المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤتمر السادس لفتح لن يحل ازمة حركة وازمة وطن



سميح خلف
14/06/2009, 04:42 PM
المؤتمر السادس لفتح لن يحل ازمة حركة وازمة وطن


منذ اوائل السبعينات والى الآن فشلت مؤتمرات حركة فتح في ان تحل ازمة برنامج وفشلت امام الضغوط الخارجية والمتغيرات الاقليمية التي حدثت واهمها الضربة المؤلمة التي تعرضت لها الثورة العربية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

لعبت المؤتمرات الحركية على احباط الفكر النضالي المقاوم كأطروحات حرب الشعب مثلا بمراحلها المختلفة ولقد مهدت المؤتمرات الحركية في صناعة ارضية لاحداث انهيارات تنظيمية وسياسية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني ومن الخداع ان نقول ان المؤتمر سيد نفسه وهذا مبرر لصناع القرار والتيارات المتحافصة في داخل حركة فتح على مدار تاريخها فالنقاط العشر التنازلية اصبحت النقاط العشرين ثم النقاط الثلاثين ثم نقاط اوسلو ثم نقاط دايتون والآن تأتي نقاط نتنياهو ونقاط اوباما في عملية انسجام واضحة نحو بناء دولة اسرائيل الشرق اوسطية ضمن صياغة اقتصادية امنية في المنقطة والقضية الفلسطينية هي مجرد عبور لهؤلاء فوق ظهر التاريخ وظهر الشعب والحقوق والمستحقات .

غريب حقا ً ان يولي ذوي الاهتمام اهمية كبيرة بالمؤتمر الحركي وهناك تجربة كبيرة يجب ان تكتسب من نتائج المؤتمرات الحركية السابقة ومجلسها الثوري "وفاقد الشيء لا يعطيه" .

شتان بين الفكر الفتحاوي المقاوم الذي عبر عنه النظام الاساسي والاهداف والمنطلقات وما عبر عنه الوعاء الشامل للشعب الفلسطيني من خلال الميثاق الوطني الفلسطيني ،فانحراف البوصلة بشكل معاكس ادى بالتيارات المتصارعة ما عدى القليل الى الارتماء في احضان المشروع العربي الموصوف بقصر نفسه وغايته في التخلص من اعباء القضية الفلسطينية ومن ثم نتيجة هذا العجز المطلق في القيادات العربية لهذه الحقبة ان تخضع رؤية العمل الحركي من خلال المنظور العربي تارة ومن خلال المنظور الصهيوني تارة اخرى ، فحركة فتح اصبحت كوكتيل من تيارات امنية مختلطة لهذا وذاك وبدون الدخول في التفاصيل ، فما تشهده حركة فتح الآن من اهتزازات بل انهيارات هي ناتجة عن صراعات غير مباشرة لأجهزة اقليمية ودولية والفعل الفلسطيني فيها هو مجرد متلقي وليس مقرر وهذا يتنافى مع انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .

اذا نحن بعيدين كل البعد عن فتح وانطلاقتها وهنا لا ننفي مع التطور في الاحداث الاقليمية والمستجدات من وجود آليات للتعامل مع تلك المتغيرات مع الاحتفاظ بالجوهر وبالاستراتيجية بعكس ما يحدث الآن.

من خلال التقييم لنوعية الصراعات في داخل اللجنة المركزية نستشف ان تلك القيادة ليست في مستوى المسؤولية ومن هو ليس في مستوى المسؤولية من السهل عليه ان يفرط او يبيع وبأي وسيلة ليثبت انه قادر على فعل شيء ،القيادة الفتحاوية لها احتمالين اما هي مصابة بعجز مطلق وفي هذه الحالة تهرب الى الامام في اتجاه اي مشريع تسويقية تتعامل معها ، او الاحتمال الثاني وهو الدخول في برنامج اتلاف وتفكيك حركة فتح عن طريق وعي مبرمج تجاوبا ً وانسجاما ً مع اختراقات مؤثرة زرعت في حركة فتح على مدار عقود متعددة وبمقابل هذه الاختراقات وفي توازن دقيق تمت تصفية ما يقابلها من قيادات تحفظ توازن المعادلة وتحفظ وتؤمن المنهجية الحركية كحركة ثورية نضالية اسلوبها الكفاح المسلح لتحقيق الدولة الديمقراطية .

تيار الاختراقات في داخل حركة فتح سعى على ان يبني جيلا ً وثقافة جيل مهادنة للصهيونية تتراوح اعمارهم من بين 22/23 يتدرب هذا الجيل في مدرسة دايتون في اريحا وعاصمة لدولة اقليمية اخرى ، هذا الجيل الذي لا يفقه شيء او يسعوا لأن لا يفقه شيئا ً عن تاريخ بلاده وفلسطين التاريخية وانطلاقة الثورة وعطائها وشهدائها وكل ما يفهمه هؤلاء ان وجودهم هو الحفاظ على المشروع الوطني ، اي مشروع وطني والوطن يباع ؟ واي مشروع وطني وهذا التيار يسعى جاهدا ً لضرب اي فكرة للمعارضة او يسعى لتكريس اعترافه بالدولة الصهيونية على ارض فلسطين وبمعدل 80% من اراضي فلسطين التاريخية .

المؤتمر الحركي السادس لن يحل مشكلة ولن يحل ازمة حركة وبرنامج حركة بل سيأتي اسوء مما قبله من حيث التفريط وتكريس المحاصصة والوراثة ، وليس من السهل عبر هذه المنظومة احداث اي اصلاح او انقاذ لحركة فتح من خلال هذا الاطار ، لقد اعد هذا الاطار وهم اعضاء المؤتمر اسنجاما ً مع تلك التيارات الاختراقية ونستغرب ممن يتعلقون في حبال ذايبة ويعلنون انهم قادرين على تصحيح المعادلة وتوجيه البوصلة الى وجهتها الاساسية ، لقد صرح محافظ مدينة الخليل المحتلة واثناء لقائه مع المخاتير والوجهاء ان مهمة الامن الفلسطيني مواجهة وملاحقة الخارجين عن القانون ويطلب من العشائر عدم التدخل في آليات تلك المواجهة والا سيتعرضون لحساب عسير ؟؟!!

وفي مدينة نابلس يصرح محيسن وقائد الامن هناك انهم سيضربون بأيدي من حديد على كل من يعرض خطة دايتون للخطر ، هذا هو جيل مدرسة الاختراق في حركة فتح ، فهل سينجب هذا المؤتمر ابناً شرعيا ً وقياديا ً شرعيا ً ؟؟ ام قياديا ً مبندقا ً ؟؟؟

بقلم / سميح خلف

م/هشام الجبلي
14/06/2009, 05:34 PM
الأمل عندي في أن يحل المؤتمر السادس
مشاكل فتح ويوصل جيل نظيف من القياديين إلى قمة فتح