المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غابَ القريضُ و ناحَتِ الجوزاءُ ..



عاصم إدريس
13/06/2009, 04:09 PM
غابَ القريضُ و ناحَتِ الجوزاءُ=تبكي الحروفَ مدادُها الإقصاءُ
أرْنو إلى الأفقِ الرّحيبِ مُكابِراً=و ممالكي مرهونةٌ تعساءُ
الكونُ من ربِّ الخلائقِ بدعةٌ=ألوانُها يعيا بها الإحصاءُ
و مناظري من عيّها فكأنّها=سودُ الظلاّلِ و بعضُها بيضاءُ
أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّلَ بالعِدى=أو أن يُقالَ فتى غشى الإعماءُ
و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً=علَّ الحياةَ يعودُها الإحياءُ
الموتُ وقفٌ للقلوبِ و نبضِها=و اليأسُ موتٌ للحياةِ و داءُ
و القهرُ لحنٌ ليسَ نملكُ عزفَهُ=عزفتْ بهِ أحزانُنا الكأداءُ
أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنى=هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفاءُ
إنّي كفرتُ بذي المسالكِ جُملةً=و كفرتُ بالدّعوى لها أضواءُ
و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُدُ جاهَهُ=و شعارُهُ الإصلاحُ و الإنشاءُ
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الذي=أضحى يُشيعُ تعصّبٌ و عَمَاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبةٌ تزهو به=و غداً بها تتراكمُ الأعباءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّتِ شُتّتوا=و توالدوا و تكاثروا و تناءوا
و تباغضوا و تناحروا و تجمّلوا=للنّاظرينَ و همُّهمْ إحصاءُ
و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه=قد أوغرَتْ أضلاعَهمْ شحناءُ
هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَموا=و تخندقوا فكأنّهم أعداءُ
و الدّينُ أصبحَ للسّفيهِ مطيّةً=شانَ التديّنَ عُصبةٌ جهْلاءُ
حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقوسِ مُجمّلاً=و فؤادُهم من إحنِهم عَصّاءُ
يرمونَ أهلَ الحقِّ بالوزرِ الّذي=أبلى أواصرَ أمّةٍ ، شُنّاءُ
حتى الجهادُ تفرّقتْ أشياعُهُ=زُمَراً تُبدّدُ شملََها الأهواءُ
ما عادَ في الدّنيا قداسةُ وِجهةٍ=الكُلُّ لوّثَ طُهرَهُ الإغراءُ
الكلُّ في ركْبِ الحضارةِ راكضٌ=عصرُ الغلابِ و سرعةٍ عدّاءُ
و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها=أحلامُها مصباحُها و علاءُ
بالأمسِ كانَ لنا التدرُّجُ منهجاً=و منَ الزّمانِ معلّمٌ و ضياءُ
تُفضي المدارجُ بالتحقّقِ للمُنى=و يسودُ في أزمانِها العُظُمَاءُ
و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعةٍ=تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْواءُ
سادَ الطّلائعَ بالتّحايلِ دُونُها=بالدّونِ تألفُ دونَها الأشياءُ
و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها=و تنكّرَتْ لمبادئٍ أبناءُ
من نالَ جاهاً كي يُقيمَ صلاحَنا=لعبِتْ بهِ الأطماعُ و الأضواءُ
و العلمُ باتَ عن الحياةِ مُباعِداً=و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصداءُ
من كلّ شرٍّ يستمدُّ مثالََه=من كلّ سَقْطٍ يدفعُ الإفضاءُ
و تزيّنَ الحلُمُ السّريعُ لفتيةٍ=فبدا لهم خلْفَ البحارِ ثراءُ
فتوجّهوا و البحرُ يحفرُ قبرَهمْ=و إذا نجوا فمصيرُهم إنواءُ
و القاعدونَ بوطْنِهم و ديارِهم=نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد ساؤوا
و لمن تعلّمَ و احتفى بشهادةٍ=فلربّما لعنَ الزّمانَ دُعَاءُ
من هولِ ما قد حَفَّها مِن بعدِها=فكأنّها من هونِها إزراءُ
كمْ من فتى قد أهمَلوا و بُنّيةٍ=من بعدِ ما شهِدتْ لهُم أكفاءُ
طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابةٌ=تَشرِي البوارَ و شعبُِها يستاءُ
و تظافرَتْ زُمَرُ الضّباعِ تريدُها=عزّاً على أنقاضِنا إذ جاؤوا
ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم=من جُوعِهم قد طاشتِ الأفياءُ
لكنّما المُتلبّسونَ نُفَوذهم =و بظُلْمِهم يتضاعفُ الإغناءُ
ركِبوا الوسائلَ حِلّها و حرامَها=و تمنّعُوا تزهو بهم أرجاءُ
و تجمّعتْ من حولهمْ أغرارُها=فتأصّلتْ من جوْرِهمْ ظلْمَاءُ
و غدَتْ سبيلاً للعلاءِ يخالُهُ=من أذهبتْ أخلاقَهُ الأرزاءُ
عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشا معاً =من غفلةٍ قد أدْمنَ الأحياءُ
من فتنةٍ تبغي على أوطانِنا=و تعولُها من جهلنا الأخطاءُ
يا سائلي أينَ النّشيدُ بنصرنا=نرمي العدوَّ و شأنُنا الإعلاءُ ؟
إنّي حَنَيْتُ الرأسَ من أحوالِنا=هل يُنصَرُ الأرْذالُ و العُمَلاءُ ؟
النّصرُ يبداُ في الدّيارِ طريقَهُ=إنْ أخلصَ القُطّانُ و الأبناءُ
و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها=يبغِي الصّلاحَ و ليستِ الأهواءُ
و تظافرَ القُطّانُ في إصلاحِهم=و لهمْ مُرادٌ واحدٌ و ولاءُ
و تراجعَ الخطّاءُ عن أخطائهِ=و تقوّمتْ ميزانُها الأشياءُ
فهناكَ أبشِرْ بالحياةِ عزيزةً=و هناكَ هلّلْ أن يُرادَ علاءُ
لا ظلمَ يعلو في الزّمانِ مُكابِراً=و النّاسَ من وُدٍّ سقى الإغضاءُ
و جيوشُنا من عزّها موسومَةٌ=أُسُدُ الشّرى هابَتْهُمُ الأعداءُ
و بُنودُنا من نورِها مدروسَةٌ=يزهو بها في المَحْفَلِ النُّجباءُ
و نشيدُناَ من صدقِهِ تشدو بهِ=أمجادُنا و تردّدُ الجوزاءُ

خميس لطفي
13/06/2009, 05:47 PM
الأستاذ عاصم
ملحمة جميلة ، وحرف غيور ينبض بحب الدين والوطن
ملاحظة :
ليتك تراجع إيقاع هذا الصدر : والقاعدونَ بوطْنِهم و ديارِهم
مع أجمل تحية

عاصم إدريس
14/06/2009, 12:44 AM
الأستاذ عاصم
ملحمة جميلة ، وحرف غيور ينبض بحب الدين والوطن
ملاحظة :
ليتك تراجع إيقاع هذا الصدر : والقاعدونَ بوطْنِهم و ديارِهم
مع أجمل تحية


الأستاذ العزيز و الشاعر الكبير خميس ..

شكر الله لك هذا المرور الجميل ، بارك الله فيك

أمّا الشطر فوطْنهم = الطاء ساكنة و ليست متحرّكة .

فالبيت ليس فيه كسر.

دمتَ بخيرٍ و ودّ .. لا عدمناك بصفحاتنا

و لك من التحايا اجملها و من التقدير و الامتنان وافره ..

ينابيع السبيعي
14/06/2009, 12:52 AM
ملحمة شعرية رائعة
لشاعر رائع
بارك الله فيك والشعر
لك فائق تقديري
أختك
ينابيع السبيعي

صغير خالد
14/06/2009, 01:06 AM
بوركت أخي الشاعر عاصم
قصيدة جميلة طويلة النفس تحاكي الواقع
و لي ملاحظتان هنا
أضحى يُشيع تعصبا و عماءً فلمَ رفعت ؟
و تناءَوا بفتح الهمزة و هذا مخالف لبقية القوافي

و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـهو غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـواو توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا

لك المودة و التقدير

صغير خالد
14/06/2009, 01:09 AM
تكرر الرد فوق و لم أعرف كيف أحذفه
بالتوفيق لك دوما

عاصم إدريس
14/06/2009, 12:49 PM
ملحمة شعرية رائعة
لشاعر رائع
بارك الله فيك والشعر
لك فائق تقديري
أختك
ينابيع السبيعي


الفاضلة ينابيع السبيعي ، أفرحني حضورك كثيرا .. فيالهُ حضورٌ يشفُّ بالنّقاءِ و الحبور

و بارك الله فيك دائما ..

دمتِ بخيرٍ و نقاء

بالغ تحياتي و تقديري .. و امتناني

أحمد نمر الخطيب
14/06/2009, 03:22 PM
نص بهي
أيها الشاعر الجميل عاصم إدريس
نص يتسع للغة في إطار رؤى متفرقة
تتمازج فيما بينها
لتشكل إنعكاساً لافتاً للحمة الدلالة
مع المودة والتقدير

عاصم إدريس
14/06/2009, 08:56 PM
بوركت أخي الشاعر عاصم
قصيدة جميلة طويلة النفس تحاكي الواقع
و لي ملاحظتان هنا
أضحى يُشيع تعصبا و عماءً فلمَ رفعت ؟
و تناءَوا بفتح الهمزة و هذا مخالف لبقية القوافي
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـهو غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـواو توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا
لك المودة و التقدير



الفاضل خالد و متصفّحي يزهو بمرورك الجميل و المفيد و الناقد ...

و شكراً لقراءةٍ أوليتَها لحروفنا على طولها ..

أمّا قولك أضحى يُشيعُ تعصبّ و عماءٌ .. يجبُ أن تكونَ على النّصبِ .

فذلك لو كانت مفعولا به ، و إنّما الذي يشيعُ التفريق و الوهن هو التعصّبُ و عماءُ البصيرة . فهما فاعلان .

أمّا تناءوا .. فكما ذكرت صديقي و قد و ضعتها على السّطر كما شكّلتها أنت ، و لم أضعها على الواو .

و ربّما صاغتها الجملة الشعرية فلم أغيّرها ، رغم كونها شاذة عن بقية القافية .

بارك الله فيك على الّلفتة ، و إن دلّ هذا فإنّما يدلُّ على نقصْ حسّنا في بعض الجوانب من الّلغة و إهمالنا ..

شكر الله لك هذا المرور و تلك الملاحظات ، و إن كنتُ أزعمُ أنّ لك أكثر من ملاحظتين مع طول النّص ..

فمرحبا بك و بمرورٍ جميلٍ ، مُفيدٍ ... و أدام الله عليك نعمة البناء و الإيجابية

بوركت ، لك المودّة و التقدير و التحايا العطرة ..

صغير خالد
14/06/2009, 11:19 PM
بارك الله فيك أخي عاصم
فهمت مقصدك من الشطر
و يا حبذا لو تصلح القافية مع تناءوا حتى يكتمل الجمال
لك الود

محسن شاهين المناور
15/06/2009, 06:54 PM
أخي الحبيب عاصم ادريس
يالصبرك أيها الحبيب كيف أكملتها ؟
ملحمة تسبر واقعنا المؤلم بكل أساه
وأمراضه الاجتماعية والسياسية والجاهلية
شكرا من القلب ودمت بكل الخير

محمد خليل عبو
15/06/2009, 10:07 PM
غابَ القريضُ و ناحَتِ الجوزاءُ=تبكي الحروفَ مدادُها الإقصاءُ
أرْنو إلى الأفقِ الرّحيبِ مُكابِراً=و ممالكي مرهونةٌ تعساءُ
الكونُ من ربِّ الخلائقِ بدعةٌ=ألوانُها يعيا بها الإحصاءُ
و مناظري من عيّها فكأنّها=سودُ الظلاّلِ و بعضُها بيضاءُ
أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّلَ بالعِدى=أو أن يُقالَ فتى غشى الإعماءُ
و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً=علَّ الحياةَ يعودُها الإحياءُ
الموتُ وقفٌ للقلوبِ و نبضِها=و اليأسُ موتٌ للحياةِ و داءُ
و القهرُ لحنٌ ليسَ نملكُ عزفَهُ=عزفتْ بهِ أحزانُنا الكأداءُ
أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنى=هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفاءُ
إنّي كفرتُ بذي المسالكِ جُملةً=و كفرتُ بالدّعوى لها أضواءُ
و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُدُ جاهَهُ=و شعارُهُ الإصلاحُ و الإنشاءُ
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الذي=أضحى يُشيعُ تعصّبٌ و عَمَاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبةٌ تزهو به=و غداً بها تتراكمُ الأعباءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّتِ شُتّتوا=و توالدوا و تكاثروا و تناءوا
و تباغضوا و تناحروا و تجمّلوا=للنّاظرينَ و همُّهمْ إحصاءُ
و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه=قد أوغرَتْ أضلاعَهمْ شحناءُ
هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَموا=و تخندقوا فكأنّهم أعداءُ
و الدّينُ أصبحَ للسّفيهِ مطيّةً=شانَ التديّنَ عُصبةٌ جهْلاءُ
حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقوسِ مُجمّلاً=و فؤادُهم من إحنِهم عَصّاءُ
يرمونَ أهلَ الحقِّ بالوزرِ الّذي=أبلى أواصرَ أمّةٍ ، شُنّاءُ
حتى الجهادُ تفرّقتْ أشياعُهُ=زُمَراً تُبدّدُ شملََها الأهواءُ
ما عادَ في الدّنيا قداسةُ وِجهةٍ=الكُلُّ لوّثَ طُهرَهُ الإغراءُ
الكلُّ في ركْبِ الحضارةِ راكضٌ=عصرُ الغلابِ و سرعةٍ عدّاءُ
و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها=أحلامُها مصباحُها و علاءُ
بالأمسِ كانَ لنا التدرُّجُ منهجاً=و منَ الزّمانِ معلّمٌ و ضياءُ
تُفضي المدارجُ بالتحقّقِ للمُنى=و يسودُ في أزمانِها العُظُمَاءُ
و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعةٍ=تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْواءُ
سادَ الطّلائعَ بالتّحايلِ دُونُها=بالدّونِ تألفُ دونَها الأشياءُ
و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها=و تنكّرَتْ لمبادئٍ أبناءُ
من نالَ جاهاً كي يُقيمَ صلاحَنا=لعبِتْ بهِ الأطماعُ و الأضواءُ
و العلمُ باتَ عن الحياةِ مُباعِداً=و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصداءُ
من كلّ شرٍّ يستمدُّ مثالََه=من كلّ سَقْطٍ يدفعُ الإفضاءُ
و تزيّنَ الحلُمُ السّريعُ لفتيةٍ=فبدا لهم خلْفَ البحارِ ثراءُ
فتوجّهوا و البحرُ يحفرُ قبرَهمْ=و إذا نجوا فمصيرُهم إنواءُ
و القاعدونَ بوطْنِهم و ديارِهم=نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد ساؤوا
و لمن تعلّمَ و احتفى بشهادةٍ=فلربّما لعنَ الزّمانَ دُعَاءُ
من هولِ ما قد حَفَّها مِن بعدِها=فكأنّها من هونِها إزراءُ
كمْ من فتى قد أهمَلوا و بُنّيةٍ=من بعدِ ما شهِدتْ لهُم أكفاءُ
طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابةٌ=تَشرِي البوارَ و شعبُِها يستاءُ
و تظافرَتْ زُمَرُ الضّباعِ تريدُها=عزّاً على أنقاضِنا إذ جاؤوا
ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم=من جُوعِهم قد طاشتِ الأفياءُ
لكنّما المُتلبّسونَ نُفَوذهم =و بظُلْمِهم يتضاعفُ الإغناءُ
ركِبوا الوسائلَ حِلّها و حرامَها=و تمنّعُوا تزهو بهم أرجاءُ
و تجمّعتْ من حولهمْ أغرارُها=فتأصّلتْ من جوْرِهمْ ظلْمَاءُ
و غدَتْ سبيلاً للعلاءِ يخالُهُ=من أذهبتْ أخلاقَهُ الأرزاءُ
عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشا معاً =من غفلةٍ قد أدْمنَ الأحياءُ
من فتنةٍ تبغي على أوطانِنا=و تعولُها من جهلنا الأخطاءُ
يا سائلي أينَ النّشيدُ بنصرنا=نرمي العدوَّ و شأنُنا الإعلاءُ ؟
إنّي حَنَيْتُ الرأسَ من أحوالِنا=هل يُنصَرُ الأرْذالُ و العُمَلاءُ ؟
النّصرُ يبداُ في الدّيارِ طريقَهُ=إنْ أخلصَ القُطّانُ و الأبناءُ
و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها=يبغِي الصّلاحَ و ليستِ الأهواءُ
و تظافرَ القُطّانُ في إصلاحِهم=و لهمْ مُرادٌ واحدٌ و ولاءُ
و تراجعَ الخطّاءُ عن أخطائهِ=و تقوّمتْ ميزانُها الأشياءُ
فهناكَ أبشِرْ بالحياةِ عزيزةً=و هناكَ هلّلْ أن يُرادَ علاءُ
لا ظلمَ يعلو في الزّمانِ مُكابِراً=و النّاسَ من وُدٍّ سقى الإغضاءُ
و جيوشُنا من عزّها موسومَةٌ=أُسُدُ الشّرى هابَتْهُمُ الأعداءُ
و بُنودُنا من نورِها مدروسَةٌ=يزهو بها في المَحْفَلِ النُّجباءُ
و نشيدُناَ من صدقِهِ تشدو بهِ=أمجادُنا و تردّدُ الجوزاءُ


قصيدة عصماء يا عاصم ، تنم عن قريحة أصيلة ،وحب فائض للحرف العربي
نص ينز بحب الأمة ... أهنئك عليه
تقبل تحياتي وإعجابي

عاصم إدريس
30/06/2009, 09:49 PM
نص بهي
أيها الشاعر الجميل عاصم إدريس
نص يتسع للغة في إطار رؤى متفرقة
تتمازج فيما بينها
لتشكل إنعكاساً لافتاً للحمة الدلالة
مع المودة والتقدير


الفاضل احمد الخطيب شكرا لهذه القراءة و التفاعل ..

مع كونه نصّا حيثُ ولّى وجهه .. و إنّما هي نفثاتٌ ايّها العزيز

و ما أجمل ركوب المتنوّعات ، عن قضيّة و حاجة ثمّ إذا عن إبداع ...

الجميلُ سيّدي حضورك ، و فيه لا شكّ الكثيرُ من دلالات النّقاء و التواضع و الحبّ ..

بارك الله فيك .. و سدّد الله خطاك اينما كنت ..

مودّتي و تقديري البالغ ..

عاصم إدريس
30/06/2009, 09:51 PM
بارك الله فيك أخي عاصم
فهمت مقصدك من الشطر
و يا حبذا لو تصلح القافية مع تناءوا حتى يكتمل الجمال
لك الود


شكر الله لك عودتك اخي الكريم خالد ..

بوركت و دمتَ رائعا مبدعا ..

مودّتي و تحياتي ..

عاصم إدريس
30/06/2009, 09:56 PM
أخي الحبيب عاصم ادريس
يالصبرك أيها الحبيب كيف أكملتها ؟
ملحمة تسبر واقعنا المؤلم بكل أساه
وأمراضه الاجتماعية والسياسية والجاهلية
شكرا من القلب ودمت بكل الخير


الاستاذ العزيز محسن شاهين .. أكملتُها من همومي المصفوفة على طابور طويل جاثم على القلب ..

لم تأخذ ساعات كثيرة .

بل لقد كانتْ رغبتي أن أفصّل و أخوض فيما لم اخض فيه ، و أثناني عن ذلك الإطالة أكثر .

أمّا بالنسبة لي فقد كنتُ اقرؤها فأجدُها بحاجة الى اتمام .. :d


طبعاً سيّدي الكريم كثيرٌ من الأمراض التي تفتكُ بالأمّة موجود هنا ، و غدا ينتبهُ المنتبهون .


لك الشكرُ ايّها النبيل سيدي المكرم محسن ، و بارك الله فيك و حواليك .. دائما ابدا .

لك المودّة و التقدير و التحيات ..

عاصم إدريس
30/06/2009, 10:01 PM
قصيدة عصماء يا عاصم ، تنم عن قريحة أصيلة ،وحب فائض للحرف العربي
نص ينز بحب الأمة ... أهنئك عليه
تقبل تحياتي وإعجابي



شهادة كبيرة جميلة من شاعر مبدع .. سعدتُ بمرورك أيّها المكرم .

بارك الله فيك .. و دمتَ بخير و عافية


مودّتي و تقديري و خالص تحياتي

منى حسن محمد الحاج
30/06/2009, 11:07 PM
هل يغيب القريض عن أمثالك يا أخي؟!
كم هي جميلة هذه القصيدة الرائعة..
أحييك عليها أخي عاصم و إن حظي قليل
إذ طالعتها اليوم..
سمو في المعنى وجمال في المبنى..
سلمت الأقلام..
لك مودتي وتقديري