الدكتور شاكر مطلق
14/06/2009, 11:19 AM
سَجْدَةٌ للأَرضِ
د. شاكر مطلق
يا أمَّـنا الأولى سلاماً
من ظلالٍ نائمينَ
على ذراعكِ من تَـعَبْ ...
تُهْـنا طويلاً في البراري
باحثينَ عن الخلودِ
وعشْبةِ البئْرِ الفَريدةِ
لمْ نجدْ إلاَّ الأفاعي
في جلودٍ من حريرٍ
فانصرفنا في غضَبْ ...
كوني لنا بَـرْداً ، سلاماً
آنَ تَنْـشَقُّ القبورُ
- بحِضنِكِ الكونيِّ يوماً -
عن حبيبٍ مُرتَـقَبْ ...
يا أمَّنا كيفَ النّجاةْ ؟
طالَ الغيابُ ولمْ يَعُدْنا
سيّدُ الوجهِ الجميلِ
فلا نرى إلاَّ سَراباً
بين " بَكّةَ " و " الفراتْ "
وكأنَّ " تمّوزَ " النّبـيلَ
مُـعلَّقاً في الجسْرِ يَرنو
نحوَ " حلاَّجٍ " قتيلٍ
دونَ جسْمٍ أو ثيابْ
راحَتْ تَناهَشُهُ الكلابْ
وهناكَ تَـرقُبُ في ذُهولْ
عينُ المُريدِ بلا دموعٍ
للتّرابِ وللطُّـغاةْ
فالمَِخْرَزُ الدّامي جوابٌ
للسّؤالِ ولـلنُّحاةْ ...
يا أمَّـنا الأولى دَخَلْنا
بَرْزَخَ الأرواحِ سِـراً
كي نَنالَ المَغْـفِرهْ
ونصيرَ أبناءَ الضَّياءْ
إمّـا عبََرْنا القَـنْـطرهْ
لنَـنالَ ثالوثَ البَـقاءْ
لكنّنا كنّا نُقاطـاً
في مُحيطِ الدّائرهْ
نَمشي ونبقى واقِـفـينَ
على شَفيرِ الهَاويهْ
لا نَرتَجي إلاَّ النّجاةَ
فلا خَلاصٌ في الأمامِ
ولا رجوعٌ للوَراءِ
فكيفَ نبقى عالِـقـينَ
على مَـدارٍ منْ سَرابٍ
في مَقَـامِ التّاسِعهْ ؟! ...
يا أمَّـنا أَزِفَ الغيابْ
فَـتقبّلي منّا سُجوداً
فوقَ تُربَـتِكِ النّقـيـّةِ
عندما ندنو خُطاةً
سائلينَ المَغْـفِرهْ
لنكونَ أهْـلاً للِّقاءِ
بما تَـبقّى من ضياءٍ
في قِبابِ الرّوحِ صارتْ
سِجْنَ أجسادٍ تَلوبْ
هامَـتْ على رَمْـلِ الفَلاةِ
يلُفُّها كفَـنُ الضّبابْ ...
... وتقبّـَلي - يا أمَّـنا –
منّا ابتهالاتِ الخُطاةْ
إبّانَ ندنو كالظِّلالِ
بلا حذاءٍ أو رداءٍ
من معابدَ موصَداتْ
بجذوعِ أشجارِ النّخيلْ
مرّتْ عليها العاصفـهْ
فـتَـصَدَّعتْ أجراسُها
وتهَدَّمتْ أرْبابُها
والنّارُ صارتْ منْ رمادٍ
في عيونِ النّاسكينْ
فلأيِّ بُدٍّ يَسْجُدونَ
وقد توارى ما توارى
خَلْفَ ذاكرةِ القَصبْ ؟...
يا أمَّـنا صِرنا عُراةً
مثلَ وَطْواطِ الظّلامِ
بلا عيونٍ تائهـينَ
إلى كهوفِ الذّاكرهْ ...
ما عادَ مُـتَّسَعٌ لنا
في العُمرِ كي نَـبني مَزاراً
أوْ إلهاً من خَشَبْ
نُصُـباً لذكرى الحاكمينَ
السَّـاجدينَ كما الجِمالِ
أمامَ أقدامِ الطّـغاةِ
القادمينَ مع الوَباءِ
إلى خِيامِ الهاربـينَ
فلا نكونُ الخاسِـرينَ
متى دعانا " شَهْـريارُ "
إلى فراشٍ مِنَْ ذهَبْ
ومتى انتهينا في الحريقْ
أوْ فوقَ قارِعةِ الطّريقِ
على صـليبٍ من قَـصَبْ
لتصيرَ سَجْدتُـنا الأخيرةُ
شاهدَ العصرِ الحزينِ
على غروبِ الآلههْ
وقِيامةِ الأشباحِ من كهْـفِ الظَّلامْ ...
================
حمص-سورية 20/3/2007 E-Malil:mutlak@scs-net.org
د. شاكر مطلق
يا أمَّـنا الأولى سلاماً
من ظلالٍ نائمينَ
على ذراعكِ من تَـعَبْ ...
تُهْـنا طويلاً في البراري
باحثينَ عن الخلودِ
وعشْبةِ البئْرِ الفَريدةِ
لمْ نجدْ إلاَّ الأفاعي
في جلودٍ من حريرٍ
فانصرفنا في غضَبْ ...
كوني لنا بَـرْداً ، سلاماً
آنَ تَنْـشَقُّ القبورُ
- بحِضنِكِ الكونيِّ يوماً -
عن حبيبٍ مُرتَـقَبْ ...
يا أمَّنا كيفَ النّجاةْ ؟
طالَ الغيابُ ولمْ يَعُدْنا
سيّدُ الوجهِ الجميلِ
فلا نرى إلاَّ سَراباً
بين " بَكّةَ " و " الفراتْ "
وكأنَّ " تمّوزَ " النّبـيلَ
مُـعلَّقاً في الجسْرِ يَرنو
نحوَ " حلاَّجٍ " قتيلٍ
دونَ جسْمٍ أو ثيابْ
راحَتْ تَناهَشُهُ الكلابْ
وهناكَ تَـرقُبُ في ذُهولْ
عينُ المُريدِ بلا دموعٍ
للتّرابِ وللطُّـغاةْ
فالمَِخْرَزُ الدّامي جوابٌ
للسّؤالِ ولـلنُّحاةْ ...
يا أمَّـنا الأولى دَخَلْنا
بَرْزَخَ الأرواحِ سِـراً
كي نَنالَ المَغْـفِرهْ
ونصيرَ أبناءَ الضَّياءْ
إمّـا عبََرْنا القَـنْـطرهْ
لنَـنالَ ثالوثَ البَـقاءْ
لكنّنا كنّا نُقاطـاً
في مُحيطِ الدّائرهْ
نَمشي ونبقى واقِـفـينَ
على شَفيرِ الهَاويهْ
لا نَرتَجي إلاَّ النّجاةَ
فلا خَلاصٌ في الأمامِ
ولا رجوعٌ للوَراءِ
فكيفَ نبقى عالِـقـينَ
على مَـدارٍ منْ سَرابٍ
في مَقَـامِ التّاسِعهْ ؟! ...
يا أمَّـنا أَزِفَ الغيابْ
فَـتقبّلي منّا سُجوداً
فوقَ تُربَـتِكِ النّقـيـّةِ
عندما ندنو خُطاةً
سائلينَ المَغْـفِرهْ
لنكونَ أهْـلاً للِّقاءِ
بما تَـبقّى من ضياءٍ
في قِبابِ الرّوحِ صارتْ
سِجْنَ أجسادٍ تَلوبْ
هامَـتْ على رَمْـلِ الفَلاةِ
يلُفُّها كفَـنُ الضّبابْ ...
... وتقبّـَلي - يا أمَّـنا –
منّا ابتهالاتِ الخُطاةْ
إبّانَ ندنو كالظِّلالِ
بلا حذاءٍ أو رداءٍ
من معابدَ موصَداتْ
بجذوعِ أشجارِ النّخيلْ
مرّتْ عليها العاصفـهْ
فـتَـصَدَّعتْ أجراسُها
وتهَدَّمتْ أرْبابُها
والنّارُ صارتْ منْ رمادٍ
في عيونِ النّاسكينْ
فلأيِّ بُدٍّ يَسْجُدونَ
وقد توارى ما توارى
خَلْفَ ذاكرةِ القَصبْ ؟...
يا أمَّـنا صِرنا عُراةً
مثلَ وَطْواطِ الظّلامِ
بلا عيونٍ تائهـينَ
إلى كهوفِ الذّاكرهْ ...
ما عادَ مُـتَّسَعٌ لنا
في العُمرِ كي نَـبني مَزاراً
أوْ إلهاً من خَشَبْ
نُصُـباً لذكرى الحاكمينَ
السَّـاجدينَ كما الجِمالِ
أمامَ أقدامِ الطّـغاةِ
القادمينَ مع الوَباءِ
إلى خِيامِ الهاربـينَ
فلا نكونُ الخاسِـرينَ
متى دعانا " شَهْـريارُ "
إلى فراشٍ مِنَْ ذهَبْ
ومتى انتهينا في الحريقْ
أوْ فوقَ قارِعةِ الطّريقِ
على صـليبٍ من قَـصَبْ
لتصيرَ سَجْدتُـنا الأخيرةُ
شاهدَ العصرِ الحزينِ
على غروبِ الآلههْ
وقِيامةِ الأشباحِ من كهْـفِ الظَّلامْ ...
================
حمص-سورية 20/3/2007 E-Malil:mutlak@scs-net.org