المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقولُ فما جزائي- مصطفى سند



معتصم الحارث الضوّي
15/06/2009, 12:00 AM
أقولُ فما جزائي
مصطفى سند


أقولُ إذا تفرّد وجهُ قولي
ورفَّ عليهِ نورُ كبريائي
وقد نزلتْ خيولُ الشعر عندي
على رفٍّ توهّجَ بالضياءِ
أقولُ بأنها ومضتْ وشقّت
كنارِ البرقِ أنسجةَ الفضاءِ
بوجهٍ ينبضُ الإعجازُ فيه
خطيرَ الحُسنِ ناريّ البهاء
إذا كانَ الجمالُ له نظيرا
فقد فازَ الجمالَ بلا مِراءِ
تشبُّ محارقُ الخدين فيها
على لهبٍ توضّأ بالدماءِ
يُريق الليلَ كأن الليلَ موجا
تلاصقَ أنجما تحت الرداءِ
وسالَ سنابلا سوداءَ وأغفى
على الكتفينِ من فرطِ الحياءِ
وكنتُ أخافُ منه إذا تدلّت
بأفرعهِ قناديلُ المساءِ
فمن عجبي مددتُ إليه كفا
معذبة تراعشُ في عياءِ
تُزيحُ دناءة الأبصارِ عنه
وترسمُ فوقه قُبَل الدعاءِ
أقولُ، وما أقولُ، ولي بيانٌ
بريدُ الشأو سحريٌّ الأداءِ
قويٌّ حين أرسله صلاةً
معلقةً على شُرُفِ السماءِ
أقولُ بأن حظي مِنكِ شعري
ومجدُ الشعرِ أخلقُ بالبقاءِ
أقولُ عبرتُ هذا العمر أغفى
لديه مساهر السحُب الظماءِ
وماتتْ فيه أرملة الليالي
وشابتْ فيه سيدةُ النساءِ
وقفتُ مراهقا وجلستُ شيخًا
ببابِ الشعر أسألُ: ما جزائي؟!
جمالٌ حارتِ الألبابُ فيهِ
تقطّع دونَهُ نفَسُ الرجاءِ
ومال لا يحدّ وليس يحصى
تسيرُ بذكرهِ سفنُ الفضاءِ
تقدّم ذا جزاؤك غير أني
على فقري رجعتُ إلى الوراءِ

معتصم الحارث الضوّي
15/06/2009, 12:01 AM
ولد مصطفى سند في أم درمان في 1939، وعمل بوزارة المواصلات ووزارة الخارجية، ثم تفرغ للعمل الصحفي حيث تولى إدارة الهيئة القومية للثقافة والفنون.
يعد الشاعر مصطفى سند من الرواد الأوائل لحركة الشعر الحديث في السودان، والذين امتد تأثيرهم لأجيال عديدة أتت بعدهم، وبخاصة في فترة الستينيات، حيث رسخ، هو وأقرانه، صلاح أحمد إبراهيم، محمد المكي إبراهيم، النور عثمان أبكر، محمد عبد الحي، والذين كانوا إضافة متميزة للطلائع الذين كان منهم الجيلي عبد الرحمن، محمد الفيتوري، وتاج السر الحسن ومحيي الدين فارس.
خلّف المرحوم عدة مجموعات هي: ( البحر القديم)، (ملامح من الوجه القديم)، (عودة البطريق البحري)، و(أوراق من زمن المحنة)، و(نقوش على ذاكرة الخوف)، و( بيتنا في البحر).
وتميز شعره بنبرة غنائية عالية، وموسيقى متفردة، ولغة جزلة محتشدة بالتصاوير والأخيلة، كما أنه، إضافة إلى تفرده في الشعر، مارس النقد وله فيه إسهامات مشهودة، كما كتب القصة القصيرة والمقالة الصحفية، وكان نشيطا في المحافل والمنابر العربية، بشعره الرصين وإلقائه الجذاب.

توفي إلى رحمة مولاه في 23 مايو 2008 بعد أيام قلائل من رحيل صهره الشاعر المجيد محيي الدين فارس.

ابراهيم عقيل ابراهيم مادبو
17/06/2009, 06:48 PM
بارك الله فيك أخي معتصم

معتصم الحارث الضوّي
17/06/2009, 09:18 PM
أخي الفاضل إبراهيم
شكرا جزيلا لمرورك الكريم.

تقديري