المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجرة القبائل العربية



وائل الريفي
14/06/2009, 02:15 PM
هجرة القبائل العربية من جنوب الجزيرة **الـــــيــــــمــــــن** واماكن استيطانهم

اليمن السعيد - كما يقال عنه - غذى البلاد العربية بالعرب الأمحاح، إذ هاجرت من اليمن الغساسنة إلى الشام، والمناذرة إلى العراق، والأوس والخزرج إلى المدينة المنورة، وهكذا بقية القبائل امتدت داخل الجزيرة العربية، فكانت هجرات اليمنيين تسير كالسيل والأمواج على فترات من الزمن، ذلك لأن أرض اليمن محدودة ولا تتسع لكل سكان اليمن، فالهجرات متوالية حتى بلغت أصقاع الدنيا في أوروبا وأميركا، وأسهموا في الحضارة العالمية منذ دولة سبأ وبلقيس إلى يومنا الحاضر.
وكانت اليمن من أول البلدان التي حظيت بعناية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها الصحابي الجليل معاذ بن جبل للدعوة، واستقبل وفود اليمن للمبايعة والدخول في الإسلام.


تعتبر شبه جزيرة العرب الموطن الأول للعرب وتحديداً اليمن ، وقد عاشوا فيها إلى أن اضطرتهم الظروف الاقتصادية والمناخية للهجرة إلى أطراف الجزيرة والأقاليم المجاورة لها، وبخاصة بلاد الشام والرافدين. وأقدم تاريخ لهجرتهم مما تدل عليه الآثار هو الألف الخامس قبل الميلاد.

والمعلومات والشواهد عن العرب المهاجرين من الجزيرة إلى العراق والشام هي أكثر من المعلومات عن أهل الجزيرة، ولذلك فإن الدراسات تظهر بداية العرب وحضارتهم هناك. ومن القبائل والشعوب العربية التي عرفت هناك: الآراميون الذين سيطروا على خطوط التجارة عبر الفرات ودجلة قبل الميلاد بألف سنة، والكلدانيون الذين سيطروا على طريق التجارة الذي يربط العراق بالخليج العربي.

وقد وصل الآراميون والكلدانيون على شكل قبائل رحل تمكنت من الاستقرار تدريجيا. واندمج الكلدانيون مع البابليين واستخدموا لغتهم للكتابة وإن احتفظوا بلغتهم الخاصة في حياتهم اليومية. وأما الآراميون فقد احتفظوا بلغتهم واستخدموها في الكتابة، ثم بدأ تأثيرهم يتنامى في داخل بلاد آشور ومؤسساتها، حتى إنه توجد نصوص آشورية كتبت باللغة الآرامية.

ويعتبر الكنعانيون أقدم شعب عربي معروف للدارسين استوطن بلاد الشام في الألف الثاني قبل الميلاد، وقد أطلق اسم كنعان على المناطق الساحلية والغربية من فلسطين، ثم توسع هذا المفهوم ليشمل فلسطين وقسما كبيرا من سوريا. كما يعتبر الفينيقيون من القبائل الكنعانية.

وwidth=350 height=400
ومن الصناعات والحرف التي اشتهروا بها وأتقنوها: الجواهر وصناعة العاج والقوارير الزجاجية، والزيوت والخمور، والصناعات الخشبية وبخاصة صناعة السفن. وكانوا ينتقلون بمنتوجاتهم بأسطولهم البحري متزودين بخبراتهم الملاحية التي مكنتهم من توسيع نفوذهم في حوض البحر المتوسط، في قبرص وتونس وإسبانيا.

انتشار القبائل العربية
تزخر المصادر بأخبار القبائل العربية التي انتشرت في الأمصار قبل الإسلام وبعده، وبدأت هذه القبائل بالعراق والشام ثم امتدت إلى مصر وأفريقيا والأندلس وتوغلت في آسيا.
العراق
ومن أهم القبائل العربية التي استوطنت العراق:
1 - الأزد، وقد جاؤوا من اليمن ومنهم من هاجر إلى الشام والبحرين وعمان. والأزد قبائل كثيرة تنتمي إلى الأزد وهو الغوث، وينسب إلى حسان بن ثابت قوله:
ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالك
بن زيد بن كهلان وأهل المفاخر
2- خزاعة، وقد هاجرت من اليمن وسكنت أولا مكة.
3 – قضاعة، واستقرت في سواد العراق. ومن قبائل قضاعة: كلب الذين كانوا ينزلون في دومة الجندل وأطراف الشام وتبوك.
4 – لخم، وتنتسب إلى مالك بن عدي من ذرية سبأ في اليمن، ومنهم المناذرة الذين أقاموا مملكة الحيرة.
5 _ إياد، وكانوا ينزلون أرض تهامة اليمن ثم هاجروا إلى العراق بناحية سواد الكوفة في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم انتشروا في سائر العراق والجزيرة، وكانت لهم معارك مع الفرس.
6 – تغلب، وقد تنصر كثير من قبائلها.
7 – بكر بن وائل، وقد شاركوا في معركة ذي قار المشهورة مع بني شيبان وعبد قيس وتميم، وانتصروا على الفرس.
8 –ربيعة، وتنسب إليها أيضا بكر وتغلب.
9 – عنزة، وهي حتى اليوم من أكبر قبائل العرب وأهمها، وتنتسب إليها الأسر الحاكمة في السعودية والكويت والبحرين.
10- تميم، واستوطنت البحرين وانتشرت في البصرة وبادية الكوفة.
مصر وأفريقيا
ما يعرف عن الاستيطان العربي في مصر يعود إلى الألف الرابعة قبل الميلاد، وذلك عبر تبادل تجاري من خلال شبه جزيرة سيناء. ومن الموجات العربية إلى مصر "الهكسوس" وهم من عرب فلسطين، وأقاموا دولة في مصر بين عامي 1780 ق.م و1560 ق.م، وفي زمنهم كانت هجرة يعقوب عليه السلام وأبنائه إلى مصر.
ومن القبائل العربية التي استوطنت مصر "الأنباط" الذين امتد وجودهم إلى شمال أفريقيا، وبعض بطون خزاعة، وقبائل نصرانية من الغساسنة.

وقد هاجرت بعض القبائل العربية من خلال البحر الأحمر التي عبرت من اليمن إلى الحبشة (إثيوبيا وإريتريا) وكان هؤلاء أسبق في هجرتهم من العرب الذين جاؤوا عبر سيناء، ومن هؤلاء السبئيون، وبعض نصارى الشام الذين استوطنوا الحبشة ونشروا فيها النصرانية، في حين استوطن العرب الأوسانيون زنجبار وشرق أفريقيا والصومال.

وقد بقيت المدن الساحلية لشرق أفريقيا على اتصال تجاري دائم مع العرب منذ مرحلة مبكرة قبل الإسلام، ومن القبائل اليمنية التي استوطنت في أفريقيا مبكرا قبيلة الحبش، ومنها أطلق الفرنجة تسمية الحبشة على إثيوبيا وإريتريا.

ومن أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا هي الهجرة الهلالية (بنو هلال) في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي. وقد كان بنو هلال وبنو سليم يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، ثم هاجروا إلى مصر في القرن الهجري الثاني، ثم بدؤوا ينتقلون إلى شمال أفريقيا، وبخاصة في مرحلة الصراع مع الفاطميين.

وكانت الهجرة الهلالية تضم مجموعات من القبائل العدنانية والقحطانية، ومنها إضافة إلى بني هلال: زغبة، ورياخ، وعدي، وسليم، وعوف، وذياب، وناصرة، ورواحة، وعميرة، وفزارة، والأشجع الغطفانيون، وجشم، وهوازن، وعدوان، وأسد.

واستقرت هذه القبائل في شمال أفريقيا، واندمجت معها قبائل البرابرة التي تعربت هي أيضا حتى تداخلت أنساب القبائل العربية فيما بينها أو مع البربر. وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.
العرب في الأندلس
أقام العرب بعد فتحهم لإسبانيا دولة استمرت ثمانمائة سنة، وأنشؤوا حضارة راقية متقدمة أثرت في أوروبا تأثيرا عميقا. واستوطن العرب البلاد التي أسموها الأندلس ودمجوا معهم سكانها الأصليين.
ومن أهم البيوت العربية العريقة والرائدة في الأندلس وفي الحياة الثقافية والعلمية فيها:
1 - بنو زياد، وهم من لخم، وكانوا يقيمون في قرطبة. ومن علمائها: زياد بن عبد الرحمن مؤلف كتاب "الجامع" وكان له أولاد وأحفاد علماء كثيرون.
2 – بنو دينار، من الغافقي، وأقاموا بلدة غافقين قرب طليطلة. ومن علمائها عبد الرحمن بن دينار وعدد كبير من أبنائه وأحفاده وأبناء عمومته.
3 – بنو راشد، وهم من بني كنانة، وكان جدهم راشد بن عبد الله مع موسى بن نصير. ومن علمائها الفضل بن عميرة بن راشد، وعدد كبير من أبنائه وأحفاده.
4 – بنو شراحيل، من قبيلة معافر، ومنها علماء وقضاة كثيرون منهم محمد بن سعيد بن بشير، وابنه سعيد.

ومن القبائل والبيوت: بنو كنانة، وبنو عبد الخالق، وبنو قرعوس، وبنو عاصم من قبائل ثقيف، وبنو حبيب من قبائل سليم، وبنو هلال، وبنو حسن من مذحج.
نماذج من القبائل العربية ذات الأدوار المهمة
يعرض الكتاب دراسات انتقائية لقبائل عربية أدت دورا كبيرا في الامتدادات العربية الجغرافية وفي التاريخ السياسي والثقافي العربي. ومن هذه القبائل:

عبد قيس: استوطنت عبد قيس تهامة في فترة مبكرة قبل الإسلام، وانتقلت إلى القسم الشرقي من شبه الجزيرة العربية لعوامل سياسية واجتماعية واقتصادية ولزيادة عددها وتعدد بطونها وأفخاذها، فاختارت البحرين وامتدت إلى عمان واليمامة واليمن، وعبرت الخليج العربي إلى إيران واستوطنت مكران وتوج.

وبعد الإسلام شاركت قبائل عبد قيس في الفتوحات العربية الإسلامية في العراق وفارس والهند، وكانت مشاركتها على هيئة جماعات وكتائب تنتسب إليها، وأقامت جماعيا في البصرة والكوفة وخراسان، وتولى عدد من رجالها قيادة الحملات العسكرية ومناصب سياسية وإدارية في الدولة الإسلامية.

ومن أهم قادتها سيحان بن صحوان أحد قادة الخليفة أبي بكر في حروب الردة، وقرط بن جماح من قادة الفتوح في عهد عمر بن الخطاب، وحكيم بن جبلة من قادة الخليفة عثمان بن عفان في الهند. ووقفت عبد قيس مع الخليفة علي بن أبي طالب في معارك صفين والجمل، وفي عهد الأمويين شاركت في فتح الهند، ومن قادتها هناك: الحارث بن مرة، والمنذر بن الجارود، وشارك المغيرة بن أبي بردة مع موسى بن نصير في فتح الأندلس وصقلية. وكان علي بن حبيب العبد قيس عاملا ليزيد بن عبد الملك في السند. ومن ولاة الدولة الإسلامية من عبد قيس أيضا: مالك بن المنذر، ومحمد بن حجر بن قيس، وبشر بن سلام، ومحمد بن جراح، والهيثم بن منخل، وزيد بن صحوان، وسوار بن همام، وغيرهم كثير جدا.
بنو خالد: تعود جذور هذه القبيلة إلى آلاف السنين، وقد سماها اليونان "خولدتايه"، وقد انتشرت في الجزيرة والحجاز والعراق والشام وجنوب تركيا، وكان لها دور سياسي مهم في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، ودخلت في سلسلة صراعات طويلة مع الدولة العثمانية، وانتزعت حكم الأحساء، كما دخلت في نزاع مع آل سعود في الربع الأخير من القرن الثامن عشر.
قبائل شمر: استوطنت قبائل شمر شمال الجزيرة العربية، وهي من قبائل اليمن، وقد بدأت الهجرة إلى العراق في القرن السادس عشر الميلادي، ثم انتقلت رئاستها التي تعود إلى سالم الجربا في القرن الثالث عشر الميلادي في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي عندما رحل الشيخ مطلق بن مقرن عام 1791 بعد هزيمة شمر أمام قبائل عنزة الوهابية. وأسس الشيخ مطلق في العراق بدعم من الدولة العثمانية وبالتعاون مع والي عكا القائد أحمد باشا الجزار، مجموعات قبلية رعوية وزراعية مستقرة تحمي طرق الحج والقوافل التجارية وتشارك في الحملات العسكرية.

وكانت قبائل شمر شبه دولة ذات حكم ذاتي ترسل مندوبين إلى الدولة العثمانية في إسطنبول وتتعامل معها الدول الأخرى كدولة ذات سيادة، وازدهرت هذه القبائل في القرن التاسع عشر، وكان من أهم قادتها فارس أخو مطلق ثم ابنه صفوق، ثم فرحان بن صفوق وأخوه عبد الكريم الذي أعدمته السلطات العثمانية عام 1871.

أماني مغاوري
16/06/2009, 10:45 PM
الأخ الكريم الأستاذ وائل الريفى
أحييك على هذا المقال المتميز الشامل الممتع عن القبائل العربية ، فقد أضاف لى الكثير من المعلومات التاريخية .
دمت موفقا و مبدعا
تحياتى
أمانى

وائل الريفي
14/08/2009, 12:05 AM
تحياتى
أمانى
اشكرك علي مرورك الكريم وردك الجميل وتحياتي ليك

صلاح الدين سعد الله
14/08/2009, 12:52 AM
شكرا للأخ وائل الريفي على ما تفضّل به من تقصّ لتاريخ القبائل العربيّة.

صلاح الدين سعد الله
14/08/2009, 12:55 AM
موضوع جدير بالاهتمام، ومقال حوى العديد من المعلومات التاريخيّة. فشكرا جزيلا على جهدك المبذول. لكن اسمح لي أخي العزيز أن أسوق بعض الملاحظات وأن أطرح بعض التساؤلات إغناء للبحث في هذا الموضوع.
- إنّ النّظر في التاريخ يقتضي جهدا في تقصّي الوثائق وتوثيق المادّة التاريخيّة.
- إنّ القول بهجرة القبائل العربيّة ودوام ترحّلهم بين اليمن والحجاز والعراق والشام ومصر... أمر معروف لا خلاف حوله، أمّا القول بأنّ اليمن هو الموطن الأصليّ لجلّ القبائل العربيّة فهذا يحتاج مزيد النظر والتحقيق.
- هل هناك علاقة وثقى بين الهجرة من اليمن إلى أنحاء متفرّقة من شبه الجزيرة العربيّة وبين انهيار سدّ مأرب؟
- هناك رواية متواترة عن أصول يمنيّة للقبائل البربريّة التي استوطنت المغرب العربيّ منذ آلاف السنين، فهل من تأكيد أو نفي لذلك؟
أجدّد شكري للأخ الفاضل وائل الرّيفي، وأرجو أن ينال هذا الموضوع حقّ قدره من عناية الأخوة الأعضاء.

وائل الريفي
14/08/2009, 03:02 PM
العرب العدنانيون
العرب العدنانيون

أولاً : أشهر القبائل العدنانية التي سكنت فلسطين:

أولا: ربيعة: وهو ابن نزار بن معد بن عدنان. ومن أشهر قبائل ربيعة التي سكنت فلسطين، قبيلة عنزة: وهم بنو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان . وكانت مواطن عنزة في أواسط نجد، بينه وبين شمال الحجاز.



وفي أوائل القرن الثامن عشر للميلاد شرعت بعض بطون عنزة تخرج من نجد وتزحف شمالا، طلبا للرعي والماء ، وما لبثت أن تمكنت من دخول حوران وشرق الأردن وانتزعت السيادة من السردية[1] . وقبل عام 1761 كانت عنزة تعد أكبر عشائر بادية الشام، تأخذ أموالا وفيرة من ركب الحج الشامي. ثم اخترقت هذه القبيلة أواسط سورية ونازعت عشائر حمص وحماة سيادتها ، وفرضت عليها الخوّة وتمكنت من الانتصار على عشائر حلب، وبذلك أصبحت عنزة سيدة بادية الشام حتى وادي الفرات وأطرف العراق. وتعد اليوم أعظم القبائل العربية ولها بطون عديدة في شمال الحجاز ، نجد ، الشام ، بادية الشام والعراق. ومن أشهر بطونها اليوم "الرولا" و"ولد علي" و"الدهامشة" ومن سلالات عنزة في فلسطين.



1. قبيلة الترابين في منطقة بئر السبع ، وتعود هذه القبيلة بأصلها إلى بني عطية الحجازية والتي تعرف أحيانا "عرب المعازة" نسبة إلى معازا بن أسد أي جد عنزة.

2. النتوش أو العطاونة من التياها في ديره بئر السبع ، وهم من بني عطية واليهم ينتسب آل النتشة في الخليل، وعائلة الهباب في يافا، وكذلك اهل قرية سكاكة في جبل نابلس، وعرب المحافظة في ديرة السبع.

3. عرب السوالمة ، يقيمون على بعد خمسة عشر كيلو شمال يافا، حم من "الرولة" أكبر عشائر عنزة.

4. عرب العنوز في قضاء حيفا ، وكانوا يقيمون في قرية المراح التي اندثرت في العهد البريطاني.

5. حمولة المنشطة ودار ناجي، وحمولة دار علي في كفر الديك من ولد علي من غترة.

6. حمولة النعيرات في ميثلون من أعمال جنين ، وبعض سكان النزلة من نواحي غزة. وسكان علار في قضاء طولكرم.

7. آل دهمش في اللد، وهم من الدهامشة من عنزة.

8. آل النمر، في مدينة نابلس.



ثانيا: بنو كنانة: من القبائل العدنانية، وكنانة الأب الثامن في عمود نسب رسول الله. ومن مشاهير كنانة في فلسطين: أحمد ابن الفقيه حسين بن أرسلان الرملي. عمّر في يافا برجا وكان يكثر الإقامة فيه، وهو الذي يعرف فيها باسم جامع الشيخ أرسلان بالبلدة القديمة، توفي بالقدس عام 844هـ ومنهم أحمد بن علي الكناني العسقلاني، المعروف بابن حجر، ولد ونشأ في مصر، نزل آباؤه مصر بعد خراب عسقلان عام 669هـ وهو صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري والذي قيل فيه توريه لا هجرة بعد الفتح.



وإلى بني كنانة تنسب عائلة الخطيب في بيت المقدس، وهي مذكورة في المصادر القديمة باسم "ابن جماعة".



ثالثا: قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: نزلت مجموعات منها في أريحا، وتل خويلفة في ديار بئر السبع. ولعل "خربة قيس" في جبال نابلس دعيت باسمها هذا لنزول جماعات من قيس فيها.



وحمولة الإحفاه في برقة في جبال نابلس من قبيلة عتيبة وهذه من هوازن، من قيس وتفرعوا إلى : صلاح، وأبي عمر، وغلّس، والحاج.



ومن قيس عيلان، بنو عدوان، وهي أكبر قبائل شرقي الأردن[2]. نزلت جماعة منهم في بيت حانون بالقرب من غزة.



ومن قيس عيلان: بنو سليم، قوم الخنساء، وينسب إليهم الفوائد ومن أحفادهم بعض عشيرة عمار بن عجلان من الجبارات، وحمولة الفوائد من الترابين في ديار بئر السبع.



وبنو ذبيان: من قيس عيلان، ومن بطون ذبيان: فزارة، وإلى فزارة هذه تنتسب حمائل الحشابكة والصلاحات، والدبابسة في طلوزة في جبال نابلس.



وفي نحو 1814هـ نزلت جماعة من مواسي برقة شمالي فلسطين، والمواسي في فزارة اشتهر منهم "عقيلة بن موسى الحاسي"[3] الذي كانت له سطوة في مرج ابن عامر، وتوفي عام 1870م ودفن في أعبلين من أعمال حيفا. وبنو هلال من قيس عيلان، من العدنانية، ومن أحفاد بني هلال في فلسطين قبيلة التياها في لواء بئر السبع.



والغزاوية من قبائل بيسان يعودون بأصلهم إلى التياها ومن أعقاب بني هلال عرب الهنادي في جنوب فلسطين.



ومن قريش: من بني الحسن بن علي في فلسطين: عائلة الدباغ في يافا تعود بنسبها إلى الأدارسة عن طريق السيد عبد العزيز الدباغ بن مسعود الإدريسي الحسني.



وقبيلة الزعبي: عن طريق عبد القادر الجيلاني[4]، وهم منتشرون في الناصرة وقراها وفي يافا وحيفا وطوباس.



وتنسب إلى الحسن السبط، عن طريق الجيلاني أيضا عائلة زيد الكيلاني الفلسطينية ومن أشهر بني الحسن ظاهر العمر، الذي ينتسب إلى حمولة الزيادنة من أعقاب الحسن بن علي، وهؤلاء الأعقاب منتشرون في الناصرة وفي بعض قرى الجليل، ومنهم جماعة في ياصيد من عمل نابلس.



ومن الحسنيين: عائلة أبو الرب في بلاد جنين، وآل البرقاوي في نواحي طولكرم. والوحيدي من ترابين بئر السبع. وعائلة اليشرطي في عكا والعلما في جباليا- قطاع غزة- والمسامقة في الفالوجة.



والحسينيون، أبناء الحسين السبط وليس للحسين عقب إلا من زين العابدين علي بن الحسين، ومن العائلات التي تنتمي إلى الحسين: المؤمنية، والصمادية، والقضاة، وسعادة- في أم الفحم، وغيرها في قرى عرابة وسيلة الحارثية والسوافير وبيتا وجبارات الوحيدي، وآل الحسيني في بيت المقدس.



وفي فلسطين جماعات تذكر أنها من الأشراف دون تحديد، منهم: القلازين من عرب بئر السبع، وآل قراجا في صفا وحلحول، وسكان قرية الشيوخ.



وكان يعد شريفا كل من كان من أجل البيت، سواء أكان حسنيا أم حسينيا، أو علويا من ذرية محمد بن الحنفية، أم جعفريا، أم عقيليا أم عباسيا، فلما ولي الفاطميون أمر مصر، قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين.



والجعافرة: بنو جعفر الطيار بن أبي طالب، أخو علي بن أبي طالب، ومن أحفاد جعفر الطيار عائلات: هاشم، الحنبلي، والنقيب في نابلس.



العباسيون، بنو العباس بن عبد المطلب، ومن سلائلهم من فلسطين آل الغصين في غزة والرملة. والغصينات من عشيرة القلازين من التياها في ديرة بئر السبع. وآل العباسي في صفد، وحمولة الحواترة في جبل نابلس وآل شراب في منطقة غزة.



ومن آل عمر بن الخطاب بعض سكان جماعين، وسرطة، وبيت عور، وآل العوري في بيت المقدس، وجاد الله في رافات، والمسادين في قرى برقين وكفر دان وفقوعة وصندلة، والعناني في حلحول.



ومن سلالة عمر بن الخطاب الولي المشهور: علي بن عليل، ومن أعقابه العراقيب في حمامة، ونزلت جماعة منهم في دورا الخليل والعباسية. وعائلات الخيري، والتاجي، وأبو الهدى في الرملة ويافا وعكا.



وعائلة العمري في صفورية من أعمال الناصرة، وعرفت فيها باسم جدها عبد الهادي.



ومن بني مخزوم من قريش: عائلة الخالدي، نسبة إلى بني مخزوم وليس إلى خالد بن الوليد المخزومي، لأن خالد بن الوليد انقطع عقبة منذ القرن الثاني للهجرة وعشيرة الولايدة من جبارات بئر السبع، والخالدي في جنين وفي حطين.



وبنو عامر بن لؤي: من قريش، وينسب إلى عامر بن لؤي عائلة النخالة في غزة وفي القرن الهجري التاسع نزلت جماعة من آل النخال دمشق وحملت اسم العزي وأول من هاجر منهم أحمد بن عبد الله، ولد وتعلم في غزة وهاجر إلى دمشق، عهد إليه برياسة الفتوى.



والخلاصة فإن أكثر أهل فلسطين من اليمن، لخم وجذام، حتى كان يقال لفلسطين بلاد لخم وجذام. وانضم إليهم العدنانيون بعد الفتح.



وقد تغيرت أسماء عائلات فلسطين بين حين وآخر لأسباب عدة، فبعضهم جعل نسبة إلى أحد أجداده، أو إلى من كان بارزا من بني قومه في الكرم والذكاء أو الشجاعة، أو نسب نفسه إلى البلدان التي نزلوها. ومن الملاحظ أنه ليس كل من ينتمي إلى عشيرة أو حمولة، يكون منها نسبيا وإنما في العشيرة والحمولة، من انضم إليها للحماية، والحلف والولاء. وعشائر بئر السبع بصورة خاصة، جمعت أشتاتا، لا يضمهم نسب واحد، وكان ذلك تجمعا إدرايا أحيانا تفرضه الحكومة.



وفي فلسطين أشتات من أعقاب من نزلها من الناس واستقروا فيها، من الأتراك والأكراد والألبان والشركس والبوشناق وغيرهم وحمل بعضهم أسماء الأقوام أو المدن التي انتسبوا إليها ، فقيل: الترك والارناؤط، والشركس والبشناق والتركمان. وكان التركمان قد دخلوا البلاد في العهد الصلاحي، حيث شاركوا في طرد الصليبيين، ويوجد التركمان في قضاء حيفا ومرج بني عامر، ومنهم العلاقمة، وفي غزة اليوم حي يعرف باسم حي التركمان نسبة إلى ساكنيه ولكن تركمان فلسطين استعربوا وحسنت عروبتهم، وذابوا في البوتقة الفلسطينية ولا يعرفون لهم وطنا إلا فلسطين.


{[}
أولاً : أشهر القبائل العدنانية التي سكنت فلسطين:

أولا: ربيعة: وهو ابن نزار بن معد بن عدنان. ومن أشهر قبائل ربيعة التي سكنت فلسطين، قبيلة عنزة: وهم بنو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان . وكانت مواطن عنزة في أواسط نجد، بينه وبين شمال الحجاز.



وفي أوائل القرن الثامن عشر للميلاد شرعت بعض بطون عنزة تخرج من نجد وتزحف شمالا، طلبا للرعي والماء ، وما لبثت أن تمكنت من دخول حوران وشرق الأردن وانتزعت السيادة من السردية[1] . وقبل عام 1761 كانت عنزة تعد أكبر عشائر بادية الشام، تأخذ أموالا وفيرة من ركب الحج الشامي. ثم اخترقت هذه القبيلة أواسط سورية ونازعت عشائر حمص وحماة سيادتها ، وفرضت عليها الخوّة وتمكنت من الانتصار على عشائر حلب، وبذلك أصبحت عنزة سيدة بادية الشام حتى وادي الفرات وأطرف العراق. وتعد اليوم أعظم القبائل العربية ولها بطون عديدة في شمال الحجاز ، نجد ، الشام ، بادية الشام والعراق. ومن أشهر بطونها اليوم "الرولا" و"ولد علي" و"الدهامشة" ومن سلالات عنزة في فلسطين.



1. قبيلة الترابين في منطقة بئر السبع ، وتعود هذه القبيلة بأصلها إلى بني عطية الحجازية والتي تعرف أحيانا "عرب المعازة" نسبة إلى معازا بن أسد أي جد عنزة.

2. النتوش أو العطاونة من التياها في ديره بئر السبع ، وهم من بني عطية واليهم ينتسب آل النتشة في الخليل، وعائلة الهباب في يافا، وكذلك اهل قرية سكاكة في جبل نابلس، وعرب المحافظة في ديرة السبع.

3. عرب السوالمة ، يقيمون على بعد خمسة عشر كيلو شمال يافا، حم من "الرولة" أكبر عشائر عنزة.

4. عرب العنوز في قضاء حيفا ، وكانوا يقيمون في قرية المراح التي اندثرت في العهد البريطاني.

5. حمولة المنشطة ودار ناجي، وحمولة دار علي في كفر الديك من ولد علي من غترة.

6. حمولة النعيرات في ميثلون من أعمال جنين ، وبعض سكان النزلة من نواحي غزة. وسكان علار في قضاء طولكرم.

7. آل دهمش في اللد، وهم من الدهامشة من عنزة.

8. آل النمر، في مدينة نابلس.



ثانيا: بنو كنانة: من القبائل العدنانية، وكنانة الأب الثامن في عمود نسب رسول الله. ومن مشاهير كنانة في فلسطين: أحمد ابن الفقيه حسين بن أرسلان الرملي. عمّر في يافا برجا وكان يكثر الإقامة فيه، وهو الذي يعرف فيها باسم جامع الشيخ أرسلان بالبلدة القديمة، توفي بالقدس عام 844هـ ومنهم أحمد بن علي الكناني العسقلاني، المعروف بابن حجر، ولد ونشأ في مصر، نزل آباؤه مصر بعد خراب عسقلان عام 669هـ وهو صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري والذي قيل فيه توريه لا هجرة بعد الفتح.



وإلى بني كنانة تنسب عائلة الخطيب في بيت المقدس، وهي مذكورة في المصادر القديمة باسم "ابن جماعة".



ثالثا: قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: نزلت مجموعات منها في أريحا، وتل خويلفة في ديار بئر السبع. ولعل "خربة قيس" في جبال نابلس دعيت باسمها هذا لنزول جماعات من قيس فيها.



وحمولة الإحفاه في برقة في جبال نابلس من قبيلة عتيبة وهذه من هوازن، من قيس وتفرعوا إلى : صلاح، وأبي عمر، وغلّس، والحاج.



ومن قيس عيلان، بنو عدوان، وهي أكبر قبائل شرقي الأردن[2]. نزلت جماعة منهم في بيت حانون بالقرب من غزة.



ومن قيس عيلان: بنو سليم، قوم الخنساء، وينسب إليهم الفوائد ومن أحفادهم بعض عشيرة عمار بن عجلان من الجبارات، وحمولة الفوائد من الترابين في ديار بئر السبع.



وبنو ذبيان: من قيس عيلان، ومن بطون ذبيان: فزارة، وإلى فزارة هذه تنتسب حمائل الحشابكة والصلاحات، والدبابسة في طلوزة في جبال نابلس.



وفي نحو 1814هـ نزلت جماعة من مواسي برقة شمالي فلسطين، والمواسي في فزارة اشتهر منهم "عقيلة بن موسى الحاسي"[3] الذي كانت له سطوة في مرج ابن عامر، وتوفي عام 1870م ودفن في أعبلين من أعمال حيفا. وبنو هلال من قيس عيلان، من العدنانية، ومن أحفاد بني هلال في فلسطين قبيلة التياها في لواء بئر السبع.



والغزاوية من قبائل بيسان يعودون بأصلهم إلى التياها ومن أعقاب بني هلال عرب الهنادي في جنوب فلسطين.



ومن قريش: من بني الحسن بن علي في فلسطين: عائلة الدباغ في يافا تعود بنسبها إلى الأدارسة عن طريق السيد عبد العزيز الدباغ بن مسعود الإدريسي الحسني.



وقبيلة الزعبي: عن طريق عبد القادر الجيلاني[4]، وهم منتشرون في الناصرة وقراها وفي يافا وحيفا وطوباس.



وتنسب إلى الحسن السبط، عن طريق الجيلاني أيضا عائلة زيد الكيلاني الفلسطينية ومن أشهر بني الحسن ظاهر العمر، الذي ينتسب إلى حمولة الزيادنة من أعقاب الحسن بن علي، وهؤلاء الأعقاب منتشرون في الناصرة وفي بعض قرى الجليل، ومنهم جماعة في ياصيد من عمل نابلس.



ومن الحسنيين: عائلة أبو الرب في بلاد جنين، وآل البرقاوي في نواحي طولكرم. والوحيدي من ترابين بئر السبع. وعائلة اليشرطي في عكا والعلما في جباليا- قطاع غزة- والمسامقة في الفالوجة.



والحسينيون، أبناء الحسين السبط وليس للحسين عقب إلا من زين العابدين علي بن الحسين، ومن العائلات التي تنتمي إلى الحسين: المؤمنية، والصمادية، والقضاة، وسعادة- في أم الفحم، وغيرها في قرى عرابة وسيلة الحارثية والسوافير وبيتا وجبارات الوحيدي، وآل الحسيني في بيت المقدس.



وفي فلسطين جماعات تذكر أنها من الأشراف دون تحديد، منهم: القلازين من عرب بئر السبع، وآل قراجا في صفا وحلحول، وسكان قرية الشيوخ.



وكان يعد شريفا كل من كان من أجل البيت، سواء أكان حسنيا أم حسينيا، أو علويا من ذرية محمد بن الحنفية، أم جعفريا، أم عقيليا أم عباسيا، فلما ولي الفاطميون أمر مصر، قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين.



والجعافرة: بنو جعفر الطيار بن أبي طالب، أخو علي بن أبي طالب، ومن أحفاد جعفر الطيار عائلات: هاشم، الحنبلي، والنقيب في نابلس.



العباسيون، بنو العباس بن عبد المطلب، ومن سلائلهم من فلسطين آل الغصين في غزة والرملة. والغصينات من عشيرة القلازين من التياها في ديرة بئر السبع. وآل العباسي في صفد، وحمولة الحواترة في جبل نابلس وآل شراب في منطقة غزة.



ومن آل عمر بن الخطاب بعض سكان جماعين، وسرطة، وبيت عور، وآل العوري في بيت المقدس، وجاد الله في رافات، والمسادين في قرى برقين وكفر دان وفقوعة وصندلة، والعناني في حلحول.



ومن سلالة عمر بن الخطاب الولي المشهور: علي بن عليل، ومن أعقابه العراقيب في حمامة، ونزلت جماعة منهم في دورا الخليل والعباسية. وعائلات الخيري، والتاجي، وأبو الهدى في الرملة ويافا وعكا.



وعائلة العمري في صفورية من أعمال الناصرة، وعرفت فيها باسم جدها عبد الهادي.



ومن بني مخزوم من قريش: عائلة الخالدي، نسبة إلى بني مخزوم وليس إلى خالد بن الوليد المخزومي، لأن خالد بن الوليد انقطع عقبة منذ القرن الثاني للهجرة وعشيرة الولايدة من جبارات بئر السبع، والخالدي في جنين وفي حطين.



وبنو عامر بن لؤي: من قريش، وينسب إلى عامر بن لؤي عائلة النخالة في غزة وفي القرن الهجري التاسع نزلت جماعة من آل النخال دمشق وحملت اسم العزي وأول من هاجر منهم أحمد بن عبد الله، ولد وتعلم في غزة وهاجر إلى دمشق، عهد إليه برياسة الفتوى.



والخلاصة فإن أكثر أهل فلسطين من اليمن، لخم وجذام، حتى كان يقال لفلسطين بلاد لخم وجذام. وانضم إليهم العدنانيون بعد الفتح.



وقد تغيرت أسماء عائلات فلسطين بين حين وآخر لأسباب عدة، فبعضهم جعل نسبة إلى أحد أجداده، أو إلى من كان بارزا من بني قومه في الكرم والذكاء أو الشجاعة، أو نسب نفسه إلى البلدان التي نزلوها. ومن الملاحظ أنه ليس كل من ينتمي إلى عشيرة أو حمولة، يكون منها نسبيا وإنما في العشيرة والحمولة، من انضم إليها للحماية، والحلف والولاء. وعشائر بئر السبع بصورة خاصة، جمعت أشتاتا، لا يضمهم نسب واحد، وكان ذلك تجمعا إدرايا أحيانا تفرضه الحكومة.



وفي فلسطين أشتات من أعقاب من نزلها من الناس واستقروا فيها، من الأتراك والأكراد والألبان والشركس والبوشناق وغيرهم وحمل بعضهم أسماء الأقوام أو المدن التي انتسبوا إليها ، فقيل: الترك والارناؤط، والشركس والبشناق والتركمان. وكان التركمان قد دخلوا البلاد في العهد الصلاحي، حيث شاركوا في طرد الصليبيين، ويوجد التركمان في قضاء حيفا ومرج بني عامر، ومنهم العلاقمة، وفي غزة اليوم حي يعرف باسم حي التركمان نسبة إلى ساكنيه ولكن تركمان فلسطين استعربوا وحسنت عروبتهم، وذابوا في البوتقة الفلسطينية ولا يعرفون لهم وطنا إلا فلسطين.

صلاح الدين سعد الله
17/08/2009, 02:31 PM
شكرا على تبسّطك في العرض. لكنّك لم تجب عن أسئلتي.

وائل الريفي
17/08/2009, 10:17 PM
موضوع جدير بالاهتمام، ومقال حوى العديد من المعلومات التاريخيّة. فشكرا جزيلا على جهدك المبذول. لكن اسمح لي أخي العزيز أن أسوق بعض الملاحظات وأن أطرح بعض التساؤلات إغناء للبحث في هذا الموضوع.
- إنّ النّظر في التاريخ يقتضي جهدا في تقصّي الوثائق وتوثيق المادّة التاريخيّة.
- إنّ القول بهجرة القبائل العربيّة ودوام ترحّلهم بين اليمن والحجاز والعراق والشام ومصر... أمر معروف لا خلاف حوله، أمّا القول بأنّ اليمن هو الموطن الأصليّ لجلّ القبائل العربيّة فهذا يحتاج مزيد النظر والتحقيق.
- هل هناك علاقة وثقى بين الهجرة من اليمن إلى أنحاء متفرّقة من شبه الجزيرة العربيّة وبين انهيار سدّ مأرب؟
- هناك رواية متواترة عن أصول يمنيّة للقبائل البربريّة التي استوطنت المغرب العربيّ منذ آلاف السنين، فهل من تأكيد أو نفي لذلك؟
أجدّد شكري للأخ الفاضل وائل الرّيفي، وأرجو أن ينال هذا الموضوع حقّ قدره من عناية الأخوة الأعضاء.
هجرة العرب بعد انهداد سدمأرب
انفجر سد مأرب نحو عام 115 ق م وأندفع السيل الذي اغرق البلاد وأتلف الزرع.. فنزح عدد من القبائل الى
الشمال فقصد بنو ثعلبة بن عمرو يثرب وكان من بينهم ( الأوس والخزرج ) ونزلت خزاعة في مكة
واجلت جرهما عنها.. ونزل جفنه بن عمرو وبنوه الشام وسمو (غساسنة ) نسبة الى ماء كان هناك يدعى غسانا
وتوجهت قبيلة لخم بن عدى نحو ( الحيرة ) بالعراق وحلت طي فــــي الجبلين (أجأ وسلمى ) إلى الشمال
الشرقي من يثرب وهكذا تفرقت القبائل.. (حتى ضرب بها المثل فقيل تفرقوا أيدي سبأ ) وأدى ذلك الى اختلاط
شديد بين عرب الشمال والجنوب.. بالمصاهرة والتجارة والحروب ولكن ذلك الاختلاط لم يزل مابين الفريقين من تنافر ظل حتى ظهور الاسلام وقد كانت مأرب مدينة تقع بقرب موقع ( صنعاء اليمن الأن ) وقد بناها عبد شمس
بن يشجب من ملوك حمير وهو الذي بنى أيضاً السد الكبير لتخزين مياه الامطار. وانفجر يوما هذا السد فكان
الغرق الشهير بسيل العرم وفيه انزل الله تبارك وتعالى : على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الآيه {لقد
كان لسباً في مسكنهم أية * جنتان عن يمين وشمال * كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور
فاعرضوا * فأرسلنا عليهم سيل العرم} التي تفرقت على أثره قبائل بني قحطان فكان منهم أهل الحيرة على
الفرات.. وأهل غسان في بادية الشام.. ولاتزال أثار السد باقية حتى الان