المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في خطاب (أوباما)



أيمن الدقر
14/06/2009, 04:04 PM
من السذاجة النظر إلى خطاب الرئيس (باراك أوباما) في القاهرة في الرابع من حزيران نظرة سطحية والتوصل إلى الاستنتاج إلى أنه سيحل كل مشاكل وتوترات منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي سوف يبيض صورة الولايات المتحدة ويظهرها بصورة المنقذ والحريص على تطبيق العدل وتحقيق السلم والاستقرار فيها. وفي الوقت ذاته يمكن القول إنه ليس من الحكمة إهماله لما ورد فيه من طروحات وأفكار مختلفة عما تعودناه من إدارة (بوش) خلال السنوات الثماني التي مضت. وسنحاول هنا تحليل هذا الخطاب بموضوعية.
بداية يمكن القول إن الخطاب وما ورد فيه لم يكن من قبيل المصادفة، بل على العكس كان انتقاء المكان، القاهرة والتوقيت، ورمزية الأزهر ومحتوى الخطاب مدروساً بدقة، وقد أملته عوامل وظروف يأتي في مقدمتها تقييم الإدارة الأمريكية الجديدة للفشل الذريع لسياسات إدارة (بوش) وفكرة المحافظين الجدد التي تجلت في شن حروب عدوانية بالتعاون مع قوات تحالف في أفغانستان والعراق وحروب بالوكالة خاضتها إسرائيل في لبنان وغزة، وكل هذه الحروب خيضت تحت شعارات محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية ومنع انتشار الأسلحة النووية إلى آخر لائحة الشعارات، لكن أسباب شنها الحقيقة كانت الحفاظ على أمن إسرائيل ومشروع الشرق الأوسط الجديد للهيمنة على المنطقة تفوح منها دائماً رائحة النفط. لقد ساهمت هذه الحروب إلى استنزاف قدرات أمريكا العسكرية والاقتصادية والمالية، وبالتالي انفجرت أزمة الرهن العقاري ليتلوها الأزمة المالية التي أدت إلى انكماش اقتصادي في الولايات المتحدة والعالم. وأصبحت أمريكا تلك القوة الحربية الهائلة والاقتصاد الأكبر في العالم مضطرة للانكباب على مشاكلها وبحاجة إلى التغيير في الفكر الاقتصادي والسياسي للخروج من المأزق والإرث الذي خلفته إدارة بوش.
وهكذا كان فقد انتهز الحزب الديمقراطي الظروف ووضع شعار (التغيير) عنواناً لحملته الانتخابية، التغيير في شخصية الرئيس والبرنامج الانتخابي، ونجح في تقديم (أوباما) الملون لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، وفوض الناخب الأمريكي بأغلبية كبيرة (أوباما) والحزب الديمقراطي لإحداث التغيير وحل الأزمة.
وعوداً إلى الخطاب نقول إن الخطاب فرضته المقدمات الموضوعية وكان خطاباً مختلفاً تحدث فيها الرئيس (أوباما) عن ست مسائل أساسية تهم منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى المصالحة مع الإسلام. وفيما يلي سوف نعرض لتحليل هذه الأفكار التي وردت في الخطاب الهام وغير العادي.
الإسلام:
كان واضحاً في الخطاب أن الرئيس (أوباما) كان يريد طي صفحة الماضي في العلاقة بين أمريكا وربما الغرب أيضاً والإسلام، ووضع حد لثقافة الربط بين الإرهاب والإسلام. وظهر ذلك عبر الخطاب بكامله حيث لم يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن عظمة الإسلام وقيمه وتسامحه مستشهداً بالآيات القرآنية، كما تحدث عن الحضارة الإسلامية التي ساهمت في إغناء الثقافة والعلوم عبر التاريخ، وتحدث عن مشاعر المسلمين المعادية للغرب بتأثير الحرب الباردة والحروب والتوترات الأخرى، واعتبارهم أن الغرب معاد لتقاليد الإسلام، ليعود ويقول إن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا، ودعا إلى التعاون والشراكة والعمل معاً لتجاوز الماضي والبحث في النقاط المشتركة للوصول إلى واقع أفضل للشعوب، مشيراً إلى ما قاله في أنقرة (إن أمريكا ليست ولن تكون في حالة حرب مع الإسلام).
هنا تتضح من التركيز على الإسلام والدعوة إلى نسيان الماضي وتوتراته، الرغبة في المصالحة مع الإسلام على قواعد جديدة تؤدي إلى تخفيض مستوى الكراهية التي تكنها الشعوب الإسلامية للولايات المتحدة بل لسياسات وممارسات الإدارات الأمريكية ضد الإسلام والدول الإسلامية عبر عقود طويلة، وربما يحتاج الرئيس (أوباما) وإدارته إلى ممارسات وسياسات عملية تثبت هذا التوجه ليصدق المسلمون أن عهداً جديداً بدأ وأن المصالحة ممكنة ومفيدة للطرفين.
التطرف العنيف:
كان الإرهاب والذي لم ينكره (أوباما) وحوله إلى مفهوم جديد هو (التطرف العنيف) بكافة أشكاله هو المسألة الأولى التي تطرق إليه (أوباما) بعد المقدمة الطويلة، عندما حدد (إننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات: قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال) وهنا نقول هل تطور مفهوم الإرهاب لدى أمريكا ليقترب من المفهوم المنطقي والذي يقتصر على قتل الأبرياء مع الاعتراف بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال بالقوة، لكن بقية الكلام حصرت التطرف العنيف في منظمة القاعدة وحظرها بدءاً من (11 أيلول) ومروراً بأفغانستان وباكستان وانتشار هذا التنظيم عبر الدول وممارسته للقتل والتدمير ضد المسلمين وضد الولايات المتحدة والأمريكيين من جنود ومدنيين. مضيفاً طالبان إلى قائمة التطرف العنيف، ومبرراً غزو أفغانستان بمحاربة القاعدة وطالبان. ويرى (أوباما) أن أمريكا لا تريد أن يبقى جيشها في أفغانستان ولا إقامة قواعد عسكرية، وأنه سيرحب بعودة جنوده بعد التأكد من عدم وجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان. وبالرغم من التكلفة العالية مالياً وبشرياً لهذه الحرب فإنه يرى أن القوة العسكرية لوحدها لا تكفي لحل المشاكل مشيراً إلى تخصيص موارد مالية للتنمية والثقافة في كل من باكستان وأفغانستان.
إن التطور الظاهر في مقاربة مفهوم الإرهاب وتحويله إلى مفهوم التطرف العنيف قد يكون شكلياً وقد يعبر عن تطور حقيقي في تعريف الإرهاب والذي استخدم أساساً كذريعة أساسية لشن الحروب وإدانة الدول واستصدار قوانين ولوائح وقرارات تضيف الدول والشعوب والأفراد وتسمها برعاية الإرهاب، أو بالإرهاب واتخاذ الإجراءات المتمثلة باستخدام القوة ضدها. لا يمكننا الجزم بالتحول والأفعال والممارسات اللاحقة سوف تبين مصداقية هذا التحول.
إسرائيل والفلسطينيون والعالم العربي:
لا نعتقد أن أحداً يتوقع من (أوباما) كرئيس للولايات المتحدة أن يقول أكثر مما قاله حول إسرائيل، فقد كان لا بد له من تبرير الوجود الصهيوني وتكريس مبدأ المحافظة على أمن الدولة العبرية. وجاء ذلك من خلال مقاربته للمسألة الثانية التي تشكل المصدر الثاني الرئيسي للتوتر.
حيث أشار إلى: (أن الأواصر الرابطة بين إسرائيل وأمريكا معروفة على نطاق واسع ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبداً)، (وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه)، مشيراً إلى اضطهاد اليهود عبر قرون ووقوع "المحرقة" وقتل "6" ملايين يهودي)، ويقول: (إن نفي المحرقة أمر لا أساس له وينم عن الجهل وبالغ الكراهية).
وعلى المقلب الآخر تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه في سعيه لإقامة وطن خاص له، وتحمله آلام النزوح على مدى (60) عاماً، حيث ينتظر العديد من الفلسطينيين في الضفة والقطاع وبلدان الشتات لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن ويتحملوا الإهانات اليومية الناتجة عن الاحتلال، ليقول: (ليس هناك شك في أن وضع الفلسطينيين لا يطاق، ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة لهم) ويضيف: (لأن السبيل الوحيد لتحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيها الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن). مشيراً إلى خارطة الطريق والتزامات الطرفين، مطالباً الفلسطينيين بالتخلي عن العنف لأن أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح، طالباً منهم الاقتداء بالسود في أمريكا، داعياً حركة حماس دون وصفها بالإرهابية أن تنبذ العنف. وتعترف بإسرائيل والاتفاقيات التي وقعتها السلطة.
صحيح أن (أوباما) دعا إلى وقف المستوطنات وعدم مشروعية استمرارها طالباً من إسرائيل الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين مشيراً إلى أن أمن إسرائيل لا يتحقق عبر الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك، وفقدان الفرص في الضفة الغربية. ولكن (أوباما) نسي أن العنف الفلسطيني نتيجة للاحتلال والقتل والتدمير والإذلال للشعب الفلسطيني الذي تمارسه إسرائيل يومياً دون رادع. لقد خاطب (أوباما) إسرائيل بدعوتها إلى ممارسة سياسات دون تحديد مواعيد أو التهديد بعقوبات كما تفعل أمريكا مع كل الدول وربما أن ذلك أقصى ما يستطيعه الرجل في الظروف وموازين القوى القائمة.
في مبادرة السلام العربية يشير (أوباما) إلى أنها بداية هامة، وأن مسؤوليات الدول العربية لا تنتهي بهذه المبادرة، وربما يقصد أن المطلوب تعديل المبادرة من خلال البدء بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تنفيذ المبادرة بكل بنودها التي تمثل رزمة متكاملة لا يجوز اللعب فيها أو الالتفاف عليها.
العراق:
يعترف (أوباما) بأن قرار الحرب وغزو العراق كان اختيارياً مما أثار خلافات شديدة في أمريكا وخارجها معتقداً أن الشعب العراقي هو المستفيد من التخلص من الطاغية (صدام)، وحسب اعتقاده أن أحداث العراق ذكرت أمريكا بضرورة استخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكناً. بالفعل فقد كان العراق وغزوه وما تلا ذلك من أحداث أحد أهم خسائر أمريكا السياسية والعسكرية، وعلى التوازي أهم خسارة للعراق والعرب.
ويشير (أوباما) إلى مسؤولية أمريكا المزدوجة تجاه العراق: مساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين قائلاً: (إننا لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو مطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده، فالعراق يتمتع بسيادته الخاصة بمفرده)، ومشيراً إلى الأوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهر آب، وسحب جميع القوات بحلول العام 2012، وإلى تقديم العراق الآمن الموحد بصفتنا شريكاً وليس بصفة الراعي.
هل يمكن تحقيق رؤية (أوباما) حول العراق سواءً لجهة الانسحاب الكامل أو عدم الطمع بموارده؟ الواقع أن الإشارات التي تظهر هنا وهناك من الإدارة تبين أن ذلك مشكوك فيه، حيث يمكن تفعيل أحداث ونشاطات توصي بضرورة البقاء في العراق لفترة أطول وإلا لماذا أقيمت القواعد البرية والجوية الأمريكية في العراق، وهل يمكن فعلاً رؤية عراق آمن موحد.
إيران والأسلحة النووية:
اعترف (أوباما) بدور أمريكا في إسقاط حكومة (مصدق) في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين تلك الحكومة المنتخبة بأسلوب ديمقراطي، كما اعترف بوجود جو من عدم الثقة الذي ساد بين البلدين لعقود وأنه سيكون من الصعوبة بمكان، وأعرب عن النية والعزم على المضي قدماً في الحوار بدون شروط مسبقة وعلى أساس الاحترام المتبادل. كما أقر بحق الدول ومنها إيران بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، إلا أنه أكد على التزام أمريكا السعي من أجل عدم امتلاك أي دولة للأسلحة النووية.
إن مستقبل المفاوضات الأمريكية الإيرانية محكوم بصدق النوايا الأمريكية وترجمة لهجة التصالح إلى أفعال تعيد جو الثقة والقناعة لبناء علاقات مستقيمة واعدة.
الديمقراطية:
تخلى (أوباما) عن أسلوب فرض الديمقراطية الأمريكية أو الغربية عموماً على الشعوب بقوله: (لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي لأية دولة أن تفرض نظاماً للحكم على أية دولة أخرى، ومع ذلك لن يقلل ذلك من التزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب، حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ في كل دولة وفقاً لتقاليد شعبها). وهذا تراجع مهم عن أسلوب إدارة بوش التي كانت تسعى لفرض النمط الغربي للديمقراطية عن طريق التدخل المتعدد الأشكال.
الحرية الدينية:
جاء (أوباما) إلى منطقة مشهورة بالتسامح الديني، وتحترم فيها حرية العبادة منذ فجر التاريخ، فهي مهد الديانات الثلاث وتعايش أبناؤها عبر القرون بتسامح عكرته بعض الغزوات التي قامت على أساس ديني للاستيلاء على القدس.
ومع ذلك فهو يقول: (إن التعددية الدينية ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك "الموارنة" في لبنان أو "الأقباط" في مصر، ويجب إصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنة والشيعة قد أدى إلى عنف مأساوي لا سيما في العراق). وقال: (من الأهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسباً، فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها).
ما يلفت النظر هنا الإشارة إلى "الموارنة" و"الأقباط" دون باقي المسيحيين في الشرق، وكذلك إلى الفتنة المذهبية السنية الشيعية. إن أمريكا هي وراء الفتنة السنية الشيعية لأغراض سياسية، ونعتقد أن الوعي العالي للقيادات هو الذي أحبط هذه الفتنة وكشف أهدافها الخبيثة ونأمل أن تكون أمريكا (أوباما) قد تخلت عن هذه السياسة.
كلمة أخيرة:
لا شك أن هناك تغييرات مهمة في الأفكار والموضوعات التي طرحها (أوباما) في خطابه من القاهرة، كما أن هناك مواضيع أغفلها. لكن السؤال يبقى مشروعاً. ويتلخص في:
هل تعبر كلمات (أوباما) عن قناعاته وقناعات الإدارة الأمريكية؟ وإذا كانت تعبر عن ذلك هل يمكن أن تتحول إلى سياسات وممارسة عملية؟ وهل بإمكان (أوباما) أو إدارته تطبيق هذه السياسات؟.
إن الكثير يتعلق بمراكز القوى في أمريكا وأهمها البنتاغون والكونغرس الأمريكي واللوبي الصهيوني والشركات الاحتكارية، كما أن الاهتمام بالشأن الاقتصادي الأمريكي قد يشغل الإدارة والرئيس من ممارسة فاعلة في السياسة الخارجية.
وتعتبر إسرائيل عائقاً أساسياً في تطور السياسات الأمريكية وتوجيهها بما يخدم مصلحتها، ويمكننا قراءة صدى خطاب (أوباما) في زيارات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين ونواياهم.
أما العرب فالمطلوب منهم ألا يسارعوا ببساطة إلى التقاط الطعم والهرولة باتجاه تقديم التنازلات والتبرعات قبل ضمانة حقوقهم ومصالحهم، ونعتقد أن عليهم بذل جهد إضافي لتكريس القناعات المفيدة التي ظهرت في الخطاب وتطويرها لتشمل ما لم يقله (أوباما)، سواءً باللقاءات أو الحوارات التي تشرح وتوضح الحقائق والحقوق والتوصل إلى موقف موحد في التعاطي مع أمريكا.
أخيراً نقول طالما أن العبرة بالنتائج، فإن تحول هذه الوسائل والأفكار التي بعث بها (أوباما) في خطابه تحتاج إلى ممارسات وأفعال لتعطيها المصداقية، ممارسة وأفعال تقوم بها الإدارة الأمريكية، وهذا ما سنراقبه ونراه في الأسابيع والأشهر الهادمة.

بونيف محمد
14/06/2009, 06:55 PM
من السذاجة النظر إلى خطاب الرئيس (باراك أوباما) في القاهرة في الرابع من حزيران نظرة سطحية والتوصل إلى الاستنتاج إلى أنه سيحل كل مشاكل وتوترات منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي سوف يبيض صورة الولايات المتحدة ويظهرها بصورة المنقذ والحريص على تطبيق العدل وتحقيق السلم والاستقرار فيها. وفي الوقت ذاته يمكن القول إنه ليس من الحكمة إهماله لما ورد فيه من طروحات وأفكار مختلفة عما تعودناه من إدارة (بوش) خلال السنوات الثماني التي مضت. وسنحاول هنا تحليل هذا الخطاب بموضوعية.
بداية يمكن القول إن الخطاب وما ورد فيه لم يكن من قبيل المصادفة، بل على العكس كان انتقاء المكان، القاهرة والتوقيت، ورمزية الأزهر ومحتوى الخطاب مدروساً بدقة، وقد أملته عوامل وظروف يأتي في مقدمتها تقييم الإدارة الأمريكية الجديدة للفشل الذريع لسياسات إدارة (بوش) وفكرة المحافظين الجدد التي تجلت في شن حروب عدوانية بالتعاون مع قوات تحالف في أفغانستان والعراق وحروب بالوكالة خاضتها إسرائيل في لبنان وغزة، وكل هذه الحروب خيضت تحت شعارات محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية ومنع انتشار الأسلحة النووية إلى آخر لائحة الشعارات، لكن أسباب شنها الحقيقة كانت الحفاظ على أمن إسرائيل ومشروع الشرق الأوسط الجديد للهيمنة على المنطقة تفوح منها دائماً رائحة النفط. لقد ساهمت هذه الحروب إلى استنزاف قدرات أمريكا العسكرية والاقتصادية والمالية، وبالتالي انفجرت أزمة الرهن العقاري ليتلوها الأزمة المالية التي أدت إلى انكماش اقتصادي في الولايات المتحدة والعالم. وأصبحت أمريكا تلك القوة الحربية الهائلة والاقتصاد الأكبر في العالم مضطرة للانكباب على مشاكلها وبحاجة إلى التغيير في الفكر الاقتصادي والسياسي للخروج من المأزق والإرث الذي خلفته إدارة بوش.
وهكذا كان فقد انتهز الحزب الديمقراطي الظروف ووضع شعار (التغيير) عنواناً لحملته الانتخابية، التغيير في شخصية الرئيس والبرنامج الانتخابي، ونجح في تقديم (أوباما) الملون لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، وفوض الناخب الأمريكي بأغلبية كبيرة (أوباما) والحزب الديمقراطي لإحداث التغيير وحل الأزمة.
وعوداً إلى الخطاب نقول إن الخطاب فرضته المقدمات الموضوعية وكان خطاباً مختلفاً تحدث فيها الرئيس (أوباما) عن ست مسائل أساسية تهم منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى المصالحة مع الإسلام. وفيما يلي سوف نعرض لتحليل هذه الأفكار التي وردت في الخطاب الهام وغير العادي.
الإسلام:
كان واضحاً في الخطاب أن الرئيس (أوباما) كان يريد طي صفحة الماضي في العلاقة بين أمريكا وربما الغرب أيضاً والإسلام، ووضع حد لثقافة الربط بين الإرهاب والإسلام. وظهر ذلك عبر الخطاب بكامله حيث لم يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن عظمة الإسلام وقيمه وتسامحه مستشهداً بالآيات القرآنية، كما تحدث عن الحضارة الإسلامية التي ساهمت في إغناء الثقافة والعلوم عبر التاريخ، وتحدث عن مشاعر المسلمين المعادية للغرب بتأثير الحرب الباردة والحروب والتوترات الأخرى، واعتبارهم أن الغرب معاد لتقاليد الإسلام، ليعود ويقول إن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا، ودعا إلى التعاون والشراكة والعمل معاً لتجاوز الماضي والبحث في النقاط المشتركة للوصول إلى واقع أفضل للشعوب، مشيراً إلى ما قاله في أنقرة (إن أمريكا ليست ولن تكون في حالة حرب مع الإسلام).
هنا تتضح من التركيز على الإسلام والدعوة إلى نسيان الماضي وتوتراته، الرغبة في المصالحة مع الإسلام على قواعد جديدة تؤدي إلى تخفيض مستوى الكراهية التي تكنها الشعوب الإسلامية للولايات المتحدة بل لسياسات وممارسات الإدارات الأمريكية ضد الإسلام والدول الإسلامية عبر عقود طويلة، وربما يحتاج الرئيس (أوباما) وإدارته إلى ممارسات وسياسات عملية تثبت هذا التوجه ليصدق المسلمون أن عهداً جديداً بدأ وأن المصالحة ممكنة ومفيدة للطرفين.
التطرف العنيف:
كان الإرهاب والذي لم ينكره (أوباما) وحوله إلى مفهوم جديد هو (التطرف العنيف) بكافة أشكاله هو المسألة الأولى التي تطرق إليه (أوباما) بعد المقدمة الطويلة، عندما حدد (إننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات: قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال) وهنا نقول هل تطور مفهوم الإرهاب لدى أمريكا ليقترب من المفهوم المنطقي والذي يقتصر على قتل الأبرياء مع الاعتراف بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال بالقوة، لكن بقية الكلام حصرت التطرف العنيف في منظمة القاعدة وحظرها بدءاً من (11 أيلول) ومروراً بأفغانستان وباكستان وانتشار هذا التنظيم عبر الدول وممارسته للقتل والتدمير ضد المسلمين وضد الولايات المتحدة والأمريكيين من جنود ومدنيين. مضيفاً طالبان إلى قائمة التطرف العنيف، ومبرراً غزو أفغانستان بمحاربة القاعدة وطالبان. ويرى (أوباما) أن أمريكا لا تريد أن يبقى جيشها في أفغانستان ولا إقامة قواعد عسكرية، وأنه سيرحب بعودة جنوده بعد التأكد من عدم وجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان. وبالرغم من التكلفة العالية مالياً وبشرياً لهذه الحرب فإنه يرى أن القوة العسكرية لوحدها لا تكفي لحل المشاكل مشيراً إلى تخصيص موارد مالية للتنمية والثقافة في كل من باكستان وأفغانستان.
إن التطور الظاهر في مقاربة مفهوم الإرهاب وتحويله إلى مفهوم التطرف العنيف قد يكون شكلياً وقد يعبر عن تطور حقيقي في تعريف الإرهاب والذي استخدم أساساً كذريعة أساسية لشن الحروب وإدانة الدول واستصدار قوانين ولوائح وقرارات تضيف الدول والشعوب والأفراد وتسمها برعاية الإرهاب، أو بالإرهاب واتخاذ الإجراءات المتمثلة باستخدام القوة ضدها. لا يمكننا الجزم بالتحول والأفعال والممارسات اللاحقة سوف تبين مصداقية هذا التحول.
إسرائيل والفلسطينيون والعالم العربي:
لا نعتقد أن أحداً يتوقع من (أوباما) كرئيس للولايات المتحدة أن يقول أكثر مما قاله حول إسرائيل، فقد كان لا بد له من تبرير الوجود الصهيوني وتكريس مبدأ المحافظة على أمن الدولة العبرية. وجاء ذلك من خلال مقاربته للمسألة الثانية التي تشكل المصدر الثاني الرئيسي للتوتر.
حيث أشار إلى: (أن الأواصر الرابطة بين إسرائيل وأمريكا معروفة على نطاق واسع ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبداً)، (وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه)، مشيراً إلى اضطهاد اليهود عبر قرون ووقوع "المحرقة" وقتل "6" ملايين يهودي)، ويقول: (إن نفي المحرقة أمر لا أساس له وينم عن الجهل وبالغ الكراهية).
وعلى المقلب الآخر تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه في سعيه لإقامة وطن خاص له، وتحمله آلام النزوح على مدى (60) عاماً، حيث ينتظر العديد من الفلسطينيين في الضفة والقطاع وبلدان الشتات لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن ويتحملوا الإهانات اليومية الناتجة عن الاحتلال، ليقول: (ليس هناك شك في أن وضع الفلسطينيين لا يطاق، ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة لهم) ويضيف: (لأن السبيل الوحيد لتحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيها الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن). مشيراً إلى خارطة الطريق والتزامات الطرفين، مطالباً الفلسطينيين بالتخلي عن العنف لأن أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح، طالباً منهم الاقتداء بالسود في أمريكا، داعياً حركة حماس دون وصفها بالإرهابية أن تنبذ العنف. وتعترف بإسرائيل والاتفاقيات التي وقعتها السلطة.
صحيح أن (أوباما) دعا إلى وقف المستوطنات وعدم مشروعية استمرارها طالباً من إسرائيل الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين مشيراً إلى أن أمن إسرائيل لا يتحقق عبر الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك، وفقدان الفرص في الضفة الغربية. ولكن (أوباما) نسي أن العنف الفلسطيني نتيجة للاحتلال والقتل والتدمير والإذلال للشعب الفلسطيني الذي تمارسه إسرائيل يومياً دون رادع. لقد خاطب (أوباما) إسرائيل بدعوتها إلى ممارسة سياسات دون تحديد مواعيد أو التهديد بعقوبات كما تفعل أمريكا مع كل الدول وربما أن ذلك أقصى ما يستطيعه الرجل في الظروف وموازين القوى القائمة.
في مبادرة السلام العربية يشير (أوباما) إلى أنها بداية هامة، وأن مسؤوليات الدول العربية لا تنتهي بهذه المبادرة، وربما يقصد أن المطلوب تعديل المبادرة من خلال البدء بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تنفيذ المبادرة بكل بنودها التي تمثل رزمة متكاملة لا يجوز اللعب فيها أو الالتفاف عليها.
العراق:
يعترف (أوباما) بأن قرار الحرب وغزو العراق كان اختيارياً مما أثار خلافات شديدة في أمريكا وخارجها معتقداً أن الشعب العراقي هو المستفيد من التخلص من الطاغية (صدام)، وحسب اعتقاده أن أحداث العراق ذكرت أمريكا بضرورة استخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكناً. بالفعل فقد كان العراق وغزوه وما تلا ذلك من أحداث أحد أهم خسائر أمريكا السياسية والعسكرية، وعلى التوازي أهم خسارة للعراق والعرب.
ويشير (أوباما) إلى مسؤولية أمريكا المزدوجة تجاه العراق: مساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين قائلاً: (إننا لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو مطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده، فالعراق يتمتع بسيادته الخاصة بمفرده)، ومشيراً إلى الأوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهر آب، وسحب جميع القوات بحلول العام 2012، وإلى تقديم العراق الآمن الموحد بصفتنا شريكاً وليس بصفة الراعي.
هل يمكن تحقيق رؤية (أوباما) حول العراق سواءً لجهة الانسحاب الكامل أو عدم الطمع بموارده؟ الواقع أن الإشارات التي تظهر هنا وهناك من الإدارة تبين أن ذلك مشكوك فيه، حيث يمكن تفعيل أحداث ونشاطات توصي بضرورة البقاء في العراق لفترة أطول وإلا لماذا أقيمت القواعد البرية والجوية الأمريكية في العراق، وهل يمكن فعلاً رؤية عراق آمن موحد.
إيران والأسلحة النووية:
اعترف (أوباما) بدور أمريكا في إسقاط حكومة (مصدق) في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين تلك الحكومة المنتخبة بأسلوب ديمقراطي، كما اعترف بوجود جو من عدم الثقة الذي ساد بين البلدين لعقود وأنه سيكون من الصعوبة بمكان، وأعرب عن النية والعزم على المضي قدماً في الحوار بدون شروط مسبقة وعلى أساس الاحترام المتبادل. كما أقر بحق الدول ومنها إيران بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، إلا أنه أكد على التزام أمريكا السعي من أجل عدم امتلاك أي دولة للأسلحة النووية.
إن مستقبل المفاوضات الأمريكية الإيرانية محكوم بصدق النوايا الأمريكية وترجمة لهجة التصالح إلى أفعال تعيد جو الثقة والقناعة لبناء علاقات مستقيمة واعدة.
الديمقراطية:
تخلى (أوباما) عن أسلوب فرض الديمقراطية الأمريكية أو الغربية عموماً على الشعوب بقوله: (لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي لأية دولة أن تفرض نظاماً للحكم على أية دولة أخرى، ومع ذلك لن يقلل ذلك من التزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب، حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ في كل دولة وفقاً لتقاليد شعبها). وهذا تراجع مهم عن أسلوب إدارة بوش التي كانت تسعى لفرض النمط الغربي للديمقراطية عن طريق التدخل المتعدد الأشكال.
الحرية الدينية:
جاء (أوباما) إلى منطقة مشهورة بالتسامح الديني، وتحترم فيها حرية العبادة منذ فجر التاريخ، فهي مهد الديانات الثلاث وتعايش أبناؤها عبر القرون بتسامح عكرته بعض الغزوات التي قامت على أساس ديني للاستيلاء على القدس.
ومع ذلك فهو يقول: (إن التعددية الدينية ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك "الموارنة" في لبنان أو "الأقباط" في مصر، ويجب إصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنة والشيعة قد أدى إلى عنف مأساوي لا سيما في العراق). وقال: (من الأهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسباً، فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها).
ما يلفت النظر هنا الإشارة إلى "الموارنة" و"الأقباط" دون باقي المسيحيين في الشرق، وكذلك إلى الفتنة المذهبية السنية الشيعية. إن أمريكا هي وراء الفتنة السنية الشيعية لأغراض سياسية، ونعتقد أن الوعي العالي للقيادات هو الذي أحبط هذه الفتنة وكشف أهدافها الخبيثة ونأمل أن تكون أمريكا (أوباما) قد تخلت عن هذه السياسة.
كلمة أخيرة:
لا شك أن هناك تغييرات مهمة في الأفكار والموضوعات التي طرحها (أوباما) في خطابه من القاهرة، كما أن هناك مواضيع أغفلها. لكن السؤال يبقى مشروعاً. ويتلخص في:
هل تعبر كلمات (أوباما) عن قناعاته وقناعات الإدارة الأمريكية؟ وإذا كانت تعبر عن ذلك هل يمكن أن تتحول إلى سياسات وممارسة عملية؟ وهل بإمكان (أوباما) أو إدارته تطبيق هذه السياسات؟.
إن الكثير يتعلق بمراكز القوى في أمريكا وأهمها البنتاغون والكونغرس الأمريكي واللوبي الصهيوني والشركات الاحتكارية، كما أن الاهتمام بالشأن الاقتصادي الأمريكي قد يشغل الإدارة والرئيس من ممارسة فاعلة في السياسة الخارجية.
وتعتبر إسرائيل عائقاً أساسياً في تطور السياسات الأمريكية وتوجيهها بما يخدم مصلحتها، ويمكننا قراءة صدى خطاب (أوباما) في زيارات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين ونواياهم.
أما العرب فالمطلوب منهم ألا يسارعوا ببساطة إلى التقاط الطعم والهرولة باتجاه تقديم التنازلات والتبرعات قبل ضمانة حقوقهم ومصالحهم، ونعتقد أن عليهم بذل جهد إضافي لتكريس القناعات المفيدة التي ظهرت في الخطاب وتطويرها لتشمل ما لم يقله (أوباما)، سواءً باللقاءات أو الحوارات التي تشرح وتوضح الحقائق والحقوق والتوصل إلى موقف موحد في التعاطي مع أمريكا.
أخيراً نقول طالما أن العبرة بالنتائج، فإن تحول هذه الوسائل والأفكار التي بعث بها (أوباما) في خطابه تحتاج إلى ممارسات وأفعال لتعطيها المصداقية، ممارسة وأفعال تقوم بها الإدارة الأمريكية، وهذا ما سنراقبه ونراه في الأسابيع والأشهر الهادمة.

لك تحياتي الأخ أيمن الدقر

أوباما برأيي هو فقط مطية لتلميع صورة أمريكا التي اهتزت كثيرا في العالم وخاصة في العالم العربي والإسلامي ، ومحاولة لتتخليصها من إرثها الأسود والثقيل ، والتراجع عن اخطائها القاتلة التي كلفتها الشيء الكثير مثل احتلالها للعراق الذي كشف عن عجزها وتعلقها بوهم بددته المقاومة العراقية الباسلة ، كما أنها استوعبت رغم غبائها وغطرستها دروس المقاومة في لبنان وغزة التي تحطمت على قاعدتها الصلبة خرافة التفوق العسكري الإسرائيلي ، وأربكت مخططات وفكرة الشرق الأوسط الجديد الذي كانت ولازالت تطمح إلى تحقيقه الامبريالية وربيبتها المدللة إسرائيل
وعلى الشعوب العربية أن تعتمد على نفسها في حل مشاكلها الكبرى وأن لا تتعلق بسراب يحسبه الضمآن ماء ، وأوباما لن يقدم الكثير لقضايانا .

مع تحياتي وتشكراتي على مواضيعك الهامة