المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارهــــاب أنثى



صالح العمر
12/06/2009, 07:30 PM
إرهاب أنثى
يقول يرحمه الله....
لم أكن أتوقع أن أقف يوما موقفا يرحمني فيه أعدائي ,,, كما يرحمني فيه إخواني,,, على حد سواء ,,,,,
حيث أقف في دائرة التفكير ,, ممسكا بحبال الضعف , التي أحاطت بي من كل جانب ,, مستندا على عكازه الخور,,,,
سائرا نحو المجهول , وليتني ابلغ المجهول,,!! حاملا بين أضلعي بقايا قلب ,, تناوشته المصائب والنكبات من كل جانب,,, مخلفة وراءها جثة هامدة ,, اغتالتها يد أنثى ناعمة ,, لكنها قاسيه ,,!!
فقد حطمت أضلع الصدر الذي كان يوما من الأيام موطنا لها....,,,
نعم ,, كان موطنا لها تنعم فيه بالدفء والحنان ,, تفيض عليها فيه مشاعر الأب الرحيم , والأخ العطوف , وألام الحنون,,,.
موطن , تحقق لها فيه الأمن والاستقرار ,, يأتيها الحب فيه رغدا من كل مكان ,, تشرب من معين القلب عطفا , وحبا , وشوقا , مذ أن كانت طفلة لعوب ,, تجري, وتضحك , تقفز , وتلعب , في رحاب الصدر الفسيح ,,
الذي قد كان بالفعل موطنا لها....,,,
نعم ,, كان موطنا لها ,, حتى نمت , واهتزت وربت ,, فكفرت بأنعم ربها , واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير,,.
جسدت صور الإرهاب في الأوطان ,,,, فخربت موطنها بكلتا يديها ,, وعاثت في صدري فسادا,, ردمت عيون الحب النضاخة ,, ودمرت بنا العطف التحتية ,, قطعت إمداد الأشواق , التي كانت تتصدى للأوهام , والآلام , حتى ذبلت أزهار المودة ,, وجفت أشجار الغرام ,, وهدمت تلك الحصون , التي كانت تحول بين القلب وبين الشائعات المرجفة,,,.
حتى أضحى قلبا متيما ,,, لا يعرف للشك طريقا , ولا يرى تلك الوردة اليانعة , إلا مزيجا من الطهر , والعفاف , وصفحة من الصفاء , والنقاء ,
عندها ,,, اجتاحت جيوش الغدر عاصمة الوطن ,,,
فقتلت البراءة , واغتالت الثقة , دكت صياصي الأمل , وأحرقت كل الصور الجميلة , التي تزينت به جدران ذالك القلب , واستبدلت ,,, بصور الرعب , والهلع , والخوف , والجزع ,,,,
واستسلم القلب المسكين للغدر ,,,, واقتيد الحب في ذل وانكسار,,, ليجني نتيجة الثقة العمياء ,, في تلك الفاتنة,,,
التي قد كان صدري يوما من الأيام موطنا لها....,,,
في ساحة الإعدام ,,, نحر الحب بسيف الغدر المسموم , وسالت دماؤه على تلك الأيادي الجميلة , التي لا يليق بمثلها أن تحمل سيفا , أو تقتل حبا , أو تجرح كرامه ,,, تلك الأيادي,,, هي التي حملت وفائي,, وإخلاصي,, على خشبة المشنقة ونفذت فيهما حكم الإعدام,,, بلا رحمه, ولا هوادة, وهي التي حبست حناني,,, في سجن الذل, والحرمان, حتى مات قهرا, وحسرة,,,!
بفعل تلك الأيادي الناعمة,,,,,
انتشر الخوف في صدري,,, وشاع الأسى,, وعمت الفوضى أنحاء البلاد,,,
التي لم تعد اليوم موطنا لها,,,,
نعم,,,, فقد رحلت ,,,,
لكن بعد أن حملت ما استولت عليه من موطن لم يكن يبخل عليها بشيء,,,!!
خرجت ,,,!!
بعدما كسرت أضلعا كانت تنعم بظلالها عدة سنوات ,,,
خرجت مخلفة ورائها كارثة إنسانية,, وجريمة حرب جائرة,, شنت على وطن اعزل لا يملك سلاحا , ولا يعرف من العنف إلا اسمه ,,,.
فارقتني ,,,بعد خيانة عظمى ,, وجناية كبرى ,, وحطت رحالها في صدر رجل آخر دون أن اعرف الأسباب,,,!! أو أجد للسؤال جواب,,,!
وبقيت أنا,,,!!
أصارع الموت ,, وأتجرع غصصه, وأسبح في ظلمات الفكر, قاصدا ميناء المجهول.
فهل يا ترى بعد هذا الإرهاب إرهاب؟ ؟
إرهاب أنثى ناعمة, فاتنة,
تنظر إلى البراءة حينما ترى عينيها,,
إنها أنثى,, لكنها قاتله,,!!
قتلتني ,,,!!
فكيف أعيش بلا قلب؟؟ وكيف يعيش القلب بلا حب ؟؟وكيف يعيش الحب مع الغدر ؟؟
ويبقى السؤال ؟
كيف يعيش المرء بلا أنثى ؟ وأين جد أنثى بلا غدر؟