المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوهام السكارى من خمر السلام الوهمي



غازي ابوفرحة
16/06/2009, 08:15 PM
أوهام السكارى من خمر السلام الوهمي
بقلم: غازي ابوفرحة

لقد سدد نتنياهو صفعة قوية لسكارى السلام الوهمي الفلسطينيين والعرب الذين أصيبوا بخيبة أمل شديدة من خطاب نتنياهو وكانوا يتمنون عليه أن يكذب عليهم كما كذبت عليهم حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ اتفاق أوسلو 1993 لغاية اليوم؛ وأصبح لسان حالهم كما قال الشاعر الشعبي اللبناني الذي رفضت حبيبته تحديد موعد لتأتي لمقابلته فقال لها: ... أولي بجي (قولي سوف آتي)...ولا تجي (ولا تأتي)....وبألف حجة اتحججي (وتعذري بألف عذر)...تا صب إيامي بكاس الانتظار (حتى أصب أيامي بكأس الانتظار)...وإسكر عخمرة وهم إنك رح تجي (وأسكر على خمرة وهم أنك سوف تأتين).
الكل سكارى ونتنياهو سكران بخمرة الصهيونية التلمودية والتي أسقتها بريطانيا لليهود كي يقومون بالدور المرسوم لهم في إنشاء إسرائيل كمشروع نفطي استعماري غربي صليبي ولتظل إسرائيل بؤرة فساد وتوتر في المنطقة العربية تقسم العرب عربين وتحول دون وحدتهم وتحافظ على الحكام الفاسدين الذين زرعتهم اتفاقية السايكس بيكو في المنطقة ، ليقوم الغرب الصليبي بنهب نفطها وإدامة هذا النهب مع تعاقب الأجيال ، لقد شرب نتنياهو الكأس حتى الثمالة وصدّق ترهات ارض الميعاد وارض السمن والعسل التي حشا الغرب الصليبي الاستعماري عقول اليهود بها ليقوموا بدورهم الوظيفي ليموت اليهود في الخطوط الأمامية من عمليات نهب النفط وما يتبعها من فعل ورد فعل بدلا من أن يموت جنود بريطانيا وفرنسا والمرينز .
إن اليهود اكبر سكارى في التاريخ ومشروعهم (إسرائيل) محكوم عليه بالفشل أن عاجلا أو آجلا لأنه يعتمد على القوة والقوة متغيرة والأيام دول والذي يلقي نظرة بسيطة على التاريخ يجد أن كثيرا من الأمم والإمبراطوريات سادت ثم بادت فما بالك في دويلة مجهرية مثل إسرائيل .
كما أن إسرائيل سكرانة من خمر القوة التي حصلت عليها من انتصارها في حرب حزيران 1967 فقد انتصرت على ثلاثة جيوش عربية في 6 أيام والذي ساعدتها فيه أمريكا ؛ ولكن هزيمتها في حرب رمضان 1973 لم توقظها من سكرتها لان أمريكا أقامت لها جسرا جويا وهدتها إلى ثغرة الدفرسوار عن طريق الأقمار الصناعية فحولت هزيمتها إلى نصر أعاد إليها سكرة القوة لكن قوتها لم تسعفها عام 2000 فاضطرت إلى الانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان ، وكذلك لم تسعفها قوتها التدميرية الهائلة في حرب لبنان عام 2006 حيث دمرت لبنان وطرقه وجسوره مدة 33 يوم ولم تحقق الانتصار وكذلك في حرب غزة عام 2008/2009 حيث دمرت القطاع وأجرمت بالأهالي مدة 22 يوما ولم تحقق الانتصار على مقاومين وليس جيوش في غزة ولبنان .
إن وجود إسرائيل هو وجود مهزوز لأنه غير طبيعي وغاصب وقد بدت إسرائيل كنملة في مهب الريح في حرب لبنان وحرب غزة وعند احتمال امتلاك إيران للقنبلة الذرية مع امتلاك إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي لكن رأسا نوويا واحدا معاديا لها يلغي وجودها الغاصب عن الخريطة ويحولها نقطة سوداء عابرة في تاريخ المنطقة.
لقد انطوى خطاب نتنياهو على نقاط تعجيزية تجعل ما يسمى السلام ( الوهمي ) مستحيلا؛ فقد رفض عودة اللاجئين رفضا صريحا بعكس السياسيين الاسرائيلين السابقين الذين كانوا يرفضونه رفضا مخادعا لترك مساحة للت والعجن واللف والدوران الذي يقوم به ما يسمى بالمفاوضين كذلك رفض وقف الاستيطان وإزالة المستوطنات من أل ( 22% ) من فلسطين والتي قبل بها اتفاق اوسلو، كذلك رفض قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وحدد سيادتها بالعلم والنشيد الوطني باستخفاف صارخ بالطرف العربي المقابل له المؤمن بما يسمى بالسلام الوهمي والذي يبني كل حساباته على أساس ذلك بما فيها معاداة أبناء قومه الذين يخالفونه الرأي ، كذلك فان إصرار نتنياهو على اعتراف الطرف العربي بيهودية إسرائيل يبين طبيعة إسرائيل العنصرية ويلغي وجود مليون وربع مواطن عربي في إسرائيل ويجعلهم يعيشون تحت الكرم الصهيوني الغاصب لأرضهم مع أنهم هم الأساس في الوجود على الأرض.
لقد خلع سكارى السلام الوهمي ملابسهم لإسرائيل حتى الداخلية منها وما زالت إسرائيل تطالبهم بتنازلات متبادلة ، فأي تنازلات يقدمونها وهم عراه ؟ ، وحولت مفاوضاتهم إلى مماطلات وهم زادوا من سكرتهم حتى الثمالة وأعلنوا أن الحياة مفاوضات وساعدهم في ذلك المتأكدمون الفلسطينيون الذين شربوا من خمر التأمرك والتصهين والتأكدم الطاووسية .
لقد قطع نتنياهو على أمريكا كل عمليات الخداع والتضليل التي قامت وما زالت تقوم بها وهي تتشدق بالعبارات الخداعية مثل : العملية السلمية... دفع عملية السلام ... خارطة الطريق ... رؤية بوش ... دولتين لشعبين ... طحن الماء السياسي في انابوليس ... الخ ؛ " لقد قطعت جهيزة قول كل خطيب " ؛ لقد سود نتنياهو وجه اوباما السكران بخمرة الخداع والذي يقوم بعمليات خداعية مكثفة وأتحفنا بخطابه المخادع في القاهرة والذي كتبته له المخابرات المركزية الأمريكية والتي هي كبير الكذابين والمخادعين والمتآمرين على العرب والمسلمين ؛ لقد تعامل نتنياهو مع اوباما معاملة الطفل المدلل الذي يفشل والده الكذاب أمام الناس .
إن إسرائيل وأمريكا وهم يتعاملون مع ما يسمى بالعملية السلمية (الوهمية) ينسون أو يتناسون أساس المشكلة وهي أن ما يسمونه بإسرائيل هي ارض فلسطين وأنهم هم الذين قتلوا وطردوا أصحابها الشرعيين إلى لبنان والأردن وسوريا ولحقوهم بالطيران الحربي يقتلونهم ويدمرون مخيمات لجوئهم ، وان ياسر عرفات عندما قبل باتفاق اوسلو الذي يعطي الفلسطينيين 22% فقط من فلسطين التاريخية يجب أن يقيموا له تمثالا لا أن يحاصروه ويسمموه ويقتلوه ويتراجعون عن الاتفاق فان هذا هو قمة الطمع الذي يؤدي إلى الهلاك .
لقد عاتبني احد الإخوة العرب وقال لي : انتم الفلسطينيون تضيعون الفرص ولم توافقوا على قرار التقسيم عام 1947 ؛ وقلت له كما قالت النائحة : " يا لايمني ريتك بحالي ... وريت حالك مثل حالي " ؛ وأضفت : لو أن لصا مدعوما من عصابة قوية سطا على بيتك وادعى ملكيته للبيت قبل ألفي عام وقتل نصف أولادك وبعد سنة حضر الجيران ورجال الإصلاح وقرروا إعطاء اللص نصف بيتك ؛ فهل تقبل ؟ ؛ فقال : لن اقبل هذا القرار.
احد السكرانين مزح معه صاحبه وقال له : الحق زوجتك بتولد بالمستشفى؛ فهجم على سيارته وركبها وشغلها وسار بها بسرعة عالية وشغل اشارت التحذير الأربعة والزامور بشكل متواصل واخذ يقطع إشارات المرور الحمراء بسرعة عالية إلى أن وصل إلى المستشفى القريب وأوقف سيارته ونزل منها ومشى في ممرات المستشفى بسرعة وأفاق من سكرته وقال لنفسه : أنا ليس لدي زوجة حامل ... ثم مشى فصحى على نفسه وقال : أنا غير متزوج... ؛ فركب سيارته وقفل راجعا .
إن ما يسمى بمعسكر السلام ( الوهمي ) الفلسطيني والعربي سكرانين حتى الثمالة لدرجة أنهم يتوهمون أن إسرائيل سوف تنسحب تأدبا وبدون ضغط من أراضي 67 ؛ بل يتوهمون أيضا أن أمريكا سوف تضغط لهم إسرائيل وتجعلها تنسحب صاغرة وتقدم لهم الدويلة المسخ على طبق من فضة ؛ كما أن نتنياهو السكران بخمر الصهيونية التلمودية يتوهم لفرط ثمله أن يلغي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ؛ وأيضا فان اللص الأمريكي السكران بخمر القوة والخداع والإجرام والإرهاب يتوهم أن يظل يخدع العرب والمسلمين إلى الأبد وان أمريكا لفرط سكرتها تتوهم أن علاج أزمتها يأتي بمزيد من اللصوصية والإجرام والإرهاب والخداع ؛ واني أنصحها أن تنسحب من العالم وتفرض على نفسها العزلة فهي أحسن دواء شاف لأزمتها المستفحلة وقد طبقت العزلة في انهيار عام 1929 وحصلت على نتائج جيدة في الخروج من أزمة الانهيار .
إن سكارى السلام الوهمي عندما يشتكون لأمريكا من ظلم إسرائيل فإنهم يطبقون المثل النسائي .." تشكي للموجعات بلاها" .
لان أمريكا هي أساس المشكلة وأساس الإجرام وأساس الإرهاب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غازي أحمد أبو فرحة – الجلمة – جنين – فلسطين ghazi_abufarha@yahoo.com
مؤلف كتاب تعاقب الأجيال (الجيل الباني والجيل المستهلك) www.abufarha.jeeran.com

فدى المصري
16/06/2009, 09:09 PM
هذا الوهم الذي قدمه نتنايهو للعرب لم يستيقظ بعد منه الواهمون ، وكذب من اشار بعهد جديد امريكي مع اوباما ضمن علاقة استراتيجية مع العالم الاسلامي ، وعبر ما اشار اليه بخطابه التاريخي من مصر، فكيف يمكنه ان ينصف العالم العربي والفلسطيني وهو محكوم اقتصاديا وسياسيا للصهيونية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عدا عن حسابات اقليمية مع ايران من جهة والعالم الاسيوي من جهة اخرى مرورا بسياسة الامريكي والاوروبية

تقبل مروري

سليمان النزال
24/06/2009, 10:00 PM
وماهو البديل؟؟
شكراً للدكتور على الطرح ، وبالطبع اختلف معك فى الرؤية القاتمة!
البديل هو حماس كما أستنتج.. ويالهو من بديل!!
حماس - مندوب الأخوان المسلمين فى فلسطين - فشل فشل ذريع..وقادت الأمور الي الأسوء..
فغزة عرت الحركة وجردتها من أخلاقيتها..فأجبرت الجميع الى الأنصياع الى مشروعها..وماذا كانت النتيجة؟؟

على أي حال..لاتقدم فتح النموذج الوطني المطلوب..فالفساد المالي وتورط بعض أفراد الحركة فى بعض القضايا أضر
بأي أنجازات حققت علي مدار عقود...

أوباما بتقديري يحمل رؤية جديدة..فمؤخراً رفض أجتماع ميتشل مع نتنياهو فى باريس احتجاجا علي موضوع المستوطنات
وليس بيد العرب الا لعب أوراقهم بحكمة لقيادة قضيتهم الى حلم الحقيقة...

أطيب المني..