خطابه بالقاهرة، وذلك عبر "الحملة العربية لدعم أوباما" على الإنترنت وهي الحملة الأولى والأكبر من نوعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والتي بدأت في مايو 2008 لدعم أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، والذي بدوره وجه شكره لنا قبل أسبوع من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية بعدما ترامى إلى أسماعه أنباء هذه الحملة قائلاً في أحد جولاته "أنه يتفهم مطالب شباب الحملات العربية التي تدعمه وسيسعى إلى التجاوب معها". ويمكنكم أن تتطلعوا على صفحة الحملة على الفيس بوك والانضمام لها ومشاركتنا في تفعيل بنائها .. من خلال الرابط التالي :
http://www.facebook.com/group.php?gid=21306385338

يمكن لكم أيضاً تحميل نسخة إليكترونية مميزة بالغلاف الملون من "رسالتنا إلى أوباما .. والشعب الأمريكي" للاحتفاظ بها على جهازكم أو إعادة إرسالها لأصدقائكم .. من خلال الرابط التالي :
http://rapidshare.com/files/240539509/to_obama.pdf

نعلم أنه سيكون هناك البعض ممن يرفض والبعض ممن ينتقد والبعض ممن يراه لا فائدة منه، ولكن نعلم أيضاً أننا ندرك أن هناك تغيير وأن علينا كأجيال شابة أن يكون لنا منطقنا في الحوار مع أجيال العالم وخصوصاً التي تسعى للتغيير، ونحن نتطلع إلى تعليقاتكم بالإضافة إلى مساهمتكم معنا في ترجمة نص الخطاب للأهمية الشديدة.

والآن إليكم نص الخطاب الذي علق البعض عليه بأنه اقوي ما كتب في خلال الفترة الماضية، في إطار التنظير لعلاقة أجيال التغيير الصاعدة بمصر والمنطقة العربية مع أجيال التغيير الصاعدة بالولايات المتحدة الأمريكية والتي أتت بأوباما إلى البيت الأبيض .. نص الخطاب :



http://www.wata.cc/forums/imgcache/7857.imgcache.jpg



السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية / باراك أوباما

انطلاقاً من إدراكنا - نحن الأجيال المصرية الصاعدة - لدورنا ومسؤولياتنا الحالية والمستقبلية وبكل ما تحمله من تحديات فإننا نرحب بك في مصر التاريخ والحضارة ممثلاً ورئيساً للأمة الأمريكية.

تزداد قناعتنا اليوم أننا كنا على حق حين رصدنا ثورة التغيير الصاعدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولم نخضع لكل دعوات الكراهية في منطقتنا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والتي نظن - ولنكن صرحاء - أن منها ما هو مبرر ومفهوم لدينا دوافعه وان منها الكثير غير المبرر.

تحت شعار "حوار جيل لجيل .. دعاة تغيير مع دعاة تغيير" أطلقنا حملتنا الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط "الحملة العربية لدعم أوباما" على شبكة المعلومات الدولية في منتصف مايو 2008 لنؤكد على رؤيتنا بأن أمريكا اليوم بأجيالها الصاعدة تسعى للتغيير وان علينا واجب أخلاقي تجاه دعم هذا التغيير، وان هذا الدعم يمثل ضرورة في ذات الوقت لنا كشعوب تعيش في تلك المنطقة وكأجيال شابة صاعدة تؤمن بالتغيير وتسعى من أجله.

إن تذكركم واعتباركم بآبائكم المؤسسين ودستوركم الذي يسعى لتأمين حكم القانون وحقوق الإنسان وامتثالكم لتلك المثل والقيم الإنسانية العليا وعدم تخليكم عنها بحجة ذرائع نفعية هي محط أنظارنا بشكل مستمر، وقد تابعنا منذ بداية ولايتكم الكثير من الخطوات الداخلية التي تؤكد على التزامكم بهذا النهج الذي أعلنتموه في خطاب تنصيبكم الرئاسي الملهم.

نقدر كثيراً قراركم العاقل بغلق معتقل جوانتنمو والذي اضر كثيراً ليس فحسب بصورة الولايات المتحدة الأمريكية ولكن اضر أيضاً كثيراً بمبادئ حقوق الإنسان على مستوى العالم، لقد تابعنا السجال الداخلي لديكم حول هذا الأمر وتأثرنا كثيرا بثبات موقفكم المنحاز للقيم الإنسانية والقانون، وكذلك فإن انضمامكم لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هي خطوة كان على الولايات المتحدة أن تأخذها منذ وقت طويل، وفي ظل متابعتنا للشأن الأمريكي الداخلي فإننا نعبر عن تأثرنا كباقي شعوب العالم بذلك القرار الجريء في يومكم الأول لتسلمكم مهام الرئاسة بإيقاف تعامل أي فرد من إدارتكم مع مختلف اللوبيات للحد من تأثيراتها السلبية على عملية صنع القرار لديكم.

ولعل ما تقدم من نقاط ايجابية تحققت لديكم بالداخل الأمريكي تحقيقاً لوعدكم للشعب الأمريكي بالتغيير - وهو محط أنظار واهتمام العالم بأسره - يدعونا لفتح حوار عقلاني وحضاري من خلالكم بين جيل التغيير بالولايات المتحدة الأمريكية وأجيال التغيير بمنطقتنا حول الخلافات الجوهرية التي تهم أجيالنا الصاعدة في مصر ومنطقتنا العربية والشرق أوسطية، حيث نرى أن دعمكم للأنظمة الاستبدادية وقضية فلسطين واحتلال العراق تأتي كأولويات حاسمة تتعلق بمصير شعوب المنطقة ومستقبل وأحلام تلك الأجيال الصاعدة.

ففيما يتعلق بالعراق فإننا نأسف أشد الأسف على مئات الآلاف من الضحايا من إخواننا العراقيين الذين سقطوا ضحايا للغزو الأمريكي للعراق والعنف الطائفي الذي اكتاح البلاد عقب هذه الحرب الغير مبررة، فإننا نتطلع الآن لالتزامكم بالانسحاب المسئول للقوات الأمريكية من العراق وإنهاء احتلاله وترك العراق لشعبه، وكذلك نتطلع اليوم جميعاً لجهود جميع الإطراف الصادقة لدعم الشعب العراقي ونبذ العنف وتعزيز ديمقراطية العراق الناشئة.

لقد ورثنا نحن الأجيال الصاعدة صراعاً مريراً بالمنطقة العربية حيث وجود إسرائيل، إن قضية فلسطين ببُعدها العربي والإسلامي والدولي تحتاج اليوم حكمة جميع أطراف المجتمع الدولي للخروج بأفضل صيغة لوقف نزيف الدماء بالمنطقة ووقف حالة التوتر التي سادت المنطقة لعقود نشأت خلالها أجيال على هذا الصراع المرير.

وان كان انطلاقنا في خطابنا هذا استناداً على عقول متفتحة، فإن الصراحة المباشرة هنا لا مفر منها، حيث نؤكد على هذه الحقيقة القائلة بأن جميع شعوب المنطقة وأجيالها الصاعدة دائماً ما شعرت بانحياز أمريكي غير مبرر للجانب الإسرائيلي طوال هذا الصراع، وهو ما عزز النظرة السلبية الشديدة في المنطقة في كثير من الأحيان تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.

إن معاناة أجيال بعد أجيال من الشعب الفلسطيني لهي معاناة تؤلمنا حقاً نحن أجيال الشعوب العربية والإسلامية، فمخيمات اللاجئين المنتشرة في دول المنطقة وشتات الشعب الفلسطيني وتلك الدماء المسفوكة والتي نطالعها شبه يومياً منذ أن تفتحت أعيننا لهي قضية ضمير دولي وجب عليه أن يتحرك وان يضع حد لهذه المعاناة اللامتناهية لتلك الأجيال، ضامناً لهم اقل الحقوق التي كفلتها الشرعية الدولية من حق العودة للاجئين الفلسطينيين وانسحاب لحدود 1967 بما فيه القدس الشرقية وما تمثله من قيمة دينية لشعوب المنطقة والعالم الإسلامي والمسيحي.

نعلم أن القضية الفلسطينية تحمل الكثير من التعقيدات السياسية والأخلاقية وربما الأبعاد الدينية، لكن مع ذلك لم يكن هذا مبرر لان تظل القضية الفلسطينية بدون تسوية حتى الآن وان تدفع أجيالنا ثمن مضاعف مرتين، فثمن التوتر والحروب هو ثمن يدفعه البعض في المنطقة من دمائهم والبعض الأخر يشاركهم فيه بالدفع من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أما الثمن الباهظ الأخر فهو استخدام الأنظمة الاستبدادية بالمنطقة لهذه القضية الحساسة بالنسبة لجميع شعوب المنطقة لتبرير فرض تسلطها على تلك الشعوب وقمعها وقمع الأجيال الصاعدة وفرض قوانين طوارئ على مدار عشرات السنوات.

إننا نحذر أن تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي لا يمكن أن تتم مع شعوب مسحوقة أو باسم شعوب مسحوقة لأنها ستظل اتفاقيات هشة ستضطر بعدها أمريكا والغرب بأن تستعين بحلفائها من الأنظمة الديكتاتورية دوماً لحماية هشاشة هذه الاتفاقيات وهو بالتالي ما سيجعل منطقة الشرق الأوسط تظل منطقة مضطربة وهو ما يهدد امن المنطقة وأمريكا والعالم أجمع.

إن السلام الحقيقي هو ما تصنعه الشعوب الحرة الديمقراطية القادرة على اتخاذ القرار، أما الأنظمة الاستبدادية فلا تصنع إلا سلاماً افتراضياً لا يخدم إلا بقائها فقط، وهكذا تتأكد الحقيقة القائلة بأن حرية شعوب المنطقة العربية والشرق أوسطية وإقامة ديمقراطيتها هي متلازمة حتمية مع أي رؤية جادة تُطرح للتسوية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي، وهو الطريق الوحيد لمعادلة امن أممي لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم لكي ينعم بالسلام.

إن تضليل بعض الأنظمة السياسية لشعوبها هو أمر جد خطير، حيث نعلم تمام العلم كم التضليل الذي تعرض له الشعب الأمريكي في ظل الإدارة الأمريكية السابقة فيما بعد هجمات سبتمبر الإرهابية والتي أدنها بشده، ولاسيما حول مبررات الحرب على العراق، ونتابع الآن باهتمام شديد سعي إدارتكم الحالية إلى استعادة التوازن القيمي للولايات المتحدة مرة أخرى اعتماداً على مخزون القيم المتراكم في تجربة أمتكم، مبتعدين أنتم في ذلك تماماً عن هذا الاختيار المضلل ما بين أمنكم ومثلكم العليا والذي أكدتم على رفضه في خطاب تنصيبكم الرئاسي.

إننا في مصر كذلك تعرضنا ونتعرض لتضليل مستمر ما بين تخيرنا بالديمقراطية المقرونة بالفوضى أو الاستقرار المقرون بالاستبداد، لقد سعى هذا النظام الحاكم على مدار سنوات طوال لحماية بقائه بكل ما أوتي من نفوذ استمده من قهره لشعبه وإرهابه للعالم بإدعائه بأنه البديل الوحيد الضامن لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، فقد حاول هذا النظام أن يجعل من ترويجه لهذا الاختيار المضلل ما بين الديمقراطية أو الاستقرار واقع سياسي يفرضه على الجميع مضحياً بهذه المعادلة السياسية الفاسدة بحق أجيال من المشاركة الفعلية في الحكم وصنع القرار.

إن هذا النظام المدعي المدنية فقد توازنه تماماً عندما حاول أن يوهمنا ويضللنا نحن والعالم مرة أخرى وأخيرة بادعائه أن شعب عظيم كان في يوم من آلاف السنين منبع للحضارة الإنسانية على وجه الأرض ويبلغ اليوم الثمانين مليون نسمة أن هذا الشعب لا يوجد فيه من يصلح لتولي مقاليد الحكم غير فرد أوحد أو نجله !! إن هكذا إدعاءات لا يمكن أن يقبلها لا الشعب المصري العظيم ولا قوى العالم الحر المدنية.

وقد قررنا نحن كطليعة للأجيال المصرية الصاعدة ألا نكون عاجزين وألا تقف حدود التسلط والقهر في وجهنا، إن التحالف الغير مرئي لقوى القهر والفساد والجهل صنعت من حولنا لسنوات طوال جدران وأسوار من العزلة عن العالم المتحضر ومنظومة قيمه الإنسانية، كما صنعت من قبل نفس القوى جدران وأسوار لتعزلنا نحن الأجيال الصاعدة عن إدراكنا لحقوقنا الإنسانية والمدنية بأشكالها المختلفة في أوطاننا، تلك الجدران عززت ثقافة إنكار الآخر والكراهية والتطرف في بلادنا، ولقد حان الوقت لكي تنهار هذه الجدران الوهمية وتزول للأبد.

لقد قلتم في خطاب تنصيبكم الرئاسي يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني/ يناير 2009 لأولئك الذين يتمسكون بالسلطة عن طريق الفساد والخديعة وإسكات الرأي المخالف عليهم أن يعلموا أنهم على الجانب الخاطئ من التاريخ وأنكم ستمدوا أيديكم إليهم إذا كانوا مستعدين بأن يرخوا قبضتهم، وقد قدرنا لكم خطوتكم هذه منذ اليوم الأول.

ولكن اليـــوم نحن طليعة الأجيال الساعيـة للتغيير في منطقتنـا العربية والشرق أوسطية من نتوجـه إليـكم أنتم - جيل التغيير الأمريكي - بمد الأيادي، مؤكدين أن تلك الأيادي قبل أن تُمد حركتها عقول منفتحة وجاهزة لبناء حوار حضاري لتجاوز تلك الفجوات الشاسعة من سوء الفهم والشك والتي تسببت في اتساعها سياسات كلا أسلافنا ولم نكن نحن أجيال اليوم شريكاً فيها أبداً.

نعتقد اليوم أن عليكم كأمة أمريكية أن تُعيدوا تحديد أولويات سياستكم الخارجية في ظل إدارة أمريكية جديدة نرى منها محاولات جادة لإعادة صياغة منظومة قيم حضارية تعتمد عليها أمريكا في سياستها الخارجية تحقيقاً لمصلحة الشعب الأمريكي وسعيا لاستقرار العالم، وأنكم مدعون اليوم لكي تجيبوا على هذا السؤال الهام المطروح عليكم : إلى أي الطرفين تنحازوا ؟ إلى أنظمة فاقدة للشعبية والشرعية وتحكم استناداً لوضع إقليمي مضطرب بالخارج وبفرض قانون طوارئ على مدار عشرات السنوات على شعوبها وأجيالها بالداخل أم تنحازوا لشعوب وأجيال مقهورة ومضللة تسعى لنيل حريتها وبناء مدنياتها الحديثة؟!!

نتفهم أحيانا أن بعض الأمور تكون أكثر تعقيداً مما تبدوا عليه للكثيرين، ونتفهم أن التغيير ليس بالأمر السهل وانه دائماً ما تكون هناك قوى تقاتل لتحافظ على ما هو قائم، ولكننا نرى أن دعمكم لأنظمة مستبدة فاقدة للشعبية والشرعية أمر فيه من الخطورة ما يهدد مصداقية ما نرى أنها ثورة تغيير قادرة أن تصنع نقطة تحول في تاريخ المدنيات البشرية لا تقل في أهميتها ربما عن نهاية الحرب العالمية الثانية أو انهيار الاتحاد السوفيتي.

إننا على ثقة أن الشعب الأمريكي بأجياله الصاعدة أحسن اختياركم رئيساً لهم وقائداً لثورة تغيير صامتة في الداخل الأمريكي، نظن أن مداها سيصل إلى ما أبعد من ذلك، آملين أن تستفيد شعوب الأرض المختلفة من حالة إعادة هذا التوازن لصالح احترام أكثر للمعايير الإنسانية العالمية المشتركة بين شعوب الأرض المختلفة في عالم تتلاشى فيه خطوط الدول ويصبح اقل حجماً، وفي الختام نؤكد أننا نعلم أن هناك توازنات تكون أحياناً اكبر من قوة الحلم ولكن نعلم أيضاً تمام العلم أنه بقوة الأمل تُعزز قوة الحلم ويتحقق.

محمد البرهامي
12/06/2009, 02:13 AM
منتظرين التفاعل والردود من حضراتكم