المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروايات العربية الحديثة: فساد وفكر مدمّر،اقرأها وستندم



سهام جمال
17/06/2009, 10:00 PM
السلام عليكم . . .
بما أن تخصصي هو أدب اللغة الإنجليزية، فإن كل ما قرأته في الأدب للآن هوباللغة الإنجليزية
أو أدبا عالميا مترجما للعربية.
ومرّة، وجدت رواية عند أحد أقربائي اسمها "شيكاغو" أظن أنها للمؤلف علاء أسوان
و"تحامقت" وبدأت بقراءتها....
وليتني لم أفعل! ربما يستغرب البعض أو يستهجن أويضحك! .... لكنني عندما أنهيت قراءتها اكتشفت أنني
كمن قام باقتراف خطيئة! لقد أحسست أن الرواية "شرخت" كل ما هو جميل عندي. لقد أظلمت قلبي!
عندما أنهيت آخر صفحة كنت مصدومة بأن أعرف أن هنالك من بلغت بهم الوقاحة والانحطاط
(وليس "الجرأة" و"الحداثة" و"التنوير" كما يحلو لبعض الأغبياء والمفسدين الفاسدين تسميتها)
بأن يكتبوا ويتخيلوا أمورا لا يتصورها إلا عقل شيطان! لبئست المخيلة ولبئس الأدب!
وجفلت عندما تخيلت أن الكثير من الناشئة والصغار والمراهقين يقرؤون مثل هذه الروايات!
لم أستطع أن أتخيل أن إحدى طالباتي قد تمسك بهذه الرواية يوما ما وتقرؤها. ماذا ستفعل؟
كيف سيتغير تفكيرها؟ للأحسن أم للأسوأ؟هل ستبقى لديها أدنى درجات الخجل والحياء والبراءة؟
وتذكرت بأني كلما زرت وسط البلد في الأردن حيث المكتبات ودور النشر، فإن أول شيء يقابلك عند
مدخل الباب، موضوعا على أرفف جميلة، بكميات ونسخ هائلة وبصور وأغلفة جذابة هي هذه الروايات المفسدة
وعند استفساري من إحدى صديقاتي المتابعات للروايات الحديثة والكتاب العرب المعاصرين اكتشفت أن
قراءة مثل هذه الروايات هي تماما كمشاهدة الأفلام الإباحية إن لم تكن أقذر.
لقد قرأت للكاتب الكبير محمد قطب في "منهج الفن الإسلامي" أن الفن هو الجمال
وأن الأدب فن التعبير عن الجمال.
وأن الأدب الحقيقي يجب أن لا يناقض نظرة الإسلام للإنسان والكون والحياة أيا كان دين وفكر وأيديولوجية
الكاتب...
وأنا مقتـنعة تماما بهذه الرؤية للأدب. ولكل وجهة نظره. . .
أحيانا أتمنى لو أستطيع أن أحرق هذه الكتب والروايات في ميدان عام!
ما رأيكم؟ أذكر أنني لست مختصة بالنقد والأدب العربي، لكن هل من وقفة للمفكرين المثقفين الحقيقيين؟
هل من وقفة، بيان، معارضة لمثل هذا الانحطاط المسمّى بالأدب؟
هل من وقفة لأعضاء واتا والمفكرين والمتخصصين؟
هذا من قراءة رواية واحدة، الله أعلم كم من الشعر والنثر والقصص القصيرة والروايات تنتمي لهذا
الفساد ...
صححوني إذا كنت مخطئة وافتحوا عيني إن كنت مغمضة! لكن لا يقولنّ أحد إنني رجعية أو...
أقنعوني!
حمى الله الجيل القادم والأمة العربية الإسلامية من كل ما يرديها للهاوية ولكل ما ينزلق بها للأسفل ويدفعها
للخلف...
تحية للأمام!

أديب القصراوي
17/06/2009, 10:36 PM
تحية اخت سهام

وكمان أديبة يا سهام ، ما كتبتيه أعلاه هو نفسه رواية انيقة لغة هائلة وتركيب عربي لا يشوبه شائبة.

ما هذا التقديم المثير ...

مع خالصة مودتي

سليمان النزال
24/06/2009, 11:15 PM
شكراً للطرح ياسهام.
للأسف ، أصبح المُترجم - أكثر رقياًً - من المنتوج العربي أ و" المنسوب أليه على الأٌقل"
أعتقد ان الأمر يتطلب أكثر من وقفة..فهو يتطلب نقاش موضوعي موسع لقراءة أوضح لهذه الظاهرة
فى الأدب العربي.

أطيب تحية.

سهام جمال
26/06/2009, 08:06 PM
السلام عليكم . .

أشكركما للتعـقيب هنا. وصدقت أ.سليمان بأن الأدب المترجم أضحى أكثر رقيًّا من ما يسمى بالعربي.

وإني أتساءل: هل نستطيع أن نصنع فرقا وأن نقف بوجه مثل هذه الكتابات ونمنعها؟

هل من وقفة لواتا وأعضاءها من مفكرين ومثقفين وأدباء وشعراء؟

ما السبيل لنشر الأدب الراقي الذي يدفع نحو الجمال والسمو ويبعث فينا كل ما هو إيجابي؟ في حين أن مثل هذا

الأدب يقل قرّاؤه خاصة بين الناشئة . . .

ولا يفهمنّ أحد أنني أدعو للانغلاق والانعتاق في صومعة أفكارنا وأفكار من يشابهنا!

بل ديني وعروبتي علماني كيف أنفتح للحياة وللحبّ وللجمال. فأنا أقرأ الأدب والشعر العالمي للكثير من الكتاب والشعراء

الذين يخالفونني في ديني وقيمي وآرائي، لكنّ أدبهم يصنع فرقا لديّ بما يدفعني نحو التفكير والتغيير والتطوير.

وهذه هي رسالة الأدب الحقيقي.

(من شعرائي (غير العرب) المفضلين: شكسبير وطاغور الهندي)

هل سنرى تعـقيبات أخرى من السادة أعضاء واتا؟ أتمنى . .

أثناء ذلك، تحية طيبة لكما.

معتصم الحارث الضوّي
26/06/2009, 08:25 PM
الأخت الكريمة سهام جمال
الظاهرة أصبحت - يا لأسفي- مستشرية في السنوات الأخيرة، فأسهل وأسرع طريق إلى الشهرة الآن هو كتابة رواية ساقطة تمس بالمقدسات، أو تناقش القضايا الاجتماعية من منظور إباحي.
للأسف الشديد، فإن دور النشر العربية تتلاقف هؤلاء المؤلفين والمؤلفات لتنشر هذا الغثاء مضمون الأرباح. سقى الله أياما كان المبدع فيها يجتهد ثم يجتهد حتى ينال التقدير الأدبي، ومن ثم يحصل على عرض من دور النشر التي تبادر لنشر الرحيق. أما الآن، فكل من هبّ ودبّ، وامتلك قدرا من المال- أسرع بالنشر، والضحية هي القارئ العربي.

تقديري الفائق

يمامة
26/06/2009, 10:54 PM
اختي سهام

صح لسانك على كتابة هذه المقدمة الرائعة

وإتارة هذا الموضوع الحساس ، أسجل حضوي فقط

ولي عودة ان شاء الله لمشاركة مطولة حول هدا الموضوع

تقبلي مروري .

سليمان النزال
27/06/2009, 01:57 AM
ياسهام أنت قارئة متابعة للأداب الأنجليزي.
أرجو من أمثالكم نقل تجربتهم وأن يصيغو آرائهم ومقترحاتهم للنهضة بالقصة والرواية العربية التي أصابها ما أصابها من هذا التدني
وسنعزف قريباً عن قراءتها وعن كل ماهو " أدب عربي "!!

خالص المحبة والود..

سعيد نويضي
27/06/2009, 04:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخت سهام جمال...

الأدب الساقط أو المنحل أو الرديء بالمعنى الفني للكلمة هو نوع من انعكاس لواقع و لنسيج من العلاقات إما قائمة بالفعل أو تسعى لتأسيس هذا الواقع حتى يصبح شيئا عاديا...لكن بالمقابل هناك الأدب الرفيع أو الراقي أو الجميل بالمعنى الفني للكلمة الذي يحاول أن يبقي على القيم الجمالية و الخيرية و الراقية التي لا تنزل بالإنسان إلى مستوى البهيمية و لا ترفعه إلى مستوى الملائكية...

فالتعامل مع الأدب باعتباره مرآة يعكس ثقافة معينة ينطلق هو الآخر من شروط اجتماعية و اقتصادية تحاكي الواقع بطريقة فنية جمالية...فمسألة "الإباحية " في الرواية أو الشعر أو القصة عرفها التاريخ الأدبي العربي كما عرفها التاريخ الأدبي الغربي...و تجديد المقال باسم الحداثة أو باسم الحرية أو تحت أي اسم آخر هو انعكاس لغلبة منطق السوق على باقي القطاعات الأخرى..و الفن عموما هو قطاع منتج على اعتبار أن أغلب الروايات يعاد كتابتها سيناريوهات و تصبح أفلاما تدر أرباح طائلة...لكونها بكل بساطة تخاطب الحس الغريزي في الإنسان و لا تخاطب الحس الجمالي فيه...لذلك وجدت الرواية التي من هذا القبيل الرواج و التسويق في غياب حصانة فكرية تستهلك دون تمييز ما هو كائن دون النظر في النتائج او العواقب...

موضوع موجع في حد ذاته لكنه من صميم واقع لا يعرف نفسه بنفسه...فهو يحتاج أي الواقع لمن يعرفه بنفسه...و قد اثرت موضوعا قد تكون لواتا العزيزة مسئولية كبرى في مواجهة هذا النوع من الأدب الذي يزيد الطين بلة بل يزيد الطين مرارة و تقززا...

دمت بألف خير و في رعاية الله جل و علا...